قانون وأدلة تحكم الله تعالى ، بل هو الحاكم على كلّ القوانين ، وهذا صحيح ، ولكن كيف يتمّ تفسير « هو الحاكم على القوانين » ، هل المقسود أنّ القوانين ليس لها سنّة من ذاتها؟
الله تعالى ، والهدف والغاية
ويشبّثون بدليل آخر ، وهو : أنّ الله تعالى غنيّ عن اتّخاذ الهدف والغاية ، والفاعل إنّما يفعل شيئاً لهدف أو غاية ، ولكن الله غنيّ عن الغاية ، وأنّ الله يفعل ما يفعل ليس لغاية ; لأنّه غير محتاج إلى الغاية ، فالحكمة هي ما فَعَلَ الله تعالى ، لا أنّ هناك غاية من البدء يسير الفعل الإلهي نحوها.
العدالة ، وتعذيب البريء ، والإنعام على المجرم
ويقولون : « لو عذّب الله المقتول البريء لكان ذلك هو العدل ، ولو أنعم على السفّاح الغاشم لكان ذلك هو العدل ، لكن سنّته جرت أن ينعم على المظلوم ، ويعذّب الظالم باعتبار أنّ الله مالك كلّ شيء ولا يملكه شيء » (١) ، وفي ظلّ هذه الأدلة التي ذكروها نشأت مدرسة القدرية ، وهي مدرسة قديمة ، ولكنّها تبلورت بعد ذلك بصورة أوضح ، وحاولوا تطعيمها بأُطُر علميّة في ظلّ المدرسة الأشعرية.
هل ما يقع تكويناً يوافق إرادة الله؟
يزيد عندما خاطب العقيلة زينب عليهاالسلام كان يخاطبها من منطلق أنّ الله أعطاه الملك ، واستناداً إلى هذا المنطق ، وهو أنّ ما يقع تكويناً هو الصحيح ، وهو الموافق لإرادة الله.
وهذه الشبهات توجب ضعف الأُمّة وإجهاضها وتخاذلها تجاه قضاياها
__________________
١ ـ راجع أدلة الأشاعرة هذه والردّ عليها إلى دلائل الصدق ٢ : ٣٤٦ ، ٤٣١.