بعض المحاور في هذا العهد
التي لم تسجّلها المحافل القانونية
المحور الأوّل : أهمية الطبقة العامّة في المجتمع
وفي فهمي القاصر أنّ هناك بعض المدارك لم تسجلّلها المحافل الحقوقية والقانونية ، وهي تعبير أمير المؤمنين عليهالسلام في عهده لمالك الأشتر : « وليكن أحبّ الأُمور إليك أوسطها في الحق ، وأعمّها في العدل ، وأجمعها لرضى الرعية ، فإنّ سخط العامّة يجحف برضى الخاصّة ، وإنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضى العامّة » ، وهذه معادلة اجتماعية يطرحها أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأمير المؤمنين يقول : إنّه يجب مراعاة مصلحة العامّة ، وعدم الاكتراث بمصلحة الطبقة الخاصّة ، سواء كانت العائلة الحاكمة ، أو الطبقة الإقطاعية ذوي القدرة والنفوذ ، وهذا الوباء السرطاني في النظام الاجتماعي إياك إياك أن تراعيه ، وإذا راعيتها كما فعل من سبق أمير المؤمنين عليهالسلام في الحكم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فستكون النتيجة ما آل إليه أمر المسلمين حين انقضّوا على مركز الخلافة ، أمّا أمير المؤمنين عليهالسلام فقد راعى مصلحة العامّة على حساب مصلحة الطبقة الخاصّة ، وهذا الذي انطلق منه سيد الشهداء عليهالسلام ، حيث راعى مصلحة العامّة على حساب مصلحة الخاصّة ، وأهل البيت عليهمالسلام ومن قبلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله كانت حربهم مع تلك الشجرة الإقطاعية المتمثّلة في بني أمية أيام الجاهلية وأيام الإسلام ; لأنّها شجرة تسبب الحرمان لعامّة الناس ، والحرب لم تهدأ بين بني هاشم من جهة وبني أمية وآل زياد وآل مروان من جهة أُخرى ; لأنّهم جبهات الإقطاع والاحتكار والاستئثار ، ولذلك لم يداهنهم أهل البيت عليهمالسلام أبداً ; ولأنّ أهل البيت عليهالسلام يريدون عدالة المجتمع وإنصاف