غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

الخبر العاشر : «ادعوا لي سيّد العرب عليّا» ، فقالت عائشة ألست سيّد العرب؟

فقال : «أنا سيّد ولد آدم وعليّ سيّد العرب».

فلمّا جاء أرسل إلى الأنصار فاتوه ، فقال : «يا معشر الأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبدا»؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : «هذا عليّ فأحبّوه بحبّي وأكرموه بكرامتي» ، ثمّ قال : «جبرائيل أمرني بالّذي قلت لكم عن الله عزوجل». رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء. (١)

الخبر الحادي عشر : «مرحبا بسيّد المؤمنين وإمام المتّقين» فقيل لعليّ كيف شكرك فقال : «أحمد الله على ما أتاني وأسأله الشكر على ما أولاني وأن يزيدني ممّا أعطاني» ذكره صاحب الحلية أيضا(٢).

الخبر الثاني عشر : «من سرّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنّة عدن التي غرسها الله فليوال عليّا من بعدي وليوال وليّه وليقتدي بالأئمّة من بعدي فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي فرزقوا علما وفهما فويل للمكذّبين من أمّتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي» ذكره صاحب الحلية أيضا(٣).

الخبر الثالث عشر : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خالد بن الوليد في سرّية وبعث عليّا عليه‌السلام في سرّية أخرى وكلاهما إلى اليمن وقال : «إن اجتمعتما فعليّ على الناس وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده» فاجتمعا وأغارا وسبيا نساء وأخذا أموالا وقتلا ناسا فأخذ عليّ عليه‌السلام جارية فاختصّها لنفسه فقال خالد لأربعة من المسلمين منهم بريدة الأسلمي استبقوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاذكروا له كذا واذكروا له كذا لأمور عددها على عليّ عليه‌السلام فسبقوا إليه فجاء واحد من جانبه فقال إنّ عليّا فعل كذا فأعرض عنه فجاء الآخر من الجانب الآخر فقال إنّ عليّا فعل كذا فأعرض عنه فجاء بريدة الأسلمي فقال : يا رسول الله إنّ عليّا فعل كذا وأخذ جارية لنفسه ، فغضب صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى احمرّ وجهه وقال : «ادعوا لي عليّا» يكررها : «إنّ عليّا منّي وأنا من عليّ وإنّ حظه في الخمس أكثر ممّا أخذ وهو وليّ كل مؤمن بعدي» رواه أبو عبد الله أحمد في المسند غير مرّة ورواه في كتاب فضائل عليّ ورواه أكثر المحدّثين (٤).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٠.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٠.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٠.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٠.

١٤١

الخبر الرابع عشر : «كنت أنّا وعليّ نورا بين يدي الله عزوجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور فيه وجعله جزءين فجزء أنا وجزء عليّ» رواه أحمد في المسند وفي كتاب فضائل عليّ بن أبي طالب وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه : «ثمّ انتقلنا حتّى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوّة ولعليّ الوصيّة» (١).

الخبر الخامس عشر : «النظر إلى وجهك يا عليّ عبادة أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة من أحبّك أحبّني وحبيبي حبيب الله وعدوّك عدوّي وعدوّي عدو الله الويل لمن أبغضك» رواه أحمد في المسند قال وكان ابن عباس يفسّره فيقول إن من ينظر إليه يقول سبحان الله ما أعلم هذا الفتى سبحان الله ما أشجع هذا الفتى سبحان الله ما أفصح هذا الفتى (٢).

الخبر السادس عشر : لمّا كان ليلة بدر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من يستقي لنا ماء فأحجم الناس فقام عليّ فاحتضن قربة ثمّ أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل واسرافيل أن تأهبوا النصرة محمّد وأخيه وحزبه فهبطوا من السماء لهم لغطة تذهل من يسمعه فلمّا جاءوا إليه سلّموا عليه من عند آخرهم إكراما له وإجلالا رواه أحمد رضي الله عنه في كتاب فضائل عليّ عليه‌السلام وزاد فيه في طريق آخر عن أنس بن مالك «لتؤتين يا عليّ يوم القيامة بناقة من نوق الجنّة فتركبها وركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي حتّى تدخل الجنّة» (٣).

الخبر السابع عشر : خطب صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس يوم جمعة فقال : «أيّها الناس قدّموا قريشا ولا تتقدّموها وتعلّموا منها ولا تعلّموها قوّة رجل من قريش تعدل قوّة رجلين من غيرهم أيّها الناس أوصيكم بحبّ ذي قرباها أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق من أحبّه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني عذّبه الله بالنار» رواه أحمد رضي الله عنه في كتاب فضائل عليّعليه‌السلام(٤).

الخبر الثامن عشر : «الصدّيقون ثلاثة حبيب بن النجار الّذي جاء من أقصى المدينة يسعى ومؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم» رواه أحمد في كتاب فضائل عليّعليه‌السلام (٥).

الخبر التاسع عشر : «أعطيت في عليّ خمسا هنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها أمّا واحدة فهو بمكاني (٦) بين يدي الله عزوجل حتّى يفرغ من حساب الخلائق وأمّا الثانية فلواء الحمد بيده آدم

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧١.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧١.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٢.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٢.

(٥) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٢.

(٦) في المصدر : فهو كاب.

١٤٢

ومن ولد تحته ، وأمّا الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمّتي ، وأمّا الرابعة فساتر عورتي ومسلّمني إلى ربّي وأمّا الخامسة فإنّي لست أخشى عليه أن يعود كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان» رواه أحمد في كتاب الفضائل (١).

الخبر العشرون : كانت لجماعة من الصحابة أبواب شارعة في مسجد الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالعليه‌السلام يوما : «سدّوا كلّ باب في المسجد إلّا باب عليّ فسدت» فقال في ذلك قومه حتّى بلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقام فيهم [فقال] : «إنّ قوما قالوا في سدّ الأبواب وتركي باب عليّ إنّي ما سددت ولا فتحت ولكنّي أمرت بأمر فاتّبعته» رواه أحمد في المسند مرارا وفي كتاب الفضائل (٢).

الخبر الحادي والعشرون : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا في غزوة الطائف فانتجاه وأطال نجواه حتّى كره قوم من الصّحابة ذلك فقال قائل منهم لقد أطال اليوم نجوى ابن عمّه فبلغه صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك فجمع منهم قوما ثمّ قال : «إنّ قائلا قال لقد أطال اليوم نجوى ابن عمّه أما إنّي ما انتجيته ولكن الله انتجاه» رواه أحمد في المسند (٣).

الخبر الثاني والعشرون : «أخصّمك يا عليّ بالنبوّة فلا نبوّة بعدي وتخصم الناس بسبع لا يجادل فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسّوية وأعدلهم في الرّعية وأبصرهم بالقضيّة وأعظمهم عند الله مزيّة» رواه أبو نعيم الحافظ في حليّة الأولياء (٤).

الخبر الثالث والعشرون : قالت يعني فاطمة : «زوّجتني فقيرا لا مال له».

فقال : «زوّجتك أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما ألا تعلمين أنّ الله اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ثمّ اطلع إليها ثانية فاختار منها بعلك» رواه أحمد في المسند (٥).

الخبر الرابع والعشرون : لمّا أنزل (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) بعد انصرافه عليه‌السلام من غزوة حنين جعل يكثر من سبحان الله واستغفر الله ثمّ قال : «يا عليّ إنّه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا وإنّه ليس أحد أحقّ منك بمقامي لقدمك في الإسلام وقربك منّي وصهرك وعندك سيّدة نساء العالمين وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب عندي حين نزل القرآن فأنا حريص على أن أراعي ذلك لولده» رواه أبو إسحاق الثّعلبي في تفسير القرآن (٦).

ثمّ قال ابن أبي الحديد عقيب هذه الأخبار وأعلم أنّا إنّما ذكرناه هذه الأخبار هاهنا لأنّ كثيرا من

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٢.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٣.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٣.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٣.

(٥) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٤.

(٦) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٤.

١٤٣

المنحرفين عنه عليه‌السلام إذا مرّوا على كلامه في نهج البلاغة وغيره المتضمّن التحدّث بنعمة الله عليه من اختصاص الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وتمييزه إيّاه عن غيره ينسبونه إلى التيه والزّهو والفخر ، ولقد سبقهم بذلك قوم من الصّحابة قيل لعمر رضي الله عنه : ولّ عليّا أمر الجيش والحرب ، فقال : هو أتيه من ذلك ، وقال زيد ابن ثابت : ما رأينا أزهى من عليّ وأسامة. فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند شرح قوله عليه‌السلام : نحن الشعار والأصحاب ونحن الخزنة والأبواب ، أن ننبه على عظم منزلته عند الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّ من قيل في حقّه ما قيل لو رقى إلى السماء وعرج في الهواء وفخر على الملائكة والأنبياء تعظما وتبجّحا لم يكن ملوما بل كان بذلك جديرا فكيف وهو عليه‌السلام لم يسلك قط مسلك التعظيم والتكبير في شيء من أقواله وأفعاله وكان ألطف البشر خلقا وأكرمهم طبعا وأشدّهم تواضعا وأكثرهم احتمالا وأحسنهم بشرا وأطلقهم وجها حتّى نسبه من نسبه إلى الدّعابة والمزاح وهما خلقان ينافيان التكبّر والاستطالة ، وإنّما كان يذكر أحيانا ما يذكر من هذا النّوع نفثة مصدور وشكوى مكروب وتنفس مهموم ولا يقصد به إذا ذكره إلّا شكر النعمة وتنبيه الغافل على ما خصّه الله به من الفضيلة فإنّ ذلك من باب الأمر بالمعروف ، والحضّ على اعتقاد الحق والصواب في أمره ، والنهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل ، فقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (١).

وقال ابن أبي الحديد في موضع من الشّرح : وأمّا فضائله عليه‌السلام فإنّها قد بلغت من العظم والانتشار مبلغا يسمج معه التعرّض لذكرها والتصدّي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى ابن خاقان وزير المتوكّل والمعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزّاهر الّذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أنّي حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثّناء عليك إلى الدّعاء لك ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك.

فما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل ولا يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنّه استولى بنو أميّة على سلطان الإسلام في مشرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريض عليه ووضع المعايب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمّن له فضيلة أو ترفع له ذكرا حتّى حظروا أن يسمّى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلّا رفعة وسموّا ، وكان كالمسك كلّما ستر انتشر

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٧٤ ، والآية في سورة يونس : ٣٥.

١٤٤

عرفه وكلّما كتم تضوّع نشره ، وكالشمس لا تستر بالرّاح وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أخرى ، وما أقول في رجل تعزى إليه كلّ فضيلة وتنتمي إليه كل فرقة وتتجاذبه كلّ طائفة فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها كلّ من برع فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتدى ، وقد عرفت أنّ أشرف العلوم هو العلم الإلهيّ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم ومعلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف العلوم ومن كلامه عليه‌السلام اقتبس وعنه نقل وإليه انتهي ومنه ابتدأ ، فإنّ المعتزلة الّذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر ومنهم تعلّم الناس هذا الفنّ تلامذته وأصحابه لأنّ كبيرهم وأصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه عليه‌السلام ثمّ ساق ابن أبي الحديد كلامه برجوع علماء أهل الإسلام وفقهائهم إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام (١).

وقد أنصف الشافعي محمّد بن إدريس إذ قيل له ما تقول في عليّ فقال وما ذا أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا وأخفت أعداؤه فضائله حسدا وشاع من بين ذين ما ملاء الخافقين. (٢)

كتاب ابن مردويه قال نافع بن الأزرق لعبد الله بن عمر إنّي أبغض عليّا فقال أبغضك الله أتبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها. (٣)

أقول : نافع بن الأزرق هو مولى عمر بن الخطاب خارجي وعبد الله بن عمر مخالف لأمير المؤمنينعليه‌السلام ناصبي.

السادس : أبو المؤيّد موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن عليّ بن الحسين الغزنوي بمدينة السلام في داره سلخ ربيع الأوّل من سنّة أربع وأربعين وخمسمائة ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السّمرقندي ، أخبرنا [أبو] القاسم [إسماعيل] بن مسعدة الاسماعيلي في شعبان من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف البهميّ الرّجل الصّالح ، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ابن عبد الله ابن محمّد الحافظ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن عفير بن حمّاد بن زياد العطّار بمصر ، حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن عدي بن زريق بن إسماعيل الكوفي التيمي ، حدّثنا حرب (٤) بن عبد الحميد الضبي ، حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش ثمّ ساق الحديث حديث الأعمش مع أبي جعفر المنصور العبّاسي والحديث مذكور في كتب الخاصّة والعامّة قال المنصور يا سليمان ألّا أخبرتني

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٦.

(٢) راجع وقائع الأيام للخياباني : ٣ / ٤٧٤ ، وحلية الأبرار : ٢ / ١٣٦.

(٣) راجع المصنف لابن أبي شيبة : ٧ / ٥٠٥.

(٤) في المصدر : جرير.

١٤٥

كم من حديث ترويه في فضائل عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصهر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وزوج حبيبته.

قلت : يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال : كم؟

قلت : يسيرا يا أمير المؤمنين.

قال : ويحك كم تحفظ؟

قلت : عشرة آلاف حديث أو ألف حديث فلمّا قلت أو ألف حديث استقلّها فقال ويحك يا سليمان بل هي عشرة آلاف كما قلت أوّلا وساق الحديث بطوله (١).

__________________

(١) المناقب : ٢٨٤ / ح ٢٧٩.

١٤٦

الباب العشرون

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام

من طريق الخاصّة وفيه ستّة أحاديث

الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال : حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الاوزاعي عن يحيى [بن] أبي كثير [عن] عبد الله بن مرّة عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض أعطى الله عليّا من الفضل جزء لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم واعطاه من الفهم جزء لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق يحيى وزهده بزهد أيّوب وسخاءه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود وقوّته بقوّة داود له اسم مكتوب على كلّ حجاب في الجنّة بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي عليّ محمود عند الحق مزكي عند الملائكة وخاصّتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربّي فسألت ربّي أن لا يقبضه قبلي وسألته أن يقبضه شهيدا دخلت الجنّة فرأيت حور عليّ أكثر من ورق الشجر وقصور عليّ بعدد البشر ، عليّ منّي وأنا من علي من تولّى عليّا فقد تولّاني حبّ عليّ نعمة واتّباعه فضيلة دانت به الملائكة وحفّت به الملائكة (١) الصّالحون لم يمش على الأرض ماش بعدي إلّا كان هو أكرم منه عزّا وفخرا ومنهاجا ، لم يكن قط عجولا ولا مسترسلا لفساد ولا منعقدا حملته الأرض فأكرمته لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه ولم ينزل منزلا إلّا كان مأمونا أنزل الله عليه الحكمة وردّاه بالفهم تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه ، فزيّن الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعزّ به الأجناد مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور ، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظّلمة ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت ، وصفه الله تعالى في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى منازله فهو الكريم حيّا والشهيد ميّتا» (٢).

__________________

(١) في المصدر : الجن.

(٢) أمالي الصدوق : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٧.

١٤٧

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن موسى رضي الله عنه قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا عبد الرّحيم بن عليّ بن سعيد الجبلي قال : حدّثنا الحسن بن نصر الخزاز قال : حدّثنا عمر بن طلحة عن اسباط بن نصر عن سمّاك بن حرب عن سعيد بن جبير قال : أتيت عبد الله بن عبّاس فقلت له : يا ابن عمّ رسول الله إنّي جئتك أسألك عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام واختلاف الناس فيه ، فقال ابن عبّاس : يا ابن جبير جئتني تسألني عن خير خلق الله من الأمّة بعد محمّد نبي الله ، جئتني تسألني عن رجل كانت له ثلاثة آلاف منقبة في ليلة واحدة ، وهي ليلة القربة ، يا ابن جبير جئتني تسألني عن وصيّ رسول الله ووزيره وخليفته وصاحب حوضه ولوائه وشفاعته ، والّذي نفس ابن عبّاس بيده لو كانت بحار الدنيا مدادا وأشجارها أقلاما وأهلها كتابا فكتبوا مناقب عليّ بن أبي طالب وفضائله من يوم خلق الله عزوجل الدنيا إلى أن يفنيها ما بلغوا معشار ما أتاه الله تبارك وتعالى. (١)

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم ابن إسحاق قال : حدّثني عبد العزيز بن يحيى البصري عن يحيى البصري قال : حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري عن محمّد بن عمارة عن أبيه عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن آبائه الصّادقين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله تبارك وتعالى جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها إلّا الله فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ولو وافى يوم القيامة بذنوب الثّقلين ، ومن كتب فضيلة من فضائل عليّ بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذّنوب الّتي اكتسبها بالنظر».

ثمّ قال رسول الله عليه‌السلام : «النّظر إلى عليّ ابن أبي طالب عباده وذكره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه» (٢).

الرابع : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمد بن محمّد عن مخلّد قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمر بن البختري البزّاز املاء في ذي الحجّة سنة سبع عشرة وأربعمائة في داره درب السلولي في القطيعة قال : أخبرنا الرّزاز قال : حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا فطر قال : سمعت أبا الطفيل يقول قال بعض أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لقد كان لعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه من السّوابق ما إن لو سابقة منها قسمت بين

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٦٥١ / مجلس ٨٢ / ح ١٥.

(٢) أمالي الصدوق : ٢٠١ / مجلس ٢٨ / ح ١٠.

١٤٨

الخلائق لوسعتهم خيرا (١).

الخامس : كتاب الشيخ البرسي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لو كانت البحار مدادا والرياض أقلاما والسماوات صحفا والانس والجن كتابا لنفذ المداد وكلّت الثّقلان أن يكتبوا معشار عشر فضائل عليّعليه‌السلام إمام يوم الغدير وكيف يكتبون وأنّى يهتدون (٢).

السادس : البرسي أيضا في كتابه في حديث مفاخرة أمير المؤمنين عليه‌السلام وابنه الحسين عليه‌السلام بمحضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد ذكر أمير المؤمنين من فضائله الكثيرة حذفناها للاختصار قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر الحديث للحسين عليه‌السلام : «اسمعت يا أبا عبد الله ما قاله أبوك وهو عشر عشير معشار ما قاله أبوك من فضائله من ألف ألف فضيلة وهو فوق ذلك أعلى». (٣)

فائدة : ذكر البرسي في كتابه عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يعذب الله هذا الخلق إلّا بذنوب العلماء الّذين يكتمون الحقّ من فضل عليّ وعترته ألا وانّه لم يمش فوق الأرض بعد النبيّين والمرسلين أفضل من شيعة عليّ ومحبّيه الّذين يظهرون أمره وينشرون فضله أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة والويل كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره فما أصبرهم على النار» (٤).

محمّد بن يعقوب عن أحمد بن عليّ المستورد النخعي عن من رواه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «إنّ الملائكة الّذين في السماء الدّنيا ليطّلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمدعليه‌السلام فيقولون ما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوّهم يصفون فضل آل محمّد فتقول الطائفة الأخرى ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم» (٥).

عن وابل عن نافع عن أمّ سلمة أمّ المؤمنين (رضي الله عنها) قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «ما من قوم اجتمعوا يذكرون فضل محمّد وعليّ بن أبي طالب وأهل بيته إلّا هبطت ملائكة من السماء يحفون بهم فإذا تفرقوا عرجت الملائكة إلى السماء فتقول الملائكة إنّا نشمّ منكم رائحة ما شمّمناها ولا رائحة أطيب منها فيقولون : إنّا كنّا قعودا عند قوم يذكرون فضل محمّد وآل محمّد فعبق بنا من ريحهم فيقولون اهبطوا بنا إلى المكان الّذي كانوا فيه فيقولون انّهم تفرقوا» (٦).

البرسيّ قال روى ميسر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «ما تقول يا ميسر فيمن لم يعص الله طرفة عين

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٣٩١ / مجلس ١٤ / ح ٧.

(٢) مشارق الأنوار : ١١١.

(٣) نقله في حلية الأبرار عن البرسي ولم نجده في مشارق الأنوار المطبوع ، حلية الأبرار : ٢ / ١٢٦.

(٤) مشارق الأنوار : ١٥١.

(٥) أصول الكافي : ٢ / ١٨٧ / باب تذاكر الاخوان / ح ٤.

(٦) الروضة في المعجزات والفضائل : ١٥١.

١٤٩

في أمره ونهيه لكنّه ليس منّا ويجعل هذا الأمر في غيرنا» قال ميسر وما أقول وأنا بحضرتك يا سيّدي فقال: «هو في النار» ثمّ قال : «فما تقول فيمن يدين الله [بما تدين] ويبرأ من أعدائنا لكن به من الذنوب ما بالناس غير أنّه يجتنب الكبائر».

قال : فقلت : وما أقول يا سيّدي وأنا بحضرتك؟

فقال : «إنّه في الجنّة وإنّ الله قد ذكر ذلك في آية من كتابه فقال : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) : وهو حبّ فرعون وهامان (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) : وهو حبّ عليّ» (١).

__________________

(١) مشارق الأنوار : ١٥١.

١٥٠

الباب الحادي والعشرون

في أنّ امير المؤمنين عليه‌السلام أوّل من أسلم وصلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

من طريق العامّة وفيه سبعة وأربعون حديثا.

الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الرّزاق قال : حدّثني معمّر ، وأخبرني عثمان الجدري عن مقسم عن ابن عباس أنّ عليّا عليه‌السلام أوّل من أسلم. (١)

الثاني : عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدّثني أبي قال : أخبرنا عبد الرّزاق قال : حدّثنا معمّر عن قتادة عن الحسن وغيره أنّ عليّا أوّل من أسلم بعد خديجة. (٢)

الثالث : عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت حبّة العرني يقول : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «أنا أوّل من صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله». (٣)

الرابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر قال : حدّثنا شعبة عن عمر بن مرّة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أوّل من صلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّعليه‌السلام (٤).

الخامس : عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت حبّة العرني يقول : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «أنا أوّل رجل صلّى مع رسول الله». (٥)

السادس : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثني أبي قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٨٩ / ح ٩٩٧.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩٠ / ح ٩٩٨.

(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩٠ / ح ٩٩٩.

(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩٠ / ح ١٠٠٠.

(٥) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩١ / ح ١٠٠٣.

١٥١

شعبة عن عمر بن مرّة قال : سمعت أبا حمزة يحدث عن زيد بن أرقم قال أوّل من صلّى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ عليه‌السلام. (١)

السابع : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا إبراهيم قال : حدّثنا أبو الوليد قال : حدّثنا شعبة عن عمر يعني بن مرّة قال : سمعت أبا حمزة يقول : سمعت زيد بن أرقم يقول أوّل من صلّى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ بن أبي طالب. (٢)

الثامن : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا أبو الفضل الخراساني قال : حدّثنا أبو غسّان عن إسرائيل عن جابر عن عبد الله ابن نجي عن عليّ عليه‌السلام قال : «صلّيت مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث سنين قبل أن يصلّي معه أحد». (٣)

التاسع : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت محمّد بن عليّ بن الحسن بن سفيان قال : سمعت أبي قال : حدّثنا أبو حمزة عن جابر الجعفي عن عبد الله بن نجي قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «لقد صلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث سنين قبل أن يصلّي معه أحد من الناس» (٤).

العاشر : عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدّثنا [أبو] الجهم الأزرق بن عليّ وداود بن عمرو قالا حدّثنا حسان بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن سلمة عن أبيه عن حبّة العرني قال رأيت عليّا عليه‌السلام يضحك يوما [ضحكا] لم أره ضحك أكثر منه حتّى بدت نواجده قال : «بينا أنا مع رسول الله» وذكر الحديث ثمّ قال : «اللهمّ إنّي لا أعرف أنّ عبدا لك من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله» قال ذلك ثلاث مرّات ثمّ قال : «لقد صلّيت قبل أن يصلّي أحد» (٥).

الحادي عشر : ابن المغازلي الشافعي الفقيه الواسطي من كتاب المناقب في قوله (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب إجازة ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن منصور قال : حدّثنا أحمد بن الحسين قال : حدّثنا زكريّا قال : حدّثنا أبو صالح عن الضّحاك قال : حدّثنا سفين بن عبد الله (٦) عن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال سبق يوشع بن نون إلى موسى وسبق صاحب يس إلى

__________________

(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٥٩١ / ح ١٠٠٤.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٠٩ / ح ١٠٤٠.

(٣) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٨٢ / ح ١١٦٥.

(٤) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٨٢ / ح ١١٦٦.

(٥) مسند أحمد : ١ / ٩٩ ، فضائل الصحابة : ٢ / ٦٨١ / ح ١١٦٤.

(٦) في المصدر : سفيان بن عيينة.

١٥٢

عيسى وسبق عليّ إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. (١)

الثاني عشر : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان بن الفرج ابن الأزهر البغدادي قدم علينا واسطا قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عرفة بن لؤلؤ قال : حدّثني عمر بن محمّد الباقلاني قال : حدّثني محمّد بن خلف الحدّاد قال : حدّثني عبد الرحمن بن قيس بن معاوية قال : حدّثني عمر بن ثابت عن بن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن سعيد مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصلّ معي أحد غيره (٢).

الثالث عشر : المغازلي أيضا قال : أخبرني أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزاز قال : حدّثني أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن أسد البزاز املاء قال : حدّثني أبو مقاتل ، حدّثني الحسن بن أحمد بن منصور قال : حدّثني سهل بن صالح المروزي قال : سمعت أبا معمر عبّاد بن عبد الصمد يقول : سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبعا وذلك انّه لم يرفعه إلى السماء شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله إلّا منّي أو منه». (٣)

الرابع عشر : ابن المغازلي قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى بن الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدّثني ابن عبادة ، حدّثني جعفر بن محمّد الخلدي ، حدّثني عبد السلام بن صالح ، حدّثني عبد الرّزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم بن قعين الكندي عن سلمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أوّل الناس ورودا عليّ الحوض أوّلهم إسلاما عليّ ابن أبي طالب». (٤)

الخامس عشر : من تفسير الثعلبي قال روى إسماعيل بن اياس بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال : كنت امرئ تاجرا فقدمت مكّة أيام الحجّ فنزلت على العبّاس بن عبد المطلب وكان العبّاس لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشتري لعطر فيبيعه أيام الموسم ، فبينما أنا والعبّاس بمنى إذ جاء رجل شاب حين حلّقت الشمس في السماء فرمى ببصره إلى السماء ثمّ استقبل

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٩٧ / ٣٦٥.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٢٥ / ح ١٧.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ٢٦ / ح ١٩.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ٢٧ / ح ٢٢.

١٥٣

الكعبة فقام مستقبلها فلم يلبث حتّى جاء غلام فقام عن يمينه فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفه فركع الشاب وركع الغلام والمرأة فخرّ الشاب ساجدا فسجدا معه فرفع الشاب ورفع الغلام والمرأة فقلت : يا عبّاس أمر عظيم فقال : أمر عظيم.

فقلت : ويحك ما هذا؟

فقال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أنّ الله بعثه رسولا ، وأنّ كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه وهذا الغلام ابن أخي عليّ بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه وأيم الله ما على ظهر الأرض كلّها أحد على هذا الدين غير هؤلاء.

قال عفيف الكندي : ما أسلم ورسخ الإسلام في قلبه غيرهم يا ليتني كنت رابعا.

ويروى أنّ أبا طالب قال لعليّ أي بني ما هذا الدين الّذي أنت عليه قال : «يا أبت آمنت بالله ورسوله وصدّقته فيما جاء به وصلّيت معه لله» وقال له أما أنّ محمّدا لا يدعوا إلّا إلى خير فالزمه (١).

السادس عشر : الثّعلبي قال روى عبيد الله بن محمّد عن العلاء بن منهال بن عمرو عن عبادة بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصّدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كذّاب مفتر صلّيت قبل الناس بسبع سنين» (٢).

السادس عشر : موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصميّ ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر النحويّ ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني عمّار بن الحسين ، حدّثني سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق قال : كان أوّل ذكر من الناس آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصلى معه وصدّق بما جاء به من الله عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان ممّا أنعم الله به على عليّ بن أبي طالب أنّه كان في حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الإسلام قال ابن إسحاق ، حدّثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن خير عن أبي الحجّاج قال : وكان من نعمة الله على عليّ بن أبي طالب مما صنع الله وأراد به من الخير إنّ قريشا أصابتهم ازمّة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للعبّاس عمّه وكان من أيسر بني هاشم : يا عبّاس إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة

__________________

(١) تفسير الثعلبي المخطوط : ٢١٠.

(٢) تفسير الثعلبي المخطوط : ٢١٠.

١٥٤

فانطلق حتّى تخفّف عنه من عياله ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وضمّه إليه ولم يزل مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بعثه الله نبيّا واتّبعه عليّ وآمن به وصدّقه. (١)

الثامن عشر : موفّق بن أحمد بإسناده السّابق عن أحمد بن الحسين يعني البيهقي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ أبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ أبو جعفر محمّد بن عبد الرحمن القرشي ، حدّثنا أبو الصلت الهروي ، حدّثنا عبد الرّزاق ويحيى بن اليمان قالا : حدّثنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق عن عليم بن قيس الكندي ، عن سلمان قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أوّل الناس ورودا على الحوض يوم القيامة أوّلهم إسلاما عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجه» (٢).

التاسع عشر : موفّق بن أحمد قال : أنبأني مهذّب الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمداني نزيل بغداد ، أخبرنا قيدار (٣) بن عبد الرحمن ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدّثنا يونس بن بكير عن محمّد بن إسحاق قال : إنّ عليّ بن أبي طالب جاء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فوجده يصلّي فقال عليّ : «ما هذا يا محمّد» فقال : «دين الله الّذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله وادعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته والكفر باللات والعزّى».

فقال له عليّ : «هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم ولست بقاض امرا حتّى أحدّث به أبا طالب» فكره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يفشي عليه سرّه قبل أن يستعلن أمره.

فقال : «يا عليّ إذا لم تسلم فاكتم» فمكث على تلك اللّيلة ثمّ إنّ الله عزوجل أوقع في قلب عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه الإسلام وأصبح غاديا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى جاءه فقال : «ما ذا عرضت عليّ يا محمّد»؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وتكفر باللّات والعزّى وتبرأ من الأنداد فدخل عليّ وأسلم فمكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي إسلامه» (٤).

العشرون : موفّق بن أحمد أنبأني مهذّب الأئمّة هذا قال : أخبرنا أبو غالب ابن أبي عليّ بن عبد

__________________

(١) المناقب : ٥١ / ح ١٣ ـ ١٤.

(٢) المناقب : ٥٢ / ح ١٥.

(٣) في المصدر : قتيبة.

(٤) المناقب : ٥٢ / ح ١٦.

١٥٥

الله المستعمل ، أخبرنا أبو محمّد الحسن ابن عليّ بن محمّد عن الحسن المقنعي ، حدّثنا أبو عمرو محمّد بن العبّاس بن محمّد بن زكريّا بن حيويه ، حدّثنا أبو عبيد بن محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصّيرفي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد ، حدّثنا عبد الله بن عبد الجبار اليماني ، حدّثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ بن أبي طالب سبع سنين».

قالوا : ولم ذلك يا رسول الله؟

قال : «لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره» (١).

الحادي والعشرون : موفّق بن أحمد أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان قال : أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان فيما أذن إلي في الرّواية عنه ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبد الرّزاق بن عمر بن إبراهيم الطّهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني ، حدّثنا أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، وأخبرنا الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر بن مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد بن منصور سجّادة ، حدّثنا سهل بن صالح المروزي وحدّثنا محمّد بن عبد الرحمن ، حدّثنا الحسن بن عليّ البصري ، حدّثنا كامل بن طلحة قالا : حدّثنا عباد بن عبد الصّمد أبو معمر قال : سمعت أنس ابن مالك يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «صلّت الملائكة عليّ وعلى عليّ سبع سنين وذلك أنّه لم ترفع شهادة أن لا إله إلّا الله إلى السماء إلّا منّي ومن عليّ» (٢).

الثاني والعشرون : موفق بن أحمد أخبرني الإمام العلّامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مدرك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السّمان ، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الخزاعي لفظا ، أخبرني أبو محمّد عبد الله بن سعيد الأنصاري ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن اردان الخيّاط

__________________

(١) المناقب : ٥٣ / ح ١٧.

(٢) المناقب : ٥٣ / ح ١٨.

١٥٦

السّرائري (١) ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصيّ المأمون ، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جدّه عن عبد الله بن العبّاس رضي الله عنه قال : سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة فتذاكروا السّابقين إلى الإسلام.

فقال عمر : أمّا عليّ فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهنّ وكانت أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله منكب عليّ رضي الله عنه فقال له : «يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا وأوّل المسلمين إسلاما وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى» (٢).

الثالث والعشرون : موفّق بن أحمد ، أخبرنا الإمام سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا محمود بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن فاذ شاه ، أخبرنا الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين أبي السّري العسقلاني عن حسين الاشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «السّبق ثلاثة : السّابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسّابق إلى عيسى صاحب يس ، والسّابق إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ابن أبي طالب» (٣).

الرابع والعشرون : موفّق بن أحمد قال : أخبرني سيّد الحفّاظ شهردار هذا ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني في كتابه ، حدّثنا الشّريف أبو طالب عن عليّ بن مردويه الحافظ ، حدّثنا عبيد الله بن جعفر ، حدّثنا يحيى بن حاتم العسكري ، حدّثنا بشر بن مهران ، حدّثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن يزيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال : أنّ أوّل شيء علمته من أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّي قدمت مكّة في عمومة لي فأرشدونا على العبّاس بن عبد المطلب قدس الله روحه فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصّفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى انصاف أذنيه أقنى الانف برّاق الثنايا ادعج العينين كثّ اللحية رقيق المسربة شثن الكفين حسن الوجه معه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد تسترت محاسنها حتّى قصد نحو الحجر فاستلمه ثمّ استلم الغلام ثمّ استلمته المرأة ثمّ طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة

__________________

(١) في المصدر : ادران الخياط الشيرازي.

(٢) المناقب : ٥٤ / ح ١٩.

(٣) المناقب : ٥٥ / ح ٢٠.

١٥٧

معه يطوفان فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث فقال : هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله والغلام عليّ بن أبي طالب والمرأة زوجته خديجة بنت خويلد ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلّا هؤلاء الثلاثة (١).

الخامس والعشرون : موفّق بن أحمد ، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الفرج الحسن بن عليّ بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي زين الإسلام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السّنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني ، حدّثنا يونس بن حبيب ، حدّثنا أبو داود الطّيالسي ، حدّثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرّة قال: سمعت أبا حمزة عن زيد ابن أرقم قال : أوّل من صلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه. (٢)

السادس والعشرون : موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عليّ خشيش المقرئ بالكوفة ، حدّثنا أبو جعفر بن رحيم ، حدّثنا أحمد بن حازم ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، حدّثنا سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبّة العرني قال : سمعت عليّا رضي الله عنه يقول : «أنا أوّل من أسلم». (٣)

السابع والعشرون : موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أبي رافع قال : صلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أوّل يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغدو صلّى مستخفيا قبل أن يصلّي مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد سبع سنين وأشهر ، قال رضي الله عنه : هذا الحديث إن صحّ فتأويله أنّه صلى سبع سنين مع النبيّ قبل جماعة تأخرت في إسلامها لأنّه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وطلحة والزبير فإنّ هذه المدّة الّتي بين إسلام هؤلاء وإسلام عليّ عليه‌السلام لا تمتدّ إلى هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلّهم. (٤)

__________________

(١) المناقب : ٥٥ / ح ٢١.

(٢) المناقب : ٥٦ / ح ٢٢.

(٣) المناقب : ٥٧ / ح ٢٣.

(٤) المناقب : ٥٧ / ح ٢٤.

* يقول محقق هذه الأوراق : ورد في مختلف المصادر التصريح بذلك على عدة ألفاظ وإليك نموذجه مع تفصيل مهمّ :

١٥٨

عليّ أوّل من أسلم

وجاء ذلك بعده ألسنة منها :

«أوّل من أسلم عليّ ـ عليّ أوّل من أسلم» «أوّلهم إسلاما» :

رواه كلّ من : زيد بن أرقم (١) ، وحبة العرني (٢) ، وجابر (٣) ، والحارث (٤) ، وابن عباس (٥) ، وأبي هريرة (٦) ، وعليّ عليه‌السلام (٧) ، ومالك بن الحويرث (٨) ، وأبي موسى الأشعري (٩) ، وعفيف الكندي(١٠) ، وسعد بن أبي وقاص (١١) ، وعمر (١٢) ، وسلمان والمقداد وأبي سعيد وخباب وأبي ذر(١٣)، وأبي رافع وبريدة (١٤) ، وأنس (١٥) ، وعمرو ابن ميمونة (١٦) ، ومحمد بن أبي بكر (١٧) ، والحسنعليه‌السلام (١٨) ، وابن اسحاق (١٩) ، والكلبي (٢٠) ، وأبي

__________________

(١) مسند أحمد : ٤ / ٣٦٧ ـ ٣٧١ ط. م و ٥ / ٤٩٩ ط. ب ، وصحيح الترمذي : ٥ / ٣٤٢ ط. دار الحديث و ٢ / ٣٠١ ط. مصر ، والطبقات الكبرى : ٣ / ١٥ ترجمة عليّ ، واسد الغابة : ٤ / ١٧ ، وكنز العمال : ١٣ / ١٤٤ ح ٣٦٤٥١ ، وتاريخ الطبري : ٢ / ٥٥ ، وخصائص النسائي : ٢٦ ح ٣ ، والكامل في التاريخ : ١ / ٤٨٤ ذكر الاختلاف في أوّل من أسلم ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٧٥ ح ١٠١٤ ، وذخائر العقبى : ٥٨ ، جواهر المطالب : ١ / ٣٧ باب ٤ وأعلام النبوّة : ٢٠٥ باب ١٢ والاوائل ٣٠ ح ٧٠.

(٢) مناقب الخوارزمي : ٥٧ ح ٢٣ ، ومسند أبي حنيفة : ٢٤٧ ط. مصر.

(٣) الاصابة : ٨ / ١٨٣ القسم ١ ط. مصر.

(٤) أسد الغابة : ٥ / ٥٢٠.

(٥) مستدرك الصحيحين : ٣ / ١٣٣ مناقبه ، وذخائر العقبى : ٥٨ ، والمسند : ١ / ٣٧٣ ط. م و ١ / ٦١٦ ط. ب ، والطبقات الكبرى : ٣ / ١٥ ، والمعجم الكبير : ١٢ / ٧٧ ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون ح ١٢٥٩٣ ، وشواهد التنزيل : ١ / ١٢٥ ح ١٣٤ ، وخصائص النسائي : ٤٥ ح ٢٣ ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٧٤ ح ١٠٠ ، وكنز العمال : ١٣ / ١٢٣ ح ٣٦٣٩٢ ، وتاريخ الإسلام : ٣ / ٦٢٤ ، جواهر المطالب : ١ / ٣٧ باب ٤ وقال : قال أبو عمر هذا حديث صحيح ، والاوائل ٣٠ ح ٧٠.

(٦) كنز العمال : ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٥.

(٧) ترجمة علي من تاريخ دمشق : ١ / ٥٧ ح ٨٣ ، وشواهد التنزيل : ١ / ٣٣٤ ح ٣٤٣ ، مناقب ابن المغازلي : ١٥ ح ٢٠ ـ ٢١.

(٨) المعجم الكبير : ١٩ / ٢٩١ ترجمته ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٧٦ ح ١٠٢.

(٩) المستدرك : ٣ / ٤٦٥ مناقب أبي موسى الاشعري من كتاب المعرفة وصححه.

(١٠) المستدرك : ٣ / ١٨٣ فضائل خديجة من كتاب المعرفة ـ وصححه الذهبي.

(١١) المستدرك : ٣ / ٥٠٠ مناقب سعد.

(١٢) ترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٣٦١ ح ٤٠١ ، وذخائر العقبى : ٥٨ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨ ، ومناقب الخوارزمي : ٥٥ ح ١٩ فصل ٤.

(١٣) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٣٠ خطبة ٢٣٨ ، والمعجم الكبير : ٥ / ٨٤ ح ٤٦٥٢ ترجمة زيد بن الحارث ، و ٦ / ٢٦٥ ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي ، والإستيعاب : ٢ / ٤٥٨ ، والمستدرك : ٣ / ١٣٦ مناقب الامير ، والائمة الاثنا عشر : ٤٨.

(١٤) المعجم الكبير : ٢٢ / ٤٥٢ ترجمة خديجة ، ومجمع الزوائد : ٩ / ٢٢٠ ، والاوائل : ٣٠ ح ٧٠ ، والائمة الاثنا عشر : ٤٨.

(١٥) المعجم الكبير : ٢٢ / ٤١١ ترجمة فاطمة ـ تزويجها ، وينابيع المودة : ١ / ٢٣٩ ، وصحيح الترمذي : ٥ / ٦٤٠ كتاب المناقب ط. دار الحديث ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٢٩.

(١٦) مائة منقبة : ٧٦ المنقبة ٢٥.

(١٧) مروج الذهب : ٣ / ١١ ذكر معاوية.

(١٨) ترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٤٥ ح ٦٥ ـ ٦٨ ، والاستيعاب : ٢ / ٤٥٨ ، والحلية : ٤ / ٢٩٤ ط. مصر ١٣٥١.

(١٩) تاريخ الطبري : ٢ / ٥٧ ذكر الخبر عمّا كان من امر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٢٠) تاريخ الطبري : ٢ / ٥٧ ذكر أوّل من أسلم.

١٥٩

اسحاق (١) ، وابن عوف (٢) ، وعروة وسلمان بن يسار (٣) ، والمقداد وحبّان وجابر وحسن البصري (٤).

ـ ومنها بلسان : «عليّ أقدم أمّتي سلما ـ أوّلهم أو أقدمهم سلما».

رواه كلّ من : أنس ومعقل بن يسار (٥) ، والصادق عن آبائه (٦) ، وجابر (٧) ، وأبي سعيد (٨) وسلمان (٩) ، وبريدة (١٠) ، وأبي أيوب (١١) ، والمنصور عن آبائه (١٢) ، وأم سلمة (١٣) ، وعائشة وأسماء (١٤) ، والأعمش (١٥) ، والحارث عن عليّ (١٦).

ـ ومنها بلسان : «أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم».

رواه معاذ العدويّة عنه ، خرّجه البلاذري وابن قتيبة في المعارف (١٧).

ـ ومنها بلسان : «أوّلكم ورودا على الحوض أوّلكم إسلاما هو عليّ بن أبي طالب».

أخرجه صاحب الفردوس والحارث والطبراني والخطيب وابن عدي والحاكم وابن مردويه وابن أبي عاصم والقلعي عن سلمان وسفيان الثوري (١٨).

__________________

(١) كنز العمال : ٥ / ١٥٣ ط. مصر ، وتاريخ الإسلام : ١ / ١٣٧ اسلام السابقين ، والمعجم الكبير : ١ / ٩٤ ح ١٥٦ ترجمة عليّ ـ صفته ، وكنز العمال : ١١ / ٦٠٥ ح ٣٢٩٢٧.

(٢) الفتوح لابن اعثم : ١ / ٢١٧ كتاب عليّ لمعاوية (قبل صفين) ، وشواهد التنزيل : ١ / ٣٧٤ ح ٣٤٣.

(٣) أعلام النبوّة : ٢٠٥ باب ١٢.

(٤) الائمة الاثنا عشر : ٤٨

(٥) تاريخ الإسلام : ٣ / ٦٢٨ عهد الخلفاء ـ عليّ ، وشواهد التنزيل : ١ / ١٠٨ ح ١٢٢ ، والمعجم الكبير : ٢٠ / ٢٣٠ ترجمة معقل ما روي عنه نافع ، والمسند : ٥ / ٢٦ ط. م و ٦ / ط. ب ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٢٥٤ ح ٢٩٧ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٢٧ خ ٢٣٨.

(٦) شرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٢٧ خ ٢٣٨.

(٧) مائة منقبة : ٧٦ المنقبة ٢٥.

(٨) البيان للكنجي : ١١٧ باب ٩ تصريح النبيّ بان المهدي من ولد الحسين.

(٩) كنز العمال : ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩١ ، وكتاب سليم : ٧٠ و ٩٣.

(١٠) مناقب الخوارزمي : ١٠٦ فصل ٩ ح ١١١ ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٢٦٣ ح ٣٠٥ ، وكنز الفوائد : ١٢١.

(١١) مناقب الخوارزمي : ١١٢ فصل ٩ ح ١٢٢.

(١٢) مناقب الخوارزمي : ٢٩٠ ح ٢٧٩ فصل ١٩ ، وارشاد القلوب : ٢ / ٤٣٠.

(١٣) مناقب الخوارزمي : ٣٥٣ ح ٣٦٤ فصل ٢٠.

(١٤) فتح الملك العلي : ٦٧.

(١٥) مناقب ابن المغازلي : ١٥١ ح ١٨٨.

(١٦) الذرية الطاهرة : ٩١ ح ٨٣.

(١٧) الكنى والاسماء للدولابي : ٢ / ٨١ من كنيته أبو الفضل ، الجوهرة : ٨ ، وأنساب الاشراف : ٢ / ٣٧٩ ، وكنز العمال : ١٣ / ١٦٤ ح ٣٤٩٧ ، وانساب الاشراف : ٢ / ١٤٦ ح ١٤٦ قبسات من ترجمة عليّ ، وكنز الفوائد : ٣٣٩ الفصل العاشر من رسالة التعجب ، وذخائر العقبى : ٥٨ ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٢٨ خ ٢٣٨ ، وترجمة عليّ من تاريخ دمشق : ١ / ٦٢ ح ٨٨ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٣٩ باب ، وجواهر المطالب : ١ / ٣٨ باب ٤.

(١٨) الاوائل : ٢٩ ح ٦٧ ـ ٦٩ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ٣ / ١١٨٧ ، والمستدرك : ٣ / ١٣٦ ، واسد الغابة : ٤ / ١٧ ، ومناقب الكلابي : ٤٣١ ح ١٠ ، والمطالب العالية : ٤ / ٥٧ ح ٣٩٥٢ ، ومناقب الخوارزمي : ٥٢ ح ١٥ فصل ٤ ، وجواهر المطالب : ١ / ٣٨ باب ٤ ، وكنز العمال : ١١ ـ

١٦٠