موضعه». فإن المستفاد منه أن موضعه كان غير موضعه الآن. وفي رواية محمد بن مسلم وخبر إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا (عليهالسلام) ما يدل على أن محل المقام على عهد رسول الله (صلىاللهعليهوآله) غير محله في أيام الأئمة (عليهمالسلام) وعصرهم.
وبإزاء ذلك ما رواه الأزرقي وغيره عن المطلب بن أبي وداعة ان سيل أم نهشل في أيام عمر احتمل المقام من محله فسأل عمر عن محله فزعم المطّلب أن عنده مقياس محله فوضع في محله الآن. وهذه الرواية لا تقاوم تلك الروايات الكثيرة الدالة على أنه كان ملاصقا للكعبة من جهات.
بحث فقهي :
قد وردت أخبار كثيرة ربما تبلغ اثني عشر خبرا في أن صلاة الطواف لا بد أن تكون خلف المقام بحسب موضعه الآن وتحمل الروايات المطلقة أو المشتملة على لفظ «عند المقام» أو «إرجع إلى المقام» أو «ائت المقام» على الجهة ومقدار السعة ، ولعل وجوب تقديم المقام بحسب موضعه الثاني لأجل احترامه عن استدباره حفظا للوحدة والنظام ، وتعرضنا للبحث في أحكام صلاة الطواف من كتاب الحج مفصلا ومن شاء فليراجع كتابنا (مهذب الأحكام).
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٢٨) رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٢٩))
يذكّر سبحانه وتعالى النّاس في هذه الآيات المباركة بأن الذي بنى هذا البيت الشريف ـ الذي يعود لهم بالنفع العظيم ـ هو إبراهيم وإسماعيل (عليهماالسلام) أبوا هذه الأمة وأن الرسول الذي ظهر فيهم إنما هو من دعائه وأن ملته هي ملة أبيهم إبراهيم فلا عذر لهم في الكفر والإعراض عن ملة أبيهم مع ما هم عليه من التفاخر بالآباء ويستفاد من الآيات عظمة البناء والباني.