القسم الثالث
الاشتقاق ويسميه بعضهم الاقتضاب أيضا
وهو من باب التجنيس ، وإن عدّ أصلا برأسه
وهو أن يجيء بألفاظ يجمعها أصل واحد في اللغة كقوله تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ) .. وقول أبي تمام :
عممت الخلق من نعماك حتى |
|
غدا الثقلان منها مثقلان |
قال المصنف عفا الله عنه : هذا الباب أولى بأن يكون من أجناس التجنيس ، والآية التي استشهد بها هي من التجنيس المغاير ، والبيت الذي استشهد به من التجنيس المماثل. وسنذكر أجناس التجنيس وأقسامه في فصل مفرد بعد ان شاء الله تعالى .. ومما يشبه هذا النوع وليس منه ويسمى المشابهة قوله تعالى : ( إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ ) .. وقول البحتري :
وإذا ما رياح جودك هبّت |
|
صار قول العداة فيها هباء |
ذكره الزنجاني في تكلمته ..
قال ابن الاثير : الاشتقاق على قسمين : صغير. وكبير. فالصغير أن تأخذ أصلا من الأصول فتجمع بين معانيه ، وإن اختلفت صيغه ومبانيه كتركيب س ل م فإنك تأخذ معنى السلامة في تصرفه ، نحو سلم وسالم وسلمان وسليم والسليم للديغ أطلق عليه ذلك تفاؤلا بسلامته. وعلى