تفسير البغوي - ج ٥

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي

تفسير البغوي - ج ٥

المؤلف:

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي


المحقق: عبدالرزاق المهدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٣

شَيْئاً)، وقال مقاتل : يعني لنفس كافرة شيئا من المنفعة ، (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) ، أي لم يملّك الله في ذلك اليوم أحدا شيئا كما ملكهم في الدنيا.

سورة المطففين

[مدنية](١) [وهي ست وثلاثون آية](٢)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢))

(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١) ، يعني الذين ينقصون المكيال والميزان ويبخسون حقوق الناس. قال الزجاج : إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف.

[٢٣١٤] أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد [بن](٣) علي الصيرفي ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله عزوجل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (١) فأحسنوا الكيل.

وقال السدي : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وبها رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية ، فالله تعالى جعل الويل للمطففين (٤).

ثم بين أن المطففين من هم فقال : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (٢) ، وأراد إذا اكتالوا من

__________________

[٢٣١٤] ـ إسناده حسن ، رجاله ثقات مشاهير ، غير علي ، وهو صدوق.

ـ يزيد هو ابن سعيد ، عكرمة هو أبو عبد الله البربري مولى ابن عباس.

ـ وأخرجه النسائي في «التفسير» ٦٧٤ وابن ماجه ٢٢٢٣ والحاكم ٢ / ٣٣ والطبري ٣٦٥٧٧ والطبراني ١٢٠٤١ وابن حبان ٤٩١٩ والبيهقي ٦ / ٣٢ والواحدي في «أسباب النزول» ٨٤٨ من طرق عن علي بن الحسين بن واقد بهذا الإسناد.

ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وكذا صححه السيوطي في «الدر» ٦ / ٥٣٦.

ـ قال البوصيري في «الزوائد» : هذا إسناد حسن ، علي بن الحسين بن واقد مختلف فيه ، وباقي الإسناد ثقات.

ـ وانظر «أحكام القرآن» ٢٢٦٦ و «الكشاف» ١٢٧٥ بتخريجنا.

(١) سقط من المطبوع.

(٢) زيد في المطبوع.

(٣) سقط من المطبوع.

(٤) ذكره المصنف هاهنا تعليقا ، وإسناده إلى السدي أول الكتاب ، وهذا مرسل ، والسدي ذو مناكير.

ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٨٥٠ عن السدي معلقا بدون إسناد.

ـ وقال الحافظ في «الكشاف» ٤ / ٧١٨ : لم أجده ، والظاهر أنه أراد مسندا ، وهو واه بمرة ، ليس بشيء.

٢٢١

الناس أي أخذوا منهم ، و (من) ، و (على) يتعاقبان. قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل والوزن ، وأراد الذين إذا اشتروا لأنفسهم استوفوا في الكيل والوزن.

(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧))

(وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٣) ، أي كالوا لهم أو وزنوا لهم أي للناس يقال وزنتك حقك وكلتك طعامك أي وزنت لك وكلت لك كما يقال نصحتك ونصحت لك وشكرتك وشكرت لك وكتبتك وكتبت لك. قال أبو عبيدة : وكان عيسى بن عمر يجعلهما حرفين يقف على كالوا أو وزنوا ويبتدئ هم (يُخْسِرُونَ) وقال أبو عبيدة : والاختيار الأولى يعني أن كل واحدة كلمة واحدة ، لأنهم كتبوهما بغير ألف ، ولو كانتا مقطوعتين لكاتب : (كالوا أو وزنوا) بالألف كسائر الأفعال مثل جاءوا وقالوا : واتفقت المصاحف على إسقاط الألف ، ولأنه يقال في اللغة : كلتك وزنتك كما يقال كلت لك وزنت لك. وقوله : (يُخْسِرُونَ) أي ينقصون ، قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول اتق الله أوف الكيل والوزن ، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى إن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم.

(أَلا يَظُنُ) ، يستيقن ، (أُولئِكَ) ، الذين يفعلون ذلك ، (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) (٥) ، يعني يوم القيامة.

(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) ، من قبورهم ، (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) ، أي لأمره ولجزائه ولحسابه.

[٢٣١٥] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن المنذر أنا معن (١) حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه».

[٢٣١٦] أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن

__________________

[٢٣١٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري حيث تفرد عن إبراهيم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.

ـ معن هو ابن عيسى.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩٣٨ عن إبراهيم بن المنذر بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٢٨٦٢ من طريق معن بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبراني ٣٠ / ٩٤ من طريق مالك به.

ـ وأخرجه البخاري ٦٥٣١ ومسلم ٢٨٦٢ والترمذي ٢٤٢٢ وابن ماجه ٤٢٧٨ وأحمد ٢ / ١٣ و ١٩ و ١٠٥ و ١٢٥ وابن أبي شيبة ١٣ / ٢٣٣ وابن حبان ٧٣٣١ والطبري ٣٦٥٨٥ و ٣٦٥٨٩ والبغوي ٤٢١١ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٢ من طرق عن نافع به.

[٢٣١٦] ـ صحيح. إبراهيم الخلال صدوق ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه على شرط مسلم.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢١٢ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ١٤٢١ وأحمد ٦ / ٣ ـ ٤ والطبراني ٢٠ / (٦٠٢) وابن حبان ٧٣٣٠ من طرق عن ابن المبارك به.

ـ وأخرجه مسلم ٢٨٦٤ والطبراني ٢٠ / (٦٠٢) من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.

(١) تصحف في المخطوط «معمر».

٢٢٢

الحارث ثنا محمد بن يعقوب الكسائي ثنا عبد الله بن محمود ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن (١) جابر حدثني سليم بن عامر حدثني المقداد صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين» ، قال سليم : لا أدري أي الميلين يعني مسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين ، قال : «فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق بقدر أعمالهم ، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه إلجاما» فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو يشير بيده إلى فيه يقول : «يلجمه إلجاما».

قوله عزوجل : (كَلَّا) ، ردع أي ليس الأمر على ما هم عليه فليرتدعوا ، وتمام الكلام هاهنا ، وقال الحسن : كلا ابتداء يتصل بما بعده على معنى حقا ، (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) ، الذي كتبت فيه أعمالهم ، (لَفِي سِجِّينٍ) ، قال عبد الله بن عمرو وقتادة ومجاهد والضحاك : (سِجِّينٍ) هي الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار.

[٢٣١٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا موسى بن محمد ثنا الحسن (٢) بن علويه أنا إسماعيل بن عيسى ثنا المسيب ثنا الأعمش عن المنهال عن زاذان عن البراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سجين أسفل سبع أرضين ، وعليون في السماء السابعة تحت العرش».

وقال شمر بن عطية : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) ، فقال : إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها ثم تهبط بها إلى الأرض ، فتأبى الأرض أن تقبل فتدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين ، وهو موضع جند إبليس ، فيخرج لها من سجين من تحت جند إبليس رق فيرقم ويختم ويوضع تحت جند إبليس ، لمعرفتها الهلاك بحساب يوم القيامة.

وإليه ذهب سعيد بن جبير ، قال : سجين تحت جند إبليس. وقال عطاء الخراساني : هي الأرض السفلى ، وفيها إبليس وذريته ، وقال الكلبي : هي صخرة تحت الأرض السابعة السفلى خضراء ، وخضرة السماء منها يجعل كتاب الفجار تحتها. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أيضا قال : سجين صخرة تحت الأرض السفلى تقلب فيجعل كتاب الفجار فيها. وقال وهب : هي آخر سلطان إبليس.

__________________

[٢٣١٧] ـ ضعيف.

ـ إسناده ضعيف جدا ، فيه المسيب ، وهو ابن شريك ، قال عنه الإمام مسلم : متروك الحديث.

ـ الأعمش هو سليمان بن مهران ، منهال هو ابن عمرو ، زاذان هو أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمر ، مشهور باسمه ، ولم أر من ذكر اسم أبيه.

ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٣ و ٤٤٤ من طريق موسى بن محمد بهذا الإسناد.

ـ وتوبع المسيب.

ـ فقد أخرج أحمد ٤ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨ حديثا طويلا من طريق أبي معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد وفيه : «.... حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله عزوجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ...» وفيه أيضا : «اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ....».

ـ وإسناده ضعيف ، فيه عنعنة الأعمش ، وهو مدلس.

(١) تصحف في المطبوع «عن».

(٢) في المطبوع «الحسن».

٢٢٣

[٢٣١٨] وجاء في الحديث : «الفلق حبّ في جهنم مغطى ، وسجين حب في جهنّم مفتوح».

وقال عكرمة : (لَفِي سِجِّينٍ) أي لفي خسار وضلال. وقال الأخفش : هو فعيل من السجن ، كما يقال : فسيق وشريب ، معناه لفي حبس وضيق شديد.

(وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣) كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤))

(وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) (٨) ، قال الزجاج : أي ليس ذلك مما كنت تعلمه أنت ولا قومك.

(كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٩) ، ليس هذا تفسير السجين بل هو بيان الكتاب المذكور في قوله : (إن كتاب الفجار) أي هو كتاب مرقوم ، أي مكتوب فيه أعمالهم مثبتة عليهم كالرقم في الثوب ، لا ينسى ولا يمحى حتى يجازوا به. وقال قتادة ومقاتل : رقم عليه بشركائه كأنه علم بعلامة يعرف بها أنه كافر. وقيل : مختوم بلغة حمير.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٣).

(كَلَّا) ، قال مقاتل : أي لا يؤمنون ، ثم استأنف فقال : (بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).

[٢٣١٩] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي ثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أنا إبراهيم بن حزيم الشاشي أنا أبو محمد عبد الله بن حميد الكشي (١) ثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه» ، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (١٤).

وأصل الرين الغلبة ، يقال : رانت الخمر على عقله ترين رينا وريونا إذا غلبت عليه حتى سكر ،

__________________

[٢٣١٨] ـ ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٣٦٦١٤ ومن طريقه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٤ عن إسحاق بن وهب الواسطي عن مسعود بن مشكان عن نصر بن خزيمة عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة به.

ـ وإسناده ضعيف جدا ، شعيب بن صفوان منكر الحديث.

ـ قال الحافظ ابن كثير في «تفسير القرآن العظيم» ٤ / ٥٧٣ : غريب ، منكر ، لا يصح.

[٢٣١٩] ـ حسن ، لكن ذكر الآية مدرج.

ـ إسناده حسن لأجل ابن عجلان ، وباقي الإسناد ثقات ، وللحديث شواهد.

ـ ابن عجلان هو محمد ، أبو صالح اسمه ذكوان ، مشهور بكنيته.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٢٩٧ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٣٤ والنسائي في «عمل اليوم والليلة» ٤١٨ وابن ماجه ٤٢٤٤ والحاكم ٢ / ٥١٧ وابن حبان ٩٣٠ والطبري ٣٦٦٢٦ و

الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٤٥ من طرق عن محمد بن عجلان بهذا الإسناد.

ـ وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وهو حديث حسن ، لكن ذكر الآية مدرج من الصحابي أو من دونه.

(١) تصحف في المطبوع «الكنتي».

٢٢٤

ومعنى الآية : غلبت على قلوبهم المعاصي وأحاطت بها. قال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يموت القلب. قال ابن عباس : ران على قلوبهم طبع عليها.

(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠))

(كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) ، (كلا) يريد لا يصدقون ، ثم استأنف فقال : (إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) ، قال بعضهم : عن كرامته ورحمته ممنوعون. وقال قتادة : هو ألا ينظر إليهم ولا يزكيهم. وقال أكثر المفسرين : عن رؤيته. قال الحسن : لو علم الزاهدون العابدون أنهم لا يرون ربهم في المعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا. قال الحسين بن الفضل كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته. وسئل مالك عن هذه الآية فقال : لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه. وقال الشافعي (١) رضي الله عنه في قوله : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) : دلالة على أن أولياء الله يرون الله عيانا ، ثم أخبر أن الكفار مع كونهم محجوبين عن الله يدخلون النار فقال :

(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ) (١٦) ،. لداخلو النار.

(ثُمَّ يُقالُ) ، أي تقول لهم الخزنة ، (هذَا) ، أي هذا العذاب ، (الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).

(كَلَّا) ، قال مقاتل : لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه ، ثم بين محل كتاب الأبرار فقال : (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ).

[٢٣٢٠] روينا عن البراء مرفوعا : «أن عليين في السماء السابعة تحت العرش». وقال ابن عباس : هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه ، وقال كعب وقتادة : هو قائمة العرش اليمنى. وقال [عطاء عن](٢)(٣) ابن عباس : هو الجنة. وقال الضحاك : سدرة المنتهى ، وقال بعض أهل المعاني علو بعد علو وشرف بعد شرف ، ولذلك جمعت بالياء والنون. وقال الفراء : هو اسم موضوع على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه مثل عشرين وثلاثين.

(وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (١٩) كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٢٠) ، ليس هذا بتفسير عليين هو بيان الكتاب المذكور في قوله : (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) ، أي مكتوب أعمالهم كما ذكرنا في كتاب الفجار ، وقيل : كتب هناك ما أعد الله لهم من الكرامة ، وهو معنى قول مقاتل ، وقيل : رقم لهم بخير وتقدير الآية على التقديم والتأخير مجازها : إن كتاب الأبرار كتاب مرقوم في عليين ، وهو محل الملائكة ، ومثله كتاب الفجار كتاب مرقوم في سجين ، وهو محل إبليس وجنده.

(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٢٣) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦) وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧))

__________________

[٢٣٢٠] ـ تقدم قبل حديثين ، وهو ضعيف.

(١) زيد في المطبوع «قال ابن عباس».

(٢) تصحف في المخطوط «الشعبي».

(٣) زيد في المطبوع.

٢٢٥

(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (٢١) ، يعني الملائكة الذين في عليين يشهدون ويحضرون ذلك المكتوب ، أو ذلك الكتاب إذا صعد به إلى عليين.

(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ) (٢٣) ، إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والنعمة ، وقال مقاتل : ينظرون إلى عدوهم كيف يعذبون.

(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) (٢٤) ، إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة مما ترى في وجوههم من النور والحسن والبياض ، قال الحسن : النضرة في الوجه والسرور في القلب ، قرأ أبو جعفر ويعقوب (تَعْرِفُ) بضم التاء وفتح الراء على غير تسمية الفاعل (نَضْرَةَ) رفع وقرأ الباقون بفتح التاء وكسر الراء (نَضْرَةَ) نصب.

(يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) ، خمر صافية طيبة قال مقاتل : الخمر البيضاء. (مَخْتُومٍ) ، ختم ومنع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه الأبرار ، قال مجاهد : (مَخْتُومٍ) أي مطين.

(خِتامُهُ) ، أي طينه ، (مِسْكٌ) ، كأنه ذهب إلى هذا المعنى ، قال ابن زيد : ختامه عند الله مسك وختام الدنيا طين. [وقال](١) ابن مسعود : مختوم أي ممزوج ختامه أي آخر طعمه ، وعاقبته مسك فالمختوم الذي له ختام ، أي آخر وختم كل شيء الفراغ منه. وقال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك وقراءة العامة (خِتامُهُ مِسْكٌ) بتقديم التاء ، وقرأ الكسائي خاتمه وهي قراءة علي وعلقمة ومعناهما واحد كما يقال : فلان كريم الطابع والطباع والخاتم والختام آخر كل شيء. (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) ، فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله عزوجل. وقال مجاهد : فليعمل العاملون ، نظيره قوله تعالى : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ) (٦١) [الصافات : ٦١] ، وقال مقاتل بن سليمان : فليتنازع المتنازعون. وقال عطاء : فليستبق المستبقون ، وأصله من الشيء النفيس الذي تحرص عليه نفوس الناس ، ويريده كل أحد لنفسه وينفس به على غيره ، أي يضن.

(وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (٢٧) ، شراب ينصب عليهم من علو في غرفهم ومنازلهم ، وقيل : يجري في الهواء [متسنما](٢) فينصب في أواني أهل الجنة على قدر ملئها فإذا امتلأت أمسك وهذا معنى قول قتادة وأصل كلمة السنام من العلو ، يقال للشيء المرتفع سنام ومنه سنام البعير. قال الضحاك : هو شراب اسمه تسنيم وهو من (٣) أشرف الشراب. قال ابن مسعود وابن عباس : هو خالص للمقربين يشربونها صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة. وهو قوله : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (٢٧).

(عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (٣٢) وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (٣٣) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤))

(عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (٢٨) ، وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله : (مِنْ تَسْنِيمٍ) قال هذا مما قال الله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة : ١٧] ، (عَيْناً) نصب على الحال ، (يَشْرَبُ بِهَا) أي منها ، وقيل : يشرب بها المقربون صرفا.

__________________

(١) سقط من المخطوط.

(٢) سقط من المخطوط.

(٣) سقط من المطبوع.

٢٢٦

قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) ، أشركوا يعني كفار قريش أبا جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأصحابهم من مترفي مكة ، (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) عمار وخباب وصهيب وبلال وأصحابهم من فقراء المؤمنين. (يَضْحَكُونَ) ، وبهم يستهزءون.

(وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ) ، يعني مر المؤمنون بالكفار ، (يَتَغامَزُونَ) ، والغمز الإشارة بالجفن والحاجب ، أي يشيرون إليهم بالأعين استهزاء.

(وَإِذَا انْقَلَبُوا) ، يعني الكفار ، (إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) ، معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم.

(وَإِذا رَأَوْهُمْ) ، رأوا أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، (قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ) ، يأتون محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرون أنهم على شيء.

(وَما أُرْسِلُوا) ، يعني المشركين ، (عَلَيْهِمْ) ، يعني على المؤمنين ، (حافِظِينَ) ، أعمالهم أي لم يوكلوا بحفظ أعمالهم.

(فَالْيَوْمَ) ، يعني في الآخرة ، (الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) ، قال أبو صالح وذلك أنه يفتح للكفار وهم في النار أبوابها ، ويقال لهم : اخرجوا فإذا رأوها مفتوحة أقبلوا إليها ليخرجوا والمؤمنون ينظرون إليهم فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ، يفعل بهم ذلك مرارا والمؤمنون يضحكون.

وقال كعب : بين الجنة والنار كوى فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو له كان في الدنيا اطلع عليه من تلك الكوى ، كما قال : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) (٥٥) [الصافات : ٥٥] ، فإذا اطلعوا في الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا فذلك قوله عزوجل : (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (٣٤).

(عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (٣٥) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦))

(عَلَى الْأَرائِكِ) ، من الدر والياقوت ، (يَنْظُرُونَ) ، إليهم في النار.

قال الله تعالى : (هَلْ ثُوِّبَ) ، هل جوزي ، (الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) ، أي جزاء استهزائهم بالمؤمنين ومعنى الاستفهام هاهنا التقرير. وثوب وأثاب بمعنى واحد.

سورة الانشقاق

مكية [وهي خمس وعشرون آية](١)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (٦))

__________________

(١) زيد في المطبوع.

٢٢٧

(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) ، انشقاقها من علامات القيامة.

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) ، أي سمعت أمر ربها بالانشقاق وأطاعته ، من الأذن وهو الاستماع ، (وَحُقَّتْ) ، أي وحق لها أن تطيع ربها.

(وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٣) ، مدّ الأديم العكاظي ، وزيد في سعتها. وقال مقاتل : سويت كمد الأديم فلا يبقى فيها بناء ولا جبل.

(وَأَلْقَتْ) ، أخرجت ، (ما فِيها) من الموتى والكنوز ، (وَتَخَلَّتْ) ، خلت منها.

(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٢) ، واختلفوا في جواب (إِذَا) قيل : جوابه محذوف تقديره : إذا كانت هذه الأشياء يرى الإنسان الثواب والعقاب.

[وقيل جوابه : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) ، ومجازه : إذا السماء انشقت لقي كل كادح ما عمله](١). وقيل : جوابه وأذنت ، وحينئذ تكون الواو زائدة ومعنى قوله : (كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) ، أي ساع إليه في عملك ، والكدح : سعي الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه ، أي يؤثر. وقال قتادة والكلبي والضحاك : عامل لربك عملا ، (فَمُلاقِيهِ) ، أي ملاقي جزاء عملك خيرا كان أو شرا.

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (١١) وَيَصْلى سَعِيراً (١٢) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (١٥) فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧))

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ) ، ديوان أعماله ، (بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (٨).

[٢٣٢١] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٢) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا سعيد بن أبي مريم أنا نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة إن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، وإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حوسب عذّب» قالت عائشة رضي الله عنها فقلت : يا رسول الله أو ليس يقول الله عزوجل : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (٨)؟ قالت

__________________

[٢٣٢١] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ أبو مريم هو الحكم بن محمد ، ابن أبي مليكة ، هو عبد الله بن عبد الله.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢١٤ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ١٠٣ عن سعيد بن أبي مريم بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٤٩٣٩ ومسلم ٢٨٧٦ ح ٧٩ والترمذي ٣٣٣٧ وأحمد ٦ / ٤٧ والطبري ٣٦٧٣٦ وابن حبان ٧٣٦٩ والقضاعي ٣٣٨ من طرق عن أيوب عن ابن أبي مليكة به.

ـ وأخرجه البخاري ٤٩٣٩ و ٦٥٣٦ والترمذي ٣٤٢٦ و ٣٣٣٧ والطبري ٣٦٧٣٩ وابن حبان ٧٣٧٠ والبيهقي في «الاعتقاد» ص ٢٠٩ ـ ٢١٠ من طرق عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة.

ـ وأخرجه البخاري ٦٥٣٧ ومسلم ٢٨٧٦ ح ٨٠ وأبو داود ٣٠٩٣ وأحمد ٦ / ١٢٧ و ٢٠٦ والطبري ٣٦٧٣٧ و ٣٦٧٤٠ من طرق عن ابن أبي مليكة به.

(١) سقط من المخطوط.

(٢) زيادة عن المخطوط.

٢٢٨

فقال : «إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش في الحساب يهلك».

(وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ) ، يعني في الجنة من الحور العين والآدميات ، (مَسْرُوراً) ، بما أوتي من الخير والكرامة.

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) (١٠) ، فتغل يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره ، فيؤتى كتابه بشماله من رواء ظهره. وقال مجاهد : تخلع يده اليسرى من وراء ظهره.

(فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) (١١) ، ينادي بالويل والهلاك إذا قرأ كتابه يقول : يا ويلاه يا ثبوراه ، كقوله تعالى : (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) [الفرقان : ١٣].

(وَيَصْلى سَعِيراً) (١٢) ، قرأ أبو جعفر وأهل البصرة وعاصم وحمزة ويصلى بفتح الياء خفيفا كقوله :

(يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) [الأعلى : ١٢] ، وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام كقوله : (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (٩٤) [الواقعة : ٩٤] ، (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) (٣١) [الحاقة : ٣١] ، (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (١٣) ، يعني في الدنيا باتباع هواه وركوب شهوته.

(إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤) ، أن لن يرجع إلينا ولن يبعث.

ثم قال : (بَلى) ، أي ليس كما ظن بل يحور إلينا ويبعث ، (إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) [من يوم](١) خلقه إلى أن بعثه.

قوله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (١٦) ، قال مجاهد : هو النهار كله. وقال عكرمة : ما بقي من النهار. وقال ابن عباس وأكثر المفسرين : هو الحمزة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس. وقال قوم : هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة.

(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) (١٧) ، أي جمع وضم يقال وسقته أسقه وسقا أي جمعته واستوثقت الإبل إذا اجتمعت وانضمت ، والمعنى : والليل وما جمع وضم ما كان بالنهار منتشرا من الدواب ، وذلك أن الليل إذا أقبل آوى كل شيء إلى مأواه. روى منصور عن مجاهد قال : ما لف وضم وأظلم عليه. وقال مقاتل بن حيان : ما أقبل من ظلمة أو كوكب. وقال سعيد بن جبير. وما عمل فيه.

(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥))

(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) (١٨) ، اجتمع واستوى وتم نوره وهو في الأيام البيض. وقال قتادة : استدار (٢) وهو افتعل من الوسق الذي هو الجمع.

(لَتَرْكَبُنَ) ، قرأ أهل مكة وحمزة والكسائي (لَتَرْكَبُنَ) بفتح الباء ، يعني لتركبن يا محمد (طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) ، قال الشعبي ومجاهد : سماء بعد سماء. قال الكلبي : يعني تصعد فيها. ويجوز أن يكون درجة بعد درجة ورتبة بعد رتبة في القرب من الله تعالى والرفعة (٣).

__________________

(١) سقط من المطبوع.

(٢) في المطبوع «استدام».

(٣) في المخطوط «والزلفة».

٢٢٩

[٢٣٢٢] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا سعيد بن النضر أنا هشيم (١) أنا أبو بشر عن مجاهد قال قال ابن عباس : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩) ، حالا بعد حال ، قال : هذا نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقيل : أراد به السماء تتغير لونا بعد لون ، فتصير تارة كالدهان وتارة كالمهل ، فتنشق بالغمام مرة وتطوى أخرى. وقرأ الآخرون بضم الباء لأن المعنى بالناس أشبه لأنه ذكر من قبل (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (٧) ، «وشماله» وذكر من بعد (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٢٠) ، وأراد لتركبن حالا بعد حال وأمرا بعد أمر في موقف القيامة ، يعني الأحوال تنقلب بهم فيصيرون في الآخرة على غير الحال التي كانوا عليها في الدنيا. و (عَنْ) بمعنى بعد ، وقال مقاتل : يعني الموت ثم الحياة ثم الموت ثم الحياة. وقال عطاء : مرة فقيرا ومرة غنيا.

وقال عمرو بن دينار عن ابن عباس : يعني الشدائد والأهوال ثم الموت ، ثم البعث ثم العرض. وقال عكرمة : حالا بعد حال رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ. وقال أبو عبيدة : لتركبن سنن من كان قبلكم وأحوالهم.

[٢٣٢٣] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد العزيز أنا أبو عمرو الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم» قيل : يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال : «فمن».

قوله عزوجل : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٢٠) ، استفهام إنكار.

(وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (٢١). قال الكلبي ومقاتل : لا يصلون.

[٢٣٢٤] أخبرنا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الضبي أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ثنا أبو

__________________

[٢٣٢٢] ـ موقوف.

ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.

ـ هشيم هو ابن بشير ، أبو بشر هو بيان بن بشر ، مجاهد هو ابن جبر.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٩٤٠ عن سعيد بن النضر بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبري ٣٦٧٩٠ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٥٥ من طريقين عن هشيم به.

[٢٣٢٣] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٠٩١ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٧٣٢٠ عن محمد بن عبد العزيز بهذا الإسناد.

ـ وتقدم في سورة التوبة عند آية : ٦٩.

[٢٣٢٤] ـ إسناده على شرط البخاري ومسلم.

ـ قتيبة هو ابن سعيد.

ـ وهو في «شرح السنة» ٧٦٥ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «سنن الترمذي» ٥٧٣ عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٥٧٨ وأبو داود ١٤٠٧ والنسائي ٢ / ١٦٢ وابن ماجة ١٠٥٨ والدارمي ١ / ٣٤٣ وابن خزيمة ٥٥٤

(١) تصحف في المطبوع «هيثم».

٢٣٠

العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا قتيبة ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن عطاء بن مينا عن أبي هريرة قال : سجدنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في «اقرأ باسم ربك» و «إذا السماء انشقت».

[٢٣٢٥] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد أنا معتمر قال : سمعت أبي قال حدثني بكر عن أبي رافع قال : صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت ، فسجد فقلت : ما هذا؟ قال : سجدت بها خلف أبي القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه.

(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ) (٢٢) ، بالقرآن والبعث.

(وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) (٢٣). في صدورهم من التكذيب. قال مجاهد : يكتمون.

(فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٤) (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٢٥) ، غير مقطوع ولا منقوص.

سورة البروج

مكية وهي اثنتان وعشرون آية

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) (٢) ، هو يوم القيامة.

__________________

وابن حبان ٢٧٦٧ من طرق عن سفيان بن عيينة به.

ـ وأخرجه ابن خزيمة ٥٥٥ من طريق ابن جريج عن أيوب به.

ـ وأخرجه مسلم ٥٧٨ والترمذي ٥٧٤ والدارقطني ١ / ٤٠٩ من طريقين عن أبي هريرة به.

ـ وأخرجه النسائي ٢ / ١٦٢ من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بنحوه.

ـ وانظر ما تقدم في سورة الحج عند آية : ٧٧.

[٢٣٢٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.

ـ معتمر هو ابن سليمان بن طرخان ، بكر هو ابن عبد الله المزني ، أبو رافع هو نفيع الصائغ ، مشهور بكنيته.

ـ وهو في «شرح السنة» ٧٦٨ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ١٠٧٨ عن مسدد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٧٦٦ و ٧٦٨ ومسلم ٥٧٨ وأبو داود ١٤٠٨ والنسائي ٢ / ١٦٢ من طريق أبي رافع به.

ـ وأخرجه البخاري ١٠٧٤ ومسلم ٥٧٨ والنسائي ٢ / ١٦١ وابن حبان ٢٧٦١ من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به.

ـ وأخرجه ابن خزيمة ٦٥٥ من طريق بكر بن عبد الله بن نعيم بن عبد الله بن المجمر أنه قال : صليت مع أبي هريرة ... فذكره بنحوه.

٢٣١

(وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣).

[٢٣٢٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا عبيد (١) الله بن [موسى عن](٢) موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة ، ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها بخير إلا استجاب الله له ، ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه منه».

وهذا قول ابن عباس والأكثرون : أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة. وروي عن ابن عمر : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر. قال سعيد بن المسيب : الشاهد يوم التروية ، والمشهود يوم عرفة.

وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : الشاهد محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمشهود يوم القيامة ، ثم تلا : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (٤١) [النساء : ٤١] وقال : ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. وقال عبد العزيز بن يحيى الشاهد محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمشهود الله عزوجل بيانه قوله : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء : ٤١]. وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : الشاهد آدم والمشهود يوم القيامة. وقال عكرمة الشاهد : الإنسان والمشهود يوم القيامة. وعنه أيضا : الشاهد الملك

__________________

[٢٣٢٦] ـ صدره إلى «الجمعة» ضعيف ، والراجح وقفه ، إلا أن الفقرة الأولى تشهد لها الآية الكريمة ، وأما عجزه فهو محفوظ ، له شواهد.

ـ إسناده واه لأجل موسى بن عبيدة ، وباقي الإسناد ثقات.

ـ وهو في «شرح السنة» ١٠٤٢ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٣٩ والبغوي في «شرح السنة» بإثر ١٠٤٢ عن عبد بن حميد عن روح بن عبادة وعبيد الله بن موسى بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٥٨ من طريق يحيى بن نصر والطبري ٣٦٨٥١ من طريق مهران كلاهما عن موسى بن عبيدة به ، وأخرجه.

ـ وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة ، وموسى بن عبيدة يضعّف في الحديث ، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره.

ـ ووردت الفقرة الأولى من حديث أبي مالك الأشعري عند الطبري ٣٦٨٤٠ وإسناده واه.

ـ ووردت الفقرة الثانية والثالثة عند الطبري ٣٦٨٥٠ من طريق ابن حرملة عن سعيد أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن سيد الأيام الجمعة ، وهو الشاهد ، والمشهود : يوم عرفة» وهذا مرسل ، وهو معلول ، فقد كرره الطبري ٣٦٨٥٣ عن سعيد قوله.

ـ وأخرج الطبري ٣٦٨٥٢ من طريق شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الشاهد يوم الجمعة ، وإن المشهود يوم عرفة ، فيوم الجمعة خيرة الله لنا».

ـ وهذا مرسل ، وفي إسناده محمد بن إسماعيل ، وهو واه.

ـ وورد موقوفا منجما بألفاظ عن غير جماعة من الصحابة والتابعين ، وهذا الاختلاف يدل على الاضطراب.

ـ الخلاصة : صدره ضعيف ، ولعجزه شواهد.

ـ وانظر «أحكام القرآن» ٢٢٨٢ و «الجامع لأحكام القرآن» ٦٢٩٠ بتخريجي.

(١) تصحف في المطبوع «عبد».

(٢) سقط من المطبوع.

٢٣٢

يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة. وتلا : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (٢١) [ق : ٢١] ، و (وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) [هود : ١٠٣] ، وقيل : الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم ، وقال عطاء بن يسار : الشاهد آدم وذريته ، والمشهود يوم القيامة. وروى الوالبي عن ابن عباس : الشاهد هو الله عزوجل والمشهود يوم القيامة. وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم. بيانه : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة : ١٤٣] وقال سالم بن عبد الله : سألت سعيد بن جبير عن قوله : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣) ، فقال : الشاهد هو الله والمشهود نحن ، بيانه : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) وقيل : الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود ابن آدم بيانه : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) [النور : ٢٤] الآية. وقيل : الشاهد الأنبياء والمشهود محمد ، بيانه قوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) إلى قوله : (فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران : ٨١].

(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤) ، أي لعن ، والأخدود : الشق المستطيل في الأرض كالنهر ، وجمعه أخاديد. واختلفوا فيهم.

[٢٣٢٧] أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن سعدان الخطيب أخبرني أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن قريش بن نوح بن رستم ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر ، فلما كبر قال للملك (١) : إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاما يعلمه ، وكان في طريقه إذا سلك إليه راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، وكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب ، وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه ، وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه ، فشكا إلى الراهب ، فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر ، فأخذ حجرا ثم قال اللهم : إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها فمضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك وكان قد عمي ، فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال ما [هاهنا](٢) لك أجمع إن أنت شفيتني ، قال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي

__________________

[٢٣٢٧] ـ إسناده على شرط مسلم.

ـ ثابت هو ابن أسلم البناني.

ـ وأخرجه مسلم ٣٠٠٥ وابن حبان ٨٧٣ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٥٩ ـ ٤٦٠ من طريق هدبة بن خالد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبري ٣٦٨٧٤ من طريق حرمي بن عمارة عن حماد بن سلمة به.

ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٤٠ وعبد الرزاق ٩٧٥١ والطبراني ٧٣١٩ من طريق معمر عن ثابت به.

ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٦٦١ وأحمد ٦ / ١٧ و ١٨ والطبراني ٧٣٢٠ من طرق عن حماد بن سلمة به.

(١) زيادة عن المخطوط وباقي النسخ.

(٢) العبارة في المطبوع «هذا قال هذا» والمثبت عن مسلم والمخطوط. لكن لفظ المخطوط «هنالك».

٢٣٣

الله ، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله لك فشفاك ، فآمن بالله فشفاه الله ، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ، فقال له الملك : من ردّ عليك بصرك؟ قال : ربي عزوجل ، قال : أولك رب غيري؟ قال : ربي وربك الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فجيء بالغلام ، فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ به الأكمه والأبرص وتفعل كذا وتفعل كذا ، قال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله ، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب ، فجيء بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جيء بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به فصعدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فسقطوا ، فجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك فقال : كفانيهم الله ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك؟ قال : كفانيهم الله ، فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال : وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس وقل : بسم الله رب الغلام ، ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، فجمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ، ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد قوسه ، ثم قال : بسم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده على صدغه في موضع السهم ، فمات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ثلاثا فأتى الملك ، فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك ، قد آمن الناس ، فأمر بالأخدود بأفواه السكك ، فخدت وأضرم بنيران ، وقال : من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم ، قال : ففعلوا حتى جاءت امرأة معها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أماه اصبري فإنك على الحق».

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة.

وذكر محمد بن إسحاق عن وهب (١) بن منبه : أن رجلا كان قد بقي على دين عيسى فوقع إلى نجران فدعاهم فأجابوه فسار إليه ذو نواس اليهودي بجنوده من حمير وخيرهم بين النار واليهودية ، فأبوا عليه فخد الأخاديد وأحرق اثنى عشر ألفا ، ثم غلب أرياط على اليمن فخرج ذو نواس هاربا فاقتحم البحر بفرسه فغرق ، قال الكلبي : وذو نواس قتل عبد الله بن التامر.

وقال محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر : إن خربة احتفرت في زمن عمر بن الخطاب فوجدوا عبد الله بن التامر واضعا يده على ضربه في رأسه إذا أميطت يده عنها انبعثت دما وإذا تركت ارتدت مكانها ، وفي يده خاتم من حديد فيه مكتوب ربي الله ، فبلغ ذلك عمر فكتب أن أعيدوا عليه الذي وجدتم عليه.

وروى عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له : يوسف ذو نواس بن شرحبيل في الفترة قبل مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسبعين سنة ، وكان في بلاده غلام يقال له

__________________

(١) ذكر المصنف أقوالا عن الصحابة والتابعين والمفسرين ، والحجة في المرفوع المتقدم.

٢٣٤

عبد الله بن تامر (١) ، وكان أبوه قد سلمه إلى معلم يعلمه السحر فكره ذلك الغلام ولم يجد بدا من طاعة أبيه فجعل يختلف إلى المعلم وكان في طريقه راهب حسن القراءة حسن الصوت ، فأعجبه ذلك ، وذكر قريبا من معنى حديث صهيب إلى أن قال الغلام للملك : إنك لا تقدر على قتلي إلا أن تفعل ما أقول لك ، قال : فكيف أقتلك؟ قال : تجمع أهل مملكتك وأنت على سريرك فترميني بسهم باسم إلهي ، ففعل الملك فقتله ، فقال الناس : لا إله إلا الله إله عبد الله بن تامر لا دين إلا دينه ، فغضب الملك وأغلق باب المدينة وأخذ أفواه السكك وخدّ أخدودا وملأه نارا ثم عرضهم رجلا رجلا فمن رجع عن الإسلام تركه ، ومن قال : ديني دين عبد الله بن تامر ألقاه في الأخدود فأحرقه ، وكان في مملكته امرأة أسلمت فيمن أسلم ولها أولاد ثلاث أحدهم رضيع ، فقال لها الملك : ارجعي عن دينك وإلا ألقيتك وأولادك في النار ، فأبت فأخذ ابنها الأكبر فألقاه في النار ، ثم قال لها : ارجعي عن دينك ، فأبت ، فألقى الثاني في النار ، ثم قال لها : ارجعي ، فأبت ، فأخذوا الصبي منها ليلقوه في النار فهمت المرأة بالرجوع ، فقال الصبي : يا أماه لا ترجعي عن الإسلام فإنك على الحق ، ولا بأس عليك ، فألقى الصبي في النار ، وألقيت أمه على أثره.

وقال سعيد بن جبير وابن أبزى : لما انهزم أهل اسفندهار قال عمر بن الخطاب : أي شيء يجري على المجوس من الأحكام فإنهم ليسوا بأهل كتاب ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : بلى قد كان لهم كتاب وكانت الخمر أحلت لهم فتناولها ملك من ملوكهم فغلبته على عقله فتناول أخته فوقع عليها فلما ذهب عنه السكر ندم ، وقال لها : ويحك ما هذا الذي أتيت ، وما المخرج منه قالت : المخرج منه أن تخطب الناس ، وتقول : إنّ الله قد أحل نكاح الأخوات فإذا ذهب في الناس وتناسوه خطبتهم فحرمته ، فقام خطيبا فقال : إن الله قد أحل لكم نكاح الأخوات ، فقال الناس بأجمعهم معاذ الله أن نؤمن بهذا ، أو نقربه ، وما جاءنا به نبي ولا أنزل علينا فيه كتاب ، فبسط فيهم السوط فأبوا أن يقروا فجرد فيهم السيف. فأبوا أن يقروا. فخدّ لهم أخدودا وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى ولم يطعه قذفه في النار ومن أجاب خلى سبيله.

وقال الضحاك : أصحاب الأخدود من بني إسرائيل أخذوا رجالا ونساء فخدوا لهم أخدودا ثم أوقدوا فيها النيران فأقاموا المؤمنين عليها ، فقالوا : أتكفرون أم نقذفكم في النار؟ ويزعمون أنه دانيال وأصحابه ، وهذه رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وقال أبو الطفيل عن علي رضي الله عنه : كان أصحاب الأخدود نبيهم حبشي بعث من الحبشة إلى قومه ، ثم قرأ علي رضي الله عنه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ) ، الآية [غافر : ٧٨] ، فدعاهم فتابعه ناس فقاتلهم أصحابه فأخذوا وأوثقوا من أفلت منهم فخدوا أخدودا فملئوها نارا فمن اتبع النبي رمي فيها ، ومن تابعهم تركوه ، فجاءوا بامرأة ومعها صبي رضيع فجزعت ، فقال الصبي : يا أماه مري ولا تنافقي.

وقال عكرمة : كانوا من النبط أحرقوا بالنار.

وقال مقاتل : كانت الأخدود ثلاثة واحدة بنجران باليمن ، والأخرى بالشام ، والأخرى بفارس. أما التي بالشام فهو أبطاموس الرومي ، وأما التي بفارس فبخت نصر ، وأما التي بأرض العرب فهو ذو نواس يوسف ، فأما التي بالشام وفارس فلم ينزّل الله فيهما قرآنا وأنزل في التي كانت بنجران ، وذلك أن رجلا

__________________

(١) في المخطوط «ثامر».

٢٣٥

مسلما ممن يقرأ الإنجيل آجر نفسه في عمل ، وجعل يقرأ الإنجيل فرأت بنت المستأجر النور يضيء من قراءة الإنجيل (١) ، فذكرت ذلك لأبيها فرمقه حتى رآه فسأله فلم يخبره ، فلم يزل به حتى أخبره بالدين والإسلام ، فتابعه هو وسبعة وثمانون إنسانا من بين رجل وامرأة ، وهذا بعد ما رفع عيسى عليه‌السلام إلى السماء ، فسمع ذلك يوسف ذو نواس فخدّ لهم في الأرض وأوقد فيها نارا فعرضهم على الكفر ، فمن أبى أن يكفر قذفه في النار ومن رجع عن دين عيسى لم يقذفه ، وإن امرأة جاءت ومعها ولد صغير لا يتكلم ، فلما قامت على شفير الخندق نظرت إلى ابنها فرجعت عن النار ، فضربت حتى تقدمت فلم تزل كذلك ثلاث مرات ، فلما كانت في الثالثة ذهبت [حتى](٢) ترجع فقال لها ابنها : يا أماه إني أرى أمامك نارا لا تطفأ ، فلما سمعت ذلك قذفا جميعا أنفسهما في النار ، فجعلها الله وابنها في الجنة ، فقذف في النار في يوم واحد سبعة وسبعون ألف إنسان. فذلك قوله عزوجل : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤).

(النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠))

(النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) (٥) ، بدل من الأخدود ، قال الربيع بن أنس : نجّى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار بقبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم.

(إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ) (٦) ، أي عند النار جلوس يعذبون المؤمنين. قال مجاهد : كانوا قعودا على الكراسي عند الأخدود.

(وَهُمْ) ، يعني الملك وأصحابه الذين خدّوا الأخدود ، (عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ) ، من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم ، (شُهُودٌ) ، حضور ، وقال مقاتل : يعني يشهدون أن المؤمنين في ضلال حين تركوا عبادة الصنم.

(وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما كرهوا منهم ، (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ) ، قال مقاتل ما عابوا منهم. وقيل : ما علموا فيهم عيبا. قال الزجاج : ما أنكروا عليهم ذنبا إلا إيمانهم بالله ، (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) ، من أفعالهم ، (شَهِيدٌ).

(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا) ، عذبوا وأحرقوا ، (الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) ، يقال : فتنت الشيء إذا أحرقته ، نظيره : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (١٣) [الذاريات : ١٣] ، (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) ، بكفرهم ، (وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ) ، بما أحرقوا المؤمنين. وقيل : ولهم عذاب الحريق في الدنيا ، وذلك أن الله أحرقهم بالنار التي أحرقوا بها المؤمنين ، ارتفعت إليهم من الأخدود ، قاله الربيع بن أنس والكلبي.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠))

__________________

(١) تصحف في المخطوط «القرآن».

(٢) زيادة عن المخطوطتين.

٢٣٦

ثم ذكر ما أعد المؤمنين فقال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) (١١) ، واختلفوا في جواب القسم فقال بعضهم : جوابه : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤) ، يعني لقد قتل ، وقيل : فيه تقديم وتأخير تقديره : قتل أصحاب الأخدود والسماء ذات البروج. وقال قتادة : جوابه :

(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (١٢) ، قال ابن عباس : إن أخذه بالعذاب إذا أخذ الظلمة لشديد ، كقوله : (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود : ١٠٢].

(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) (١٣) ، أي بخلقهم أولا في الدنيا ثم يعيدهم أحياء بعد الموت.

(وَهُوَ الْغَفُورُ) ، لذنوب المؤمنين ، (الْوَدُودُ) ، المحب لهم ، وقيل : معناه المودود ، كالحلوب والركوب ، بمعنى المحلوب والمركوب. وقيل : يغفر ويود أن يغفر ، وقيل : المتودد إلى أوليائه بالمغفرة.

(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (١٥) ، قرأ حمزة والكسائي المجيد بالجر على صفة العرش أي السرير العظيم.

وقيل : أراد حسنه فوصفه بالمجد كما وصفه بالكرم ، فقال : (رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون : ١١٦] ، [ومعناه الكمال ، والعرش : أحسن الأشياء وأكملها](١) ، وقرأ الآخرون بالرفع على صفة «ذو العرش».

(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) (١٦) ، لا يعجزه شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه.

قوله عزوجل : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) (١٧) ، قد أتاك خبر الجموع الكافرة الذين تجندوا على الأنبياء ، ثم بيّن من هم؟

فقال : (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، من قومك يا محمد ، (فِي تَكْذِيبٍ) ، لك وللقرآن كدأب من قبلهم ، ولم يعتبروا بمن كان قبلهم من الكفار.

(وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ) (٢٠) ، عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ، يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم.

(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢))

(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) (٢١) ، كريم شريف كثير الخير ، ليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة.

(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (٢٢) ، قرأ نافع محفوظ بالرفع على نعت القرآن فإن القرآن محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف ، قال الله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩) [الحجر : ٩] ، وقرأ الآخرون بالجر على نعت اللوح وهو الذي يعرف باللوح المحفوظ ، وهو أم الكتاب ، ومنه نسخ (٢) الكتب ، محفوظ من الشياطين ، ومن الزيادة فيه والنقصان.

[٢٣٢٨] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن

__________________

[٢٣٢٨] ـ موقوف باطل.

ـ إسناده ساقط ، إسحاق بن بشر ، كذاب وضاع ، وتقدم آنفا ، وهذا الخبر من حفصة ، أمارة الوضع لائحة عليه.

ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٣٦٣ من طريق الحسين بن محمد الثقفي عن مخلد بن جعفر بهذا الإسناد.

(١) سقط من المخطوط.

(٢) في المطبوع «تنسخ» والمثبت من المخطوط وط و «الوسيط».

٢٣٧

فنجويه أنا مخلد بن جعفر ثنا الحسن بن علويه أنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر أخبرني مقاتل وابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن في صدر اللوح لا إله إلا الله وحده ، دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله ، فمن آمن بالله عزوجل وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة ، قال : واللوح لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق إلى المغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء ، وقلمه نور وكلامه قديم ، وكل شيء فيه مستور.

وقيل : أعلاه معقود بالعرش ، [وأصله في حجر ملك ، قال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش](١).

سورة الطارق

مكية [وهي سبع عشرة آية](٢)

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢))

(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) (١).

[٢٣٢٩] قال الكلبي : نزلت في أبي طالب وذلك أنه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتحفه بخبز ولبن ، فبينما هو جالس يأكل إذ انحط نجم فامتلأ ماء ثم نارا ، ففزع أبو طالب وقال : أي شيء هذا؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله عزوجل» ، فعجب أبو طالب ، فأنزل الله عزوجل : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) (١).

وهذا قسم ، والطارق النجم يظهر بالليل ، وما أتاك ليلا فهو طارق. (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) (٢).

(النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩))

__________________

[٢٣٢٩] ـ باطل لا أصل له. عزاه المصنف للكلبي ، وسنده إليه أول الكتاب ، وهذا معضل ، والكلبي كذاب يصنع الحديث ، وقد رواه عن أبي صالح عن ابن عباس كما في «الجامع لأحكام القرآن» ٦٢٩٧ ـ بترقيمي.

ـ وقد أقرّا بالكذب على ابن عباس ، ورويا عنه تفسيرا موضوعا.

ـ قال الثوري : قال لي الكلبي : قال لي أبو صالح : كل ما حدثتك عن ابن عباس ، فهو كذب.

ـ راجع ترجمتهما في «الميزان» ١ / ٤٩٦.

ـ وقال الحافظ في «الشاف الكاف» ٤ / ٧٣٤ : هكذا ذكره الثعلبي والواحدي بدون إسناد. وانظر «تفسير القرطبي» ٦٢٩٧ بتخريجي.

(١) سقط من المخطوط.

(٢) زيد في المطبوع.

٢٣٨

ثم فسره قال : (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (٣) ، أي المضيء المنير ، قال مجاهد : المتوهج ، قال ابن زيد : أراد به الثريا ، والعرب تسميه النجم. وقيل : هو زحل سمي بذلك لارتفاعه ، [تقول العرب للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا](١) : قد ثقب.

(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ) ، جواب القسم ، (لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) ، قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة (لَمَّا) بالتشديد يعنون ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة هذيل يجعلون (لما) بمنزلة (إلا) يقولون : نشدتك الله لما قمت ، أي إلا قمت ، وقرأ الآخرون بالتخفيف جعلوا ما صلة ، مجازه : إن كل نفس لعليها حافظ ، وتأويل الآية : كل نفس عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكتسب من خير وشر. قال ابن عباس : هم الحفظة من الملائكة. قال الكلبي : حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير ، ثم يخلى عنها.

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) (٥) ، أي فليتفكر من أي شيء خلقه ربه ، أي فلينظر نظر المتفكر.

ثم بين فقال : (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) (٦) ، مدفوق أي مصبوب في الرحم ، وهو المني ، فاعل بمعنى مفعول كقوله : (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) [القارعة : ٧ والحاقة : ٢١] ، والدفق الصب وأراد ماء الرجل وماء المرأة لأن الولد مخلوق منهما ، وجعله واحدا لامتزاجهما.

(يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (٧) ، يعني صلب الرجل وترائب المرأة والترائب جمع التربية وهي عظام الصدر والنحر.

قال ابن عباس : هي موضع القلادة من الصدر. وروى الوالبي عنه : بين ثديي المرأة. وقال قتادة : النحر : وقال ابن زيد : الصدر.

(إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ) (٨) ، قال مجاهد : على رد النطفة في الإحليل. وقال عكرمة : على رد الماء في الصلب الذي خرج منه. وقال الضحاك : إنه على رد الإنسان ماء كما كان من قبل لقادر.

وقال مقاتل بن حيان : إن شئت رددته من الكبر إلى الشباب ومن الشباب إلى الصبا ومن الصبا إلى النطفة.

وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج.

وقال قتادة : إن الله تعالى على بعث الإنسان وإعادته بعد الموت قادر. وهذا أولى الأقاويل.

لقوله : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) (٩) ، وذلك يوم القيامة تبلى السرائر تظهر الخفايا. قال قتادة ومقاتل : تختبر الأعمال. قال عطاء بن أبي رباح : السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة والوضوء والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال : صمت ولم يصم ، وصليت ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيّعها.

قال ابن عمر : بيدي الله عزوجل يوم القيامة كل سر فيكون زينا في وجوه وشينا في وجوه ، يعني من أداها كان وجهه مشرقا ومن ضيعها كان وجهه أغبر.

(فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠) وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧))

__________________

(١) سقط من المخطوط.

٢٣٩

(فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ) (١٠) ، أي ما لهذا الإنسان المنكر للبعث من قوة يمتنع بها من عذاب الله ولا ناصر ينصره من الله.

ثم ذكر قسما آخر فقال : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) (١١) ، [أي ذات المطر لأنه يرجع كل عام ويتكرر. وقال ابن عباس : هو السحاب يرجع المطر](١).

(وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) (١٢) ، أي تصدع وتنشق عن النبات الأشجار والأنهار.

وجواب القسم قوله : (إِنَّهُ) ، يعني القرآن ، (لَقَوْلٌ فَصْلٌ) ، حق وجد يفصل بين الحق والباطل.

(وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) (١٤) ، باللعب والباطل.

ثم أخبر عن مشركي مكة فقال : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) (١٥) ، يخاتلون (٢) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويظهرون ما هم على خلافه.

(وَأَكِيدُ كَيْداً) (١٦) ، وكيد الله استدراجه إياهم من حيث لا يعلمون.

(فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) ، قال ابن عباس : هذا وعيد من الله عزوجل لهم ، (أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) ، قليلا ومعنى مهل وأمهل انظر ولا تعجل فأخذهم الله يوم بدر ، ونسخ الإمهال بآية السيف.

سورة الأعلى

مكية وهي تسع عشرة آية

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤))

(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (١) ، يعني قل سبحان ربي الأعلى وإلى هذا ذهب جماعة من الصحابة والتابعين.

[٢٣٣٠] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا عبد الله بن حامد أنا

__________________

[٢٣٣٠] ـ الصحيح موقوف.

ـ إسناده على شرط الصحيح ، لكنه معلول بالوقف.

ـ وأخرجه أبو داود ٨٨٣ وأحمد ١ / ٢٣٢ والحاكم ١ / ٣١٣ والبيهقي ٢ / ٣١٠ من طريقين عن وكيع به ، صححه الحاكم على شرطهما ، ووافقه الذهبي.

ـ وقال أبو داود : خولف وكيع ، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا.

ـ لكن الظاهر عدم سماع أبي إسحاق له من سعيد بدليل الواسطة بينهما في رواية المرفوع.

ـ وأخرجه الطبري ٣٦٩٧١ عن أبي إسحاق عن ابن عباس قوله ، وهو منقطع.

(١) سقط من المخطوط.

(٢) في المطبوع «يخافون».

٢٤٠