بالملك. وقولنا : (إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ). اقرار على أنفسنا بالهلاك».
أقول : يستفاد منه ان هذه الجملة المباركة تشتمل على الاعتراف بالمبدأ والمعاد اللذين هما أساس دعوة الأنبياء والكتب النازلة من السماء. وأمثال هذه الروايات كثيرة جدا.
وفي المعاني عن الصادق (عليهالسلام) : «الصّلاة من الله رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن النّاس دعاء».
أقول : قريب منه روايات أخرى ، ويمكن إرجاع الجميع إلى شيء واحد وهو الميل والعطف ولكنه يختلف باختلاف الموارد.
بحث فلسفي في تجرد النفس :
البحث عن النفس من المباحث المهمة لتعدد الجوانب فيها فقد بحث عنها في الفلسفة القديمة والحديثة كما بحث عنها في علم الأخلاق وعلمي الحديث والتفسير ، والعرفان ، كما بحث عنها في علم الأحياء وأخيرا أفرد لها علم مستقل يعرف باسمها يبحث فيه عن معرفة النفس الإنسانية وطبيعتها وعوارضها وعملها وأمراضها ووضعوا فيها نظريات وقوانين.
ولقد حاول العلماء التوصل إلى طبيعة هذا المخلوق العجيب ومعرفة المسائل التي تتعلق بها لعلهم يجدوا حلا للشبهات التي قد تنشأ من التفكر فيها إلّا أنهم اعترفوا بعد طول الجهد بالعجز عن الكثير وإن أمكنهم الكشف عن بعض الجوانب ولكنه لا يغني عما يستجد من المشاكل فضلا عن ما ذكرناه فالحقيقة بعد تحت الحجاب ، وفي ذلك تنبيه الإنسان على أنه إذا عجز عن فهم حقيقة ما هو أقرب الأشياء اليه فكيف يطمع بالإحاطة بحقيقة ما اعترفت العقول بالعجز عنه والخضوع امام عظمته.
والسبب في ذلك ان النفس ـ أو الروح ـ من عالم الغيب الذي لا يحيط به إلّا الله عزوجل ، لتحقق الإضافة التشريفية فيها بما لا نهاية له بوجه من الوجوه قال تعالى : (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) [سورة الشمس ، الآية : ٨] وقال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ