العصبيّة ، أنّ يحبّ الرجل قومه ، ولكن من العصبيّة أن يعين قومه على الظلم » (١) ، إذن إذا تعصّبت لقومك حرصاً على خدمتهم أو أداء حقوقهم أو المطالبة بحقوقهم فليست تلك عصبيّة ، بل هي نزعة غرسها الله في الإنسان.
الحسين في مواجهة الظلم
فالآية الكريمة تؤكّد على ثلاثة أصول إيجابية في مقابل ثلاثة أصول مدمّرة للمجتمع المتمثّلة في قوله تعالى ( وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْىِ ) (٢) ، وقال أبو عبد الله الحسين عليهالسلام : « عباد الله إنّي عُذت بربّي وربّكم أن ترجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب » (٣) ، الحسين عليهالسلام يطلب العون والمدد من الله في مواجهة الاستكبار والظلم.
العدالة والسعادة
انتهينا إلى أنّ العدل له واقعيّة وحقيقة ، وأنّ بالعدل يقنّن القانون ، ومن الخطأ أن يكون القانون هو المحور بدلا من العدل ، وهناك من يطرح أنّ العدل هو أنشودة وسيمفونية الضعفاء والمحرومين ، أمّا الأقوياء فلا ينشدون العدالة ، وإنّما ينشدون القانون ، وقد قلنا : إنّ العدل له واقعية ; لأنّ العدل هو وصول كلّ ذي قابلية إلى كماله المنشود أو كماله المقرر في التكوين من قبله تعالى ، الله قرر لكلّ موجود مسيراً للوصول إلى كمال معيّن.
وسنرى أنّ هناك نوعاً من التقارب بين السعادة والعدالة ، وهل أنّ السعادة هي العدالة أم أنّ لها تعاريف أُخرى؟ باعتبار أنّ العدالة هي التي تؤمِّن وصول كلّ ذي
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ٥ : ١٩٩٢ ، الحديث ١٣٠٣٨.
٢ ـ النحل (١٦) : ٩٠.
٣ ـ الكامل في التاريخ ٤ : ٦٣.