غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي

غاية المرام وحجّة الخصام - ج ٥

المؤلف:

السيّد هاشم البحراني الموسوي التوبلي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

شركنا في سدسنا حتّى هو اعلم [به] (١) منّا. (٢)

الحادي عشر : موفّق بن أحمد قال : حدّثنا الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطّار الهمداني هذا ، أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمّد البغدادي ، أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخرّاز ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا حسين بن محمّد بن عبد الرحمن بن فهم ، حدّثني محمّد بن سعد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقي ، حدّثنا عبيد الله بن عمر عن معمّر عن وهب بن أبي دبي عن أبي الطفيل قال : قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : «سلوني عن كتاب الله فإنّه ليس من آية إلّا وقد عرفت أبليل نزلت أم نهار في سهل أمّ في جبل». (٣)

الثاني عشر : ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الوهاب قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن الحسين العدل العلوي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن محمود قال : حدّثنا إبراهيم بن سليمان بن رشيد قال : حدّثنا زيد بن عطيّة قال : حدّثنا أبان بن فيروز عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أراد أن ينظر إلى علم آدم وفقه نوح فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب». (٤)

الثالث عشر : موفّق بن أحمد عن أبي الدّرداء قال العلماء ثلاثة رجل بالشام يعني نفسه ورجل بالكوفة يعني عبد الله بن مسعود ورجل بالمدينة يعني عليّا فالذي بالشام يسأل الّذي بالكوفة والّذي بالكوفة يسأل الّذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسأل أحدا. (٥)

الرابع عشر : الموفّق بن أحمد قال : أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرني الحسين بن أحمد المقرئ ، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثنا حبيب بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أيوب القربي ، حدّثنا زكريّا بن يحيى المنقري ، حدّثنا إسماعيل بن عبّاد المدني عن شريك بن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج النبيّ من عند زينب بنت جحش وأتى بيت أمّ سلمة وكان يومها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يلبث أن جاء عليّ ودق الباب دقّا خفيّا فاستثبت رسول الله الدّق فأنكرته أمّ سلمة فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قومي فافتحي له الباب» فقالت : يا رسول الله أقوم واتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس ، فقال لها كالمغضب : «إنّ طاعة الرّسول طاعة الله ومن عصى الرّسول فقد عصى الله إنّ بالباب رجلا ليس بالنزق ولا بالخرق يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله».

__________________

(١) زيادة من المصدر.

(٢) المناقب : ٩٣ / ح ٨٩.

(٣) المناقب : ٩٤ / ح ٩٢.

(٤) مناقب ابن المغازلي : ١٤٧ / ح ٢٥٦.

(٥) المناقب : ١٠٢ / ح ١٠٦.

٢٠١

فقامت ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتّى إذا لم يسمع حسّا ولا حركة وصرت إلى خدري استأذن ودخل فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتعرفينه» قلت : نعم هذا عليّ بن أبي طالب قال : «صدقت ، سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة علمي اسمعي وأشهدي هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي اسمعي وأشهدي هو والله محي سنّتي اسمعي وأشهدي لو أنّ عبدا عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الرّكن والمقام ثمّ لقى الله مبغضا لعليّ لأكبّه الله يوم القيامة على منخريه في نار جهنّم». (١)

الخامس عشر : الحمويني إبراهيم بن محمّد قال : أخبرني المشايخ بدر الدين اسكندر بن سعد ابن أحمد بن محمّد الطاوسي القزويني وبرهان الدين إبراهيم ابن إسماعيل الدّرجي وشهاب الدين محمّد بن يعقوب البغدادي إجازة بروايتهم عن أمّ هاني عفيفة بنت أبي بكر أحمد ابن محمّد الفادعية قالت : أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد إجازة قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني قال : نبّأنا نذير بن جناح أبو القاسم القاضي ، نبّأ إسحاق بن أحمد بن محمّد بن مردان ، أنبأنا أبي ، حدّثنا عبّاس بن عبد الله ، أنبأنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال : إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف ألا له ظهر وبطن وإنّ عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام عنده منه علم الظاهر والباطن. والأحاديث المتقدّمة ذكر أكثرها محمّد بن إبراهيم الحمويني باسانيدها وهو من أعيان علماء العامّة (٢).

السادس عشر : ابن شاذان عن أبي هريرة قال : كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أتدري من هذا» قلت : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «هذا البحر الزّاخر هذا الشمس الطالعة أسخى من الفرات كفّا وأوسع من الدنيا قلبا فمن أبغضه فعليه لعنة الله». (٣)

السابع عشر : ابن شاذان من طريق المخالفين عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أقدم أمّتي سلما وأكثرهم علما وأصحّهم دينا وأفضلهم يقينا وأكملهم حلما وأسمحهم كفّا وأشجعهم قلبا عليّ بن أبي طالب وهو الإمام والخليفة بعدي» (٤).

الثامن عشر : ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «معاشر الناس اعلموا أنّ الله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر» فقام إليه أبو سعيد

__________________

(١) المناقب : ٨٦ / ح ٧٧.

(٢) فرائد السمطين : ١ / ٣٥٥ / ب ٦٦ / ح ٢٨١.

(٣) مائة منقبة : ٣٢ / منقبة ١٢.

(٤) مائة منقبة : ٥٠ / منقبة ٢٥.

٢٠٢

الخدري قال : يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتّى نعرفه قال : «هو عليّ بن أبي طالب سيّد المؤمنين وأمير المؤمنين وأخو رسول ربّ العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين معاشر الناس من أحبّ أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليتمسّك بولاية عليّ بن أبي طالب فإنّ ولايته ولايتي وطاعته طاعتي ، معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب ، معاشر الناس من سرّه أن يقتدي بيّ فعليه أن يتولى عليّ بن أبي طالب بعدي والأئمّة من ذرّيته فإنّهم خزّان علمي».

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله ما عدّة الأئمّة؟

فقال : «يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه عدّتهم عدّة الشهور وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض وعدّتهم عدّة العيون الّتي انفجرت منه لموسى ابن عمران عليه‌السلام حين ضرب بعصاه (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) وعدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فالأئمّة يا جابر اثني عشر إماما أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم القائم المهدي صلوات الله عليهم». (١)

التاسع عشر : ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي الصلت الهروي (٢) خادم الرضا عليه‌السلام قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : سمعت أبي موسى يقول : سمعت أبي جعفرا يقول : سمعت أبي محمّدا يقول : سمعت أبي عليّا يقول : سمعت أبي الحسين عليه‌السلام يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «سمعت الله جلّ جلاله يقول عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي ونوري في بلادي وأميني على علمي لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني ولا أدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني». (٣)

العشرون : ابن شاذان من طريق المخالفين عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعبد الرحمن ابن عوف : (يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعليّ بن أبي طالب منّي وأنا من عليّ فمن قاسه بغيره فقد جفاني ومن جفاني فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله ربّي يا عبد الرحمن إنّ الله تعالى أنزل عليّ كتابا مبينا وأمرني أن أبين للناس ما نزل إليهم ما خلا عليّ بن أبي طالب فإنّه لم يحتج إلى بيان ، لأنّ الله تعالى جعل فصاحته كفصاحتي ودرايته كدرايتي ، ولو كان الحلم رجلا لكان عليّا ولو كان العقل رجلا لكان الحسن ولو كان السّخاء رجلا لكان الحسين ولو كان الحسن شخصا

__________________

(١) مائة منقبة : ٧١ / منقبة ٤١.

(٢) في المصدر : الريان بن الصلت.

(٣) مائة منقبة : ٧٨ / منقبة ٤٦.

٢٠٣

لكان فاطمة ، بل هي أعظم إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصرا وشرفا وكرما» (١).

الحادي والعشرون : ابن شاذان من طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «العلم خمسة أجزاء أعطي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام من ذلك أربعة أجزاء وأعطي سائر الناس واحدا والّذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لعليّ بجزء الناس أعلم من الناس بجزئهم» (٢).

الثاني والعشرون : من كتاب الفردوس عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا ميزان العلم وعليّ كفّتاه والحسن والحسين خيوطه وفاطمة علاقته والأئمّة من بعدي عموده يوزن فيه أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا» (٣).

الثالث والعشرون : ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء المعتزلة قال : ومن العلوم علم تفسير القرآن ومنه أخذ ومنه تفرغ وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحّة ذلك ، لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عبّاس وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنّه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك؟

فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط». (٤)

الرابع والعشرون : ابن أبي الحديد في الشرح في شرح قول أمير المؤمنين في خطبة له عليه‌السلام : «نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا يؤتى البيوت إلّا من أبوابها ومن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقا»

قال في الشرح : قال عليه‌السلام : «نحن الشعار والأصحاب» يشير إلى نفسه وهو أبدا يأتي بلفظ الجمع ومراده الواحد ، والشعار ما يلي الجسد من الثياب [وهو أقرب من سائرها إليها] ، ومراده الاختصاص برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «والخزنة والأبواب» يمكن أن يعني خزنة العلم وأبواب العلم لقول الرسول : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب» وقوله فيه : «خازن علمي».

وقال تارة أخرى : عيبة علمي ويمكن أن يريد به خزنة الجنّة أي : «لا يدخل الجنّة إلّا من وافى بولايتنا» ، فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض أنّه قسيم الجنّة والنار ، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين أنّ قوما من أئمّة العربية فسّروه فقالوا : لأنه لمّا كان محبّه من أهل الجنّة ومبغضه من أهل النار كأنه بهذا الاعتبار قسيم النار والجنّة ، قال أبو عبيد : وقال غير هؤلاء : بل هو

__________________

(١) مائة منقبة : ١٣٥ / منقبة ٦٧.

(٢) مائة منقبة : ١٤٦ / منقبة ٧٨.

(٣) نقله عنه في البحار : ٢٣ / ١٣٩ / ح ٨٧.

(٤) ينابيع المودة : ١ / ٤٤٩ ، شرح نهج البلاغة ٩ : ١٦٥.

٢٠٤

قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنّة وقوما إلى النار. وهذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هو يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار : هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه. إلى هنا كلام ابن أبي الحديد (١).

الخامس والعشرون : ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن عليّ بن العبّاس البزار رفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : سأل رجل معاوية عن مسألة فقال : سل عنها عليّ بن أبي طالب فإنه أعلم قال : يا أمير المؤمنين قولك فيها أحبّ إليّ من قول علي ، فقال : بئس ما قلت ، ولؤم ما جئت به ، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يغرّه العلم غرا ، ولقد قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه ، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه شيء قال : هاهنا عليّ. قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان.

ومناقب شهد العدو بها

والفضل ما شهدت به الأعداء

وروى هذا الحديث إبراهيم بن محمّد الحمويني وهو أيضا من أعيان المخالفين بإسناده المتصل إلى قيس بن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب هو أعلم ، وساق الحديث. (٢)

السادس والعشرون : السيد الاجلّ علي بن طاوس رضي الله عنه في كتاب سعد السعود نقله من طريق العامّة عن أبي حامد الغزالي قال علي عليه‌السلام : «لمّا حكى عهد موسى أن شرح كتابه كان أربعين حملا لو أذن الله ورسوله لي لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّى يبلغ مثل ذلك» يعني أربعين وقرا أو جملا ، وهذه الكثرة في السعة والافتاح في العلم لا يكون إلّا لدنيّا سماويا إلهيّا ، هذا آخر لفظ محمّد بن محمّد بن محمّد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدنّي في وصف مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله (٣).

السابع والعشرون : ابن طاوس أيضا قال : ذكر أبو عمر الزاهد واسمه محمّد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده أن علي بن أبي طالب قال : «يا بن عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة» قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال : فقال لي : «ما تفسير الألف من الحمد»؟ قال فما علمت حرفا اجيبه ، فتكلم في تفسيرها ساعة واحدة تامة قال : «فما تفسير الحاء من الحمد؟»

__________________

(١) شرح النهج ٩ / ١٦٥ ط. الحلبي ، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي ٣٤ / ٥٢.

(٢) مناقب ابن المغازلي : ٣٥ ، والعمدة : ١٣٦ ، فرائد السمطين ١ : ٣٧١ / ٣٠٢.

(٣) سعد السعود : ٢٨٤ وحكاه عن الغزالي.

٢٠٥

فقلت : لا أعلم ، فتكلم فيها ساعة تامة قال : ثم قال عليه‌السلام : «فما تفسير الميم من الحمد؟» قال : قلت : لا أدري ، قال : فتكلم فيها ساعة تامة ، قال : ثمّ قال : «فما تفسير الدال من الحمد؟» قال: قلت : لا أدري ، قال : فتكلم فيها إلى برق عمود الفجر ، قال : فقال لي : «قم يا بن عبّاس إلى منزلك وتأهب لفرضك» قال أبو العبّاس عبد الله بن العبّاس : فقمت وقد وعيت كلما قال ، ثمّ تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ كالقرارة في المثعجر (١) (٢).

الثامن والعشرون : أبو عمر الزاهد قال لنا عبد الله بن مسعود ذات يوم : لو علمت أنّ أحدا هو أعلم مني بكتاب الله عزوجل لضربت إليه آباط الإبل. قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : القيت عليّاعليه‌السلام ، قال : نعم ، قد لقيته وأخذت عنه وقرأت عليه وكان خير الناس وأعلمهم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولقد رأيته كأنّه بحر يسيل سيلا (٣).

التاسع والعشرون : قال ابن طاوس أيضا ذكر محمّد بن الحسن بن زياد المعروف بالنقاش في المجلّد الأول من تفسير القرآن الذي سماه شفاء الصدور ما هذا لفظه : وقال ابن عبّاس : جل ما تعلمت من التفسير من علي بن أبي طالب ـ قال ـ النقاش أيضا في تعظيم ابن عبّاس لمولانا علي عليه‌السلام ما هذا لفظه : أخبرنا أبو بكر قال : حدّثنا أحمد بن غالب الفقيه بطالقان قال : حدّثنا محمّد بن علي قال : حدّثنا سويد قال : حدّثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن الكلبي ، قال ابن عبّاس : وممّا وجدت في أصله وذهب نصر بن عبّاس من كثرة بكائه على علي بن أبي طالب وذكر النقاش أيضا ما هذا لفظه : قال ابن عبّاس : عليّ عليه‌السلام علم علما علمه رسول الله ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه الله ، فعلم النبيّ من علم الله وعلم علي من علم النبيّ وعلمي من علم علي ، وما علمي وعلم أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في علم عليّ إلّا كقطرة في سبعة أبحر (٤).

الثلاثون : ابن طاوس قال روى النقاش أيضا حديث تفسير لفظة (الحمد) فقال بعد إسناده عن ابن عبّاس قال : قال لي عليّ عليه‌السلام : «يا أبا عبّاس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبّان» قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة قال : فقال لي : «ما تفسير الألف من الحمد والحمد جميعا؟» قال: فما علمت حرفا فيها أجيبه ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثمّ قال لي : «فما تفسير اللام من الحمد؟» فقلت : لا أعلم ، قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثمّ قال : «فما تفسير الدال من الجمد؟» قال : فقلت : لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر قال : فقال لي : قم يا بن العبّاس

__________________

(١) من القرارة في المثعجر : أي كالغدير في جنب البحر ، والثعجر بالعين المهملة والجيم كجعفر وسط البحر ، أبواب الكنوز بهرام.

(٢) سعد السعود : ٢٨٥.

(٣) سعد السعود : ٢٨٥.

(٤) سعد السعود : ٢٨٥.

٢٠٦

إلى منزلك فتأهب لفرضك» فقمت وقد وعيت كلما قال ، قال : ثمّ تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليه‌السلام كالقرارة في المثعجر. القرارة : الغدير ، والمثعجر : البحر (١).

الحادي والثلاثون : الفقيه بن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : أخبرنا محمّد بن العبّاس بن حيويه إذنا قال : حدّثنا أبو عبد الله الدّهّان قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الكندي قال : حدّثنا أبو هاشم محمّد بن علي قال : حدّثنا أحمد بن عمران بن سلمة بن عجلان عن سفيان بن سعيد عن سعيد بن منصور عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله قال : كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فسئل عن عليّ عليه‌السلام فقال : «قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا» (٢).

الثاني والثلاثون : الموفق بن أحمد من أعيان العامّة قال : أخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني إجازة ، حدّثني أبي ، أخبرني المدائنيّ الحافظ ، أخبرني أبو محمّد الخلال ، أخبرني محمّد بن العبّاس بن حيويه ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن عليّ الدّهّان ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عتبة الكندي ، حدّثني أبو هاشم محمّد بن علي الذهبي ، أخبرني أحمد بن عمران بن سلمة عن سفيان بن سعيد عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا» (٣).

الثالث والثلاثون : محمّد بن علي الحكيم الترمذي وهو من أكابر علماء العامّة قال : قال ابن عبّاس وهو إمام المفسرين : العلم ستة أسداس لعلي منها خمسة أسداس وللناس سدس ، ولقد شاركنا فيه حتّى هو أعلم به منا ـ قال ـ وقال أيضا رضي الله عنه : كان علي بن أبي طالب يشرح لنا نقطة الباء من (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ليلة فانفلق عمود الصبح وهو بعد لم يفرغ ، فرأيت نفسي في جنبه كالفوارة (٤) في جنب البحر المثعنجر (٥). وقال هذا العامي أيضا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما رآني في هذا الدنيا على الحقيقة التي خلقني الله عليها غير علي بن أبي طالب» (٦)

__________________

(١) سعد السعود : ٢٨٦.

(٢) مناقب ابن المغازلي ٢٨٦ / ٣٢٨.

(٣) مناقب الخوارزمي : ٤٠.

(٤) وفي بعض المصادر : كالفرارة وهي الغدير الصغير.

(٥) المثعنجر : وهو أكثر موضع في البحر فيه الماء.

(٦) احقاق الحق : ٧ / ٦٤١ ، وينابيع المودة : ١ / ٢١٦.

٢٠٧

الباب السادس والعشرون

في غزارة علم الأئمّة عليهم‌السلام وسعته

من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا.

الأوّل : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرّحمن ابن كثير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «نحن ولاة الأمر وخزنة علم الله وعيبة وحي الله» (١).

الثاني : محمّد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن علي بن اسباط عن أبيه اسباط عن سورة بن كليب قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : «والله إنّا لخزان علم الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا فضة الّا على علمه» (٢).

الثالث : محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن علي بن اسباط عن أبيه اسباط عن سورة بن كليب قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : «والله إنّا لخزان الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا فضة الّا على علمه» (٣).

الرابع : محمّد بن يعقوب عن علي بن موسى عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما أنتم؟ قال : «نحن خزّان علم الله ، ونحن تراجمة وحي الله ، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض» (٤).

الخامس : محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد وأبي عبد الله البرقي عن أبي طالب عن سدير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك ما أنتم؟ قال : «نحن خزّان علم الله وتراجمة وحي الله ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض» (٥).

السادس : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٢ / ١.

(٢) الكافي ٨ : ٣٣٤ / ٤٢٤.

(٣) بصائر الدرجات ١٠٤ / ١.

(٤) الكافي ١ : ١٩٢ / ٣.

(٥) بصائر الدرجات ١٠٤ / ٦.

٢٠٨

تبارك وتعالى : أنت كمال حجّتي على الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي والأوصياء من بعدك ، فانّ فيهم سنّتك وسنّة الأنبياء من قبلك ، وهم خزّان على علمي من بعدك ، ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أنبأني جبرئيل باسمائهم واسماء آبائهم» (١).

السابع : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبار عن محمّد بن خالد عن فضالة بن أيّوب عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «يا بن أبي يعفور إن الله واحد متوحد بالوحدانية ، متفرد بأمره فخلق خلقا فقدّرهم لذلك الأمر ، فنحن هم ، يا ابن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده وخزّانه على علمه والقائمون بذلك» (٢).

الثامن : محمّد بن يعقوب عن عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمّد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : «قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ الله عزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصوّرنا فأحسن صورنا وجعلنا خزّانه في سمائه وأرضه ، ولنا نطقت الشجرة ، وبعبادتنا عبد الله عزوجل ، ولولانا ما عبد الله» (٣).

التاسع : محمّد بن يعقوب عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله تبارك وتعالى يقول : أنت كمال حجتي عن الأشقياء من أمّتك من ترك ولاية علي ووالى اعداءه وأنكر فضله وفضل الأوصياء من بعده ، فإن فضلك فضلهم وطاعتك طاعتهم وحقّك حقّهم ومعصيتك معصيتهم ، وهم الأئمة الهداة من بعدك ، جرى فيهم روحك وروحك ما جرى فيك من ربّك ، وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك ، وقد أجرى الله فيكم سنّتك وسنّة الأنبياء قبلك ، وهم خزّاني على علمي من بعدك حق عليّ لقد اصطفيتهم فانتجتهم وأخلصتهم وارتضيتهم ، ونجا من أحبهم ووالاهم وسلّم لفضلهم ، ولقد أتاني جبرئيل بأسمائهم وأسماء آبائهم وأحبائهم والمسلّمين لفضلهم» (٤).

العاشر : محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «والله إنّا لخزان الله في سمائه وخزانه في أرضه ليس على ذهب ولا فضة ، وإن منّا لحملة العرش يوم القيامة» (٥).

الحادي عشر : محمّد بن الحسن الصفّار عن علي بن محمّد عن القاسم بن محمّد عن

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٣ / ٤.

(٢) الكافي ١ : ١٩٣ / ٥.

(٣) الكافي ١ : ١٩٣ / ٦.

(٤) الكافي ١ : ٢٠٨ / ٤.

(٥) بصائر الدرجات ١٠٤ / ٣.

٢٠٩

سليمان بن داود المنقري عن سفيان عن السدي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : «نحن خزّان الله في الدنيا والآخرة وشيعتنا خزّاننا» (١).

الثاني عشر : علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال : حدّثنا جعفر بن أحمد قال : حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال : حدّثنا محمّد بن علي عن محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) يعني عليّا ، وعليّ هو النور فقال : (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا) يعني : عليّا نهدي به من هدى (٢) به من خلقه وقال لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣) يعني إنّك لتأمر بولاية أمير المؤمنين وتدعو إليها ، وعليّ هو الصراط المستقيم (صِراطِ اللهِ) ـ يعني عليّا ـ (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (٤) يعني عليّا أن جعله خازنه على ما في السماوات وما في الأرض وأتمنه عليه (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (٥)» (٦).

الثالث عشر : ابن بابويه في أماليه قال : حدّثنا أبي رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدّثنا علي بن اسباط قال : حدّثنا علي عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنه قال : «يا أبا بصير ، نحن شجرة العلم ونحن أهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي دارنا مهبط جبرئيل عليه‌السلام ونحن خزّان علم الله ونحن معادن وحي الله ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنّا هلك حقا على الله عزوجل» (٧).

الرابع عشر : الشيخ في أماليه قال : حدّثنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد قال : حدّثنا زيد بن الحسين الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن نجيح قال : حدّثنا جندل بن والق الثعلبي قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عمران المازني عن زيد الأنصاري عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : سمعت رجلا يسأل ابن عبّاس عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له ابن عبّاس : إن علي بن أبي طالب صلّى القبلتين وبايع البيعتين ولم يعبد صنما ولا وثنا ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح ، ولد على الفطرة ، ولم يشرك بالله طرفة عين. فقال الرجل : إنّي اسألك عن هذا إنما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتّى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا ، ثمّ سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّى قتلهم ، ثمّ أتى النهروان وهم مسلمون

__________________

(١) بصائر الدرجات ١٠٥ / ١١.

(٢) في المصدر : به هدى من هدى.

(٣) الشورى : ٥٢.

(٤) إبراهيم : ٢.

(٥) الشورى : ٥٣.

(٦) تفسير القمي ٢ : ٢٨٤ في سورة الشورى.

(٧) أمالي الصدوق ٣٨٣ / ٤٩٠ ، بحار الأنوار ٢٦ : ٢٤٠ / ١.

٢١٠

فقتلهم عن آخرهم. فقال له ابن عبّاس : أعليّ أعلم عندك أم أنا؟ فقال : لو كان علي أعلم عندي منك ما سألتك. قال : فغضب ابن عبّاس حتّى اشتد غضبه ، ثمّ قال : ثكلتك أمّك ، عليّ علمني وكان علمه من علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله علّمه الله من فوق عرشه ، فعلم النبيّ من الله وعلم عليّ من النبيّ وعلمي من علم عليّ ، وعلم أصحاب محمّد كلهم في علم عليّ كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر (١).

ورواه الشيخ المفيد في في أماليه بالسند والمتن (٢).

الخامس عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا الحسين ابن إبراهيم ناتانه (رض) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن سلمة الاهوازي عن إبراهيم بن محمّد الثقفي قال : أخبرنا إسماعيل ابن بشار قال : حدّثنا عبد الله بن بلج المصري عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن محمّد بن المكندري قال : سمعت أبا إمامة يقول : كان عليّ عليه‌السلام إذا قال شيئا لم نشك فيه ، وذلك إنّا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «خازن سرّي بعدي عليّ» (٣).

السادس عشر : سعد بن عبد الله القمّيّ في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن خالد البرقي عن محمّد بن سنان وغيره عن عبد الله بن يسار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولقد أسرى بي ربّي عزوجل وأوحى إليّ من وراء حجاب ما أوحى وكلمني بما كلمني وكان ممّا كلمني به أن قال : يا محمّد إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا عالم الغيب والشهادة الرّحمن الرحيم ، إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عمّا يشركون ، إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا أنا الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى يسبح لي ما في السماوات وما في الأرض وأنا العزيز الحكيم ، يا محمّد إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلّا أنا بكل شيء عليم ، يا محمّد عليّ أول من آخذ ميثاقه من الأئمة عليهم‌السلام ، يا محمّد عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمة : وهو الدابّة التي تكلم الناس ، يا محمّد عليّ أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس أن تكتم منه شيئا ، يا محمّد أبطنه الذي أسرّه إليك فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه ، يا محمّد عليّ ما خلقت من حرام وحلال عليم به»(٤).

السابع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمّد بن محمّد يعني المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن يعني ابن الوليد قال : حدّثني أبي عن سعد بن عبد الله بن موسى قال :

__________________

(١) أمالي الطوسي : ١٢ ح ١٤ ، وأمالي المفيد : ٢٣٦.

(٢) أمالي المفيد : ٢٣٦.

(٣) أمالي الصدوق ٦٤١ / ٨٦٨ ، بحار الأنوار ٤٠ : ١٨٤ / ٦٦.

(٤) بصائر الدرجات ٥١٥ / ٣٦.

٢١١

حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن العزرمي قال : حدّثنا المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن عبد الله بن العبّاس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليّا خمسا : أعطاني جوامع الكلم وجعلني نبيا وجعله وصيّا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتّى نظر إليّ ونظرت إليه» قال : ثمّ بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وأمّي؟

قال : «يا بن عبّاس إن أول ما كلمني به أن قال : يا محمّد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد انفتحت ، ونظرت إلى عليّ وهو رافع رأسه إليّ فكلمني وكلمته وكلمني ربّيعزوجل»

فقلت : يا رسول الله بم كلمك ربّك؟

قال : «قال لي : يا محمّد ، إنّي جعلت عليّا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك ، فأعلمته وأنا بين يدي ربّي عزوجل ، فقال لي : قد قبلت واطعت ، فأمر الله ملائكته أن تسلّم عليه ففعلت ، فرد عليهم ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلّا هنوني وقالوا : يا محمّد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل لك ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم إلى الأرض فقلت : يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رءوسهم؟ فقال : يا محمّد ما من ملك من الملائكة إلّا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عزوجل الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب ، فنظروا إليه ، فلما هبطت جعلت اخبره بذلك وهو يخبرني به فعلمت أنّي لم أطأ موطئا إلّا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه».

قال ابن عبّاس : فقلت : يا رسول الله أوصني فقال : «عليك بمودة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتّى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم ، فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلى النار ، يا بن عبّاس والذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا ، يا بن عبّاس لو أن الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار».

قلت : يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال : «يا بن عبّاس ، نعم يبغضه قوم يذكرون أنهم من أمّتي ، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا ، يا بن عبّاس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم من دونه

٢١٢

عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما بعث الله نبيا أكرم عليه منّي ولا وصيّا أكرم عليه من وصيّي».

قال ابن عبّاس : فلم أزل له كما أمرني رسول الله ووصاني بمودّته ، ولأنّه لأكبر عملي عندي ، قال ابن عبّاس : ثمّ مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة فحضرته فقلت له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، لقد دنا أجلك فما تأمرني؟ قال : «يا بن عبّاس خالف من خالف عليّا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا» قلت : يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال : فبكىصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أغمي عليه ثمّ قال : «يا بن عبّاس سبق فيهم علم ربّي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد من خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتّى يغيّر الله تعالى ما به من نعمة ، يا بن عبّاس إذا أردت أن تلقى الله وهو عليك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث ما مال وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه ، يا بن عبّاس احذر أن يدخلك شكّ فيه فإن الشك في علي كفر بالله عزوجل» (١).

الثامن عشر : ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن سلام الكوفي قال : حدّثنا الحسين بن عبد الواحد قال : حدّثنا حرب بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : «لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٢) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا : يا رسول الله هو التوراة؟ قال : «لا» قالا : هو الإنجيل؟ قال : «لا» قالا : فهو القرآن؟ قال : «لا» ، فأقبل عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال رسول الله : هو هذا ، إنّه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء» (٣).

التاسع عشر : محمّد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام قال : حدّثنا عبد الله بن أبي العلاء عن محمّد بن الحسن بن شمعون عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : «(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٤) قال : في أمير المؤمنين عليه‌السلام» (٥).

العشرون : الشيخ الطوسي في كتاب مصابيح الأنوار بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر قال دخلت على الصادق عليه‌السلام ذات يوم فقال لي : «يا مفضل عرفت محمّدا وعليّا وفاطمة

__________________

(١) أمالي الطوسي ١٠٥ / ١٦١.

(٢) يس : ١٢.

(٣) أمالي الصدوق ٢٣٥ / ٢٥٠ ، معاني الأخبار ٩٥ / ١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٤٢٧ / ٢.

(٤) يس : ١٢.

(٥) المختصر : ١١٤ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٣٠ ، والفضائل لابن شاذان : ٩٤ بتفاوت.

٢١٣

والحسن والحسين : كنه معرفتهم» قلت : يا سيّدي وما كنه معرفتهم؟ قال : «يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان معنا في السنام الاعلى» قال : قلت: عرّفني ذلك يا سيّدي ، قال : «يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عزوجل وذرأه وبرأه وأنهم كلمة التقوى وخزناء السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعرفوا كم في السماء نجم وملك ، ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلّا علموها (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (١) وهو في علمهم وقد علموا ذلك» فقلت : يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت قال : «نعم يا مفضل يا مكرم نعم يا طيّب نعم يا محبور ، طبت وطابت لك الجنّة ولكل مؤمن بها» (٢).

الحادي والعشرون : عن أبي ذر في كتاب مصابيح الأنوار قال : كنت سائرا في أعراض أمير المؤمنين عليه‌السلام إذ مررنا بواد ونمله كالسيل سار (٣) فذهلت ممّا رأيت فقلت : الله أكبر جلّ محصيه ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل : جل باريه (٤) ، فو الذي صوّرك إنّي أحصي عددهم وأعلم الذكر منهم والأنثى بإذن الله عزوجل» (٥).

الثاني والعشرون : عمّار بن ياسر رضي الله عنه قال : كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملا فقلت : يا أمير المؤمنين ترى يكون أحد من خلق الله يعلم كم عدد هذا النمل، قال : «نعم يا عمّار أنا أعرف رجلا يعلم كم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه انثى» فقلت : من ذلك يا مولاي الرجل؟ فقال : «يا عمّار ما قرأت في سورة يس (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) فقلت : بلى يا مولاي قال : «أنا ذلك الإمام المبين» (٦).

الثالث والعشرون : البرسي عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام رجلان فقالا : يا رسول الله هو التوراة؟ قال : «لا» قالا : فهو الإنجيل؟ قال : «لا» قالا : هو القرآن؟ قال : «لا» فأقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : «هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شيء ، وأنّ السعيد كل السعيد من أحبّ عليّا في حياته وبعد وفاته ، وأنّ الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته» (٧).

__________________

(١) الأنعام : ٥٩.

(٢) مدينة المعاجز : ٢ / ١٢٩ ، ومشارق أنوار اليقين : ٥٥.

(٣) في المصدر : الساري.

(٤) في المصدر : بارؤه.

(٥) تأويل الآيات : ٢ / ٤٩٠ ، والبحار : ٤٠ / ١٧٦.

(٦) الامام عليّ للهمداني : ١٤٥ ، وتفسير البرهان : ٤ / ٧ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٣٠.

(٧) الصراط المستقيم : ١ / ٢٧٠ ، وينابيع المودة : ١ / ٢٣٠.

٢١٤

الرابع والعشرون : سعد بن عبد الله القمّيّ في بصائر الدرجات عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن أبي بصير البصري عن حريز بن عبد الله عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله: إن الله عزوجل فرض العلم ستة أجزاء ، وأعطى عليا عليه‌السلام منه خمسة أجزاء وله سهم في الجزء الآخر من الناس» (١).

الخامس والعشرون : سعد هذا عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير الحلبى عن هارون بن خارجة عن عبد الملك بن عطاء قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «نحن أولو الذكر ونحن أولو العلم ، وعندنا الحلال والحرام» (٢).

السادس والعشرون : سعد هذا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد والعبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيس عن ربعي بن عبد الله بن الجارود عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : «كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل» (٣).

السابع والعشرون : ابن بابويه في عيون الأخبار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن يوسف البغدادي قال : حدّثنا علي بن محمّد بن عنبسة قال : حدّثنا الحسين بن سلمان المطلى قال : حدّثنا نعيم بن صالح الطبري ودارم بن قبيضة النهشلي قالا : حدّثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمّد بن علي عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا خزانة العلم وعلي مفتاحها ، فمن أراد الخزانة فليأت من المفتاح» (٤).

__________________

(١) بصائر الدرجات ٥١٨ / ٥٢.

(٢) بصائر الدرجات ٥١١ / ٢٣.

(٣) بصائر الدرجات ٥١١ / ٢١.

(٤) عيون أخبار الرضا ٢ : ٧٤ / ٣٤١.

٢١٥

الباب السابع والعشرون

في الأبواب التي فتحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام

ألف باب كل باب يفتح ألف باب

من طريق العامّة وفيه أربعة أحاديث.

الأوّل : إبراهيم بن محمّد الحمويني من أعيان علماء العامّة قال : أخبرنا الخطيب عبد الله بن أبي السعادات ابن منصور بن أبي السعادات الناصري بقراءتي عليه بها بجامع المنصور قال : أنبأنا أحمد بن يعقوب بن عبد الله المارستاني سماعا عليه ، حدّثنا وأخبرني الشيخ عماد الدين أحمد بن محمّد بن سعد الأنصاري المقدسي بقراءتي عليه بجامع الصالحية ظاهر مدينة دمشق بروايته عن شيخ الاسلام شهاب الدين عمر بن محمّد السهروردي قالا : أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بابن البطي قال المارستاني إجازة ان لم يكن سماعا وقال شيخ الإسلام رضي الله عنه سماعا قال : أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد الاصبهاني سماعا عليه ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : أنبأنا أبو بكر بن خلاد ، أنبأنا محمّد بن يونس الكريم ، أنبأنا عبد الله بن داود الجويني ، حدّثني هرمز بن خوران عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي صلوات الله عليه وآله قال : قلت : يا رسول الله أوصني قال : «قل : ربي الله ثم استقم. قال : قلت : «ربي الله وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه انيب» قال «ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا» (١).

ثمّ قال إبراهيم بن محمّد الحمويني قال : أنبأنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق قال : أنبأنا أحمد بن إبراهيم العطار ببغداد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، أنبأنا إسماعيل بن عالية البلخي ، أنبأنا عبد الرّحمن بن الأسود عن الاجلح أبي حبيبة عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب قال : «علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألف باب كل باب يفتح إلى ألف باب» (٢).

الثاني : محمّد بن علي الحكيم الترمذي من أكابر علماء العامّة في شرح الرسالة الموسومة

__________________

(١) فرائد السمطين ١ : ١٠٠ / ٦٩ ، حلية الأولياء ١ : ٦٥.

(٢) فرائد السمطين ١ : ١٠١ / ٧٠.

٢١٦

بالفتح المبين في كشف حق اليقين قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أعلم امتي بعدي علي بن أبي طالب» وقوله كرم الله وجهه : «والله لو ثنيت لي وسادة» الحديث ولهذا كان الصحابة يرجعون إليه في أحكام الكتاب ويأخذون عنه الفتاوى وقد دلهم على زللهم ، كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن : لو لا علي لهلك عمر. قال : وقال صاحب الينابيع : سأل قوم من اليهود عمر في زمن خلافته عن مسائل بشرط إن أجابهم هو أو غيره من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آمنوا به صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : ما قفل السماء؟ وما مفتاح ذلك القفل؟ وما القبر الجاري؟ ومن الرسول الذي وعظ قومه ولم يكن من الجن ولا من الإنس ومن الخمسة الذين يسيرون في الأرض ولم يخلقوا في أرحام الامّهات؟ وما يقول الديك في صوته والدراج في صديده والقمري في هديره والفرس في صهيله والحمار في نهيقه والضفدع في نقيقه؟ فأطرق عمر زمانا ثمّ رفع رأسه وقال : لا أدري فقالوا : علمنا أن دينكم باطل ، فغدا سلمان جدا وأخبر عليّا بالقصة فأتى ، فلما رآه استقبله وعانقه وأخبره بالقصة فقال كرم الله وجهه «لا تبال فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمني ألف باب من العلم كان ينشعب منه ألف باب آخر».

قال عمر : فسألوه عنها فقال في جوابهم : «أما قفل السماء فهو الشرك وأما مفتاح ذلك القفل فقول : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله» قالوا : صدق الفتى ثمّ قال : «وأما القبر الجاري فهو الحوت الذي كان يونس في بطنه حيث دار به في سبعة أبحر ، وأما الرسول الذي لم يكن من الجن والانس فنملة سليمان كما قال الله تعالى : (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١) وأما الخمسة الذين لم يخلقوا من أرحام الامهات فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وثعبان موسى ، وأما الديك فيقول : اذكروا الله أيها الغافلون ، وأما الدراج فيقول : الرّحمن على العرش استوى ، وأما القمري فيقول : اللهمّ العن مبغضي محمّد وآل محمّد ، وأما الفرس فيقول عند الغزو : اللهمّ انصر عبادك المؤمنين على عبادك الكافرين ، وأما الحمار فيلعن العشّار ولا ينهق إلّا في وجه الشيطان ، وأما الضفدع فيقول : سبحان ربي المعبود في لجج البحار» (٢).

وروي أنهم كانوا ثلاثة فآمن منهم اثنان وقام ثالثهم فسأل عن أصحاب الكهف وعن اسمائهم واسماء كهفهم واسم كلبهم فاخبر بكلها عليّ رضي الله عنه كما رواه عنه صاحب الكشاف في تفسير سورة الكهف وقص قصتهم فآمن اليهودي ، وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قسمت الحكمة عشرة أجزاء

__________________

(١) النمل : ١٨.

(٢) البحار : ٦١ / ٤٧ بتفاوت ، وراجع لذيل الحديث ، البحار : ٤٠ / ١٤٩. الفتح المبين والكشاف.

٢١٧

وأعطي علي تسعة والناس جزءا واحدا» (١).

الثالث : أبو حامد الغزالي من اعيان علماء العامّة في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ما هذا لفظه : وقال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب ، وقال صلوات الله عليه وآله : لو ثنيت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم» وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يتمكن في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني (٢).

الرابع : عن عبد الله بن عمرو بن العاص ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه : «ادعوا إلى أخي فدعي له علي بن أبي طالب عليه‌السلام فستره بثوبه وانكب عليه» فلما خرج من عنده قيل له : ما قال لك؟ قال : «علمني ألف باب يفتح لي عن كل باب ألف باب» (٣).

__________________

(١) البحار : ٤٠ / ١٤٩.

(٢) رواه عنه ابن طاوس في سعد السعود ص ٢٨٤.

(٣) بحار الأنوار ٣٤ / ٣٣١ / ٣.

٢١٨

الباب الثامن والعشرون

في الأبواب والكلمات التي فتحها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين عليه‌السلام

من طريق الخاصة وفيه تسعة وعشرون حديثا.

الأوّل : محمّد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «علم رسول الله عليا عليه‌السلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب»(١).

الثاني : الشيخ المفيد في الاختصاص عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير عن مرازم بن حكيم الأزدي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا ألف باب يفتح كل باب ألف باب» (٢).

الثالث : محمّد بن الحسن الصفّار عن السندي بن محمّد عن صفوان بن يحيى قال : حدّثني محمّد بن بشير ، لا اعلمه إلّا وقد سمعته من بشير قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي توفي فيه : ادعيا لي خليلي فارسلتا إلى أبويهما فلما رآهما أعرض بوجهه عنهما ثمّ قال : ادعيا لي خليلي فأرسلا إلى علي بن أبي طالب صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا جاء أكب عليه فلم يزل يحدثه ويحدثه ، قال فلمّا خرج من عنده قلت له : ما حدثك؟ قال : حدّثني بباب يفتح ألف باب كل باب بفتح ألف باب» (٣).

الرابع : الصفّار هذا عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ممن يثق به يقول سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه عني كما يسمعونه مني إذا أودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب وكل باب يفتح ألف باب» (٤).

الخامس : ورواه المفيد في الاختصاص عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي قال :

__________________

(١) بصائر الدرجات ٣٠٢ / ١.

(٢) الاختصاص

(٣) بصائر الدرجات ٣٠٣ / ٢.

(٤) بصائر الدرجات ٣٠٥ / ١٢.

٢١٩

سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ممن يثق به قال : سمعت عليّا عليه‌السلام يقول : «إن في صدري هذا لعلما جما علّمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه كما يسمعونه عني إذا لأودعتهم بعضه لعلم به كثيرا من العلم مفتاح كل باب وكل باب يفتح ألف باب» (١).

السادس : الصفّار عن محمّد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال : قال بكير بن أعين، حدّثني من سمع أبا جعفر عليه‌السلام يحدث قال : لم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب التي علمها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا إلّا باب أو اثنين ، وأكثر علمي أنّه قال : واحد (٢).

السابع : الصفّار عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد عن ابن أبي حمزة عن عمران الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «كان في ذؤابة سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة صغيرة وأن عليّا دعا ابنه الحسن فدفعها إليه فدفع إليه سكينا وقال له : افتحها ، فلم يستطع فتحها ففتحها له ثمّ قال : اقرأ ، فقرأ الحسن الألف والياء والسين واللام والحرف بعد الحرف قال : ثمّ طواها ورفعها إلى ابنه الحسين عليه‌السلام فلم يقدر على فتحها ، ففتحها له علي فقال : اقرأ فقرأها كما قرأ الحسن فدفعها إلى محمّد بن الحنفية فلم يقدر على ان يفتحها ففتحها له فقال له : اقرأ فلم يستخرج منها شيئا فأخذها وطواها ثمّ علقها في ذؤابة السيف قال : فقلت لأبي عبد الله : وأي شيء كان في تلك الصحيفة؟ قال : هي الاحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف» قال أبو بصير : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام: «فما خرج منها إلّا حرفان حتّى الساعة» (٣).

الثامن : المفيد في الاختصاص عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمّد الجوهري عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن علي الحلبي قال : حدّثني أبو عبد الله عليه‌السلام : «أنه كان في ذؤابة سيف علي صحيفة وأن عليّا دعا إليه الحسن فدفعها إليه ، فدفع إليه سكينا وقال له : افتحها فلم يستطع ان يفتحها ففتحها له ، ثمّ قال له : اقرأ فقرأ الحسن الألف والياء والسين واللام والحرف بعد الحرف» وساق الحديث إلى آخره (٤).

التاسع : محمّد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد عن عبد الله الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام قلت له : جعلت فداك إني اسألك عن مسألة ، هاهنا أحد يسمع كلامي؟ قال : فرفع أبو عبد الله سترا بينه وبين بيت فاطلع ثمّ

__________________

(١) الاختصاص : ٢٨٣.

(٢) بصائر الدرجات ٣٠٧ / ١٧.

(٣) بصائر الدرجات ٣٠٧ / ١.

(٤) الاختصاص : ٢٨٤.

٢٢٠