موضوع العولمة من جهات مختلفة ، وتوازن بين جهات الوفاق وجهات الاختلاف.
القرآن الكريم يأمر بالإصلاح المبني على العدل
ومن الآيات التي تكلّمت حول بحث العولمة ، هي قوله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الاُْخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (١).
لِمَ قيّد القرآن الكريم الإصلاح بالعدل؟ وهو يعني : إنهاء القتال والمواجهة العسكرية ، والتراضي لا عن طريق الضغط العسكري أو الضغط الإعلامي ، والقرآن لايدعو إلى الصلح بأيّ طريقة ، وإنّما الصلح القائم على العدل والقسط.
العولمة في مرحلة التطبيق الإسلامي
النبي صلىاللهعليهوآله في السنة الثالثة من الهجرة دعا المقوقس ملك القبط ، ودعا هرقل ملك الروم ، ودعا كسرى ملك الفرس ، ودعا النجاشي ملك الحبشة إلى الإسلام ، وكان خطاب النبي صلىاللهعليهوآله لهم بهذا الشكل : « بسم الله الرحمن الرحيم. من محمّد رسول الله عبده ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ـ مثلا ـ وسلام على من اتّبع الهدى. أمّآ بعد فإنّي أدعوك برعاية الإسلام أسلم تسلم ... » (٢) ، وذكر النبي في رسالته إلى هرقل والمقوقس ، قوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا
__________________
١ ـ الحجرات (٤) : ٩.
٢ ـ بحار الأنوار ٢٠ : ٣٨٦ ، باب مراسلاته الى الملوك ، وكذا دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الاسلامية ٢ : ٧٠٦ ، فقد ذكر الرسائل جميعاً.