(شيبـة الحمد) بـالحنان تولّى
|
|
بُرعمَ الورد فـي النبات الطرير
|
فنمــا أحمد بـظلّ كـريـم
|
|
كـانبـلاج الضحى وسري العبير
|
وقضى شيبـة العظيـم فمالت
|
|
دولـة الظل عـن يتيـم العطور
|
ومضت بعـد (شيبة) بنتُ وهبٍ
|
|
فغـدا الطفل زهـرة فـي الهجير
|
يـا أبا طالب فـدتك السجايا
|
|
من مجير سمح الجنان نصور ...
|
وثمة نقطة اشتراك اُخرى بين الملحمتين
من حيث الشكل والوزن. فكلا الشاعرين التزما بحر الخفيف ولم يخرجا عنه ، إلاّ
انّهما افترقا من جهة القافية. فالفرطوسي التزم قافية واحدة في تمام ملحمته وهي
قافية الهمزة المكسورة ، بينما آثر الشاعر بولس تنوع القافية فبدأ ملحمته بقافية
الياء المفتوحة :
يـامليك الحيـاة أنـزل عَلَيَّـا
|
|
عزمة منك تبعث الصخر حيّا
|
ثم انتقل إلى قافية الميم الساكنة :
كـان فـي ذلك الزمان القاتمْ
|
|
في رمال الحجاز شعب عارم
|
ومن ثم إلى الهمزة المكسورة :
قلت : يا رب يا اله السماء
|
|
استجبني يامنقذ الضعفاء
|
وهكذا دواليك حتى آخر الملحمة. ويعد هذا
الفارق ـ وحدة القافية عند الفرطوسي وتنوعها عند بولس سلامة ـ من مميزات الشعر
النجفي عن الشعر اللبناني. فقد سبقت الاشارة إلى أنّ شعراء النجف يؤثرون وحدة
القافية بغية
__________________