الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) (١).
وهذا الصراط هم أهل البيت عليهمالسلام ; لأنّهم مطهّرون ومعصومون ، فهم صراط مستقيم ، وهذا الصراط ليس صراط النبي صلىاللهعليهوآله لوحده ; لأنّ الآية لم تقل : ( صراط الذين أنعمت عليه ) ، وإنّما قالت : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) بالجمع ، فهم أهل البيت المعصومين عليهمالسلام الذين لا يصحّ وصفهم مطلقاً بأنّهم مغضوب عليهم أو أنّهم ضالين ، أمّا غير المعصوم فقد يغضب الله عليه إذا عصى ، وقد يضل كما يضل الآخرون ; لأنّه غير معصوم ، وأهل البيت عليهمالسلام هم الذين باهل بهم النبي نصارى نجران ، واختارهم من بين جميع الأُمّة بما فيها الصحابة وزوجات النبي صلىاللهعليهوآله ، ولو تتبعنا تاريخ أهل البيت عليهمالسلام لما رأينا أنّهم ضلّوا في أيّ جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً.
حديث الفرقة الناجية كدليل على ما نقول
وفي حديث الفرقة الناجية الذي رواه المسلمون ، واتّفقوا عليه ، والذي يتضمّن هذا المعنى : « ستفترق أُمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناحية ... نفس هذا الحديث يستفاد منه ما ذكرناه من التفريق بين الإسلام والإيمان ، فهو لم يخرج غير الناجين من الإسلام ، ولكنه اعتبرهم من » أُمتي « ، أي : من المسلمين ، مع أنّهم من غير الناجين ، ومن غير المعقول أن تكون النجاة التي اعتمدت عليها الفرقة الناجية هي نجاة تعتمد على فرع من الفروع ، وليس على أصل من الأُصول.
إخوانناً أهل السنة والجماعة يرون أنّ من لا يعتقد بفضائل الخلفاء الثلاثة الذين حكموا بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، أو فضائل زوجات النبي ، ومن ينتقد هؤلاء وينكر
__________________
١ ـ الفاتحة (١) : ٦ ـ ٧.