قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

231/356
*

هذه الكلمة المباركة في ما ذكرناه اكتفى الأنبياء (عليهم‌السلام) بها في دعوتهم للعباد إلى الاعتراف بوجود الله تعالى ووحدانية ونفي الشريك عنه.

بحث قرآني :

الآيات التي تقدم تفسيرها مجموعة من الآيات الكثيرة في مواضع متعددة من القرآن الكريم التي يأمر الله تعالى فيها الإنسان بالتفكر والتأمل والتعقل في خلقه عزوجل والاعتبار منه ، والغرض من ذلك هو إثبات الإله الواحد الأحد رب العالمين ، ونفي الشريك وطرح الأنداد ، وإعلام الإنسان بأنّ جميع ما سواه مخلوق ومربوب لله تعالى وهو من أهم مقاصد القرآن الكريم بل وجميع الكتب السماوية.

وقد نزل القرآن في ذلك بأسلوب جديد تميز به عن غيره وهو إرجاع الإنسان إلى الوجدان والفطرة عن طريق التفكر والتأمل في بديع صنع الله تعالى وأصناف خلقه.

ولقد اعتنى الحكيم عزوجل به اعتناء بليغا وأكد عليه بأنحاء التأكيدات لما له الأهمية الكبرى وعظيم الأثر في إثبات المطلوب ، وذلك لأنّ في استخدام هذا الأسلوب بعثا للشعور الوجداني الكامن في النفس الإنسانية ، والاعلام للطرف بأن الحجة فيك ولا تتعدى عنك ، وهو أبلغ في الإحتجاج على الغير.

ولوضوح هذا النحو من الإحتجاج استخدمه القرآن الكريم في بيان أهم مقاصده في المبدأ والمعاد في ظروف كانت الوثنية والشرك والجهل المهيمنة على الإنسان الذي رفض استخدام العقل والتعقل في اختيار معتقداته وآرائه واقتصر على المادة لحصول الانس بها ، فسلب بذلك عن نفسه الرؤية الصحيحة للأشياء ، فصار يعيش في خرافات موهومة وبنى عليها حضارات متعددة اتسمت كلها بالجاهلية ، فجلب لنفسه الشقاء ، واستبعدها عن السعادة والكمال.

وكانت السمة المميزة للإنسان الجاهلي هي تعدد الآلهة وخوفه من الطبيعة وعناصرها التي خلقها الله تعالى لنفع الإنسان وخدمته ، فصوّر لكل