الحب والطمع والخوف أُمور مطلوبة في الإنسان المؤمن
إذن جهة الحب وجهة الخوف وجهة الطمع كل هذه الجهات مطلوبة في الإنسان وإن كان بينها تفاوت ، وبيان ذلك : أنّ الإنسان له ثلاثة أبعاد فالفكر يسبح في عالم المعاني ، ولا يناسبه جمال البدن ، كما لا يناسبه لسع النار ، فلابد أن يكون الداعي للفكر في عبادته هو الحب الإلهي وجماله ، وهناك البعد السبعي الغضبي في الإنسان ، وهذا لا يناسبه إلاّ التخويف من النار لكي نستطيع ترويض هذا الجانب ، وهناك غريزة حب التملك وجانب الشهوة الموجود عند الإنسان والتي يناسبها التشويق بالجنّة.
أهل البيت عليهمالسلام لا يريدوننا أن نقتصر على الخوف ونترك الحب والطمع
وتعبير أهل البيت عليهمالسلام عن الذين يعبدون الله خوفاً بأنّها عبادة العبيد ، إنّما يريدون بها أنّه إذا اقتصر الإنسان في عبادته لله على دافع الخوف وترك جانب الطمع والحب ، فإنّ هذه هي أدنى مرتبة من مراتب العبادة لله
إذن فأهل البيت عليهمالسلام ليسوا في مقام ذمّ العبادة خوفاً من النار ، ولذلك نرى الكثير من النصوص الشرعية ، من آيات القرآن الكريم (١) وادعية لأهل البيت عليهمالسلام (٢) تحتوي على كلمات مؤثّرة في التخويف من النار.
أهل البيت عليهمالسلام في مقام فتح الأُفق أمام الإنسان المؤمن
وإنّما أهل البيت عليهمالسلام في مقام فتح الأُفق أمام الإنسان لكي يطّلع على أنواع العبادة الراقية ، ويطبّقها جميعاً في حياته ، وما قلناه في عبادة العبيد خوفاً من النار ينطبق على عبادة التجار والطمع في الجنّة والأعلى منهما وهو ذلك الذي يشتاق
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ٢٤ : آل عمران (٣) : ١٣١. وغيرهما كثير.
٢ ـ كدعاء كميل ، وغيره كثير.