ابن سينا من الفرقة الإسماعيلية
وكان والد ابن سينا من الفرقة الإسماعيلية ، وهي من فرق الشيعة ، وابن سينا كان يتمتّع بنبوغ وقدرة فكرية كبيرة ، وقد ولد بعد قرن من مدرسة أبي الحسن الأشعري الذي تتّبعه أكثر المذاهب الإسلامية من غير المذهب الإمامي ، وقسم آخر من المسلمين يتّبع المذهب المعتزلي.
تأثير ابن سينا على قافلة الفلاسفة من بعده
وكان ابن سينا النابغة الذي وصفه البعض لشدّة نبوغة أنّه واحد لا ثاني له ، وإن كنت لا أعتقد فيه هذا ، ولكن من المسلم أنّه نابغة ، مع ذلك تأثّر ابن سينا وقال : حسن العدل وقبح الظلم ليس أمراً بديهياً ، وبعد تأثّر ابن سينا تأثّرات قافلة الفلاسفة من بعده ، وحتّى فلاسفة الإمامية تأثّروا بهذا الرأي ، وتسرّب هذا الرأي إلى الكتب الفقهية ، ولكن بحمد الله فإنّ الأكثرية من الفقهاء لم يتأثّروا بهذه الشبهة.
استقلال المذهب الإمامي عن الأنظمة الحاكمة
وقد سخّرت السلطات الحاكمة هذه الأفكار في خدمة بقائها وسيطرتها على الأُمور ، وقد تميّز المذهب الإمامي بأنّه مذهب مستقل فكرياً ، ومتحرّر من سيطرة الأنظمة الحاكمة.
رأي الأشعري في حسن العدل وقبح الظلم
أبو الحسن الأشعري كان ممّن تبنّى رأي أنّ العدالة ليس لها حقيقة عينية ، وإنّما هي أمر فرضي أدبي.
والحسن له معان ثلاث : المعنى الأول : هو الكمال.
والمعنى الثاني : هو الملائمة ، أي : ما يستحسنه الإنسان ، وأمّا ما لا يلائمه فهو ما ينفر منه ويستقبحه ، فالملائم حسن للطبع.