تفسير البغوي - ج ٥

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي

تفسير البغوي - ج ٥

المؤلف:

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي


المحقق: عبدالرزاق المهدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٣

ألأم من ذلك وأذل ، فعرفت صوته فقلت : يا أبا حنظلة ، فعرف صوتي فقال : يا أبو الفضل ، فقلت : نعم ، فقال : ما لك فداك أبي وأمي؟ قلت : ويحك يا أبا سفيان هذا والله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد جاء بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين ، قال : وما الحيلة؟ قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأستأمنه ، فردفني ورجع صاحباه فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إليّ وقالوا : هذا عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [على بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](١) حتى مررت بنار عمر بن الخطاب ، فقال : من هذا؟ وقام إليّ فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة.

قال : أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ، ثم اشتد نحو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فركضت البغلة وسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء ، فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودخل عليه عمر : فقال : يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد ، فدعني أضرب عنقه ، فقلت : يا رسول الله إني قد أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذت برأسه وقلت : والله لا يناجيه الليلة أحد دوني.

فلما أكثر فيه عمر رضي الله عنه قلت : مهلا يا عمر فو الله ما تصنع هذا إلا أنه رجل من بني عبد مناف ، ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، قال : مهلا يا عباس فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، [وذلك لأني أعلم أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم](٢) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اذهب به يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فائتني به» ، قال : فذهبت إلى رحلي فبات عندي.

فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآه قال : «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟» قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره فقد أغنى عني شيئا بعد ، قال : «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله»؟ قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ، أما هذه فإن في النفس منها حتى الآن شيئا ، قال العباس :

قلت له ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قبل أن يضرب عنقك ، قال فشهد شهادة الحق وأسلم. قال العباس قلت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا ، قال : «نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن» فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها» قال : فخرجت به حتى حبسته حيث أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : ومرت به القبائل على راياتها ، كلما مرت قبيلة قال : من هؤلاء يا عباس؟ قال : أقول سليم ، قال يقول : ما لي ولسليم ، ثم تمر القبيلة فيقول : من هؤلاء؟ فأقول : مزينة ، فيقول : ما لي ولمزينة ، حتى نفذت القبائل لا تمر قبيلة إلا سألني عنها ، فإذا أخبرته يقول : ما لي ولبني فلان حتى مر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الخضراء كتيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها المهاجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد ، قال : سبحان الله من هؤلاء يا عباس؟ قلت : هذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المهاجرين والأنصار ، فقال : والله ما لأحد بهؤلاء من قبل ولا طاقة ، والله يا أبا

__________________

(١) زيادة عن المخطوط.

(٢) سقط من المخطوط.

٣٢١

الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك [الغداة](١) عظيما ، فقال : ويحك إنها النبوة ، قال : نعم إذا ، فقلت : الحق الآن بقومك فحذرهم.

فخرج سريعا حتى أتى مكة فصرخ في المسجد بأعلى صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به ، قالوا : فمه؟ قال : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، قالوا : ويحك وما تغني عنّا دارك؟ قال : ومن دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد ، قال : وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمر الظهران فأسلما وبايعاه ، فلما بايعاه بعثهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين يديه إلى قريش يدعوانهم إلى الإسلام ، ولما خرج حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء من عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عامدين إلى مكة بعث في إثرهما الزبير وأعطاه رايته وأمره على خيل المهاجرين والأنصار ، وأمره أن يركز رايته بأعلى مكة بالحجون ، وقال : «لا تبرح حيث أمرتك أن تركز رايتي حتى آتيك» ومن ثم دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة وضربت هناك قبته.

وأمر خالد بن الوليد فيمن أسلم من قضاعة وبني سليم أن يدخل من أسفل مكة وبها بنو بكر قد استنفرتهم قريش وبنو الحارث بن عبد مناة ومن كان من الأحابيش أمرتهم قريش أن يكونوا بأسفل مكة ، وإن صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ، وكانوا قد جمعوا أناسا بالخندمة ليقاتلوا ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لخالد والزبير حين بعثهما : «لا تقاتلا إلا من قاتلكم» وأمر سعد بن عبادة أن يدخل في بعض الناس من كدى ، فقال سعد حين توجه داخلا : اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة ، فسمعها رجل من المهاجرين فقال : يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة ، وما نأمن أن يكون له في قريش صولة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب : «أدركه فخذ الراية منه ، فكن أنت الذي تدخل بها» فلم يكن (٢) بأعلى [مكة] من قبل الزبير (٣) قتال ، وأما خالد بن الوليد فتقدم على قريش وبني بكر والأحابيش بأسفل مكة ، فقاتلهم فهزمهم الله ، ولم يكن بمكة قتال غير ذلك.

وقتل من المشركين قريب من اثني عشر أو ثلاثة عشر ، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل من جهينة يقال له : سلمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد ، ورجلان يقال لهما : كرز بن جابر وخنيس بن خالد كانا في خيل خالد بن الوليد ، فشذّا عنه وسلكا طريقا غير طريقه ، فقتلا جميعا.

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد عهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة أن لا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم ، إلا في نفر سماهم أمر بقتلهم ، وإن وجدوا تحت أستار الكعبة ، منهم :

عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وإنما أمر بقتله لأنه كان قد أسلم فارتد مشركا ، ففرّ إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة ، فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن اطمأن أهل مكة ، فاستأمن له ،.

وعبد الله بن خطل كان رجلا من بني تميم بن غالب ، وإنما أمر بقتله لأنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مصدقا ، وكان له مولى يخدمه وكان مسلما ، فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا ويصنع له طعاما ، ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ، ثم ارتد مشركا ، وكانت له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمر بقتلهما معه.

والحويرث بن نقيد بن وهب كان ممن يؤذيه بمكة.

__________________

(١) زيادة عن المخطوط.

(٢) تصحف في المطبوع «يا علي».

(٣) زيادة عن المخطوط.

٣٢٢

ومقيس بن صبابة (١) ، وإنما أمر بقتله لقتله الأنصاري الذي قتل أخاه خطأ ورجوعه إلى قريش مرتدا ، وسارة مولاة كانت لبعض بني المطلب كانت ممن يؤذيه بمكة.

وعكرمة بن أبي جهل ، فأما عكرمة فهرب إلى اليمن وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستأمنت له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمنه ، فخرجت في طلبه حتى أتت به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسلم.

وأما عبد الله بن خطل فقتله سعد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه ، وأما مقيس (٢) بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله رجل من قومه.

وأما قينتا بن خطل فقتلت إحداهما وهربت الأخرى حتى استؤمن لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأمّنها ، وأما سارة فتغيبت حتى استؤمن لها فأمّنها ، فعاشت حتى أوطأها رجل من الناس فرسا له في زمن عمر بن الخطاب بالأبطح فقتلها.

وأما الحويرث بن نقيد فقتله علي بن أبي طالب.

فلما دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة وقف قائما على باب الكعبة وقال : لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا إن كل مأثرة أو دم أو مال في الجاهلية يدّعى فهو تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج ، يا معشر قريش إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء ، الناس من آدم وآدم خلق من تراب ، ثم تلا : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) [الحجرات : ١٣] الآية ، يا أهل مكة ما ذا ترون أني فاعل بكم؟ قالوا : خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال : «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة ، فلذلك سمّي أهل مكة الطلقاء.

ثم اجتمع الناس للبيعة فجلس لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصفاء ، وعمر بن الخطاب أسفل منه يأخذ على الناس ، فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا ، فلما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء.

قال عروة بن الزبير : خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن فقال عمير بن وهب الجمحي : يا نبي الله إن صفوان بن أمية سيد قومي ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فآمنه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هو آمن ، قال : يا رسول الله أعطني شيئا يعرف به أمانك ، فأعطاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمامته التي دخل بها مكة ، فخرج بها عمير حتى أدركه بجدة ، وهو يريد أن يركب البحر ، فقال : يا صفوان فداك أبي وأمي أذكرك الله في نفسك أن تهلكها ، فهذا أمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد جئتك به ، فقال : ويلك اغرب عني فلا تكلمني ، قال : أي صفوان فداك أبي وأمي أفضل الناس وأبر الناس وأحلم الناس وخير الناس ابن عمك (٣) عزّك وشرفه شرفك وملكه ملكك ، قال : إني أخافه على نفسي ، قال : هو أحلم من ذلك وأكرم ، فرجع به معه حتى وقف به على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال صفوان : إن هذا يزعم أنك أمّنتني؟ قال : صدق ، قال فاجعلني في أمري بالخيار شهرين ، قال أنت فيه بالخيار أربعة أشهر.

قال ابن إسحاق وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف وكان فتح مكة لعشر ليال بقين من رمضان سنة ثمان ، وأقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة بعد فتحها خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة ، ثم خرج إلى هوازن وثقيف ، وقد نزلوا حنينا.

__________________

(١) في المخطوط «ضبابة».

(٢) في المطبوع «عقيس».

(٣) في المطبوع «عمتك».

٣٢٣

[٢٤١٤] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن [أبي](١) سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا.

[٢٤١٥] وقال محمد بن إسماعيل : قال عبد الله بن رجاء ثنا حرب عن يحيى ثنا أبو سلمة أنا أبو هريرة أنه قال : عام فتح مكة قتلت خزاعة رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليهم رسوله والمؤمنين ، ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد من بعدي ، ألا وإنها أحلت لي ساعة من نهار ، ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ، ولا يلتقط ساقطتها إلا لمنشد ، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما [أن](٢) يودوا وإما [أن](٣) يفادوا ، فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال : اكتب لي يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اكتبوا لأبي شاه» ، ثم قام رجل من قرش فقال : يا رسول الله إلا الإذخر فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إلا الإذخر».

[٢٤١٦] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن

__________________

[٢٤١٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ أبو نعيم هو الفضل بن دكين ، شيبان هو ابن عبد الرحمن ، يحيى هو ابن أبي كثير ، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ١١٢ ، ٦٨٨ عن أبي نعيم بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٢٤٣٤ ومسلم ١٣٥٥ والترمذي ١٤٠٥ و ٢٦٦٧ وأبو داود ٢٠١٧ و ٤٥٠٥ وأحمد ٢ / ٢٣٨ وابن ماجه ٢٦٢٤ والنسائي ٨ / ٣٨ والبيهقي ٨ / ٥٣ وابن حبان ٣٧١٥ والبيهقي ٨ / ٥٣ من طرق عن يحيى بن أبي كثير به مطوّلا ومختصرا.

[٢٤١٥] ـ ذكره عن البخاري تعليقا.

ـ وهو في «صحيح البخاري» بإثر ٦٨٨٠ عن عبد الله بن رجاء معلقا.

ـ وأخرجه البيهقي في «الدلائل» ٥ / ٨٤ من طريق هشام بن علي عن ابن رجاء بهذا الإسناد.

ـ وتقدم موصولا فيما مضى ، وانظر «فتح الباري» ١٢ / ٢٠٦.

[٢٤١٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر ، أبو النضر هو سالم بن أبي أمية ، أبو مرة ، اسمه يزيد ، مشهور بكنيته.

ـ وهو في «شرح السنن» بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الموطأ» ١ / ١٥٢ عن أبي النضر بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٢٨٠ و ٣٥٧ و ٣١٧١ و ٦١٥٨ ومسلم ٣٣٦ ح ٧٠ و ١ / ٤٩٨ (٣٣٦ ح ٨٢) والترمذي ٢٧٣٥ والنسائي ١ / ١٢٦ وأحمد ٦ / ٣٤٣ و ٤٢٣ و ٤٢٥ والدارمي ١ / ٣٣٩ وابن حبان ١١٨٨ والطبراني ٢٤ / ٤١٨ والبيهقي ١ / ١٩٨ من طرق عن مالك به.

ـ وأخرجه مسلم ٣٣٦ ح ٨٢ والبيهقي ١ / ١٩٨ من طريق الوليد بن كثير عن سعيد بن أبي هند عن أبي مرة به.

ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٣٤٢ من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حسين عن أبي مرة به.

ـ وأخرجه البخاري ١١٧٦ ومسلم ١ / ٤٩٧ (٣٣٦) وأبو داود ١٢٩١ وأحمد ٦ / ٣٤٢ وابن خزيمة ١٢٣٣ من طرق عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أم هانئ.

(١) سقط من المطبوع.

(٢) سقط من المطبوع.

(٣) سقط من المطبوع.

٣٢٤

مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول : ذهبت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب ، قالت : فسلمت ، فقال : من هذه؟ فقلت : أنا أم هانئ بنت أبي طالب ، قال : «مرحبا بأم هانئ» ، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب أحد ، ثم انصرف فقلت له : يا رسول الله زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلا أجرته فلان بن هبيرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ» وذلك ضحى.

قوله عزوجل : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) يا محمد على من عاداك وهم قريش ، والفتح فتح مكة.

(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) (٢) ، زمرا وأرسالا القبيلة بأسرها والقوم بأجمعهم من غير قتال. قال الحسن : لما فتح الله عزوجل مكة على رسوله قالت العرب بعضها لبعض : إذا ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان ، فكانوا يدخلون في دين الله أفواجا بعد أن كانوا يدخلون واحدا واحدا ، واثنين اثنين. وقال عكرمة ومقاتل : أراد بالناس أهل اليمن.

[٢٤١٧] أنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري ثنا أحمد بن الكشميهني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة ، الإيمان يمان والحكمة يمانية».

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣) ، فإنك حينئذ لا حق به.

[٢٤١٨] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فقال بعضهم : لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال : إنه ممن قد علمتم ، قال : فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم ، قال : وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني ، فقال : ما تقولون في قوله : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) حتى ختم السورة؟ فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا جاء نصر وفتح علينا ، وقال بعضهم : لا ندري ، ولم يقل بعضهم شيئا ، فقال لي : يا ابن عباس أكذلك تقول؟ قلت : لا ، قال : فما تقول؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعلمه به : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) فتح مكة ، فذلك علامة أجلك. (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ

__________________

ـ وأخرجه أبو داود ٢٧٦٣ وابن ماجه ١٣٢٣ وابن خزيمة ١٢٣٤ والبيهقي ٣ / ٤٨ من طريق كريب مولى ابن عباس عن أم هانئ.

[٢٤١٧] ـ تقدم في سورة المائدة عند آية : ٥٤.

[٢٤١٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.

ـ أبو النعمان ، هو محمد بن الفضل لقبه عارم ، أبو عوانة ، هو وضاح اليشكري ، مشهور بكنيته ، أبو بسر ، هو جعفر ابن إياس.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٢٩٤ عن أبي النعمان بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٤٩٨٠ والترمذي ٣٣٦٢ والطبري ٣٨٢٣٨ من طرق عن أبي بشر به.

ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٧٣١ من طريق عبد الملك بن أبي سليمان والبخاري ٤٩٦٩ والطبري ٣٨٢٣٧ من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير بهذا الإسناد.

٣٢٥

تَوَّاباً) (٣) ، فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم.

[٢٤١٩] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل حدثني عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، يتأوّل القرآن.

[٢٤٢٠] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن المثنى حدثني عبد الأعلى ثنا داود عن عامر عن مسروق (١) عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكثر من قوله : «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» ، قالت : فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟ فقال : «أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي ، فإذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتها» : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) ، فالفتح فتح مكة ، (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣).

قال ابن عباس : لما نزلت هذه السورة علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نعيت إليه نفسه (٢).

قال الحسن : أعلم أنه قد اقترب أجله فأمر بالتسبيح والتوبة ليختم له بالزيادة في العمل الصالح.

قال قتادة ومقاتل : عاش النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد نزول هذه السورة سبعين يوما.

__________________

[٢٤١٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ عثمان هو ابن محمد ، جرير هو ابن عبد الحميد ، منصور هو ابن المعتمر ، أبو الضحى ، هو مسلم بن صبيح ، مسروق بن الأجدع.

ـ وهو في «شرح السنة» ٦١٩ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩٦٨ عن عثمان بن أبي شيبة بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٤٨٤ ح ٢١٧ وأبو داود ٨٧٧ وابن ماجه ٨٨٩ وأحمد ٦ / ٤٣ وابن خزيمة ٦٠٥ وابن حبان ١٩٣٠ والبيهقي ٢ / ١٠٩ من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن منصور به.

ـ وأخرجه البخاري ٨١٧ والنسائي ٢ / ٢١٩ و ٢٢٠ وفي «التفسير» ٧٣٠ وأحمد ٦ / ٤٩ وابن خزيمة ٦٠٥ والطحاوي في «المعاني» ١ / ٢٣٤ وأبو عوانة ٢ / ١٨٦ والبيهقي ٢ / ٨٦ من طرق عن سفيان عن منصور به.

ـ وأخرجه البخاري ٧٩٤ و ٤٢٩٣ والطحاوي ١ / ٢٣٤ وأبو عوانة ٢ / ١٨٦ و ١٨٧ من طرق عن شعبة عن منصور به.

ـ وأخرجه البخاري ٤٩٦٧ ومسلم ٤٨٤ ح ٢١٩ وأبو عوانة ٢ / ١٨٦ من طرق عن الأعمش عن أبي الضحى به.

ـ وأخرجه ابن حبان ١٩٢٨ من طريق جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن مسروق به.

[٢٤٢٠] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ـ عبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى ، داود هو ابن أبي هند ، عامر هو ابن شراحيل الشعبي ، مسروق هو ابن الأجدع.

ـ وهو في «صحيح مسلم» ٤٨٤ ح ٢١٨ عن محمد بن المثنى بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبري ٣٨٢٤٧ وابن حبان ٦٤١١ من طريقين عن داود به.

(١) تصحف في المطبوع «مشروق».

(٢) أخرجه النسائي في «التفسير» ٧٣٢ والطبراني ١١٩٠٣ من طريق هلال بن جناب عن عكرمة عن ابن عباس به.

٣٢٦

سورة المسد

مكية [وهي خمس آيات](١)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١).

[٢٤٢١] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي حدثنا محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه (٢) قال : فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا له : ما لك؟ ، قال : أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم [أو ممسيكم](٣) أما كنتم تصدقوني؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عزوجل : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) (١) إلى آخرها.

قوله : (تَبَّتْ) أي خابت وخسرت يدا أبي لهب ، أي هو أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله. وقيل : اليد صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرزايا والبلايا. وقيل : المراد به ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال ، والتباب والخسار والهلاك.

وأبو لهب هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسمه عبد العزى. قال مقاتل كني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه. وقرأ ابن كثير (أَبِي لَهَبٍ) ساكنة الهاء وهي مثل نهر ونهر. واتفقوا في ذات (لَهَبٍ) أنها مفتوحة الهاء لوفاق الفواصل ، وتب أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تبّ. قال الفراء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل.

(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) (٢).

[٢٤٢٢] قال ابن مسعود : لما دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرباءه إلى الله عزوجل قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أقتدي نفسي بمالي وولدي ، فأنزل الله تعالى : (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ).

__________________

[٢٤٢١] ـ تقدم في سورة الشعراء عند آية : ٢١٤.

[٢٤٢٢] ـ لم أقف له على إسناد ، وذكره ابن كثير في «التفسير» ٤ / ٦٨١ بصيغة التمريض بقوله : وذكر عن ابن مسعود .... والصواب في هذا الحديث ما تقدم.

(١) زيد في المطبوع.

(٢) في المطبوع «صاحباه».

(٣) زيادة عن المخطوط وط.

٣٢٧

أي ما يغني ، وقيل : أي شيء يغني عنه ماله ، أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال؟ وكان صاحب مواش ، (وَما كَسَبَ) قيل : يعني ولده لأن ولد الإنسان من كسبه.

[٢٤٢٣] كما جاء في الحديث : «أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه ، وإن ولده من كسبه».

ثم أوعده بالنار فقال : (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) (٣) ، أي نارا تلتهب عليه.

(وَامْرَأَتُهُ) ، أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ).

قال [ابن](١) زيد والضحاك : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأصحابه لتعقرهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس وقال قتادة ومجاهد والسدي : كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما توقد النار الحطب ، يقال : فلان يحطب على فلان إذا كان يغري به. وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا ، دليله قوله : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) [الأنعام : ٣١] ، قرأ عاصم (حَمَّالَةَ) بالنصب على الذم ، كقوله : (مَلْعُونِينَ) [الأحزاب : ٦١] ، وقرأ الآخرون بالرفع وله وجهان أحدهما (سَيَصْلى ناراً) هو ، (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤) والثاني : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤) في النار أيضا.

(فِي جِيدِها) ، في عنقها ، وجمعه أجياد ، (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

واختلفوا فيه.

قال ابن عباس وعروة بن الزبير : سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعا تدخل في فيها وتخرج من دبرها ، ويكون سائرها في عنقها ، وأصله من المسد وهو الفتل ، والمسد ما فتل وأحكم من أي شيء كان ، يعني السلسلة التي في عنقها فقتلت من الحديد فتلا محكما. وروى الأعمش عن مجاهد : من مسد أي من حديد ، والمسد الحديدة التي تكون في البكرة ، يقال لها المحور ، وقال الشعبي ومقاتل : من ليف. قال الضحاك وغيره : في الدنيا من ليف وفي الآخرة من نار ، وذلك الليف هو الحبل الذي كانت تحتطب به ، فبينما هي ذات يوم حاملة حزمة فأعيت فقعدت على حجر تستريح فأتاها ملك فجذبها من خلفها فأهلكها.

قال ابن زيد : حبل من شجر ينبت باليمن يقال له مسد ، قال قتادة : قلادة من ودع.

وقال الحسن : كانت خرزات في عنقها. وقال سعيد بن المسيب : كانت لها قلادة في عنقها فاخرة ، فقالت : لأنفقنّها في عداوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

[٢٤٢٣] ـ تقدم في سورة البقرة عند آية : ٢٦٧.

(١) سقط من المطبوع.

٣٢٨

سورة الإخلاص

مكية [وهي أربع آيات](١)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤))

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١).

[٢٤٢٤] روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى هذه السورة.

[مكرر] وروى أبو ظبيان وأبو صالح عن ابن عباس أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أتيا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال عامر : إلام تدعونا يا محمد؟ قال : «إلى الله» ، قال : صفه لنا أمن ذهب هو؟ أم من فضة؟ أم من حديد؟ أم من خشب؟ فنزلت هذه السورة. فأهلك الله أربد بالصاعقة وعامر بن الطفيل بالطاعون.

وقد ذكرناه في سورة الرعد [١٣].

[٢٤٢٥] وقال الضحاك وقتادة ومقاتل : جاء ناس من أحبار اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : صف لنا ربك يا محمد لعلنا نؤمن بك ، فإن الله أنزل نعته في التوراة ، فأخبرنا من أي شيء هو؟ وهل يأكل ويشرب؟ ممن

__________________

[٢٤٢٤] ـ حسن. أخرجه الترمذي ٣٣٦٤ وأحمد ٥ / ١٣٤ والحاكم ٢ / ٥٤٠ والطبري ٢٨٢٩٨ والواحدي ٨٨٠ من حديث أبي العالية عن أبي بن كعب به.

ـ وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! مع أن مداره على أبي جعفر الرازي ، وقد وثقه يحيى ، وقال أحمد والنسائي : ليس بالقوي ، وقال الفلاس : سيئ الحفظ ، وجرحه ابن حبان ، وقد رجح الترمذي المرسل حيث أخرجه برقم : ٣٣٦٥ عن أبي العالية مرسلا. وقال : هذا أصح.

ـ ومرسل أبي العالية ، أخرجه الطبري ٣٨٣٠٠.

وورد من حديث جابر :

ـ أخرجه أبو يعلى ٢٠٤٤ والطبري ٣٨٣٠١ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٨١ وفي «الوسيط» ٤ / ٥٧٠ ـ ٥٧١.

ـ وإسناده ضعيف ، فيه مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف.

ـ وورد من مرسل عكرمة ، أخرجه الطبري ٣٨٢٩٩ ، فهذه الروايات تتأيد بمجموعها.

[مكرر] ـ ذكره هكذا تعليقا ، وتقدم في سورة الرعد ، ولا يصح بهذا اللفظ وهو واه.

[٢٤٢٥] ـ عزاه المصنف هكذا بدون إسناد ، وإسناده إليهم مذكور أول الكتاب.

ـ ومرسل قتادة ، أخرجه الطبري ٣٨٣٠٣ ، ولا يصح هذا الخبر ، فإن السورة مكية ، وأخبار اليهود وسؤالاتهم مدنية.

(١) زيد في المطبوع.

٣٢٩

يرث؟ ومن يورثها (١) فأنزل الله هذه السورة.

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) أي واحد ، ولا فرق بين الواحد والأحد ، يدل عليه قراءة ابن مسعود : قل هو الله الواحد.

(اللهُ الصَّمَدُ) (٢) ، قال ابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير : الصمد الذي لا جوف له. قال الشعبي : الذي لا يأكل ولا يشرب. وقيل : تفسيره ما بعده.

روى أبو العالية عن أبي بن كعب قال : الصمد الذي لم يلد ولم يولد لأن من يولد سيموت ومن يرث يورث منه. قال أبو وائل شقيق بن سلمة : هو السيد الذي قد انتهى سؤدده.

وهو رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد. وعن سعيد بن جبير أيضا : هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله. وقيل : هو السيد المقصود في الحوائج. وقال السدي : هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب ،. تقول العرب : صمدت فلانا أصمده صمدا بسكون الميم إذا قصدته ، والمقصود صمد بفتح الميم. وقال قتادة : الصمد الباقي بعد فناء خلقه. وقال عكرمة : الصمد الذي ليس فوقه أحد ، وهو قول علي. وقال الربيع : الذي لا تعتريه الآفات. قال مقاتل بن حبان : الذي لا عيب فيه.

(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤) ، قرأ حمزة وإسماعيل كفؤا ساكنة الفاء مهموزا ، وقرأ حفص عن عاصم بضم الفاء من غير همز ، وقرأ الآخرون بضم الفاء مهموزا ، وكلها لغات صحيحة ، ومعناه : المثل أي هو أحد ، وقيل : هو على التقديم والتأخير مجازه : ولم يكن له أحد كفوا أي مثلا. قال مقاتل : قال مشركو العرب : الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود : عزير ابن الله ، وقالت النصارى : المسيح ابن الله ، فأكذبهم الله ونفى عن ذاته الولادة والمثل.

[٢٤٢٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد».

[٢٤٢٧] أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) ويرددها ، فلما أصبح أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر ذلك له ، وكان الرجل يتقالها ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن».

__________________

[٢٤٢٦] ـ تقدم في سورة النحل عند آية : ٤٠.

[٢٤٢٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، وتقدم.

(١) العبارة في المطبوع «ومن يرث السماء ، ومن يرث الأرض» وفي «ط» «ومن يرث منه» وانظر الطبري ٣٨٣٢٣.

٣٣٠

[٢٤٢٨] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو بكر محمد بن الحسن الأصفهاني أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن قتادة سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»؟ قلت : يا رسول الله ومن يطيق ذلك؟ قال : «اقرءوا قل هو الله أحد».

[٢٤٢٩] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن

__________________

[٢٤٢٨] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.

ـ الطيالسي هو داود بن سليمان ، شعبة بن الحجاج ، قتادة بن دعامة.

ـ وهو في «مسند أبي داود الطيالسي» ٩٧٤ عن شعبة بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٤٤٢ من طريق الطيالسي بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٨١١ وابن الضريس ٢٥٢ من طريق شعبة به.

ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٤٤٧ والدارمي ٢ / ٤٦٠ من طريق أبان عن قتادة به.

ـ وأخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧٠٦ من طريق سعيد وأحمد ٦ / ٤٤٧ من طريق بكير بن أبي السميط كلاهما عن قتادة به.

ـ وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري :

ـ أخرجه البخاري ٥٠١٥ وأحمد ٣ / ٨ وابن الضريس ٢٥٦.

ـ وله شاهد آخر من حديث ابن مسعود :

ـ أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» ٦٨٠ و ٦٩٨ وابن حبان ٢٥٧٦ والبزار ٢٢٩٨ والطبراني ١٠٢٤٥ و ١٠٤٨٥.

[٢٤٢٩] ـ حسن صحيح بشواهده.

ـ إسناده لا بأس به لأجل عبيد الله بن عبد الرحمن ، وباقي الإسناد على شرط الشيخين ، وللحديث شواهد.

ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٠٤ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الموطأ» ١ / ٢٠٨ عن عبيد الله بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٩٧ والنسائي في «التفسير» ٧٣٥ وفي «الكبرى» ١٠٦٦ والحاكم ١ / ٥٦٦ من طرق عن مالك به.

ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.

ـ وقال الترمذي : حسن صحيح غريب.

ـ وله شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي :

ـ أخرجه أحمد ٥ / ٢٦٦ والطبراني ٧٨٦٦ وفي إسناده على بن يزيد ، وهو ضعيف واه ، انظر «مجمع الزوائد» ٧ / ١٤٥.

ـ وله شاهد آخر من حديث مهاجر عن رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

ـ أخرجه أحمد ٤ / ٦٣ ـ ٦٤ من طريق المسعودي عن مهاجر عن رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفيه المسعودي قد اختلط.

ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٦٥ و ٥ / ٣٧٨ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧٠٩ و ٧١٠ وابن الضريس ٣٠٦ والدارمي ٢ / ٤٥٨ ـ ٤٥٩.

ـ وفيه «غفر له» بدل «وجبت».

ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٤٥ : رواه أحمد بإسنادين في أحدهما شريك ، وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ـ شريك توبع في رواية النسائي ٧٠٩.

ـ وفي رواية النسائي الثانية : أبو المصفى ، وهو مجهول.

٣٣١

مالك عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين (١) مولى زيد بن الخطاب أنه قال : سمعت أبا هريرة يقول أقبلت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمع رجلا يقرأ : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وجبت» ، فسألته : ما ذا يا رسول الله؟ فقال : «الجنة». فقال أبو هريرة : فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فآثرت الغداء ، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.

[٢٤٣٠] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا يزيد بن هارون ثنا المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال : قال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني أحب هذه السورة : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) قال : «حبّك إياها أدخلك الجنة» ،

سورة الفلق

[مدنية وهي خمس آيات](٢)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) ، قال ابن عباس وعائشة : كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

[٢٤٣٠] ـ حسن صحيح.

ـ إسناده ضعيف ، عبد الرحيم بن منيب مجهول ، ما روى عنه غير الطوسي ، ومبارك غير قوي ، وقد توبع ابن منيب ، عند الترمذي وغيره ، وللحديث طريق أخرى وشواهد.

ـ ثابت هو ابن أسلم البنائي.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٠٣ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي بإثر ٢٩٠١ وأحمد ٣ / ١٤١ و ١٥٠ والدارمي ٢ / ٤٦٠ و ٤٦١ وابن حبان ٧٩٢ من طرق عن مبارك به.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٩٠١ والبيهقي ٢ / ٦١ وابن حبان ٧٩٤ من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت به.

ـ وهذا إسناد حسن.

ـ وقال الترمذي : حسن غريب صحيح من حديث عبيد الله عن ثابت ، وقد روي عن مبارك بن فضالة عن ثابت ....

ـ ولمعناه شاهد عند البخاري ٧٣٧٥ ومسلم ٨١٣ من حديث عائشة.

(١) تصحف في المطبوع «جبير».

(٢) في المطبوع «مكية ، وقيل : مدنية ، وهي خمس آيات» وكون السورة مكية خطأ ظاهر ، والراجح أنه من تصرف النساخ.

٣٣٢

فدبت إليه اليهود ، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود فسحروه فيها ، وتولى ذلك لبيد بن الأعصم رجل من اليهود ، فنزلت السورتان فيه.

[٢٤٣١] أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : طب حتى أنه ليخيل إليه أنه قد صنع شيئا وما صنعه وإنه دعا ربه ثم قال : «أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه» فقالت عائشة : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : «جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل؟ قال الآخر : هو مطبوب ، قال : من طبه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في ما ذا؟ قال في مشط ومشاطه (١) وجف طلعة ذكر (٢) ، قال : فأين هو؟ قال في ذروان (٣) ، وذروان بئر في بني زريق» قالت عائشة : فأتاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم رجع إلى عائشة ، فقال : «والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين» قالت : فقلت له يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال : «أما أنا فقد شفاني الله فكرهت أن أثير على الناس به شرا».

وروي أنه كان تحت صخرة في البئر فرفعوا الصخرة وأخرجوا جف الطلعة فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه فيها.

[٢٤٣٢] أخبرنا المطهر بن علي الفارسي أنا محمد بن إبراهيم الصالحي ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ أنا ابن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن

__________________

[٢٤٣١] ـ صحيح. ابن عبد الحكم ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.

ـ هشام هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.

ـ وهو في «شرح السنة» ٣١٥٣ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٦٣٩١ من طريق أنس بن عياض بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٣١٧٥ مختصرا و ٥٧٦٥ و ٥٧٦٣ و ٦٠٦٣ ومسلم ٢١٨٩ وابن ماجه ٣٥٤٥ والنسائي في «الكبرى» ٧٦١٥ وأحمد ٦ / ٥٧ و ٦٣ و ٩٦ وابن أبي شيبة ٨ / ٣٠ ـ ٣١ وابن سعد ٢ / ١٩٦ وأبو يعلى ٤٨٨٢ والحميدي ٢٥٩ والطحاوي في «المشكل» ٥٩٣٤ وابن حبان ٦٥٨٣ والبيهقي ٨ / ١٣٥ من طرق عن هشام بن عروة به.

[٢٤٣٢] ـ حسن صحيح بشواهده.

ـ رجال رجال مسلم ، لكن فيه عنعنة الأعمش ، ومع ذلك للحديث شواهد.

ـ ابن أبي عاصم هو أحمد بن عمرو النبيل ، أبو بكر هو عبد الله بن محمد ، أبو معاوية هو محمد بن خازم ، الأعمش هو سليمان بن مهران.

ـ وهو في «أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ٨١ لأبي الشيخ عن ابن أبي عاصم بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٣٦٧ والنسائي ٧ / ١١٢ ـ ١١٣ وعبد بن حميد ٢٧١ والطحاوي في «المشكل» ٥٩٣٥ من طريق عن أبي معاوية به.

ـ وأخرجه ابن سعد ٢ / ١٩٩ والحاكم ٤ / ٣٦٠ من طريق الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم بنحوه.

ـ وفي رواية ابن سعد «أن الذي سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من الأنصار» والصواب أنه رجل من اليهود.

ـ وصححه الحاكم على شرطهما ، وقال الذهبي : لم يخرجا لثمامة شيئا ، وهو صدوق.

(١) أي بعض الشعر الذي ينزع أثناء التمشيط.

(٢) أي وعاء طلع النخل.

(٣) بئر في المدينة ، في بستان بني زريق.

٣٣٣

زيد بن أرقم قال : سحر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من اليهود ، قال فاشتكى لذلك أياما ، قال : فأتاه جبريل ، فقال : إن رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا ، فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا فاستخرجها فجاء بها ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهود ولا رأوه في وجهه قط.

قال مقاتل والكلبي : كان في وتر عقد عليه إحدى عشرة عقدة.

[وقيل : كانت العقدة مغروزة بالإبرة ، فأنزل الله هاتين السورتين وهي إحدى عشرة آية](١) سورة الفلق خمس آيات ، وسورة الناس ست آيات ، كلما قرأ آية انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كأنما نشط من عقال.

وروي : أنه لبث فيه ستة أشهر (٢) واشتد عليه ثلاث ليال ، فنزلت المعوذتان.

[٢٤٣٣] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا بشر بن هلال الصواف ثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد : أن جبريل عليه‌السلام أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا محمد اشتكيت؟ قال : نعم ، قال : «بسم الله أرقيك [من كل شيء يؤذيك](٣) من [شر](٤) كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، بسم الله أرقيك [والله يشفيك]». (٥)

قوله عزوجل : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) ، أراد بالفلق الصبح ، وهو قول جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأكثر المفسرين ، وهو رواية العوفي عن ابن عباس بدليل قوله : (فالِقُ الْإِصْباحِ) [الأنعام : ٩٦] وروي عن ابن عباس : أنه سجن في جهنم. وقال الكلبي : واد في جهنم. وقال الضحاك : يعني الخلق ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس ، والأول المعروف.

__________________

[٢٤٣٣] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم.

ـ عبد الوارث هو ابن سعيد ، أبو نضرة هو المنذر بن مالك.

ـ وهو في «صحيح مسلم» ٢١٨٦ عن بشر بن هلال الصّوّاف بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٩٧٢ وابن ماجه ٣٥٢٣ وأبو يعلى ١٠٦٦ كلهم عن بشر بن هلال بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٨ و ٥٦ من طريقين عن عبد الوارث به.

ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٥٨ و ٧٥ من طريقين عن داود عن أبي نضرة به.

ـ وورد من حديث عبادة بن الصامت عند ابن حبان ٩٥٤ وإسناده حسن في الشواهد.

ـ وله شاهد من حديث عائشة أخرجه مسلم ٢١٨٥.

ـ ومن حديث ميمونة أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» ١٠٢١ وأحمد ٦ / ٣٣٢ وابن حبان ٦٠٩٥ والطحاوي ٤ / ٣٢٩.

ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ٥ / ١١٣ : وقال : رواه الطبراني ، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وقد وثق ، وفيه ضعف.

ـ ومن حديث أبي هريرة عند ابن ماجه ٣٥٢٤ وضعفه البوصيري في «الزوائد» بعاصم بن عبيد الله العمري.

(١) زيد في المطبوع.

(٢) لم يصح ذلك ، والصواب أنه بضع أيام أو ليال.

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) سقط من المطبوع.

(٥) سقط من المطبوع.

٣٣٤

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (٣).

[٢٤٣٤] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا جعفر بن محمد [بن](١) المغلس ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة قالت : أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي فنظر إلى القمر فقال : «يا عائشة استعيذي بالله من شرّ غاسق إذا وقب ، هذا غاسق إذا وقب».

فعلى هذا المراد به إذا خسف واسود : وقب ، أي دخل في الخسوف أو أخذ في الغيبوبة وأظلم. وقال ابن عباس : الغاسق الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم ، والغسق الظلمة ، يقال : غسق الليل وأغسق إذا أظلم ، وهو قول الحسن ومجاهد ، يعني : الليل إذا أقبل ودخل ، والوقوب : الدخول ، وهو دخول الليل بغروب الشمس. قال مقاتل : يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار. وقيل : سمي الليل غاسقا لأنه أبرد من النهار ، والغسق البرد. وقال ابن زيد : يعني الثريا إذا سقطت. ويقال : إن الأسقام (٢) تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها.

(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (٤) ، يعني السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها. قال أبو عبيدة : هن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥) ، يعني اليهود فإنهم كانوا يحسدون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

[٢٤٣٤] ـ متن غريب بإسناد لين.

ـ إسناده لين تفرد به الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب ، وهو غير حجة ، وثقه ابن حبان على قاعدته في توثيق المجاهيل ، وقال النسائي : ليس به بأس وورد عن ابن معين رواية : يروى عنه ، وهو مشهور. قلت : والظاهر أن المراد بقول ابن معين هو الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب ، فقد تكررت فيه هذه العبارة ، وقال علي المديني : الحارث الذي روى عنه ابن أبي ذئب مجهول ، وقال ابن سعد والحاكم أبو أحمد وغير واحد : لا يعلم له راو غير ابن أبي ذئب.

ـ وهذا إشارة إلى جهالته ، فالإسناد غير حجة ، لا سيما والمتن غريب.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٣٦١ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٦ / ٢٠٦ من طريق وكيع بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٦٦ وأحمد ٦ / ٦١ و ٢٠٦ و ٢١٥ و ٢٣٧ و ٢٥٢ وأبو يعلى ٤٤٤٠ وأبو الشيخ في «العظمة» ٦٨١ والحاكم ٢ / ٥٤١ والطبري ٣٨٣٧٧ من طرق عن ابن أبي ذئب به.

ـ وقد توبع الحارث عند أحمد في الرواية ٦ / ٢١٥ ، تابعه المنذر بن أبي المنذر ، وهو مجهول. وأخشى أن يكون أخذه الحارث عن المنذر ، وهو محتمل ، فالمتن غريب.

ـ وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي : حسن صحيح! قلت : والمتن غريب ، لأن عامة أهل التفسير والأثر على أن المراد بذلك الليل إذا دخل.

ـ أخرجه الطبري ٣٨٣٦٤ عن ابن عباس لكن سنده واه ، وكرره عن الحسن ٣٨٣٦٥ وكرره ٣٨٣٦٦ عن القرظي ، وكرره ٣٨٣٦٨ عن مجاهد والحسن ، وكرره ٣٨٣٦٩ و ٣٨٣٧٠ عن الحسن وكرره ٣٨٣٧١ عن ابن عباس بسند رجاله ثقات لكن فيه إرسال ، لكن هذه الروايات تتأيد. وهو الذي اختاره البخاري في صحيحه ، فقال ٨ / ٧٤١ «فتح» : وقال مجاهد : الفلق الصبح ، وغاسق الليل إذا وقب ، غروب الشمس.

ـ قلت : فهذا ما عليه عامة أهل العلم ، ولو ثبت الحديث عند البخاري لرواه ولو تعليقا أو تبويبا.

(١) تصحف في المطبوع «خالد».

(٢) تصحف في المطبوع «الأقسام».

٣٣٥

سورة الناس

[مدنية](١)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) (٤) ، يعني الشيطان يكون مصدرا واسما ، قال الزجاج : يعني الشيطان إذا ذا الوسواس الخناس الرجاع ، وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان ، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس. [و](٢) قال [قتادة](٣) : الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس ، ويقال : رأسه كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه (٤) ويحدثه ، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر يرجع ويضع رأسه.

فذلك (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (٥) ، بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦) ، يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي ، ويوسوس للجني كما يوسوس للإنسي ، قاله الكلبي ، وقوله : (فِي صُدُورِ النَّاسِ) أراد بالناس ما ذكر من بعد وهو الجنة والناس ، فسمى الجن ناسا كما سماهم رجالا ، فقال : (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) [الجن : ٦] ، وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث : جاء قوم من الجن فوقفوا (٥) فقيل : من أنتم :؟ قالوا : أناس من الجن. وهذا معنى قول الفراء ، قال بعضهم : ثبت أن الوسواس للإنسان من الإنسان كالوسوسة للشيطان من الشيطان ، فجعل الوسواس من فعل الجنة والناس جميعا ، كما قال : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) [الأنعام : ١١٢] ، كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعا.

[٢٤٣٥] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى ثنا إبراهيم بن

__________________

[٢٤٣٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم. جرير بن عبد الحميد ، بيان بن بشر.

ـ وهو في «صحيح مسلم» ٨١٤ عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

(١) في المطبوع «مكية ، وقيل : مدنية ، وهي ست آيات» والصواب أنها مدنية باتفاق ، والأحاديث المذكورة عند المصنف شاهدة بذلك.

(٢) زيادة من المخطوط.

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) في المطبوع «يمينه».

(٥) في المطبوع «فوقعوا».

٣٣٦

محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير (١) عن بيان (٢) عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١) [الفلق : ١]».

[٢٤٣٦] أخبرنا أبو سعيد [أحمد بن إبراهيم] الشريحي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا أبو الحسن بن عبد الرحمن بن إبراهيم العدل ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد (٣) أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن [أبي](٤) كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون»؟ قلت : بلى ، قال : «(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) [الفلق : ١] ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١)».

[٢٤٣٧] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو

__________________

ـ وأخرجه النسائي ٢ / ١٥٨ وأحمد ٤ / ١٥١ من طريق أبي عوانة وجرير عن بيان به.

ـ وأخرجه مسلم ٨١٤ ح ٢٦٥ والترمذي ٢٩٠٢ و ٣٣٦٧ والنسائي ٨ / ٢٥٤ وأحمد ٤ / ١٤٤ و ١٥٠ و ١٥٢ والدارمي ٢ / ٤٦٢ وابن الضريس ٢٨٩ والبيهقي ٢ / ٥٩٤ من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به.

ـ وأخرجه النسائي ٢ / ١٥٨ و ٨ / ٢٥٤ وأحمد ٤ / ١٤٩ و ١٥٥ و ١٥٩ والدارمي ٢ / ٤٦١ و ٤٦٢ والحاكم ٢ / ٥٤٠ وابن حبان ٧٩٥ والبغوي ١٢٠٦ من طرق عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن عقبة بن عامر بنحوه.

ـ وأخرجه النسائي ٨ / ٢٥٢ وأبو داود ١٤٦٢ وأحمد ٤ / ١٤٩ و ١٥٣ والبيهقي ٢ / ٣٩٤ من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بنحوه.

[٢٤٣٦] ـ متن صحيح. رجاله ثقات ، وهو صحيح إن كان سمعه محمد بن الحارث من عقبة ، فإنه وإن عاصره ، لم أجد في «التهذيب» و «تهذيب الكمال» رواية له عنه. لكن المتن محفوظ صحيح بما قبله.

ـ وخولف البغوي في هذا الإسناد.

ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ٧٨٤١ وأبو عبيد بن سلّام في «فضائل القرآن» ص ١٤٥ والبيهقي في «الشعب» ٣٥٧٤ من طرق عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن ابن عابس أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «يا ابن عابس ألا أخبرك ....» فذكره ، وهو منقطع عند أبي عبيد والبيهقي.

ـ ووقع عن النسائي عن محمد بن إبراهيم قال : حدثني أبو عبد الله أن ابن عابس الجهني أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم .... فذكره.

ـ وإسناده ضعيف ، أبو عبد الله هذا مجهول ، لكن المتن صحيح له طرق كثيرة عن عقبة منها حديث مسلم المتقدم قبل هذا الحديث.

ـ وانظر «فتح القدير» ٢٨٧٩ و ٢٨٨٠ و «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير عند هذه الآية.

[٢٤٣٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ قتيبة هو ابن سعيد ، عقيل هو ابن خالد ، الزهري هو محمد بن مسلم ، عروة هو ابن الزبير.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٠٥ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «سنن الترمذي» ٣٤٠٢ عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٥٠١٧ وأبو داود ٥٠٥٦ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٧٨٨ كلهم عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو داود ٥٠٥٦ وابن حبان ٥٥٤٤ من طريق يزيد بن موهب عن المفضل به.

(١) في المطبوع «جويرية».

(٢) في المطبوع «بنان».

(٣) تصحف في المطبوع وسط «مرثد».

(٤) سقط من المطبوع.

٣٣٧

سعيد الهيثم بن كليب الشاشي أنا بو عيسى الترمذي ثنا قتيبة ثنا المفضل بن فضالة عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما ، فقرأ فيهما : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) [الإخلاص : ١] و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) [الفلق : ١] و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (١) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات.

[٢٤٣٨] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عليه بيده رجاء بركتهما.

[٢٤٣٩] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي قالا : ثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (١) أنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني أنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار».

__________________

ـ وأخرجه البخاري ٦٣١٩ وابن ماجه ٣٨٧٥ من طريق الليث عن عقيل عن الزهري به.

[٢٤٣٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٤٠٩ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الموطأ» ٢ / ٩٤٢ عن ابن شهاب به.

ـ وأخرجه البخاري ٥٠١٦ ومسلم ٢١٩٢ ح ٥١ وأبو داود ٣٩٠٢ وأحمد ٦ / ١٠٤ و ١٨١ و ٢٥٦ و ٢٦٣ وابن حبان ٢٩٦٣ من طرق عن مالك به.

ـ وأخرجه ابن حبان ٦٥٩٠ وأحمد ٦ / ١١٤ و ١٢٤ و ١٦٦ من طرق عن الزهري.

ـ وأخرجه مسلم ٢١٩٢ ح ٥٠ من طريق هشام بن عروة عن أبيه به.

[٢٤٣٩] ـ إسناده صحيح. محمد بن يحيى ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.

ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، الزهري محمد بن مسلم ، سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

ـ وهو في «شرح السنة» ١١٧١ بهذا الإسناد.

ـ هو في «مصنف عبد الرزاق» ٥٩٧٤ عن معمر بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٣٦ و ٨٨ من طريق عبد الرزاق به.

ـ وأخرجه البخاري ٧٥٢٩ ومسلم ٨١٥ والترمذي ١٩٣٦ والنسائي في «فضائل القرآن» ٩٧ وابن ماجه ٤٢٠٩ والحميدي ٦١٧ وابن أبي شيبة ١٠ / ٥٥٧ وابن حبان ١٢٥ والبيهقي ٤ / ١٨٨ من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري به.

ـ وأخرجه البخاري ٥٠٢٥ من طريق شعيب عن الزهري به.

ـ وأخرجه مسلم ٨١٥ ح ٢٦٧ وأحمد ٢ / ١٥٢ وابن حبان ١٢٦ من طريق يونس بن يزيد عن الزهري به.

ـ وأخرجه أحمد ٢ / ١٣٣ والطبراني ١٣١٦٢ و ١٣٣٥١ والطحاوي ١ / ١٩١ من طريقين عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن سالم ونافع عن ابن عمر.

ـ وله شاهد من حديث ابن مسعود :

(١) تصحف في المطبوع «الخيري».

٣٣٨

[٢٤٤٠] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم عن يزيد يعني ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به» ،

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين.

[تم بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل](١)

تمّ كتاب تفسير الإمام القدوة شيخ المحدثين وحجة المحققين الإمام البغوي المعروف بالفرار رحمه‌الله بالصحة والرضوان وأسكنه فسيح الجنات على يد العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن عبد الله البدري السيوطي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين بتاريخ يوم الأحد المبارك ثالث شعبان الذي هو من سطور سنة اثنتان وتسعين وألف. بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلّى الله على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره القانتون وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. آمين. (٢)

__________________

ـ وأخرجه البخاري ٧٣ و ١٤٠٩ و ٧٣١٦ ومسلم ٨١٦ وابن ماجه ٤٢٠٨ وأحمد ١ / ٣٥٨ و ٤٣٢ وابن المبارك في «الزهد» ١٢٠٥ وابن حبان ٩٠.

ـ وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ٥٠٢٦ و ٧٢٣٢ و ٧٥٢٨ والنسائي في «فضائل القرآن» ٩٨ وأحمد ٣ / ٢٧٩ والبيهقي ٤ / ١٨٩ والطحاوي في «المشكل» ٤٦٢.

ـ ومن حديث أبي سعيد الخدري.

ـ أخرجه ابن أبي شيبة ١٠ / ٥٥٧ والطحاوي في «المشكل» ٤٦٣.

[٢٤٤٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، فقد تفرد عن إبراهيم ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.

ـ ابن أبي حازم هو عبد العزيز ، وأبو حازم اسمه سلمة وهو ابن دينار ، يزيد هو ابن عبد الله.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٧٥٤٤ عن إبراهيم بن حمزة بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه النسائي ٣ / ١٨٠ عن محمد بن زنبور المكي عن ابن أبي حازم به.

ـ وأخرجه مسلم ٧٩٢ ح ٢٣٣ وأبو داود ١٤٧٣ من طريقين عن عبد الله بن وهب عن يزيد بن الهاد به.

ـ وأخرجه مسلم ٧٩٢ ح ٢٣٣ والبيهقي ٢ / ٥٤ من طريق بشر بن الحكم عن عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد به.

ـ وأخرجه البخاري ٥٠٢٣ و ٧٤٨٢ ومسلم ٧٩٢ ح ٢٣٢ وعبد الرزاق ٤١٦٦ و ٤١٦٧ والنسائي ٢ / ١٨٠ والدارمي ١ / ٣٥٠ وابن حبان ٧٥١ وأحمد ٢ / ٢٧١ والبيهقي ٢ / ٥٤ من طرق عن الزهري عن أبي سلمة به.

(١) هذا ما وجدته في آخر المخطوط (أ)

(٢) والله الموفق للصواب ، وهو الهادي إلى سواء الصراط ، وهو حسبي ، ونعم الوكيل. تحقيق عبد الرزاق المهدي وزوجه هناء جزماتي.

٣٣٩

تم بحمد الله ومنّه وكرمه طبع هذا التفسير المبارك

في مطابع دار إحياء التراث العربي ـ بيروت الزاهرة

أدامها الله لطبع المزيد من الكتب النافعة

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

٣٤٠