تفسير البغوي - ج ٥

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي

تفسير البغوي - ج ٥

المؤلف:

الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي


المحقق: عبدالرزاق المهدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٣

١

٢

٣
٤

سورة الواقعة

مكية وهي ست وتسعون آية

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨))

(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) (١) ، إذا قامت القيامة. وقيل : إذا نزلت صيحة القيامة ، وهي النفخة الأخيرة.

(لَيْسَ لِوَقْعَتِها) ، لمجيئها ، (كاذِبَةٌ) ، كذب ، كقوله : (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) (١١) [الغاشية : ١١] ، أي لغو يعني أنها تقع صدقا وحقا. والكاذبة اسم كالعافية والنازلة.

(خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣) ، تخفض أقواما إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة. وقال عطاء عن ابن عباس : تخفض أقواما كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع أقواما كانوا في الدنيا مستضعفين.

(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) (٤) ، حركت وزلزلت زلزالا ، قال الكلبي : إن الله إذا أوحى إليها اضطربت فرقا. قال المفسرون : ترج كما يرج الصبي في المهد حتى ينهدم كل بناء عليها وينكسر كل ما عليها من الجبال وغيرها. وأصل الرج في اللغة التحريك ، يقال : رججته فارتج.

(وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) (٥) ، قال عطاء ومقاتل ومجاهد : فتتت فتا فصارت كالدقيق المبسوس وهو المبلول. قال سعيد بن المسيب والسدي : كسرت كسرا وقال الكلبي : سيرت على وجه الأرض تسييرا. وقال الحسن : قلعت من أصلها فذهبت ، نظيرها : (فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) [طه : ١٠٥] قال ابن كيسان : جعلت كثيبا مهيلا بعد أن كانت شامخة طويلة.

(فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) (٦) ، غبارا متفرقا كالذي يرى في شعاع الشمس إذا دخل الكوة وهو الهباء (١).

(وَكُنْتُمْ أَزْواجاً) ، أصنافا ، (ثَلاثَةً).

ثم فسرها فقال : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) ، هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ، وقال ابن عباس : هم الذين كانوا على يمين آدم حين أخرجت الذرية من صلبه ، وقال الله لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي. وقال الضحاك : هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم. وقال الحسن والربيع : هم الذين كانوا ميامين مباركين على أنفسهم ، وكانت أعمارهم (٢) في طاعة الله وهم التابعون بإحسان ، ثم عجب نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

__________________

(١) في المخطوط (أ) «الغبار» والمثبت عن المخطوط (ب)

(٢) في المخطوط (أ) «أعمالهم» ، والمثبت عن المخطوط (ب) والمطبوع.

٥

فقال : (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) ، وهذا كما يقال : زيد ما زيد يراد زيد شديد.

(وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦))

(وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) (٩) ، يعني أصحاب الشمال ، والعرب تسمي اليد اليسرى الشؤمى ، ومنه يسمى الشام واليمن لأن اليمن عن يمين الكعبة والشام عن شمالها ، وهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار.

وقال ابن عباس : هم الذين كانوا على شمال آدم عند إخراج الذرية وقال الله لهم : هؤلاء في النار ولا أبالي ، وقال الضحاك : هم الذين يؤتون كتبهم بشمالهم. وقال الحسن : هم المشائيم على أنفسهم وكانت أعمارهم في المعاصي.

(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (١٠) ، قال ابن عباس : السابقون إلى الهجرة هم السابقون في الآخرة. وقال عكرمة : السابقون إلى الإسلام. قال ابن سيرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، دليله قوله : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) [التوبة : ١٠٠] ، قال الربيع بن أنس : السابقون إلى إجابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الدنيا هم السابقون إلى الجنة في العقبى. وقال مقاتل : إلى إجابة الأنبياء صلوات الله عليهم بالإيمان. وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : إلى الصلوات الخمس. وقال الضحاك : إلى الجهاد.

وقال سعيد بن جبير : هم المسارعون إلى التوبة وإلى أعمال البر. قال الله تعالى : (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [الحديد : ٢١] ، (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [آل عمران : ١٣٣] ثم أثنى عليهم فقال : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١) [المؤمنون : ٦١] ، وقال ابن كيسان : والسابقون إلى كل ما دعا الله إليه.

وروي عن كعب قال : هم أهل القرآن المتوجون يوم القيامة. وقيل : هم أولهم رواحا إلى المسجد وأولهم خروجا [في الجهاد](١) في سبيل الله. وقال القرظي : إلى كل خير.

(أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١) ، من الله.

(فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٣) ، أي من الأمم الماضية من لدن آدم عليه‌السلام إلى زمان نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والثلة : الجماعة غير محصورة العدد.

(وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (١٤) ، يعني من هذه الأمة ، قال الزجاج [هم](٢) الذين عاينوا جميع النبيين من لدن آدم عليه الصلاة والسلام وصدقوهم ، أكثر ممن عاين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) (١٥) ، منسوجة كما توضن حلق الدرع فيدخل بعضها في بعض. قال المفسرون : هي مرمولة (٣) منسوجة بالذهب والجواهر. وقال الضحاك : موضونة مصفوفة.

(مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ) (١٦) ، لا ينظر بعضهم في قفا بعض.

(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣))

__________________

(١) زيادة عن المخطوط.

(٢) زيادة عن المخطوط.

(٣) في المطبوع «موصولة» والمثبت عن المخطوط.

٦

(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ) ، للخدمة ، (وِلْدانٌ) ، غلمان ، (مُخَلَّدُونَ) ، لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون.

وقال الفراء : تقول العرب لمن كبر ولم يشمط (١) إنه مخلد. قال ابن كيسان : يعني ولدانا لا يحولون من حالة إلى حالة.

قال سعيد بن جبير : مقرطون يقال خلد جاريته إذا حلاها بالخلد ، وهو القرط.

قال الحسن : هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدم أهل الجنة.

(بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ) ، فالأكواب جمع كوب وهي الأقداح المستديرة الأفواه لا آذان لها ولا عرى ، والأباريق [جمع إبريق] وهي ذوات الخراطيم سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء. (وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) ، خمر جارية.

(لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) ، لا تصدع رءوسهم من شربها ، (وَلا يُنْزِفُونَ) [لا يذهب عقولهم](٢) أي لا يسكرون هذا إذا قرئ بفتح الزاي ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم.

(وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) (٢٠) ، يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره.

(وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (٢١) ، قال ابن عباس : يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى ، ويقال : إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب.

(وَحُورٌ عِينٌ) (٢٢) ، قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي بكسر الراء والنون ، أي وبحور عين أتبعه قوله : «بأكواب وأباريق ـ وفاكهة ـ ولحم طير» في الإعراب وإن اختلفا في المعنى لأن الحور لا يطاف بهن.

كقول الشاعر :

إذا ما الغانيات برزن يوما

وزججن الحواجب والعيونا

والعين لا تزجج وإنما تكحل ومثله كثير ، وقيل : معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين. وقرأ الباقون بالرفع أي ويطوف عليهم حور عين.

وقال الأخفش : رفع على معنى لهم حور عين ورجاء في تفسيره حور عين بيض ضخام العيون.

(كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (٢٣) ، المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي.

ويروى أنه يسطع نور في الجنة قالوا وما هذا قالوا ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها.

ويروى : أن الحوراء إذا مشت ليسمع تقديس الخلاخل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها ، وإن عقد الياقوت ليضحك من نحرها ، وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ يصران بالتسبيح.

(جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦) وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١))

(جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤).

(لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إِلَّا قِيلاً) ، أي قولا : (سَلاماً سَلاماً) ، نصبهما اتباعا لقوله قيلا أي يسمعون قيلا سلاما سلاما. قال عطاء : يحيي بعضهم بعضا بالسلام ، ثم ذكر أصحاب اليمين وعجب من

__________________

(١) في المطبوع «ولمن شمط» والمثبت عن المخطوط.

(٢) زيادة عن المخطوط.

٧

شأنهم فقال جل ذكره :

(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢٧) (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) (٢٨) ، لا شوك فيه كأنه خضد شوكه أي قطع ونزع منه ، هذا قول ابن عباس وعكرمة. وقال الحسن : لا يعقر الأيدي. قال ابن كيسان : هو الذي لا أذى فيه. قال : وليس شيء من ثمرة الجنة في غلف كما يكون في الدنيا من الباقلاء وغيره بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه. قال الضحاك ومجاهد : هو الموقر حملا. قال سعيد بن جبير : ثمارها أعظم من القلال. قال أبو العالية والضحاك : ونظر المسلمون إلى وج وهو واد مخصب بالطائف فأعجبهم سدرها ، وقالوا : يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله هذه الآية.

(وَطَلْحٍ) ، أي موز واحدتها طلحة ، عن أكثر المفسرين. وقال الحسن : ليس هو بالموز ولكنه شجر لها ظل بارد طيب. قال الفراء وأبو عبيدة : الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك. وروى مجالد عن الحسن بن سعد قال : قرأ رجل عند علي رضي الله عنه : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) (٢٩) ، فقال : وما شأن الطلح إنما هو «طلع منضود» ثم قرأ (طَلْعُها هَضِيمٌ) [الشعراء : ١٤٨] ، قلت : يا أمير المؤمنين إنها في المصحف بالحاء أفلا تحولها؟ فقال : إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول.

والمنضود المتراكم الذي قد نضد بالحمل من أوله إلى آخره ، ليست له سوق بارزة.

قال مسروق : أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها ثمر كله.

(وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٣٠) ، دائم لا تنسخه الشمس والعرب تقول للشيء الذي لا ينقطع ممدود.

[٢١٠٢] أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال : ثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».

وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله : (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (٣٠) قال : شجرة في الجنة على ساق (١) يخرج إليها أهل الجنة فيتحدثون في أصلها ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عزوجل عليها ريحا من الجنة فتتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا.

(وَماءٍ مَسْكُوبٍ) (٣١) ، مصبوب يجري دائما في غير أخدود لا ينقطع.

(وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦))

(وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) (٣٢) (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) (٣٣) ، قال ابن عباس : لا تنقطع إذا جنيت ولا تمتنع من

__________________

[٢١٠٢] ـ إسناده صحيح ، أحمد بن يوسف خرج له مسلم ، وقد توبع هو ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.

ـ عبد الرزاق هو ابن همام ، معمر بن راشد.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٦٦ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٨٧٦ عن معمر به.

ـ وأخرجه ابن حبان ٧٤١٢ من طريق عبد الرزاق به.

ـ وأخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٣١٣٠ من طريق معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا.

ـ وقد تقدم في سورة الرعد عند آية : ٢٩ من طريق ابن المبارك ، فانظره.

(١) زيد في المطبوع «العرش».

٨

أحد أراد أخذها.

وقال بعضهم : لا مقطوعة بالأزمان ولا ممنوعة بالأثمان ، كما ينقطع أكثر ثمار الدنيا إذا جاء الشتاء ، ولا يتوصل إليها إلا بالثمن. وقال القتيبي : يعني لا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا.

[٢١٠٣] وجاء في الحديث : «ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة إلا أبدل الله مكانها ضعفين».

(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (٣٤) ، قال علي رضي الله عنه : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (٣٤) على الأسرة. وقال جماعة من المفسرين : بعضها فوق بعض فهي مرفوعة عالية.

[٢١٠٤] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا ابن حبيش (١) ثنا أبو عبد الرحمن النسائي ثنا أبو كريب ثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) (٣٤) قال : «إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض ، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام».

وقيل : أراد بالفرش النساء والعرب تسمي المرأة فراشا ولباسا على الاستعارة ، مرفوعة رفعن بالجمال والفضل على نساء الدنيا دليل هذا التأويل قوله في عقبه :

(إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) (٣٥) ، خلقناهن خلقا جديدا ، قال ابن عباس : يعني الآدميات العجز الشمط ، يقول خلقناهنّ بعد الهرم خلقا آخر.

(فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٣٦) عذارى.

[٢١٠٥] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي عن

__________________

[٢١٠٣] ـ تقدم في سورة الزخرف عند آية : ٧٢ ـ ٧٣.

[٢١٠٤] ـ ضعيف. إسناده ضعيف جدا ، وله علتان : رشد بن سعد واه ، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف ، وقد توبع رشدين ، فانحصرت العلة في دراج.

ـ دراج هو ابن سمعان ، أبو الهيثم هو سليمان بن عمرو.

ـ وورد بذكر أبي سعيد دون أبي هريرة :

ـ أخرجه الترمذي ٢٥٤٠ والطبري ٣٣٣٩٠ من طريق أبي كريب بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» ٥٩٥ من طريق محرز بن عون عن رشدين به.

ـ وأخرجه الطبري ٣٣٣٩١ وابن حبان ٧٤٠٥ وأبو الشيخ في «العظمة» ٢٧٤ والبيهقي في «البعث» ٣٤٢ من طرق عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.

ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٧٥ وأبو يعلى ١٣٩٥ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٥٧ من طريقين عن ابن لهيعة به.

ـ قال الترمذي : هذا حديث غريب.

الخلاصة : هو حديث ضعيف مداره على رواية دراج عن أبي الهيثم ، وهي ضعيفة.

[٢١٠٥] ـ ضعيف بهذا اللفظ وذكر الآية.

ـ إسناده ضعيف جدا ، وله علل ثلاث : الأولى الإرسال ، والثانية : مبارك بن فضالة غير قوي ، والثالثة : مراسيل الحسن واهية لأنه كان يحدث عن كل أحد.

ـ وهو في «الأنوار» ٣٢٠ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «شمائل الترمذي» ٢٤٠ عن عبد حميد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البيهقي في «البعث» ٣٨٢ من طريق مبارك بن فضالة به.

(١) في المخطوط (ب) «حنش» والمثبت عن المخطوط (أ) وط.

٩

الهيثم بن كليب الشاشي أنا أبو عيسى الترمذي أنا عبد بن حميد أنا مصعب بن المقدام أنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال : أتت عجوز النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال : «يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز» ، قال : فولت تبكي ، قال : «أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٣٦)».

[٢١٠٦] أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الخطيب أنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي ببغداد أنا خلاد (١) بن يحيى بن صفوان السلمي ثنا سفيان الثوري [عن موسى بن عبيدة](٢)

__________________

ـ وله شاهد من حديث عائشة.

أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٥٥٤١ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٩١ من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن ابن طارق عن مسعدة بن اليسع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة.

ـ واسم ابن طارق عند الطبراني «أحمد» أما عند أبي نعيم «محمد».

ـ قال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٤١٩ : وفيه مسعدة بن اليسع ، وهو ضعيف.

ـ قلت : بل هو ضعيف جدا. قال الذهبي في «الميزان» ٤ / ٩٨ : هالك ، كذبه أبو داود ، وقال أحمد : فرقنا حديثه منذ دهر.

ـ وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٢ والبيهقي في «البعث» ٣٧٩ وأبو الشيخ في «أخلاق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ١٨٦ من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عائشة.

ـ وليث ضعيف.

وذكر ابن حجر في «تخريج الكشاف» ٤ / ٤٦٢ هذه الطرق وقال : وكلها ضعيفة.

ـ وله شاهد من حديث أنس.

ـ أخرجه ابن الجوزي في «الوفاء» كما في «تخريج الإحياء» ٣ / ١٢٩.

ـ قال العراقي : وأسنده ابن الجوزي من حديث أنس بسند ضعيف.

ـ الخلاصة : لا يصح هذا الحديث بهذا اللفظ مع ذكر الآية الكريمة على أنه مرفوع ، والله أعلم.

[٢١٠٦] ـ ضعيف. إسناده ضعيف جدا ، موسى بن عبيدة واه ، ويزيد منكر الحديث ، وله شواهد واهية لا تقوم بها حجة.

ـ سفيان هو ابن سعيد.

ـ وأخرجه الطبري ٣٣٣٩٤ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٩٠ والبيهقي في «البعث» ٣٨٠ من طرق عن سفيان الثوري بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٣٢٩٦ والطبري ٣٣٣٩٦ و ٣٣٣٩٧ وأبو نعيم ٣٩٠ من طرق عن موسى بن عبيدة به.

ـ قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث موسى بن عبيدة ويزيد بن أبان وهما يضعفان في الحديث.

ـ وورد من حديث أم سلمة ، أخرجه الطبري ٣٣٤٠٢ وإسناده واه ، فيه سليمان بن أبي كريمة ضعفه غير واحد ، والحسن لم يسمع من أم سلمة.

ـ وأخرجه الطبراني في «الأوسط» ٣١٦٥ عن الحسن عن أمه عن أم سلمة ، وفيه سليمان أيضا ، وهو ضعيف كما تقدم.

ـ وانظر «الكشاف» ١١٢٢.

(١) في المخطوط (ب) «خالد» والمثبت عن المخطوط (أ) وط.

(٢) زيادة عن «تفسير الطبري».

١٠

عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قوله : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) (٣٥) ، قال : «عجائزكنّ (١) في الدنيا عمشا رمصا (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً) (٣٦)».

وقال المسيب بن شريك : هن عجائز الدنيا أنشأهن الله تعالى خلقا جديدا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا.

وذكر المسيب عن غيره أنهن فضلن على الحور العين بصلاتهن في الدنيا.

وقال مقاتل وغيره : هن الحور العين أنشأهن الله لم يقع عليهن ولادة فجعلناهن أبكارا عذارى وليس هناك وجع.

(عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠))

(عُرُباً) قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع وأبو بكر : (عُرُباً) ساكنة الراء الباقون بضمها وهي جمع عروب أي عواشق متحببات إلى أزواجهن. قاله الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير. وهي رواية الوالبي عن ابن عباس ، وقال عكرمة عنه : ملقة (٢). وقال عكرمة : غنجة. وقال أسامة بن زيد عن أبيه : عربا حسان (٣) الكلام. (أَتْراباً) ، مستويات في السن على سن واحد.

[٢١٠٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا ابن شيبة أنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم طوله ستون ذراعا في سبعة أذرع».

[٢١٠٨] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الحارثي أنا محمد بن

__________________

[٢١٠٧] ـ أصل الحديث محفوظ ، له شواهد.

ـ إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان ، وباقي الإسناد على شرط الصحيح.

ـ وهو في مصنف «ابن أبي شيبة» ٧ / ٣٣٩٩٥ عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٢٩٥ و ٤١٥ والطبراني في «الصغير» ٨٠٨ و «الأوسط» ٥٤١٨ وابن عدي في «الكامل».

ـ وابن أبي داود في «البعث» ٦٤ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٢٥٥ وأبو الشيخ في «العظمة» ٥٩٦ والبيهقي في «البعث» ٤٦٣ و ٤٦٤ من طرق عن حماد بن سلمة به.

ـ وأصله في الصحيح ، انظر الحديث المتقدم في سورة البقرة عند آية : ٢٥.

ـ وله شاهد من حديث أنس : أخرجه الطبراني في «الصغير» ١١٦٤ وأبو نعيم في «صفة الجنة» بإثر ٢٥٥ والبيهقي في «البعث» ٤٦٢ من طريق عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن ابن رباب عن أنس.

ـ وانظر : «الكشاف» ١١٢٤ بتخريجي.

[٢١٠٨] ـ ضعيف.

ـ إسناده ضعيف جدا. رشدين واه ، ودراج ضعيف في روايته عن أبي الهيثم ، وتوبع رشدين ، فانحصرت العلة في دراج.

ـ دراج هو ابن السمح ، أبو الهيثم هو سليمان بن عمرو.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٧ بهذا الإسناد.

(١) في المطبوع «كنا» وهو تصحيف.

(٢) في المخطوط (ب) «ملقاة».

(٣) في المطبوع والمخطوط (أ) «حسنات» والمثبت عن المخطوط (ب)

١١

يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ثنا عبد الله بن المبارك عن رشدين (١) بن سعد حدثني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء».

[٢١٠٩] وبهذا الإسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب ، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك».

[٢١١٠] وبهذا الإسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء [ثلاث و](٢) ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا ، وكذلك أهل النار».

[٢١١١] وبهذا الإسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة فيها لتضيء ما بين المشرق والمغرب».

__________________

ـ وهو في «الزهد» ٤٢٢ «زيادات نعيم بن حماد» عن رشدين بن سعد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٦٢ من طريق ابن المبارك به.

ـ وأخرجه ابن أبي داود في «البعث» ٧٨ وابن حبان ٧٤٠١ من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.

ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٧٦ وأبو يعلى ١٤٠٤ من طريق حسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج به.

[٢١٠٩] ـ ضعيف.

إسناده ضعيف جدا كسابقه ، لكن توبع فيه رشدين ، فهو ضعيف فحسب ، والله أعلم.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٧ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الزهد» ٢٣٦ و ٢٥٨ «زيادات نعيم بن حماد» عن رشدين بن سعد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٦٢ من طريق ابن المبارك به.

ـ وأخرجه ابن أبي داود في «البعث» ٨١ والحاكم ٢ / ٧٥ وابن حبان ٧٣٩٧ والبيهقي في «البعث» ٣٣٩ من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث.

ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٧٥ وأبو يعلى ١٣٨٦ من طريق حسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج به.

ـ وصححه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله : دراج صاحب عجائب.

ـ وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث رشدين.

ـ وحسن إسناده الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٤١٩؟!!

[٢١١٠] ـ ضعيف وانظر ما تقدم.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٧ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الزهد» ٤٢٢ «زيادات نعيم بن حماد» عن رشدين بن سعد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الترمذي ٢٥٦٢ من ابن المبارك بهذا الإسناد.

ـ أخرجه ابن أبي داود في «البعث» ٨٠ والمقدسي في «صفة الجنة» ٣ / ٧٩ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٢٥٩ من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.

ـ وأخرجه أبو يعلى ٤١٠٥ من طريق الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج به ، وفيه «ستين» بدل «ثلاثين».

[٢١١١] ـ هذه الرواية هي عجز الحديث المتقدم برقم : ٢١٠٩ ، وهي ضعيفة.

(١) في المطبوع «رشد» وهو تصحيف.

(٢) زيادة عن المخطوط.

١٢

[٢١١٢] أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر الحارثي أنا محمد بن يعقوب أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن محمد بن سليم (١) عن الحجاج بن عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الزّمّاني عن أبي هريرة قال : أدنى أهل الجنة منزلة وما منهم دان (٢) ـ لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم ، مع كل واحد منهم طريفة (٣) ليست مع صاحبه.

قوله عزوجل : (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) (٣٨) ، يريد أنشأناهن لأصحاب اليمين.

(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٣) ، من المؤمنين الذين كانوا قبل هذه الأمة.

(وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠) ، من مؤمني هذه الأمة ، هذا قول عطاء ومقاتل.

[٢١١٣] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد العدل ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا عيسى بن المساور ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن موسى عن عروة بن رويم قال : لما أنزل الله على رسوله (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠) بكى عمر رضي الله عنه ، فقال : يا نبي الله آمنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدقناه ومن ينجو منا قليل؟ فأنزل الله عزوجل : (ثُلَّةٌ

__________________

[٢١١٢] ـ موقوف ضعيف. وورد مرفوعا ، وهو ضعيف ، والوقف أشبه.

ـ إسناده ضعيف ، محمد بن سليم غير قوي ، والحجاج مجهول ، وثقه ابن حبان على قاعدته.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٧٨ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» ٤٤٢ من طريق الحسين بن الحسن الأنصاري عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا ، وفي الإسناد إلى حسين من لا يعرف.

ـ وله شاهد من حديث أنس : أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٧٦٧٠ من طريق الحسن بن كثير عن يحيى بن سعيد عن نصر بن يحيى عن أبيه عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد مهم صحيفتان ....» وإسناده ضعيف ، فيه الحسن ، قال عنه الذهبي : لا يعرف ، وفيه نصر بن يحيى مجهول أيضا.

ـ قال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٤٠١ : ورجاله ثقات.

ـ وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» ١٥٣٠ من طريق الهيثم عن صالح المدني عن يزيد الرقاشي عن أنس به ، وإسناده واه ، يزيد الرقاشي روى مناكير كثيرة عن أنس.

ـ الخلاصة : ورد مرفوعا وموقوفا ، وكلاهما ضعيف ، والموقوف أشبه ، والله أعلم.

[٢١١٣] ـ ضعيف جدا.

ـ رجاله ثقات ، لكن مراسيل عروة بن رويم واهية ، وهو بهذا اللفظ منكر جدا ، شبه موضوع.

ـ وأخرجه ابن أبي حاتم كما في «أسباب النزول» للسيوطي ١٠٦٤ عن عروة بن رويم مرسلا.

ـ وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» كما في «أسباب النزول» ١٠٦٣ من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله بنحوه.

ـ وهو واه ، عروة عن جابر منقطع.

ـ وذكر الواحدي في «أسباب النزول» ٧٨١ عن عروة بن رويم بدون إسناد.

(١) في المطبوع «سليمان» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».

(٢) في المطبوع والمخطوط (أ) «دنيء» والمثبت عن «شرح السنة» والمخطوط (ب)

(٣) في المخطوط (ب) «طريقة» وفي «صفة الجنة» لأبي نعيم «طرفة».

١٣

مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠) ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمر فقال : «قد أنزل الله عزوجل فيما قلت» ، فقال عمر رضي الله عنه : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من آدم إلينا ثلة ، ومني إلى يوم القيامة ثلة ، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله».

[٢١١٤] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدّد ثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما فقال : «عرضت عليّ الأمم فجعل يمرّ النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سوادا كثيرا سدّ الأفق فرجوت أن يكونوا أمتي ، فقيل هذا موسى في قومه ، ثم قيل لي : انظر فرأيت سوادا كثيرا سدّ الأفق فقيل لي : انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون» ، فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال : نعم ، فقام آخر فقال : أمنهم أنا؟ قال عليه‌السلام : «قد سبقك بها عكاشة».

[٢١١٥] ورواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها حتى

__________________

[٢١١٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.

ـ مسدد هو ابن مسرهد.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢١٧ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٥٧٥٢ عن مسدد بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه البخاري ٣٤١٠ من طريق مسدد به مختصرا.

ـ وأخرجه البخاري ٦٥٤١ ومسلم ٢٢٠ ح ٣٧٤ وأحمد ١ / ٢٧١ وابن حبان ٦٤٣٠ وابن مندة ٩٨٢ من طرق عن هشيم عن حصين بن عبد الله به.

ـ وأخرجه البخاري ٥٧٠٥ ومسلم ٢٢٠ ح ٣٧٥ والترمذي ٤٤٦ وابن مندة ٩٨٣ و ٩٨٤ من طريق عن حصين بن عبد الرحمن به.

[٢١١٥] ـ حسن. أخرجه عبد الرزاق ١٩٥١٩ ومن طريقه أحمد ١ / ٤٠١ عن معمر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود.

ـ ورجاله ثقات ، لكن فيه عنعنة الحسن ، وهو مدلس ، ونفى أبو حاتم سماعه من عمران ، لكن توبع.

ـ وأخرجه أحمد ١ / ٤٢٠ وأبو يعلى ٥٣٣٩ والطبري ٣٣٤٤١ من طريق قتادة بالإسناد المذكور.

ـ أخرجه أبو يعلى ٥٣٤٠ من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وسنده حسن. لكن هو بنحو سياق الحديث المتقدم عن ابن عباس.

ـ وأخرجه ابن حبان ٦٤٣١ والطبراني ٩٧٦٨ والبزار ٣٥٣٨ من طريق محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زياد عن عمران بن حصين عن ابن مسعود ، والعلاء سمع من عمران ، فالإسناد حسن.

ـ وأخرجه الطبري ٣٣٤٤١ من طريق سعيد بن أبي عروبة بالإسناد السابق.

ـ وذكره الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٤٠٥ وقال : رواه أحمد بأسانيد والبزار أتم منه والطبراني وأبو يعلى باختصار كبير ، وأحد أسانيد أحمد والبزار رجاله رجال الصحيح.

١٤

أتى علي موسى عليه‌السلام في كبكبة من بني إسرائيل فلما رأيتهم (١) أعجبوني ، فقلت : أي رب [من](٢) هؤلاء؟ قيل : هذا أخوك موسى ومعه بنو إسرائيل ، قلت : رب فأين أمتي؟ قيل : انظر عن يمينك فإذا ظراب (٣) مكة قد سدت بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت رب رضيت رب رضيت ، قيل : انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سدّ بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت : رب رضيت ، فقيل : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب عليهم (٤) ، فقال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب وإن عجزتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثمّ أناسا يتهاوشون كثيرا».

[٢١١٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قبة فقال «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا نعم ، قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا : نعم قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة ، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر».

وذهب جماعة إلى أن الثلثين جميعا من هذه الأمة ، وهو قول أبي العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رياح والضحاك ، قالوا : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٣) من سابقي هذه الأمة (وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) من هذه الأمة في آخر الزمان.

[٢١١٧] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد الدينوري ثنا أحمد بن

__________________

[٢١١٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ غندر هو محمد بن جعفر ، شعبة هو ابن الحجاج ، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله.

ـ وهو في «صحيح البخاري» ٦٥٢٨ عن محمد بن بشار بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه مسلم ٢٢١ ح ٣٧٧ والترمذي ٢٥٤٧ وابن ماجه ٤٢٨٣ والطيالسي ٣٢٤ وأحمد ١ / ٣٨٦ و ٤٣٧ وأبو عوانة ١ / ٨٧ ـ ٨٨ والطحاوي في «المشكل» ٣٦١ و ٣٦٢ وابن مندة في «الإيمان» ٩٨٥ وأبو نعيم في «الحلية» ٤ / ١٥٢ وفي «صفة الجنة» ٦٤ من طرق عن شعبة به.

ـ وأخرجه البخاري ٦٦٤٢ ومسلم ٢٢١ وأحمد ١ / ٤٤٥ والطحاوي ٣٦٠ و ٣٦٤ وأبو يعلى ٥٣٨٦ وأبو عوانة ١ / ٨٨ وابن مندة ٩٨٦ وابن حبان ٧٢٤٥ و ٧٤٥٨ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به.

[٢١١٧] ـ ضعيف. إسناده ضعيف جدا ، أبان متروك ، لكن له شاهد أمثل إسنادا منه.

ـ سفيان هو ابن سعيد الثوري.

ـ وأخرجه ابن عدي في «الكامل» ١ / ٣٨٧ من طريق محمد بن الفضل بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه الطبري ٣٣٤٤٥ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٢٣٥ من طريقين عن سفيان به.

ـ وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» ٤ / ٤٥٨ : وفيه أبان بن أبي عياش متروك ، ورواه إسحاق والطبراني من حديث أبي بكرة مرفوعا وموقوفا ، والموقوف أولى بالصواب ، وعلي بن زيد ضعيف.

ـ وانظر «مجمع الزوائد» ٧ / ١١٩.

(١) في المطبوع «رأيته» والمثبت عن المخطوط.

(٢) زيادة عن المخطوط.

(٣) الظراب : الجبال الصغيرة.

(٤) في المطبوع «لهم» والمثبت عن «المخطوط».

١٥

إسحاق السني (١) أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا محمد بن كثير أنا سفيان عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٤٠) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هما جميعا من أمتي».

(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦))

قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ) ، ريح حارة (وَحَمِيمٍ) ، ماء حار.

(وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) (٤٣) ، دخان شديد السواد ، تقول العرب : أسود يحموم إذا كان شديد السواد ، وقال الضحاك : النار سوداء وأهلها سود ، وكل شيء فيها أسود. وقال ابن كيسان : اليحموم اسم من أسماء النار.

(لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) (٤٤) ، قال قتادة ، لا بارد المنزل ولا كريم المنظر. وقال سعيد بن المسيب : ولا كريم ولا حسن ، نظيره (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [الشعراء : ٧ ، لقمان : ١٠]. وقال مقاتل : طيب.

(إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ) ، يعني في الدنيا ، (مُتْرَفِينَ) ، منعمين (٢).

(وَكانُوا يُصِرُّونَ) ، يقيمون (عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) ، على الذنب الكبير وهو الشرك. وقال الشعبي : الحنث العظيم اليمين الغموس. ومعنى هذا : أنهم كانوا يحلفون أنهم لا يبعثون وكذبوا في ذلك.

(وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) (٤٧) ، قرأ أبو جعفر ونافع [والكسائي](٣) ويعقوب (أَإِذا) مستفهما (إِنَّا) بتركه ، وقرأ الآخرون (٤) بالاستفهام فيهما.

(أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥)) قرأ أهل المدينة وعاصم وحمزة شرب بضم الشين ، وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان فالفتح على المصدر والضم اسم بمعنى المصدر كالضعف والضّعف و (الْهِيمِ) الإبل العطاش ، قال عكرمة وقتادة : الهيام داء يصيب الإبل لا تروى معه ولا تزال تشرب حتى تهلك. يقال : جمل أهيم ، وناقة هيماء ، والإبل هيم. وقال الضحاك وابن عيينة : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل.

(هذا نُزُلُهُمْ) ، يعني ما ذكر من الزقوم والحميم ، أي رزقهم وغذاؤهم وما أعدلهم ، (يَوْمَ الدِّينِ) ، يوم يجازون بأعمالهم ثم احتج عليهم في البعث.

__________________

ـ وانظر «الكشاف» ١١٢٠ و «فتح القدير» ٢٤٣٠ و ٢٤٣١ بتخريجي.

(١) في المطبوع «الضبي» والمثبت عن المخطوط.

(٢) في المخطوط (ب) «متنعمين».

(٣) زيادة عن المخطوط.

(٤) في المخطوط (ب) «الباقون».

١٦

(نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥))

بقوله : (نَحْنُ خَلَقْناكُمْ) ، قال مقاتل خلقناكم ولم تكونوا شيئا وأنتم تعلمون ذلك ، (فَلَوْ لا) فهلا (تُصَدِّقُونَ) ، بالبعث.

(أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ) (٥٨) ، ما تصبون في الأرحام من النطف.

(أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ) ، يعني أأنتم تخلقون (١) ما تمنون بشرا. (أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا) ، قرأ ابن كثير بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان (بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) ، قال مقاتل فمنكم من يبلغ الهرم ومنكم من يموت صبيا وشابا. وقال الضحاك : تقديره إنه جعل أهل السماء وأهل الأرض فيه سواء فعلى هذا يكون معنى قدرنا قضينا. (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) ، بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بأمثالكم.

فذلك قوله عزوجل : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) ، يعني نأتي بخلق مثلكم بدلا منكم ، (وَنُنْشِئَكُمْ) ، نخلقكم (فِي ما لا تَعْلَمُونَ) ، من الصور ، قال مجاهد : في أي خلق شئنا. وقال الحسن : أي نبدل صفاتكم فنجعلكم قردة وخنازير كما فعلنا بمن كان قبلكم ، يعني إن أردنا أن نفعل ذلك ما فاتنا ذلك. وقال سعيد بن المسيب : فيما لا تعلمون يعني في حواصل طير سود تكون ببرهوت كأنها الخطاطيف وبرهوت واد باليمن (٢).

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى) ، الخلقة الأولى ولم تكونوا شيئا. (فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) ، أني قادر على إعادتكم كما قدرت على إبدائكم. (٣) (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ) (٦٣) ، يعني تثيرون من الأرض وتلقون فيها من البذر.

(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ) ، تنبتونه ، (أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) ، المنبتون.

(لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) ، قال عطاء تبنا لا قمح فيه ، وقيل : هشيما لا ينتفع به في مطعم وغذاء (فَظَلْتُمْ) ، وأصله فظللتم ، حذفت إحدى اللامين تخفيفا. (تَفَكَّهُونَ) ، تتعجبون بما نزل بكم في زرعكم ، وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل : وقيل : تندمون على نفقاتكم ، وهو قول يمان ، نظيره : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) [الكهف : ٤٢] ، وقال الحسن : تندمون على ما سلف منكم من المعصية التي أوجبت تلك العقوبة. وقال عكرمة : تتلاومون. قال ابن كيسان : تحزنون. قال الكسائي : هو تلهف على ما فات وهو من الأضداد ، تقول العرب : تفكهت أي تنعمت وتفكهت أي حزنت.

(إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣))

__________________

(١) في المطبوع «تخلقونه» والمثبت عن المخطوط.

(٢) في المطبوع «بالمين».

(٣) في المطبوع «أعدائكم» والمثبت عن المخطوط.

١٧

(إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) (٦٦) ، قرأ أبو بكر عن عاصم ا انا بهمزتين وقرأ الآخرون [إنا](١) على الخبر ، ومجاز الآية فظلتم تفكهون وتقولون إنا لمغرومون. وقال مجاهد وعكرمة لمولع (٢) بنا. وقال ابن عباس وقتادة : معذبون ، والغرام العذاب. وقال الضحاك وابن كيسان : غرمنا أموالنا وصار ما أنفقنا غرما علينا ، والمغرم (٣) الذي ذهب ماله بغير عوض.

وهو قوله : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (٦٧) ، محدودون ممنوعون أي حرمنا ما كنا نطلبه من الريع في الزرع.

(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) ، السحاب واحدتها مزنة ، (أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) (٦٩) (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) ، قال ابن عباس شديد الملوحة ، قال الحسن : مرا. (فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ).

(أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١)) ، تقدحون وتستخرجون من زندكم.

(أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها) ، التي تقدح منها النار وهي المرخ والعفار ، (أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ نَحْنُ جَعَلْناها) ، يعني نار الدنيا (تَذْكِرَةً) ، للنار الكبرى إذا رآها الرائي ذكر جهنم ، قاله عكرمة ومجاهد ومقاتل. وقال عطاء : موعظة يتعظ بها المؤمن.

[٢١١٨] أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم» ، قالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية ، قال : «فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا».

(وَمَتاعاً) ، بلغة ومنفعة ، (لِلْمُقْوِينَ) ، المسافرين والمقوي النازل في الأرض والقيّ والقواء هو القفر الخالية البعيدة من العمران يقال أقوت الدار إذا خلت من سكانها والمعنى أنه ينتفع بها أهل البوادي والأسفار ، فإن منفعتهم بها أكثر من منفعة المقيم وذلك أنهم يوقدونها ليلا لتهرب منهم السباع ويهتدي بها الضال (٤) وغير ذلك من المنافع ، هذا قول أكثر المفسرين.

__________________

[٢١١٨] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.

ـ أبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر ، مالك هو ابن أنس ، أبو الزناد هو عبد الله بن ذكوان ، الأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز.

ـ وهو في «شرح السنة» ٤٢٩٤ بهذا الإسناد.

ـ وأخرجه ابن حبان ٧٤٦٢ من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الموطأ» ٩٩٤٢ عن أبي الزناد به.

ـ وأخرجه البخاري ٣٢٦٥ والبيهقي في «البعث» ٤٩٧ من طريق مالك به.

ـ وأخرجه مسلم ٢٨٤٣ والبيهقي ٤٩٧ والآجري في «الشريعة» من طريقين عن أبي الزناد به.

ـ وأخرجه مسلم ٢٨٤٣ وعبد الرزاق ٢٠٨٩٧ وأحمد ٢ / ٣١٣ وابن المبارك في «الزهد» ٣٠٨ برواية نعيم بن حماد والترمذي ٢٥٨٩ من طريق معمر عن همام عن أبي هريرة به.

ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٤٦٧ وهناد في «الزهد» ٢٣٦ من طريقين عن حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة.

ـ وأخرجه الدارمي ٢ / ٣٤٠ من طريق الهجري عن ابن عياض عن أبي هريرة.

(١) زيادة عن المخطوط.

(٢) في المطبوع «لموقع» والمثبت عن المخطوط.

(٣) في المخطوط (ب): «الغرم».

(٤) في المطبوع «الضلال» والمثبت عن المخطوط.

١٨

وقال مجاهد وعكرمة : للمقوين يعني للمستمتعين بها من الناس أجمعين المسافرين والحاضرين يستضيئون بها في الظلمة ويصطلون من البرد ، وينتفعون بها في الطبخ والخبز.

قال الحسن : بلغة للمسافرين يتبلغون بها إلى أسفارهم يحملونها في الخرق والجواليق. وقال ابن زيد : للجائعين تقول العرب أقويت منذ كذا وكذا أي ما أكلت شيئا. قال قطرب : المقوي من الأضداد يقال للفقير مقو لخلوه من المال ، ويقال للغني : مقو لقوته على ما يريد ، يقال : أقوى الرجل إذا قويت دوابه وكثر ماله ، وصار إلى حالة القوة ، والمعنى أن فيها متاعا للأغنياء والفقراء جميعا لا غنى لأحد عنها.

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩))

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٧٤).

قوله عزوجل : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) (٧٥) ، قال أكثر المفسرين : معناه أقسم ولا صلة ، وكان عيسى بن عمر يقرأ : «فلأقسم» ، على التحقيق. وقيل : قوله (فَلا) رد لما قاله الكفار في القرآن إنه سحر وشعر وكهانة ، معناه ليس الأمر كما يقولون ثم استأنف القسم ، فقال (أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ). قرأ حمزة والكسائي «بموقع» على التوحيد. وقرأ الآخرون «بمواقع» على الجمع (١). قال ابن عباس : أراد نجوم القرآن فإنه كان نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متفرقا نجوما. وقال جماعة من المفسرين : أراد مغارب النجوم ومساقطها. وقال عطاء بن أبي رباح أراد منازلها. وقال الحسن : أراد انكدارها وانتثارها (٢) يوم القيامة.

(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (٧٦) (إِنَّهُ) ، يعني هذا الكتاب وهو موضع القسم. (لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) ، عزيز مكرم لأنه كلام الله. قال بعض أهل المعاني : الكريم الذي من شأنه أن يعطي الخير الكثير.

(فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) (٧٨) ، مصون عند الله في اللوح المحفوظ محفوظ من الشياطين.

(لا يَمَسُّهُ) ، أي ذلك الكتاب المكنون ، (إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ، وهم الملائكة الموصوفون بالطهارة يروى هذا عن أنس وهو قول سعيد بن جبير وأبي العالية ، وقتادة وابن زيد : أنهم الملائكة.

وروى حيان عن الكلبي قال هم السفرة الكرام البررة وروى محمد بن فضيل (٣) عنه لا يقرؤه إلا الموحدون (٤). قال عكرمة : وكان ابن عباس ينهى أن يمكن اليهود والنصارى من قراءة القرآن. قال الفراء : لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به. وقال قوم : معناه لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات. وظاهر الآية نفي ومعناها نهي ، قالوا : لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا المحدث حمل المصحف ولا مسه ، وهو قول عطاء وطاوس وسالم والقاسم وأكثر أهل العلم ، وبه قال مالك والشافعي وقال الحكم وحماد وأبو حنيفة : يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه بغلاف ، والأول قول أكثر الفقهاء.

__________________

(١) في المطبوع «الجميع» والمثبت عن المخطوط.

(٢) في المخطوط (ب) «انتشارها».

(٣) في المطبوع «الفضل» والمثبت عن المخطوط.

(٤) في المطبوع «الموحدون» والمثبت عن المخطوط.

١٩

[٢١١٩] أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمرو بن حزم (أن لا يمسّ القرآن إلا طاهر).

والمراد بالقرآن المصحف ، سماه قرآنا على قرب الجواز والاتساع.

[٢١٢٠] كما روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو».

وأراد به المصحف.

(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤))

__________________

[٢١١٩] ـ حسن صحيح بطرقه وشواهده.

ـ رجاله ثقات مشاهير ، إلا أنه مرسل ، لكن له شواهد.

ـ وهو في «شرح السنة» ٢٧٥ بهذا الإسناد.

ـ وهو في «الموطأ» ١ / ١٩٩ عن عبد الله بن أبي بكر مرسلا.

ـ قال ابن عبد البر : لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث ، وقد روى مسندا من وجه صالح ، وهو كتاب مشهور عند أهل السّير معروف عند أهل العلم معرفة يستغنى بها في شهرتها عن الإسناد.

ـ وأخرجه عبد الرزاق في «التفسير» ٣١٥٠ من طريق عبيد الله ومحمد ابني أبي بكر بن حزم عن أبيهما أن النبي كتب كتابا فيه : ... فذكره ، وهذا مرسل أيضا.

ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٢٤٠ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه : ... فذكره.

ـ وله شاهد من حديث ابن عمر.

ـ أخرجه الدار قطني ١ / ١٢١ والطبراني في «الصغير» ١١٦٢ والبيهقي ١ / ٨٨ وإسناده ضعيف ، فيه سليمان بن موسى الأشدق ، وثقه قوم وضعفه آخرون ، وفيه عنعنة ابن جريج ، وهو مدلس.

ـ وقال الهيثمي : ورجاله موثقون «المجمع» ١ / ٢٧٦.

ـ وله شاهد من حديث حكيم بن حزام :

ـ أخرجه الطبراني في «الكبير» ٨٧٢٤ و «الأوسط» ٣٣٢٥ والحاكم ٣ / ٤٨٥.

ـ وصححه ووافقه الذهبي! مع أن في إسناده مطر الوراق ، وهو ضعيف ، وكذا الراوي عنه سويد أبو حاتم ، ضعفه النسائي ، وابن معين في رواية ، ووثقه في رواية ، وقال أبو زرعة : ليس بالقوي حديثه حديث أهل الصدق.

ـ وقال الحافظ ابن حجر في «تلخيص الحبير» ١ / ٤٨ بعد أن ذكر هذا الحديث : وفي إسناده سويد أبو حاتم ، وهو ضعيف ، وحسّن الحازمي إسناده.

ـ وله شاهد من حديث المغيرة بن شعبة :

ـ أخرجه الطبراني في «الكبير» ٩ / (٨٣٣٩).

قال الهيثمي في «المجمع» ١ / ٢٧٧ : وفيه إسماعيل بن رافع ، ضعفه يحيى بن معين والنسائي ، وقال البخاري : ثقة مقارب الحديث.

ـ الخلاصة : هو حديث حسن صحيح بمجموع طرقه وشواهده.

[٢١٢٠] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٢٩٩٠ ومسلم ١٨٦٩ وأبو داود ٢٦١٠ وابن ماجة ٢٨٧٩ و ٢٨٨٠ وأحمد ٢ / ٧ و ١٠ و ٥٥ و ٦٣ وعبد الرزاق ٩٤١٠ والطيالسي ١٨٥٥ وابن الجارود ١٠٦٤ وابن حبان ٤٧١٥ والبغوي في «شرح السنة» ١٢٣٣ والبيهقي ٩ / ١٠٨ من طرق عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

٢٠