غير ذلك من الآيات المباركة.
والمراد به في المقام الجعل التشريعي ، نظير قوله تعالى : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً) [سورة ص ، الآية : ٢٦] ، وقوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ) [سورة الأنبياء ، الآية : ٧٣] ، وقوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) [سورة السجدة ، الآية : ٣٥].
والجعل التكويني ما ليس لاختيار الغير دخل فيه بخلاف التشريعي فإنه في مورد اختيار الغير ، ويصح كل منهما بالنسبة إلى الله تعالى وبالنسبة إلى الإنسان ، فالفعل الاختياري الصادر منه كالقيام والقعود مثلا جعل تكويني ، وأمره الغير بشيء ونهيه عنه جعل تشريعي.
والإمام كل ما يقتدي به النّاس سواء أكان كتابا سماويا ، قال تعالى : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) [سورة هود ، الآية : ١٧] ، وقال تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) [سورة يس ، الآية : ١٢]. أم رجلا إلهيا ، قال تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) [سورة السجدة ، الآية : ٣٥].
ويستعمل في كل من الحق والباطل ، قال تعالى : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) [سورة التوبة ، الآية : ١٢] ، وقال تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [سورة الفرقان ، الآية : ٧٤].
والإمامة في عرف المليين هي الزعامة الإلهية والرئاسة الربانية على النّاس ، والإمام هو الزعيم والمقتدى في أمور الدين والدنيا ، فهو القوة المجرية لأحكام الله تعالى وتدبيراته في خلقه من حيث التشريع فتكون رئاسته من الحق وبالحق.
وإذا لوحظت مطلقا من غير شرط فهي تجامع النبوة والرسالة ، وإذا لوحظت (بشرط لا) فهي تختص بغيرهما فإنّ مجرد إنزال التشريعات السماوية على من يختاره الله تعالى يكون نبوة ، وامره تعالى ذلك النبي أن يرسل ويبلغ