المدرسة الهرمونطيقية « قراءة النص »
هذه المدرسة تحمل في طيّاتها فكرة التعدّدية التي تحمله البلوري ألسم ، وهي مدرسة الألسنيات التي تهتم بقراءة النص ، فالنقد الأدبي أخذ يتوسّع بصورة كبيرة ، وعلوم اللغة آخذة في التوسّع في كلّ اللغات ، بشكل علوم متعدّدة ، فعلى سبيل المثال : كانت اللغة العربية مقتصرة على علم المفردات اللغوية وعلم النحو والصرف ثم البلاغة ، ومن الجدير بالذكر أنّ مؤسس علم النحو هو أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، كما ذكر السيد حسن الصدر في كتابه الشريف « تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام » (١) ، أمّا الآن فعلوم اللغة قد توسّعت فأصبحت تضمّ فقه اللغة والاشتقاق وهو علم غير علم الصرف والنحو والنقد ، وغيرها.
وعلم البلاغة ليس مقتصراً على علم اللغة العربية وهو موجود في اللغات الأُخرى ، مثل : اللغة الإنجليزية ، مع أنّ الإنجليزية تنتمي إلى أُسرة لغوية تختلف عن الأُسرة اللغوية التي تنتمي إليها اللغة العربية ، والمعاني في اللغات واحدة ، وإنّما الألفاظ مختلفة ، فلفظة « ماء » في العربية و « آب » في الفارسية و « واتر » في الإنجلزية جميعها تدل على حقيقة واحدة لهذا السائل المعروف.
أمّا كيفية التركيب والدلالة فهي مشتركة بين اللغات ، فالجملة الإسمية يمكن أن تكون في كلّ لغة من اللغات ، وهكذا الجملة الفعلية والفعل والفاعل ...
نشأة النقد الأدبي
النقد الأدبي لا يقتصر على لغة معيّنة ، بل هو يشمل كلّ اللغات ، وقد كان في بداياته يعتمد على تفسير المفردات وبعض التراكيب اللغوية ، ثم أخذ النقد الأدبي بدراسة النص دراسة شاملة تحلّل كلّ حيثيات النص الأدبي ، ودراسة البيئات
__________________
١ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٤٠.