غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

قال : «يا أبا محمّد سل عما بدا لك» قال : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علم عليّا عليه‌السلام بابا يفتح له منه ألف باب قال : فقال : «يا أبا محمّد علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا ألف باب يفتح من كل باب ألف باب» (١).

العاشر : محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد الجمّال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر الحديث بعينه (٢).

الحادي عشر : ابن يعقوب عن محمّد بن الحسن وغيره عن منهل بن زياد عن محمّد بن عيسى ومحمّد بن يحيى ومحمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن آبائه قال : قال : «أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام بألف كلمة وألف باب تفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب» (٣).

الثاني عشر : ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن ابيه وصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن يحيى بن معمر العطار عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفي فيه : ادعوا لي خليلي فأرسلتا إلى أبويهما فلمّا نظر إليهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعرض عنهما ، قال : ادعوا لي خليلي فارسل إلى علي عليه‌السلام فلما نظر إليه أكبّ عليه يحدّثه فلمّا خرج لقياه فقالا له : وما حدّثك خليلك؟ فقال : حدّثني ألف باب يفتح كل باب ألف باب» (٤).

الثالث عشر : ابن يعقوب عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف» (٥).

الرابع عشر : الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا ألف حرف يفتح ألف حرف» (٦).

الخامس عشر : ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان في ذؤابة سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة صغيرة» قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أي شيء كان في تلك الصحيفة؟ قال : «الا حرف التي

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٣٩ / ١.

(٢) بصائر الدرجات ٣٠٣ / ٣.

(٣) الكافي ١ : ٢٩٦ / ٣.

(٤) الكافي ١ : ٢٩٦ / ٤.

(٥) الكافي ١ : ٢٩٦ / ٥ و ٨ : ١٤٧ / ١٢٣.

(٦) الاختصاص : ٢٨٤.

٢٢١

يفتح كل حرف ألف حرف» قال أبو بصير : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «فما خرج حرفان حتّى الساعة»(١).

السادس عشر : ابن يعقوب عن علي بن محمّد عن سهل بن زياد عن محمّد بن الوليد عن شباب الصيرفي عن يونس بن رباط قال : دخلت أنا وكامل التمار على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له كامل : جعلت فداك حديث رواه فلان فقال : اذكره فقال : «حدّثني أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حدث عليّا عليه‌السلام بألف باب يوم توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كل باب يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب. فقال : «لقد كان ذلك» قلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم؟ فقال : «يا كامل ، باب أو بابان» فقلت له : جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان فقال : «أو ما عسيتم أن ترووا من فضلنا إلّا ألفا غير معطوفة» (٢).

السابع عشر : الشيخ المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عبد الجبار عن عبد الله بن محمّد الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الله بن هلال قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : «علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام بابا يفتح له منه ألف باب كل باب يفتح له ألف باب»(٣).

الثامن عشر : المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الله قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علّم عليّا عليه‌السلام بابا يفتح له ألف باب» (٤).

التاسع عشر : المفيد أيضا عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر عليه‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : «علّمني رسول الله ألف باب كل باب يفتح ألف باب» (٥).

العشرون : المفيد أيضا عن محمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن اسحاق بن إبراهيم عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن الصباح المزني عن الحرث بن حصين عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام مما كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة ، كل باب منها يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب حتّى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب» (٦).

الحادي والعشرون : المفيد أيضا عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم عن

__________________

(١) الكافي ١ : ٢٩٦ / ٦.

(٢) الكافي ١ : ٢٩٧ / ٩.

(٣) الاختصاص : ٢٨٢.

(٤) الاختصاص : ٢٨٢.

(٥) الاختصاص : ٢٨٣.

(٦) الاختصاص : ٢٨٣.

٢٢٢

عثمان بن عيسى عن عبد الله بن بكير عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الله بن أبي عبد الله عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام حرفا يفتح ألف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف»(١).

الثاني والعشرون : المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : «علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام كلمة تفتح ألف كلمة وألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة» (٢).

الثالث والعشرون : المفيد عن علي بن محمّد الحجال عن الحسن بن الحسين الكوفي عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «أوصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي بألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة» (٣).

الرابع والعشرون : المفيد عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : «علّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا عليه‌السلام ألف كلمة تفتح ألف كلمة وألف كلمة تفتح ألف كلمة ، وألف كلمة تفتح كل كلمة ألف كلمة» (٤).

الخامس والعشرون : المفيد عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن خالد البرقي عن فضالة بن أيّوب عن سيف بن عمير عن مولاه حمزة بن رافع عن أمّ سلمة زوجة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفى فيه : «ادعوا إليّ خليلي» فارسلت عائشة إلى أبيها ، فلمّا جاءه غطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجهه وقال : «ادعوا إليّ خليلي» ورجع أبو بكر ، وبعثت حفصة إلى ابيها فلمّا جاء غطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجهه وقال : «ادعوا إليّ خليلي» فرجع عمر فأرسلت فاطمة إلى علي عليه‌السلام ، فلمّا جاء قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فدخل ثمّ تخلل علي بثوبه قالت : قال عليّ : «فحدثني بألف حديث حتّى عرقت وعرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسال عليّ عرقه وسال عليه عرقي» (٥).

السادس والعشرون : محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام فأتاه رجل فسلم عليه ثمّ قال : يا أمير المؤمنين إني أحبك في الله وأحبك في السر كما أحبك في العلانية وأدين الله بولايتك في

__________________

(١) الاختصاص : ٢٨٥.

(٢) الاختصاص : ٢٨٥.

(٣) الاختصاص : ٢٨٥.

(٤) الاختصاص : ٢٨٥.

(٥) الاختصاص : ٢٨٥.

٢٢٣

السر كما أدينه في العلانية ، قال : وبيد أمير المؤمنين عود فتطأطأ به رأسه ، ثمّ نكث بعوده في الأرض ساعة ثمّ رفع رأسه إليه ثمّ قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حدّثني بألف حديث كل حديث ألف باب ، وإن أرواح المؤمنين لتلتقي فتسام ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحق الله لقد كذبت ، فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء» ثمّ دخل عليه آخر فقال : يا أمير المؤمنين إني لأحبك في الله وأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية ، قال : فنكث بعوده الثانية فرفع رأسه إليه فقال : «صدقت ، إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذّ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل من غيرها ، فاذهب فأعدّ للفقر جلبابا فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : والله الفقر إلى شيعتنا أسرع من السيل إلى بطن الوادي» (١).

السابع والعشرون : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد ابن حمدان الصيدلاني قال : حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن هارون قال : أخبرنا خالد الحذّاء عن أبي قلابة عبد الله بن يزيد الجرمي عن ابن عبّاس قال : لما مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أصحابه ثمّ ساق الحديث بخبر وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال في آخره : ثمّ مدّ يده صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليعليه‌السلام فجذبه إليه حتّى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ، فوضع فاه على فيه وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتّى خرجت روحه الطيبة صلوات الله عليه وآله ، فانسل علي عليه‌السلام من تحت ثيابه وقال : «أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه» فارتفعت الاصوات بالبكاء والضجيج ، فقيل : يا أمير المؤمنين ما الذي ناجاك به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أدخلك تحت ثيابه؟ فقال : «علّمني ألف باب ، كل باب يفتح ألف باب كل باب يفتح ألف باب» (٢).

الثامن والعشرون : المفيد عن محمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حمّاد الأنصاري عن الحرب بن حصين عن الأصبغ بن نباته قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام يفتح كل باب ألف باب حتّى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب ، حتّى علمت المذكّرات من النساء والمؤنثين من الرجال» (٣).

التاسع والعشرون : سليم ابن قيس الهلالي في كتابه عن علي عليه‌السلام قال : «إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسرّ إليّ في مرضه الذي مات فيه مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب» (٤).

__________________

(١) بصائر الدرجات ٣٩١ / ٢.

(٢) الاختصاص : ٣١١ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٢٩ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ١٩٧.

(٣) الاختصاص : ٣٠٥.

(٤) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٨٠١ / ٣٠.

٢٢٤

الباب التاسع والعشرون

في قوله لعلي عليهما‌السلام : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومدينة الحكمة وعلي بابها»

من طريق العامّة وفيه ستة عشر حديثا

الأوّل : من مناقب أبي الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي بقراءتي عليه فاقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له : أخبركم أبو محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ الواسطي قال : حدّثنا أبو الحسن الصيرفي قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرّحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال : أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعضد علي عليه‌السلام وقال : «هذا أمير البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ـ ثمّ مدّ بها صوته فقال ـ أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» (١).

الثاني : ابن المغازلي الشافعي أيضا قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا قال : حدّثنا محمّد بن حميد اللخمي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمّار بن عطية قال : حدّثنا عبد السلم بن صالح الهروي قال : حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب» (٢).

الثالث : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي قال : حدّثنا الباغندي محمّد بن محمّد بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن مصفّى قال : حدّثنا حفص بن عمر العدني قال : حدّثنا علي بن عمر عن أبيه عن حذيفة عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها» (٣).

الرابع : ابن المغازلي هذا قال : أخبرنا أبو منصور يزيد بن طاهر بن سيار بن البصري قدم علينا

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ٨٠ / ١٢٣ ، المستدرك على الصحيفي ٣ : ١٢٧ ، تاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧ ، كفاية الطالب : ٢٢١.

(٢) مناقب ابن المغازلي ٨١ / ١٢١ ، تاريخ بغداد ١١ : ٤٨ ـ ٥٠.

(٣) مناقب ابن المغازلي ٨١ / ١٢٢ ، كفاية الطالب : ٢٢٠.

٢٢٥

واسطا قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن واسه قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله ، حدّثنا بكر بن أحمد بن مقبل ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن العبّاس ، حدّثنا عبد السلام بن صالح ، حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليات الباب» (١).

الخامس : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الاصفهاني قدم علينا واسطا إملاء في جامعها في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قال : أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيشابور قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الاصم قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهروي قال : حدّثنا عبد السلم بن صالح قال : حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب» (٢).

السادس : ابن المغازلي قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن أحمد بن الصلت القرشي قال : حدّثنا علي بن محمّد البصري قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن شيبة البزاز قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن زيد المؤدب قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر بن عبد الله بن عثمان بن عبد الرّحمن قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه‌السلام وقال : هذا أمير البررة وقاتل الفجرة ومنصور من نصره ومخذول من خذله ـ ثمّ مدّ بها صوته فقال ـ أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب» (٣).

السابع : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي فيما اذن لي في روايته عنه أنّ أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى حدثهم قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المطلب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنا مدينة العلم [وعليّ بابها] (٤) وأنت

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ٨٢ / ١٢٣ ، تاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧ ، البداية والنهاية : ٧ : ٣٥٨.

(٢) مناقب ابن المغازلي ٨٣ / ١٢٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٦ ، الجامع الصغير للسيوطي ١ : ٣٧٤.

(٣) مناقب ابن المغازلي ٨٤ / ١٢٥ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٢٧ ، ١٢٩ ، تاريخ بغداد ٤ : ٢١٩ ، الجامع الصغير للسيوطي ١ : ٣٦٤.

(٤) لم ترد في المصدر.

٢٢٦

الباب ، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من الباب» (١).

الثامن : موفق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي رحمه‌الله ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سعيد الهروي الشامي الشعراني ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن النيسابوري ، حدّثنا أبو الصلت الهروي ، حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب» (٢).

التاسع : إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أخبرني الشيخ الصالح أحمد بن محمّد بن محمّد القزويني مشافهة بها بروايته عن الإمام أبي القاسم محمّد بن عبد الكريم إجازة ، حدّثنا وأنبأنا الشيخ العدل بهاء الدين محمّد بن يوسف بن محمّد بن يوسف بسماعي عليه بمسجد الربوة ظاهر مدينة دمشق قال : أنبأنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمّد عبد الله بن عمر بن علي بن محمّد بن حمويه الجويني إجازة قالا : ابنا شيخ الشيوخ سعد الدين أبو سعد عبد الواحد بن أبي الحسن علي بن محمّد بن حمويه إجازة ، حدّثنا وأخبرنا الشيخ علي بن محمّد بن أحمد بن حمزة الثعلبي إجازة بروايتهما عن أبي بكر وجيه بن ظاهر بن محمّد الشحامي قال : أنبأنا شيخ الشيوخ أبو سعد قراءة عليه بنيشابور في سلخ شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الحافظ قال : أنبأنا السيد أبو طالب حمزة بن محمّد الجعفري قال : أنبأنا محمّد بن أحمد الحافظ قال : أنبأنا أبو صالح الكراسي ، أنبأنا صالح بن أحمد قال : أنبأنا أبو الصلت الهروي قال : أنبأنا أبو منصور معاوية عن شريك عن سلمة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد بابها فليأت عليّا» (٣).

العاشر : ومن الجزء الأول من كتاب الفردوس في باب الألف عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب»(٤).

الحادي عشر : صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال : روى المبارك بن سرور قال: حدّثني القاضي أبو عبد الله محمّد بن علي الحلبي عن أبيه قال : أخبرنا أبو محمّد بن الحسن

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ٨٥ / ١٢٦ ، ينابيع المودّة.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٤٠.

(٣) فرائد السمطين ١ : ٩٨ / ٦٧ ، تذكرة الحفاظ ٤ : ٢٨.

(٤) الفردوس بمأثور الخطاب ١ : ٤٤ / ١٠٦ ، تهذيب تاريخ دمشق ٣ : ٣٨ ، تاريخ بغداد ٢ : ٣٧٧.

٢٢٧

ابن أحمد بن موسى الفندجاني عن أبي الفتح هلال بن محمّد الحفار عن إسماعيل بن علي بن رزين قال : حدّثنا أخي دعبل بن علي بن سعيد بن الحجاج عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت إلى الباب ـ ثمّ قال ـ يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت الباب ، كذب الذي زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من الباب» (١).

الثاني عشر : ابن شاذان من طريق العامّة بحذف الإسناد عن سعيد بن جنادة يذكر أنه سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «علي بن أبي طالب سيد العرب ـ فقال ـ أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، من أحبه وتولاه أحبه الله وهداه ومن أبغضه وعاداه أصمه الله وأعماه ، عليّ حقه كحقي وطاعته كطاعتي غير أنه لا نبي بعدي ، من فارقه فقد فارقني ومن فارقني فارق الله تعالى ، أنا مدينة الحكمة وهي الجنّة وعلي بابها ، فكيف يهتدي المهتدي الى الجنّة إلّا من بابها؟ عليّ خير البشر من أبى فقد كفر» (٢).

الثالث عشر : إبراهيم بن محمّد الحمويني قال : أخبرنا الشيخان الخطيب عبد الله بن أبي السعادات المعري النابصري بقراءتي عليه بجامع المنصور بباب البصرة غربي دجلة مدينة السلم والعدل ، الزاهد الفاضل محمّد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ بقراءتي عليه بالخان الجديد بباب السور غربي دجلة قلت لكل واحد منهما : أخبرك شيخ الاسلام شهاب الحق والدين عمر بن محمّد السهروردي إجازة قال: أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان المعروف بابن البطي قال : أنبأنا الشيخ أبو الفضل حمد بن أحمد الاصبهاني قال : أنبأ الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد الحمال بن ابن مسعود نبّأ سهل بن عبد ربه نبّأ عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عبّاس قال : كنّا نتحدث أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلى علي صلوات الله عليه وآله سبعين عهدا لم يعهده إلى غيره صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

الرابع عشر : الحمويني هذا : أنبأني أبو الفضل بن أبي الثناء الحنفي الموصلي عن الشيخ أبي محمّد ابن أبي القاسم الحربي إجازة عن محمّد بن ناصر بن أبي الفضل السلامي إذنا قال : أنبأنا محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شارة قال : أنبأنا الصالح السعيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي إجازة بجميع مسموعاته ، أنبأنا الشيخان أبو عليّ الحسن بن

__________________

(١) العمدة : ٢٩٤.

(٢) مائة منقبة : ١٧٠ ، أمالي الطوسي ٢ : ٤٥ / ٢١.

(٣) فرائد السمطين ١ : ٣٦٠ / ٢٨٦ ، حلية الأولياء ١ : ٦٨ ، كفاية الطالب : ٢٩١ ، تاريخ أصفهان ٢ : ٢٥٥ ضمن ترجمة محمد بن حماد.

٢٢٨

أحمد الحداد وأبو الفضل حمد بن أحمد سماعا قالا : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق قال : أخبرت عن عمر بن حميد ، أنبأنا هارون بن المغيرة ، أنبأنا عمرو بن أبي قيس عن ميسرة بن حبيب النهدمي عن منهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : كنّا نتحدث معشر أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ثمانين عهدا لم يعهده إلى غيره (١).

الخامس عشر : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب ـ وقوله فيه : خازن علمي» (٢).

السادس عشر : موفق بن أحمد يرفعه إلى عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها» (٣).

__________________

(١) فرائد السمطين ١ : ٣٦١ / ٢٨٧.

(٢) شرح نهج البلاغة ٩ : ١٦٥.

(٣) مناقب ابن الخوارزمي ٨٢ / ٦٩.

٢٢٩

الباب الثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومدينة الحكمة وعلي بابها»

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث

الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني رضي الله عنهم قالوا ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن أبي السري قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباته قال : قال علي عليه‌السلام للحسن عليه‌السلام : «يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش بعدي فيقولون : إن الحسن لا يحسن شيئا ، قال الحسن : يا أبة كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ قال له : بأبي وأمّي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني» فصعد عليه‌السلام المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله صلاة موجزة ثمّ قال : «أيها الناس سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلّا من بابها؟» ثمّ نزل فوثب إليه علي عليه‌السلام فتحمله وضمه إلى صدره ثمّ قال للحسين عليه‌السلام : «يا بني قم فاصعد وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا ، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك» فصعد المنبر عليه‌السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلاة واحدة موجزة ثمّ قال : «معاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن عليّا مدينة هدى فمن دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك» فوثب إليه علي عليه‌السلام وضمه إلى صدره فقبله ثمّ قال : «معاشر الناس اشهدوا انهما فرخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ووديعته التي استودعنيها أستودعكموها معاشر الناس ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سائلكم عنهما» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن القاسم بن يحيى عن جدي الحسن بن راشد عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلّا من بابها؟» ورواه الشيخ المفيد بالاسناد عن الأصبغ بن نباتة والحديث يأتي

__________________

(١) الاختصاص : ٢٣٨ ، نور البراهين : ٢ / ١٥٥.

٢٣٠

بطوله عن قريب إن شاء الله (١).

الثالث : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر علي بن الحسين عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وهي الجنّة وأنت يا علي بابها ، فكيف يهتدي إلى الجنّة ولا يهتدي إليها من بابها؟» (٢).

الرابع : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضال قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن محمّد الغراد الكبير ببغداد سنة عشر وثلاثمائة قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمرو بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال : «قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة العلم وأنت الباب ، وكذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب» (٣).

الخامس : الشيخ المفيد في أماليه قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعاني قال : حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن سعيد بن زكريّا بن كنانة قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحرسي قال : حدّثنا نصر بن حمّاد قال : حدّثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن جبرائيل عليه‌السلام نزل عليّ وقال : إن الله يأمرك بتفضيل علي بن أبي طالب عليه‌السلام خطيبا على أصحابك ليبلّغوا من بعدهم ذلك عنك ، ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره ، والله يوحي إليك يا محمّد أن من خالفك في أمره فله النار ومن أطاعك فله الجنّة ، فأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا فنادى : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس وخرج حتّى رقى على المنبر فكان أول ما تكلم به : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثمّ قال : يا أيها الناس أنا البشير النذير وأنا النبيّ الامّي ، إني مبلّغكم عن الله جل اسمه في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتجبه الله من هذه الامّة واصطفاه وهداه وتولاه وخلقني وإياه وفضلني بالرسالة وفضله بالتبليغ عني وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعلني خازن العلم وجعله المقتبس منه الأحكام وخصه بالوصية ومن أمره

__________________

(١) أمالي الصدوق ٦٥٥ / ٨٩١ ، صفات الشيعة ٥٥ / ١٧ ، بشارة المصطفى : ١٨٠.

(٢) أمالي الطوسي ٣٠٩ / ٦٢٢ (بتفاوت يسير).

(٣) أمالي الطوسي ٥٧٧ / ١١٩٤.

٢٣١

وخوفه من عداوته وازلف من والاه وغفر لشيعته ، وأمر الناس جميعا بطاعته ، وإنه عزوجل يقول : من عاداه عاداني ومن والاه والاني ، ومن نصبه نصبني ومن خالفه خالفني ومن عصاه عصاني ومن آذاه آذاني ومن أبغضه أبغضني ومن أحبه أحبني ومن أراده أرادني ومن كاده كادني ومن نصره نصرني ، يا أيّها الناس اسمعوا ما آمركم به وأطيعوه فإني أخوّفكم عقاب الله يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه.

ثمّ أخذ بيد أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : معاشر الناس ، هذا مولى المؤمنين وحجّة الله على الخلق أجمعين والمجاهد للكافرين اللهمّ إني بلّغت وهم عبادك وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين واستغفر الله لي ولكم ، ثمّ نزل عن المنبر فأتاه جبرائيل عليه‌السلام وقال : يا محمّد إنّ الله عزوجل يقرئك السلام ويقول : جزاك عن تبليغك خيرا ، فقد بلغت رسالة ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين ، يا محمّد إن ابن عمّك مبتلى ومبتلى به ، قل في كل أوقاتك : الحمد لله رب العالمين ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» (١).

السادس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حورية الجندي السابوري من أصل كتابه قال : حدّثنا علي بن منصور الترجماني قال : أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال : حدّثنا شريك بن عبد الله النخعي القاضي عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الاودي أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار ولقد سمعت عدة من أصاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم حذيفة بن اليمان وكعب بن غرة يقول كلّ رجل منهم : لقد أعطي عليّ ما لم يعطه بشر ، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين فمن رأى مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين ، فمن أيها الناس مثلهما؟ ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حموه وهو وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهله وأزواجه، وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه ، وهو صاحب باب خيبر ، وهو صاحب الراية يوم خيبر ، وتفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما من بعد ولا وجد حرا ولا قرا بعد يوم ذلك، وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله باسمه وألزم امته ولايته وعرفهم بخطره وبيّن لهم مكانه فقال : «أيها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم»؟ قالوا : الله ورسوله قال : «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» وهو صاحب العباء من أذهب الله عزوجل

__________________

(١) أمالي المفيد ٣٤٧ / ٢.

٢٣٢

[عنه] الرجس وطهره تطهيرا ، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهمّ ايتني بأحب خلقك إليك وإليّ» فجاء علي عليه‌السلام فأكل معه ، وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيلعليه‌السلام ، على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سار أبو بكر بالسورة ، فقال له : يا محمّد انه لا يبلّغها إلّا أنت وعلي ، إنه منك وأنت منه فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه في حياته وبعد وفاته ، وهو [باب] علم رسول الله ومن قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله فقال (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (١) وهو مفرج الكرب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحروب ، وهو أول من آمن برسول الله وصدقه واتبعه ، وهو أول من صلى فمن اعظم فرية على الله وعلى رسوله ممن قاس به أحدا أو شبه به بشرا (٢).

السابع : ابن بابويه قال : حدّثني علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام: «يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك من سريرتي وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي ، سعد من أطاعك وشقى من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة» (٣).

__________________

(١) البقرة : ١٨٩.

(٢) أمالي الطوسي ٥٥٨ / ١١٧٢.

(٣) أمالي الصدوق ٣٤٢ / ٤٠٨ ، كمال الدين وتمام النعمة ٢٤١ / ٦٥ ، بحار الأنوار ٢٣ : ١٢٥ / ٥٣.

٢٣٣

الباب الحادي والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها»

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهل النحوي إذنا عن أبي طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، حدّثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الازدي ، حدّثنا رباح ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل قالا : حدّثنا أبو الغنى الحسن بن علي ، حدّثنا عبد الوهاب بن همام ، حدّثني أبي عن أبيه عن سعيد بن جبر عن عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها» (١).

الباب الثاني والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها»

من طريق الخاصة وفيه حديثان

الأوّل : الشيخ الطوسي في كتاب مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا عبد الزاق بن سليمان بن غالب الازدي بارتاج ومحمّد بن سعيد بن شرحبيل البرجي بحمص قال : حدّثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عبد الغني الازدي بعمارة قال : حدّثنا عبد الوهاب بن همام الحميري قال : حدّثني أبي همام بن نافع عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عبّاس عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها فمن أراد الجنّة فلياتها من بابها» (٢).

الثاني : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا أبو منصور اليشكري قال : حدّثني جدي عليّ بن عمر قال : حدّثنا إسحاق بن مروان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا حمّاد بن كثير السراج عن أبي خالد عن سعد ابن طريف عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا مدينة الجنّة وأنت بابها يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها» (٣).

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ٨٦ / ١٢٧.

(٢) أمالي الطوسي ٥٧٧ / ١١٩٣.

(٣) أمالي الطوسي ٣٠٩ / ٦٢٢.

٢٣٤

الباب الثالث والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها»

من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث

الأوّل : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان البغدادي قدم علينا واسطا قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن لؤلؤ إذنا قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة قال : حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا أبو جعفر الكوفي عن محمّد بن الطفيل عن أبي عبد الله معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأت الباب» (١).

الثاني : من كتاب مناقب الصحابة للسمعاني قال عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها» (٢).

الثالث : إبراهيم بن محمّد الحمويني من علماء العامّة قال : أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو بن الموفق بقراءتي عليه قال أنبأ شيخ الإسلام سعد الحق والدين محمّد بن المؤيد الحمويني قدس الله روحه إجازة قال : أنبأنا شيخ الإسلام نجم الدين أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد الله الجيوقي إجازة ان لم يكن سماعا قال : أنبأنا محمّد بن عمر بن علي الطوسي سماعا عليه بقراءتي عليه بنيسابور قال : أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن الفضل السقائي ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن طلحة الحنابلي ، أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن الدمشقي ، أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم القاضي ، أنبأنا أبو عبد الله بن محمّد القاضي الكوفي، أنبأنا إسماعيل بن موسى الفراوى ، أنبأنا محمّد بن عمرو الرومي عن شريك عن سلمة بن كميل الصّناعي قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا دار الحكمة وعلي بابها» (٣).

الرابع : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إجازة قال : حدّثنا الباغندي محمّد بن محمّد ابن سليمان قال : حدّثنا سويد عن شريك عن سلمة بن كهيل الصالحي عن علي عليه‌السلام عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنا دار الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها» (٤).

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي ٨٦ / ١٢٨ ، حلية الأولياء ١ : ٦٤.

(٢) كنز العمال : ١١ / ٦٠٠ ح ٣٢٨٨٩ ، فتح الملك العلي : ٤٥.

(٣) فرائد السمطين ١ : ٩٩ / ٦٨ ، دمشق.

(٤) مناقب ابن المغازلي ٨٧ / ١٢٩.

٢٣٥

الباب الرابع والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الحكمة وعلي بابها» «أنا دار الحكمة وعلي مفتاحها»

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث

الأوّل : ابن بابويه قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جدّه ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمّد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعيد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : «يا عليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب» (١).

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد قال : حدّثنا أحمد بن حمّاد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا مدينة الحكمة وهي الجنّة وأنت يا علي بابها ، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنّة ولا يهتدي إليها إلّا من بابها؟» (٢).

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن ظهير قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم أفضل أعياد امتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا».

ثمّ قال عليه‌السلام : «معاشر الناس أنا من علي وعلي مني ، خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين وزوج سيدة نساء العالمين وأبو الأئمة المهديين ، معاشر الناس من أحب عليّا

__________________

(١) أمالي الصدوق ٣٤٢ / ٨٠٤.

(٢) أمالي الصدوق ٤٧٢ / ٦٣٢ ، أمالي الطوسي ٤٣١ / ٩٦٤ ، بحار الأنوار ٤٠ : ٢٠٠ / ٢.

٢٣٦

أحببته ، ومن أبغض عليّا أبغضته ، ومن وصل عليّا وصلته ومن قطع عليّا قطعته ، ومن جفا عليّا جفوته ومن والى عليّا وأليته ومن عادى عليّا عاديته ، معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلّا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليّا ، معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليّا لأمتي في الأرض حتى نوه باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته» (١).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن متيل الدقاق قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : «قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان ذات يوم في منزل أمّ إبراهيم وعنده نفر من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلمّا بصر به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا معشر الناس أقبل إليكم خير الناس بعدي وهو مولاكم ، طاعته مفروضة كطاعتي ومعصيته محرمة كمعصيتي ، معاشر الناس أنا دار الحكمة وعلى مفتاحها ولن يوصل إلى الدار إلّا بالمفتاح ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليّا»(٢).

الخامس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصياحي وعلي بن أحمد بن مروان بن قيس المنقري بسر من رأى وأبو ذر محمّد بن أحمد بن سليمان الباغنداني بن أبي همام قال : أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرّحمن بن تهمان عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه‌الله : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : «هذا أمير البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ، ثمّ رفع بها صوته وقال : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب» (٣).

__________________

(١) أمالي الصدوق ١٨٨ / ١٩٧ ، بحار الأنوار ٣٧ : ١٠٩ / ٢.

(٢) أمالي الصدوق ٤٣٤ / ٥٧٤ ، بحار الأنوار ٣٨ : ١٠٢ / ٢٤.

(٣) أمالي الطوسي ٤٨٣ / ١٠٥٥.

٢٣٧

الباب الخامس والثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سلوني قبل أن تفقدوني»

من طريق العامّة وفيه سبعة أحاديث

الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل : قال روى بعضهم عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنه قال : كان علي عليه‌السلام يعرف ألف شيء ، وأراه ذكر في هذا الحديث : وكل جماعة كانت في الأرض أو تكون في الأرض ومن كلّ قرية كانت أو تكون في الأرض قال : وقد روي عن علي عليه‌السلام أنه قال على المنبر : «سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله وما من آية إلّا وأعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض ، وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلّا وقد علمت كسبها ومن يقتل فيها» وروي عنه من نحو هذا كثيرا (١).

الثاني : ومن مسند أحمد بن حنبل أيضا قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدّثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد قال رواه عن سعيد قال : لم يكن أحد من أصحاب النبيّ يقول : سلوني ، إلّا علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

الثالث : موفق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، حدّثني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : ما كان في أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد يقول : سلوني ، غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٣).

الرابع : موفق بن أحمد من العامّة بإسناده السابق عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو محمّد أحمد بن عبد الله المزني إملاء ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن حرب ، حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدّثنا يحيى بن عبد الله العلوي خال جعفر بن محمّد ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا نوح بن قيس

__________________

(١) مسند أحمد ١ : ٨٣ ط. مصر ، والبحار : ٣٩ / ٣٤٦.

(٢) فضائل الصحابة لأحمد : ٢ / ٦٤٦ ح ١٠٩٨ ، والاستيعاب ٣ / ١١٠٣ ، ومناقب الخوارزمي : ٩١.

(٣) مناقب الخوارزمي ٩١ / ٨٣.

٢٣٨

عن الأعمش عن عمر بن مرّة عن أبي سعيد البحتري : رأيت عليّا كرم الله وجهه وقد صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متقلدا بسيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله معتما بعمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي إصبعه خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقعد على المنبر فكشف عن بطنه وقال : «سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، هذا ما زقني رسول الله زقا من غير وحي اوحي إليّ ، فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الله التوراة والإنجيل فتقول : صدق علي ، قد أفتاكم بما أنزل فيّ وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون» ورواه إبراهيم بن محمّد الحمويني العامي في كتاب فرائد السمطين بالسند والمتن(١).

الخامس : إبراهيم بن محمّد الحمويني هذا بإسناده المتصل إلى السبيعي قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن محمّد العلوي عن الحسين بن الحكم ، أنبأنا إسماعيل بن صبيح ، أنبأنا أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة ـ يقول : ثنيت ـ فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعرف آية تسوقه إلى جنّة أو تقوده إلى نار» فقام رجل فقال : فأنت أي شيء نزل عليك؟ فقال عليّ صلوات الله عليه وآله : «(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بينة من ربه ، ويتلوه أنا شاهد منه» (٢).

السادس : من طريق العامّة أيضا روي عن علي عليه‌السلام أنه قال على المنبر : «سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، وما من آية إلّا وأعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض ، وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلّا وقد علمت كبشها ومن يقتل فيها» قال وقد روي من نحو هذا كثير من صحيح مسلم (٣).

السابع : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء : سلوني ، غير علي بن أبي طالب عليه‌السلام ذكر ذلك ابن عبد البرّ المحدّث في كتاب الاستيعاب (٤).

__________________

(١) مناقب الخوارزمي ٩١ / ٨٥ ، فرائد السمطين ١ : ٣٤٠ / ٢٦٣.

(٢) فرائد السمطين ١ : ٣٤١ / ٢٦٣.

(٣) صحيح مسلم : ٥ / ١٨١ كتاب الجهاد ، والعمدة ٣٣٦.

(٤) شرح النهج : ١٣ / ١٠٦ ، والاستيعاب : ٣ / ١١٠٣ ترجمة الأمير.

٢٣٩

الباب السادس والثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سلوني قبل أن تفقدوني»

من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث

الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمّد بن أحمد السناني رحمه‌الله قالوا ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثني محمّد بن السري قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن سعد بن طريف الكناني عن الأصبغ بن نباته قال : لما جلس علي عليه‌السلام في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لابسا بردة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، منتعلا نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، متقلدا سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فصعد المنبر فجلس عليه متمكنا ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثمّ قال: «يا معاشر الناس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، وهذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هذا ما زقني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله زقا زقا ، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين ، أما والله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى ينطق التوراة فيقول : صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ ، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق [الإنجيل فيقول : صدق عليّ ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل الله ، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق] القرآن فيقول : صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا ، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟ ولو لا آية في كتاب الله لأخبرتك بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة وهي هذه الآية : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (١).

ثمّ قال : سلوني قبل أن تفقدوني فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل انزلت أو في نهار انزلت ، مكيّها ومدنيها ، سفريها وحضريها ، ناسخها ومنسوخها ، محكمها ومتشابهها ، تأويلها وتنزيلها لأخبرتكم».

فقام إليه رجل يقال له دعلب وكان ذرب اللسان ، بليغا في الخطب ، شجاع القلب فقال : لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنّه اليوم لكم في مسألتي إياه فقال : يا أمير المؤمنين ، هل

__________________

(١) الرعد : ٣٩.

٢٤٠