عليهم أفعالهم ، يعتقدون أنّ هذا الشخص ليس مؤمناً ، وإنّما هو مسلم فقط ، وإن كانوا يعتقدون بأنّ الخلافة من فروع الدين ، وليست من أُصول الدين ، كما ذهب إلى هذا الرأي التفتازاني في شرح المقاصد (١) ، والشريف الجرجاني في شرح المواقف (٢).
إذن أهل السنّة يبنون العقيدة على ما حدث بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، وهم يعتقدون أنّ فضائل الثلاثة الذين حكموا بعد النبي صلىاللهعليهوآله أدلتها قطعية ، وينفون الإيمان عمّن لا يعتقد بها ، ولكن لا يقولون بكفره ، هذا إذا استثنينا التكفير بين المتعصّبين.
ومذهب أهل البيت عليهمالسلام يعتقد أنّ أدلة إمامة الأئمة عليهمالسلام واعتبار الإمامة من أُصول الدين تستند إلى أدلة قطعية ، وأنّها من لوازم الإيمان إلاّ أنّهم لا يكفّرون من لا يعتقد بها ، بل يعتبرونه مسلماً ، ولكنه ليس مؤمناً.
السيد المرتضى والشيخ الطوسي والشيخ المفيد ، قالوا : إنّ النص تارة يكون نصّاً جليّاً ، وتارة يكون نصّاً خفيّاً ، والمنكر للنّص الجلي يخرج عن ظاهر الإسلام ، أمّا المنكر للنصّ الخفي ، فلا يخرج عن ظاهر الإسلام ; لأنّه ربما يعذر لعدم فهمه للنصّ الخفي ، وقد يكون النصّ خفياً ومع ذلك يحمل في طيّاته دليلا يقينياً (٣).
وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها ، وهي أنّه قد يرد تعبير الكفر لبعض المسلمين ، ولكن لا يعتبر تكفيراً في مقابل الإسلام أو أنّه إخراج من الدين الإسلامي ; لأنّ الكفر على درجات ، منها : كفر النعمة ـ على سبيل المثال ـ وقد ورد الكفر تعبيراً عن عدّة معاني في القرآن الكريم.
__________________
١ ـ شرح المقاصد ٥ : ٢٣٢ ، الفصل الرابع ـ في الإمامة.
٢ ـ شرح المواقف ٨ : ٣٤٤ ، المرصد الرابع في الإمامة ومباحثها.
٣ ـ الشافي في الامامة ٢ : ٦٧. تلخيص الشافي ٢ : ٦٥.