«لاعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يحبّه الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله عليه» (١).
الخامس والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن عليّ بن الميمون وأحمد بن محمّد بن عبد الوهاب ابن طاوان الواسطيان بقراءتي عليهما فأقرّا به يرفعه إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حيث كان ارسل عمر بن الخطّاب إلى خيبر هو ومن معه فرجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فبات تلك الليلة وبه من الغم غير قليل ، فلمّا أصبح خرج إلى الناس ومعه الراية فقال : «لاعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله غير فرار» فتعرض لها جميع المهاجرين والأنصار فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أين عليّ» فقالوا : يا رسول الله هو أرمد فأرسل إليه أبا ذر وسلمان فجاء وهو يقاد لا يقدر على أن يفتح عينيه ثمّ قال : «اللهمّ أذهب عنه الرّمد والحرّ والبرد وانصره على عدوه وافتح عليه فإنّه عبدك ويحبّك ويحبّ رسولك غير فرار» ثمّ دفع الراية إليه ، واستاذنه حسّان بن ثابت في أن يقول فيه شعرا فقال له : قل ، فأنشأ يقول :
وكان عليّ أرمد العين يبتغي |
|
دواء فلمّا لم يحس مداويا |
شفاه رسول الله منه بتفلة |
|
فبورك مرقيا وبورك راقيا |
وقال ساعطي الراية اليوم صارما |
|
كميّا محبّا للرسول محاميا |
يحبّ إلهي والاله يحبّه |
|
به يفتح الله الحصون الاوابيا |
فأصفى بها دون البريّة كلّها |
|
عليّا وسمّاه الوزير المؤاخيا |
قال أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهدي الدارقطني الحافظ قال : حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري وهو غريب من حديث عليّ بن الحسن العبدي عنه ولم يرده بهذه الالفاظ غير قيس بن حفص الدارمي (٢).
السادس والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان يرفعه إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لاعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله فدفعها إلى عليّ بن أبي طالب (٣).
السابع والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر يرفعه إلى ميمون عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل بحضرة أهل خيبر وقال : «لاعطينّ اللواء اليوم رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» فلمّا كان
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ح ٢٢٠ ، وكفاية الطالب : ٣٨.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ح ٢٢١ ومسند أحمد : ٢ / ٣٨٤ ط. الميمنة.
من الغد صادف أبا بكر وعمر فدعا عليّا وهو أرمد العين فأعطاه الراية ، وذكر مرحب وبروزه وعليّ وضربته وقتله ، مثله الخبر المتقدم (١).
الثامن والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد ابن عليّ الخيوطي الحافظ يرفعه إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول يوم خيبر : «لاعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» إلى تمام الحديث بمثل المتقدم سواء (٢).
التاسع والعشرون : ابن المغازلي قال : حدّثنا يحيى بن أبي طالب قال : أخبرنا زيد بن الحباب قال: حدّثنا حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر فلمّا كان الغد أخذه عمر فقتل محمّد (٣) بن مسلمة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لأدفعنّ الراية إلى رجل لا يرجع حتّى يفتح الله عليه» فصلى رسول الله صلىاللهعليهوآله الغداة ثمّ دعا باللواء فدعا عليّا وهو يشتكي عينه فمسحها ثمّ دفع إليه اللواء فافتح له وقتل مرحبا (٤).
الثلاثون : ومن الجمع بين الصّحاح السّتّة لأبي الحسن رزين من الجزء الثالث في ذكر غزوة خيبر من صحيح الترمذي قال بالإسناد عن سلمة قال ارسلني رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام وهو أرمد فقال : «لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قال : فأتيت عليّا عليهالسلام فجئت به أقوده حتّى أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فبصق في عينيه وأعطاه الراية فخرج مرحب فقال :
قد علمت خيبر أنّي مرحب |
|
شاكي السّلاح بطل مجرب |
إذا الحروب اقبلت تلهب |
قال عليّ عليهالسلام :
أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
اوفيهم بالصّاع كيل السندرة |
قال : فضرب رأس مرحب فقتله وكان الفتح على يديه (٥).
الحادي والثلاثون : ومن الجمع بين الصّحاح السّتّة بإسناده عن سهل بن سعد عن أبيه قال : كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام تخلّف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في غزوة خيبر فلحق فلمّا اتينا اللّيلة التي فتحت
__________________
(١) المصدر السابق : ح ٢٢٢.
(٢) المصدر السابق : ح ٢٢٣ ، وأخرجه أحمد في المسند : ١ / ١٨٥.
(٣) في المصدر : محمود.
(٤) المصدر السابق : ح ٢٢٤ ، وأخرجه النسائي في الخصائص : ٥ ، وأسد الغابة : ٤ / ٢١.
(٥) أنظر : مسند أحمد : ٤ / ٥٢ ، صحيح مسلم : ٥ / ١٩٥.
في صبيحتها قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لاعطينّ غدا هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قال فبات الناس يدركون ليلتهم أيّهم يعطاها فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللهصلىاللهعليهوآله كلّهم يرجوا أن يعطاها فقال : «أين عليّ بن أبي طالب» فقالوا : يا رسول الله هو يشتكي عينيه قال : «فأرسلوا إليه» فاتي به فبصق في عينيه رسول الله صلىاللهعليهوآله فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ عليهالسلام : «يا رسول الله أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا» قال : «أنفذ على رسلك حين تنزل بساحتهم ثمّ أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله تعالى فيه فو الله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم». (١)
الثاني والثلاثون : من مسند أحمد بن حنبل رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا عليّ ابن طيفور قال : حدّثنا قتيبة قال : حدّثنا يعقوب بن سهيل عن أبي صالح عن أبيه أن عمر بن الخطّاب قال: لقد أوتي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ثلاثا لأن أكون أوتيتها أحبّ إليّ من أن أعطى حمر النعم جوار رسول الله صلىاللهعليهوآله في المسجد والراية يوم خيبر والثّالثة نسيتها. (٢)
الثالث والثلاثون : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا وكيع عن هاشم ابن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمرة قال : كنّا نقول خير الناس أبو بكر ثمّ عمر ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهم أحبّ إليّ من حمر النّعم زوّجه رسول الله صلىاللهعليهوآله ابنته وولدت له وسدّ الابواب إلّا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر. (٣)
الرابع والثلاثون : مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج الازهري قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ قال : أخبرنا أبو القاسم عمرو بن عثمان بن حيّان بن أبي حيّان قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي قال : حدّثنا النظر بن محمّد ، حدّثنا أبو أويس ، حدّثنا الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب قال : حدّثني خارجة بن سعد قال : حدّثني سعد بن أبي وقاص قال : كانت لعليّ عليهالسلام مناقب لم تكن لأحد كان يبيت في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر وسدّ الابواب إلّا باب عليّ. (٤)
الخامس والثلاثون : من صحيح مسلم من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله في باب فضائل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد ومحمّد بن عبّاد وتقاربا في اللفظ قال : حدّثنا
__________________
(١) أنظر : مسند أحمد : ٥ / ٣٣٣ ، صحيح البخاري : ٤ / ٥ ، والرواية فيهما عن سهل بن سعد لا عن أبيه.
(٢) نص هذه الرواية ما وجدناه في المسند ، نعم يوجد نفس المضمون فيه عن ابن عمر (مسند أحمد : ٢ / ٢٦).
(٣) مسند أحمد : ٢ / ٢٦.
(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٦٨ / ح ٣٠٤.
حاتم هو ابن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب قال امّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول اللهصلىاللهعليهوآله فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول له وحين خلفه في بعض مغازيه فقال له عليّ عليهالسلام : «يا رسول الله خلّفتني مع النّساء والصّبيان» فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أما ترضى [أن تكون] منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبيّ بعدي» وسمعته [يقول] يوم خيبر : «لأعطينّ الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» قال فتطاولنا لها فقال : «ادعوا لي عليّا» فأتى أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه ولمّا نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». (١)
السادس والثلاثون : إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أنبأني الشيخات الصالحات زينب بنت عليّ بن كامل الحراينه والاختان خديجة وآسية بنتا أحمد بن عبد السلام المقدسي (٢) كتابة عنهن بروايتهن عن الشيخ الصّالح أبي المجد زاهر قال : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية إجازة قالت : أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم بن ريذة الأصفهاني قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب ابن مطر اللخمي الطبراني قال : أنبأنا محمّد ابن الفضل بن جابر السّقطي البغدادي ، أنبأنا فضيل بن عبد الوهاب ، أنبأنا جعفر بن سليمان عن الخليل بن مرّة عن عمر بن دينار عن جابر بن عبد الله قال : لمّا كان يوم خيبر بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله رجلا فجبن فجاء محمّد بن مسلمة وقال : يا رسول الله لم ارك اليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تمنّوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فأنّكم لا تدرون ما تبتلون به منهم فإذا لقيتموهم فقولوا : «اللهمّ أنت ربّنا وربّهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنّما تقتلهم أنت ثمّ الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبّروا» ثمّ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لأبعثنّ غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدّبر» فلمّا كان الغد بعث عليّاعليهالسلام وهو أرمد شديدا الرّمد فقال له : «سرّ» فقال يا رسول الله : «ما أبصر موضع قدمي» فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال عليّ عليهالسلام : «ما ذا اقاتلهم يا رسول الله» فقال : «على أن يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دمائهم وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على الله عزوجل» قال الطبراني لم يروه عن عمرو إلّا الخليل والوليد بن هشام إلّا جعفر تفرّد به فضيل بن عبد الوهاب (٣).
__________________
(١) صحيح مسلم : ٧ / ١٢٠.
(٢) في المصدر : عبد الدائم المقدسي.
(٣) فرائد السمطين : ١ / ٢٥٩ / ب ٥٠ / ح ٢٠٠.
الباب العاشر
في قوله صلىاللهعليهوآله : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث
الأوّل : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا أبو العبّاس القطّان قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن داهر قال : حدّثنا أبي عن محمّد بن سنان عن المفضّل ابن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام جعفر بن محمّد الصّادقعليهالسلام لم صار أمير المؤمنين عليهالسلام قسيم الجنّة والنار قال : «لأنّ حبّه إيمان وبغضه كفر وإنّما خلقت الجنّة لأهل الإيمان والنار لأهل الكفر فهو عليهالسلام قسيم الجنّة والنار لهذه العلة فالجنّة لا يدخلها إلّا أهل محبته والنار لا يدخلها إلّا أهل بغضه» قال المفضّل فقلت يا ابن رسول الله والأنبياء والأوصياء : كانوا يحبّونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه قال : «نعم».
قلت : فكيف ذلك؟
قال : «أما علمت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ما يرجع حتّى يفتح الله على يديه فدفع الراية إلى عليّ عليهالسلام ففتح الله عزوجل على يديه»؟
قلت : بلى.
قال : «أما علمت انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا أوتي بالطائر المشوي قال : اللهم آتني بأحبّ خلقك إليك وإلي يأكل معي [من هذا الطائر] (١) وعني به عليّا عليهالسلام»؟
قلت : بلى.
قال : «فهل يجوز أن لا تحبّ أنبياء الله ورسله وأوصيائهم : رجلا يحبّه الله ورسوله ويحب الله ورسوله»؟
فقلت : لا.
قال : «فهل يجوز أن يكون المؤمنون من اممهم لا يحبون حبيب الله ورسوله وأنبيائه عليهمالسلام»؟
__________________
(١) زيادة من المصدر.
قلت : لا.
قال : «بهذا يثبت أن جميع انبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعليّ بن أبي طالب محبّين وثبت أنّ أعدائهم والمخالفين لهم كانوا لهم ولجميع محبّيهم مبغضين»؟
قلت : نعم.
قال : «فلا يدخل الجنّة إلّا من أحبّه من الأولين والآخرين ولا يدخل النار إلّا من أبغضه من الاوّلين والآخرين فهو إذن قسيم النار والجنّة».
قال المفضّل بن عمر فقلت : يا ابن رسول الله فرّجت عنّي فرّج الله عنك فزدني ممّا علّمك الله.
قال : «سل يا مفضّل».
قلت : له يا ابن رسول الله فعليّ بن أبي طالب عليهالسلام يدخل محبّه الجنّة ومبغضيه النار أو رضوان ومالك؟
فقال : «يا مفضّل أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو روح إلى الأنبياء: وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام»؟
قلت : بلى.
قال : «أما علمت انّه دعاهم إلى توحيد الله وطاعته وإتباع أمره ووعدهم الجنّة على ذلك وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار»؟
قلت : بلى.
قال : «أفليس النبيّ صلىاللهعليهوآله ضامن لما وعدوا وعد عن ربّه عزوجل»؟
قلت : بلى.
قال : «أوليس عليّ بن أبي طالب عليهالسلام إذن قسيم الجنّة والنار عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ورضوان ومالك صادران عن أمره بأمر الله تبارك وتعالى.
يا مفضّل خذ هذا فإنّه من مخزون العلم ومكنونه لا تخرجه إلّا إلى أهله» (١).
الثاني : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن صقر الصّائغ قال : حدّثنا محمّد بن عبد العبّاس بن بسام قال : حدّثنا محمّد بن خالد بن إبراهيم قال : حدّثنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن عبد الله بن لهيعة عن ابن قبيل عن عبد الله بن عمر بن العاص قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ١٦٣ / ب ١٣٠ / ح ١.
دفع الراية يوم خيبر إلى رجل من أصحابه فرجع منهزما فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ولا يرجع حتّى يفتح الله على يديه» فلمّا أصبح قال : «ادعوا لي عليّا» فقيل له : يا رسول الله إنّه رمد فقال : «ادعوه [لي] (١)» فلمّا جاءه تفل رسول اللهصلىاللهعليهوآله في عينيه فقال : «اللهمّ ادفع عنه الحرّ والبرد» ثمّ دفع الراية إليه ومضى فما رجع إلى رسول الله إلّا بفتح خيبر ثمّ قال : إنّه لمّا دنا من القموص أقبل أعداء الله من اليهود ويرمونه بالنّبل والحجارة فحمل عليهم عليّ عليهالسلام حتّى دنا من الباب فثنى رجليه ثمّ [أقبل] (٢) مغضبا إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعا قال ابن عمر ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي عليّ عليهالسلام ولكن عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعا ولقد تكلف حمله أربعون رجلا فما أطاقوه فأخبر النبيّصلىاللهعليهوآله بذلك فقال : «والّذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا» (٣).
الثالث : الشيخ الطوسي في أماليه قال : قال : حدّثنا أبو الطيّب قال : حدّثنا عليّ بن ماهان قال : حدّثنا [عمّي] (٤) [عيسى] (٥) قال : حدّثنا محمّد بن عمر قال : حدّثنا ثور بن يزيد عن مكحول قال : لمّا كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب وكان طويل القامة عظيم الهامة وكانت اليهود تقدّمه لشجاعته ويساره قال : فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله فما واقفه قرن إلّا قال أنا مرحب ثمّ حمل عليه فلم يثبت له قال : وكانت له ظئر وكانت كاهنة وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقه وكانت تقول له قاتل كلّ من قاتلك وغالب كلّ من غالبك إلّا من تسمّى عليك بحيدرة فإنّك إن وقفت له هلكت قال فلمّا كثر مناوشته ذهل الناس لقامه شكوا ذلك إلى النبيّصلىاللهعليهوآله وسألوه أن يخرج إليه عليّا فدعا النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّا وقال له : «يا عليّ اكفني مرحبا» فخرج إليه أمير المؤمنين عليهالسلام فلمّا بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به فأنكر ذلك ثمّ واحجم عنه ثمّ أقدم وهو يقول : أنا الذي سمّتني أمّي مرحب.
فأقبل عليّ عليهالسلام [بالسيف] (٦) وهو يقول : أنا الذي سمّتني أمّيّ حيدرة.
فلمّا سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفا ممّا حذّرته به ظئره فتمثّل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود فقال له : إلى أين يا مرحب؟ فقال قد تسمّى [عليّ] هذا القرن بحيدرة ، فقال له إبليس: فما حيدرة؟ فقال : إن فلانة ظئري كانت تحذّرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة وتقول أنّه قاتلك ، فقال له إبليس : شوها لك لو لم [يكن] حيدرة إلّا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله
__________________
(١) زيادة ليست من المصدر.
(٢) في المصدر : نزل.
(٣) أمالي الشيخ الصدوق : ٦٠٤ / مجلس ٧٧ / ح ١٠.
(٤) زيادة من المصدر.
(٥) زيادة ليست من المصدر.
(٦) زيادة من المصدر.
تأخذ بقول النساء وهنّ يخطئن أكثر ممّا يصبن ، وحيدرة كثير في الدنيا فأرجع فلعلك تقتله فإن قتلته سدت قومك ، وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك ، فردّه فو الله ما كان إلّا كفواق ناقة حتّى ضربه عليّ ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود يقولون : قتل مرحب ، قال : وفي ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي رحمهالله في مدحه صلوات الله عليه :
سقا جرع الموت ابن عثمان بعد ما |
|
تعاورها منه وليد ومرحب |
فالوليد هو ابن عتبة خال معاوية بن أبي سفيان وعثمان بن طلحة من قريش ومرحب من اليهود. (١)
أقول : نقتصر في هذا الباب من طريق الخاصّة على هذا القليل مخافة الاطالة والكثرة من رواية الخصم فيه كفاية إن شاء الله تعالى مع تواتر الخبر في القصّة من طريق العامّة والخاصّة.
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي : ٥ / مجلس ١ / ح ٢.
الباب الحادي عشر
في خبر الطائر
من طريق العامة وفيه ستّة وثلاثون حديثا
الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال: أخبرنا ابن مالك قال : حدّثنا عبد الله بن عمر قال : حدّثنا يونس بن أرقم قال : حدّثنا مطر بن خالد عن البجلي عن سفينة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله قال أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله طيرين من بين رغيفين فقدّمت الطّيرين فقال رسول الله : «اللهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك» فجاء عليّ فرفع صوته فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من هذا» قلت عليّ «فافتح له» ففتحت له فأكل مع النبيّصلىاللهعليهوآله من الطّيرين حتّى كفيا. (١)
الثاني : ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو الحسن بن المظفّر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فأقرّ به في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الملقّب بابن السّقا الواسطي قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن محمّد بن صدقة الجوهري الواسطي سنة ثلاث وثلاثمائة قال : حدّثنا محمّد بن زكريا بن دويد العبدي قال : حدّثنا حميد الطّويل عن أنس بن مالك قال اهدي إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله نحامة فقال : «اللهم ابعث إليّ أحب خلقك إليك وإلى نبيّك يأكل معي من هذه المائدة» قال فاتى عليّ فقال : يا أنس استاذن لي على رسول اللهصلىاللهعليهوآله قال : فقلت : النبيّ عنك مشغول فرجع عليّ ولم يلبث فقال : ارجع استاذن لي على رسول اللهصلىاللهعليهوآله فقلت : النبيّ عنك مشغول فرجع عليّ ولم يلبث ، ثمّ جاء علي فهممت أن أقول مثل قولي الأوّل والثاني فسمع رسول الله صلىاللهعليهوآله من داخل الحجرة كلام عليّ فقال : «أدخل يا أبا الحسن ما الذي أبطأ بك عنّي» قال : «قد جئت يا رسول الله مرّتين وهذه الثالثة كلّ ذلك يردّني أنس يقول النبيّ عنك مشغول» فقال : يا أنس ما حملك على هذا؟ فقلت : يا رسول سمعت الدعوة فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «كلّ يحب قومه يا أنس» (٢).
__________________
(١) لم نجد هذه الرواية في مسند أحمد المطبوع ، والظاهر أنه مما لعبت به أيدي التزوير ، فقد نقله جماعة من فضائل الصحابة لأحمد بن أحمد ، أنظر : العمدة لابن البطريق : ٢٤٢.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١١٧ / ح ١٨٩.
الثالث : ابن المغازلي هذا قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السّمسار بقراءتي عليه فاقرّ به سنّة تسع وأربعين وأربعمائة قلت له ، حدّثكم القاضي أبو الفرج أحمد ابن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلى الخيوطيّ الحافظ الواسطي [وأخبرنا القاضي أبو عليّ إسماعيل بن محمد بن الطيب الفقيه الغرافي الواسطي] بقراءتي عليه فأقرّ به قلت له : أخبركم أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل [بن بيري] الواسطي ، وأخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد ابن سهل النحوي سنة أربع وخمسين وأربعمائة قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن الجاذري الطحّان قالوا ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن سمعان المعدل الحافظ الواسطي قال : حدّثنا أبو الحسن أسلم [بن سهل بن أسلم] الرزاز المعروف ببحشل الواسطي قال : حدّثنا وهب بن بقية أبو محمّد الواسطي قال : حدّثنا إسحاق بن يوسف الازرق وهو واسطي عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أنس بن مالك قال : دخلت على محمّد بن الحجاج فقال : يا أبا حمزة ، حدّثنا عن رسول الله ليس بينك وبينه فيه أحد فقلت : تحدّثوا فإنّ الحديث شجون يجر بعضه بعضا ، فذكر أنس حديثا عن عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام فقال له محمّد بن الحجّاج عن أبي تراب تحدّثنا دعنا من أبي تراب فغضب أنس وقال ألعليّ عليهالسلام تقول هذا؟ أما والله إذ قلت هذا فلأحدّثك حديثا فيه سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ليس بيني وبينه أحد أهدي له يعاقيب فأكل منها وفضلت فضلة وشيء من خبز فلمّا أصبح اتيته به فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء رجل فضرب الباب فرجوت أن يكون من الأنصار فإذا أنا بعلي فقلت : أليس إنّما جئت الساعة!
فرجع ثمّ قال رسول الله : «اللهمّ أتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء رجل فضرب الباب فإذا به عليّ عليهالسلام فسمعه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال رسول الله : «اللهمّ إليّ اللهمّ وإلي».
قال ابن المغازلي قال أسلم روى هذا الحديث عن أنس بن مالك يوسف بن إبراهيم الواسطي وإسماعيل ابن سليمان الازرق الزّهري وإسماعيل السّدي وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثمامة بن عبد الله بن أنس وسعيد بن زرني وقال ابن سمعان سعيد بن زربي لما حدث به عن [ثابت عن] أنس وقد روى جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيّب وعبد الملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان ابن الحجاج الطائفي وابن أبي الرجال المدني وأبو النّهدي وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر ويفنم ابن سالم بن قنبر وغيرهم قال ابن سمعان ووهم بن أسلم في قوله سعيد بن زربي لما حدث به إنّما حدث به عن ثابت البناني عن أنس (١).
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١١٨ / ح ١٩٠.
الرابع : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قلت له أخبركم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز البغدادي إذنا انّ محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدّثهم قال : حدّثنا جدي قال : حدّثنا عبد الله بن موسى قال : حدّثنا إسماعيل بن أبي المغيرة عن أنس بن مالك قال : اهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله أطيار فقسّمها بين نسائه فأصاب كلّ امرأة منهن ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه قطاتان فبعث بهما إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك يأكل معي من هذا الطائر» وقلت اللهمّ أجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله انظر من على الباب فنظرت فإذا عليّ ففتحت له الباب فدخل يمشي وأنا خلفه فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : على حاجة ثمّ قمت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاء عليّ فقال : «يا أنس انظر من على الباب» فنظرت فإذا عليّ ففتحت له الباب فدخل يمشي وأنا خلفه فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما حبسك فقال : هذا آخر ثلاث مرّات يردّني أنس يزعم أنّك على حاجة فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما حملك على ما صنعت؟
فقال : يا رسول الله سمعت دعائك فأحببت أن يكون الرجل من قومي فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّ الرّجل قد يحبّ قومه» (١).
الخامس : ابن المغازلي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان أن أبا الحسين محمّد بن المظفّر ابن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي أخبرهم إذنا قال : حدّثنا محمّد بن موسى الحضرمي بمصر قال : حدّثنا محمّد بن سليمان قال : حدّثنا أحمد بن يزيد قال : حدّثنا زهير قال : حدّثنا عثمان الطويل عن أنس بن مالك قال اهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله طير كان يعجبه أكله فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل من هذا الطائر معي» فجاء عليّ فأستأذن على النبيّ صلىاللهعليهوآله فقلت : ما عليه إذن ، وكنت أحبّ أن يكون رجلا من الأنصار فذهب ثمّ رجع فقال : استأذن لي على النبيّ صلىاللهعليهوآله فسمع النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : «ادخل يا عليّ ثمّ قال : وإليّ». (٢)
السادس : ابن المغازلي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه الخزار وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز البغداديان إذنا قالا : أنّ الحسين بن محمّد حدّثهم قال : حدّثنا الحجّاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني قال : حدّثنا بشير ابن الحسين قال : حدّثني الزبير بن عدي عن أنس قال اهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله طير مشوي فلمّا
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١١٩ / ح ١٩١ مع تقديم وتأخير عند المصنف.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٢٠ / ح ١٩٢.
وضع بين يديه قال : «اللهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطيّر» قال : قلت في نفسي اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار قال فجاء عليّ فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت من هذا؟ قال عليّ فقلت انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فأنصرف قال : فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقول الثالثة : «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر» فجاء عليّ فضرب الباب ضربا شديدا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «افتح افتح افتح» قال فلمّا نظر إليه رسول الله قال : «اللهمّ وإليّ» قال فجلس مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فأكل معه من الطير (١).
السابع : ابن المغازلي قال : أخبرنا محمّد بن عليّ إجازة أنّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدّثهم قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الجوارني ، حدّثنا إبراهيم بن صدقة قال : حدّثنا يغنم بن سالم ، حدّثنا أنس قال أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله وذكر الحديث. (٢)
الثامن : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا بقراءتي عليه فاقرّ به قلت له : أخبركم عمر بن أحمد بن شاهين إذنا قال : حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : حدّثنا حسين بن محمّد قال : حدّثنا سليمان بن قرم عن محمّد بن شعيب عن داود بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه عن جدّه ابن عبّاس قال أتى النبيّصلىاللهعليهوآله بطائر فقال : «اللهم أتني برجل يحبّه الله ورسوله» فجاءه عليّ عليهالسلام فقال : «اللهمّ وإليّ» وقال هذا حديث غريب تفرّد به حسين المروزي عن سليمان بن قرم لم يحدثه به إلّا إبراهيم بن سعيد. (٣)
التاسع : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزّاز الواسطي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن أحمد بن أسد البزار ، حدّثنا محمّد بن العبّاس عن أحمد أبو مقاتل قال : حدّثنا العبّاس قال : حدّثنا أبو عاصم عن أبي النّهدي عن أنس أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أتي بطير فقال : «اللهمّ أتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» قال فجاء عليّ بن أبي طالب فقال : «اللهم إليّ اللهم واليّ» (٤).
العاشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن عليّ بن الفتح البغدادي فيما كتب به إليّ إنّ أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين حدّثهم قال : حدّثنا نصر بن القاسم الفرضي ، حدّثنا عيسى ابن مساور الجوهري قال : قال لي يغنم بن سالم بن قنبر ولقيته سنة تسعين ومائة ، وقال ابن يغنم لي
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١٢١ / ح ١٩٣.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٢١ / ح ١٩٤.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٢١ / ح ١٩٥.
(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٢٢ / ح ١٩٧.
اثنتا عشرة ومائة سنة قال لي أنس بن مالك اهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله طير مشوي فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك» أو «بمن تحبّه» الشك من عيسى بن مساور الجوهري فجاء عليّ فرددته فدخل في الثّالثة أو في الرابعة فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله «ما حبسك عنّي أو ما أبطأك عنّي يا عليّ» قال : «جئت فردّني أنس ثمّ جئت فردني أنس ثمّ جئت فردني أنس!» قال لي : «يا أنس ما حملك على ما صنعت؟» فقال رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فقال لي : «يا أنس أوفي الأنصار خير من عليّ؟ أوفي الأنصار أفضل من عليّ؟». (١)
الحادي عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النّحوي إذنا أنّ أبا نصر أحمد ابن محمّد بن مردويه البزّار حدّثهم املاء في صفر سنة أربعمائة قال : حدّثنا أحمد بن عيسى الناقد قال : حدّثنا صالح بن مسمار ، حدّثنا ابن أبي فديك ، حدّثنا الحسن بن عبد الله عن نافع عن أنس بن مالك أن رسول الله قرب إليه طير فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» قال فجاء عليّ بن أبي طالب فأكل معه. (٢)
الثاني عشر : ابن المغازلي قال : حدّثنا أبو غالب محمّد بن الحسين بن أبي صالح المقرئ العدل قال : حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن سهل بن مردويه البزّار قال : حدّثنا أبو بكر بن عيسى الناقد ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم ، حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، حدّثنا يونس بن أرقم ، حدّثنا مسلم بن كيسان عن أنس بن مالك قال : أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله باطيار فوضعهن بين يديه فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك» فقلت : اللهم إن شئت جعلته امرأ من الأنصار فقال يعني النبيّصلىاللهعليهوآله : «إنك لست أوّل من أحبّ قومه» فجاء عليّ عليهالسلام فضرب الباب فأذنت له فلمّا دخل قال : «اللهمّ واليّ». (٣)
الثالث عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا الحسين بن أحمد بن موسى قال : أخبرنا هلال بن محمّد ابن جعفر بن سعد أن أبا الفتح يرفعه إلى جعفر السّباك عن أنس بن مالك بمثله. (٤)
الرابع عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن الطيّب الصوفي الواسطي بقراءتي عليه في المحرّم سنة خمس وثلاثين وأربعمائة يرفعه إلى قتادة عن أنس بن مالك بمثله. (٥)
الخامس عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان السّمسار إجازة عن أبي أحمد بن عمر بن أحمد بن عليّ بن شوذب المؤدّب المقرئ الواسطي
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١٢٢ / ح ١٩٦.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٢٣ / ح ١٩٨.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٢٣ / ح ١٩٩.
(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٢٣ / ح ٢٠٠.
(٥) المصدر السابق.
يرفعه إلى عمران بن هارون عن نعيم عن أنس بن مالك بمثله. (١)
السادس عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب قال : حدّثنا أحمد بن عيسى قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن الهيثم قال : حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدّثنا يونس بن أرقم قال : حدّثنا مسلم بن كيسان عن أنس بمثله. (٢)
السابع عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثني عيسى بن محمّد بن أحمد ابن جريح يعني الطوماري يرفعه إلى السّدي مثله. (٣)
الثامن عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ابن زياد يرفعه إلى عيسى بن عمر عن إسماعيل السّدي بمثله. (٤)
التاسع عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن عمّار يرفعه إلى عبد الله بن محمّد (٥) عن عبد الله بن أنس عن أنس بمثله. (٦)
العشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق السّوسي يرفعه إلى عبد الله بن سليمان عن أنس بن مالك بمثله. (٧)
الحادي والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم يرفعه عن أنس بن مالك بمثله. (٨)
الثاني والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن يونس بن الحسين يرفعه إلى مسلم أبي عبد الله عن أنس بن مالك بمثله. (٩)
الثالث والعشرون : ابن المغازلي قال : أخبرنا عمر بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد قال : حدّثنا أحمد بن روح المروزي بمروز وقال : حدّثنا العلاء بن عمران قال : حدّثنا خالد بن عبيد قال : قال أنس بن مالك بينا أنا ذات يوم بباب النبيّ صلىاللهعليهوآله إذ جاءه رجل بطبق مغطى فقال : هل من إذن؟
فقلت : نعم فوضع الطبق بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليه طائر مشويّ فقال : أحبّ أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله قال : غط عليه ثمّ شال يديه فقال : «اللهمّ أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١٢٥ / ح ٢٠٢.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٢٥ / ح ٢٠٤.
(٣) مناقب ابن المغازلي : ١٢٥ / ح ٢٠٥.
(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٢٥ / ح ٢٠٦.
(٥) في المصدر : المثنّى.
(٦) مناقب ابن المغازلي : ١٢٦ / ح ٢٠٧.
(٧) مناقب ابن المغازلي : ١٢٦ / ح ٢٠٨ ، مع تفاوت في رجاله.
(٨) مناقب ابن المغازلي : ١٢٥ / ح ٢٠٣.
(٩) مناقب ابن المغازلي : ١٢٦ / ح ٢١١.
ينازعني هذا الطعام» قال أنس لمّا سمعت هذا قلت اللهمّ اجعل هذه الدّعوة في رجل من الأنصار فخرجت أشوف رجلا من أنصاري ثلثا فبينا أنا كذلك إذ دخل عليّ فقال هل من إذن؟
فقلت : لا ولم يحملني على ذلك إلّا الحسد فأنصرف فجعلت أنظر يمينا وشمالا هل من أنصاري ولا أجد أحدا ثمّ عاد عليّ فقال : «هل من إذن»؟
فقلت : لا ثمّ انصرف فنظرت يمينا وشمالا ولا أنصاري إذ عاد عليّ فقال : «هل من إذن»؟ إذ نادى رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أن ائذن له» قال فدخل عليّ فجعل ينازع النبيّ صلىاللهعليهوآله فيومئذ ثبتت مودّة عليّ عليهالسلام في قلبي (١).
الرابع والعشرون : ابن المغازلي قال : قال عمر بن عبد الله لفظ هذا النقاش في حديث المروزي وفي حديث محمّد بن يونس قال أنس : اهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله طير مشوي فوضع بين يديه فقال : «اللهمّ أدخل عليّ من تحبّه» فجاء عليّ وذكر الحديث. (٢)
الخامس والعشرون : ومن الجميع بين الصّحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من صحيح أبي داود السّجستاني وهو كتاب السنن بالإسناد المقدّم قال : عن أنس بن مالك قال : كان عند النبيّ طائر قد طبخ له فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي» فجاء عليّ فأكل معه (٣).
السادس والعشرون : أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا صمصام الأئمة أبو عفان عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، أخبرنا عماد الدين أبو بكر محمّد بن الحسن النسفي، حدّثنا الشيخ الفقيه أبو القاسم ميمون بن عليّ الميموني ، حدّثنا الشيخ الزاهد أبو محمّد إسماعيل بن الحسين ، حدّثنا أبو الحسن القاضي عليّ بن الحسين بن عليّ بن مطرف الجراحي ببغداد ، حدّثنا يحيى بن صاعر ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدّثنا أبو أحمد الحسين بن محمّد حدّثنا سليمان بن قرم عن محمّد بن شعيب عن داود بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه عنهما قال : أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله بطائر فقال : «اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك وإليّ» فجاءه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقال : «اللهم وإلي». (٤)
السابع والعشرون : موفق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الصالح العالم الأوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن [أبي] سهل الكروجي الهروي عن مشايخه الثلاثة القاضي أبي عامر
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ١٢٦ / ح ٢١٢.
(٢) مناقب ابن المغازلي : ١٢٧ / ح ٢١٢.
(٣) لم نجده في سنن أبي داود المطبوع ، وقد رواه الترمذي في سننه بتفاوت : ٥ / ٢٩٥ / ح ٣٨٠٥.
(٤) المناقب ابن للخوارزمي : ١٠٧ / ح ١١٣.
محمود بن القاسم الازدي وأبي نصر عبد العزيز ابن محمّد الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجيرحمهالله ثلاثتهم عن أبي محمّد عبد الجبار بن محمّد الجراحي عن أبي العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي عن الإمام الحافظ أبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي ، حدّثنا سفيان بن وكيع ، حدّثنا عبد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السّدي عن أنس بن مالك قال : كان اهدي للنّبي طير فقال : «اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطّير» فجاءه عليّ رضي الله عنه وأكل معه قال رحمهالله أخرج أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه (١).
الثامن والعشرون : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد بن عليّ الرودباري ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن مهرويه عن عبّاس بن سنان الرازي ، أخبرنا أبو حاتم الرازي ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا إسماعيل الأزرق عن أنس بن مالك قال : اهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله طير فقال : «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطيّر» فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ فقلت : إن رسول اللهصلىاللهعليهوآله على حاجة ، قال : فذهب ، قال : ثمّ جاء فقلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة قال فذهب ثمّ جاء فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله افتح [الباب] (٢) ففتح ثم دخل فقال : «ما حديثك يا عليّ» فقال : «ثلاث مرّات قد أتيت ويردني أنس يزعم أنّك على حاجة».
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما حملك على ما صنعت يا أنس»؟
قال : سمعت دعاءك فأحببت أن يكون في رجل من قومي.
فقال النبيّ : «إنّ الرجل ليحبّ قومه» ، وللصاحب كافي الكفاة بن عبّاد شعر :
يا أمير المؤمنين المرتضى |
|
انّ قلبي عندكم قد وقفا |
كلّما جدّدت مدحي فيكم |
|
قال ذو النصب تسبّ (٣) السلفا |
من كمولاي عليّ زاهدا |
|
طلّق الدنيا ثلاثا ووفى |
من دعا بالطير أن يأكله |
|
ولنا في بعض هذا مكتفى |
من وصي المصطفى عندكم |
|
فوصيّ المصطفى من يصطفى (٤) |
التاسع والعشرون : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الحافظ أبو عليّ بن الحسن بن أحمد بن الحسين
__________________
(١) المناقب : ١٠٨ / ح ١١٤.
(٢) زيادة ليست من المصدر.
(٣) في المصدر : نسيت.
(٤) المناقب : ١١٤ ، ح ١٢٥.
الحدّاد بأصفهان فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، حدّثنا الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد الله الهمداني ، وأخبرني بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان ابن إبراهيم الأصبهاني ، كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدّثني سليمان ابن محمّد بن أحمد بن يعلا بن سعد الرازي (١) ، حدّثني محمّد بن جميل (٢) ، حدّثني زافر بن سليمان بن الحرث بن محمّد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليّا يقول : «بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق به منه فسمعت [وأطعت] (٣) مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثمّ بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أولى بالأمر منه فسمعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا لا أسمع ولا أطيع إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم [لأيم الله] (٤) لا يعرف لي فضلا في الصلاح ولا يعرفونه إلي كما نحن فيه شرع سواء ، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم بأشياء لا تستطيع عربهم ولاعجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يرد خصلة منها ، ثمّ قال أنشدكم الله أيّها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري؟ قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد له عم مثل عمّي حمزة أسد الله وأسد رسوله غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد له أخ مثل ابن عمّي رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد له اخ مثل أخي المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء هذه الأمّة؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الأمّة ابنيّ رسول الله غيري؟
قالوا : لا.
__________________
(١) في المصدر : حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثني عليّ بن سعيد الرازي.
(٢) في المصدر : حميد.
(٣) زيادة من المصدر.
(٤) زيادة من المصدر.
قال : أمنكم احد قتل مشركي قريش غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد وحّد الله قبلي؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد صلّى القبلتين غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم احد أمر الله سبحانه وتعالى بمودّته غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد غسل رسول الله صلىاللهعليهوآله غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد [سكن المسجد يمر فيه جنبا غيري قالوا : لا ، قال : أمنكم أحد] (١) ردت عليه الشمس بعد غروبها حتّى صلّى [صلاة] (٢) العصر غيري؟
قالوا : لا.
قال : أمنكم أحد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حين قرّب إليه الطيّر ليأكله اللهمّ ائتني باحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئت وأنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت قال وإليّ يا ربّ وإليّ يا ربّ غيري؟
قالوا : لا.
قال : أفيكم أحد كان [أقتل] للمشركين عند كلّ شدة تنزل برسول الله منّي؟
قالوا : لا.
قال : أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله منّي حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجتي؟
قالوا : لا.
قال : أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير [زوجتي] (٣) فاطمة؟
قالوا : لا.
__________________
(١) زيادة من المصدر.
(٢) زيادة من المصدر.
(٣) زيادة من المصدر.
قال : أفيكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟
قالوا : لا.
قال : أفيكم أحد يطهّر كتاب الله غيري حتّى سدّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس وقالا يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ فقال النبيّ ما فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم؟
قالوا : لا.
قال : أفيكم احد تمّم الله نوره من السماء حين قال : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)؟
قالوا : اللهمّ لا.
قال : أفيكم أحد ناجى رسول الله ستة عشر مرّة غيري حين نزل بها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) غيري؟
قالوا : اللهمّ لا.
قال : أفيكم أحد ولي غمض عينيّ رسول الله صلىاللهعليهوآله غيري؟
قالوا : اللهمّ لا.
قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلىاللهعليهوآله حيث وضعه في حفرته غيري؟
قالوا : اللهمّ لا» (١).
الثلاثون : إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الشيخ الزاهد عفيف الدين أبو محمّد عبد السلام بن محمّد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بالمدينة المعظمة في الحرم الشّريف النبويّ بين الروضة والمنبر صلوات الله وسلامه على الحال به ضحوة يوم الثاني عشر من شهر الله الحرام المحرم سنة ثمانين وستّمائة قال : أنبأنا الشيخ موفّق الدين أبو المحاسن فضل بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجبلي بقراءة محيي الدين عليّ بن إبراهيم بن أبي الدّردانة الحربي في يوم الخميس السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وستّمائة بباب الازج ببغداد وأجاز لنا جميع رواياته لفظا قال : أنبأنا أبو الفتح عبد الله بن عبد الله بن محمّد بن كار (٢) بن شاتيل الدّباس قراءة وأنا اسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بجامع القصر ببغداد قبل الصلاة الجمعة ، حيلولة ، وأخبرني الشيخ الصّالح أبو عبد الله محمّد بن يعقوب ابن أبي الفرج إذنا بروايته عن أبي الفتح بن عبد الله بن شاتيل إجازة قال : أنبأنا أبو
__________________
(١) المناقب : ٣١٥ / ح ٣١٤.
(٢) في المصدر : محمد بن نجاء.
غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه وأنا اسمع في رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن إسماعيل المحاملي في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة قال : أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن مالك الأشجعي قراءة عليه في شهر ذي القعدة من سنة خمسين وثلاثمائة قال : أنبأنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي العكبري سنة ست وسبعين ومائتين قال : أنبأنا يوسف بن عدي قال : أنبأنا حمّاد بن المختار من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن أنس قال : اهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله طير فوضع بين يديه فقال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل معي» فجاء عليّ عليهالسلام فدق الباب فقلت : من ذا فقال : أنا عليّ فقلت : النبيّ صلىاللهعليهوآله على حاجة فرجع ثلاث مرّات كلّ ذلك يجيء قال : فضرب الباب برجله فدخل فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما حبسك»
قال : «قد جئت ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول أنس النبيّ صلىاللهعليهوآله على حاجة» فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله ما حملك على ذلك ، قلت : أحبّ أن يكون رجلا من قومي. (١)
الحادي والثلاثون : الحمويني هذا قال : أخبرني الإمام العلّامة تاج الدين أبو المفاخر محمّد ابن أبي القاسم محمود السّديدي كتابة إليّ من كرمان في رجب سنة أربع وستين وستّمائة قال : أنبأنا الصدر الكبير ركن الإسلام إمام الأئمة مفتي الشرق والغرب ابن ثابت عبد العزيز بن عبد الجبار بن عليّ الكوفي إجازة في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة قال : أنبأنا قاضي القضاة عماد الدين شيخ الإسلام ذو المعالي أبو سعيد محمّد بن أحمد بن محمّد بن صاعد إجازة ، أنبأنا الشيخ يعقوب ابن أحمد بن محمّد صاحب التّخريج للاحاديث قال : أنبأنا الشيخ الصّالح أبو بكر محمّد ابن إسماعيل ابن محمّد بن إبراهيم المؤذن في شوّال سنة عشر وأربعمائة ، أنبأنا أبو العبّاس الفضل ابن عبّاس الكندي الهمداني الإمام في جامع همذان ، حدّثني أبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن بهرام الزنجاني سنة ست وتسعين ومائتين قال: أنبأنا بشر بن الحسين بن أبي محمّد الأصفهاني ، أنبأنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال : اهدي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله طير مشوي فلمّا وضع بين يديه قال : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطيّر» قال : فقلت في نفسي اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ عليهالسلام فقرع الباب قرعا خفيفا فقلت : من هذا ، فقال : عليّ ، فقلت إن رسول الله صلىاللهعليهوآله على حاجة فانصرف قال: فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله هو يقول الثّانية : «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطيّر» فقلت في نفسي اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ عليهالسلام
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ٢٠٩ / ب ٤٢ / ح ١٦٥.