غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

بالمدينة ، قال ابن عبّاس ؛ فلمّا قدمناها هجرت يوم الجمعة لحديث عبد الرحمن ، فلمّا جلس عمر على المنبر حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال بعد أن ذكر الرجم وحدّ الزنا : إنّه بلغني انّ قائلا منكم يقول : لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلا يغرنّ امرؤ أن يقول أنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فلقد كانت كذلك ولكنّ الله وقى شرّها وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر وإنّه كان خيرنا حين توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ عليّا والزبير تخلّفا عنّا في بيت فاطمة ومن معهما ، وتخلّفت عنّا الأنصار واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، وساق حديث أبي بكر.

قال شيخنا أبو القاسم البلخي : قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ : إنّ الرجل الذي قال : لو مات عمر لبايعت فلانا عمّار بن ياسر قال : لو مات عمر لبايعت عليّا (١).

ثمّ قال ابن أبي الحديد : وامّا حديث الفلتة فقد كان سبق من عمر رضى الله عنه أن قال : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرّها ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، وهذا الخبر ذكرناه عن ابن عبّاس وعبد الرحمن بن عوف فيه حديث الفلتة ولكنّه منسوق على ما قاله أوّلا ، ألا تراه يقول : فلا يغرنّ امرؤ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة فلقد كانت كذلك؟ فهذا يشعر بأنّه قد كان قال من قبل : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقد أكثر الناس في حديث الفلتة وذكرها شيوخنا المتكلّمون (٢).

الثالث : ابن أبي الحديد ، وروى الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عبّاس الهمداني عن سعيد بن جبير قال : ذكر أبو بكر وعمر عند عبد الله بن عمر فقال رجل : كانا والله شمسي هذه الامّة ونوريها ، فقال ابن عمر : وما يدريك؟ قال الرجل : أوليس قد ائتلفا؟ قال ابن عمر : بل اختلفا لو كنتم تعلمون ، أشهد أنّي كنت عند أبي يوما وقد أمرني أن أحبس الناس عنه فاستأذن عليه عبد الرحمن بن أبي بكر فقال عمر : دويبّة سوء ولهو خير من أبيه ، فأوحشني ذلك منه فقلت : يا أبة ، عبد الرحمن خير من أبيه؟ فقال : ومن ليس خير من أبيه لا أم لك؟ فقال : ايذن لعبد الرحمن فدخل عليه فكلّمه في الحطيئة الشاعر أن يرضى عنه ، وقد كان عمر حبسه في شعر قاله ، فقال عمر : إنّ في الحطيئة أودا فدعني أقوّمه بطول حبسه ، فألحّ عليه عبد الرحمن وأبى عمر ، فخرج عبد الرحمن فأقبل على أبي وقال : أفي غفلة أنت إلى يومك هذا عمّا كان من تقدّم أحيمق بني تيم عليّ وظلمه لي؟ فقلت : لا علم لي بما كان من ذلك قال : يا بني فما عسيت أن تعلم؟ فقلت والله لهو أحبّ إلى الناس من ضياء أبصارهم قال : إنّ ذلك كذلك على رغم ابيك وسخطه قلت : يا أبة أفلا تجلي عن فعله بموقف في الناس تبيّن ذلك لهم؟ قال : وكيف لي بذلك مع ما ذكرت انّه أحبّ إلى الناس من ضياء أبصارهم ، إذا

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٢.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٦.

٣٤١

يرضخ رأس أبيك بالجندل ، فقال ابن عمر : ثم تجاسر والله فجسر ، فما دارت الجمعة حتّى قام خطيبا في الناس فقال : أيّها الناس ، إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرّها فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه (١).

الرابع : ابن أبي الحديد في الشرح وروى الهيثم بن عديّ عن مجالد بن سعيد قال : غدوت يوما إلى الشعبي وأنا أريد أن أسأله عن شيء بلغني عن ابن مسعود أنّه كان يقوله فأتيته وهو في مسجد حيّه ، وفي المسجد قوم ينتظرونه ، فخرج فتعرّفت إليه وقلت : أصلحك الله ، كان ابن مسعود يقول : ما كنت محدّثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلّا كان لبعضهم فتنة قال : نعم كان ابن مسعود يقول ذلك ، وكان ابن عبّاس يقول أيضا ، وكان عند ابن عبّاس دفاين علم يعطيها أهلها ويصرفها عن غيرهم ، فبينما نحن كذلك ؛ إذ أقبل رجل من الأزد فجلس إلينا فأخذنا في ذكر أبي بكر وعمر فضحك الشعبي وقال : لقد كان في صدر عمر ضبّ على أبي بكر فقال الأزدي : والله ما رأينا ولا سمعنا برجل قط كان أسلس قيادا لرجل ولا أقول فيه بالجميل من عمر في أبي بكر ، فأقبل الشعبي وقال : هذا ما سألت عنه ، ثمّ أقبل على الرجل وقال : يا أخا الأزد فكيف تصنع بالفلتة التي وقى الله شرّها؟ أترى عدوا يقول في عدوّ يريد أن يهدم ما بنى لنفسه في الناس أكثر من قول عمر في أبي بكر ، فقال الرجل : سبحان الله أنت تقول ذلك يا أبا عمرو!.

فقال الشعبي : أنا أقوله ، قاله عمر بن الخطّاب على رءوس الاشهاد فلمه أو دع ، فنهض الرجل مغضبا وهو يهمهم في الكلام بشيء لم أفهمه ، قال مجالد : فقلت للشعبي : ما أحسب هذا الرجل إلا سينقل عنك هذا الكلام إلى الناس ويبثّه فيهم قال : إذا والله لا أحفل به ، وشيء لم يحفل به عمر حين قام على رءوس الاشهاد من المهاجرين والأنصار أحفل به أنّا ، اذيعوه أنتم عني أيضا ما بدا لكم (٢).

الخامس : ابن أبي الحديد في الشرح في حديث طويل عن بعضهم قال فيه القائل ما شاع واشتهر من قول عمر رضى الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، وهذا طعن في العقدة وقدح في البيعة الأصلية ، ثمّ ما نقل عنه من ذكر أبي بكر في صلاته ، وقوله عن عبد الرّحمن ابنه : دويبة سوء ، لهو خير من أبيه (٣).

السادس : ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في نقضه لكلام الجاحظ

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٨.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٢ / ٢٩.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٢١.

٣٤٢

قال : وأمّا حجّة الجاحظ لإمامة أبي بكر بكونه أوّل الناس إسلاما ، فلو كان هذا احتجاجا صحيحا لاحتجّ به أبو بكر يوم السقيفة وما رأيناه صنع ذلك ، لأنّه أخذ بيد عمر ويد أبي عبيدة بن الجرّاح وقال للناس : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا منهما ما شئتم ، ولو كان هذا احتجاجا صحيحا لما قال عمر : وكانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها (١).

السابع : ابن أبي الحديد في الشرح قال : روى أبو جعفر الطبري قال : خطب الناس عمر بالكلام المشهور انّ قوما يقولون : إنّ بيعة عمر أبا بكر كانت فلتة ، وأنّه لو مات عمر لفعلنا ، أمّا إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة إلّا أنّ الله وقى شرّها ، وليس فيكم من يقطع إليه الرقاب كأبي بكر ، فأيّ امرئ بايع امرأ من غير مشورة من المسلمين فإنّهما بغرة أن يقتلا (٢).

الثامن : ابن أبي الحديد في الشرح قال : قال عليّ عليه‌السلام من كلام له عليه‌السلام : لم تكن بيعتكم لي فلتة ، قال ابن أبي الحديد في شرحه : معنى الفلتة الكلام يقع بغير تدبّر ولا رويّة ، وفي الكلام تعريض ببيعة أبي بكر رضى الله عنه ، وقد تقدّم لنا في معنى قول عمر رضى الله عنه : كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها (٣)

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٢٤.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١١ / ١٣.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ٣١.

٣٤٣

الباب الثامن والخمسون

في قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها

ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه

من طريق الخاصّة ، وفيه حديثان

الأوّل : ذكر السيّد الأجل السيّد المرتضى رضى الله عنه في كتاب الشافي حديث الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عيّاش الهمداني عن سعيد بن جبير قال : ذكر أبو بكر وعمر عند عبد الله بن عمر فقال رجل : كانا والله شمسي هذه الامّة ونوريها ، وساق الحديث إلى آخره (١) وهو الحديث الثالث من الباب السابق فيؤخذ تمامه من هناك إلى آخره حرفا حرفا.

الثاني : السيّد المرتضى في الشّافي قال : روى الهيثم بن عدي عن مجالد بن سعيد قال : غدوت يوما إلى الشعبي وأنا أريد أن أسأله عن شيء بلغني عن ابن مسعود وساق الحديث بتمامه (٢) وهو في الباب السابق ، وهو الحديث الرابع فيؤخذ تمامه من هناك.

__________________

(١) الشافي : ٤ / ١٢٦.

(٢) الشافي : ٤ / ١٢٨.

٣٤٤

الباب التاسع والخمسون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق العامّة وفيه حديثان

الأوّل : صاحب كتاب الصراط المستقيم رواه عن جماعة من العامّة قال : لمّا بغض عبدة العجل هارون ومن معه سمّوهم رافضة فأجري ذلك الاسم على شيعة عليّ عليه‌السلام لمناسبته لهارون وشيعته وهمّوا بقتل هارون فكذلك العمران واطآ خالدا على قتل عليّ فبعثت أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر خادمها تقول له : إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك وقال عليه‌السلام : رحمها الله ومن يقتل الطوائف الثلاث قبل ذلك؟ فندم أبو بكر وأطال الجلوس ثمّ نهاه فرأى على السيف مع خالد ، فقال له : أكنت فاعلا؟ قال خالد : إي والله ، قال علي عليه‌السلام : كذبت ، أنت أجبن خلق الله ، لست من ذلك ، أما والله لو لا ما سبق به القضاء لعلمت أيّ الفريقين شرّ مكانا وأضعف جندا ثمّ قال عليه‌السلام : أفبعد قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى؟

قال : نعم ، فقبض على صدره فرغى كالبكر وانساغ في المسجد ببوله واجتمع الناس ليخلصوه فقال الأوّل : والله لو تمالأ عليه أهل الأرض لما استنقذوه ولكن نادوه : بحقّ صاحب القبر ففعلوا فخلّى عنه وقال عليه‌السلام : لو عزمت على ما هممت به لشققتك شقّين ، وفي نسخة شقّ الثوب روى ذلك الحسن بن صالح ووكيع وعبّاد عن أبي المقدام عن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال سفيان وابن جبير ووكيع : وكان ذلك سيئة لم تتم ، وأسند نحو ذلك العوفي إلى الصادق عليه‌السلام وأسند العوفي إلى خالد بن عبد الله القسري أنّه قال على المنبر : لو كان في أبي تراب خيرا ما أمر أبو بكر يقتله ، وهذا يدلّ على كون الخبر بذلك مستفيضا ، ولو لا وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لكان علي بالقبض على رءوس أعدائه وضرب بعضها في بعض حتّى ينشر دماغها مليّا ، وفي رواية أبي ذرّ أنه عصر حلقه بين الوسطى والسّبابة حتّى صاح صيحة منكرة ، وفي رواية البلاذري : شاله بهما وضرب به الأرض فدقّ عصعصه فأحدث مكانه ، وبقي يقول : هما والله أمراني ، فقال عبد اللات لزفر : هذه مشورتك المنكوسة ، وقال ابن حمّاد في ذلك:

تأمل بعقلك ما أزمعوا

وهمّوا عليه بأن يفعلوه

٣٤٥

بهذا فسل خالدا عنهم

على أيّ ما خطّة وافقوه

وقال الذي قال قبل السلام

حديثا رووه فلم ينكروه

حديثا رواه ثقاة الحديث

فما ضعّفوه وما علّلوه

إلى ابن معاوية في الصحيح

وزكّى الرواة الذي أسندوه (١)

الثاني : ابن أبي الحديد في الشرح قال : وقد روى كثير من المحدّثين أنّ عليّا عليه‌السلام عقيب يوم السقيفة تظلم وتألم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة ، وأنّه قال وهو يشير إلى القبر : يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، وأنّه قال عليه‌السلام : وا جعفراه ولا جعفر لي ، وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم (٢).

قال ابن أبي الحديد في الشرح قال : قرأت في كتاب صنّفه أبو حيّان التوحيدي في تقريظ الجاحظ قال : نقلت من خط الصولي : قال الجاحظ : انّ العبّاس بن عبد المطّلب أوصى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام في علّته التي مات فيها ، وساق الكلام بطوله (٣) إلى أن قال : واعلم انّ كلّ دم أراقه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسيف عليّ عليه‌السلام وبسيف غيره فإنّ العرب بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله عصبت تلك الدماء بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وحده ؛ لأنّه لم يكن في رهطه من يستحقّ في شرعهم وسنّتهم وعادتهم أن يعصب به تلك الدماء إلّا وحده ، وهذه عادة العرب إذا قتل منهم قتيل طالبت بتلك الدماء القاتل ، فإن مات أو تعذّر عليها مطالبته طالبت بها أمثل الناس به من أهله ، ومن نظر في أيّام العرب ووقائعها ومقاتلها عرف ما ذكرناه (٤).

ثمّ قال ابن أبي الحديد : وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد رحمه‌الله فقلت : إنّي لأعجب من عليّ عليه‌السلام كيف يبقى تلك المدّة الطويلة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكيف ما اغتيل وفتك به في جوف منزله مع تلظّي الأكباد عليه؟ فقال : لو لا أنّه أرغم أنفه بالتراب ووضع خدّه في حضيض الأرض لقتل ، ولكن أخمل نفسه واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن وخرج عن ذلك الزيّ الأوّل وذلك الشعار ، ونسي السيف وصار كالفاتك يتوب ويصير سائحا في الأرض أو راهبا في الجبال ، ولمّا أطاع القوم الذين ولّوا الأمر وصار أذل من الحذاء تركوه وسكتوا عنه ، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلّا بمواطاة من متولّي الأمر وباطن في السرّ منه ، فلمّا لم يكن لولاة الأمر باعث وداع إلى قتله وقع الإمساك عنه ، ولو لا ذلك لقتل ثمّ الأجل بعد معقل حصين ، فقلت : أحقّ ما يقال في حديث خالد؟

__________________

(١) الصراط المستقيم : ١ / ٣٢٣.

(٢) شرح نهج البلاغة : ١١ / ١١١.

(٣) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٢٩٧.

(٤) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٣٠٠.

٣٤٦

فقال : إنّ قوما من العلوية يذكرون ذلك وقد روي أنّ رجلا جاء إلى زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأله عمّا يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم نحو الكلام والفعل الكثير أو الحدث فقال : انّه جائز قال : قال أبو بكر في تشهّده ما قال ، فقال الرجل : وما الذي قال أبو بكر؟ قال : لا عليك ، فأعاد عليه السؤال ثانية وثالثة فقال : اخرجوه قد كنت أحدّث أنّه من أصحاب أبي الخطّاب قلت له : فما الذي تقول أنت؟ قال : استبعد ذلك وإن روته الإمامية ، ثمّ قال : أمّا خالد فلا أستبعد منه الإقدام عليه لشجاعته في نفسه ولبغضه إيّاه ولكنّي أستبعده من أبي بكر ، فإنّه كان ذا ورع ولم يكن ليجمع بين أخذ الخلافة ومنع فدك وإغصاب فاطمة وقتل عليّ حاشا لله من ذلك ، فقلت له : أكان خالد يقدر على قتله؟ قال : نعم ، ولم لا يقدر على ذلك والسيف في عنقه وعليّ أعزل غافل عمّا يراد به وقد قتله ابن ملجم غيلة وخالد أشجع من ابن ملجم؟ فسألته عمّا ترويه الإمامية في ذلك كيف ألفاظه؟ فضحك وقال : كم عالم بالشيء وهو يسائل ثمّ قال : نترك الآن هذا ونتمّ ما كنّا فيه ، وكنت أقرأ عليه في ذلك الوقت جمهرة النسب لابن الكلبي ، فعدنا إلى القراءة وعدلنا عن الخوض عمّا كان اعترض الحديث فيه (١).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ١٣ / ٣٠١.

٣٤٧

الباب الستّون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق الخاصّة وفيه حديثان

الأوّل : عليّ بن إبراهيم في تفسيره قال : حدّثني أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى وحمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا بويع لأبي بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت : يا أبا بكر منعتني ميراثي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر منه فقال : هاتي على ذلك شهودا فجاءت بأمّ أيمن فقالت : لا أشهد حتّى احتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : أنشدتك الله يا أبا بكر ألست تعلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ أمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة؟ قال : بلى ، قالت : فأشهد أنّ الله أوحى إلى رسوله (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ) فجعل فدك لفاطمة بأمر الله ، وجاء عليّ عليه‌السلام فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا بردّ فدك ودفعه إليها ، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت وشهدت لها أمّ أيمن وعليّ عليه‌السلام ، فكتبت لها بفدك ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزّقه فقال : هذا فيء للمسلمين وقال أوس بن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : إنّا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة وانّ عليّا عليه‌السلام زوجها يجرّ إلى نفسه ، وأمّ أيمن فهي امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه.

فخرجت فاطمة عليها‌السلام من عندهما باكية حزينة ، فلمّا كان بعد هذا جاء عليّ عليه‌السلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال : يا أبا بكر لم منعت فاطمة من ميراثها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد ملكته في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال أبو بكر : هذا فيء للمسلمين فإن أقامت شهودا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعله لها وإلّا فلا حقّ لها فيه فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟ قال : لا ، قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ادّعيت أنا فيه ، من تسأل البيّنة؟ قال : إيّاك كنت أسأل البيّنة قال : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ولم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوها شهودا كما سألتني عمّا

٣٤٨

ادّعيت عليهم ، فسكت أبو بكر ثمّ قال عمر : يا علي دعنا من كلامك فانّا لا نقوى على حججك فإن أتيت بشهود عدول وإلّا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال : نعم ، قال : فأخبرني عن قول الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في من نزلت؟ أفينا نزلت أم في عدوّنا؟ قال : بل فيكم ، قال : فلو أنّ شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا؟ قال : كنت أقيم عليها الحدّ كما اقيم على سائر المسلمين قال : كنت عند الله إذا من الكافرين ، قال : ولم؟ قال : لأنّك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدك وقبضته في حياته ثمّ قبلت شهادة أعرابي بوّال على عقبيه عليها مثل أوس بن الحدثان وأخذت منها فدك ، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : البيّنة على من ادّعى واليمين على من ادعي عليه قال : فدمدم الناس وبكى بعضهم فقال : صدق والله عليّ ، ورجع عليّ إلى منزله قال : ودخلت فاطمة المسجد وطافت بقبر أبيها عليه وآله السلام وهي تبكي وتقول :

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

قد كان قبلك أنباء وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا

فغاب عنّا وكل الخير محتجب

[وكنت بدرا ونورا يستضاء به

عليك تنزل من ذي العزة الكتب

فقمصتنا رجال واستخف بنا

إذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتضب]

فكلّ أهل له قربى ومنزلة

عند الاله على الأدنين يقترب

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم

لما مضيت وحالت دونك الكثب

فقد رزينا بما لم يرزه أحد

من البرية لا عجم ولا عرب

فقد رزينا به محضا خليقته

صافي الضرائب والأعراق والنسب

فأنت خير عباد الله كلّهم

وأصدق الناس حين الصدق والكذب

فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت

منّا العيون همال وهي تنسكب

سيعلم المتولّي ظلم خامتنا

يوم القيامة أنّى سوف ينقلب

قال : فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال : ما رأيت مجلس عليّ منّا اليوم ، والله لئن قعد بنا مقعدا مثله ليفسدنّ أمرنا ، فما الرأي؟ قال عمر : الرأي أن تأمر بقتله قال : فمن يقتله؟ قال : خالد بن الوليد فبعث إلى خالد فأتاهما فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم قال : احملاني على ما

٣٤٩

شئتما ولو قتل عليّ بن أبي طالب ، قالا : هو ذاك ، قال خالد : متى أقتله؟ قال أبو بكر : إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلّمت فقم عليه فاضرب عنقه ، قال : نعم ، فسمعت اسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها : اذهبي إلى منزل عليّ وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي: إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنّا لك من الناصحين.

فقال عليّ عليه‌السلام : قولي لها : إنّ الله يحيل بينهم وبيني وبين ما يريدون ، ثمّ قام قائما وتهيأ للصلاة وحضر المسجد وصلّى عليّ خلف أبي بكر وخالد بن الوليد إلى جنبه معه السيف ، فلمّا جلس أبو بكر للتشهّد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة عليّ عليه‌السلام وبأسه ، فلم يزل متفكّرا لا يجسر أن يسلّم حتّى ظنّ الناس أنّه قد سها ثمّ التفت إلى خالد فقال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا خالد ما الذي أمرك به؟ قال : أمرني بضرب عنقك ، قال : أو كنت فاعلا؟ قال : إي والله فلو لا أنّه قال : لا تفعل لقتلتك بعد التسليم قال : فأخذه عليّ فضرب به الأرض واجتمع الناس عليه فقال عمر : قتله وربّ الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله الله بحقّ صاحب هذا القبر فخلّى عنه قال : فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه وقال : يا ابن صهّاك لو لا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصرا وأقلّ عددا ثمّ دخل منزله (١).

الثاني : سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال عن أمير المؤمنين قال : العجب كلّ العجب ممّا اشربت قلوب هذه الأمّة من حبّ هذا الرجس وصاحبه ـ يعني عمر وأبا بكر ـ من قبله والتسليم له في كلّ شيء ، وساق الحديث بذكر بدعهما إلى أن قال : وقبض هو وصاحبه فدك وهي بيد فاطمة مقبوضة ووكّلت عليها على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسألها البيّنة على ما في يدها ولم يصدّقها وشهدت أمّ أيمن لها بذلك ولم يصدّقها أيضا وهو يعلم يقينا أنّ ذلك في يدها ، ولم يكن له أن يسألها البيّنة على ما في يدها ولا يتّهمها ، ثمّ استحسن الناس ذلك ولم يكرهوه وقالوا : إنّما حمله على ذلك الورع ثمّ عدلا عنها فقالا بالظنّ : إنّ فاطمة عليها‌السلام لم تقلّ إلّا حقّا وإنّ عليّا وأمّ أيمن لم يشهدا إلّا بحقّ ، فلو كان مع أمّ أيمن امرأة اخرى أمضينا لها ، فحظيا بذلك عند الجهّال ، وما هما ، ومن أمرهما أن يكونا حاكمين فيعطيان ويمنعان؟ ولكن الامّة ابتلوا بهما فأدخلا أنفسهما فيما لا يحلّ لهما ولا حقّ لهما ولا علم لهما ، وقد قالت لهما حين أرادا أن ينزعا فدك منها : ألست قد وكّلت عليها ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيّ قالا : بلى ، قلت : فلم تسألاها البيّنة على ما في يدها؟ قالا : لأنّها فيء للمسلمين ، فإن أقامت البيّنة وإلّا لم نمضها لها فقلت لهما ، والناس حولهما يسمعون : أتريدان أن

__________________

(١) تفسير القمي : ٢ / ١٥٤ ـ ١٥٩.

٣٥٠

تردّا ما صنع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحكما فينا خاصّة بما لم تحكما في سائر الناس؟ اسمعوا أيّها الناس ما ركب هؤلاء من الاثم ، أرأيتم إن ادّعيت ما في أيدي الناس من أموالهم أتسألونني البيّنة أم تسألونهم؟ فغضب عمر وقال : إنّ هذا فيء للمسلمين ، وهي في يدي فاطمة تأكل غلّتها فإن أقامت بيّنة على ما ادّعت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهبها لها من دون المسلمين وهي فيئهم وحقّهم نظرنا في ذلك ، فقالت : حسبي بيّنة ربّكم الله أيّها الناس ، أسمعتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ابنتي فاطمة سيّدة نساء الجنّة؟

قالوا : اللهمّ نعم قد سمعناه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : سيّدة نساء أهل الجنّة تدّعي باطلا وتأخذ ما ليس لها؟ أرأيتم لو أنّ أربعة شهود شهدوا عليها بالفاحشة أو شهد رجلان بسرقة كنتم مصدّقين عليها؟ فأمّا أبو بكر فسكت ، وأمّا عمر فقال : نعتبر إذا ونوقع عليها الحدّ فقالت : كذبت والله وأثمت إلّا أن تقرّ انّك لست على دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ الذي يجيز على سيّدة نساء أهل الجنّة شهادة ويقيم عليها حدّا لملعون كافر بما أنزل الله على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنّ من أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا لا تجوز عليهم شهادة ، لأنّهم معصومون من كلّ سوء ، مطهّرون من كلّ فاحشة ، حدّثني يا عمر عن أهل هذه الآية ، لو أنّ قوما شهدوا عليهم أو على أحدهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرّءون منهم ويحدّونهم قال : نعم ، ما هم وسائر الناس إلّا سواء ، فقال له علي : كذبت ، ما هم وسائر الناس سواء لأنّ الله عزوجل أنزل عصمتهم وطهّرهم وأذهب عنهم الرجس ، فمن صدق عليهم فانّما يكذب على الله وعلى رسوله فقال أبو بكر : أقسمت عليك يا أبا الحسن لمّا سكت ، فلمّا كان الليل أرسلا إلى خالد بن الوليد لعنه الله فقالا له : نريد أن نحملك على أمر ونسرّ إليك فقال : احملاني على ما شئتما فإنّي طوع أيديكما.

فقالا : نريد أن نحملك على أمر عظيم قال : احملاني على ما شئتما ولو قتل عليّ بن أبي طالب، قالا : هو ذاك ، قال خالد : متى أقتله؟

قال أبو بكر : إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الغداة فصلّ إلى جنبه فإذا سلّمت فاضرب عنقه ، قال عليّ عليه‌السلام : فصلّى خالد إلى جنبي متقلّدا السيف ، فندم أبو بكر وهو في الصلاة وأسقط في يده وجعل يؤمر نفسه حتّى كادت الشمس أن تطلع ، فقال أبو بكر قبل أن يسلّم : يا خالد لا تفعل ما أمرتك به ، ثمّ سلّم أبو بكر فقلت لخالد : وما ذلك؟ فقال خالد : كان أمرني إذا سلّم أن أضرب عنقك، فقلت لخالد : أكنت فاعلا؟ قال : إي وربّي إذا لفعلت (١).

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس : ٢٢٥ ـ ٢٢٨ ، مع تفاوت واضح بينه وبين المطبوع.

٣٥١

فهرس المطالب

فصل يشتمل على أبواب

في فضل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وفضل أهل البيت عليهم‌السلام من طريق العامّة والخاصّة والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب............................................................................... ٥

الباب الثاني

في أن عليّا عليه‌السلام خير الخلق بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البرية والمختار بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخير البشر وخير العرب وخير الامّة وخير الوصيّين وأن الأئمّة بعد عليّ خير الخلق من طريق الخاصّة وفيه عشرون حديثا........... ١٢

الباب الثالث

في أن عليّا عليه‌السلام كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكرأسه من بدنه من طريق العامة وفيه ثلاثة عشر حديثا     ٢١

الباب الرابع

في أن عليّا عليه‌السلام كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث.......... ٢٤

الباب الخامس

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (عليّ منّي وأنا منه) من طريق العامة وفيه خمسة وثلاثون حديثا......... ٢٦

الباب السادس

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ منّي وأنا من عليّ» من طريق الخاصة وفيه ستّة أحاديث.......... ٣٦

الباب السابع

في تبليغ أمير المؤمنين عليه‌السلام سورة براءة وعزل أبي بكر وفيه من الباب الأوّل من طريق العامّة

٣٥٢

ومنه ثلاثة وعشرون حديثا....................................................... ٣٩

الباب الثامن

في تبليغ أمير المؤمنين عليه‌السلام سورة براءة وعزل أبي بكر من طريق الخاصّة وفيه ستّة عشر حديثا ٤٧

الباب التاسع

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله «لاعطين الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» من طريق العامّة وفيه خمسة وثلاثون حديثا ٥٣

الباب العاشر

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث        ٦٥

الباب الحادي عشر

في خبر الطائر من طريق العامة وفيه ستّة وثلاثون حديثا.............................. ٦٩

الباب الثاني عشر

في خبر الطائر من طريق الخاصّة وفيه ثمانية احاديث................................. ٨٤

الباب الثالث عشر

في مؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه أحد وعشرون حديثا. ٩١

الباب الرابع عشر

في مؤاخاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه خمسة أحاديث... ١٠١

٣٥٣

الباب الخامس عشر

في أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام أخو رسول الله من طريق العامّة وفيه ثمانية وثلاثون حديثا..... ١٠٤

الباب السادس عشر

في أنّ أمير المؤمنين صلى‌الله‌عليه‌وآله أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق الخاصّة وفيه أربعة وثلاثون حديثا ١١٦

الباب السابع عشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام فوّض إليهما أمر الدين من طريق العامّة وفيه حديث واحد ١٢٩

الباب الثامن عشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام وبنيه الأئمة عليهم‌السلام فوّض إليهم أمر الدين من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة عشر حديثا   ١٣٠

الباب التاسع عشر

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه ستّة أحاديث................ ١٣٤

الباب العشرون

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه ستّة أحاديث.......... ١٤٧

الباب الحادي والعشرون

في أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام أوّل من أسلم وصلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق العامّة وفيه سبعة وأربعون حديثا        ١٥١

٣٥٤

الباب الثاني والعشرون

في أنّ أمير المؤمنين أوّل من أسلم وصلّى مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق الخاصّة وفيه ثمانية عشر حديثا      ١٨١

الباب الثالث والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه‌السلام وقوّته وشدّة يقينه عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه أربعة عشر حديثا     ١٨٨

الباب الرابع والعشرون

في رسوخ إيمان أمير المؤمنين عليه‌السلام وقوته وشدّة يقينه عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه اثنا عشر حديثا     ١٩٤

الباب الخامس والعشرون

في غزارة علم أمير المؤمنين عليه‌السلام وسعته من طريق العامّة وفيه اثنان وثلاثون حديثا...... ١٩٨

الباب السادس والعشرون

في غزارة علم الأئمّة عليهم‌السلام وسعته من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا........ ٢٠٨

الباب السابع والعشرون

في الأبواب التي فتحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام ألف باب كل باب يفتح ألف باب من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث............................................................................ ٢١٦

الباب الثامن والعشرون

في الأبواب والكلمات التي فتحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق الخاصة وفيه تسعة وعشرون حديثا      ٢١٩

٣٥٥

الباب التاسع والعشرون

في قوله لعلي عليهما‌السلام : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومدينة الحكمة وعلي بابها» من طريق العامّة وفيه ستة عشر حديثا         ٢٢٥

الباب الثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ومدينة الحكمة وعلي بابها» من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث ٢٣٠

الباب الحادي والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها» من طريق العامّة وفيه حديث واحد...... ٢٣٤

الباب الثاني والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الجنّة وعلي بابها» من طريق الخاصة وفيه حديثان.......... ٢٣٤

الباب الثالث والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا دار الحكمة وعلي بابها» من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث..... ٢٣٥

الباب الرابع والثلاثون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا مدينة الحكمة وعلي بابها» «أنا دار الحكمة وعلي مفتاحها» من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث         ٢٣٦

الباب الخامس والثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه‌السلام «سلوني قبل أن تفقدوني» من طريق العامّة وفيه سبعة أحاديث ٢٣٨

٣٥٦

الباب السادس والثلاثون

في قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سلوني قبل أن تفقدوني» من طريق الخاصة وفيه سبعة أحاديث ٢٤٠

الباب السابع والثلاثون

في المناجاة يوم الطائف من طريق العامّة وفيه ثمانية أحاديث......................... ٢٤٥

الباب الثامن والثلاثون

في المناجاة يوم الطائف من طريق الخاصّة وفيه ثمانية عشر حديثا..................... ٢٤٧

الباب التاسع والثلاثون

في أن أمير المؤمنين عليه‌السلام أقضى الأمّة بنصّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولّاه القضاء ودعا له صلى‌الله‌عليه‌وآله من طريق العامّة وفيه سبعة عشر حديثا ٢٥١

الباب الأربعون

في أن أمير المؤمنين أقضى الامة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولّاه القضاء من طريق الخاصّة وفيه ثمانية أحاديث       ٢٥٥

الباب الحادي والأربعون

في رجوع أبي بكر وعمر وعثمان في العلم والحكم وغيرهم من الصحابة إلى أمير المؤمنين من طريق العامّة وفيه ثلاثة وثلاثون حديثا............................................................................ ٢٥٨

الباب الثاني والأربعون

في رجوع أبي بكر وعمر وعثمان في العلم والحكم وغيرهم من الصحابة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه اثنا عشر حديثا............................................................................ ٢٧٠

٣٥٧

الباب الثالث والأربعون

في أن علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّه عند أمير المؤمنين عليه‌السلام وقول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم» من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث........................... ٢٧٥

الباب الرابع والأربعون

في أن علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّه عند أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام وقول أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم» من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا........... ٢٧٧

الباب الخامس والأربعون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي مع الحق والحق مع علي» وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهم أدر الحق معه حيث دار» وأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله بسلوك طريقه عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه خمسة عشر حديثا............................................. ٢٨٢

الباب السادس والأربعون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحقّ مع عليّ وعليّ مع الحق يدور معه حيث دار» وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «عليّ مع القرآن والقرآن معه» وآية الحق وراية الهدى من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا.................................... ٢٨٧

الباب السابع والأربعون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : من فارقك فقد فارقني من طريق العامّة وفيه سبعة أحاديث.. ٢٩٢

الباب الثامن والأربعون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : من فارقك فقد فارقني من طريق الخاصّة وفيه أربعة أحاديث. ٢٩٤

٣٥٨

الباب التاسع والأربعون

في قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : حقّ عليّ على هذه الامّة كحق الوالد على ولده من طريق العامّة وفيه ستّة أحاديث      ٢٩٦

الباب الخمسون

في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حقّ عليّ على هذه الأمّة كحقّ الوالد على الولد من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة أحاديث         ٢٩٨

الباب الحادي والخمسون

في أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام أبوا هذه الامّة من طريق العامّة وفيه حديث واحد... ٢٩٩

الباب الثاني والخمسون

في أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام أبوا هذه الامّة من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة عشر حديثا ٣٠٠

الباب الثالث والخمسون

في أنّ المهاجرين والأنصار لا يشكّون أنّ صاحب الأمر بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو أمير المؤمنين علي وأنّ أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية يعلمون ذلك وإتيان أبي بكر وعمر ليبايعا عليّا عليه‌السلام بعد موت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقول أبي بكر : أقيلوني ... الحديث من طرق العامّة وفيه خمسة عشر حديثا........................................................ ٣٠٤

الباب الرابع والخمسون

في قول عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لأبي بكر انّه ليعلم والذين حوله إنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري من طريق الخاصّة وفيه حديث واحد............................................................................ ٣١٣

٣٥٩

الباب الخامس والخمسون

في إخراج أمير المؤمنين عليه‌السلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا وإرادة حرق بيته عليه‌السلام وبيت فاطمة عليها‌السلام عند امتناعه من البيعة وإرادة قتله عليه‌السلام إن امتنع من البيعة وامتناع الجماعة الذين معه عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه واحد وثلاثون حديثا  ٣٢٢

الباب السادس والخمسون

في إخراج أمير المؤمنين عليه‌السلام لبيعة أبي بكر مكرها ملبّبا وإرادة حرق بيت فاطمة عليها‌السلام عند امتناعه من البيعة وإرادة قتله عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه ستّة أحاديث...................................................... ٣٣٤

الباب السابع والخمسون

في قول أبي بكر وعمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، وقول عليّ عليه‌السلام : بيعتي لم تكن فلتة من طريق العامّة وفيه ثمانية أحاديث................................................. ٣٤٠

الباب الثامن والخمسون

في قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرّها ومن عاد إلى مثلها فاقتلوه من طريق الخاصّة ، وفيه حديثان         ٣٤٤

الباب التاسع والخمسون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق العامّة وفيه حديثان................... ٣٤٥

الباب الستّون

في أمر خالد بقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام من طريق الخاصّة وفيه حديثان.................. ٣٤٨

٣٦٠