المخصّص - ج ١٦

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٦

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٣

التذكير فيقْلَب* وقال* فيما أحسب هو قول العرب ويونُس ويقوّى ما ذهَب اليه أنّ الفاءَ واللام قد جاءتَا همزتينِ فى قولهم أجَأُ وان لم يَجبِيئا حيثُ يكثرُ التضعيفُ لما كان يلزَم من القلب ومما يقوِى ما ذهب اليه أن الزائد لما فَصَل وتراخَى ما بين الهمزتين بالزيادة أشبَه التضعيفَ فصار كطَأْطأ وتَأْتأ ولَأْلأ ولم يكن مثلَ ما تقاربتِ الهمزتانِ فيه ألا تَرى أن الواو لم يجئْ فى نحو سَلِس وقَلِق الا فى هذا الحرف الذى يَجرِى مَجرَى الصوت لتقاربهما فلما وقَع الفصلُ بينهما نحو الوَعْوعة والوَزْوَزَة والوَكْواكِ وقَوْقَيْت والدَّوْداة والشَّوْشاة والمَوْماة والقولُ فى الأَلَاء ونحوه كالقول فى الأشاء وجمل عَيَاءٌ ـ لا يَضْرِب ولا يقال ذلك فى الناس الا على الاستِعارة ويقال داءٌ عَيَاءٌ ـ أى لا دَواءَ له والعَطَاء ـ الاسمُ من أعطَيْت وفى التنزيل (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) وألفِه منقلبة عن واو لأنه من العَطْو ـ أى التَّناوُل اسمٌ وليس بمصدر فأما قوله

أكُفْرا بعْدَ رَدِّ الموتِ عَنِّى

وبَعْدَ عطائِكَ المِائةَ الرِّتاعَا

فعلى أنه وضَعَ الاسمَ موضِعَ المصدر كما قال

* باكَرْتُ حاجَتَها الدَّجاجَ بسُحْرةٍ*

أراد إلَى ووضَع الحاجة موضع الاحْتياج وهذا كقول بعضهم عَجِبت من دُهْن زيدٍ لِحْيتَه وله نظائرُ كثيرةٌ والعَطَاء أيضا ـ المُعْطَى وعَطاءٌ ـ اسمُ رجل فأما قول البَعِيث يُخاطِب جَرِير بنَ عطِيةَ بنِ الخَطَفَى

أبوك عطاءٌ الأمُ الناسِ كُلِّهمْ

فقُبِّح من فَحْلٍ وقُبِّحْتَ من نَجْلِ

فانه لمَّا كانت العطِية هى العَطَاء فى المعنى واحتاجَ وضَع عطاءٌ موضع عَطِيَّة وهم مما يحرِّفون الاسم فى هذا الموضِع كثيرا اذا احتاجُوا كقول دُرَيد بن الصِّمَّة

أخُنَاسُ قد هامَ الفُؤادُ بِكُمْ

واعْتادَه داءٌ من الحُبِ

وانما هى خَنْساءُ بنتُ عَمْرو بنِ الشَّرِيد والعَبَاء جمع عَباءةٍ وعَبَاية ـ وهى الكِساءُ والعَبَاء ـ الأحمقُ ورجلُ عَباءٌ ـ ثقيلٌ وَخْم والعَسَاء ـ الشِدَّة مصدر عَسَا العُودُ يَعْسُو عَسَاءً وعُسُوًّا ـ اشتَدَّ وصَلُب والعَزَاء ـ الصبْرُ* قال ابن جنى* لام العَزاء يحتمل أمرين الواوَ والياءَ والواوُ أغلبُ حكى أبو زيد فى فِعْلة منها عِزْوة

٢١

وحكى أيضا فيها تَعْزُوَة إلا أنه لا دليلَ فى تَعْزُوَة وذلك أنك لو بنَيْت من رَمَيْت وقَضَيت مثل تَفْعُلَة على التأنيث لقلت تَرْمُوَة وتَقْضُوَة تقلِب لامَها للضمة قَبْلها وأيضا فان معنى قولهم عَزَّيت فلانا أنك سلَّيته بذكر مَصائِب الناسِ غيرهِ وأضفْتَ حالَه الى حال مَن مصابُه أغلَظُ من مُصابه كما قالت

وما يَبْكُون مثلَ أخِى ولكِنْ

أُسَلِّى النَّفْس عنه بالتَأسِّى

فمعنى العَزاء إذًا ما تَراه من مُقابَلة الانسانِ حالَه بحالِ غيرِه ونِسْبتِه إيَّاها إليها فهى من الواو على انهم قد قالوا عَزَيْته الى أبيه بالياء الا أن الواوَ أعلَى والعَدَاء من قولهم عَدَا اللِّصُّ عَدَاءٌ وعُدْوانا وعَدْوا وعُدُوًّا والعَدَاء أيضا ـ الصَّرْف قال زهير

فَصَرِّمْ حَبْلَها اذ صَرَّمتْه

وعادَكَ أن تُلاقِيَها العَدَاءُ

والعَدَاء أيضا ـ المَرضُ والعَدَاء ـ الطَّلَق الواحدُ والعَدَاء ـ الشُّغل يَعْدُوك عن الشئِ وقد عَدَانِى عَدَاء والعَدَاء ـ البُعْد والعَدَاء ـ طوَار كلِّ شئٍ وهو ما انقادَ معه من عَرْضه أو طُوله والعَنَاء ـ الأَسْر والعَنَاء أيضا ـ المَشَقَّة وقد تَعَنَّيت والحَسَاء ـ ما يُعمل لِيُتَحسَّى وهو الحَسْو على لفظ المصدَر والهَبَاء من الغُبَار ـ ما سطَع من تحتِ سَنابِك الخيل ومنه قوله تعالى (هَباءً مُنْبَثًّا) والجمع أهباءٌ يقال ثارَت أهْباءٌ ـ أى غَبَرة وتجمع الأهْباء أَهَابِىّ والهَبَاء ـ دُقَاق التراب ساطِعُه ومنثُورُه والهَبَاء أيضا ـ الذى تَراه فى الشمس كالغُبَار اذا دخَلت من كَوَّة قال الله تعالى (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) والهَبَاء من الناس ـ الذين لا عُقُولَ لهم وأهباءُ الزَّوْبعة ـ شِبْهُ الغُبارِ يرتَفِع فى الحَرِّ وهمزةُ كل ذلك منقلبةٌ عن واوٍ لقولهم هَبْوة وقد هَبَا يَهْبُو والهَنَاء الاسم من قولك هَنَأنِى الشئُ والجَذَاء ـ موضِع وغَلَاء السِّعر ـ ارتفاعُه غَلَا السعرُ يَغْلو غَلَاءً ـ أرتَفَع وأغْلاه اللهُ ويقال غَلَا فى الدِّين وفى الأمرِ ـ اذا جاوزَ فيه القَدْر والغَنَاء من قولك ما عِنْده غَنَاءٌ ـ أى ما عِنده كِفايةٌ إن استُكْفِى ولا مدافَعةٌ والغَنَاء ـ الإقامةُ بالمكان والغَدَاء ـ رَعْى الابل أوَّلَ النهارِ وقد تَغدَّت وغَدَّاها هو والقَبَاء ـ الذى يُلْبَس وقد تقَبَّيته ـ لَبِسته اذا جمعته والقَوَاء ـ الفَفْر وقد أقْوتِ الدارُ ـ خَوَت والقَضَاء ـ مصدرُ قَضَى عليه بكذا والقَضَاء أيضا ـ قَضاءُ

٢٢

الدين ومن كلام العرب «الأكْلُ سَلَجانْ والقَضاءُ لَيَّان» وقضَيْت الشئَ قَضاءً ـ صنَعْته والقَضَاء ـ الحَتْم قال تعالى (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) والكَسَاء ـ المَجْدُ وهو من الواو والكَفَاءة والكَفَاء ـ تماثُلُ الشيئيْنِ وتكَافُؤُهما والجَمَاء ـ شَخْص الشئِ تَراه من تحتِ الثوب وقد يُضَمُّ فيقال جُمَاءٌ وأنشد

يا أُمَّ سَلْمَى عَجِّلِى بُقْرصِ

أو جُبْنةٍ مثلِ جُمَاءِ التُّرْسِ

فجمع بين السين والصادِ لقرب مخرجَيْهما وقيل جَمَاء التُّرس وجُمَاؤه ـ اجتماعُه ونُتُوءه وجَمَاء ـ الشئِ قَدْره والجَفَاء ـ النَّبْوة وقد جَفَوْته جَفَاءً وجَفَا الشئُ جَفَاءًا وبَحافاهُ ـ اذا لم يلزمْه ومنه جَفَا جنبُه عن الفِرَاش والجَزَاء ـ مصدَر جَزَيْته ورجُل ذُو جَزَاءٍ وغَنَاءٍ والسَّمَاء ـ التى تُظِلُّ الارض وكذلك السَّماء من البيتِ وكلُّ ما عَلَاك فأظَّلك فهو سَمَاء والسَّمَاء أيضا ـ المَطرُ والجمع أسْمِيَة والسَّمَاء ـ فرسُ صَخْرٍ أخِى الخَنْساء والسَّنوَاء ـ الاستِواءُ والزَّنَاء ـ الحاقِنُ وفى الحديث «لا يُصَلِّ أحدُكُم وهو زَنَاءٌ» ـ أى حاقِنٌ ويقال زَنَأ البولُ نفسُه يَزْنَأُ ـ احتَقَن وأزْنأه صاحبُه ـ حقَنَه ويقال لحُفْرة القبر زَنَاء لضِيقِها وكل شئٍ ضَيِّق فهو زَنَاءٌ ويقال رجُل زَنَاءُ الخُلُق ـ أى ضيِّقه ويقال للرجُل الذى يُقارِب خَطوَه إنه لَزَناءٌ ويقال هذا أمرٌ زَناءٌ ـ أى قَرِيب يقال زَنأ القومُ ـ اقتَرَب بعضُهم من بعض والزَّنَاء أيضا ـ القصِيرُ المجتَمِع قال

وتُولِجُ فى الظِّلِّ الزَّنَاءِ رُءُوسَها

وتَحْسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحائِحُ

وقال بعض اللغويين زَنَّا فلانٌ على فلان بغير همز ـ ضَيَّقَ عليه وأنشد

لا هُمَّ إن الْحرِثَ بنَ جَبَلَهْ

زَنَّا على أبيه ثم قَتَلَهْ

والزَّجَاء من الخَرَاج يقال زَجَا الشئُ يَزْجُو زَجَاءً ـ اذا جرَى على استِواءٍ والزَّجَاءُ ـ مصدر زَجَا الأمرُ يَزْجُو ـ اذا جاءكَ فى سُرْعة والزَّهَاء ـ مصدرُ زَهَا النبتُ يَزْهُو ويَزْهَى زَهْوا وزَهَاءًا ـ اذا بلَغ وليس هذا من الزَّهْو ـ الذى هو النَّوْر وكذلك يقال للشاة اذا تمَّ حملُها ودَنَا وِلادُها زهَتْ تَزْهُو زَهَاءًا والطَّخَاءُ ـ الغيْمُ الرَّقيقُ تَخْلِطه غُبْرة فأمَّا حديث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اذا وَجَدَ أحدُكم طَخَاءًا على قَلْبه فلْيَأكل السَّفَرْجَلَ» فانه يعنىِ الغِشاءَ والثِّقلَ وما يُجَلِّل القلبَ ومعناه

٢٣

كمعنى السَّحاب والطَّخَاءُ ـ السَّحابُ الذى ليس بكثِيف وهو الكثِيفُ أيضا ضدُّ والطَّهَاءُ ـ السَّحاب الرقيقُ وقيل المرتَفِع والطَّهَاء كالطَّخَاء والطَّرَاءُ ـ مصدر قولهم طَرِىُّ بيِّن الطَّرَاءِ والطَّراوةِ والطَّرَاء أيضا يكَثَّر به عددُ الشئِ يقال هم أكثَرُ من الطَّرَا والثَّرى وقال بعضهم الطَّراءُ فى هذه الكلمة ـ كلُّ شئٍ من الخَلْق لا يحصَى عددهُم وأصنافُهم وفى أحد القولين كلُّ شئٍ على الأرض مما ليس من جِبِلَّة الأرض من الحَصْباءِ والتُّراب ونحوه والدَّهاءُ ـ المكْرُ* قال ابن جنى* وهو الدَّهْى وبهذا يعلَم أن الهمزة فى الدَّهاء منقلِبةٌ من الياء دُونَ الواو وقد قالوا دَهَا يَدْهو والدَّفَاءُ من البُطون وهى أبطَأُ هَيْجا من الظَّواهِر لأن الشمسَ أشدُّ تمكُّنا من الظَّواهِر منها من البَوَاطِن وأدْوَمُ طُلُوعا عليها والثَّواء ـ الاقامةُ والثَّوِىُّ ـ الضَّيفُ والثَّوِىُّ ـ المَنْزِل وقد ثَوَيْت بالمكانِ وأنْويْت والثَّنَاء ـ الاسمُ من أثنَيْت ويقال هو فى رَبَاء قومِه ـ أى فى وَسَطِهم وكذلك الرَّبَاء ـ مصدر رَبَا فى حَجْره همزته منقلبة عن واوٍ أو ياءٍ لأنه يقال رَبَوْت فى حَجْره ورَبِيت على أن رَبِيت قد يجوزُ أن يكون من الواو كشَقِيت والرَّهَاء ـ الأرضُ الواسِعةُ همزته منقَلبةٌ عن واو لقولهم أرضٌ رَهْو فى هذا المعنى والرَّهَاء أيضا ـ شبِيهٌ بالدُّخَان والغُبْرة ومستَوَى كلِّ شئٍ ـ رَهاؤُه والرَّخَاء ـ الجِدَة والفَرَح والرَّخَاء ـ الاستِرْخَاءُ والرَّمَاء ـ الرِّبا وجاء فى الحديث «إنِّى أخافُ عليكم الرَّماءَ» ـ أى الرِّبا ويقال أرْمَى فلانٌ وأرْبَى ـ أى زادَ وسابَّ فلانٌ فلاناً فأرْمَى عليه وأرْبَى بالميمِ والباءِ والرَّماء ـ مصدرُ رَمأتِ الماشيةُ فى المَرْعَى تَرَمأ رَمَاءًا ورُمُوءا ـ أقَامتْ فى كلِّ ما أعجبَك والرَّكَاء ـ وادٍ معروف واللَّفَاء ـ دون الحقِّ يقال «ارْضَ من الوَفَاء باللَّفَاء» ـ أى بدون الحقِّ قال أبو زبيد

فما أنا بالضَّعِيف فتَزْدَرِينىِ

ولا حَظِّى اللَّفَاءُ ولا الخَسِيسُ

واللَّفَاء ـ التُّراب والقُمَاش على وجه الأرضِ واللَّفَاء ـ الشئُ القليلُ والنَّمَاء ـ من الكَثْرة يقال نَمَى الشئُ يَنْمِى ويَنْمُو والأفصحُ يَنْمِى وهو أيضا مصدر نَمَت الرَّمِيَّة تَنْمِى نَماءًا ـ اذا احتَملتِ السهمَ ومَرَّت به يقال رَمَاه فأنْماه والنَّطَاء ـ

٢٤

البُعْد والفَشَاء ـ تَناسُلُ المالِ والفَدَاء ـ جماعةُ الطعام من الشَّعير والتمرِ ونحوِه وفَدَاء كل شئٍ ـ حَجْمُه قال

كأنّ فَدَاءَها إذْ جَرّدُوه

وطافُوا حَوْلَه سُلَكٌ يَتِيمُ

والفَدَاءُ ـ الكُدْس من القمْح وهو أنْقَى ما يكونُ منه وأخلَصُه والفَدَاء أيضا ـ الموْضِعُ الذى يجعل فيه التمرُ وقد تقدم ذكر الفِدَاء فيما يُمَدُّ ويقصَر والبَقَاء ـ البُقْيا والبَقَاء ـ بَقاءُ الشئِ يقال أطالَ اللهُ بَقَاءَكَ والبَوَاءُ ـ التَّكافُؤُ يقال القومُ بَوَاءٌ ـ أى مُتَكافِؤُن فى القَوَد وفى حديث النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «الجِرَاحاتُ بَوَاءٌ» ويقال ما فلانٌ ببَوَاءٍ لفلان ـ أى ما هو بكُفْءٍ وأجابُونا عن بَوَاءٍ واحدٍ ـ أى جوابٍ واحد والبَذاء والبَذَاءة ـ مصدرُ قولهم بَذُؤَ فهو بَذِىءٌ وفى الحديث «البَذَاء لُؤْم» والبَثَاء ـ الأرضُ السَّهلةُ وقيل اللَّيِّنة واحدتُه بَثَاءة وهو أيضا ـ موضِع من بِلاد بنِى سُلَيم والبَرَاء ـ اسمُ رجل والبَلَاء ـ الاخْتِبارُ والبَلَاء ـ النِّعمة والمَضَاء ـ السُّرْعة همزته منقلِبة عن ياءٍ لقولهم مَضَى يَمْضِى والفرسُ يكنَّى أبَا المَضَاء والوَفَاء ـ اسمُ موضِع من قول الحرث «... فعاذِبٌ فالوَفَاءُ» (١) عاذِبٌ ـ وادٍ والوَفَاء ـ أرضٌ والوَفَاء ـ مصدَر وَفَيت والوَفَاء أيضا ـ الكثرةُ وهو أيضا وَفَاءُ الكيلِ والمِيزانِ والوَضَاء ـ الحُسْن همزتُه غير منقَلِبة لقولهم وَضُؤَ وهو الوَضَاءة والوَشَاء ـ تناسُلُ المالِ وكثرتُه والوَثَاءة كالأثَاءة وقد تقدم ذكرُ ذلك

(فِعَال) الاخاء ـ مصدرُ آخَيْت بينَهُما إخاءً ومُؤَاخاةً وهمزته منقلبِة عن الواوِ والازاءُ من قولهم فلان بازَاءِ فلانٍ ـ أى بحِذائِه والازَاء أيضا ـ مَصَبُّ الماء فى الحوض ويقال للناقةِ التى تشْرَب منَ الازاء أزِيَة وآزَيْت الحوضَ وأزَّيْته ـ اذا جعلْتَ له إزاءً ـ وهو أن يُوضع على فَمِه حجرٌ أو جُلَّة أو نحو ذلك ويقال هو إزَاءُ مالٍ ـ اذا كان يصْلُح المالُ على يديْه ويُحْسِن رِعْيتَه وكذلك إزَاء مَعَاشٍ الذكَر والأنثَى فى ذلك سَواءٌ قال حُمَيد

إزاءُ مَعاشٍ ما يَزَالُ نِطَاقُها

شَدِيداً وفيها سَوْرةٌ وهْى قاعِدُ

أراد شِدَّة ووُثُوبا وارتِفاعًا وإزَاء الْحروبِ ـ مُقِيمُها وإنه لَازاءُ خيرٍ وشَرٍ ـ أى

__________________

(١) قلت صدر البيت

وحشوء فحياء فالصفاح فأعلى ذي فتاق

ويروى فأعتاق فتاخ الخ وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

٢٥

صاحبُه وهم إزَاءٌ لقومِهم ـ أى يُصْلِحُون أمرهم وبَنُو فلانٍ إزَاءُ بنِى فلان ـ أى أقْرانُهم والامَاء ـ جمعُ أَمَةٍ همزته منقلِبةٌ عن واو لقولهم إمْوَانٌ والاباءَ ـ مصدرُ أبَيْت قال الشاعر

وإمَّا أن يقُولُوا قد أبَيْنا

فشَرُّ مَوَاطِن الحَسَبِ الاباءُ

والابَاء والابَاءة ـ مصدرُ وَبُؤَت الأرْضُ على البدل والعِشَاء ـ الظُّلمة وهو من صلاة المغرب الى العَتِمة ويقال للتى تسمَّى العتمَة صلاةُ العِشاء ليس غيْرُ وصلاة المَغْرِب لا يُقال لها صلاةُ العِشاء* قال ابن جنى* لام العِشاء واوٌ لقوله

باتَ ابنُ أسْماءَ يَعْشُوه ويَصْبَحُه

من هَجْمةٍ كأَشاءِ النَّخْلِ دُرَّار

والعِجَاء ـ جمعُ عَجْوة من التمْر والعِفَاء جمع عَفْو ـ وهو ولدُ الحِمارِ والأنثى عِفْوة والعِفَاء أيضا ـ رِيشُ النَّعامِ ويقال للوبَر عِفَاءٌ وقيل العِفَاء ـ ما كثُر من الوَبرِ والرِّيش يقال ناقةٌ ذاتُ عِفَاءٍ ـ أى كثيرةُ الوَبرِ وعِفَاء النَّعام ـ الرِّيشُ الذى قد عَلَا الزِّفَّ وكذلك عِفَاء الدِّيك ونحوِه من الطيْرِ الواحدة عِفَاءةٌ مهموزٌ وكلا الوجهين يصح فى الاشتِقاق لأن من جعله الريشَ القصيرَ جعله من عَفَا الشئُ ـ اذا دَرَس ومن جعله الرِّيشَ الطويلَ جعله من عَفَا النبتُ والشعَرُ ـ اذا طالاً قال

اذلِكَ أمْ أقَبُّ البطنِ جَأْبٌ

عليه من عَقِيقتِه عِفَاءُ

وعِفاء السَّحاب ـ كالخَمْل فى وجْهه لا يَكادُ يُخْلِف فيما زعَمُوا والعِقَاء ـ جمعُ عَقْوة وعَقَاةٍ ـ وهو ما حَوْلَ الدارِ والمَحَلَّة وحِقَاءٌ ـ موضِع وكذلك الحِقَاء جمع حَقْو ـ وهو مَعْقِد الازَار من الخَصْر من كل ناحيةٍ والحِقَاء أيضا ـ الذى يُشَدّ على الحَقْو وقد يسمَّى الازار حَقْوا وأنكرها بعضُهم والحِقَاء والحَقْوة ـ وجَعٌ فى البَطْن يصيب الرجُل من أن يأكُلَ اللحمَ بَحْتا فيأخُذَه لذلك سُلَاح وقد حُقِى وحِذَاء الشئِ ـ إزَاؤُه والحِذَاء ـ ما يُنْتَعَل به والحِذَاء أيضا ـ القَدُّ يقال فلان جَيِّد الحِذَاء ـ أى القَدّ ويقال ذلك اذا كان جيِّد النَّعْل أيضا وجَيِّد الحَذْو ولا يقال جَيِّد الحِدَاء (١) وانما الحِدَاء النعلُ والخُفُّ وأصل ذلك كلِّه من

__________________

(١) قوله ولا يقال جيد الحذاء الخ كذا فى الأصل ولعله سقط من قلم الناسخ وقيل حتى يستقيم فتأمل كتبه مصححه

٢٦

الواو لأنه يقال حَدَوت فلانا نَعْلا ويقال لخُفِّ البعير وظِلْف الشاةِ وحافِرِ الدابةِ ـ حِذَاءٌ أيضا والحِنَاء ـ إرادةُ الشاةِ الفحلَ همزتُه منقلِبةٌ عن واو لأنه يقال هى تَحْنُو وحِرَاءٌ ـ اسمُ جبل يذكَّر ويؤَنَّث والحِجَاء ـ الزَّمْزمة قال

* زَمْزَمةَ المَجُوسِ فى حِجَائِها*

والهِجَاء ـ هِجَاء الحرْف همزته منقلِبة عن واو لأنهم يقولون هَجَوْت الحرفَ بمعنى تَهجَّيته لغةٌ فصيحةٌ ويجوز أن يكونَ من الياء لأنهم يقولُون هَجَّيته ويجوز أن تكونَ أصلا غير منقَلبة لانهم يقولُون تَهَجَّأْت الحرف بمعنى تَهجَّيته وكذلك الهِجَاء بالشِّعر وهذا على هِجَاء هذا ـ أى على شَكْله وقَدْرِه ويقال مَرَّ من الليل هِتَاءٌ وهِيتَاءٌ وهَتِىءٌ وهَتْء ـ أى قطعةٌ والهِنَاء ـ القَطِرانُ الذى تُطْلَى به الابلُ همزته غير منقلِبةٍ والهِتَاء أيضا ـ العِذْق والهِدَاء ـ مصدر هَدَيْت العَرُوسَ الى بَعْلها هِدَاءً والهِدَاء ـ الثَّقيل الوَخْم وهو الهِدَان والهِدَاء ـ أن تأتِىَ المرأةُ بطَعامها وتأتى الأُخْرى بطَعامها فتَأْكُلا معا والهِوَاء من قولهم جِئتُك بالهِوَاء ـ واللِّوَاء ـ أى بكلِّ شئ والهِرَاء ـ فَسِيل النخْل وقيل الطَّلْع والخِبَاء من الأبْنِيَة ـ ما كان منها من وَبَر أو صُوفٍ ولا يكون من شَعَر وخِبَاء النَّوْر ـ كَمامُه والجمع منهما أَخْبِيَة وكذلك أخْبِيَة الزرعِ والخِبَاء ـ سِمَة تُخْبَأ فى موضِع خَفِىٍّ من الناقة النَّجِيبة وانما هى لُذَيْعة بالنار والخِصَاء ـ أن تُسَلَّ الخُصْيتانِ وقد خَصَاه يَخْصِيه والخِضَاءُ ـ تفَتُّت الشئِ الرَّطْب خاصَّة والخِلَاء ـ الحِرَان فى الناقةِ وقيل الخِلَاء فى الأيْنُق والحِرَان فى الخَيْل وقد خَلَأَت الناقةُ تَخْلَأُ ولا أعلم أنه صُرِّف* اللمعيانى* والخِلَاء مصدر خَلَأَت الناقةُ تَخْلَأ ـ اذا بركَتْ فضُرِبتْ فلم تَقُمْ والخِلَاء ـ مصدر خالَيْت الرجلَ مُخالاةً وخِلَاءً ـ أى تركتُه والخِلَاء والمُخَالأة ـ أن يتْرُكَ الرجُل أمرا ويأخُذَ فى غيره وقد خالَأَ الى كذا وكذا وتَخَالَأ وتَخَالَأَ القومُ خِلاءً ـ اذا كانوا حُلَفاءَ ثم تبايَنُوا والخِفَاء ـ الكِساءُ يُلْقَى على الوَطْب وقيل ـ هو الغِطَاء من كِساءٍ أو ثَوْب أو غير ذلك وجمعُه أخْفِيَة وانما سمى خِفَاءً لأنه يُخْفِى ما تحتَه* قال الفارسى* ولذلك سُمِّيت الأَجْفُن أخْفِيَةً لانها

٢٧

أوْعِيَة للنوم وأنشد

لقد عَلِم الأيقاظُ أخْفِيَةَ الكَرَى

تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها

والخِطَاء من قوله

* فوَادٍ خِطاءٌ ووادٍ مُطِرْ*

أى مواضِعُ منه مُخْطَأة ومواضِعُ مَمْطُورة وقد قيل هو جمع خَطْوة وهو الصحيح والغِطَاء ـ ما تَغَطَّيت به والغِذَاء ـ ما تغَذَّيت به وقد غَذَوْته غَذْوا فَتَغَذَّى واغْتَذَى والمَطْر بَغْذُو الأرضَ والنَباتَ والغِشَاءُ ـ ما غَشَّيت به السيفَ والسَّرْج وغِشَاء كلِّ شئٍ ـ غِلافُه ومنه قول أبى النجم

* تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فى غِشَائِه*

وقِسَاءٌ ـ اسمُ جبل منصرِفٌ والقِمَاء والقُمَاء بالكَسر والضمِّ جمع قَمِىءٍ ـ وهو الذليلُ الحقيرُ والقِشَاء جمع قَشْوة ـ وهى شَبِيهة بالرَّبْعة من خُوص تجعَل فيه المرأةُ طيبَها ودُهْنها والكِفَاء ـ الكُفْء قال النابغة

* لا تَقْذِفَنِّى برُكْنٍ لا كِفَاءَ له*

والكِفَاء أيضا ـ الشُّقَّة التى تكونُ فى مُؤَخَّر الخِبَاء وكل ذلك همزتُه غير منقَلِبة لقولهم هذا كُفْءُ هذا وكِفَاؤُه وأكْفأْت البيتَ ـ جعلْتُ له كِفَاءً والكِفَاء ـ المِثْل والكِدَاء ـ المَنْع وهو الاسمُ من أكْدَى ـ إذا مَنَع وأصله في الحَفْر اذا بلَغ الحافِرُ الكُدْيةَ ـ وهى الأرضُ الغلِيظةُ فلم يمكِنْه الحفْرُ قيل أكْدَى الحافِرُ والجِزَاء ـ مصدر جازيْته والجِئَاء ـ التى تُوضَع فيها القِدْر ـ وهو وِعاؤُها وهو جمع واحدتُه جِئَاوَة وجِئَاءة وقيل جِيَاء الفِدْر بالياء وجِيَاءتها يقال جَأَيْتها وجَأَوْتها ويقال أيضا جَأَوْت الشئَ ـ اذا رَقَعته برقُعة يقال جَأَوتُ النَّعْل والجُؤْوة ـ الرُّقْعة قال أعرابىُّ لخاصِفِ النَّعل اجْأَ نَعْلِى هذه بِجُؤْوَة وأنْعِمْ ـ أى ارقَعْها وبالِغْ والجِوَاء ـ الخِرْقة التى يُنْزَل بها القِدْرُ* وقال ابن جنى* الجِئَاء يُهْمَز وهُذَيل لا تهمِزه فمن هَمَزه فهو من الجؤْوة ـ وهو سوادُ الحديدِ وصدَؤُه ومنه فَرسٌ أجْأَى وجَأْواءُ كذلك جِئَاء البرمة سمى بذلك لما فيه من سَوَاده وكُلْفتِه ولا تكون

٢٨

لامُه فى الأصل همزةٌ مع أن عينَه كما تَرى همزةٌ لأنه ليس فى الكلام ما عينُه ولامه همزتانِ ومن لم يهمز فعلى ثلاثة أوجُه أحدُها أن يكون تخفيف جئاء كقولك فى ذِئَاب ذِيَاب والآخر أن يكون أبدَل واوَ جِوَاءٍ ياء تخفيفا لا غير كما قالوا فى الصِّوَان للتَّخْت صِيَان وكما قالوا فى الصَّوار للبقَر صِيَار والثالث أن يكون جِيَاء البُرْمة من معنى جِئْت ولفظِه وذلك أن القدر انما تقدَّم وبجاء بها في وعائها فالياء على هذا عين جِئْت وأما الجِوَاء فغريب وذلك أنا لا نَعْرِف ج وأ فاذا كان كذلك حملته على أنه مقلوب الجِيَاء (١) ومثال جِوَاء على هذا فِلَاع فان قلت فانّ الواو من جِوَاء لام وليست على اعتقاد القلب عينا فتصح كما صحت فى خِوَان وصِوَان فهلا قلبتها لأنها لام من قِبَل الكسرة قبْلَها وضَعْفِ اللام بل اذا قلبِت وهى عينٌ قويَّةٌ فى صِيَان وصِيَار كانت بقَلْبها وهى لام فى جِوَاء أجدَرَ قيل ان الحرف اذا وقع غيْرَ موقِعه عومل معاملة ما أُوقِع فى مكانه ألا ترى الى قولهم قِسِىُّ وأصلها قُوُوس فلما أُخِّرت العينُ الى موضع اللام قلبت قلب اللام من عِصِىٍّ ودُلِىٍّ وكذلك لما وقَعت لام الجِوَاء موقِع عين الصِّوَان صحَّتْ صحتَها ولو وجدنا لجواء القِدر مذهبا فى أن نشتَقْه من لفظ ج وو أو من لفظ ج وى لحكمنا بانقلاب الهمزة فيه عن حرفِ علة فلذلك عدَلْنا به الى القلب دُونهما والجِوَاء ـ البَطْن من الأرض وقيل هو الواسعُ من الأوْدِيَة وقيل هو اسمُ وادٍ وقيل هو موضع بعينه والجِواء أيضا ـ أرضٌ غليظة والجِوَاء ـ الفُرْجة بين بُيُوت القومِ والجِوَاءُ ـ خِيَاطة حَبَاءِ الناقة والجمع من ذلك كله أَجْوَيةٌ والجِلَاء ـ مصدَر جَلَوت السيفَ وغيرَه جِلَاءً وجَلَوت العَروسَ قال زهير

فانَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ

يمِينٌ أو نِفارٌ أو جِلَاءُ

واذا دَخَّنت الخِليَّة تريدُ شِيارَ العسَل فذلك الجِلَاء وقد جَلَاها وهى جَلْوة النحلِ ـ أى طَرْدُها بالدُّخَان وقد جَلوته وأجْلَيْته وجَلا هو وأجْلَى وما أقْمَت عنده إلَّا جِلَاءَ يومٍ ـ أى بياضَه والجِدَاء ـ جمعُ جَدْى يقال جَدْى واحدٌ وجِدَاءٌ والشِّتَاء من شَتَوت قال الحُطَيئة

 اذا نَزَل الشِّتاءُ بدارِ قَوْمٍ

تَنَكبَ جار بيتِهِمُ الشِّتاءُ

__________________

(١) لعله الجئا وكتبه مصححه

٢٩

وقد يسمَّى النَّباتُ شِتاءً لمكان المَطر قال الشاعر

اذا نَزَل الشِّتاءُ بدَارِ قَوْمٍ

رَعَيْناه وإنْ كانُوا غِضَابَا (١)

والشِّوَاء ـ ما يُشْوَى من اللحم ويقال شَوَيت القَمْح* وقال الفارسى* لم يسمع فى القمْح شِوَاءٌ انما هو فى اللّحم خاصَّة والشِّفَاءُ ـ ما يُشْتَفَى به والجمع أشْفِيَة همزته منقلِبة عن ياءٍ لأنه يقال شَفَاه يَشْفِيه والشِّكَاء جمع شَكْوةٍ ـ وهو جِلد السَّخْلة ما دام يَرْضَع والضِّيَاءُ والضِّوَاءُ ـ ضدُّ الظلامِ وقد قدَّمت شرح هذه الكلمة وأبَنْت أواحدةٌ هى أم جمع والضِّرّاء ـ كِلابٌ سَلُوِقَّية واحدها ضِرْوٌ وضِرْوة قال طفيل

تُبَارِى مَرَاخِيها الزِّجاجَ كأنَّها

ضِرَاءٌ أحَسَّبت نَبْأةً من مُكَلِّب

والصِّنَاءُ ـ وَسَخٌ أو رائحةٌ منكَرة وقيل هو الرَّمَاد والصِّلَاءُ ـ الشِّوَاء والصِّعَاءُ جمعُ صَعْوة ـ وهى ضَرْب من العَصافِير والسِّقَاء ـ زِقُّ المَاءِ واللَّبَن قال

له نَظْرتانِ فمرْفُوْعةٌ

وأُخْرَى تَأَمَّلُ ما فى السِّقَاء

هذا رجل في فَلاة وليس معه من الماءِ إلا قَلِيل فهو يتخَوَّف أن يَنْفَد فعيْنٌ الى السَّماءِ ترجو المطَر وعينٌ الى السّقاء يتخوَّف أن يَهْلِكُ والسِّهاء جمع سَهْوة ـ وهى الصُّفَّة بين بيتيْنِ أو مُخْدَعٌ بين بيتيْنِ يستَتِر به سُقَاةُ الابِل من الحَرِّ والسَّهْوة فى كلام طيِّئ ـ الصَّخْرة لا غيْرُ والسِّلَاءُ ـ السَّمَن الذى يُسْلَأُ ـ أى يُقَطَّر ويُصَفَّى والسِّبَاء ـ سَبْى العُدوّ قال الشاعر

وأكْثَر مِنَّا ناكِحًا لغَرِيبة

أُصِيبتْ سِبَاءً أو أرادَتْ تَحَيُّرا

والسِّحَاء ـ نَبْت تأكُلُه النحلُ فيَطِيب عَسلُها عليه واحده سِحاءةٌ وسِحَاءة القِرْطاس معروفة وهُمْ زِهاءُ مِائةٍ (٢) ـ أى قدْرُ مائة والطِّلَاء ـ من الخَمْر وكذلك الطِّلَاء من القَطِران همزتُه منقلِبة عن ياءٍ والطِّلَاء أيضا ـ الخَيْط الذى يُشَدُّ به الطَّلِىُّ ـ وهو ولد الشاةِ همزته منقلِبة عن ياءٍ واوٍ لأنه يقال طلَيْت الطَّلِىَّ وطَلَوْته ـ ربَطْته برِجْله والطِّيَاء ـ الطِّيَرة عن ابن الاعرابى ودِرَاء ـ اسمُ الأزْد بن الغَوْث وكان كثيرَ المعْروف فكان الرجُل يلقى فيقول أسْدَى الىَّ دِرَاءٌ يَداً مَبْدأ فكَثُر حتى سمِّى به فقيل الأَسْد والأَزْد والدِّلَاء جمع ـ دَلْو قال الشاعر

__________________

(١) قوله اذا نزل الشتاء الخ أورده هنا شاهدا على الشتاء واستشهد به فى المحكم والجوهرى فى الصحاح فى مادة سما على استعمال السماء بمعنى المطر وكتب حضرة الاستاذ الشيخ الشنقيطى فى هذا الموضع ما نصه قلت لقد حرف على بن سيده بيت معوّد الحكماء معوية بن مالك بروايته اذا نزل الشتاء كما حرفه البيانيون بروايتهم له ونسبته الى جرير اذا نزل السماء والصواب أن روايته الصحيحة المتفق عليها هى اذا نزل السحاب بدار قوم وهى رواية المفضل بن محمد الضبى فى مفضلياته وعليها شرحها شراحها وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) كذا فى الاصل بالاهمال وحررها كتبه مصححه

قوله وهم زهاء مائة حكى فيها هنا الكسر وسيأتى فيما جاء على فعال المضموم ما نصه وهم زهاء ألف أى قدر ألف والكسر لغة ا ه كتبه مصححه

٣٠

* ولكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ فى الدِّلاءِ*

والدِّمَاء جمع الدَّم والدِّفَاء ـ مصدَر دَفَأْت من البَرْد دِفَاءً ودَفِئْت أَدْفَأُ دَفَأاً والدِّوَاء ـ مصدَر داوَيْت الفرس دِوَاء ـ اذا سقَيْته اللبَنَ قال الشاعر

فَدَاويْتُها حتَّى شَتَت رَبعِيْةً (١)

كأنَّ عليها سُنْدُسا وسَدُوسا

والتِّوَاء ـ ضَرْب من الوَسْم مشتَقُّ من التَّوّ والتَّوّ ـ الفرْد والشئُ الواحدُ والعرب تقول أتَيْتُك قَوًّا ليس معى أحدٌ وقيل التَّوّ الواحد والتَّوْأمُ الاثنان ويقال على تَوٍّ واحدٍ ـ أى طريقةٍ وعادةٍ واحدةٍ وجاء فلانٌ تَوًّا ـ اذا جاء قاصدًا لا يُعرِّجُه شئٌ فان أقام ببعض الطريق فليس بتَوٍّ والتَّوُّ أيضا ـ المُحَدَّد المنتَصِب والظِّبَاء ـ وادٍ معروفٌ حكاه الاصمعى وهو معنى قول أبى ذُؤيب

«بينَ الظِّبَاءِ فَوَادِى عُشَرْ» (٢)

* وقال أبو عبيدة* هى مَعَاطِفُ الأوْدِيَة واحدتها ظَبْية والرِّوَاء ـ أغلَظُ الأرْشِيَة ـ وهو أيضا حِبَال الحُمولة والرِّثاء ـ مصدرُ رثَأْت ورَثَيث ورَثَوْت والرِّفَاء ـ الاتِّفاقُ والالتِئام ومنه قولهم بالرِّفَاء والبَنِينَ يكون على معنيين يكون بالاتِّفَاق وحُسْن الاجتِماع ومنه أُخِذ رَفْءُ الثوب لأنه يَرْفَأُ فيضمُّ بعضُه الى بعض ويُلْأم بينه ويكون الرِّفاء من الهُدُوّ والسُّكون قال أبو خراش الهذلى

رَفَوْنِى وقالُوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ

فقلتُ وأنكَرْتُ الوجُوه هُمُ هُمُ

يقول سَكَّنُونى وقيل الرِّفاء ـ الموافَقَة وهى المُرَافاة بلا همز وقيل وأراد فى بيت أبى خِرَاش رفَؤُنى فترك الهمز والدليل على صحة ذلك قول الاصمعى فى كتاب الهمْز ويقال رَفَأْت الرجُلَ ـ اذا سَكَّنته حتى يَسْكُن وكذلك المُرافأة مهموز الدليل على ذلك قولُ أبى زيد فى كتاب الهمز رَفَأت الثوبَ أرفَأُه رَفْئاً ورَفَّأْت المُمْلِك تَرْفِئَة وتَرْفِيئاً ـ اذا دعوْتَ له بالرِّفَاء ورافَأنِى الرجلُ فى البيع مُرَافَأةً ويقال رَفَّأْته مشدَّدة ـ اذا تَزَوَّج فقلت له بالرِّفَاء* وقال اليَمانِى* الرِّفَاء ـ المال وهو صحيح فى الاشتِقاق لأن المالَ تلتَئِم به البَذَاذة وسوءُ الحالِ والرِّداء ـ الذى يُتَردَّى به يقال هذا رِدَائِى وهذه رِداءتِى همزته منقلِبة عن ياء يقال هو حَسَن الرِّدْية والرِّداء أيضا ـ السَّيف قال متمم بن نُوَيرة

__________________

(١) قلت البيت ليزيد ابن حذاق والصواب فى روايته شتت حبشية ومعنى حبشية اخضرت من العشب فذهبت شعرتها الأولى وسمنت قاله الاصمعى ويؤيده معنى آخر البيت كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

(٢) صدره كما فى اللسان.

عرفت الديار لام الرهين بين الخ كتبه مصححه

٣١

لقد كَفَّن المِنْهالُ تحتْ رِدائِه

فَتىً غيْرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أرْوَعَا (١)

وكان المِنْهالُ قتلَ أخاه مالِكا وانما قال ذلك لأن أحدَهم كان اذا قتل رجُلا مشهورا وضَع سيفَه عليه ليعلم أنه قاتلُه ويقال فلانٌ غَمْر الرِّداء ـ إذا كان كثيرَ المعْروف وإن كان رِدَاؤه صغيرا قال الشاعر

غَمْرُ الرِّداء اذا تبَسَّم ضاحِكا

غَلِقت لضَحْكتِه رِقابُ المالِ

والرِّداء ـ البدَنُ والرِّداء ـ الدَّين*

قال فقيه العرب «من أراد البَقَاء ولا بَقاءَ فلْيُبَكِّر العَشَاء ولْيُخَفِّف الرِّداء» والرِّداء ـ القَوْس عن الفارسى والرِّداء ـ لِبَاس الانسان من ثَناءٍ جميلٍ أو قبيحٍ والرِّيَاء من المُراآة بينَ الناس والرِّئَاء أيضا من قولهم قومٌ رِئَاءٌ ـ أى يَرَى بعضُهم بعضا يقال دُورُهم مِنَّا رِئَاءٌ ـ اذا كان دُورُهم منتَهَى البصَر حيث تَرَاهم وهم رِئَاءُ ألْفٍ ـ أى قدرُهم والرِّعَاء ـ جمع راعٍ وفىْ التنزيل (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) ويقال هم الرِّعَاء أيضا والرِّمَاء ـ مصدرُ راميْتُه والرِّوَاء ـ أغلَظ الأرْشِيَة ـ وهو الحبْل الذي يشَدُّ به الحِمْل يقال قد رَوَيت على البِعير والحِمْلِ والرِّواء ـ جمع رَيَّانَ من قولهم قوم رِوَاءٌ من الماء* ابن جنى* والرِّضَاء ـ مصدر راضَيْته رِضَاءً وأنشد

 لم نُرَحِّب بما سَخِطْتَ ولكِنْ

مَرْحباً بالرِّضاءِ منك وأهْلَا

وانما لم يُعادَل به الرِّضَى المقصُور لقِلَّة مدّ الرِّضَى والِّلعَاء ـ جمع لَعْوة ولَعَاة ـ وهى الكَلْبة الشَّرِهة واللِّيَاء ـ شئٌ يُؤْكَل مثلَ الحِمَّص أو نحوه شديدُ البَياض توصف به المرأة لبَياضِه واللِّخَاء ـ التَّحْرِيش والتجْمِيل لا خَيْتَ بى عند فلان ـ وشَيْت والنِّوَاء ـ النُّوقُ السِّمان واحدتُه ناوِيَة وقد نَوَتْ نَيًّا ونَوَايَةً ونِوَايةً والنَّىُّ ـ الشَّحْم وقد قدمته والنِّواء ـ مصدرُ ناوَأْته وناوَيْته ـ أى فاخَرْته والنِّدَاء والنُّدَاء ـ الصَّوْت والنِّهاء ـ جمع نَهْىٍ ونِهْىٍ والنِّهْى ـ الغَدِير وقيل هو ـ الموضِع الذى له حاجزٌ يَنْهَى الماءَ أن يَفِيضَ منه فاشتَقَّه وقد يجمع النِّهْى على أنْهاءٍ والنِّهَاء أيضا ـ الغَايةُ ونِهَاء النَّهار ـ ارتِفاعُه وكلاهما شاذُّ والنِّهَاء ـ أصغَرُ مَحابِس المطَر والنِّسَاء ـ جمعٌ لا واحِدَ له من لفظه* قال سيبويه* اذا نسبْت إلى نِساء قلت نِسْوىُّ لأنّ نِساءً جمع نِسْوة ويقال نُسْوة أيضا والنِّجَاء

__________________

(١) قلت لقد تكرر الخطا من ابن سيده فى كتابه هذا فى قوله الرداء السيف واستشهاده ببيت متمم بن نويرة وقوله وكان المنهال قتل أخاه مالكا تقوّل محض حرف به معناه وقد قدمنا الكلام بما لا مزيد عليه فليراجع كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

٣٢

ـ السَّحاب الذى قد هَرَاق ماءَه ثم مضَى همزته منقلبةٌ عن واو لقولهم فى معناه نَجْو وأنشد

رعَتْه سُليْمَى إنَّ سَلْمَى حقِيقةٌ

بكلِّ نِجَاء صادِقِ الوَبْل مُرْزِم

هكذا وجدتُ فى كتُب الفارسى النِّجاء واحده نَجْو فأما أبو عبيد فقال النَّجْو والنِّجَاء ـ السَّحاب الذى قد أراقَ ماءَه فلا أدرى التكسِيرَ أرادَ أم هما عِنده لغتان بمعنى والأسبقُ الىَّ التكسيرُ لتصريح الفارسىِّ وغيره من جمهور اللُّغَويين والنِّجَاء ـ : مصدُر ناجاه مُنَاجاةً ونِجَاءاً والنِّزَاء ـ سِفَادُ الظِّلْف والحافِر وقد نَزَا يَنْزُو نِزَاءاً وأنْزَيته والنِّصَاء ـ الأخْذ بالناصِيَة والفِلَاء فِلَاء الشعَر ـ وهو أخذُك ما فيه والفِلَاء أيضا ـ جمع فِلْو وهو المُهْر الذى افْتُلِى عن لبَنِ أُمِّه ـ أى فُطِم والفِلَاء أيضا ـ الفِطَام والهمزة فى الفِلَاء الذى هو أخذُك ما على الشَّعر منقلبة عن ياءٍ لقولهم فَلَيت والهمزة فى الفِلَاء الذى هو جمع فِلْو منقلبةٌ عن واو لقولهم فى الواحد فِلْو وليس فَلُّو بحُجة وكذلك الهمزة التى فى الفِلَاء من الفطام لأنه يقال فَلَوته عن أمه ـ أى فطَمْته والفِضَاء كالحِسَاء ـ وهو ما يَجْرِى على وجْه الأرض واحدته فَضِيَّةٌ ومنه قول الفرَزْدَق

فصَبَّحنَ قبلَ الوارِدَاتِ من القَطَا

ببَطْحاءِ ذِى قارٍ فِضَاءً مُفَجَّرا

والفِنَاء ـ فِنَاء الدارِ وقد تقدم ذكر لام الفِناء وانقلابِها والبِطَاءُ ـ جمع بَطِىءٍ والبِكاءُ ـ جمع بَكِىءٍ وبَكِيئة والبِغَاء ـ الزِّنا وامرأة بَغِيَّة وبَغِىُّ بَيِّنة البِغاء وفى التنزيل (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) والبَغَايَا ـ الرَّبايَا وهم الطَّلَائع واحدهم بَغِيَّة مثل رَبيئةٍ ورَبَايَا والبِدَاء جمع البَدِىِّ وبَدَا القومُ بداءً ـ خرجوا الى البادِيَة ويقال ما بالَيْت به بِلاءً ومُبالاةً والمِرَاء ـ من المُمَاراة والجَدَل قال الشاعر

إيَّاكَ إيَّاك المِرَاءَ فانَّه

الى الشَّرِّ دَعَّاءٌ ولِلشَّر جالِبُ

همزته منقلبةٌ عن ياء لأن كل واحدٍ منهما يَمْرِى ما عِنْد صاحِبه ـ أى يستَخْرِجه والمِرَاء أيضا ـ من الامْتِراء والشَّكِّ قال تعالى (فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً) همزته كذلك أيضا لقولهم فيه مِرْية والمِطَاء جمع مَطْو ـ وهو الشِّمراخ من البُسْر

٣٣

والمِلَاء ـ جمع ملْأنَ والمِذَاء ـ مُتارِكةُ الرِّجال مع النِّساء يُماذِى بعضُهم بعضا وفى الحديث «الغَيْرة من الايمانِ والمِذَاء من النِّفَاق» همزتُه منقلِبة عن ياء لقولهم مَذَيت مَذْيا والوِكَاء ـ السَّيْرُ والخيْط الذى يُشَذ به السِّقاء وغيْرُه وقد أوكَيْته ومنه قولهم «العَيْن وِكَاء السَّه» ـ أى ان العينَ للِاست كالوِكاءِ للقِرْبة فاذا نامتْ فاحِتْ الاستُ والوِكَاء ـ لقَب نُعَيم بن حُجَيَّة أخِى بنى جُشَم بنِ ربيعةَ وانما سُمِّى الوِكاءَ لبُخْله والوِعَاء ـ وِعَاءُ الحِمْل من متاعٍ أو غيرِه قال تعالى (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) وكل ظَرْف جعلتَ فيه شيأ فذلك الظَّرف وِعاؤُه حتى إنهم ليقولون لصَدْر الرجُل وِعَاء عِلْمه* قال الفارسى* ومنه قوله وَعَيت الحديثَ وفَرَّقوا بينَه وبين المَتاع فقالوا أَوْعيْت المتاعَ وهذا على حدِّ مخالفتِهم بين الأبْنِية فى الأسماء وإن كان الأصلُ واحدا والوِجَاءُ ـ غِطَاء البُرْمة وكذلك الوجَاء أيضا مصدر وَجَأْت التيسَ أجَأُه ـ اذا رَضَضْت عُروقَ خُصْيَيه من غير أن تخرِجَهما فان أخرجتهما من غير أن ترُضَّهما فهو الخِصَاء والوِلَاء من قولك والَيْت بينهما ـ أى عادَيْت والوِضَاء ـ جمع وَضِىءٍ ويقال أوجُهٌ وِضَاءٌ ورجل وُضَّاءٌ وأنشد أبو صَدقةَ الدُّبَيْرى

والمرءُ يُلْحِقُه بفِتْيانِ النَّدَى

خُلْقُ الكريمِ ولَيْس بالوُضَّاءِ

وهم وِجَاهُ ألْف ـ أى قدرُ ألف

(فُعَال) يقال أخذَه أُبَاءٌ ـ اذا جعل يأْبَى الطعامَ فلا يشتِهِيه والعُوَاء ـ صوتُ الذِّئب والكلبِ والحُدَاء ـ الغِنَاء عند السَّوْق للابل همزته منقلبة عن واوٍ يقال حَدَوْت قال

فلم أشْتُمْ لكم حَسَبا ولكِنْ

حَدَوْت بحيثُ يُسْتَمَع الحُداءُ

والحُضَاء ـ لَهَب النار والهُذَاء ـ من الهَذَيان والهُرَاء ـ المَنْطِق الفاسدُ ويقال الكثيرُ والْخَراء والخُرْآن والخُرُوءُ ـ جمع الخُرْء وقد خَرِئَ الرجل خَرَاءةً وخَرْءاً وخُرُوءاً ـ وهى المَخْرَأة والمَخْرُؤَة والغُثَاء ـ ما حملَ السَّيلُ من حُطَام النبْتِ وكُسَار العِيدانِ قال الله تعالى (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) وغَثَا الوادِى غَثْوا هذه حكايةُ أهل اللغة فأما ابن جنى فقال روَينا عن قُطْرب غَثًى الوادى يَغْثىِ ـ اذا

٣٤

جمعَ غُثَاءَه وواحد الغُثَاء غُثَاءة ـ وهو الزَّبَد فاللام على هذا من غُثاء ياءٌ* قال* روينا عنه أيضا غَثَوتُ الشئَ ـ نَفَيت رَدِيئه فهذا من الواو كما ترى والقول الأوّل أشبهُ لان المعنى عليه البتَّةَ وكأنه عندى من الغَثَيان لما يَعْلُو المَعِدةَ من الرُّطوبة ونحوها فهو مَشبَّه بغُثَاء الوادى ـ لما يعلُو ماءَه والغُبَاء ـ شديه بالغَبَرة تكون فى السماء والقُيَاء ـ الفىء وقُسَاء ـ اسم موضع غير منصرف لا لأنه اسم للبُقْعة لكن للاشعار بأن أصله قُسَواءُ على ما تقدم وقُبَاءٌ ـ اسم موضعَ فى طريق مكة يُصْرف ولا يُصْرَف وكذلك قُبَاء المدينة والقُمَاءُ ـ جمع قَمِىءٍ وقد تقدم والجُفَاء ـ الزَّبَد يقال جَفَأ الوادى يَجْفَأ جَفْأاً ـ اذا رمَى بالزَّبَد والقَذَرِ وجَفَأَت القِدْرُ بزَبدِها ـ ألقَتْه والجُفَاء ـ الجافِى والجُفَاء ـ الباطلُ والجُشَاءُ ـ الاسم من تَجَشَّأْت والضُّغَاءُ ـ ضُغاءُ الذئب والكلب وضُهَاءُ ـ بلْدة قال الهذلى

لعَمْرُك ما إن ذُو ضُهَاءَ بِهَيِّن

علىِّ وما أعطَيْتُه سَيْبَ نائِلِى

ذُو ضُهاءَ ـ ابنُه دُفِن فى ضُهاءَ يقول لم أتوجَّع عليه كما هو أهله* قال ابن جنى* القولُ فى همزة ضُهاءَ أنا قد وجدنا فى الكلام تركيب ض هء وهو قراءة من قرأ (يُضاهِؤُنَ) بالهمز فان كانت منه فأصلٌ وفيه أيضا ض ه ى وعليه غالب القراءة يُضاهُون فان كانت منه فالهمزة فى ضُهَاءَ بدل من الياء فان قلت من أين لك أن لام يُضاهُون ياءٌ وما تنكر أن يكون واوا فيكون يُضَاهون كيُغازُون ويُعادُون قيل يُضاهُون من الياء لا لهذا اللفظ ولكنهم قد قالوا من معناه امرأة ضَهْياءُ ـ وهى التى لا تَحِيض ويقال التى لا ثَدْىَ لها وضَهياءُ كما ترى كعمْياءَ واذا كان كذلك كان قولهم امرأة ضَهْيأةٌ وزنها فَعْلأَة والهمزة فيها زائدة وذلك أنها كأنها من ضاهَيْت فكأنَّ المرأة التى لا تحيضُ تُضاهى الرجل فهى من ضاهَيْت فان قيل فلعل ضَهْيَأة من ضاهَأْت على قراءة من قرأ يُضاهِؤُن قيل يمنع من ذلك انه ليس فى الكلام فَعْيَل فأما ضَهْيَد فشاذُّ وصُدَاءٌ ـ قبيلةٌ والزُّقَاء ـ صُرَاخ الدِّيك وكلِّ طائرٍ يزْقُو زُقَاءًا والزُّقَاء أيضا ـ بُكاء الصبى وهو أشدُّ وهم زُهاء ألفٍ ـ أى قَدْر ألفٍ والكسرُ لغة والزُّهاء ـ مصدرُ زَهَتِ الشاةُ تَزْهُو ـ اذا تَمَّ حَمْلُها فأضْرعتْ ودَنَا وِلادُها والزُّهَاء ـ الشَّخْص ومنه قول بعض الرُّوّاد مَدَاحِى سَيْل وزُهاءُ لَيْل يصف

٣٥

نَباتا والدُّعَاء ـ الرَّغْبة الى الله جلَّ وعز والظُّمَاء ـ العَطْشَى والظُّبَاء ـ وادٍ معروفٌ كذا حكاه السكَّرى بالضم وكذلك روَى بيت أبى ذؤيب

«بَيْنَ الظُّبَاءِ فوادِى عُشَر»

ورواه الأصمعى بالكسر وقد تقدم وذُكَاءُ ـ اسمٌ للشمس همزته منقلِبة عن واو لأنه من الذُكُوِّ وانما شُبِّهت بذَكَا النار ويقال للصبح ابنُ ذُكاءَ قال الراجز

فورَدَتْ قَبْل انْبلاجِ الفَجْر

وابنُ ذَكَاءَ كامِنٌ فى كفْر

يعنى كامِنا فى سوَادِ الليل والثُّغَاء ـ ثُغَاء الشاةِ والظَّبية وقد ثَغَتْ تَثْغُو ويقال ادخُلُوا ثُنَاءَ من قولهم جاؤا ثُنَاءَ ـ أى مَثْنَى مَثْنَى والرُّغَاء ـ أصواتُ الابل رَغَت تَرْغُو والرُّوَاء ـ المَنْظَر* قال أبو على* هو حُسْن المَنْظَر وأما قولهم عليه رُوَاءٌ للحُسْن والشارَةِ فيمكن أن يكون فُعَالا من الرُّؤية فان كان كذلك جاز أن تَحقَّق الهمزة فيقال رُؤَاء فان خفَّفت الهمزة أبدلت منها واوا كما أبدلتها فى جوَن فقلت رُوَاء ويجوز فى الرُّواء أن يكون فُعَالا من الرِّىّ فلا يجوز همزُه كما جاز فى قول مَن أخذه من باب رأيت فيكون المعنى أن له طَراءةً وعليه نَضارة لأن الرِّىَّ يتبعُه ذلك كما أن العطَش يتبَعُه الذُّبول والجَهْد والرُّوَاء ـ ما تَساقَطَ من حبِّ العنب فى أُصُول حَبَلَه وضَمُر والرُّخَاء ـ الرِّيح الليِّنة وفى التنزيل (رُخاءً حَيْثُ أَصابَ) ورُهَاءُ ـ مدينةٌ بالجزيرة وبَنُورُهاء ـ بَطْن من العرب والرُّهَاء أيضا ـ بلَد اليه يُنْسَب ورَق المَصاحف ورُضَاءُ لا يُجْرَى ـ بلد ويقال هم لُهَاءُ ألفٍ ـ أى قَدْر ألفٍ والنُّعَاء ـ صوتُ السِّنَّوْر والنُّدَاء ـ الصوتُ وقد تقدم ذلك والنُّقَاء ـ جمعُ نُقَاوةٍ يقال أخذت نُقَاوةَ المَتاعِ ونُقَاءه ونُقَايَته ـ أى جَيِّده والنُّزَاء ـ ضِرَاب الفَحل والكسر لغةٌ وقد تقدم والنُّزَاء ـ داءٌ يأخُذ الشاءَ فتَنْزُو منه حتى تموتَ والنُّزَاء ـ الوَثْب وخَصَّ بعضهم به الوَثْب الى فوقُ نَزَا نَزْوا ونُزَاءاً والبُرَاء ـ جمع بَرِئٍ والبُغَاء ـ الطلَبُ والمُوَاء ـ صوتُ الهِرِّ يقال مَأَى يَمْؤُا مُواءاً وكذلك المُعَاء وقد مَعَا يَمْعُو والمُكَاء ـ الصَّفِير وقد مَكَا يَمْكُو مُكَاءاً وفى التنزيل (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) فالمُكَاء ـ الصفيرُ والتَّصْدِيَة ـ التَّصْفِيق والمُكَاء ـ مصدَر مَكَتِ استُه تَمْكُو ـ اذا نفَخَت ولا يكون ذلك إلا

٣٦

وهى مكشُوفة مفتوحةٌ وخص بعضُهم به استَ الدابَّة والمُلَاء ـ المَلاحِفُ واحدته مُلَاءة* قال أبو على* همزة المُلَاء منقلبةٌ عن واو وقد روَينا فى تحقيره مُلَيَّة ولو كانت الهمزةُ لا ما لثبتتْ فلم تحْذَف كما أن اللام لما كانت همزة فى تكبير وَرَاء الذى هو اسمُ الجهة ثبتتْ فى التحقير فقيل وُرَيِّئة ويشبه أن يكون انقلابُها عن الواو لأن فيها اتِّساعا ليس فى غيرها من الكُسَى كأنَّه من المَلَا ـ وهو ما اتَّسَع من الأرض والمُلَاوة ـ الوقتُ الممتَدُّ من الدهْر والمَلَوانِ ـ الليلُ والنهارُ ويقال أخذه المُلَاءُ والمُلَاءةُ ـ وهو الزُّكام

(فَعَّال) العَزَّاء ـ الشِّدّة ومنه قيل تَعَزَّزَ لحُمه ـ اشتدّ ومنه الأرض العَزَّاء ـ وهى الصُّلْبة والعَزَّاء ـ شِدّة العيش وغِلَظه والحَذَّاء ـ الذى يَحْذُو النِّعالَ والهَفَّاء (١) واحدتها هَفَّاءة نحوُ الرِّهْمة ـ وهو المطَر اللَّيِّن وقيل هو الأفَّاء والأفَّاءة والفَضَّاء من الابل ـ ما بين الثلاثِينَ الى الأربعينَ وانما قيل لها قَضَّاءٌ لأنها قد صارت مقدار ما يقضِى الحقوقَ عن صاحبها والقَضَّاء أيضا من الناس ـ الجِلَّة وان كان لا حسَبَ لهم بعد أن يكونوا جِلَّة فى أبْدانٍ وأسْنانٍ واشتقاقه مما ذكرنا لأن ذَوِى الأسنانِ والأبْدان تشهد بهم المَحافِلُ فيَفُون بما يَفِى به ذُوو الأحساب فكأنَّهم فى حكمهم مثلُ هؤلاء ولهذا الاشتقاق جعلنا القَضَّاء من الابل فى باب فَعَّال وجعلنا القَضَّاء من الدُّروع فى باب فَعْلاءَ والكَلَّاءُ ـ مُرْفَأُ السُّفُن وهو مُكَلَّأ السفُن أيضا والجمع مُكَلَّأت ورجل كَلَّائِىُّ وكَلَّاوىٌّ وكَلَّاء عند سيبويه فَعَّال لأنّه يَكْلأ السفُن من الريح وعند أحمد بنِ يحيى فَعْلاء لأن الريح تكِلُّ فيه عن السُّفن وكلا القولين صحيح والاول أسبقُ والجَلَّاء ـ مثل الجُلَّى قال دريد بن الصمة

كميشُ الازار خارجٌ نصفُ ساقِه

صبورٌ على الجَلَّاءِ طَلَّاعُ أنْجُد

وانما قيل له جَلَّاء لأنه يَجِلّى من نزل به فهو فى الأصل صفة ثم جعل اسما فأما الجَلَّاء فالذى يجلُو السِّلاح والشَّوَّاء ـ الذى يَشوِى اللحمَ والسَّقَّاء ـ الذى يسْقِى ونحو هذا مُطَّرد كثير والدَّعَّاء ـ اسمُ رجل والرَّغَّاء ـ طائرٌ والَّلَّواء كذلك

(فِعَّال) الحِنَّاء ـ جمع حِنَّاءةٍ وأصله الهمز يقال حنَّأت رأسَه ولْحِيَته* قال أبو على* فان قلت فهَلَّا كان فِعْلاء وألفه منقلبة عن ياء كالزِّيزاءِ الذى جُعل

__________________

(١) قوله والهفاء الخ يقتضى انه بالتشديد والذى فى كتب اللغة تخفيفه مفردا وجمعا فتأمل كتبه مصححه

٣٧

اسما غير مصدر لما لم تكن اسم حدث فكذلك الحِنَّاء فِعْلاء لأنَّ فِعَّالا يختصُّ بالمَصادر كالكِذَّاب فى قوله (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) فالقول أن فِعَّالا لم يختصَّ بالمصدر كما اختص الفِيعال والفِعْلال بالمصدر نحو القِيتال والزِّلْزالِ ألا ترى أنهم قالوا القِثَّاء وفى التنزيل (مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها) فلما جاء فى الاسماء التى ليست بمصادِرَ .... (٢) مثله أيضا فعل له ككذَّب فى الكِذّاب فأما همزة الحِنَّاء فينبغى أن تكون لا ما غير منقلبة كما أن التى فى القِثَّاء كذلك لقولهم مَقْثَأة فكما أن همزة آلَاءٍ أصل حيث لم تصحَّ اللام واوا ولا ياء فى بناء تأنيث فكذلك الهمزة فى الحناء قال

* وما ابْنُ حِنَّاءةَ بالرَّثِّ الْوَان*

والحِنَّاءة ـ موضِع وابن حِنَّاءةَ ـ رجلٌ.

(فُعَّال) الحُوَّاء ـ نَبْت واحدته حُوَّاءة* أبو رياش* هو الخِلَاف* قال أبو على* هو فُعَّال من حَوَيت لأن فيه تَقَبُّضا وتجمُّعا كما قال

* كما تَكَشَّر للْحُوَّاءة الجمَلُ*

وقد يجوز أن يكون فُعْلاء من الحُوَّة اذ كان فيه ضَرْب من السَّواد والهمزة على هذا تكون للالحاق كالتى فى قُوّباءٍ والأوّل أقوى لان فُعَّالا بِناءٌ مما تكون عليه أمثلة النبات كثيرا كالقُلَّام والحُمَّاض ومن ثم قال أبو الحسن فى رُمَّانٍ انه فُعَّال يصرِفُه فى المعرفة وخالف الخليلَ والجُنَّاء ـ جمع جانٍ وهم الذين يجتَنُون الثِّمارَ والصُّرَّاء ـ جمعُ صارٍ ـ وهو المَلَّاح والسُّلَّاء ـ جمع سُلَّاءة ـ وهو شوْك النَخْل قال علقمة بن عَبَدة

سُلَّاءة كعصَا النَّهدِىِّ غُلَّ لها

مُلَجْلَج من نَوَى قُرْانَ مَعْجومُ

شبهها فى ضُمْرها بالسُّلَّاءة وقوله مُلَجْلَج ـ أى ممضُوغ وقال كعصَا النَّهْدى (١) يعيبهم بانهم رِعاءٌ أصحاب عِصِىٍّ كما قال الجعدى

فأصبحت الثِّيرانُ غَرْقَى وأصبَحتْ

نِساءُ تميمٍ يَلْتقِطْنَ الصَّيَاصِيَا

يَعِيبهم بأنهم حَوَكَة والصَّيَاصِى ـ القُرُون والسُّلَّاءُ ـ طائِرٌ والطُّلَّاءُ ـ عَلَق الدَّم همزته منقلِبة عن ياءٍ وهو من محوّل التضعيف أصله طُلَّال فقيل هذا كما قيل

__________________

(٢) بياض بالاصل

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا فى قوله كعصا النهدى يعيبهم بأنهم رعاء أصحاب عصىّ وفى قوله كما قال الجعدى فأصبحت الخ يعيبهم بأنهم حوكة والصواب فى قول علقمة كعصا النهدى أنه انما خص نهدا لان النبع فى بلادهم كثير فهم ينتخبون العصىّ الحسان منه وليست مصاحبة العصىّ تستلزم الرعية لإن العرب كلهم أصحاب عصىّ وليسوا كلهم رعاء والصواب فى البيت الثانى أن قائله سحيم عبد بنى الحسحاس لا الجعدى كما زعم من قصيدته التى مطلعها وهى مشهورة

عميره ودع ان تجهزت غاديا

كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا

وما عاب بنى تميم بانهم كما زعم حوكة وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

٣٨

للخمر المُزَّاء وانما هو من المِزّ أو من المَزِيز وقالوا لا أمْلاه يريدون لا أمَلُّه وحقيقة القول فيه كالقول فى الحُوَّاء* قال أبو على* ويقوِّى فُعْلاء فى الطُّلَّاءِ أنهم سمَّوا الدمَ جَسَدا يعنى انهم اشتقوا له اسما من الطَّلَل الذى هو الجسم كما سمَّوّه جَسدا وهو الجسم أيضا والدُّبَّاء ـ القَرْع واحدته دُبَّاءة قال امرؤ القيس

اذا أقبَلَتْ قلتَ ذُبَّاءةٌ

من الخُضْر مغمُوسةٌ فى الغُدُرْ

والثُّفَّاء ـ الحُرْف والثُّفَّاء أيضا ـ الصَّبِر والثُّدَّاء ـ نَبْت والمُكَّاء ـ طائِر يسمَّى بذلك لكثرة صفيره قال

اذا غَرَّد المُكَّاءُ فى غير رَوضةٍ

فوَيْل لأهْل الشَّاءِ والحُمُراتِ

والوُضَّاء ـ الوَضِىءُ الوجْهِ قال الشاعر

والمَرْءُ يُلْحِقه بفِتْيان النَّدَى

خُلُقُ الكريمِ وليس بالوُضَّاءِ

بابُ فَعْلاءَ وهى تنقسم عشرةَ أقسامٍ

فَعْلاءُ تأنيث أفعَلَ ولا حاجة بنا الى ذكرها هنا لتقدّمها فى تحديد المَقَاييس فَعْلاءُ اسمٌ غيرُ منقول عن الصفة فعلاءُ صفةٌ غالِبة غالبةَ الاسماء فَعْلاء صفةٌ مسمَّى بها فَعْلاءُ مختلَف فى أفعلها فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة اختلاف الخِلْقة أو الطبْع أو التشبيه بالمذكر فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة أنها ليس لها مذكَّر يعادلُها من نَوْعها فَعْلاءُ مطابِقة اللفظِ لموصُوفها على جهة الاشادة والمبالَغة بها فَعْلاءُ لا أفعلَ لها من جهة السَّمَاع فَعْلاءُ اسم للجمع

(فَعْلاءُ اسم غير منقول عن الصفة) أسماءُ ـ اسمُ امرأة وهو أحد قولى الفارسى وذلك أنه قال أسماءُ يحتمل أن تكون فَعْلاءَ من الوَسْمة والوَسَامة وان كان سيبويه لا يَطْرُد بدل الهمزة من الواو المفتُوحة فعسى أن تكون من باب إنقَحْل وأيْبُلىِّ والعَزْلاء ـ فَمُ المَزادة وموضعُ مَصَبّ الماء منها وكلُّ جانب من المَزَادة عَزْلاءُ لأن الماء ينصَبُّ من جانبيها الأسفل والأعلى* أبو عبيد* هى فَمُ المزادة الأسفلُ والجمع عَزَالٍ* وقال مرة* العَزْلاءُ ـ القِرْبة فَعمَّ وعَزْلاءُ ـ اسم فَحْل من خيل العرَب والعَقْفاء ـ ضَرْب من النَّبْت والعَزَّاء ـ شِدَّة العيش وغِلَظه وكلُ

٣٩

شئ فيه شِدَّة عَزَّاءُ والعَيْصاء والعَوْصاء ـ الشِّدَّة والعَوْصاء أيضا ـ أرضٌ وعَشْواءُ الليلِ ـ ظُلْمته وإنهم لفى عَشْواءَ من أَمْرهم ـ أى اختِلاط والعَشْواء ـ جِنْس من النخْل متأخِّر الحَمْل وهو يَضْرِب فى عَمْيائِه وعَمَايته ـ أى يَخْبِط فى غَوَايته لا يبالى ما صَنَع والعَجْزاء ـ حَبْل من الرمل كريم المَنْبِت والعَلْياء ـ اسمٌ لها أعنِى السماءَ وليس بصفةٍ فلذلك صارت فيها الواو ياءً والعَلْياء ـ ما ارتفَع من الأرض وأنشد سيبويه

* ألَا يا بَيْتُ بالعَلْياء بَيْتُ*

* قال أبو على* قلبت فيه الواو ياءً للاشعار بالنقل الى الاسم عن الصِّفَة وليس هذا بمطَّرد كاطِّراد قَلْب الياء واوا فى فَعْلَى المفصورةِ كتَقْوَى وشَرْوَى وهذا وان كان منقولا عن الصفة فليس بخارِج من هذه الترجمة لأنه نقل عن غير موضوع للصفة انما الصِّفَة العالِيَة أو العُلْيا وانما تَحَرَّينا فى هذا الباب ما لم يكن منقولا عن الصفة بلفظه كالعَوْراء والغَضْيَاء ونحوهما والعَيْساء ـ الجَرَادة الأنثى وعَيْساءُ ـ موضعٌ وعَيْساءُ ـ جدَّة غَسَّانَ السَّلِيطىّ لأمِّه إياها عنَى جرير بقوله

أساعِيةٌ عَيْساءُ والضأْنُ حُفَّل

فما حاوَلتْ عَيساءُ أمْ ما عَذِيرُها

والعَصْداء ـ موضِع بالسَّراة قال الشنفَرى

وأُصْبِح بالعَصْداءِ أبغى سَراتَهم

وأسْلُكْ خَلًّا بيْنَ أربَاعَ والضَّدِ

والحَصْباء ـ الحَصَى الصِّغارُ والحَرْشاء ـ نَبْت سُهْلِىُّ وقيل هو ينبُت بِنَجْد وليس بشئ ولا لها صَيُّور وقيل هو خَرْدل البَرِّ والحَلْكاء ـ دوَيْبَّة شبيهةٌ بالعظَاءة وابنُ حَوْباءَ ـ شاعرٌ هذَلىُّ والحَوْباء ـ النَّفس وقيل رُوع القَلب والحَوْثاء ـ الكَبد والحَوْجاء ـ الحاجةُ يقال ما بَقِيتْ فى صَدْرى حَوْجاءُ ولا لَوْجاءُ إلا قَضَيتها وكَلمتُه فما رَدَّ علَىَّ حَوْجاءَ ولا لَوْجاءَ والحَوْزاء ـ الحَرْب تَحُوز القومَ قال جابر بن الثَّعلب

فهَلَّا على أخْلاقِ نَعْلىْ معَصَّب

شَغَبْت وذو الحَوْزاءِ يَحفِزُه الوِتْر

الوِتْر هنا ـ الغضبُ وحَدْراء ـ اسمُ امرأة والحَدَّاء ـ اسم قبيلة ويقال اسم رجل وحَدَّاءُ أيضا ـ موضِع وحَدْواءُ وحَوْساء ـ موضعانِ والحَذْواء ـ فَحْل من خيل العرب وهَلْباءُ ـ موضِع وما عنده غَنَاءُ ذلك ولا هَجْراؤُه ـ أى

٤٠