المخصّص - ج ١٦

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٦

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٣

الاسمُ محمُولا على الفِعْل لَزِم الفَرْقُ بين المُذكَّر والمؤنَّث لما ذكَرْته لك واذا حُمِل على غيْرِ الفِعْل صار بمنْزِلة قولهم رجُلٌ دارِعُ ورامِحُ ولا يقال دَرَع ولا رَمَح فحائِضٌ عنْدهم بمنْزِلة ذاتِ حَيْض وقومٌ يقُولونَ إن سُقُوطَ علامة التأنيثِ من مثل هذا لأنها أشياءُ يَخْتَصُّ بها المؤنَّث وانما يُحتاجُ الى الهاءِ للفَرْق بين المؤنَّث والمذَكَّر فلَمَّا كانتْ هذه الاشياءُ مخصُوصا بها المؤنَّثُ استُغْنِىَ عن علامة التأنيثِ وقولُ الخليل وسيبويه ما قد ذكَرتُ والدليلُ على صِحَّته أنَّا رأيْنا أشْياءَ يَشتَرِك فيها المذكَّر والمؤنَّث يُسْقِطُون الهاءَ منها كقولهم ناقةٌ ضامرٌ وجمَلٌ ضامرٌ وناقَةٌ بازِلٌ وجَمَل بازِلٌ وذلك كثيرٌ فى كلامهم وقد رأيْنا أشْياءَ يَشْتَرِكُ فيها المذَكَّر والمؤنثُ بالهاء كقولك رجلُ فَرُوقةٌ وامرأةٌ فَرُوقةٌ ومَلُولة للذكَر والانثَى ومما يَدُلُّ على قُوَّة قولهم أيضا أنا نَقُول امرأةٌ حائضةٌ غَدًا ومُرْضِعَةٌ غَدا فلا يَنْزِعُون الهاءَ لأنه شئٌ لم يَثْبُتْ وانما الاخْبار عنه على لفْظ الفِعْل وهو قولُنا تَحِيض غدًا وتُرْضِعْ غَدًا وقد يجوزُ أن يأتِىَ فى مثلِ هذا الهاءُ على معنى الفِعْل كَقوله عزوجل (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) وهذه الاشياءُ اذا نُزِعتْ عنها الهاءُ على التأوِيل الذى ذكَرْنا فهى مُذَكَّرة لو سمَّينا رجلا بحائِضٍ أو مُرْضِع صَرَفناه لأنه مذَكَّر والدليلُ على تذكِيره أنَّ الهاء قد تدخُله ووَصْفُنا المؤنَّث بالمذكَّر كوصْفِنا المذكَّر بالمؤنث كقولنا رجُل نُكحةٌ وفَحْل خُجَأةٌ وسيأتى ذكرُ هذا ان شاء اللهُ وفَعُول ومفْعال يَجْرِى هذا المَجْرَى وسأُحَلِّل هذا كُلَّه ان شاء الله تعالى وقد يَجِىء فاعلُ معنى مفعُولٍ ويقَع صِفةً على المؤنَّث بغير هاءٍ وذلك قليلٌ وأنا عائِدٌ إلى ما وضَعْتُ عليه البابَ من ذِكْر الصِّفات التى على مِثَال فاعِلٍ يقال جارِيَةٌ كاعِبٌ ـ اذا كَعَب ثَدْيُها ـ أى بَرَزَ حتَّى ملَأَ الكَفَّ وقيل ـ هى الجارِيَةُ حِينَ يَبْدُو ثَدْيُها للنُّهود ومنه كُعُوب الرُّمْح ـ وهى أطْرافُ الأنابِيبِ النَّواشزُ والكَعْبانِ ـ العَظْمان الناشِزَانِ فوْقَ ظهْر القَدَم عَبَّر الفارسى عن الكَعْب بالحَجْم فقال الكَعْب ـ الحَجْم ولم يخُصَّ ولا جاء بلفظ الاحاطةِ ـ أى لم يقُلْ كلُّ حَجْم كَعْبٌ وقد كَعَبتِ الجارِيَةُ تَكْعُب كُعُوبا وكَعَّبت وامرأة ناهِدٌ فى هذا المعنى وقد نَهَدت تَنْهُدُ نهُودا وجعل أبو عبيد النُّهودَ فوق الكُعُوب فقال الكاعِبُ ـ التى كَعَب ثَدْيُها فاذا نَهَد فهى ناهِدٌ وكلُّ فِعْل من

١٢١

هذين أُسْنِد الى المَرْأة فهو أيضا مُسْنَد الى الثَّدْى يقال نَهَد ثَدْيُها يَنْهُدُ وكَعَب يَكْعُبُ وكَعَّب فأمَّا الثُّدِىُّ الفَوَالِك ـ وهى الَّتِى دُونَ النَّواهِد فلا أعلَمُه وُصِفَت به النِّساءُ والهاجِنُ ـ الصَّغِيرة من النِّساء وفى المَثَل «جَلَّتِ الهاجِنُ عن الوَلَد» ـ أى صَغُرتْ هذا تفْسِيرُ أبى علىّ لأن الجَلَل من الاضداد وأمَّا أبو عبيد فقال وَضَعُوا جَلَّت مكانَ صَعَدت للتَّفاؤُل والهاجِنُ من النخْل ـ التى لم تَحْمِلْ بَعْدُ وجارِيَة عاتِقٌ ـ صغِيرة بِكْر وقيل ـ هى بَيْن التى أدْرَكَت وبيْنَ التى قد عَنَّست وبالِغٌ ـ مُحْتَلِمَة وهذه صِفة مشتَرَكَة بين المذكَّر والمؤنَّث وهى على المذَكَّر أغلَبُ منها على المؤنَّث لأنهم اذا أرادُوا أن يَصِفُوا المرأةَ بهذا قالوا امرأةٌ مُعْصِر وقد أعْصَرَت ـ اذا أدْرَكَت وجارِيَة ناشِئٌ ـ فُوَيْق المحتَلِمة والجمع نَشَأُ وامرأة حائِضٌ ـ اذا حَرُمتْ عليها الصَّلاةُ وقد حاضَت حَيْضا ومَحِيضًا جاؤُا بالمصدَر على مَفْعِل كقوله تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ـ أى رُجُوعكم وقال الراعى

بُنِيَتْ مَرَافِقُهُنَّ فوقَ مَزِلَّةٍ

لا يَسْتَطِيع بها القُرَادُ مَقِيلا

أى قَيْلولةً هذا لفظُ سيبويه* قال الفارسى* وفى بعض النسخ بَعْدَ هذا كما قال تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ـ أى رُجوعُكم وليس الاتْيانُ بالمصدَر على مَفْعِلٍ بكثيرٍ إنما قِياسُ البابِ أن يُؤتَى بالمصدَر على مَفْعَل وبالاسم على مَفْعِل أوَلا تَرَى أن سيبويه لَمَّا ذكَر (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) أى رُجُوعكم وأنشد بيتَ الراعِى قال بعْدَ ذلك الا أن تفسيرَ البابِ وجُمْلَتَه على القياس كما أرَيْتك يُورِى أن جملةَ الباب الاتْيانُ بالمصدَر على مَفْعَل وبالاسم على مَفْعِل وامْرَأة طامِثٌ ـ فى معنَى حائِضٍ وقد طَمَثَتْ تَطْمِث بالكَسْر لا غيْرُ فأما فى الجِمَاع فَطَمثها يَطْمِثُها ويَطْمُثها وامرأةٌ عارِكٌ ـ حائِضٌ* قال أبو على* قال أبو العبَّاس امرأةٌ دارِسٌ كعارِكٍ وامرأةٌ عانِسٌ ـ تُعَجِّز فى بُيُوت أَبَويْها لا نَتَزَوَّج وقد عَنَست تَعْنُس عُنُوسا وقيل لا يقال عَنَست ولا عَنَّست ولكن عُنِّست ورجل عانِسٌ كذلك وأنشد الفارسِىُّ فى التذكِرَة لأبى ذُؤَيْب حين ذَكَر العانِسَ من النِّساء والرجالِ

فانِّى على ما كُنْتَ تَعْهَد بَيْنَنا

وَلِيدَيْنِ حتَّى أنْتَ أشْمَطُ عانِسُ

وأنشد ابن السِّكِّيت

١٢٢

مِنَّا الَّذِى هُوَ ما إنْ طَرَّ شارِيُه

والعانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ

وامْرَأةٌ طاهِرٌ ـ اذا أردْتَ الطُّهْر من الحَيْض وقد طَهَرتْ وطَهُرتْ طُهْرا وطَهَارةً فان أردْتَ أنها نَقِيَّة من الذُّنُوب والدَّنَس قلتَ طاهِرةٌ وامرأةٌ قاعِدٌ ـ قَعَدت عن الحَيْض وكذلك عن الولَد ويَئِستْ منه قال الله عزوجل (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً) وقال حميدُ بنُ ثور

إزَاءُ مَعَاشٍ ما يَزَالُ نِطَاقُها

شَدِيدًا وفيها سُؤْرةٌ وهْىَ قاعِدُ

السُّؤْرة ـ البَقِيَّة فُعْلة من أسْأرْت ـ أى أبقَيْت يعنِى ههُنا البَقِيَّةَ من الشَّباب ويروى وفيها سَوْرة على مثال مَوْتة ـ وهى النَّشَاط والحِدَّة فأمَّا القاعِدَة من القُعُود الذى هو الجُلُوس فبالهاء قالُوا امْرأةٌ قاعِدةٌ كما قالوا جالِسَةٌ وكذلك سائِرُ النَّصْب وقالوا امرأة عاقِرٌ لا تَلِدُ وقد عَقَرتْ تَعْقِر وعُقِرتْ عُقَارا وفى التنزيل (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) ويوصَف به الرجُلُ ويُقال حَرْب عاقِرٌ قال ذوالرُّمَّة

* ورَدَّ حُروبًا قد لَقِحْنَ الى عُقْر*

وجَارِزٌ ـ كعاقِرٍ وامرأةٌ بادِنٌ ـ سَمِينة وكذلك الرجُلُ* قال الفارسِىُّ* بَدَنَ الرجُلُ يَبْدُن بَدْنًا وكذلك المرأةُ وخص أبو عبيدٍ به المرأةَ فقال بَدَنتِ المرأةُ وبَدُنَتْ بُدْنا وأُرَى أنه حكى امرأةٌ بادِنَةٌ فاذا كان كذلك فهو مَبْنِىٌّ على الفِعْل فهذا الأكثَرُ فأما البادنة المُسِنَّة فبالهاء والأكثَرُ مُبَدِّنة وقد بَدَّنَت ـ أسَنَّتْ وكذلك الرجُلُ والمرأة حامِلٌ ـ حُبْلَى وكذلك الناقَةُ* وقال الفارسِىُّ* هى أيضا فى الحافِرِ واللازِمُ للحافِر النَّتُوج وامرأةٌ جامِعٌ ـ كحامِلٍ وكذلك الأتَانُ وواضِعٌ ـ قد وَضَعتْ وامرأةٌ ناتِقٌ ـ كثِيرةُ الولَد وكذلك الناقَةُ والنَّاتِقُ من الماشِيَة ـ البَطِينُ الذَّكَر والأُنْثى فيه سَواءٌ وحانٍ ـ مقيمةٌ على وَلَدها بعْدَ زَوْجها وسالِبٌ ـ فَقَدتْ ولَدَها وكذلك الناقَةُ والظَّبْية قال أبو ذُؤَيب يَصِفُ العُقَاب

فصادَتْ غَزَالا جائِمًا بَصُرَتْ به

لَدَى سَلَمَاتٍ عِنْد أدْماءَ سالِبِ

وامرأة هابِلٌ وثاكِلٌ وفاقِدٌ ـ اذا فَقَدتْ وَلَدها وزوْجَها وقد يُستَعْمل الفاقدُ فى غير المَرْأة وأنشد الفارسِىُّ فى الاغفال حين أغْرَب على سيبويه بأنه وجَد اسمَ الفاعِل يَعْمل عَملَ الفِعْل وهو موْصُوف فقال وقد وجَدْته أنا بعد أنْ ذكر أن

١٢٣

سيبويه لم يُجَزْه

اذا فاقِدٌ خَطْباءُ فَرْخيْنِ رَجَّعتْ

ذكَرْتُ سُلَيْمَى فى الخَلِيطِ المُبَايِنِ

والمرأةُ عاشِقٌ ـ مُحِبَّة لزَوْجها وفارِك ـ مُبْغِضةٌ له والجمع فَوَارِكُ وفُرَّك وقد فَرِكَته فَرْكا وفُرُوكا وقد يُستَعْمَل فى الرجُل والمرأةُ ناشِزٌ ـ شانِئَة لزَوْجها كارِهَةٌ له وقد نَشَزتْ نُشُوزا ويكُونُ النُّشُوز للرجُل وفى التنزيل (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) وأصله النُبُوُّ والارتِفَاع يقال للمكان المرتَفِع الذى لا يَطْمئِنُّ مَنْ قَعَد عليه نَشْز ونَشَزٌ وكذلك ناشِسٌ وناشِصٌ وقد نَشَصت نُشُوصا ويُقال للسَّحاب المرتَفِع الذى بَعْضُه فوْقَ بعضٍ نِشَاص وقال الاعشَى فى الناشِص يَصِف امرأةً نكَحها رجُل متغَرِّبٌ وذهَب بها الى بَلَده

تَقَمَّرها شَيْخٌ عِشاءً فأصْبَحَتْ

قُضَاعِيَّةً تأتِى الكَواهِنَ ناشِصَا

* قال أحمدُ بنُ يحيَى* تَقَمَّرها ـ بَصُر بها فى القَمَر* قال* وقوله تأتِى الكَوَاهنَ ـ أى انها فَرِكَتْه وكَرِهَت بلَدَه وحَنَّت الى بلَدِها وأهْلها وامرأةٌ ذائِرٌ ـ ناشِزٌ ولا أذكُر له فِعْلا وكذلك جامِحٌ وطامِحٌ وامرأة طالِقٌ ـ بائِنةٌ عن زَوْجِها وراجِعٌ ـ ماتَ عنها زوْجُها فرجَعَت الى أهلِها متَهَيِّئة للبُكاء وحادٌّ ـ تَتْرك الكُحْل على زوجها وعمَّ به أبو عبيد فقال الحادُّ ـ التى تَتْرُك الزِّينة للعِدَّة وامرأةٌ خالٍ ـ عَزَبة وحاصِنٌ ـ حَصَانٌ وزائِن ـ متَزَيِّنة وحالٍ ـ ذاتُ حَلْى وعاطِلٌ ـ لا حَلْى عليها وحاسِرٌ ـ حَسَرتْ دِرْعها عنها وسافِرٌ ـ سفَرْت قِناعَها قال ذو الرُّمَّة

ولو أنَّ لُقْمانَ الحكِيمَ تعَرَّضَتْ

لعَيْنيهِ مَىٌّ سافِرًا كاد يَبْرَق

وواضِعٌ وضَعَت خِمارَها وجالِعٌ ـ قد جَلَعت خِمارَها ـ أى خَلَعته وقيل هى المُتَبرِّجة وعاهِرٌ ـ فاجِرَة وقد يكون للذكَر وفى المَثل «تَحْسَبُها حَمْقاءَ وهى باخِسٌ» أى تَبْخَس من بايَعَها حَقَّه وفرَس جامِحٌ للانثى ـ أى جَمُوح ودابَّة ظالِعٌ ـ عَرْجاءُ وناقةٌ لاقِح ـ اذا قَبِلت الماءَ وأما قوله تعالى (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) فزعمَ أبو العَبَّاس أنه على حَذْف الزائد وانما هو مَلَاقِحُ يقال ألقَحت الرِّيحُ الشجَرَة* وقال غيره* يقال رِيحٌ لاقِحٌ كما يقال رِيحٌ عَقِيم فلَواقِحُ على هذا جمعُ لاقِحٍ وحَرْبٌ لاقحٌ على المَثل بذلك وناقةٌ واسِقٌ ـ اذا أغْلقَتْ رَحِمَها على ماءِ الفَحْل والجمع مَوَاسِقُ على غَيْر

١٢٤

قِياس وقد وَسَقَت وَسْقا فأمَّا قول ذى الرُّمَّة

* مَواسِق نَخْلِ القادِسِيَّةِ أو حَجْر*

فهى جَمْع مُوسِقَة ـ وهى النَّخْلة الكثيرةُ الحَمْل قال لبيد يَصِف النخلَ

* مُوسِقَاتٌ وحُفَّلٌ أبْكارُ*

ـ أى تبَكِّز بالحَمْل وناقةٌ قارِحٌ ـ اذا اسْتبَانَ حَمْلُها وقد قَرَحَت قُرُوحا وفاسِجٌ ـ حامِلٌ وهى أيضا الفَتِيَّة السَّمِينةُ وكذلك الفاثِجُ والبائِكُ فيهما وقد باكَتْ بُؤُوكَا وشامِذٌ ـ اذا لَقِحَت فشالَتْ بذَنَبها وقد شَمَذت شِمَاذا ويقال لها أيضا شائِلٌ والجمع شُوَّلٌ قال أبو النجم

كأنَّ فى أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ

من عَبَس الصَّيْفِ قُرُونَ الايَّلِ

فاذا أتَى على الناقةِ سَبْعةُ أشهُرٍ من نِتَاجِها أو ثَمانِيةٌ فَخَفَّ ضَرْعُها أو لَبَنُها فهى شائِلةٌ والجمع شَوْل وهذا مما شَذَّ عن الباب وناقةٌ عاسِرٌ ـ تَرْفَع ذنَبها اذا أنِفَت الفَحلَ وراجِعٌ ـ اذا كانت تَلْقَح فتَزُمَّ بانْفِها وتَشُول بذَنَبها وتَجْمَع قُطْرَيْها وتُوزِغ ببَوْلِها ـ أى تُقَطِّعه دُفَعا دُفَعا ثم تُخْلِف وقد رجَعَت تَرْجِعُ رِجَاعا ـ وعاقِدٌ تَعْقِد بذَنَبها عِنْد اللِّقَاح وأمَّا العاقِدُ من الظِّباء ـ فهى التى يَلْتَوى طَرَفُ ذَنَبها وقيل ـ هى التى تَرْفَع رأسَها حَذَرا وناقةٌ ضارِبٌ ـ اذا ضَرَبت برِجْلها وامتَنَعتْ من الحالِب اذا لَقِحَت وقيل ـ اذا شالَتْ بذَنَبها ثم ضَرَبتْ به فَرْجَها وناقة ماخِضٌ ـ اذا ضَرَبها المَخَاض وفارِقٌ ـ اذا وَجَدت مَسَّ المَخَاض فذهبَتْ فى الأرضِ وكذلك الأتَانُ قال الراجز

* ومَنْجَنُونٍ كالأتَانِ الفارِقِ*

وقد فَرَقَت تَفْرُقُ فُرُوقا فأمَّا الفارِق من السَّحَاب ـ فهى التى تَنْقَطِع من مُعْظَم السَّحَاب مُشَبَّهة بالْفَارِق من الابل وناقة خادِجٌ ـ اذا ألْقَت وَلَدها قبل تَمَام الحملِ وان كان تامَّ الخَلق وأخْدَجتْ ـ اذا ألْقَتْه ناقِصَ الخَلْق وان كان لِتَمَام الحَمْل ويقال لولَد الناقةِ الخادِجِ خَدِيج وناقةٌ عائذٌ ـ حديثةُ النِّتَاج والجمع عَوَائِذُ وعُوْذٌ قال الاعشى

الواهِبُ المِائَةِ الهِجَانِ وعَبْدِها

عُوْذا تُزَجَّى خَلْفَها أطْفالُها

١٢٥

* وقال سيبويه* فى باب جَمْع الجَمْع عُوْذ وعُوْذَات فجمعه بالألفِ والتاء ونظيره الطُّرُقَات والجُزُرات لأنَّ عُوذا عِنْده فُعُل وأنشد

لها بِحَقِيلٍ فالنُّمَيْرةِ مَنْزِلٌ

تَرَى الوَحْشَ عُوذَاتٍ به ومَتَالِيَا

وأُرَى هذا الشاعِرَ استَعارَ العُوذَ فى الوَحْش وناقةٌ رائِمٌ ـ عاطِفةٌ على وَلَدها وناقة عائِطٌ وحائِلٌ ـ إذا حُمِل عليها أعْوامًا فلم تَلْقَحْ والجمع عُوْط وعُوْطَط على غير قِيَاس وحُوْلٌ وحُوْلَل وقد حالَتْ واعْتاطَتْ وقد يكونُ الاعْتِياط فى الشاةِ وناقةٌ دافِعٌ ـ إذا دَفَعتِ اللِّبَأ فى ضَرْعها وكذلك الشاةُ وناقة غارِزٌ ـ اذا قَلَّ لبَنُها وكذلك الأتَانُ وقد غَرَزَت غِرَازا وغَرَّزَت وغَرَّزتها ـ اذا نَضَحْت ضَرْعها بالماء وترَكْتَها من الحَلْب حتى تُغَرِّز وجاذِبٌ كغارِزٍ وكذلك الأتَان وناقةٌ ما صِرٌ ـ بَطِيئةُ خُرُوجِ اللبنِ وكذلك البَقَرةُ والشاةُ وخَصَّ بعضُهم به المِعْزَى وناقةٌ ثاقِبٌ ـ غَزِيرة اللبَنِ وقد ثَقَبت تَثْقُب ثُقُوبا وحافِلٌ ـ متَجَمِّعةُ اللبنِ وراذِمٌ ـ تدْفَع باللبنِ وباهِلٌ ـ لا صِرَارَ عليها والجمع بُهَّل ويُستَعار فى المرأةِ التى لا تَمْنع زوْجَها مالَها ومنه قولُ امرأةِ دُرَيْد بن الصِّمَّة له وأراد أن يطَلِّقها فقالت له كلاما فيه وجِئْتُك باهِلاً ـ أى غيْرَ ما نِعَتِك مالِى وناقةٌ بازِلٌ ـ اذا بَزَل نابُها ـ أى شَقَّ وذلك فى التاسِعةِ وقد بَزَل يَبْزُلَ بُزُولا وكذلك البَعِيرُ وشارِفٌ ـ كبِيرةٌ ويُسْتعار للمرأة كقوله

* وشَمَّة مِنْ شارِفٍ مَزْكُومِ*

وناقة راهِن وشازِبٌ وشاسِبٌ وشاسِفٌ ـ منْضَمة البطنِ وناقة عاضِهٌ ـ تَرْعَى العِضاهَ وواضِعٌ ـ مُقِيمةٌ فى الحَمْص وقد وَضَعتْ وَضِيعةً ووَضَعْتها أنا وكذلك عادِنٌ ورَاجِنٌ ودَاجِنٌ وكذلك الشاةُ فى الرُّجُون والدُّجُون وقد رَجَنَت تَرْجُن رُجُونا ورَجَّنتها فأما قول الاعشى

فقَدْ أشْرَبُ الراحَ قدْ تَعْلَمِين

يَوْمَ المُقَامِ ويَوْمَ الظَّعَنَ

وأرْجُنُ فى الرِّيفِ حتَّى يُقَا

لَ قَدْ طالَ فى الرِّيف ما قَدْ رَجَنْ

فزعَم الفارسىُّ أنه استِعارةٌ* وقال غيْرُه* يُستَعْمل فى الناسِ كما يُسْتعمل فى الغَنَم والابِل وناقَةٌ نازِعٌ ـ حانَّةٌ إلى وَطَنها وناقةٌ طالِقٌ ـ مُتَوجِّهة إلى الماءِ وقيل ـ هى التى تُرْسَلُ فى الحَىِّ فتَرْعَى من جَنَابِهم حيث شاءَتْ لا تُعْقَل وقيل ـ هى التى

١٢٦

يَحْتَبِس الراعِى لَبَنها وقيل ـ هى التى يُتْرَك لَبَنُها يومًا وليلةً ثم تُحْلَبُ وناقةٌ قارِبٌ ـ فى الوِرْد وكذلك القَطَاةُ وناقةٌ قاصِبٌ ـ إذا امتَنَعَت من شُرْبِ الماءِ وناقةٌ ضابِعٌ ـ تَرْفَع ضَبْعيْها فى سَيْرها والضَّبْع ـ العَضُد وناقة رازِمٌ ـ اذا لم تَقْدِر على القِيَام من الهُزَال وسالِحٌ ـ تَسْلَح عن البَقْل وناحِزٌ ـ إذا اشْتَدَّ سُعَالُها وكذلك البعيرُ والشاةُ وناقة دارِئُ ـ إذا ورمَ ظهرها أو مَرَاقُّها من الغُدَّة وقد يقال للذَّكَر وقد دَرَأ دُرُوءا ـ وهو الذى يُسمى العَمَدَ وناقةٌ عاسِفٌ ـ إذا أشْرفَتْ على الموتِ من الغُدَّة وجَعَلت تَنَفَّس وبقَرةٌ ضاعِفٌ ـ فى بَطْنها حَمْلٌ وفارِضٌ ـ مُسِنَّة وشاةٌ حانٍ ـ إذا أرادَتِ الفَحْلَ وساحٌّ ـ غايَةٌ فى السَمَن وقيل غير مُنْتَهِيَة فيه وسالِغٌ وقِيلتْ بالصاد ـ إذا بَلَغتِ الصُّلُوغَ ـ وهو أقصَى أسنانِها وكذلك الذَّكَر والبَقَر كالغَنَم* وقال الأصمعى* تَصْلَغُ الشاةُ بالخامِس وشاةٌ نافِرٌ ونائِرٌ ـ تَسْعُل فيَنْتَثِر من أنْفِها شئٌ وظَبْيةٌ عاطِفٌ ـ تَعْطِف على وَلَدها وخاذِلٌ ـ إذا تخلَّفتْ عن صَوَاحِبها وأقامت على وَلَدِها وكذلك البَقَرةُ وغيْرُها من الدَّوابِّ وظَبْيةٌ فارِدٌ ـ منْفَردة عن القَطِيع وشجَرة فارِدٌ ـ منْفَرِدة وكَلْبة رائِسٌ ـ تأخُذُ الصَّيدَ برأسِه وسَبُعة صارِفٌ ـ إذا أرادَتِ الفحْلَ وكذلك كلُّ ذاتِ مِخْلَب وظِلْف ونَعامةٌ راخِمٌ ـ إذا كانتْ تحْضُن بَيْضَها ومنه قول الأصمعى يَصِف بعضَ عَجائِز الأعراب كأنَّها نَعامةٌ راخِمٌ وكذلك الدَّجَاجة فأما قوله

* بحَيْثُ يَعْتَشُّ الغُرابُ البائِضُ*

فانما ذلك على الوَلَد كأنه لما وَلَد ما يكُون من البَيْض صار البَيْض له وعُقَابٌ كاسرٌ ـ تَغُضُّ من جَنَاحَيْها عِنْد انقِضاضِها ودارِبٌ ـ دَرِبةٌ بالصيد وجَرَادةٌ غارِزٌ ـ إذا انتَشَب ذَنَبُها فى الأرض وضَبَّة ناظِمٌ ـ ذاتُ إنْظامةٍ ـ وهو ما تَجمَّعَ من البَيْضِ فى بَطْنها وكذلك الدَّجَاجة والسَّمَكة وحَيَّة عاضِهٌ ـ تَقْتُل من ساعَتِها ولِحْيةٌ ناصِلٌ من خِضَابها وفارِضُ ـ ضَخْمة وشجَرةٌ حائِلٌ ـ لا تَحْمِل ونَخْلةٌ حائِلٌ ـ تَحْمِل سنَةً ولا تَحْمِلُ أُخرَى وبُسْرةٌ خالِعٌ ـ نَضِيجةٌ ونَخْلة كابِسٌ ـ قَصِيرةٌ وقَوْسٌ كاتِمٌ ـ لا تَرِنُّ وقيل ـ التى لا صَدْعَ فى نَبْعِها وقد يقال كاتِمَةٌ وقَوْسٌ فارِجٌ ـ إذا بانَ وَتَرُها عن كَبِدها وعاتِكٌ ـ مُحْمَرَّة من القِدَم وأرض رابِخٌ

١٢٧

ـ تأخُذ اللُّؤْمَةَ ولا حِجَارَة فيها ورَمْلةٌ ـ عانِكٌ متَعَقِّدةٌ وشُعْبة حافِلٌ ـ اذا كَثُر سَيْلُها وكذلك الوادِى وبِئْر ناكِزٌ وناكِشٌ ونازِحٌ ـ إذا قَلَّ ماؤُها وقد نَزَحتْ ونَكَزَت ونَكَشت ونَزَحْتُها ونَكَشْتها وراهِقٌ ـ بَعِيدةٌ ورِيحٌ قاصِفٌ ـ تَكْسِر ما مَرَّتْ به وعاصِفٌ ـ شديدةٌ وقد عَصَفتْ تَعْصِفُ عُصُوفا وقد قالوا عاصِفَةٌ وفى التنزيل (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) وقد قالوا رِيحٌ مُعْصِفة ولم يقولوا مُعْصِف قال ابن أحمَرَ

وَلِهَتْ عَلَيْه كُلُّ مُعْصِفةٍ

هَوْجاءُ ليس للُبِّها زَبْرُ

ورِيحٌ خارِمٌ ـ بارِدةٌ وسَحابةٌ رائِسٌ ـ متقَدِّمة ودِرْع ذائِلٌ ـ طويلةُ الذَيْلِ قال الشاعر

* ونَسْج سُلَيْمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذائِلِ*

وقالوا أخَذَتْه حُمَّى صالِبٌ وحُمَّى نافِضٌ ويُضافانِ بحَرْف وبغير حَرْف فيقال حُمَّى صالِبٍ وحُمَّى بصالِبٍ وحمَّى نافِضٍ وحُمَّى بنافِضٍ فأما ابن السكِّيت فقال النافِضُ من الحُمَّى مذكَّر وكذلك الرَّاجب والطَّامحُ

فاعِلٌ بمعنى مَفْعول

امْرأةٌ حائِصٌ ـ ضَيِّقة وقيل ـ رَتْقاءُ* وقال الفراء* الحائِصُ من الابِل ـ التى لا يَجُوز فيها قَضِيبُ الفحل كأنَّ بها رَتَقًا* قال ثعلب* كل هذا فاعِلٌ بمعنى مَفْعول كأنها حِيصَتْ وقد قالوا ناقةٌ مَحِيصةٌ فى هذا المعنَى فتبَيَّن بهذا أنَّ حائِصًا فاعلُ بمعنى مفعُول وناقَةٌ عائِذ ـ إذا عاذَ بِها ولَدُها والعائِذ ـ كلُّ أنثَى اذا وضَعَتْ سبْعَة أيَّام وناقَةٌ فاطِمٌ ـ فُطِم عنها ولَدُها وباهِلٌ ـ مُهْمَلَة وهى أيضا ـ التى لا صِرارَ عليها وقيل ـ التى لا خِطامَ عليها وقيل ـ التى لا سِمةَ عليها وكل ذلك يُقال فيه مُبْهَلة ودابَّة حاسِرٌ ـ حَسَرها السَّيْر وشاةٌ شافِعٌ ـ للتى شَفعَها ولَدُها وفى الحديث «أن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلم أُتِىَ بشاةٍ شافِعٍ فلم يَقْبَلْها» وعاقِفٌ ـ مَعْقُوفة الزِّجْل وغِلَالةٌ رادِعٌ ـ مُرَدَّعة بالطِّيب والزَّعْفَران فى مواضِعَ

١٢٨

(مُفْعِل) اعلم أن مُفْعِلا فى النُّعوت بمنْزِلة فاعِلٍ اذا اشْتَرك المؤنَّثُ والمذَكَّرُ فى النَّعْتِ دخَلَتْه الهاءُ اذا كان نَعْتا للمؤنَّث كقولك رجُل مُحْسِنٌ وامرأةٌ مُحْسِنة ومُجْمِلٌ ومُجْمِلة فاذا كان النَّعتُ لا حَظَّ للذَّكَر فيه لم تَدْخُله الهاءُ وكان بمنْزِلة حائِضٍ وطالِقٍ وليس تَفَرُّدُ المؤنَّثِ به عِلَّةً فى سُقُوط الهاءِ ولكِنَّه على حَدِّ ما تقدَّم فى فاعِلٍ ونحوِه من صِفَات المُؤَنَّث التى لا تَلْحَقُها الهاءُ فمن ذلك قولُهُم امرأةٌ مُذْكِرٌ ـ اذا كانَتْ تَلِدُ الذُّكُورَ ومُؤْنِث ـ اذا كانَتْ تَلدُ الانَاثَ وكذلك امْرأةٌ مُرْجِلٌ ـ تَلِد الرِّجالَ ومُحْمِقٌ ـ اذا كانتْ تَلِدُ الحَمْقَى وكذلك قَوْلُهم ذِئْبةٌ مُجْرٍ وظَبْيةٌ مُخْشِف ومُغْزِل ومُطْفِل ومُشْدِنٌ ويَكُونانِ فى النَّاقةِ فيَحْذِفُون الهاءَ من هذه النُّعُوتِ لأن الغِزْلانَ والأطْفالَ إنما يَكُنَّ مع الأمَّهات ولا يَكُنَّ مع الآباء فَجَرى على الأمُهَّات ولم يَكُنْ للذَّكَر فيه حظٌّ وحَكى الفرَّاءَ كَلْبة مُجْرٍ ومُجْرِيَةٌ وامرأةٌ مُصْبٍ ومُصْبِيَة ـ للتى مَعَها الصِّبْيان وسأُبيِّن وجْهَ دخُول الهاء هاهنا ورُبَّما أدخَلوا الهاء فيما ليس للمذَكَّر فيه حَظٌّ تشبيها بادخالهم إيَّاها فى حائِضٍ قال بعضُ نِساءِ العرَب

لَسْتُ أبَالِى أنْ أَكُون مُحْمِقَهْ

اذا رأيْتُ خُصْيةً مُعَلَّقه

وقالوا امرأةٌ مُكْيِسةٌ ـ اذا وَلَدَت الأكْياسَ وأنشد ابن السكيت

فلَوْ كُنْتُمْ لمُكْيِسةٍ أكاسَتْ

وَكَيْسُ الأُمِّ أكْيَسُ للبَنِينَا

فاذا صَغَّرت مُفْعِلا أجريْتَه فى التَّصْغِير مُجْراه فى التَّكْبِير فتقُول مُحَيْمِق فى تصغير مُحْمِق ومُحَيْمِقة فى تصغِير مُحْمِقَة وتصْغِيرُ ما كان من ذَوَات الواوِ والياءِ بالهاء فتقولُ فى تصغِيرِ مُصْبٍ ومُجْرٍ مُصَيْبِيَةٌ ومُجَيْرِيَة وذلك أنه لَمَّا صُغِّر وهو مؤَنَّث على ثلاثةِ أحْرُف زادُوا فى تَصْغِيره الهاءً كما زادُوا فى العيْنِ والأُذُن حِينَ صُغِّرتا فقالوا عُيَيْنة وأُذَيْنَة وأمَّا جمعُه فانَّ سيبويه قال وأما مُفْعِل الَّذِى لا تدْخُله الهاءُ فى المؤنَّث وأكثَرُ ذلك ما يَخْتَصُّ به المَؤنَّث فانه يكَسَّر كقولك مُطْفِلٌ ومَطَافِلُ وقد يَزِيدُون فيه الياءَ فيقُولون مَطَافِيلُ ومُشْدِن ومَشَادِنُ ومَشَادِينُ شبَّهوها بالمَصْعُود والمَسْلُوب لَمَّا لم تدخُل فيه الهاءُ وقد يجىءُ من هذا الباب بالهاء قالوا مُتْلٍ ومُتْلِيَة ـ للتى يَتْلوها ولَدُها ومُجْرٍ ومُجْرِيَة وانما أثْبُتوا الهاءَ لأنه معتَلٌّ ولو أسقَطوا الهاءَ الهاءَ لسقَطت الياءُ فى قولهم مُتْلٍ ومُجْرٍ فكَرِهُوا الاخْلالَ بحَذْف عَلَم التأنيثِ وحَرْفٍ من نَفْس الكلِمة وقالوا

١٢٩

امرأةٌ مُضِرٌّ ـ اذا تزوَّجَتْ على ضِرٍّ ـ أى على امرأة كانَتْ قَبْلَها أو امرأتيْنِ قال ابن أحمر

كمِرْآةُ المُضِرِّ سَرَتْ علَيْها

اذا أرْمَقْتَ فيها الطَّرْفَ جالا

وامْرَأةٌ مُعْصِر ـ للتى هَمَّتْ أن تَحِيضَ قال الشاعر

جارِيَة فى سَفَوانَ دارُهَا

تَمْشِى الهُوَيْنا مائِلاً خِمَارُها

يَنْحَلُّ من غُلِمْتها ازارُها

قد أعْصَرَتْ أو قد دَنَا اعْصَارُها

وامْرَأةٌ مُعْرِكٌ ـ كعارِكٍ ومُقْرِئُ ـ اذا حاضَتْ وطَهُرت ومُرْءٍ ـ اذا اسْتبانَ حَمْلها وكذلك الشاةُ وجميعُ الحَوَامِل إلا فى الحافِر والسَّبُعِ وامرأةٌ مُتِمٌّ ـ اذا أتَمَّت الحَمْل وكذلك الناقةُ وامْرأةٌ مُعْشِر ـ مُتِمٌّ على الاستعارة ومُتْئِم ـ للتى فى بَطْنها اثْنانِ ومُعْضِلٌ ـ اذا عَسُر عليها الوِلَادُ وكذلك الدَّجاجةُ ببَيْضها ومُدْنٍ ومُمْنِح ـ اذا دَنَتْ وِلادَتُها وكذلك الناقةُ فيهما ومِثْلُه مُقْرِب وكذلك الشاةُ والجمعُ مَقارِيبُ وامرأةٌ مُمْصِل ـ تُلْقِى ولدَها مُضْغةً ومُسْقِط ومُمْلِص ـ اذا ألْقَتْه لغيْر تَمَامٍ وكذلك الناقةُ وامْرَأةٌ مُسْبِع ـ إذا ولَدتْ لسَبْعة أَشْهُرٍ ومُحِشٌّ ـ اذا يَبِسَ وَلَدُها فى بَطْنها وكذلك الناقةُ والشاةُ ويَدٌ مُحِشٌّ ـ يابِسَةٌ وامْرَأةٌ مُرْضِعٌ ومُرْضِعةٌ وكذلك الناقةُ* قال الفرَّاء* اذا أردْتَ أنها تُرْضِع عن قَلِيل ولم يَكُنِ المُفْعِلُ نَعْتا فانما أدخَلْتَ الهاءَ فى تكْبِيره وتصغيره كما قال عزوجل (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) فهذا للفعْل* قال* فاذا أردْتَ النَّعْت ألقَيْتَ الهاء كقول امرئ القيس

ومِثْلكِ حُبْلَى قدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا

فألْهَيْتُها عن ذِى تَمَائِمَ مُغْيَلِ

* قال أبو عبيدة* المُرْضِع ـ التى بها لَبَنُ رَضاعٍ فهى بما أرْضعَتْ مُرْضِع واحْتَجَّ بقول امْرِئِ القيس المتقدِّم الذِّكر ويقال فى جَمْع المُرْضع مَرَاضِعُ ومَرَاضِيعُ قال الله عزوجل (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ) وقال أمية بنُ أبى عائِذِ الهُذَلى

ويَأْوِى الى نِسْوةٍ بائسَات (١)

وشُعْثٍ مَرَاضِيعَ مِثْلِ السَّعَالِى

ورواه سيبويه وشُعْثًا بالنصْب على الذَّمِّ وان كان نِكرةً لأنه مفْعُول* قال* لأنه لما قال ويَأْوِى إلى نِسوةٍ عُطَّل عُلِمَ أنهن شُعْث ولكنه قال وشُعْثا ... تَشْنِيعا لهنَّ وتَشْوِيها

__________________

(١) فى اللسان وسيبويه عُطَّل كتبه مصححه

١٣٠

لَخْلقِهنَّ وان شئتَ جَررْت على الصِّفَة وزعم يُونُسُ أنَّ ذلك أكثَرُ كما قال

بأعْيُنٍ منها مَلِيحاتِ النُّقَبْ

شَكْلِ التِّجَار وحَلالِ المُكْتَسَبْ

وههنا احتِجاجٌ للفريقَيْنِ وليس من غَرَض هذا الكتاب فلذلك تَركْناه وامرأة مَغْيِل ـ تُرْضِع ولَدَها وهى حامِلٌ والغَيْل ذلك اللبَنُ ومُرْغِثٌ ـ مُرْضِع ومُحْمِل ـ يَغْزُر لبَنُها من غير حَمْل وكذلك الناقةُ وامْرأةٌ مُوسِقٌ ـ معَها ولَدُها وكذلك الظَّبْية وامْرأةٌ مُمِيت ـ اذا ماتَ ولَدُها وكذلك الناقةُ ومُشْكِل ـ ثاكِلٌ ومُغِيب ومُغْيِب ومُغْيِبة ـ اذا كان زوجُها غائِباً ومُشْهِد ـ اذا كان شاهِدًا ومُشْبِل ـ اذا أقامَتْ على أوْلادِهَا بَعْد زَوجِها فلم تتَزَوَّج ومُحِدٌّ ـ اذا تَركَت الزِّينةَ للعِدَّة ومُوتِمٌ ـ اذا صارَ ولَدُها يَتِيما ومُوْمِس ـ للفاجِرَة مُجَاهرةً ولا فِعْلَ لها ومُصِنٌّ ـ اذا عَجَّزتْ وفيها بَقِيَّة وامْرَأة مُسْلِف ـ نَصَفٌ وقيل ـ هى التى بَلَغَتْ خمساً وأربَعِين ونحوَها وامرأةٌ مُسْبِل ـ اذا أسْبَلتْ ذَيْلها وامرأةٌ مُدِرٌّ ـ اذا فَتَلت المُغْزَلَ فَتْلا شديدًا كأنَّه واقِفٌ من دَوَرانه وفَرَس مُقِصٌّ ـ اذا كَرِهَت الفَحْل من حَمْل أو غيْرِه وقيل المُقِصُّ ـ الحامِلُ وكذلك المُعِقُّ وفَرَس مُمْهِر ـ ذاتُ مُهْر ومُفْلٍ ـ ذات فَلُوٍّ وكذلك الأتَانُ ودابَّة مُضْلِع ـ لا تَقْوَى أضْلاعُها على الحَمْل وناقةٌ مُبْلِم ـ اذا وَرِم حَياؤُها من الضَّبَعة وقيل ـ هى التى لا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعة وقيل ـ هى التى لم تُنْتَج ولا ضَرَبَها الفحلُ وناقةٌ مُهْدِم ـ اذا اشْتَدَّت ضَبَعتُها فياسَرتِ الفَحْلَ ولم تُعاسِره وناقة مُوْسِق ـ للتى جَمَعتْ ماءَ الفَحْل فى رَحِمها وقيل ـ هى الغَزِيرة اللَّبَنِ وناقةٌ مُرْتِج ـ اذا أغْلقتِ الرَّحِمَ على الماء وناقةٌ مُلْمِع ـ اذا رَفَعت ذَنَبها فعُلِم أنَّها لَقِحت وكذلك اذا تحرَّك ولَدُها فى بَطْنها وأتَانٌ مُلْمِعٍ مثلُه وناقةٌ مُبْرِق ـ تَشُول بذَنَبها عِنْد اللَّقاح ومُبْشِر كذلك وناقةٌ مُشْرِق ـ اذا أشْرَق ضَرعُها فوقَع فيه اللبَنُ ومُبْسِق ـ اذا وَقَع اللِّبَأُ فى ضَرْعها وكذلك الجاريَةُ البِكْر ـ اذا جَرَى اللبنُ فى ثَدْيها وناقة مُدْرِئٌ ـ اذا أنْزَلَت اللبَنَ وكذلك مُدَرِّئٌ وقيل ـ هو اذا استَرْخَى ضَرْعُها ومُفْكِه ـ يُهَراق ـ لَبُنها عند النِّتَاج ومُمْرِج ـ اذا ألْقتْ وَلَدها وهو غِرْس ودَمٌ ومُمْلِطٌ ومُمْلِص ـ اذا ألَقتْ جَنِينَها ولا شعَرَ عليه ومُجْهِض ومُزْلِق ـ اذا ألقَتْه وقد شَعَّر وقد يُوصَف به الفرسُ وناقة مُسْلِب ومُمْرِط

١٣١

ـ اذا ألقَتْ ولَدَها من قَبْل أن يَتِمَّ ومُرْكِض ـ اذا تحرَّك ولَدُها فى بطنِها وناقةٌ مُعْجِل ـ تُنْتَج قبل أن يستكْمِل الحوْلُ فيَعِيش ولَدُها وناقة مُخْدِج ـ اذا ولَدَتْه لتَمام الوقْتِ وهو ناقِصُ الخَلْق وناقة مُغْرِقٌ ـ تُلْقِى ولَدَها لتَمامٍ أو غيْرهِ فلا تُظْأر ولا تُحْلَب وليست مَرِيَّةً ولا خَلِفةً وناقةٌ مُدرِج ـ اذا جاوَزَت الوَقْت الذى ضُرِبْت فيه وناقةٌ مُوتِنٌ ـ اذا وَضَعتِ الولَدَ منكُوسًا وناقة مُصِيف ـ نُتِجت فى الصَّيْف ومُخْرِفَ ـ نُتِجت فى الخَرِيف ومُرْبِعٌ ـ نُتِجت فى الرَّبِيع وقيل المُرْبِع ـ التى استَغْلقتْ رَحِمُها فلم تَقْبَل الماءَ وقيل ـ التى معها رُبَعها وناقةٌ مُثْلِث ـ ذاتُ ولدٍ ثالِثٍ ومُرِبٌّ ـ لازمةٌ للولَد والفحْل وناقة مُفْرِق ـ اذا فارَقَتْ ولَدَها بموتٍ أو ذَبْح أو بَيْع قال عوفُ بنُ الاحوص

وإجْشامِى على المَكْرُوه نَفْسِى

وإعْطائِى المَفَارِقَ والحِقَاقَا

وناقةٌ مُقْلِت ومِقْلات ـ اذا مات ولَدُها ومُمِيت ـ كثيرةُ موْتِ الولَد ومُحْىٍ ـ كثيرةُ حَياةِ الولَد وناقةٌ مُشْدِن ـ اذا تحَرَّك ولَدُها والولَد شادِنٌ وناقة مُرْشِح ـ اذا قَوِىَ ولَدُها فتبِعَها وقد رَشَحَ فهو راشِحٌ .... (١) اذا سَقَطَ رواضِعُها وناقة مُغِدٌّ ـ أصابها الطاعُونُ وناقة مُرِدُّ ـ اذا شَرِبت فوَرِمَ حَياؤُها وضَرْعُها وناقةٌ مُخْرِط ـ اذا برَكَتْ على بَوْلِ أو نَدًى أو أصابَتْها العينُ فتعَقَّد لبنُها فى ضَرعُها وخرج كأنَّه قِطَعُ الأوْتار وسائِرُ اللبَنِ ماءٌ أصفَرُ واسمُ ذلك الداءِ نَفْسِه الخَرَطُ فان كان ذلك من عادَتِها فهى مِخْراطٌ قال الشاعر

بِئْس قَوْمُ اللهِ قَوْمٌ طُرِقُوا

فقَرَوْا أضْيافَهُم لَحْما وَحِرْ

وسَقَوْهُم فى إناء كَلِعٍ

لَبَنا من دَرِّ مِخْراطٍ فَئِرْ

الوَحِر ـ الذى دَبَّتْ عليه الوَحَرَة ـ وهى دُوَيْبَّة تلْصَق بالأرض كأنها العَظَاءةُ والفَئِر ـ الذى سَقَطتْ فيه فَأْرة وناقة مُجْهِر ـ كريمةٌ وقيل ـ هى الفائِقةُ فى الشَّحْم والسَّيْر وجمَلٌ مُجْهِر مثله وناقةٌ مُرِمٌّ ـ وهو أوَّل السِّمَن فى الاقبال وآخِرُ الشَّحْم فى الهُزَال وشاةٌ مُمْغِل ـ اذا حُمِل عليها فى السَّنةِ مَرَّتَيْن وشاةٌ مُقِصٌّ ـ اذا استَبانَ ولَدُها وشاةٌ مُمْجِرٌ ـ اذا عَظُم ولدُها فى بَطْنها فهُزِلَتْ وثَقُلت ولم تُطِقْ على القيام حتى تُقام فاذا كان ذلك عادَةً لها فهى مِمْجَار وشاةٌ مُحْدِثٌ ـ اذا قَرُب وِلَادُها

__________________

(١) بياض بالأصل

١٣٢

ومُوْحِد ومُفْرِد ومُفِذٌّ ـ اذا ولَدَتْ واحدا وشاة مُضْوٍ ومُدْقِل ـ تَلِد الضاوِىَّ من السَّخْل وشاة مُحِلٌّ ـ ايَبِس لبَنُها ثم أكلَت الرَّبيعَ فدَرَّت وقيل ـ هى نُزُول اللبَنِ من غير نِتَاج والمعْنَيان متقارِبانِ وشاةٌ مُمْغر ومُنْغِر ـ اذا حلَبَتْ لَبَنا يَخْلِطه دَمٌ فاذا كان ذلك عادةً لها قيل مِمْغارٌ ومِنْغَار وشاةٌ مُمْصِل ـ يَتَزايلُ لبنُها فى العُلْبة قبل أن يُحْقَن ومُسِيسٌ ـ اذا كَثُر قَلْها وبَقَرة مُغِرٌّ ـ اذا عَسُر حملُها ومُتْبِع ـ ذاتُ نَبِيع وهو ولَدُها أوَّلَ سنةٍ ومُجْذِر ـ ذات جُؤْذَر ومُذْرِع ـ ذاتُ ذِرْعانٍ ـ أى أولاد ومُعْجِل ـ ذاتُ عِجْل وظَبْية مُخْذِل ـ اذا أقامَتْ على ولَدِها وسَبُعةٌ مُجِحٌّ ـ اذا حَمَلتْ وأقْرَبَتْ وعَظُم بَطْنُها وقيل كل ذاتِ ظُفُر من السِّبَاع مُجِحٌّ وقد يُقْتَاس ذلك للمرأة الحُبْلَى كما يُقْتَاس الحُبْلَى من النِّسَاء للسَّبُعة وكَلْبة مُجْعِل ـ اذا أحَبَّت السِّفَاد وكذلك الذِّئبة والأسَدَةُ وكُلُّ ذاتِ ظُفُر من السِّبَاع مُجْعلٌ وطائِرةٌ مُفْرِخٌ ـ ذاتُ فَرْخٍ ودَجَاجةٌ مُرْخِم ـ اذا حَضَنت بَيْضَها وكذلك النَّعامةُ ودَجاجَةٌ مُقِفٌّ ـ اذا انقَطَع بَيْضُها وقيل ـ اذا اجتَمعَ البَيْضُ فى بَطْنها وضَبَّة مُنْظِم كناظِمٍ وكذلك الدَّجَاجةُ والسَّمَكَة ومُمْكِنٌ ـ اذا باضَتْ وشَجَرةٌ مُوْرِق ـ ذاتُ وَرَق ونَخْلة مُوْقِر ـ اذا كَثُر حملُها ومُغْضِفٌ ـ اذا كَثُر سَعَفُها وساءَ ثَمُرها ومُصِيصٌ ـ مُحْشِفة ومُمْرِه ـ اذا سَقَط بُسْرُها غَضًّا ومُسْلِس ـ اذا تَناثَرَ بُسْرُها ومُبْتِلٌ ـ اذا بانَتْ فَسِيلتُها عنها حتى تنْفصِل وتَسْتغْنِىَ وهى فَسِيلة بَتِيلةٌ وبَتُول ونخلةٌ مُهْجِر ـ مُفْرِطَة فى الطُّول وقَوْس مُرِنٌّ ـ مُصَوِّتةٌ ورِيحٌ مُجْفِلٌ ـ سَرِيعة وسَحَابة مُخِيل ـ اذا رأيتَها حَسِبْتها ماطِرةً وأرضٌ مُمْحِل ـ جَدْبة وداهِيَة مُذْكِر ـ لا يَقُوم لها إلَّا ذُكْرانُ الرِّجال وحُمَّى مُرْدِمٌ ـ دائمةٌ

(مُفَعِّل) امْرَأةٌ مُكَعِّب ـ كَعَابٌ ومُعَجِّز ـ هَرِمةٌ ومُثَيِّب ـ ثَيِّب ومُسَلِّب ـ تَلْبَس ثِيَابَ الحِدَاد ومُسَلِّبة أكثَرُ وناقةٌ مُسَبِّط ومُسَبِّغ ـ إذا ألْقَتْ ولَدَها لغير تَمامٍ ومُعَجِّل كمُعْجِل ومُنَضِّج ـ اذا جاوَزَت الحِقَّ بشَهْر ونحوِه ـ يعْنِى الوقتَ الذى ضُرِبتْ فيه ومُعَضِّل ... اذا نَشِب ولَدُها فى بَطْنها ومُعَوِّد ـ أتَى عليها بَعْد بُزُولها أربَعُ سِنِينَ ومُنَيِّب ـ مُسِنَّة وناقةٌ مُمَلِّح ـ اذا كان فيها شئٌ من شَحْم قال عُرْوةُ ابن الورد

١٣٣

عَشِيَّةَ رُحْنا رائِحينَ وزادُنَا (١)

بَقِيَّةُ لحمٍ من جَزُورٍ مُمَلِّح

وشاةٌ مُرَمِّد ـ اذا اسْتبَانَ حَمْلُها وعَظُم بطنُها وطائِرةٌ مُفَرِّخ كمُفْرِخ وقَطَاةٌ مُطَرِّق ـ اذا حانَ خُرُوجُ بيضِها قال العَبْدى

وقد تَخِذَتْ رِجْلِى الى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفا كأُفْحُوص القَطاةِ المُطَرِّق

وجعل بعضُهم المُطَرِّق هنا صِفَة للأُفْحوص وذلك لقُرْبه منها وبَيْضِها فيه والمُطَرِّق أيضا ـ التى تَضِيق استُها ببيْضها ودَجاجةٌ مَنَظِّم كمُنْظِم وكذلك الضَّبَّة والسَّمَكة وشَجَرة مُسَوِّق ـ اذا صار لها ساقٌ وتَمْرةٌ مُصَلِّب ـ اذا بَلَغت اليُبْس (مُفاعِلٌ) امْرَؤة مُجَالِعٌ ـ ألقَتْ عنها الحَياءَ ومُرَاسِل ـ تُراسِلُ الخُطَّاب وقيل ـ هى التى ماتَ زَوجُها أو طلَّقها وناقة مُمَارِن ـ اذا ظهَر لهم أنها لَقِحتْ ثم لم يستَبِنْ بها حَمْل وقيل ـ هى التى يُكْثِر الفحْلُ ضِرابَها ثم لا تَلْقَح وناقةٌ مُعَالِق ومُذَائِر ـ تَرْأمُ بأنْفِها ولا يَصْدُق حُبُّها ومُؤَالِفٌ ـ رَؤُوم وقيل ـ هى اللازمةُ القَطِيع حكاه الفارسِىُّ وأنشد

وقد ذُكِرَتْ لى بالكَثِيب مُؤَالِفًا

قِلَاص عَدِىٍّ أو قِلَاص بَنِى وَبْرِ

وناقة مُجَالِحٌ ـ تَدِرُّ فى الشِّتاء ومُمَانِح ـ يَبْقَى لبُنها بعْدَ ذَهاب ألْبانِ الابِل وناقةٌ مُحَارِد ـ لا تَدِرُّ فى القُرِّ وقيل ـ هى التى قَلَّ لَبنُها أىَّ وقْت كان ومُغَارٌّ ـ بطِيئَة اللبَنِ وذلك عند كَراهِيَتها الولَدَ وإنكارِهَا الحالِبَ وناقةٌ مُقَامِح ـ تَأْبَى شُرْبَ الماءِ والجمعُ قِمَاح قال بِشرُ بنُ أبى خازِم

ونحنُ على جَوَانِبها قُعُود

نَغُضُّ الطَّرْفَ كالابِل القِمَاح

ويقال لشهْريْنِ فى الشِّتاء شَهْرَا قِمَاح لأن الابِلَ تُقامِح فيهما عن الماءِ قال الشاعر الهُذَلى

فَتًى مَّا ابنُ الأغَرِّ اذا شَتَوْنا

وحُبَّ الزادُ فى شَهْرَىْ قِمَاحِ

* قال الفارسى* يُقال شَهْرَا قِمَاح وقُمَاح فمن كَسَر جعلَه مصدَر قامَحَ ومن ضمَّه جعله كالأُبَاء وسَحابةٌ مُرَائِس ـ متقدِّمةٌ للسَّحاب (مُفْعالٌّ) ناقة مُقْطارٌّ ـ تَشُول بذَنَبها وتجمَعُ قُطْرَيْها وذلك عِنْد إشعارِها باللَّقَح (مُفْتَعِل) شاةٌ مُعْتَاطٌ ـ أُنْزِىَ عليها فلم تَحْمِل

__________________

(١) قوله عشية رحنا الخ أنشده فى اللسان

أفناء بها حينا وأكثر زادنا

الخ كتبه مصححه

١٣٤

(مُفْعَلٌ) خادِمٌ مُتْبَع ـ مَعَها ولَدُها يَتْبَعُها ونَخْلة مُوقَرٌ كمُوقِر

(مَفْعَل) أرْض مَرَبٌّ ـ لا يَزَال بها ثَرًى ومَجْهَلٌ ـ لا يُهْتَدى فيها

(مِفْعَلٌ) امرأةٌ مِلَزٌّ ـ مُلازِمة للخُصُومة وناقةٌ مِنْعَب ـ سريعةٌ ومِلْوحٌ ـ ضامِرةٌ وقَوْس مِطْحَر ـ تَرْمى بسَهْمها صُعُدا فلا تقْصِد الرَّمِيَّةَ

(مِفْعال) اعلم أنَّ مِفْعالاً يكونُ نعتًا للمؤنَّث بغير هاء لأنه انْعَدل عن النُّعُوت انْعِدالا أشدَّ من انْعِدال صَبُور وشَكُور وما أشبههما من المَصْروف عن جِهَته لأنه شُبِّه بالمَصادر لزيادة هذه الميمِ فيه ولأنه مَبْنِىٌّ على غير فِعْل ويُجمَع على مَفاعِيلَ ولا يجمَع المذكَّر بالواو والنُّون ولا المؤنث بالالف والتاء إلا قليلا فمن ذلك قولهم امرأةٌ مِبْساق ـ إذا وقَع اللبَنُ فى ثَدْيها وكذلك الناقةُ والشاةُ ومِذْكار ومِئْنات ـ اذا كان من عادتها أن تَلِدَ الاناثَ والذَّكُورَ ومِحْماقٌ ـ اذا ولَدْتَ الحَمْقَى ومِكْيَاس ـ تَلِد الأكْياسَ ومِنْجاب ـ تَلِد النُّجَباءَ ومِنْتاق ـ كثيرةُ الوَلد وكذلك الناقةُ ومِتْئَام ـ اذا كان مِنْ عادتِها أن تَلِد اثنَيْنِ اثنَيْنِ وكذلك الشاةُ ومِقْلاتٌ ـ لا يَعِيش لها وَلَد وكذلك الناقةُ وجارِيَة مِفْناقٌ ـ حسَنةٌ فَتِيَّة مُنَعَّمة وامرأةٌ مِبْهاج ـ غَلَبتْ عليها البَهْجة ومِغْناجٌ ـ من الغُنْج ومِخْناثٌ ـ من التكَسُّر ومِعْطَار ـ مُتَعطِّرة وامرأةٌ مِقْلاق الوِشَاحِ ـ اذا كان لا يَثْبُت على خَصْرها من دِقَّته ومِرْفَالٌ ـ كثيرةُ الرَّفَلان ـ وهو أن تَجُرَّ ثوبَها جَرًّا حسَنا ومِعْطاء ـ من العَطِيَّة ومِهْداء ـ من الهَدِيَّة ومِكْسال ـ من الكَسَل وكذلك الذكَر وأنشد

وغَضِيض الطَّرف مِكْسال الضُّحَى

أَحْوَر المُقْلةِ كالرِّيمِ الأَغَنّ

وامرأةٌ مِيْسانٌ مِنْعاس ـ من الوَسَن وامْرأةٌ مِنْداصٌ ـ طَيَّاشةٌ ومِهْزاق ومِنْفاصٌ ـ كثيرةُ الضَّحِك ومِكْثار ـ كَثِيرة الكلامِ ومِيقابٌ ـ واسِعةُ الفَرْج ومِجْبال ـ ثقيلةٌ ومِتْفال ـ غير مُتَعَطِّرة وناقة مِهْشار ـ تَضْبَع قَبْل الابلِ وتَلْقَح فى أوَّل ضَرْبة ولا تُمَارِنُ وناقة مِبْلامٌ ـ لا تَرْغُو من شِدَّة الضَّبَعة ومِقْراع ـ اذا كان يَضْرِبها الفَحْلُ فى أوَّل ضِرَاب الابِلِ ومِمْلاصٌ ومِمْصال ـ تُلْقِى ولَدَها وهو مُضْغَة وكذلك الشاةُ وناقةٌ مِمْراط كمُمْرط ومِعْجال ـ ألقَتْ ولَدَها لغيْر تَمَام وهى أيضا ـ التى اذا وَضَع الرجُلُ رجْله فى غَرْزها قامَتْ ووَثَبَتْ وناقةٌ مِزْلاق

١٣٥

ومِجْهَاض ومِسْباغٌ ـ تُلْقِى ولَدَها لغير تَمَام وناقةٌ مِرْباعٌ ـ تَلِد فى أوَّل الرَّبِيع ومِصْياف ـ تَلِد فى الصَّيْف ومِدْراج ـ للتى تَجُوز وَقْتَها الذى ضُرِبتْ فيه تَحْمِلُ أكثرَ من سَنَة وهى أيضا ـ التى تُدْرِج الحَقَب فيَلْحَقُ بالتصدِير وناقةٌ مِدْفَاعٌ ـ تَدْفَع اللبَنَ على رأس وَلَدِها لكَثْرته وكذلك الشاةُ ومِجْلاح ـ مُجَلِّحة على الشِّتاء فى بَقاء لبَنِها ومِخْراط ومِنْغار ـ اذا احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِط (١) ومِنْزاح ـ يُسْرِع انْقِطاعُ لبنِها ومِبْعار ـ تَبْعَرُ على حالِبها وكذلك الشاةُ وناقةٌ مِخْزاب ـ وهو وَرَم فى الضَّرْع من البَرْد والعيْنِ يُصِيب الناقةَ والنُّفَساءَ وقد خَزِبتْ خَزَبا وخُزِب ضَرْعُها فيُسَخَّن بها الجُبَاب فيُدْهَن به ضَرْعُها والجُبَاب ـ كالزُّبْد يعلُو ألبانَ الابل وناقةٌ مِقْحاد ـ عظيمةُ القَحَدة ـ وهى بَيْضةُ السَّنَام ومِرْسالٌ ـ كثيرةُ الشَّعَر فى ساقَيْها وناقةٌ مِقْلاص ـ اذا كان سِمَنُها فى الصَّيف وقيل ـ هى التى سَمِنت ومِشْياطٌ ـ سَرِيعةُ السِّمَن وناقة مِصْباح ـ لا تَبْرَح من مَبْرَكها ولا تَرْعَى حتى يرتَفع النهارُ وهو مما يُسْتَحبُّ وناقة مِطْرافٌ ـ لا تَكادُ تَرْعَى مَرْعًى حتى تَسْتطْرِف غيرَه وناقةٌ مِسْياع ـ ذاهِبةٌ فى الرَّعْى وقيل ـ هى التى تَصْبِر على الاضاعةِ وقد ساعَتْ تَسُوع وهذا من النادِر* وقال الفارسى* وهذا بمنْزِلة الامالة فى مِقْلات يعْنِى أن الكَسْرة التى فى مِيمِ مِسْياع مُتَوهَّمة فى السِّين فلهذا قُلِبت الواوُ ياء كما تَوهَّمَ مَنْ أمالَ مِقْلاتا الكسرةَ التى فى المِيم واقِعةً على القاف فكأنَّه قال قِلَات فأمَالَها كما أمالَ قِفَافا والذين لم يُمِيلوا مِقْلاتا تَوهَّموا الفتحةَ على القاف فلم يُميلوه كما لم يُميلوا غَزَالا ومَن قال ساعَ الشئُ يَسِيع ـ اذا ضاعَ فمِسْياع على القياس وناقة مِهْراس ـ كثيرةُ الأكْل ومِدْقاعٌ ـ تأكُلُ النَّباتَ حتى تُلْزِقه بالدَّقْعاء ـ وهى التُّراب وناقةٌ مِهْياف ـ سرِيعةُ العَطَش وكذلك مِلْواح وقيل المِلْواح ـ التى لَوَّحها السفَرُ ـ أى ذَهبَ بلَحْمها وقيل ـ هى العظِيمةُ الألْواح وناقةٌ مِيرادٌ ـ تُعَجِّل الوِرْد ومِطْلاق ـ متوجِّهة الى الماءِ ومِلْحاح ـ لا تَكادُ تَبْرح الحوضَ وناقةٌ مِسْناف ومِسْناع ـ متقَدِّمة فى السَّيْر ومِرْقال ومِظْعان ـ سَرِيعةٌ وملْحاق ـ لا تَكادُ الابِلُ تَفُوتُها فى السَّيْر ومِيْجافٌ ـ كثيرةُ الوَجِيف ومِمْراح ـ نَشِيطة ومِرْخاءٌ ـ شديدةُ العَدْوِ وقيل ـ هو فَوْق التَّقْريب وناقةٌ مِخْناف

__________________

(١) قوله اذا احمر لبنها الخ هو تفسير للمنغار فقط وأما المخراط فهى التى تبرك على ندى أو يصيبها عين فينزل لينها متقطعا كقطع الأوتار ويكون ذلك عادة لها كما تقدم فى مفعل فتنبه كتبه مصححه

١٣٦

ـ إذا مالَتْ بيَدِها فى أحدِ شِقَّيها من النَّشَاط وكذلكَ غيْرُها من الدَّوابِّ وقيل ـ هو اذا لَوَى الفرسُ حافِرَه الى وَحْشِيِّه وناقةٌ مِسْحاج ـ تَسْحَج الأرضَ بخُفِّها فلا تَلْبِث أن تَحْفَى وناقة مِسْحاح ـ تَقْتَحِم بالشَّوْلَ من غيْرِ أن تُرْسَل فيها ومِذْعانٌ ـ سَلِسةُ الرأسِ مُنْقادة لقائِدِها وناقةٌ مِرْياعٌ ـ للتى يُسَافَرُ عليها ويُعَاد وأصلُه من رَاعَ الفَىءُ ـ اذا عادَ وقد تَرَيَّعَ السَّمْنُ والسَّرابُ ـ اذا جاء وذهَبَ والهاء لغةٌ فى تَرَيَّع وهى عند أبِى عُبَيد مُبْدَلة ولم يُبْدِلُوا الهاءَ من العين فى شىءٍ من تَصارِيف هذا المِثَال إلا فى قولهم تَرَيَّع وتَرَيَّه ودابَّة مِثْفار ـ تَرْمِى بسَرْجها إلى مُؤَخَّرها وشاةٌ مِتْماه ـ يتَغَيَّر لبنُها سريعًا ونَخْلة مِبْكار ـ تُدْرِك فى أوَّل النَّخْل ومِعْجال ـ تُبِكّر بالحَمْل ومِئْخار ـ تَبْقَى الى آخِر الصِّرام قال الراجز

تَرَى العَضِيدَ المُوقَر المِئْخارَا

من وَقْعِهِ يَنْتَثِر انْتِثارَا

ومِيقارٌ ـ تُكْثِر الحملَ ومِجْلاح ـ لا تُبالِى القُحُوطَ ومِبْسار ـ لا يُرْطِبُ بُسْرهُا ولكنه سقَطَ فأرْطَب فى الأرض ومِسْلاس ـ يَتَناثَر بُسْرُها ومِسْار ـ بَيْضاءُ البُسْر وأرضٌ مِبْكار ومِمْراح ومِحْبَار ـ سَريعةُ الْانِباتِ ومِنْبات ـ كثيرةُ الْانِباتِ ومِرْياع ـ كثيرةُ الرَّيْع ومِرْبال ـ كثيرةُ الرَّبْل ـ وهو ما نَبَتَ بعد القَيْظ من الصَّفَرِيَّة ومِعْشاب ـ كثيرةُ العُشْب ومِذْكار ـ تُنْبِت ذُكُور العُشْب ومِرْباب ـ لا يَزَال بها ثَرًى ومِحْلال ـ تُحَلُّ كثيرًا وسَحابة مِبْكار ـ مِدْلاج من آخِر اللَّيْل ومِقْطار ـ كثيرةُ القَطْر ومِغْزار ـ غَزِيرة ومِدْرار ـ دائمةٌ غَزِيرة وليلةٌ مِدْجانٌ ـ مُظْلِمة ومَزْلَقة مِدْحاضٌ ـ يُدْحَض فيها كثيرا* واذا صَغَّرت مِفْعالا صَغَّرته على مُفَيعِيل فتقول امرأة مُعَيْطِيَة وتُصَغَّر اسماء ما كان من ذَوات الواو والياء على مُفَيْعيل كقولك امرأة مُعَيْطِىٌّ فى تصْغِير مِعْطاءٍ فان حَذَفتَ إحْدَى الياءيْنِ فى التصغير ردَدْت الهاءَ فقلت مُعَيْطِيَةٌ وحَذْفُ إحدَى الياءينِ معَ اثباتِ الهاءِ أكثَرُ من اثْبات الياءَيْنِ مع غيرها

(مِفْعِيل) امرأةٌ مِغْلِيمٌ ـ مُغْتَلمِةٌ ومِعْطِير من العِطْر وأنشد ابن السكيت

* يَضْرِبْنَ جأيًا كُمُدقِّ المِعْطيْر*

وامرأةٌ مِئْشِير ـ من الاشَر ومِكْثِير ـ كثيرةُ الكَلامِ وفَرسٌ مِحْضِير ـ شديدةُ

١٣٧

العَدْو وتَصغيرُ هذا كلِّه بغير هاء كما تقدّم فى مِفْعال فأما تكسيرُهما فانّ سيبويه قال فأمَّا ما كان مِفْعالا فانه يكسَّر على مثال مَفَاعيلَ وذلك لانه شُبِّه بفَعُول حيث كان المذكَّر والمؤنَّث فيه سواءً ففُعل ذلك به كما كُسِّر فَعُول على فُعُل فوافق الاسماءَ ولا تجمَعُ بالواو والنون كما لا يجمعُ فَعُول وكذلك مِفْعيل لانه للمذكر والمؤنث سواءٌ* قال سيبويه* وقالوا مِسْكينةٌ شُبِّهت بِفَقِيرة فصار بمنزلة فَقِير وفَقِيرة وان شئت قلت مِسْكينُون كما تقول فَقِيرون وقالوا مَساكينُ كما قالوا مَأشِيرُ وقالوا أيضا امرأةٌ مِسْكين على قولهم امرأةٌ خِيارٌ ورسولٌ وانما قالوا مِسكينُون كما قالوا مِسكينٌ ومِسكينةٌ (فِعِّيل) امرأةٌ غِلِّيم ـ كَمِغْلِيم وأنشد أبو على

لو كان رُمْحُ استِك مُسْتَقيما

نِكْتَ به جاريَةً غِلِّيما

(فعُول) اعلم أنّ فَعُولا اذا كان بتأويلِ فاعلٍ لم تدخُلْه هاءُ التأنيث اذا كان نعتَ المؤنَّث تقول امرأة ظَلُوم وغَضُوب وقَتُول معناه امرأة ظالِمةٌ فصُرِف عن فاعلةٍ إلى فَعُول فلم تدخلْه هاء التأنيث لأنها لم تُبْنَ على الفعل وذلك أن فاعِلاً مبنِىٌّ على فَعَل ومُفْعِلا مبنىٌّ على أفْعَل وفَعِيلا مبنىٌّ على فَعُل وفَعِلا مبنىٌّ على فَعِلَ فلما لم يكن لفَعُول فِعْل تدخُله تاء التأنيث تُبْنَى عليه لزمه التذكير لهذا المعنى فاذا كان فَعُول بتأويل مَفْعولٍ دخلته الهاءُ ليَفْرُقوا بين ماله الفعلُ وبين ما الفعل واقع عليه فمن ذلك قولهم حَلُوبة لما يُحْلَب قال عنترُة

فيها اثْنتانِ وأربَعُونَ حَلُوبةً

سُودًا كخافِيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ

* قال أبو على* الحَلُوبة هنا ليس بجمع لأنه تمييزٌ وانما جمع الوصْف فقال سُودًا حَمْلا على المعنى ويقال أَكُولَةُ الراعى للشاة يُسَمِّنها الراعى لنَفْسه فأخرجوها على حَدّ فى تأوِيل مَفْعول (١) وقالوا شاةٌ رَغُوثٌ بغير هاء للتى يَرغَثُها ولَدُها ـ أى يَرْضَعُها فلم يدخِلُوا الهاءَ ولو أدخَلُوها لكان ذلك صَوابًا وفى التنزيل (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) فذَكَّر لأن المعنى فمنها ما يَرْكَبُون وذكّر ما لم يُقْصَد به قَصْد التأنيثِ وفى مصحف عبد الله فمنها رَكُوبَتُهم فأنَّث على الأصل لأن فَعُولا بتأويلِ مفْعُول والرَّكُوبة ـ ما يَرْكَبُون والعَلُوفة ـ ما يَعْلِفُون والحَمُولة ـ ما احتَمَل عليه الحَىُ

__________________

(١) قوله على حدّ فى تأويل الخ فيه سقط ولعل وجه الكلام على حدّ فعيلة فى تأويل الخ كتبه مصححه

١٣٨

من بَعِير أو حِمَار أو غيْرِه ان كان عليها أحْمالٌ وإن لم تكُنْ والحُمُولة ـ الأجْمال وقيل التى علَيْها الاثْقال خاصَّةً* وقال الفارسى* هى الأحمالُ بأعْيانها فاما الحَمُولة بالفتْح فما احتُمل عليه خاصَّةً عِنْده* قال* وفى التنزيل (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) والقَتُوبة ـ ما يُقْتِبُونَ بالقَتَب الواحدُ والجميعُ فى ذلك كلِّه سواءٌ واذا قالوا حَلُوب ورَكُوب فأسقَطُوا الهاءَ لم يكُنْ إلا .... (١) وقالوا شاةٌ جَزُوز ـ وهى التى يُجَزُّ صُوفُها وجاريةٌ قَصُورةٌ وقَصِيرة ـ محبُوسةٌ ليسَتْ بخارِجَة وأنْشد

وأنْت الَّتِى حَبَّبتِ كُلَّ قَصِيرةٍ

إلَىَّ وما تَدْرِى بذاك القَصائِرُ

وقد قدّمت اشتِقاقَ هذه الكلمةِ فى باب البِنَاء عِنْد ذِكْر القَصْر الذى هو البيتُ ويقال هذه رَضُوعة للفَصيل ـ إذا كانت ظئْرا له وقيل الرَّضُوعة من الغَنَم التى تُرْضِعُ قال الراجز

أوْدَى بَنُو غَنْم بألْبانِ العُصُمْ

بالمُصْفقاتِ ورَضُوعاتِ البَهَمْ

الاصفاقُ ـ أن لا يَحْلُبها فى اليومِ إلا مَرَّةً والنَّسُولة ـ التى يُتَّخذُ نَسْلُها وناقةٌ طَرُوقةُ الفَحْل ـ وهى التى بلغت أن يضْرِبَها فأما قولُهم رجُل شَنُوأة فالهاء للمبالغة وهو فَعُول فى معنى فاعل وعلى مثاله رجُلٌ لَجُوجة وعَرُوفةٌ ـ أى صابرٌ وفَرُوقة من الفَرَق ومَلُولة من المَلَالةِ وكذلك المرأةُ فيهما ورجُل صُرُورةٌ ـ للذى لم يَحُجَّ وقيل الذى لم يتَزوَّجْ ورجل نَظُورة ـ سيِّدٌ يُنْظَر إليه ورجل فَرُورة ـ فَرَّار* وقال أبو الحسن الاخفش* قالوا فَرُوقة ومَلُولةٌ وحَمُولةٌ فألحقُوا الهاءَ حينَ أرادُوا التكثيرَ* وقال أبو عمر الجَرْمى* ويقال أيضا فَرُوق ومَلُول فمن قال فَرُوقةٌ ومَلُولة قال فَرُوقاتٌ ومَلُولاتٌ ومن قال فَرُوقٌ ومَلُول قال فُرُقٌ ومُلُلٌ كما يقال صُبُرٌ وغُدُر* وقال الاخفش* بعضُ الناسِ يقُول رجُلٌ صَرُورةٌ ورجُلانِ صَرُورةٌ فَمن قال هذا أجْراه مُجْرَى المَصْدر فاذا صَغَّرت فَعُولا صَغَّرته بغير هاءٍ كقولك المرأة صُبَيِّر فان لم تَذْكر الموصوفةَ أثبَتَّ الهاءَ وقالوا هى عَدُوُّ الله وعَدُوّة اللهِ والتصغيرُ فيهما على ما قدّمتُ ذِكْرَه* قال سيبويه* وأمَّا ما كان فَعُولا فانه يُكسَّر على فُعُل عنَيْتَ جمعَ المؤنث أو المذكر وذلك صَبُور وصُبُر وغَدُور وغُدُر وإنما استَويَا لأنه لا عَلامةَ للمؤنَّث فيه وقد يجمَعُون المؤنث فيه على فَعائِلَ كقولهم عَجُوز وعَجائِزُ

__________________

(١) بياض بالأصل

١٣٩

قال الشاعر

جاءتْ به عُجُزٌ مُقَابَلةٌ

ما هُنَّ من جَرْم ولا عُكْل

وجَدُود وجَدائِدُ وصَعُود وصَعائِدُ وسنأتى على شرح هذا وانما جاء على فَعائِلَ لأنه مؤنث وكأنَّ علامةَ التأنيث فيه مقدَّرة فصارت بمنزِلة صَحِيحةٍ وصحَائِحَ وقالوا للْوالهِ عَجُول وعُجُل ولم يقُولوا عَجائِل وسَلُوب وسُلُب وسَلائِبُ والسَّلُوب ـ التى سُلبِت وَلَدَها بموتٍ أو ذَمْح وسنأتِى على شرح ذلك بعد فَرَاغ الفصل فى شرح جُمْلة هذا الباب وشَبَّهوا فَعُولا وفَعائِلَ فى النَّعْت بالاسم كقولهم قَدُوم وقَدائِمُ وقُدُم وقَلُوص وقَلَائِصُ وقُلُص وقد يُستغنَى ببعض هذا عن بَعْض قالوا صَعائدُ ولا يقال صُعُد ويقال عُجُل ولا يقال عَجائِلُ* قال* وليس شئٌ من هذا وان عنيَتَ به الآدَميِّينَ يجمَعُ بالواو والنُّون كما أن مؤنَّثه لا يجمَع بالتاءِ لأنه ليس فيه علامةُ التأنيثِ لأنه مذكرُ الأصل وأنا الخَصِّ هذا الفصلَ بما يَحْضُرنى من شرح أبى علىٍّ الفارسى وأبى سعيد السيرافى قالا لم يُجمَع صَبُور وكأنه جمع فى المؤنث والمذكر جمعَ السلامة لأن صَبُورا قد استعمِلْت للمؤنث بغير هاءٍ من أجْل أنها لم تَجْرِ على الفِعل فلما طُرحت الهاءُ فى الواحدة وان كان التأنيثُ يُوجِب الهاءَ كرهوا أن يأتُوا بجمْع يُوجِبُ ما كَرِهُوه فى الواحد فعُدِل به عن السَّلامة الى التكسيرِ فى المؤنث فلَمَّا عُدِل به عن التكسير فى المؤنث أُجْرِىَ المذكَّر مُجْراه* قال سيبويه* ومثلُ هذا مَرِىٌّ وصَفِىٌّ قالوا مرَايَا وصَفَايَا ومَرَايَا وَصَفَايَا فعائِلُ غير أن الاعلالَ أوجبَ لها هذا اللفظَ كما يقال فى خَطِيئة خَطَايا وفى مَطِيَّة مَطَايَا وهذا انما يُحْكَم فى التصريفِ وليس من غَرَض هذا الكتابِ وقد يجوز أن يكون وزنُ مَرِىٍّ وصَفِىٍّ فَعِيلا وفَعُولا وقالوا للذكر جَزُور وجَزائِرُ لمَّا لم يكن من الآدمِيِّين صار فى الجمع كالمؤنَّث وقد تقدم أن ما لا يَعْقِل يُجْرَى مُجْرى المؤنث فى الجمع* قال* وشبَّهوه بالذَّنُوب والذَّنائب* وقال غيره* الذَّنُوب يُذَكَّر ويؤنَّث فمن ذَكَّره قال فى أدْنَى العدد أذْنبِةٌ وقد رُوِى أن المِلك الغَسَّانىَّ الذى كان أسَر شَاسا أخَا علقمةَ بنِ عَبَدة لمَّا مدحه عَلْقمةُ وسأله إطلاقَ أخيه أنشد القصيدَة فلما أن بلَغ الى قوله

وفى كلِّ حَىٍّ قد خَبَطَّ بنِعْمةٍ

فَحُقَّ لشَأْسٍ من نَداك ذَنُوبُ

١٤٠