غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

ابن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جلّ جلاله أنّه قال : «أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الخلق بقدرتي واخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله حبيبا وخليلا وصفيّا وبعثته رسولا إلى خلقي واصطفيت له عليّا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي وخليفتي على عبادي ليبيّن لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الّذي أوتى منه وبيتي الّذي من دخله كان آمنا من ناري وحصني الّذي من لجأ إليه حصنه من مكروه الدنيا والآخرة ووجهي الّذي من توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه وحجّتي في السماوات والأرضيين على جميع من فيهنّ من خلقي لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النّعمة الّتي أنعمت بها على من أحببته من عبادي فمن أحببته من عبادي وتولّيته عرّفته ولايته ومعرفته ومن أبغضته من عبادي أبغضته لانصرافه عن معرفته ولايته فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت أنّه لا يتولّى عليّ عبد من عبادي إلّا زحزحته من النار وأدخلته الجنّة ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلّا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير» (١).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السّعدآبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر ابن يزيد الجعفي عن أبي حمزة الثمالي عن حبيب بن عمرو قال : دخلت على أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام في مرضه الّذي قبض فيه فحلّ عن جراحته فقلت يا أمير المؤمنين ما أجرحك هذا بشيء وما بك من بأس فقال لي : «يا حبيب أنا والله مفارقكم السّاعة» ، قال فبكيت عند ذلك وبكت أمّ كلثوم وكانت قاعدة عنده فقال : «ما يبكيك يا بنيّة» ، فقالت ذكرت يا أبة إنّك مفارقنا السّاعة فبكيت فقال لها : «يا بنيّة لا تبكين فو الله لو ترينّ ما يرى أبوك ما بكيت» ، قال حبيب فقلت له وما الذي ترى يا أمير المؤمنين فقال : «يا حبيب أرى ملائكة السماوات والنبيّين بعضهم في أثر بعض وقوفا إلى أن يتلقوني وهذا أخي محمّد رسول الله جالس عندي يقول أقدم فإنّ أمامك خير لك ممّا أنت فيه» فما خرجت من عنده حتّى توفي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا كان من الغد وأصبح الحسن عليه‌السلام قام خطيبا على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أيّها الناس في هذه اللّيلة نزل القرآن ، وفي هذه

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٩١ / مجلس ٣٩ / ح ١٠.

١٢١

اللّيلة رفع عيسى بن مريم ، وفي هذه اللّيلة قتل يوشع بن نون ، وفي هذه اللّيلة مات أبي أمير المؤمنينعليه‌السلام والله لا يسبق أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنّة ولا يكون بعده وإن كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليبعثه في السريّة فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله» (١).

السادس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن أحمد السّناني رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا القاسم بن سليمان عن ثابت بن أبي صفيّة عن سعيد بن علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للإمامة ، أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التّأويل ، أنا وأنت أبوا هذه الأمّة يا عليّ أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي شيعتك شيعتي وأنصارك أنصاري وأولياؤك أوليائي وأعداؤك أعدائي ، يا عليّ أنت صاحبي على الحوض وأنت صاحبي في المقام المحمود وأنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنت صاحب لوائي في الدنيا ، لقد سعد من تولاك وشقي من عاداك ، وإنّ الملائكة لتتقرب إلى الله تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك وإنّ أهل مودتك في السماء أكثر منهم في الأرض ، يا عليّ أنت أمير أمتي وحجّة الله عليها بعدي قولك قولي وأمرك أمري وطاعتك طاعتي وزجرك زجري ونهيك نهي ومعصيتك معصيتي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)». (٢)

السابع عشر : الشيخ الطوسي في أماليه قال : حدّثني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمّد الرازي عن خاله عن الأشعري عن أحمد بن أبي عبد الله عن عليّ بن أسباط عن داود عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر حديث تزويج فاطمة عليها‌السلام من عليّ عليه‌السلام إلى أن قال في أخره ثمّ قال يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهمّ هذه ابنتي وأحبّ الخلق إليّ اللهمّ وهذا أخي وأحبّ الخلق إليّ اللهمّ اجعله لك وليّا وبك حفيّا وبارك له في أهله» ثمّ قال : «يا عليّ أدخل بأهلك بارك الله لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنّه حميد مجيد». (٣)

الثامن عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النّعمان قال : حدّثنا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٩٦ / مجلس ٥٢ / ح ٤.

(٢) أمالي الصدوق : ٤١٠ / مجلس ٥٣ / ح ١٣.

(٣) أمالي الطوسي : ٤٠ / مجلس ٢ / ح ١٤.

١٢٢

أبو الحسن عليّ بن خالد قال : حدّثنا عبد الله بن مسلم القطّان قال : حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: حدّثنا إسماعيل بن صبيح قال : حدّثنا الصباح المزني عن حكيم بن جبير عن عقبة الهجري عن عمّه قال: سمعت عليّا عليه‌السلام على المنبر وهو يقول : «لأقولنّ اليوم قولا لم يقله أحد قبلي ولا يقله أحد بعدي إلّا كاذب أنا عبد الله وأخو رسول الله ونكحت سيّدة نساء الأمّة». (١)

التاسع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : أخبرني الشّريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى قال : حدّثنا جدّي قال : حدّثنا إبراهيم والحسن بن يحيى جميعا قالا : حدّثنا نصر بن مزاحم عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «كان لي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر لم يعطهنّ أحد قبلي ولا يعطاهنّ أحد بعدي قال لي ، يا عليّ أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة وأنت أقرب الناس معي موقفا يوم القيامة ومنزلي ومنزلك في الجنّة متواجهان كمنزل الأخوين وأنت الوصيّ وأنت الوليّ وأنت الوزير عدوك عدوي وعدوّي عدوّ الله ووليّك ولي ووليي وليّ الله». (٢)

العشرون : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد من حفظه قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد الزّيّات الصّيرفي قال : حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داود ابن سليمان الغازي قال : حدّثنا الرضا عليّ بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر العبد الصّالح قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد قال : حدّثني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب قال : حدّثني أخي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يقول الله عزوجل يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنّعم وتتمقّت إليّ بالمعاصي خيري إليك منزل وشرّك إليّ صاعد ، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كلّ يوم بعمل غير صالح ، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته» (٣).

الحادي والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيد الله عن حسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن أبيه عن الحسين بن عليّ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ إنّ الله تعالى أمرني أن اتخذك أخا ووصيّا ، فأنت

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٨٥ / مجلس ٣ / ح ٣٨.

(٢) أمالي الطوسي : ١٣٧ / مجلس ٥ / ح ٣٥.

(٣) أمالي الطوسي : ١٢٥ / مجلس ٥ / ح ١٠.

١٢٣

أخي ووصيّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي من تبعك فقد تبعني ومن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي ومن كفر بك فقد كفر بيّ ومن ظلمك فقد ظلمني يا عليّ أنت منّي وأنا منك يا عليّ لو لا أنت لما قوتل أهل النهر».

قال : فقلت : «يا رسول الله ومن أهل النهر قال قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرمية» (١).

الثاني والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن محمّد الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزّعفراني قال : أخبرنا إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : حدّثني عثمان بن أبي شيبة عن عمرو بن ميمون عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام عن أبيه عن جده عليهما‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام على منبر الكوفة : «أيّها الناس أنّه كان لي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عشر خصال لهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة وأنت أقرب الخلائق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبّار ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه منازل الاخوان في الله عزوجل ، وأنت الوارث منّي وأنت الوصيّ من بعدي في عداتي وأسرتي ، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي وأنت الإمام لأمتي ، وأنت القائم بالقسط في رعيتي وأنت ولي ووليّ ولي الله وعدوّك عدوّي وعدوّي عدو الله». (٢)

الثالث والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو بكر محمّد ابن عمر الجعاني قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن سعيد المنقري قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد ابن أبي هاشم قال : حدّثني يحيى بن الحسين عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يا معشر المهاجرين والأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا»؟

قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : «هذا عليّ أخي ووارثي ووزيري وخليفتي إمامكم فأحبّوه لحبّي وأكرموه لكرامتي فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت» (٣).

الرابع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي قال :

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٠٠ / مجلس ٧ / ح ٤٣.

(٢) أمالي الطوسي : ١٩٤ / مجلس ٧ / ح ٣١.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٢٣ / مجلس ٨ / ح ٣٦.

١٢٤

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال : حدّثنا عبد الله بن موسى قال : حدّثنا مطر عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أخي ووزيري ووصيي عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام» (١).

الخامس والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أحمد بن محمّد قال : حدّثني الحسن بن عليّ بن عفّان قال : حدّثنا عبد العزيز بن الخطّاب قال : حدّثنا ناصح عن زكريا عن أنس بن مالك قال اتكى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّ عليه‌السلام قال : «يا عليّ أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك وتكون وليي ووصيي ووارثي تدخل رابع أربعة في الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرّيتنا خلف ظهورنا ومن تبعنا من أمتنا على أيمانهم وشمائلهم» ، قال : «بلى يا رسول الله» (٢).

السادس والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى قال : حدّثنا مطر عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أخي ووصيي ووزيري في أهلي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام». (٣)

السابع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا ابن الصّلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثنا عليّ بن محمّد قال : حدّثنا داود بن سليمان قال : حدّثني عليّ بن موسى عن أبيه عن جعفر ابن محمّد عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ عليهم‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة قال : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي أنت ومن قال أنا على دابة الأرض (٤) البراق وأخي صالح على ناقة الله الّتي عقرت وعمّي حمزة على ناقتي العضباء وأخي عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد واقف بين يدي ينادي لا إله إلّا الله محمّد رسول الله قال : فيقول الآدميّون ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو حامل عرش ربّ العالمين قال : فيجيبهم ملك من بطنان العرش معاشر الآدميّين ما هذا ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش هذا الصدّيق الأكبر هذا عليّ بن أبي طالب». (٥)

قال ابن عقدة : أخبرني عبد الله بن أحمد بن عامر في كتابه إلي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني عليّ بن موسى بهذا. (٦)

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٢١ / مجلس ١٠ / ح ٤٦ ، مع اختلاف يسير في السند.

(٢) أمالي الطوسي : ٣٣٢ / مجلس ١٢ / ح ٦.

(٣) أمالي الطوسي : ٢٧١ / مجلس ١٠ / ح ٤٦.

(٤) في المصدر : دابة الله.

(٥) أمالي الطوسي : ٣٤٥ / مجلس ١٢ / ح ٥١.

(٦) أمالي الطوسي : ٣٤٥ / مجلس ١٢ / ح ٥٢.

١٢٥

الثامن والعشرون : الشيخ في أماليه قال بالإسناد ، أخبرنا ابن الحفّار قال : حدّثني ابن الجعابي ، حدّثني أبو الحسن عليّ بن أحمد العجلي قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب قال : حدّثنا عيسى ابن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ قال : حدّثني قال : حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليه‌السلام قال : «جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة يطلبني فقال : أين أخي يا أمّ أيمن قالت ومن أخوك قال عليّ قالت يا رسول الله تزوّجه ابنتك وهو أخوك فقال : نعم أما والله يا أمّ أيمن لقد زوّجتها كريما كفؤا شريفا وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين» (١).

التاسع والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطّبري قراءة قال : حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء وحدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قالا : حدّثنا عمر بن حمّاد بن طلحة القنّاد قال : حدّثنا أسباط بن نصر عن سمّاك يعني ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس رحمه‌الله أنّ عليّا عليه‌السلام كان يقول في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله عزوجل يقول : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل قاتلت على ما قاتل عليه حتّى أموت ، والله إنّي لأخوه وابن عمّه ووارثه فمن أحقّ به منّي» (٢).

الثلاثون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا أبو سعيد البصري قال : حدّثنا محمّد بن صدقة العنبري قال : حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن عليّ عليهم‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صلّى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر ثمّ انفتل وأقبل يحدّثنا ثمّ قال : «أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين» قال فقمت أنا وأبو أيّوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا : يا رسول الله من الشّمس؟ قال : «أنا» فإذا هو صلى‌الله‌عليه‌وآله قد ضرب لنا مثلا فقال : «إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم ، فأنا الشّمس فإذا ذهب بي فتمسّكوا بالقمر» قلنا : فمن القمر؟ قال : «أخي ووصيّي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي [عليّ بن أبي طالب]» قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : «الحسن والحسين» ثمّ مكث مليّا فقال : «وفاطمة هي الزّهرة وعترتي وأهل بيتي هم مع القرآن لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض» (٣).

الحادي والثلاثون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل ابن محمّد البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال :

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٣٥٤ / مجلس ١٢ / ح ٧٤ ، وفيه أخبرنا الحفار.

(٢) أمالي الطوسي : ٥٠٢ / مجلس ١٨ / ح ٦.

(٣) أمالي الطوسي : ٥١٧ / مجلس ١٨ / ح ٣٨.

١٢٦

حدّثنا أبي أبو عبد الله عليه‌السلام قال المجاشعي وحدّثنا الرضا عليّ بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عليّ بن الحسين قال : حدّثني عمير وسلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهما سمعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في حجّته : «عليّ يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظّالمين عليّ أخي ومولى المؤمنين من بعدي وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّ الله ختم النبوّة بي فلا نبي بعدي وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي». (١)

الثاني والثلاثون : الشيخ الطوسي في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله بن [محمد بن] عمّار الثّقفي قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن سليمان [قال : حدّثنا أبي] قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد قال : حدّثنا معتّب مولانا قال : حدّثنا [عمر بن] عليّ بن عمر قال : حدّثنا أبي عمر بن عليّ بن الحسين قال : سمعت محمّد بن أبي عبيد بن محمد ابن عمّار بن ياسر يحدث عن أبيه عن جده محمّد بن عمّار بن ياسر قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له : «يا عليّ أنت أخيّ وصفيي ووصيي ووزيري وأميني مكانك منّي في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي من مات وهو يحبّك ختم الله عزوجل له بالأمن والإيمان ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب» (٢).

الثالث والثلاثون : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهدي بن صدقة البرقي أملاه عليّ من كتابه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الرضا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال : «لمّا أتى أبو بكر وعمر إلى منزل أمير المؤمنين عليه‌السلام وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده خرج أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى المسجد فحمد الله وأثنى عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت إذ بعث فيهم رسولا منهم وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، ثمّ قال : إنّ فلانا وفلانا أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني أنا ابن عمّ النبيّ وأبو بنيه والصّديق الأكبر وأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقولها أحد غيري إلّا كاذب وأسلمت وصلّيت ، وأنا وصيّه وزوج ابنته سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو حسن وحسين سبطيّ رسول الله ونحن أهل بيت الرحمة بنا هداكم الله وبنا استنقذكم من الضّلالة وأنا صاحب يوم الدّوح وفيّ نزلت سورة من القرآن ، وأنا

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٢١ / مجلس ١٨ / ح ٥٤.

(٢) أمالي الطوسي : ٥٤٥ / مجلس ٢٠ / ح ٣.

١٢٧

الوصيّ على الأموات من أهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا ثقته على الأحياء من أمّته فاتقوا الله يثبّت أقدامكم ويتم نعمته عليكم ثمّ رجع عليه‌السلام إلى بيته» (١).

الرابع والثلاثون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن جعفر بن محمّد بن رياح الاشجعي قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن أبي الرّواس الخثعمي قال : حدّثني عديّ بن زيد الهجري عن أبي خالد الواسطي قال إبراهيم بن محمّد : فلقيت أبا خالد فحدثني عن زيد بن عليّ عن جده عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «كنت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي قبض فيه فكان رأسه في حجري والعبّاس يدبّ عن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاغمي عليه إغماء ثمّ فتح عينيه فقال : يا عبّاس يا عمّ رسول الله اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي ، فقال العبّاس يا رسول الله أنت أجود من الرّيح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك وعداتك ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ثلاثا يعيده عليه والعبّاس في كلّ ذلك يجيبه بما قال أوّل مرّة فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عبّاس مثل مقالتك فقال : يا عليّ اقبل وصيّتي واضمن ديني وعداتي فخنقتني العبرة وارتج جسدي ونظرت إلى رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذهب ويجيء في حجري فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثمّ ثنى فقال : يا عليّ اقبل وصيّتي واضمن ديني وعدتي قال : قلت : نعم بأبي وأمي قال : اجلسني فأجلسته فكان ظهره في صدري فقال : يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة ووصيّي وخليفتي في أهلي ثمّ قال : يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها ولجامها ومنطقتي الّتي أشدّها على درعي فجاء بلال بهذا الاشياء فوقف بالبغلة بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا عليّ قم فأقبض قال : فقمت وقام العبّاس وجلس مكاني فقمت وقبضت ذلك فقال : انطلق به إلى منزلك فانطلقت به ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قائما فنظر إليّ ثمّ عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إليّ وقال : هاك يا عليّ هذا لك في الدنيا والآخرة والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال : يا بني هاشم يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليّا فتضلّوا ولا تحسدوه فتكفروا ، يا عبّاس قم من مكان عليّ فقال : تقيم الشيخ وتجلس الغلام فاعادها عليه ثلاث مرّات فقام العبّاس فنهض مغضبا وجلست مكاني فقال رسول الله يا عم يا عبّاس يا عم رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار فرجع فجلس» (٢).

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٥٦٨ / مجلس ٢٢ / ح ١.

(٢) أمالي الطوسي : ٥٧٣ / مجلس ٢٢ / ح ١٢.

١٢٨

الباب السابع عشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام فوّض إليهما أمر الدين

من طريق العامّة وفيه حديث واحد

أبو المؤيد موفّق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامّة في كتاب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام قال ذكر الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، حدّثنا سهل بن أحمد عن أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري عن هناد بن السّري عن محمّد بن هشام عن سعيد بن أبي سعيد عن محمّد ابن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «انّ الله تعالى لمّا خلق السماوات والأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدين فالسّعيد من سعد بنا والشقيّ من شقي بنا نحن المحلّلون لحلاله والمحرّمون لحرامه» (١).

ورواه الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامّة رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «انّ الله خلق السماوات والأرض ودعاهن فأجبن فعرض عليهن نبوّتي وولاية عليّ بن أبي طالب فقبلناها ثمّ خلق الله الخلق وفوّض إلينا أمر الدين والسعيد من سعد بنا والشّقي من شقى بنا ونحن المحلّلون لحلاله والمحرّمون لحرامه» (٢).

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ١٣٥ / ح ١٥١.

(٢) مائة منقبة : ٢٦ / منقبة ٧.

١٢٩

الباب الثامن عشر

في أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا عليه‌السلام وبنيه الأئمة : فوّض إليهم أمر الدين

من طريق الخاصّة وفيه ثلاثة عشر حديثا

الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن عليّ بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النّحوي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فسمعته يقول : «انّ الله عزوجل أدّب نبيّه على محبّته فقال : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (١) ثمّ فوّض إليه فقال عزوجل : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٢) وقال عزوجل : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (٣) قال : ثمّ قال : وإن نبي الله فوّض إلى عليّ وائتمنه فسلّمتم وجحدوا الناس فو الله لنحبّكم أن تقولوا إذا قلنا وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عزوجل ما جعل الله لاحد خير في خلاف أمرنا». (٤)

الثاني : محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكّار بن بكر عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللهعزوجل فأخبره بها ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأوّل فدخلني من ذلك ما شاء الله حتّى كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشّام لا يخطئ بالواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كلّه فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي فقلت : إنّ ذلك منه تقيّة قال ثمّ التفت وقال لي: «يا ابن أشيم انّ الله عزوجل فوّض إلى سليمان بن داود عليه‌السلام فقال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٥) وفوّض إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٦) فما فوّض إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوّضه إلينا» (٧).

__________________

(١) القلم : ٤.

(٢) الحشر : ٧.

(٣) النساء : ٨٠.

(٤) الكافي : ١ / ٢٦٥ / باب التفويض إلى رسول الله ... / ح ١.

(٥) ص : ٣٩.

(٦) الحشر : ٧.

(٧) الكافي : ١ / ٢٦٥ / باب التفويض إلى رسول الله ... / ح ٢.

١٣٠

الثالث : محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحجّال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما‌السلام يقولان : «أنّ الله عزوجل فوّض إلى نبيه عليه‌السلام أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثمّ تلا هذه الآية (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)». (١)

الرابع : محمّد بن يعقوب عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول لبعض أصحابه قيس الماصر : «إنّ الله عزوجل أدّب نبيّه فأحسن أدبه فلمّا كمل الأدب قال : (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ثمّ فوّض إليه أمر الدين والأمّة ليسوس عباده فقال عزوجل : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مسدّدا موفقا ومؤيّدا بروح القدس لا يزلّ ولا يخطئ في شيء ما يسوس به الخلق فتأدّب بآداب الله ثمّ أنّ الله عزوجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهنّ إلّا في سفر وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السّفر والحضر فأجاز الله له ذلك كلّه فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة، ثمّ سنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله النّوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة فاجاز الله عزوجل له ذلك ، والنّافلة والفريضة إحدى وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر ، وفرض الله عزوجل في السّنة صوم شهر رمضان وسن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صوم شهر شعبان وثلاثة أيام من كلّ شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عزوجل ذلك له ، وحرم الله عزوجل الخمر بعينها وحرّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسكر من كلّ شراب فأجاز الله له ذلك ، وعاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام وانما نهى عنها نهي اعافة وكراهة ، ثمّ رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخّص لهم رسول الله فيما نفاهم عنهم نهي حرام ولا فيما أمر به أمر فرض لازم ، فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لاحد ولم يرخص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأحد تقصير الركعتين اللّتين ضمّها إلى ما فرض الله عزوجل بل ألزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لأحد في شيء من ذلك الّا للمسافر وليس لأحد أن يرخّص ما لم يرخّصه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوافق أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر الله عزوجل ونهيه الله عزوجل ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى» (٢).

__________________

(١) المصدر السابق : ح ٣.

(٢) الكافي : ١ / ٢٦٦ / باب التفويض إلى رسول الله ... / ح ٤.

١٣١

الخامس : محمّد بن يعقوب عن أبي عليّ الأشعري عن محمّد بن عبد الجبار عن ابن فضّال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة أنّة سمع أبا عبد الله وأبا جعفر عليهما‌السلام يقولان : «انّ الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثمّ تلا هذه الآية : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)» (١).

السادس : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن سنان عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «انّ الله تبارك وتعالى ادّب نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا انتهى إلى ما أراده قال له : (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ففوّض الله إليه دينه فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وانّ الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجدّ شيئا وانّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اطعمه السّدس فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عزوجل : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)» (٢).

السابع : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن زياد عن محمّد بن الحسن الميثمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «انّ الله عزوجل أدّب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى قومه على ما أراد ثمّ فوض إليه عزوجل : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فما فوّض الله إلى رسوله فقد فوّضه إلينا» (٣).

الثامن : محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن عدّة من أصحابنا (٤) عن الحسين بن عبد الرحمن عن مندل (٥) الحنّاط عن زيد الشحّام قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) قال : «اعطى سليمان ملكا عظيما ثمّ جرت هذه الآية في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فكان له يعطي ما يشاء ويمنع من يشاء واعطاه أفضل مما اعطى سليمان لقوله تعالى : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)». (٦)

التاسع : محمّد بن الحسن الصّفار في بصائر الدّرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «خلق الله محمّدا فأدّبه حتّى بلغ أربعين سنة أوحى الله إليه [وفوض إليه] الاشياء فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ

__________________

(١) المصدر السابق : ح ٥.

(٢) المصدر السابق : ح ٦.

(٣) المصدر السابق : ح ٩.

(٤) في المصدر : بعض أصحابنا.

(٥) في المصدر : صندل.

(٦) الكافي : ١ / ٢٦٨ / باب التفويض إلى رسول الله ... / ح ١٠.

١٣٢

عَنْهُ فَانْتَهُوا)» (١).

العاشر : محمّد بن الحسن الصّفار أيضا عن محمّد بن عبد الجبّار عن الحسن بن عليّ ابن فضّال عن ثعلبة عن زرارة أنّه سمع أبا عبد الله وأبا جعفر عليهما‌السلام يقولان : «انّ الله فوّض إلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم تلا هذه الآية : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)»(٢).

الحادي عشر : محمّد بن الحسن الصّفّار أيضا عن محمّد بن عبد الجبّار عن البرقي عن فضالة عن ربعي عن القاسم بن محمّد قال : أنّ الله تبارك وتعالى أدّب نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فأحسن أدبه فقال : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) ، فلمّا كان ذلك أنزل الله (إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وفوض إليه أمر دينه فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فحرّم الله الخمر بعينها وحرّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسكر فأجاز الله ذلك له ولم يفوض إلى أحد من الأنبياء. (٣)

الثاني عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه‌الله قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال : قلت للرّضا عليه‌السلام ما تقول في التفويض فقال : «انّ الله تعالى فوّض إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فأمّا الخلق والرزق فلا» ثمّ قال عليه‌السلام : «انّ الله تعالى خالق كل شيء ويقول الله تعالى : (الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)» (٤).

الثالث عشر : محمّد بن العبّاس بن ماهياد الثقة قال : حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي عن محمّد ابن عيسى عن محمّد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال «قوله عزوجل : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) واتقوا الله عن ظلم آل محمّد فانّ الله شديد العقاب لمن ظلمهم» (٥).

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٩٨ / باب التفويض إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله / ح ١. وفيه عن أبي جعفر عليه‌السلام

(٢) المصدر السابق : ح ٢.

(٣) المصدر السابق : ح ٣.

(٤) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ١ / ٢١٩ ، والآية في سورة الروم : ٤٠.

(٥) كتاب سليم بن قيس : ٤٦٨.

١٣٣

الباب التاسع عشر

في سعة فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق العامّة وفيه ستّة أحاديث

الأوّل : أقول : في أوّل كتاب موفق بن أحمد وهو من أعيان علماء العامّة ما صوّرته ، قال الإمام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الإسلام تاج الخلفاء مفتي الأمّة مقتدى الفريقين صدر الأئمة أخطب الخطباء أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي ذكر فضائل أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، بل ذكر شيء منها إذ ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء ، بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء يدلّ على صدق ما ذكرت ما أخبرني السيّد الإمام الأجلّ المرتضى شرف الدين عزّ الإسلام ، علم الهدى ، نقيب نقباء الشرق والغرب ، أبو المفضّل محمّد بن عليّ بن المطهّر المرتضى الحسيني في كتابه إليّ من مدينة الرّي جزاه الله عنّي خيرا.

قال : أخبرنا السيّد أبو الحسن عليّ بن أبي طالب الحسيني السّيلقي بقراءتي عليه ، أخبرنا الشيخ العالم أبو النجم محمّد بن عبد الوهاب بن عيسى السّمان الرازي أخبرنا الشيخ العالم أبو سعد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي أخبرنا محمّد بن عليّ بن جعفر الأديب بقراءتي عليه (١) ، حدّثني المعافى بن زكريّا أبو الفرج عن محمّد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمّد بن بهرام عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والأنس كتاب ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام» (٢).

الثاني : موفّق بن أحمد عقيب هذا الحديث قال وذكر ابن شاذان قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي من كتابه عن الحسن بن إسحاق عن محمّد بن زكريّا عن جعفر بن محمّد بن عماد عن أبيه عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله تعالى جعل لأخي عليّ فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّا بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ومن كتب فضيلة من

__________________

(١) قد أسقط المصنف رحمه‌الله من هنا أسماء عدّة رجال.

(٢) المناقب : ٣١ / ح ١.

١٣٤

فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب الّتي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب الّتي اكتسبها بالنظر، ثمّ قال النظر إلى عليّ عبادة وذكره عبادة لا يقبل الله إيمان عبد إلّا بولايته والبراءة من أعدائه»(١).

الثالث : موفّق بن أحمد قال : أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسين بن أحمد الهمداني قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا أحمد بن يعقوب [بن] المهرجان ، حدّثنا عليّ بن محمّد الحنفي (٢) القاضي قال : حدّثنا الحسين ابن الحكم ، حدّثنا حسين الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال : قال رجل لابن عبّاس سبحان الله ما أكثر مناقب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وفضائله إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف ، فقال ابن عبّاس : أو لا تقول إنّها إلى ثلاثين ألفا أقرب.

ثمّ قال موفّق بن أحمد عقيب ذلك ويدلّ على ذلك أيضا ما روي عن الإمام الحافظ أحمد بن حنبل وهو كما عرف أصحاب الحديث في علم الحديث قريع أقرانه وإمام زمانه والمقتدى به في هذا الفن في أبانه والفارس الّذي يكبو فرسان الحفّاظ في ميدانه وروايته فيه رضي الله عنه مقبولة وعلى كاهل التصديق محمولة لما علم أنّ الإمام أحمد بن حنبل ومن احتذى على مثاله ونسج على منواله وحطب على حبله وانضوى إلى حفله مالوا إلى تفضيل الشيخين رضي الله عنهما وأرضاهما وأظلنا يوم القيامة بظل رضاهما فجاءت روايته فيه كعمود الصّبح لا يمكن ستره بالراح وهو ما : أخبرني الشيخ الإمام الزاهد فخر الأئمّة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفربندي الخوارزمي جزاه الله خيرا ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو [محمد] الحسن بن أحمد السّمرقندي قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن أحمد بن محمّد بن عبدان العطّار وإسماعيل بن أبي نصر عبد [بن] الرحمن الصّابوني وأحمد ابن الحسين البيهقي قالوا جميعا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت القاضي الإمام أبا الحسن عليّ بن الحسن وأبا الحسن محمّد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمّد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (٣).

وأقول ما ذكره الموفق بن أحمد هنا مذكور في كتب الخاصّة والعامّة متكرّر في الكتب.

الرابع : ما ذكره صاحب ثاقب المناقب من طريق المخالفين عن محمّد بن عمر الواقدي قال : كان

__________________

(١) المناقب : ٣٢ / ح ٢.

(٢) في المصدر : النخعي.

(٣) المناقب : ٣٢ / ح ٣ ، ٤.

١٣٥

هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة فقعد ذات يوم وحضره الشافعي وكان هاشميّا يقعد إلى جنبه ، وحضر محمّد بن الحسن وأبو يوسف فقعدا بين يديه وغصّ المجلس بأهله فيهم سبعون رجلا من أهل العلم كلّ منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الأصقاع قال الواقدي ، فدخلت في آخر الناس فقال الرّشيد ، لما تأخرت فقلت ما كان لإضاعة حق ولكني شغلت بشغل عاقني عمّا أحببت قال : فقربني حتّى أجلسني بين يديه وقد خاض الناس في كل فن من العلم فقال الرشيد للشّافعي : يا ابن عمّي كم تروي في فضائل عليّ بن أبي طالب؟

قال : أربعمائة حديث وأكثر.

فقال له : قلّ ولا تخف.

قال تبلغ خمسمائة وتزيد.

ثمّ قال لمحمد بن الحسن كم تروي يا كوفي من فضائله؟

قال : ألف حديث أو أكثر ، فاقبل على أبي يوسف فقال : كم تروي أنت يا كوفي من فضائله أخبرني ولا تخش؟

قال : يا أمير المؤمنين لو لا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى.

قال : ممّ تخاف؟

قال : منك ومن عمّالك وأصحابك.

قال : أنت آمن فتكلّم ، وأخبرني كم فضيلة تروي فيه؟

قال : خمسة عشر ألف خبر مسند وخمسة عشر ألف حديث مرسل.

قال الواقدي : فأقبل عليّ فقال : ما تعرف في ذلك؟

فقلت : مثل مقالة أبي يوسف.

قال الرّشيد : لكنّي أعرف له فضيلة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني أجلّ من كلّ فضيلة تروونها أنتم وإنّي لتائب إلى الله تعالى ممّا كان منّي من أمر الطالبيّة ونسلهم ، فقلنا بأجمعنا : وفّق الله أمير المؤمنين وأصلحه إن رأيت أن تخبرنا بما عندك.

قال : نعم ولّيت عاملي يوسف بن الحجّاج دمشق وأمرته بالعدل في الرّعية والإنصاف في القضيّة فاستعمل ما أمرته فرفع إليه أنّ الخطيب الّذي يخطب بدمشق يشتم عليّا عليه‌السلام في كلّ يوم وينقصه قال : فأحضره وسأله عن ذلك فأقرّ له بذلك.

فقال له : وما حملك على ما أنت عليه؟

١٣٦

قال : لأنّه قتل آبائي وسبى الذّراري فلذلك الحقد له في قلبي ولست أفارق ما أنا عليه.

فقيّده وغلّه وحبسه وكتب إليّ بخبره فأمرته أن يحمله إليّ على حالته من القيود فلمّا مثل بين يديّ زبرته وصحت به.

وقلت أنت الشّاتم لعليّ بن أبي طالب؟

فقال : نعم.

قلت : ويلك قتل من قتل وسبى من سبى بأمر الله تعالى وأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فقال ما أفارق ما أنا عليه ولا تطيب نفسي إلّا به.

فدعوت بالسّياط والعقّابين فأقمته بحضرتي هاهنا وظهره إليّ فأمرت الجلّاد وجلده مائة سوط فأكثر الصيّاح والغياث فبال في مكانه فامرت به فنحي عن العقّابين وأدخل ذلك البيت وأومأ بيده إلى بيت في الايوان وأمرت أن يغلق الباب عليه ففعل ذلك ومضى النهار وأقبل الليل ولم أبرح من موضعي هذا حتّى صلّيت العتمة ثمّ بقيت ساهرا أفكّر في قتله وفي عذابه وبأيّ شيء أعذّبه ، مرّة أقول أعذّبه على عداوته ، ومرّة أقول أقطع أمعاءه ، ومرّة أفكر في تغريقه أو قتله بالسوط واستمرّ الفكر في أمره حتّى غلبتني عيني في آخر الليل فإذا أنا بباب السماء قد انفتح وإذا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قد هبط وعليه خمس حلل ثمّ هبط عليّ وعليه أربع حلل ثمّ هبط الحسن وعليه ثلاث حلل ثم هبط الحسين عليه‌السلام وعليه حلّتان ثمّ نزل جبرائيل وعليه حلّة واحدة ، فإذا هو من أحسن الخلق في نهاية الوصف ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسنه فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطني الكأس فأعطاه فنادى بأعلى صوته يا شيعة محمّد وآله فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدّار أربعون نفسا أعرفهم كلّهم ، وإن في داري أكثر من خمسة ألاف إنسان فسقاهم من الماء وصرفهم.

ثمّ قال : أين الدّمشقي فكأن الباب قد انفتح فأخرج إليه فلمّا رآه عليّ عليه‌السلام أخذه وقال : يا رسول الله هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك.

فقال : خلّه يا أبا الحسن.

ثمّ قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على زنده بيده وقال : أنت الشّاتم عليّ بن أبي طالب؟

فقال : نعم.

قال : اللهمّ امسخه وامحقه وانتقم منه.

قال : فتحوّل وأنا أراه كلبا وردّ إلى البيت كما كان وصعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجبرائيل عليه‌السلام وعليّ عليه‌السلام ومن كان معهم فانتبهت فزعا مذعورا فدعوت الغلام وأمرت بإخراجه إليّ فاخرج وهو كلب.

١٣٧

فقلت له : كيف رأيت عقوبة ربّك؟

فأومأ برأسه كالمعتذر وأمرت بردّه وها هو ذا في البيت ، ثمّ نادى وأمر بإخراجه فأخرج ، وقد أخذ الغلام بإذنه فإذا أذناه كآذان الإنسان وهو في صورة الكلب فوقف بين أيدينا يلوك بلسانه ويحرّك بشفتيه كالمعتذر.

فقال الشافعي للرّشيد : هذا مسخ ولست آمن أن يحلّ العذاب به فأمر بإخراجه عنّا فأمر به فردّ إلى البيت فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبة وصيحة فإذا صاعقة قد سقطت على سطح البيت فأحرقته وأحرقت البيت فصار رمادا وعجّل الله بروحه إلى نار جهنم.

قال الواقدي فقلت للرّشيد : يا أمير المؤمنين هذه معجزة وعظت بها فاتق الله في ذريّة هذا الرجل.

قال الرّشيد : أنا تائب إلى الله تعالى ممّا كان منّي وأحسنت توبتي (١).

الخامس : قال عز الدين ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المخالفين من المعتزلة : أعلم أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته الّتي آتاه الله إيّاها واختصه بها وساعده على ذلك فصحاء العرب كافة لم يبلغوا إلى معشار ما نطق به الرّسول الصّادق صلوات الله عليه في أمره ولست أعني الأخبار العامّة الشائعة الّتي تحتج بها الإماميّة على إمامته كخبر الغدير والمنزلة وقصّة براءة وخبر المناجاة وقصة خيبر وخبر الدّار بمكّة في ابتداء الدّعوة ونحو ذلك بل الأخبار الخاصّة الّتي رواها أئمّة الحديث الّتي لم يحصل أقلّ القليل منها لغيره ، وأنا أذكر من ذلك شيئا يسيرا ممّا رواه علماء الحديث الّذين لا يتّهمون فيه وجلّهم قائلون بتفضيل غيره عليه فروايتهم فضائله يوجب سكون النفس ما لا توجبه رواية غيرهم.

الخبر الأوّل : «يا عليّ إنّ الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحبّ إليه منها هي زينة الأبرار عند الله تعالى الزّهد في الدنيا جعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ووهب لك حبّ المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما».

رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه المعروف بحلية الأولياء وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك (٢).

الخبر الثاني : قال لوفد ثقيف : «لتسلمنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلا منّي» ، أو قال : «عديل نفسي عليه‌السلام

__________________

(١) الثاقب في المناقب : ٢٢٩ ـ ٢٣٢ ، ح ٢٠٠ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ٢٩٢ ، ومناقب الخوارزمي : ٢٠٠.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٦.

١٣٨

فليضربن أعناقكم وليأخذن أموالكم» ، قال عمر فما تمنّيت الامارة إلّا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا فالتفت وأخذ بيد عليّ وقال : «هو هذا» مرتين رواه أحمد في المسند ورواه في كتاب فضائل عليّ عليه‌السلام أنّه قال : «لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثنّ إليكم رجلا كنفسي يمضي فيكم أمري يقتل المقاتلة ويسبي الذرّيّة».

قال أبو ذر : فما راعني إلّا برد كف عمر في حجزتي من خلفي يقول من تراه يعني؟

فقلت : إنّه لا يعنيك وإنّما يعني خاصف النّعل بالبيت وإنّه قال هو ذا (١).

الخبر الثالث : «انّ الله عهد إلي عهدا».

فقلت : وما هو بيّنه لي؟

قال : «اسمع إنّ عليّا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة الّتي الزمتها المتّقين من أحبّه فقد أحبّني ومن أطاعه فبشّره بذلك».

فقلت : اللهم أجل قلبه وأجعل ربيعة الإيمان بك ، قال : قد فعلت ذلك غير إنّي مختصّه بشيء من البلاء لم اختصّ به أحدا من أوليائي.

فقلت : «ربّ أخي وصاحبي».

قال : إنّه سبق في علمي إنّه لمبتل ومبتلى به.

ذكره أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء عن أبي بريرة الأسلمي ثمّ رواه بإسناد آخر بلفظ آخر عن أنس ابن مالك : «إنّ ربّ العالمين عهد إلي في عليّ عهدا أنّه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني إنّ عليّا أميني غدا في القيامة وصاحب رايتي بيد عليّ [مفاتيح] خزائن رحمة ربّي». (٢)

الخبر الرابع : «من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه وإلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطنته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».

رواه أحمد بن حنبل في المسند ورواه أحمد البيهقي في صحيحه. (٣)

الخبر الخامس : «من سرّه أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسّك بالقضيب الأحمر من الياقوتة الّتي خلقها الله بيده تعالى ، ثمّ قال لها كوني فكانت فليتمسّك بولاء عليّ بن أبي طالب» ، ذكره أبو نعيم في كتاب حلية الأولياء ورواه أحمد بن حنبل في المسند في كتاب فضائل عليّ بن

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٧.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٧.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٨.

١٣٩

أبي طالب وحكاية لفظ أحمد «من أحبّ أن يتمسّك بالقضيب الأحمر الّذي غرسه الله في جنّة عدن بيمينه فليتمسّك بحبّ عليّ بن أبي طالب (١).

الخبر السادس : «والّذي نفسي بيده لو لا أن تقول طوائف من أمّتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملاء من المسلمين إلّا أخذ التراب من تحت قدميك للبركة» ، ذكره أبو عبد الله أحمد بن محمّد في المسند. (٢)

الخبر السابع : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الحجيج عشيّة عرفة فقال لهم «إنّ الله باهى بكم الملائكة عامّة وغفر لكم عامّة وباهى بعليّ خاصّة إنّي قائل لكم قولا غير محاب فيه لقرابتي إنّ السّعيد كلّ السّعيد حقّ السّعيد من أحبّ عليّا في حياته وبعد موته».

رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في كتاب فضائل عليّ عليه‌السلام وفي المسند أيضا (٣).

الخبر الثامن : رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في الكتابين المذكورين «أنا أوّل من يدعى به يوم القيامة فأقوم عن يمين العرش في ظلّه ثمّ أكسى حلّة ثمّ يدّعى بالنبيّين بعضهم على أثر بعض فيقومون عن يمين العرش ويكسون حللا ثمّ يدعى بعلي بن أبي طالب لقرابته منّي ومنزلته عندي ثمّ يدفع إليه لوائي لواء الحمد آدم ومن دونه تحت ذلك اللّواء» ، ثمّ قال لعليّ عليه‌السلام : «فتسير به حتّى تقف بيني وبين إبراهيم الخليل ثمّ تكسى حلّة وينادي مناد من العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك نوح أبشر فإنّك تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وتحيى إذ حييت» (٤).

الخبر التاسع : «يا أنس اسكب لي وضوء» ثمّ قام فصلّى ركعتين ثمّ قال : «أوّل من يدخل من هذا الباب إمام المتّقين وسيّد المسلمين ويعسوب المؤمنين وخاتم الوصيّين وقائد الغرّ المحجّلين» قال أنس فقلت اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار وكتمت دعوتي فجاء عليّ عليه‌السلام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من جاء يا أنس»؟

فقلت عليّ فقام إليه مستبشرا فاعتنقه ثمّ جعل يمسح عرق وجهه.

فقال عليّ : «يا رسول الله لقد رأيت اليوم منك تصنع بيّ شيئا ما صنعته بي قبل».

قال : «وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي وتسمعهم صوتي وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي». رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء (٥).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٨.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٨.

(٣) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٨.

(٤) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٩.

(٥) شرح نهج البلاغة : ٩ / ١٦٩.

١٤٠