المحكمة الشرعية ببينونة زوجته منه ، وهو يعيش الآن في الغرب.
وهنا نقاط لابدّ من ذكرها :
النقطة الأُولى : هي وجود الحقيقة ، ولابدّ من وجود الحقيقة سواءً كانت هذه الحقيقة هي حقيقة الحقائق ومحقّق الحقائق وموجد الحقائق ومقرّر الحقائق والمثبت للحقائق ، وهو الله سبحانه وتعالى على مبنى الموحّدين أو حتّى على مبنى الماديين الذين يؤمنون بأنّ المادة لها حقيقة أو الذي ولّد المادة له حقيقة وإلاّ لو لم تكن للمادة حقيقة فلِمَ هذه البحوث العلمية الكثيرة ، هل هي بحث وراء سراب أو بحث وراء حقائق؟ طبعاً بحث وراء الحقائق.
إذاً البحث العلمي يجب أن يبحث عن الحقيقة.
النقطة الثانية : أنّ السير البشري في العلوم التجريبية وإن ازدادت وتيرته بصورة مضاعفة إلاّ أنّه لن يقف عند حدّ من الحدود وعند درجة من الدرجات.
والنتيجة أنّ البشر لن يصلوا إلى الكمال العلمي بحسب الواقع والحقيقة ، بل إنّ البشرية ستظلّ تبحث وتبحث عن الحقيقة ، وهذا دليل على النقص والعجز البشري في بلوغ الكمال ، والحاجة إلى الله جلّ جلاله ; لأنّه هو المحيط بكلّ الحقائق ومطلق الوجودات ، ويعلم بكلّ القوانين والمعادلات.
ومن خلال النقطتين السابقتين نستطيع أن نردّ بأنّ البشرية لم تصل إلى مرحلة النضج البشري ، وعدم الوصول هذا يدلّ على الجهل البشري ، والله يعلم إلى أيّ درجة سيكون الفارق بيننا وبين الأجيال القادمة في التقدّم العلمي وأساليب المعيشة.
إذاً البشر لم يصلوا إلى سنّ الرشد ، ولم يستغنوا عن وصاية السماء ; لأنّهم لا يزالون يعيشون المحدودية في التفكير ، ولا يستغنون عن العالم المطلق الذي يحيط بالأدوار الزمنية والعوالم المختلفة وأُصول الخلقة البشرية والموجودات