وكلام صحيح ، كما يذهب إلى ذلك السياسيون في زماننا باعتبار أنّ وجود قواعد جماهيرية للإمام موسى الكاظم عليهالسلام يشكّل شبه دولة لها قوّتها وتأثيرها ، وكان هذا النفوذ يشكّل هاجس وقلق في الدولة الأموية والدولة العباسية اتجاه الإمام المعصوم الذي عاصرها.
من أهداف الإمام الحسن عليهالسلام من الصلح الإبقاء على نفوذه في أتباعه
فالإمام الحسن كان يدرك أنّ له نفوذ معيّن في شيعته ، وكان حريصاً على المحافظة عليه ، والذي فعله في صلح معاوية هو أمر شبيه بالكرّ والفرّ الذي تقرضه التوازنات السياسية ، وأنّه لو حارب معاوية لهزم وفقد هذا النفوذ.
أحاديث نبويّة في فضل الإمام الحسن عليهالسلام
ومع ما تميّز به الإمام علي عن الإمام الحسن عليهماالسلام من أنّ الإمام علي عليهالسلام أوّل من أسلم بالإضافة لقتاله مع النبي ومنزلته وقربه منه إلاّ أنّ الإمام الحسن عليهالسلام له مميّزات لم تكن علي عليهالسلام ، لأنّه سبط النبي والسبطيّة لها مدلولاتها ومؤداها الخاص ، بمعنى الامتداد الشرعي لذلك النبي ، وهذا حديث عقائدي لا أريد الخوض فيه.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله « ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا » (١) ، وقال صلىاللهعليهوآله : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (٢) ، وهذا الحديث رواه الترمذي (٣) وأحمد بن حنبل (٤) والحاكم الذي قال : « قد صحّ من أوجه كثيرة ، وأنا أتعجب أنّهما ـ أيّ :
__________________
١ ـ ميزان الحكمة ١ : ١٥٣ ، الحديث ١١١٧.
٢ ـ ميزان الحكمة ١ : ١٥٢ ، الحديث ١١٠٨.
٣ ـ الجامع الكبير ٦ : ١١٣ ، الحديث ٣٧٦٨ ، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي.
٤ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ١٧ : ٣١ ، الحديث ١٠٩٩٩.