فينبغي علينا أن نأخذ بأخلاق البيئة غير الإسلامية ، وهذا الغزو الثقافي يستهدف تمييع المجتمعات الإسلامية بحيث تستسيغ وجود الميوعة الأخلاقية والزواج بين المثلين إلى غيرها من مشاكل الانحطاط الأخلاقي ، حتّى أنّهم قد لا يبيحون أموراً منحرفة ، ولكنّهم يقولون : إذا تغيّرت البيئة فستكون هذه الأُمور المنحرفة أُموراً مستساغة وتكتسب الصفة القانونية ، ومن يعارضها حينئذ فهو معارض للقانون وخارج عليه ، وهم يقولون : إنّ العرب باعتبارهم يعيشون قوّة في الغريزة الجنسية فلذلك حرّم عليهمالسلام النظر إلى شعر المرأة ; لأنّهم يستثارون بسرعة ، أمّا غيرهم فالأمر يختلف ، ففي المجتمعات التي ليس لديها قوّة في الغريزة الجنسية لا بأس أن يباح النظر إلى شعر المرأة ، مع أنّ الإحصائيات التي نشرتها جريدة الشرق الأوسط قبل مدّة تبيّن أنّ أكثر من ٩٠% من الموظّفات الأمريكيات في القطاع الخاص يتعرّضن للتحرّش الجنسي من قبل الرجال ابتداءً من رمش العيون مروراً بسطو الأيدي وصولا إلى الاغتصاب ، وهذا يناقض ما يقولونه من أنّ شعر المرأة وجسمها غير مثير لتلك المجتمعات ، وأكبر دولة حققت رقماً قياسياً في اعتداء الآباء على بناتهن هي بريطانيا ، فهم ينقلبون على الفطرة ويدخلون الجحيم ، ومع هذا فإنّهم يدعوننا لدخول جحيمهم.
الشبهة قديمة حديثة
وهذه الشبهة قد ذكرها في الزمان الماضي أبو الحسن الأشعري (١) الذي تتبعه الكثير من المذاهب الإسلامية.
__________________
١ ـ كتاب اللمع : ١١٥. شرح المقاصد ٤ : ٢٨٢.