غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

الباب الثاني والعشرون

في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم وصلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

من طريق الخاصّة وفيه ثمانية عشر حديثا

الأوّل : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات ابن إبراهيم الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الرملي قال : حدّثنا محمّد بن موسى قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال : حدّثنا عمرو بن منصور قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سلما وأكثرهم علما وأصحهم دينا وأفضلهم يقينا وأحلمهم حلما وأسمحهم كفا وأشجعهم قلبا وهو الإمام والخليفة بعدي». (١)

الثاني : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن عليّ رحمه‌الله عن عمه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفي عن محمّد بن سنان عن مفضّل عن جابر بن يزيد عن أبي الزبير المكّي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولا وأنزل عليّ سيّد الكتب فقلت إلهي وسيّدي إنّك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا يشدّ به عضده ويصدق به قوله ، وإنّي أسألك يا سيّدي وإلهيّ أن تجعل لي من أهلي وزيرا تشدّ به عضدي فاجعل لي عليّا وزيرا وأخا واجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدّوه وهو أوّل من آمن بيّ وصدّقني وأوّل من وحّد الله معي وإنّي سألت ذلك ربّي عزوجل فأعطانيه فهو سيّد الأوصياء ، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة واسمه في التّوراة مقرون إلي اسمي وزوجته الصّديقة الكبرى ابنتي وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي وهو وهما والأئمّة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيّين وهم أبواب العلم في أمّتي ، من تبعهم نجا من النار ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم لم يهب الله محبّتهم لعبد إلّا أدخله الله الجنّة». (٢)

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٦.

(٢) أمالي الصدوق : ٧٣ / مجلس ٦ / ح ٥.

١٨١

الثالث : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه‌الله قال : أخبرنا محمّد بن أحمد [بن محمد] الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن صالح عن حكيم بن عبد الرحمن قال : حدّثني مقاتل بن سليمان عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه : قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ أنت منّي بمنزلة هبة الله من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم وبمنزلة هارون من موسى وبمنزلة شمعون من عيسى إلّا أنّه لا نبي بعدي يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي فمن جحد وصيّتك وخلافتك فليس منّي ولست منه وأنا خصمه يوم القيامة ، يا عليّ أنت أفضل أمّتي فضلا وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا ، يا عليّ أنت الإمام بعدي [والأمير ، وأنت الصاحب بعدي] والوزير ومالك في أمّتي من نظير ، يا عليّ أنت قسيم الجنّة والنار بمحبتك يعرف الأبرار من الفجّار ويميّز بين الأخيار والأشرار وبين المؤمنين والكفّار» (١).

الرابع : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين بن عليّ بن شعيب الجوهري رضي الله عنه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدّثنا الفضل بن الصّقر العبدي قال : حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الصّادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام عن أبيه عن أبيه عن آبائه قال : «خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليه خميصة قد اشتمل بها فقيل يا رسول الله من كساك هذه الخميصة قال كساني حبيبي وصفيي وخاصتي وخالصتي والمؤدّي عنّي ووصيّي ووارثي وأخي وأوّل المؤمنين إسلاما وأخلصهم إيمانا وأسمح الناس كفّا سيّد الناس بعدي قائد الغرّ المحجّلين إمام أهل الأرض عليّ بن أبي طالب فلم يزل يبكي حتّى ابتلّ الحصى من دموعه شوقا إليه» (٢).

الخامس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أبو عوانة موسى بن يوسف بن راشد الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الاودي قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان قال : حدّثنا فضيل بن الزبير قال : حدّثنا أبو عبد الله مولى بني هاشم عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان الفارسي رحمه‌الله فمررنا بالرّبذة وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاري رحمه‌الله فقال لنا إنّه سيكون بعدي فتنة ولا بدّ منها فعليكم بكتاب الله والشيخ عليّ بن أبي طالب فالزموهما فأشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنّي سمعته وهو يقول : «عليّ أوّل من آمن بي وأوّل من صدّقني وأوّل من يصافحني يوم القيامة وهو الصّدّيق الأكبر وهو فاروق هذه الأمّة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٠١ / مجلس ١١ / ح ٤.

(٢) أمالي الصدوق : ٢٥٠ / مجلس ١٩ / ح ١٣.

١٨٢

يعسوب المنافقين» (١).

السادس : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا [محمد بن محمد ، قال : أخبرني] محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا سليمان بن سهل قال : حدّثنا عيسى بن إسحاق القرشي قال : حدّثنا حمدان بن عليّ الخفاف قال : حدّثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمّد ابن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عليه‌السلام عن محمّد بن عمار بن ياسر عن أبيه ياسر رضي الله عنه قال : لمّا مرضت فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرضتها الّتي توفيت فيها وثقلت جاءها العبّاس بن عبد المطلب رضي الله عنه عائدا فقيل أنّها ثقيله وليس يدخل عليها أحد فانصرف إلى داره وأرسل إلي عليّعليه‌السلام فقال لرسوله : قل له يا ابن أخي عمّك يقرئك السلام ويقول لك قد فجأني من الغمّ بشكاة حبيبة رسول الله عليها‌السلام وقرّة عينه وعيني فاطمة ما هدني وإني لأظنّها أوّلنا لحوقا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يختار لها ويحبوها ويزلفها لديه فإن كان من أمرها ما لا بدّ منه فاجمع أنا لك الفداء المهاجرين والأنصار حتّى يصيبوا الأجر في حضورها والصلاة عليها وفي ذلك جمال للدين فقال عليّ عليه‌السلام لرسوله وأنا حاضر عنده : «أبلغ عمّي السلام وقلّ لا عدمت إشفاقك وتحننك وقد عرفت مشورتك ولرأيك فضله إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم تزل مظلومة عن حقّها ممنوعة من ميراثها مدفوعة لم تحفظ فيها وصيّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا رعي فيها حقّه ولا حقّ الله عزوجل وكفى بالله حاكما ومن الظّالمين منتقما وأنا أسألك يا عمّ أن تسمح لي بترك ما أشرت به فانّها وصّتني بستر أمرها» قال فلمّا أتى العبّاس رسوله بما قال عليّ عليه‌السلام قال : يعفو الله لابن أخي فإنّه لمغفور له إنّ رأي ابن أخي لا يطعن فيه إذ لم يولد لعبد المطلب مولود أعظم بركة من عليّ عليه‌السلام لم يزل أسبقهم إلى كلّ مكرمة وأعلمهم بكلّ فضيلة وأشجعهم في الكريهة وأشدّهم جهادا للأعداء في نصرة الحنيفيّة وأوّل من آمن بالله ورسوله (٢).

السابع : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصّولي قال : حدّثنا زكريّا بن يحيى السّاجي قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى السّدي قال: حدّثنا محمّد بن سعيد عن فضيل بن مرزوق عن أبي سخيلة عن أبي ذرّ وسلمان رضي الله عنهما قال أحد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : «هذا أوّل من آمن بيّ وأوّل من يصافحني يوم القيامة وهو الصّديق الأكبر وفاروق هذه الأمّة ويعسوب المؤمنين» (٣).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١٤٧ / مجلس ٥ / ح ٥٥.

(٢) أمالي الطوسي : ١٥٥ / مجلس ٦ / ح ١٠.

(٣) أمالي الطوسي : ٢١٠ / مجلس ٨ / ح ١١.

١٨٣

الثامن : ابن بابويه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا : حدّثنا أحمد ابن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيشابوري قال : حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لمّا كان اليوم الّذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض فيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجاء رجل [باك] وهو متسرّع مسترجع وهو يقول انقطعت خلافة النبوّة حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : رحمك الله يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدّهم يقينا وأخوفهم لله عزوجل وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآمنهم على أصحابه وأفضلهم مناقبا وأكرمهم سوابقا وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمين خيرا ، قويت حين ضعف أصحابه وبرزت حين استكانوا ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسول الله إذ همّ أصحابه وكنت خليفته حقّا لم تنازع ولم تضرع برغم المنافقين وغيظ الكافرين وكره الحاسدين وضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا فاتبعوك فهدوا وكنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فرقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأكثرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالأمور ، كنت والله للدين يعسوبا أوّلا حين تفرّق الناس وآخرا حين فشلوا ، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ووعيت ما اهملوا وشمرت إذ اجتمعوا وعلوت إذ هلعوا وصبرت إذ أسرعوا وأدركت ما عنه تخلّفوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا ، كنت للكافرين عذابا صبّا وللمؤمنين غيثا وخصبا فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها وأحرزت سوابقها وذهبت بفضائلها لم تفلل حجّتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم تخن كنت كالجبل لا تحرّكه العواصف ولا تزيله القواصف وكنت كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ضعيفا في بدنك قويّا في أمر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله عزوجل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين» لم يكن لأحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا لأحد فيك مطمع ولا لأحد عندك هوادة الضعيف عندك قويّ عزيز حتّى تأخذ له بحقه والقويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّى تأخذ منه الحقّ والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والرفق وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم فأقلعت وقد نهج السبيل وسهل العسير وأطفيت النيران ، فاعتدل بك الدين وقوي بك الإسلام والمؤمنين وسبقت سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك تعبا شديدا

١٨٤

فجللت عن البكاء وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الأنام فإنّا لله وأنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه وسلمنا فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا حصينا وعلى الكافرين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا أجرك ولا أضلّنا بعدك وسكت القوم حتّى انقضى كلامه وبكى وأبكى أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ طلبوه فلم يصادفوه. (١)

التاسع : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان النّوفلي قال : حدّثني أبي قال : سمعت محمّد بن عون بن عبد الله بن الحارث يحدّث عن أبيه عن عبد الله بن العبّاس في هذه الآية : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) قال : أسلمت الملائكة في السماء والمؤمنون في الأرض طوعا أوّلهم وسابقهم من هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ولكلّ أمّة سابق وأسلمت المنافقون كرها وكان عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أوّل الأمة إسلاما وأوّلهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للمشركين قتالا وقاتل من بعده المنافقون ومن أسلم كرها. (٢)

العاشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثني أبو حفص محمّد بن عثمان الصّيرفي قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الله العلّاف المعروف بالمستغني قراءة عليه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الدّينوري قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي قال : حدّثنا عمارة بن زيد قال : حدّثني بكر بن حارثة الزّهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله قال : سمعت عليّا عليه‌السلام ينشد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يسمع :

أنا أخو المصطفى لا شكّ في نسبي

معه ربيت وسبطاه هما ولدي

جدّي جدّ رسول الله منفرد

وفاطم زوجتي لا قول ذي فند

فالحمد لله شكرا لا شريك له

البرّ بالعبد والباقي بلا أمد

قال فتبسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : «صدقت يا عليّ». (٣)

الحادي عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال : حدّثنا مخلّد بن شدّاد قال : حدّثنا محمّد بن عبيد الله عن أبي سخيلة قال : حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنّا عنده ما شاء الله فلمّا حان منّا خفوف قلت يا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣١٢ / مجلس ٤٢ / ح ١١.

(٢) أمالي الطوسي : ٥٠٣ / مجلس ١٨ / ح ١٠.

(٣) أمالي الطوسي : ٢١١ / مجلس ٨ / ح ١٤.

١٨٥

أبا ذر إنّي أرى أمورا قد حدثت وإنّي خائف أن يكون في الناس اختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني ، قال: الزم كتاب الله وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وأشهد أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «عليّ أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة وهو الصّديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل». (١)

الثاني عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن عبد الملك الاودي قال : حدّثنا إسماعيل بن عامر قال : حدّثني كامل بن العلاء عن عامر بن السّمط عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال : إنّ أوّل هذه الأمّة ورودا على رسول الله أولها إسلاما عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. (٢)

الثالث عشر : الشيخ في أماليه بإسناده السّابق عن أبي العبّاس قال : حدّثنا أبو الفضل بن يوسف الجعفي قال : حدّثنا محمّد بن عكاشة قال : حدّثنا أبو المغراء حميد بن المثنى عن يحيى بن طلحة النهدي عن أيّوب بن الحرّ عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن عليّ صلوات الله عليه قال : «إنّ فاطمة شكت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ألا ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما وأحلمهم حلما وأكثرهم علما أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا ما جعل الله لمريم بنت عمران وأنّ ابنيك سيّدا شباب أهل الجنّة» (٣).

الرابع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني قال : حدّثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال كنّا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قد أتاكم أخي» ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثمّ قال : «والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ثمّ قال : «إنّه أوّلكم إيمانا معي وأوفاكم بعهد الله وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرّعية وأقسمكم بالسّوية وأعظمكم عند الله مزيّة» قال فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال فكان أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أقبل عليّعليه‌السلام قالوا قد جاء خير البريّة (٤).

الخامس عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدّثنا أحمد بن

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٥٠ / مجلس ٩ / ح ٣٦.

(٢) أمالي الطوسي : ٢٤٦ / مجلس ٩ / ح ٢٤.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٤٨ / مجلس ٩ / ح ٢٨.

(٤) أمالي الطوسي : ٢٥١ / مجلس ٩ / ح ٤٠.

١٨٦

محمّد بن يحيى الجعفي (١) قال : حدّثنا جابر بن الحرّ النّخعي قال : حدّثني عبد الرحمن بن ميمون أبو عبد الله عن أبيه قال : سمعت ابن عبّاس يقول أوّل من آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرّجال عليّ ومن النّساء خديجة رضوان الله عليهم. (٢)

السادس عشر : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن خنيس (٣) قال : حدّثنا أبو ذرّ قال : حدّثنا عبد الله قال : حدّثنا الأحمسى قال : حدّثني ابن أبي حمّاد قال : حدّثنا محمّد بن سلمة عن أبيه عن أبي صادق عن عليم قال : سمعت سلمان يقول أوّل هذه الأمّة ورودا على نبيّها أوّلها إسلاما عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وإنّ خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان. (٤)

السابع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرني ابن عقدة قال : أخبرني عبيد الله بن عليّ قال هذا كتاب جدّي عبيد الله بن عليّ فقرأت فيه ، أخبرني عليّ بن موسى أبو الحسن عن أبيه عن جده جعفر بن محمّد عن آبائه أنّ عليّا عليه‌السلام أوّل من أسلم (٥).

الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا عبّاد بن سليمان عن محمّد بن سليمان عن أبيه سليمان الدّيلمي عن عمر بن الحارث عن عمران بن ميثم عن أبي سخيلة قال : أتيت أبا ذرّ رحمه‌الله فقلت يا أبا ذرّ إنّي قد رأيت اختلافا ما ذا تأمرني قال : عليك بهاتين الخصلتين كتاب الله والشيخ عليّ بن أبي طالب فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «هذا أوّل من آمن بي وأوّل من يصافحني يوم القيامة وهو الصدّيق الأكبر وهو الفاروق الّذي يفرق بين الحق والباطل». (٦)

__________________

(١) سقط هنا بعض أسماء الرواة.

(٢) أمالي الطوسي : ٢٥٩ / مجلس ١٠ / ح ٥.

(٣) في المصدر : خشيش.

(٤) أمالي الطوسي : ٣١٢ / مجلس ١١ / ح ٨٠.

(٥) أمالي الطوسي : ٣٤٣ / مجلس ١٢ / ح ٤٣.

(٦) أمالي الصدوق : ٢٧٤ / مجلس ٣٧ / ح ٥.

١٨٧

الباب الثالث والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه‌السلام وقوّته وشدّة يقينه عليه‌السلام

من طريق العامّة وفيه أربعة عشر حديثا

الأوّل : موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا عليّ بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا شريك عن منصور بن خراش قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالرّحبة قال : «اجتمعت قريش إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم سهيل بن عمر وقالوا : يا محمّد أرقاؤنا لحقوا بك فارددهم علينا ، وغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى رؤي الغضب في وجهه ثمّ قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر رضي الله عنه قال : لا ، قيل : عمر ، قال : لا ، لكنّه خاصف النّعل الّذي في الحجرة قال : فاستقطع الناس ذلك من عليّ كرّم الله وجهه فقال : أمّا إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لا تكذّبوا عليّ فإنّه من كذب عليّ متعمدا فليلج النار» (١).

الثاني : موفّق بن أحمد هذا قال : أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدّثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن عليّ بن سلمة رضي الله عنه ، من مسند زيد بن عليّ رضي الله عنه حدّثنا الفضل بن الفضيل ابن العبّاس ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن سهل ، حدّثنا محمّد بن عبد الله البلوى ، حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء حدّثني أبي عن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : «قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتحت خيبر لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر على ملاء من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك وفضل طهورك يستشفون به ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ترثني وارثك وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبيّ بعدي يا عليّ أنت تؤدي ديني

__________________

(١) المناقب : ١٢٨ / ح ١٤٢.

١٨٨

وتقاتل عليّ سنّتي وأنت في الآخرة أقرب الناس منّي وأنت غدا على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين ، وأنت أوّل من يرد عليّ الحوض وأنت أوّل داخل في الجنّة من أمّتي ، وانّ شيعتك على منابر من نور رواء مرويين مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنّة جيراني ، وانّ أعدائك غدا ظماء مظمئين مسودّة وجوههم مقمحون مقمعون يضربون بالمقامع وهي سياط من نار مقمحين ، حربك حربي وسلمك سلمي وسرك سري وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري وأنت باب علمي وانّ ولدك ولدي ولحمك لحمي ودمك دمي ، وانّ الحق معك والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وانّ الله عزوجل أمرني أن أبشرك أنّك أنت وعترتك في الجنّة وعدوك في النار لا يرد عليّ الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محبّ لك».

قال عليّ : «فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما أنعم به عليّ من الإسلام والقرآن وحببني إلى خاتم النبيّين وسيّد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله». (١)

الثالث : موفّق بن أحمد قال : أخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان فيما أذن لي في الرّواية عنه ، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرّزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، أخبرنا الإمام طراز المحدّثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال : أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إليّ من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى مردويه ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدّثنا عبيد الله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس ، حدّثنا إسحاق بن أيوب بن سويد ، حدّثني أبي أيّوب عن سويد عن أبي حلبس [يونس] بن ميسرة بن حلبس عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال : بلغ عمر بن عبد العزيز أنّ قوما ينقصون عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلّى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر عليّا وفضله وسابقته ثمّ قال : حدّثني عراك بن مالك الغفاري عن أمّ سلمة قالت : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي إذا اتاه جبرائيل فناداه فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكا فلمّا سرى عنه قلت : بأبي وأمّي يا رسول الله ما

__________________

(١) المناقب : ١٢٨ / ح ١٤٣.

١٨٩

أضحكك؟ قال : «أخبرني جبرائيل أنّه مرّ بعليّ عليه‌السلام وهو يرعى ذودا (١) له وهو نائم قد أبدى بعض جسده قال : فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه وقد وصل إلى قلبي» (٢).

الرابع : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا العلّامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الأستاد الأمين أبو الحسن بن مدرك الرازيّ ، أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل ابن عليّ بن الحسين السّمان ، أخبرنا أبو القاسم عليّ بن الحسن الغروي (٣) بالكوفة ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ المرهبي ، حدّثنا عليّ بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن تسنيم أبو الطاهر الورّاق ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد ، حدّثنا رقية بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة ابن صبرة عن أبيه عن جدّه قال : جاء رجلان إلى عمر رضي الله عنه فقالا له : ما ترى في طلاق الأمّة فقام إلى حلقه فيها رجل أصلع فقال : ما ترى في طلاق الأمّة فقال : بيده اثنتان فالتفت إليهما فقال اثنتان فقال له أحدهما : جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فو الله ما كلمك فقال عمر رضي الله عنه : ويحك أتدري من هذا؟

هذا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لو أنّ السماوات والأرض وضعت في كفة ووزن إيمان عليّ لرجّح إيمان عليّ» (٤).

الخامس : موفّق بن أحمد قال : أنبأني مهذب الأئمّة أبو المظفر عبد الملك بن عليّ بن محمّد الهمداني نزيل بغداد إجازة ، حدّثنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفي ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد إذنا ، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن مهدي الدارقطني ، حدّثنا محمّد بن سعيد الكوفي ، حدّثنا عليّ بن الحسن التيملي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقية بن مسقلة العبدي عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسمعته وهو يقول : «لو أن السماوات السّبع والأرضين السّبع وضعت في كفّة الميزان ووضع إيمان عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في كفّة ميزان لرجّح إيمان عليّ» (٥).

السادس : موفّق بن أحمد قال : أنبأني مهذّب الأئمّة هذا ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفي عن أبي القاسم عبد العزيز بن عليّ الازجي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد بجرجرايا ، حدّثنا عبد الرحمن بن أحمد المهروي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ،

__________________

(١) الذود : ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين ـ قاموس اللغة : ٢ / ٢٩٣.

(٢) المناقب : ١٢٩ / ح ١٤٤.

(٣) في المصدر : ابن الحسين العرزمي.

(٤) المناقب : ١٣٠ / ح ١٤٥.

(٥) المناقب : ١٣١ / ح ١٤٦.

١٩٠

حدّثنا عمّي عن عبد العزيز ابن محمّد بن عمر مولى عقدة (١) عن محمّد بن كعب قال راى أبو طالب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يتفل في فم عليّ فقال ما هذا يا محمّد فقال : «إيمان وحكمه» فقال أبو طالب لعليّ : يا بنيّ انصر ابن عمّك وأزره (٢).

السابع : موفّق بن أحمد عن الإمام الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني إجازة ، أخبرنا معمر بن الحسين التميميّ ، أخبرنا أحمد بن عليّ بن ثابت الحافظ ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد ، حدّثنا محمّد بن جعفر الغيدي ، حدّثنا محمّد بن فضيل عن الاجلح قال : حدّثنا قيس بن مسلم وأبو كلثوم عن ربعي بن خراش قال : سمعت عليّا كرم الله وجهه يقول وهو بالمدائن : «جاء سهيل بن عمرو إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال انّه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعوّذوا بك ، فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر رضي الله عنهما صدق يا رسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لن تنتهوا يا معشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالإيمان يضرب اعناقكم وأنتم مجفلون عنه اجفال النّعم فقال أبو بكر رضي الله عنه هل هو أنا يا رسول الله؟

قال : لا.

قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟

قال : لا ، ولكنه خاصف النّعل» قال : وفي كف عليّ نعل يخصفها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

الثامن : أبو الحسن الفقيه محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالب : «يا أبا الحسن لو وضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفّة ميزان ووضع عملك ليوم واحد في الكفّة الأخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق وانّ الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقرّبين ورفع الحجب من السماوات السّبع وأشرقت إليك الجنّة وما فيها وابتهج بفعلك ربّ العالمين وانّ الله تعالى يعوّضك بذلك اليوم ما يغبطك كل نبيّ ورسوله وصديق وشهيد». (٤)

التاسع : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب بن طاوان إجازة قال : أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب المقرئ قال : حدّثنا محمّد بن عثمان قال : حدّثنا محمّد بن سليمان قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن

__________________

(١) في المصدر : غفرة.

(٢) المناقب : ١٣٢ / ح ١٤٧.

(٣) المناقب : ١٤١ / ح ١٦٢.

(٤) مائة منقبة : ٧٩ / المنقبة ٤٧.

١٩١

مصقلة بن عبد الله عن أبيه عن جدّه قال : أتي عمر رجلان فسألاه عن طلاق العبيد فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال : يا أصلع كم طلاق العبد فقال له باصبعه هكذا فحرّك السّبابة والّتي تليها فالتفت إليه فقال اثنتين فقال أحدهما : سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال ويلك تدري من هذا؟

هذا عليّ بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ووضع إيمان عليّ في كفّة لرجح إيمان عليّ» (١).

العاشر : أحمد بن حنبل في مسنده يرفعه إلى ربعي بن خراش قال : حدّثنا عليّ بن أبي طالب بالرّحبة قال : «اجتمعت قريش إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا : يا محمّد إنّ قومنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتّى رأى الغضب في وجهه ثمّ قال لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين قيل يا رسول الله أبو بكر؟

قال : لا.

فقيل : عمر؟

فقال : لا ، ولكن خاصف النعل في الحجرة» قال عليّ عليه‌السلام : «أمّا إنّي قد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لا تكذّبوا عليّ فمن كذّب عليّ متعمّدا أولجته النار» (٢).

الحادي عشر : ومن الجمع بين الصّحاح السّتّة للعبدري من سنن أبي داود وصحيح الترمذي يرفعه إلى عليّ عليه‌السلام قال يوم الحديبيّة : «جاءت إلينا أناس من المشركين من رؤسائهم فقالوا قد خرج إليكم من أبنائنا وأرقائنا وإنّما خرجوا فرارا من خدمتنا فارددهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا معشر قريش لتنتهن عن مخالفة أمر الله أو ليبعثن عليكم من يضرب رقابكم بالسّيف ، الّذين قد امتحن الله قلوبهم للتّقوى ، قال بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أولئك يا رسول الله؟

قال منهم خاصف النّعل» وكان قد أعطى عليّا نعله يخصفها (٣).

الثاني عشر : الترمذي أيضا في رواية أخرى في صحيحه عن ربعي بن خراش أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يوم الحديبيّة لسهيل بن عمرو وقد سأله ردّ جماعة فروا إلى النبيّ عليه‌السلام : «يا معشر قريش لتنتهوا أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم [بالسيف] على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان».

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٨٢ / ح ٣٣٠.

(٢) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٤٩ / ح ١١٠٥.

(٣) نقله عنه ابن البطريق في العمدة : ٢٢٥ / ح ٣٥٧.

١٩٢

قالوا : من هو يا رسول الله؟

قال : «هو خاصف النّعل» وكان أعطى عليّا عليه‌السلام نعله يخصفها (١).

الثالث عشر : الخطيب في التاريخ والسمعاني في الفضائل أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله رجلا امتحن قلبه بالإيمان» الحديث سواء (٢).

الرابع عشر : أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب المائة من طرق العامّة يرفعه إلى جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أقدم أمّتي سلما وأكثرهم علما وأصحّهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفّا وأشجعهم قلبا عليّ وهو الإمام بعدي والخليفة بعدي» (٣).

__________________

(١) سنن الترمذي : ٥ / ٢٩٨.

(٢) تاريخ بغداد : ١ / ١٤٤.

(٣) مائة منقبة : ٥١ / منقبة ٢٥.

١٩٣

الباب الرابع والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه‌السلام وقوته وشدّة يقينه عليه‌السلام

من طريق الخاصّة وفيه اثنا عشر حديثا

الأوّل : في كتاب المجالس للشيخ الطوسي قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي ومحمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي قال : حدّثنا أبو طاهر محمّد بن تسنيم الحضرمي الورّاق قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن حكيم عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خويعة قال : قدمنا وفد عند القيس في إمارة عمر بن الخطاب فسأله رجلان منّا عن طلاق الأمة فقام معهما وقال : انطلقا فجاء إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال : يا أصلع كم طلاق الأمّة قال فأشار باصبعيه هكذا يعني اثنتين قال : فالتفت عمر إلى الرّجلين فقال طلاقها اثنتان فقال له أحدهما : سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت إلى رجل والله ما كلمك فقال عمر : ويلك أتدري من هذا هذا عليّ بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو أنّ السماوات والأرض وضعتا في كفّة ووضع إيمان عليّ في كفّة لرجّح إيمان عليّ» (١).

الثاني : محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره ما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام في القرآن قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد عن محمّد بن أحمد عن المنذر بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر ابن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال : خطبنا عليّ عليه‌السلام في الرحبة ثمّ قال : «لمّا كان في زمن الحديبيّة خرج إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أناس من قريش من أشراف أهل مكّة فيهم سهيل ابن عمرو وقالوا : يا محمّد أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا وقد لحق بك أناس من أبنائنا واخواننا وأقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك ، ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا فارددهم علينا فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر فقال له : انظر ما يقولون فقال : صدقوا يا رسول الله أنت جارهم فاردد عليهم قال : ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عند ذلك لا تنتهون يا معاشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين.

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٧٥ / مجلس ٢٣ / ح ٢.

١٩٤

فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟

فقال : لا.

فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله؟

قال : لا ولكنّه خاصف النّعل وكنت أخصف نعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» ثمّ التفت إلينا عليّ عليه‌السلام وقال : «سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (١).

الثالث : محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن زيد الشّحام عن أبي عبد الله عليه‌السلام : «أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس ، فقال بعضهم لا تقعد تحت هذا الحائط فإنّه معور فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : حرس امرأ أجله ، فلمّا قام سقط الحائط ، قال : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام ممّا يفعل هذا وأشباهه وهذا اليقين». (٢)

الرابع : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الوشّاء عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة عن سعيد بن قيس الهمداني قال : نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال : «نعم يا سعيد بن قيس انّه ليس من عبد إلّا وله من الله عزوجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين كل شيء» (٣).

الخامس : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن عليّ بن الحكم عن عبد الرحمن العزرمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان قنبر غلام عليّ عليه‌السلام يحبّ عليّا حبّا شديدا فإذا خرج عليّ عليه‌السلام خرج على أثره بالسيف فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر ما لك؟

فقال : جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين.

قال : ويحك من أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟

فقال : لا ، بل من أهل الأرض.

فقال : إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلّا باذن الله من السماء فارجع فرجع» (٤).

السادس : الحديث المشهور عنه عليه‌السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا». (٥)

السابع : ابن شهراشوب قال كان يطوف بين الصّفين بصفّين في غلالة فقال الحسن عليه‌السلام : «ما هذا زيّ الحرب» فقال : «يا بني إنّ أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه» ولمّا ضربه ابن

__________________

(١) أنظر البحار : ٣٢ / ٣٠٠ ح ٢٦٢ ، والإرشاد للمفيد : ١ / ١٢٢.

(٢) أصول الكافي : ٢ / ٥٧ / ح ٥.

(٣) أصول الكافي : ٢ / ٥٨ / ح ٨.

(٤) أصول الكافي : ٢ / ٥٩ / ح ١٠.

(٥) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣١٧.

١٩٥

ملجم قال : «فزت وربّ الكعبة» (١).

الثامن : والسيّد الرّضي في الخصائص عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : «ما شككت في الحق منذ رأيته». (٢) وقال عليه‌السلام : «عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله وعجبت لمن أنكر النّشاة الأخرى وهو يرى النّشاة الاولى». (٣)

التاسع : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري قالا : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن خالد البرقي عن أحمد بن يزيد النيسابوري قال : حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما كان اليوم الّذي قبض فيه أمير المؤمنين فارتجّ الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض فيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجاء رجل باك وهو متسرع مسترجع وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوّة حتّى وقف على باب البيت الّذي فيه أمير المؤمنين وقال : رحمك الله يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشدّهم يقينا وأخوفهم لله عزوجل وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحديث طويل (٤) تقدّم عن قريب في الباب الثاني والعشرين في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم وهو حديث حسن فليؤخذ تمامه من هناك.

العاشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمر قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الرّملي قال : حدّثنا محمّد ابن موسى قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق المروزي قال : حدّثنا عمرو بن منصور قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ بن أبي طالب أقدم أمّتي سلما وأكثرهم علما وأصحّهم دينا وأفضلهم يقينا وأحملهم حلما وأسمحهم كفّا وأشجعهم قلبا وهو الإمام والخليفة بعدي» (٥).

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني قال : حدّثنا أبو عليّ الحسن بن إسماعيل القحطبي قال : حدّثنا إسماعيل (٦) بن الحكم بن أبي مريم عن أبيه عن الأوزاعي عن أبي كثير عن عبد الله بن مرّة عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض اعطى الله عليّا من الفضل جزء لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه الله من الفهم جزءا

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٨٥.

(٢) خصائص الأئمة : ١٠٧.

(٣) خصائص الأئمة : ١٠١.

(٤) أمالي الصدوق : ٣١٢ / مجلس ٤٢ / ح ١١.

(٥) أمالي الصدوق : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٦.

(٦) في المصدر : سعيد.

١٩٦

لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم» (١) وفي الحديث (٢) الأوّل من الباب فليؤخذ تمامه من هناك فهو حديث حسن.

الثاني عشر : كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : قال ابن قيس : يا ابن أبي طالب ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة وأخو عدي وأخو بني أميّة بعدهما أن تقاتل وتضرب بسيفك فإنّك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلّا قلت فيها والله إنّي أولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ قال : «قد قلت فاستمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربّي وأن لا أكون أعلم بأنّ ما عند الله خير لي من الدنيا بما فيها ولكنّي منعني من ذلك أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعهده إليّ أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما الأمّة [صانعة بي] بعده ، فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم منّي به ولا أشد يقينا به منّي قبل ذلك بل أنا بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشد يقينا بما عاينت وشاهدت ، فقلت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما تعهد إليّ إذا كان ذلك قال إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك وأحقن دمّك حتّى تجد على إقامة كتاب الله وسنتي أعوانا ، وأخبرني أن الأمّة ستخذلني [وتبايع غيري] وتتبع غيري ، وأخبرني أنّي منه بمنزلة هارون من موسى وانّ الأمّة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل ومن تبعه فقال موسى : (يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قالَ : ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي) وقال : (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) وإنّما يعني أنّ موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلّوا ثمّ وجد أعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم ، وإنّي خشيت أن يقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرقت بين الأمّة ولم ترقب قولي وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا فكفّ يدك وأحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك فلمّا قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول بغسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ شغلت بالقرآن ، فآليت على نفسي أن لا أرتدي برداء إلّا للصّلاة حتّى أجمعه في كتاب ، ثمّ حملت فاطمة وأخذت بيد ابني الحسن والحسين عليهما‌السلام فلم أدع أحدا من أهل بدر وأهل السّابقة من المهاجرين والأنصار إلّا ناشدتهم الله في حقّي ودعوتهم إلى نصرتي ، فلم يستجب لي من الناس إلّا أربعة رهط : سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ، ولم يبق معي أحد إلّا أهل بيتي أصول به ولا أقوى به». (٣)

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٧ / مجلس ٢ / ح ٧.

(٢) يوجد هنا سقط لم نتبينه.

(٣) كتاب سليم بن قيس : ٢١٥.

١٩٧

الباب الخامس والعشرون

في غزارة علم أمير المؤمنين عليه‌السلام وسعته

من طريق العامّة وفيه اثنان وثلاثون حديثا

الأوّل : الخطيب الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الغندجاني قال : حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمّد الحفّار قال : حدّثني إسماعيل بن رزين قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أخي دعبل بن الخزاعي قال : حدّثني شعبة بن الحجّاج عن أبي التياح عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتاني جبرائيل عليه‌السلام بدرنوك من الجنّة فجلست عليه فلمّا صرت بين يدي ربّي كلّمني وناجاني فما علّمني شيئا إلّا علّمه عليّا فهو باب مدينة علمي» ثمّ دعاه إليه فقال : «يا عليّ سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين أمّتي بعدي».

الثاني : موفّق بن أحمد من أعيان علماء العامّة قال : أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي الهمداني فيما كتب إليّ من همدان أخبرني أبي ، أخبرني أبو إسحاق القفّال بأصفهان ، حدّثني أبو إسحاق بن خرشيد قوله [حدّثنا] (١) أبو سعيد أحمد بن زياد بن الاعرابي ، حدّثني نجيح بن إبراهيم بن محمّد بن الحسن الزّهري القاضي ، حدّثني أبو نعيم ضرّار ابن صرد ، حدّثني عليّ بن هاشم ، حدّثني محمّد بن عبد الله الهاشمي عن أبي بكر محمّد بن عمر ابن حزم عن عباد بن عبد الله عن سلمان رضي الله عنه أنّه قال : «أعلم أمّتي من بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام» (٢).

الثالث : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد القاضي الخوارزمي شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ التّاريخ ، حدّثنا أبو جعفر بن محمّد بن أحمد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن مسلم بن [وارة] ، حدّثنا عبد الله بن موسى العبسي ، حدّثنا [أبو] عمرو الأزدي عن أبي راشد [الحبراني] عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم‌السلام «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) المناقب : ٨٢ / ح ٦٧.

١٩٨

وإلى نوح في فهمه وإلى يحيى [بن زكريا] (١) في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب» قال أحمد بن الحسين البيهقي لم اكتبه إلّا بهذا الإسناد. (٢)

الرابع : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الدّيلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرني الحافظ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن مهرة الحدّاد بأصبهان بقراءتي عليه كتاب حلية الأولياء ، أخبرنا الإمام الحافظ [أبو نعيم] (٣) أحمد بن عبد الله [الحافظ] (٤) عن أبي بكر بن جلاد عن محمّد بن يونس الكديمي عن عبد الله بن داود الخريبي عن هرمز بن حوران عن أبي صالح الحنفي عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : «قلت يا رسول الله أوصني ، فقال قلّ ربّي الله ثمّ استقم فقلتها وزدت وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه انيب فقال ليهنئك العلم يا أبا الحسن فقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا» (٥).

الخامس : موفّق بن أحمد قال : أخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرني أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة عن الشريف أبي طالب المفضّل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، حدّثني محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، حدّثني الحسين بن عليّ بن الحسين السلولي ، حدّثني سويد بن مسعر بن يحيى ابن حجّاج النّهدي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحرث الأعور صاحب راية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه [قال] (٦) بلغنا أنّ النبيّ كان في جمع من أصحابه فقال : «اريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته» فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ فقال أبو بكر : يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرّسل ، بخ بخ لهذا الرّجل من هو يا رسول الله؟ قال النبي : «أولا تعرفه يا أبا بكر» قال : الله ورسوله أعلم ، قال : «أبو الحسن عليّ بن أبي طالب» قال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن وأين مثلك يا أبا الحسن. (٧)

السادس : موفّق بن أحمد قال : أنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني إجازة ، أخبرنا الحسن بن أحمد الحدّاد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسن بن عليّ بن الخطّاب ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثني أحمد بن يونس ، حدّثني أبو بكر ابن عيّاش عن نصير عن سليمان الاحمسي عن أبيه عن عليّ قال : «والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٥٠ / ح ٧٣.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) زيادة من المصدر.

(٥) المناقب : ٨٤ / ح ٧٣.

(٦) زيادة من المصدر.

(٧) المناقب : ٨٩ / ح ٧٩.

١٩٩

فيم أنزلت وأين نزلت وانّ ربّي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سئولا». (١)

السابع : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، حدّثنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا العبّاس ابن محمّد بن حاتم الدّوري ، حدّثنا أحمد بن يونس ، حدّثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه قال : قال عليّ كرم الله وجهه : «ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من انزلت إنّ ربّي وهب لي لسانا طلقا وقلبا عقولا» (٢).

الثامن : موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو حامد أحمد بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي ، حدّثنا عياش العنبري ، حدّثنا الأحوص بن جواب عن سفيان الثوري عن قليت العامري عن حبسرة [قال] (٣) قالت عائشة رضي الله عنها من افتاكم بصوم عاشوراء قلنا : عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قالت هو أعلم الناس بالسنّة. (٤)

التاسع : موفّق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا [عبد الله بن محمّد ابن] (٥) [أبو] (٦) عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو الفضل بن إبراهيم ، حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا حميد بن مسعدة ، حدّثنا يونس بن أرقم عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت الأنصاري عن سعيد ابن جبير عن ابن عبّاس رضي الله عنه العلم ستّة اسداس لعليّ من ذلك خمسة اسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السّدس حتّى لهو أعلم به منّا (٧).

العاشر : موفّق بن أحمد قال : أخبرنا الاستاذ عين الأئمّة أبو الحسن [عليّ] (٨) بن أحمد الكرباسي الخوارزمي بخوارزم ، حدّثنا القاضي الإمام شمس القضاة أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق ، أخبرنا الشيخ الفقيه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن هارون التميمي النحوي الكوفي المعروف بابن النجار ، حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حامد بن متويه البلخي التميمي، حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الله السّمسار التميمي ، حدّثني حميد بن مسعدة ، حدّثني يونس بن ارقم عن أبي الجارود عن عديّ بن ثابت عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال العلم ستة اسداس لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من ذلك خمسة اسداس وللناس سدس واحد ولقد

__________________

(١) المناقب : ٩٠ / ح ٨١.

(٢) المناقب : ٩٠ / ح ٨٢.

(٣) زيادة من المصدر.

(٤) المناقب : ٩١ / ح ٨٤.

(٥) زيادة ليست من المصدر.

(٦) زيادة من المصدر.

(٧) المناقب : ٩٢ / ح ٨٨.

(٨) زيادة من المصدر.

٢٠٠