المخصّص - ج ١٦

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٦

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٣

قال نَعَمْ وأذْنِبةٌ فأطلقَهُ وأعطاهُ وأحسَنَ اليه وأراد سيبويه بالذّنائِب على اللُّغتين جميعا* قال* وقالوا رجُل وَدُود ورِجالٌ وُدَداءُ شبَّهوه بفَعِيل لأنه مِثلُه فى الزِّنَة والزِّيادة ولم يتَّقُوا التضعيفَ لأن هذا اللفظَ فى كلامِهم نحوُ خُشَشاءَ* قال أبو سعيد* أمَّا قولُهم وَدُود ووُدَداءُ ففيه مخالفةُ القِياس من جِهَتين احداهما أن فَعولا لا يُجمَع على فُعَلاءَ وانما يجمع عليه فَعِيل ككَرِيم وكُرَماءَ والثانية أنَّ فَعِيلا اذا كان عينُ الفِعْل ولامُه من جِنْسٍ واحدٍ فانه لا يُجْمَع على فُعَلاء لا يقولون شَديد وُ شَدداءُ ولا جَلِيل وجُلَلاءُ وانما قالوا وُدَداءُ لانه لمَّا خَرج عن بابه فشَذَّ فى وَزْن الجمع احتملُوا شُذُوذَه أيضا فى التضعيفِ فشبَّهوه بخُشَشَاء فى احتمالِ التضعيفِ وقوله لأنه مثلُه فى الزِّنة يريد زِنةَ حرف الِّلين فى سُكُونه من فَعِيل وفَعُول والزيادةُ فيهما أن الواوَ والياءَ زائِدتانِ وقالوا عَدُوّ وعَدُوَّة فشبَّهُوه بصَدِيق وصَدِيقة كما قالوا للجمع عَدُوٌّ وصَدِيق* قال السيرافى والفارسى* يقال عَدُوٌّ للواحِد والاثنَيْنِ والجماعة والمذكَّر والمُؤَنَّث قال الله تعالى (إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً) وقال (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) وكذلك يقال الصَّدِيق للواحدِ والاثنينِ والجماعةِ والمؤنث والمذكر وقد يُدْخِلون الهاءَ عليهما جميعاً لانهما لما تَضادَّا جَرَيا مَجْرًى واحدًا* قال* وقد أُجْرِىَ شئٌ من فَعِيل مستَويًا فى المؤنث والمذكر وذلك قولك مِلْحفةٌ جَدِيد وسَدِيس وكَتِيبة خَصِيفٌ ورِيحٌ خَرِيقٌ وقالوا مُدْيةٌ جُرَاز وهُذَام والباب أن المذكر والمؤنث يَختلِف فى فَعِيل اذا لم يكن فَعِيل فى معنى مَفْعُول تقول رجُلٌ كرِيمٌ وشَرِيفٌ وامْرأةٌ كَريمةٌ وشَرِيفةٌ وفَعُول يَسْتوِى فيهما تقول رجل صَبُور وغَدُور وامرأةٌ صَبُور وغَدُور فذكَر سيبويه فَعِيلا فى هذه الأحْرُفِ أنه قد استَوى فيها المذكر والمؤنث وجَرَتْ على حكم فَعُول فأمَّا جَدِيد فقد قدّمت ذِكْر الاختِلاف فيه فى الباب الذى قَبْله يقال نَفْسٌ عَرُوف ـ إذا حُمِلت على شئٍ اطْمأنَّتْ اليه وهِمَّة طَمُوح ـ مستَشْرِفةٌ إلى مَعالِى الأُمُور وامرأة رَدُوح ـ عَجْزاءُ كرَدَاح وقَطُوع ـ تَنْقَطِع عند البُهْر وعَصُوبٌ ـ زَلَّاءُ وجارِيةٌ بَسُوق ـ إذا جَرَى اللبَنُ فى ثَدْيها وهى بِكْر وكَذلك الناقةُ والشاةُ وامرأة جَفُول ـ كبِيرةٌ وجُمَّةٌ جَفُول ـ عظيمةٌ وامرأة عَجُوز ـ مُسِنَّة وقد قِيلَت بالهاء وامرأة رَصُوفٌ ـ صغِيرةُ الفَرْج ورَصُوص

١٤١

ـ رَتْقاءُ ورَطُوم ـ واسِعَةُ الجَهاز كثيرةُ الماءِ وخَقُوق ـ يُسْمَع لِفرجها صَوْت اذا جُومِعَت وأتَان خَقوق ـ يُصَوِّت حَياؤُها من الهُزال وقد خَفَّت تَخِقُّ وامرأة خَبُوق كخَقُوق ومَصُوص ـ يمتَصُّ رحِمُها الماءَ وخَضُوفٌ ـ تَلِدُ فى التاسع ولا تَدْخُل فى العاشر وهى من الابِل ـ التى اذا أتَتْ على مَضْرِبها أُنْتِجَت وقيل هى من مَرابيع الابِل التى تُنْتَج لخمس وعشرين بعد المَضْرِب والحولِ ومن المَصايِيف التى تُنْتَج بعد المَضْرِب والحولِ بخَمس وقد خَصَفت تَخصِف خِصافا ووَلُود ونَثُور ـ كثيرةُ الولَد وكذلك الكافة والظائِرة والنْزُور أيضا (١) من النساء ـ القليلةُ الَّلبَن ورَقُوب ـ لا يَعِيش لها ولَد ويُوصَف به الرجل وهى من الابل ـ التى لا تَدْنو الى الحَوْض مع الزِّحام وذلك لكَرَمها وامرأة ثَكُول وهَبُول ـ فاقِدٌ وعَجُول كشَكُول وكذلك الناقةُ وامرأة نَكُوع ـ قصِيرةٌ ودَرُوم ـ قصِيرةٌ مع صِغَرٍ سَيِّئةُ المَشْى وخَفُوت ـ لا تَكاد تَبِينُ من الهُزال وقيل ـ هى التى تَسْتحسِنها ما دامتْ وحدَها فاذا رأيتَها فى جَماعة النساء عِبْتَها وامرأةٌ طَرُوح ـ تَطْرَح عنها ثَوْبَها ثِقةً بحُسْن خَلْقها وهى من النخل ـ الطَّوِيلةُ العَراجِينِ ودَسُوس ـ بها عَيْب فى جَسَدها فهى تَنْدَسُّ فى الِّلحاف لئَلَّا يَراها بَعْلُها وعَرُوب ـ ضَحَّاكة وقيل ـ عاشِقَة لزَوْجها مُتَحبِّبة إليه ولَعُوب وشَمُوع وعَطُوف كذلك وهى من الابل ـ التى عُطِفتْ على بَوِّ فَرِئمتْه وهى من القِسِىِّ ـ التى عُطِفت احدَى سِيَتَيْها على الأُخْرَى وهى أيضا التى تُتّخَذ للاهْدافِ يعنِى القوسَ العرَبِيَّة وخَلُوب ـ خَدَّاعة وقَدُوع ـ كثيرةُ الحَياءِ قليلةُ الكلامِ وخَرُود ـ حَيِيَّة وقيل ـ بِكْر لم تُمْسَسْ ونَفُور ـ نافِرة وقَذُورٌ ـ متباعِدَة وكذلك عَيُوف ويُستعْمَلان فى الابل وكَفُور وكَنُود ـ كافِرةٌ للمُوَاصلة وحَسُود ـ حاسِدةٌ وعَلُوق ـ لا تُحِبُّ زَوْجَها وهى من الابل ـ التى لا تَأْلَف الفحْلَ ولا تَرْأم الولَدَ وقيل ـ هى التى تَرْأم بأنْفها وتَمْنع دِرّتَها وصَيُود ـ سَيِّئة الخُلُق وقد قيل صَيْدانة وظَنُون ـ لها شَرَف تُتَزَوَّج طمَعا فى وَلَدِها وقد أسَنَّت ومَنُون ـ تُتَزوَّج لما لِها فهى تَمُنُّ على زَوْجها وبَرُوك ـ اذا تَزوَّجت وابنُها رجُل ويقال لابِنها الجَرَنْبَذ وامرأة رَؤُود بهمز وبغير همز ـ اذا كانت تَدْخُل بيُوتَ الجِيرانِ وهى رَوَاد وامرأة هَجُول وهَلُوك ـ بَغِىٌّ وفَشُوش ـ قاعِدةٌ على الجُرْدانِ وقيلَ

__________________

(١) قوله وكذلك الكافة الخ كذا فى الأصل وتأمله كتبه مصححه

١٤٢

ـ الرِّخْوةُ المَتاعِ وجَرُوز ـ شديدةُ الأكْل وكذلك الناقةُ وامرأة نَعُوس ـ كثيرة النُّعاسِ وهى من الابل ـ الغَزِيرة التى تَنْعَس عِنْد الحَلْب وعينٌ دَمُوع ـ كثيرةُ الدمعِ أو سَرِيعتُه ولِثَةٌ بَثُوغ ـ كثيرةُ اللحمِ والدَّمِ وهى أقْبَحُ اللِّثات* وحكى الفارسى* أن بعضَ الأعراب دَعَا لصاحبِه أو أخِيه فقال رَزَقَك اللهُ ضِرْسا طَحُونا ومَعِدةً هَضُوما وفَقْحة نَثُورا وفى بعض النسخ وسُرْما نَثُورا وقال أجِدُ نَفْسى عَزُوفا عن اللهْوِ ـ أى عازِفةً ونفسٌ لَجُوح ـ أبِيَّة وفَرَس نَتُوج ـ حاملٌ وكذلك عَقُوق وقيل النَّتُوج والعَقُوق لكل ذات حافِر وبِرْذونةٌ رَغُوث ـ لا تَكاد تَرْفَع رأسَها من المعْلَف وفى المثل «كلُّ بِرذَوْنة رَغُوث» وفرسٌ جَمُوحٌ للانثى ـ تَذْهَب على وَجْهها وناقةٌ لَقُوح ـ لاقِحةٌ وفى المثل «اللَّقُوح الرِّبْعيَّة مالٌ وطعامٌ» وكَشُوف ـ يُحْمَلُ عليها فى كل سنة والمَصدَر الكِشَاف وقد أكْشَف القومُ العامَ وناقة بَرُوق ـ تَشُول بذَنَبها تُرى أنها لاقِح وليستْ كذلك ومنه قولُ بعضِ الأعراب لصاحِبه أوْ أخيه دَعْنِى من تَكْذابِك وتَأْثامِك شَوَلانَ البَرُوق وَكُمون ـ كَتُوم لَّلقاح لا تُبَشِّر بذَنَبها وكَتُوم ـ لا تَشُول بذَنَبها عند الَّلقاح ولا يُعْلَم حملُها وقيل ـ هى التى لا تَرْغُو إذا رَكِبها صاحِبُها والكَتوم من القِيسِىِّ ـ التى لا تَرِنُّ وقيل ـ التى لا صَدْعَ فى نَبْعها وناقةٌ غَمُوس ـ فى بَطْنها وَلَد ومَخُوض ـ اذا أخذها المَخَاض عند النِّتاج ودَحُوق ـ تَخرُج رحِمُها عند النتاج دَحَقتْ تَدْحَق دُحُوقا ورَحُوم ـ تَشْتكِى رَحِمَها بعد الوِلَادة ولا تَدْحَق وقيل ـ هى التى بها داءٌ فى رَحِمها وخَفُود ـ مُجْهِضة وجَرُور ـ تَزِيدُ على حَمْلها وصَعُود ـ اذا خَدَجْت لسَبْعة أشهُرٍ أو ثمانيةٍ أو تِسْعة فعُطفت على وَلَدها الذى من عامِ أوَّل فتَدِرُّ عليه فيُلمَظَّ منها ويُؤْخَذ لبَنُها وهو أحْلَى اللبنِ وجمعها صَعائِدُ وصُعُدٌ* وقال بعضهم* لا يُقال صُعُد وقد تقدَّم ورَؤُوم ـ إذا خَدَجتْ أو ماتَ ولَدُها فعُطِفت على غيره فرَئِمتْه وظَؤُور ـ لازمةٌ للفَصِيل أو البَوِّ ولَبُونٌ ـ غَزِيرةُ اللبنِ والجمع لُبُنٌ وكذلك الشاةُ ووَكُوف ـ غزِيرة اللبن وكذلك الشاة أيضا ومِنْحةٌ وَكُوف ـ غَزِيرة* قال الفارسى* الوَكِيف ـ الهَطْل وناقةٌ ضَفُوف ـ كثيرةُ اللبَنِ وكذلك الشاةُ وحَفُول ـ سريعةُ جَمْعِ اللبَنِ فى الضَّرْع وحَشُوك كحَشُود وقيل ـ هى الغزيرةُ

١٤٣

اللَّبنِ حُفّلت أو لم تُحَفَّل ورَفُود ـ تمْلأُ القَدَح فى حَلْبةٍ واحدةٍ وصَفُوف ـ تَجْمَع بيْن مِحْلَبينِ فى حَلْبة وقيل ـ هى التى تَصُفُّ يديْها عند الحَلْب وشَفُوع وقَرُون ـ تَجْمع بين مِحْلَبين فى حلبة وقيل القَرُون ـ المُقْترنةُ القادِمَينِ والآخِرَينِ وقيل ـ هى التى إذا بَعَرتْ قارنَتْ بين بَعْرها وقيل ـ هى التى تَضَع رِجْلَها موضِعَ يَدِها وكذلك هى من الخَيْل وناقةُ نَفُوح ـ لا مَحْبِس لبَنَها وفَخُورٌ ـ تُعْطِيك ما عِنْدها من اللبَن ولا بَقاءَ للبَنِها وقيل ـ هى العظِيمة الضَّرْع والفَخُور من النخل ـ العظيمةُ الجِذْع الغَلِيظة السَّعَف وناقةٌ نَجُود ـ مِغْزار وقيل ـ هى الشَّدِيدة النَّفْس وقيل ـ هى التى لا تَبْرُك إلا على مُرْتَفِع من الارض وقيل ـ هى التى لا تَحْمِل من الأُتُن خاصَّة وقيل ـ هى الطَّوِيلةُ العُنُقِ منهما ومَكُود ـ غَزيرةُ اللبنِ وقيل القَلِيلتُه وكذلك الشاةُ والجمعُ مَكائِدُ وهى من الآبارِ التى لا تنْقَطِع مَادَّتُها على التشبِيه وناقةٌ جَدُود وشَصُوص ـ قليلةُ اللبَنِ وقد قدّمت تصريف فِعْلها وناقة مَصُور ـ يُتَمَصَّر لبَنُها قَلِيلا قَلِيلا وكذلك الشاةُ والبقَرةُ وخَصَّ بعضُهم به المِعْزَى وناقة جَذُوب ـ مُرْتِفعة اللبَنِ كجاذِبٍ ونَهُوز ـ قليلةُ اللَبنِ لا تَدِرُّ حتى تُنْهَزَ باليَدِ وتَخُور ـ لا تَدِرُّ حتى يُضْرَب أنفُعها وعَصُوب ـ لا تَدِرُّ حتى تُعْصَبِ فَخَذَاها وقد عَصَبت وعَصَبْتها وزَبُونٌ ـ تَرْمِحَ عِنْد الحَلْب وبَسُوس ـ لا تَدِرُّ إلا على الابْساس ـ وهو أن يقال لها بَسْ بَسْ وعَسُوس وقَسُوسُ ـ لا تَدِرُّ حتى تَتَباعدَ من الحالِب وهى أيضا التى تُباعِد القطيعَ فى المَرْعَى وضَرُوس ـ سيِّئة الخُلُق عند الحَلْب وحَرْب ضَرُوس منه ـ وهى الشديدةُ وناقة ضَرُوس وعَضُوض ـ تعَضُّ لتَذُبَّ عن ولدها وزَجُور ـ تدِرُّ على الفَصيل كَرْها اذا ضُرِبت فاذا تُرِكتْ منَعتْه وضَجُور كزَجُور وفى المثل «قد تُحْلَبَ الضَّجُورُ العُلْبةَ» وناقة فَتُوح وثَرُور ـ واسعةُ الاحْليل وقد قدّمت تصرِيفَ فِعْليهما والحَصُور من الابل ـ كالعَزُوز وناقةٌ حَضُون ـ ذهَب أحدُ طُبييَهْا وهو الحِضان والحضون أيضا من الابل والغَنَم ـ التى أحد خِلْفيها أكْبَرُ من الآخَر وشَطُور ـ ذهبَ خِلْفانِ من أخْلافها وهى من الشاء ـ التى يَبِس أحدُ خِلْفيها وناقة تَلُوث ـ يبِسَ ثلاثةٌ من أخلافها وجَذُوب ـ لا يثبُتُ صِرَارها وهى من الأُتُن السمينةُ ومن جميع

١٤٤

الدوَابِّ السريعةُ وناقةٌ شَطُوط ـ عظيمةُ جَنْبَى السَّنامِ وجَزُور طَعُوم ـ أخدَتْ شيئا من سِمَن ودَلُوح ـ مُوقَرة شَحْما أو مُثْقَلة حِمْلا وسحابة دَلُوح ـ مُثْقَله بالماء منه قال مطيع بن اياس يرثِى يحيَى بنَ زياد

قلتُ لثَجَّاجةٍ دَلُوح

تَسُحُّ من وابِل سَحُوحِ

أُمِّى الضَّرِيحَ الذى أسَمِّى

ثم استَهلِّى على الضَّرِيح

ليس مِنَ العَدْل أن تَشِحِّى

على فَتًى ليس بالشَّحِيح

وانما أوردتُ هذه الابياتَ بِكمالها لذَهابِها فى الرِّقَّة والحُسْن وجَوْدةِ التأبِين وناقةٌ امُونٌ ـ أمِنَتْ أن تكون ضَعِيفةً والجمع أُمُنٌ ورَحُولٌ ـ قَوِيَّة على الارتِحالِ وناقة خَنُوفٌ ـ تَقْلِب خُفَّ يديْها إلى وَحْشيِّها اذا سارَتْ والوَحْشِىُّ ـ الجانِبُ الأيسَرُ وقيل ـ هى اللَّيِّنة اليديْنِ فى السير وقد يُستَعْمل فى الخَيْل فَرَس خَنُوفٌ ـ إذا هَوَى بحافِرِه إلى وَحْشِيِّه وعَمَّ به بعضُهم جميعَ الدَّوابِّ وبَحُوث ـ تَبْتحث التُّرابَ بأخْفافِها أُخُرا فى سيرها وخَسُوق ـ سيِّئة الخُلُق تَخْسق الأرضَ بمَناسِمها ـ أى تَخُذُّها ونَسُوف ـ تَنْسِف الترابَ فى عَدْوها وقيل ـ هى التى تكون فى أوائل الابل اذا ورَدتِ الماءَ وقيل ـ هى التى تأخُذُ الكَلأ بمُقدَّم فيها وزَخُوفٌ ـ تَجُرُّ رجْلَيْها تمنَحُ بهما الارضَ وقَطُوف ـ بطِيئةُ السَّيْر قد تَقَطع (١) القَطُوفُ الوَسَاعَ ولَجُون ـ بطِيئةُ السَّيْر ثقِيلةٌ وضَغُون ـ فيها مُعَاسَرةٌ وهوى فى غيْرِ وَجْهها وذَقُون ـ تُمِيل ذَقَنها الى الارضِ وتَهُزُّ رأسَها تستَعِين بذلك على السَّيْر وعَرُوضٌ ـ لا تَقْبَل الرِّياضة ولا ذُلِّلت وذَمُول من الذَّميل ـ وهو السَّيْر الليِّن وكذلك النَّعامةُ ووَسُوج من الوَسيج ـ وهو ضَرْب من السَّيْر ومَلُوس من المَلْس ـ وهو سَيْر فوْقَ العَنَق وسَبُوتٌ من السبْت ـ وهو العَنَق وقيل فَوْق العَنَق ووَلُوق من الوَلْق ـ وهو سَيْر فى سُرْعة ومَلُوع ونَعوُب من المَلْع والنَّعْب ـ وهما السَّير السَّريعُ وزَفُوف من الزَّفيف* قال أبو العباس* هو مُقارَبة الخَطْو فى سُرْعة* وقال أبو اسحقَ* هو أوّلُ عَدْو النَّعام وناقة زَرُوف ـ طوِيلةُ الرِّجليْنِ واسِعةُ الخَطْو وعَصُوف ـ سرِيعةٌ ونَسُوجٌ ـ سريعةُ نَقْل القَوائِم وقيل ـ هى التى لا يَثْبُت حِمْلُها ولا قَتَبها عليها وسَعُوم ـ باقيَةٌ على السَّيْر والجمع سُعُم وزَلُوق

__________________

(١) قلت لقد حرف ابن سيده لفظ هذا المثل حين رواه قد تقطع وانما الصواب فى رواية هذا المثل قد يبلغ القَطوفُ الوساعَ يضرب فى النهى عن العجلة يقول ربما لحق المتأنى المتأخر العجول السابق لأن للعجول زللا يمنعه عن الاستمرار على السبق كما قال القطامى وقد يكون مع المستعجل الزلل ونظيره من الامثال قد يُبْلَغ الخضم بالقضم يضربان فى القناعة بيسير الحاجة عند فوات جليلها كتبه محمد محمود لطف الله به آمين

١٤٥

ـ سريعةٌ وزَلُوج وزَلُوخ ومَرُوح ـ نشِيطةٌ وعَنُود ـ تتَنكَّب الطرِيقَ من نشاطِها وقُوّتِها وقيل ـ هى التى تَرْعَى أو تبْرُك ناحِيةً وخَلُوء ـ تبْرُك فتُضْرَب فلا تَقُوم خَلَأتْ تَخْلأُ خِلاءاً وحَرُونٌ ـ خَلُوء ودفَوُن ـ تَبْرُك وَسَط الابل وقيل ـ هى التى تكونُ وسطَ الابل اذا وردت الماءَ وقَذوُر ـ لا تَبْرك مع الابل وضَجُوع ـ تبْرُك أو تَرْعَى ناحِيةً ودَحُول ـ تُعارِض الابلَ مُتَنَحّيةً عنها وزَحُول ـ إذا وَرَدت الحوضَ فضَرب الذَّائدُ وجْهَها فَولَّت عَجُزها ولم تَزَل تَزْجَل حتى تَرد الحوضَ وفَرُودٌ ـ متنَحِّية فى المَرْعَى والمَشْرَب وطَبُوخ ـ تَذْهَب يَميِنا وشِمالا وتأكُل من أطْراف الشَّحَر وسَلُوف ـ تكُون فى أوائل الابل إذا ورَدت الماءَ وناقة قَلُوص ـ قَمّة شانَّة وقد غَلَبت غَلبةَ الاسماء وكذلك القَلُوصُ من النَّعام على التشبيه بالقَلُوص من الابِل ويَزُول كبازِل وشَرُوف ـ شارِفٌ ونَيُوب ـ مُسِنَّة ودَلُوق ـ تكَسَّرت أسنانُها فتَمُجُّ الماءَ اذا شَرِبتْ وكَزُوم ـ هَرِمة ومَضُوز وضَمُوزٌ ـ مُسِنَّة وقيل الضَّمُوز ـ التى تَضُمُّ فاها لا تسمَعُ لها رُغَاء والضَّمُوز من الحَيَّات ـ الشدِيدةُ العَضِّ وناقةٌ رَغُوٌّ ـ كثيرة الرُّغَاء وسكُوتٌ ـ صَمُوت لا تَرْغُو عند الرَّحْلة .... (١) اذا اجْتَرَّت وصَفُون ـ تجمَع بين يَدَيْها ثم تَفَاجُّ وتَبُول وشاة دَرُور ـ دارَّة وشاةٌ ثَعُول ـ تُحْلَبُ من ثلاثةِ أمْكِنةٍ وأربعةٍ للزِّيادة التى فى الطَّبْى وقيل ـ هى التى لها فوق خِلْفها خِلْف صَغِير واسمُ ذلك الخِلْف الثُّعْل وكَتِيبة ثَعُول ـ كثيرةُ الحَشْو والتُّبَّاعِ منتَشِرة وشاةٌ دَجُون ـ لا تمنَع ضَرْعها سِخَالَ غيرها وقَعُوص ـ تَضْرِب حالِبَها وتمنَع الدِّرّة وبَعُور ـ تَبْعَر على حالِبها فسِد اللبَنَ وسَحُوف ـ على ظَهْرها سَحْفة ـ وهى الشَّحْمة التى على الظهر وقيل بين الكَتِفين وكذلك الناقةُ والسَّحُوف أيضا من الغَنَم ـ الرقيقةُ صُوفِ البطنِ وشاةٌ زَعُوم ـ لا يُدْرَى أبها شَحْم أمْ لا ومنه قيل فى قولِ فلانٍ مَزَاعِمُ ـ وهو الذى لا يُوثَق بقوله ورَعُوم ـ يَسِيلُ مُخَاطُها من الهُزَال ونَثُور ـ تَطْرَحُ من أنَفِها كالدُّود وحَرُون ـ سَيِّئة الخُلُق وثَمُوم ـ تقْلَع الشىءَ بفيها ورَؤُوم ـ تَلْحَس ثِيابَ مَن مَرَّ بها ورَمُوم ـ تَرُمُّ ما مرَّت به وظَبْية بَغُوم ـ تَصِيحُ الى ولدها بأرْخَمِ ما يكونُ من صَوْتها ونَفُوز ـ وَثَّابةٌ فأما قوله

__________________

(١) بياض بالأصل

١٤٦

* إراحةَ الجِدَايَةِ النَّفُوزِ*

فانّ النَّفُوز ليس بصِفةٍ للمؤنث ضَرورةً لأن الجِدايةَ يقَع على الذَّكَر والأنثى منها وأَبُوز ـ كنَفُوز وخَذُول كخاذِل ـ وهى المنخلِّفة عن القَطِيع وكذلك البقَرةُ وغيرها من الدَّوابِّ وأتَانٌ وَدُوق ـ تشْتَهِى الفحلَ ونَحُوص ـ قليلةُ اللَّبَن ولا تكون هذه الصِّفةُ إلا فى الأُتُنِ وأرنبٌ زَمُوع ـ تمشِى على زَمَعِها اذا دنَتْ مِن موضِعها لئلَّا يُقَصَّ أثَرُها وقيل ـ هى السَّرِيعة وقد زَمَعتْ وأزْمَعتْ ودَجاجةٌ بَيُوض ـ كثيرةُ البَيْض ووَدُوك ـ ذاتُ وَدَك وحَمَامة هَتُوف ـ كثيرةُ الهُتاف وضَبَّة مَكُون ـ اذا باضَتْ ونَخْلة قَبُور وكَبُوس ـ حَمْلُها فى سَعَفها وقيل ـ سَريعة الحَمْل ودَوْحة رَبُوض ـ عظيمةٌ وهى من القُرَى العظيمة الواسعةُ على التمثيل وقَوْس قَلُوع ـ اذا نُزِع فيها انقَلبَتْ وطَحُوم ـ سريعةُ السَّهْم وطَرُوح ومَرُوح وضَرُوح ونَفُوح وطَحُورٌ ـ بعيدةُ موقِع السَّهْم ومنه عينٌ طَحور ـ اذا قَذَفت بقَذاها وقَوْس زَفُوف ـ تسمَعُ لها رَنِينا وزَجُوم ـ ضعيفةُ الارْنان وهَتُوف وحَنُون ـ مُصَوّتة وهَزُوم ـ مُرِنَّة وعَصًا بَزُوخ ـ شديدةٌ وكذلك عِزَّة بَزُوخ ودِرْع فَيُوض ـ واسعةٌ وأرضٌ قَبُور ـ غامِضةٌ ومَحُول ـ مَحْلة ومَفَازةٌ زَهُوق ـ نائِيَةُ المَهْواة وكذلك البِئْر وأكمَةٌ هَدُود ـ صَعْبة المُنْحَدَر وعَقَبَة كَؤُود ـ صَعْبة المَرْقَى وكذلك عَنُود وعَنُوت وبِئْر عَضُوض ـ بعِيدةُ القَعْر وقيل ضَيِّقة وسَهُوك ـ ضَيّقة الخَرْق* وقال الفارسى* بَيُونٌ ـ متباعِدَة الجُوْل هذه عبارته فى الاغفال فأمَّا فى الحُجَّة فقال بِئْر بَيُونٌ ـ بعِيدةُ القَعْر وأصلُ ذلك من التَّبايُن ـ وهو التَّباعُد قال الشاعر

إنَّكَ لو ناديْتَنِى ودُونِى

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزَع بَيُونِ

* لقُلْتُ لبَّيكَ اذا تَدْعُونى*

وقد أنعمتُ تحسِينَ هذه الكلمةِ وأريتُ وجْه اشتقاقها فيما تقدَّم من هذا الكتاب وبِئْر جَرُورٌ ـ يُسْتَقَى منها على بَعِير ولَحُود ودَحُول ـ ذلتُ تَلَجُّف ـ أى نواحِى وقيل فى جِرَابها عَوَج فتذْهَب فى أحَد شِقَّيها وبِئْر شَطُون ـ لا تُخْرَج دَلْوُها إلا بحبْليْنِ لِعَوَج فى جِرَابها وبِئْرٌ جَمُوم ـ سرِيعةُ إثابَةِ الماء وكذلك الفَرَس قال

١٤٧

النَّمِر بنُ تَوْلَب

جَمُومُ الشَّدِّ شائِلَةُ الذُّنَابِى

تَخَالُ بَياضَ غُرَّتِها سِرَاجَا

وقَذُوم ـ كجَمُوم كأنها تَقْذِم بالماءِ قال الراجز

لتُنْزَحَنْ ان لم تَكُنْ جَمُوما

أو لم تَكُنْ قَلَيْذَما قَذُوما

وهذا .... ان كان .... (١) حَمْلا على مَعنَى القَلِيب لأن القَليبَ يُذَكَّر ويُؤَنَّث وهذا مثلُ ما أنشده الفارسىُّ فى كتاب الايضاح

يا بِئْرُ يا بِئرَ بَنِى عَدىِّ

لأنْزَحَنْ قَعْرَك بالدُّلِىِ

* حتى تَعُودِى أقْطَعَ الوَلِىِّ*

* قال* أراد حتى تَعُودى قَليبا أقْطَع الوَلِىِّ وبئر قَلُوص ـ لها قَلَصة ـ أى جَمَّة وخَسُوف ـ إذا حُفِرت فى حِجَارة فلم تَنْقطِع لها مادّة وبئر قَطُوع وضَهُول وضَنُون وظَنُون ونَكُوز وبَرُوض ورَشُوح ومَكُول ـ كلُّه قليلةُ الماء ونَضُوض ـ يَجْتَمِعُ ماؤُها رَشْحا وصَلُود ـ غلب جبَلُها فامتنَعتْ على حافرها وهى من القُدُور ـ البَطِيئة الغَلْى وبِئْر زَلُوخ ـ متَزِلّقة الرأسِ يقال مَكانٌ زَلْخٌ وبَكْرة دَمُوك ـ سريعةٌ أعنى البكْرَة التى هى بعضُ آلات الاستِسْقاء وضَرُوس ـ لا تَزَال تَمِيل فى شِقٍّ فيخرُج الرِّشاءُ من مَدْرَجته عليها فيقَع بينَ حائِط الفُرْضة وبين البَكْرة وقد مَرسَت البَكْرة (٢) وقد يقال مِمْراس وأنشد ابن السكيت

دُرْنا ودَارتْ بَكْرةُ نَخِيسُ

لا ضَيْقةُ المَجْرَى ولا مَرُوس

ودَلْو غَرُوفٌ وجَرُوف ـ كثيرةُ الأخذ من الماء وشَرْبةٌ مَسُوس عن الفارسى والمَعروف ماءُ مَسُوس وأنشد ابن السكيت

لو كُنْتَ ماءً كُنْتَ لا

عَذْبَ المَذَاق ولا مَسُوساً

وسَنَة حَسُوس ومَحُوشٌ ـ مُجْدِبة وأَزُوم ـ شَدِيدةٌ وحَقِيقة الأَزْم العَضُّ وقد يُسْتَعْمَل فى المذَكَّر ويقال عامٌ أَزُوم وسنة جَمُوش ـ تُحْرق النَّباتَ ونُورَةٌ جَمُوشٌ ـ حارّةٌ حالِقةٌ ورِيحٌ سَهُوك وسَهُوج وخَجُوج ونَئُوج ـ شديدةُ المَرّ ودَرُوج ـ لها مِثلُ ذَيْل الرسَنِ فى الرَّمْل و.... (٣) الثِّمار والبُيُوت وهى من الهَوَاجر التى تَحْلِبُ العَرَق وطَحُور ـ مُفرِّقةٌ للسَّحاب وجَفُول ـ تَجْفِل السَّحابَ

__________________

(١) بياض بالأصل

(٢) قوله وقد مرست البكرة الخ لم يتقدم عليه الاسم حتى يشتق منه الفعل كما هى عادته ففيه سقط ولعل وجهه وبكرة مروس وقد مرست الخ فتنبه كتبه مصححه

(٣) بياض بالأصل

١٤٨

وسَفُور ـ تَسْفِره وهَتُوف ـ حَنَّانة وسَحَابة بَكُور ـ مِدْلاج من آخِر الليل وهَمُوم ـ صَبُوب للمطر وقَطُور ـ كثيرةُ القَطْر ونَطُوف ـ ما طرةٌ إلى الصَّباح وكذلك الليلةُ وسَحابَةٌ خَلُوج ـ غَزِيرةٌ ومنه ناقةٌ خَلُوج ـ غَزِيرةُ اللَّبن وجَفْنَة خَلُوج ـ قَعِيرةٌ كثِيرةُ الأَخذ من الماء ورَكُود ـ ثقِيلةٌ مملُوءةٌ ورَذُوم ـ مَلْأَى تَسِيلُ وجَزَّة هَدُور ـ إذا غَلَى ما فيها وشَفْرة هَذُوذ وأَذُوذ ـ صارمةٌ ونِيَّة عَنُود وقَذُوف ونَعُور وشَطُون ـ بعِيدةُ وعَقبة زَلُوج وزَمُوج ـ طويلةٌ بَعِيدة وقافِيَة شَرُود ونَدُود ـ سائرةٌ فى البِلاد وداهِيَة نَؤُود ـ شَنْعاءُ وبَؤُوق ـ شديدةٌ ويَمِين غمُوس ـ فاجِرة غير بَرَّة لأنها تَغْمِس صاحبَها فى النار وطَعْنة غَمُوس ـ مُنْغَمِسة فى اللحم وقد عبر عنها بالواسِعة النافِذَة

فَعُول بمعنى مَفْعول

امرأةٌ أَتُوم ـ مُفْضاة وأنشد ابن السكيت

* أيَا ابْنَ نَخَّاسِيَّةٍ أَتُومِ*

وخَرُوس ـ اذا عُمِل لها شَئٌ عِنْد الوِلَادة وقد خَرَّسْتها واسمُ الطَّعام الخُرْسة ويقال للبِكْر فى أوَّل بَطْن تحمِلُه خَرُوس وامرأة ذَعُور ـ تُذْعَر من كلِّ شئٍ وأنشد أبو عبيد

تَنُول بمعْرُوف الحدِيثِ وان تُرِدْ

سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منكَ وهى ذَعُور

وناقةٌ سَلُوب ـ اذا سُلِبت ولَدَها بذَبْح أو مَوْت وقيل اذا ألقَتْه لغيْرِ تَمامٍ وكذلك المرأةُ وخَلُوج كَسَلُوب ـ خُلِج عنها ولَدُها ـ أى جُذِب وكذلك الظَّبْية قال أبو ذُؤيب

كأنَّ ابْنةَ السَّهْمىّ يومَ لقِيتُها

مُوشَّحةٌ بالطُّرَّتَيْنِ هَمِيجُ

بَاسْفلِ ذاتِ الدَّبْر أُفْرِد خِشْفُها

فقَدْ وَلِهتْ يومين فهى خَلُوجُ

هكذا رُوى لى عن أبى على الفارسى الدَّبْر بالباء وقال هو موضع كثيرُ النَّحْل ورواه بعضهم الدَّيْر وهو تصحيف وسَحَابَةٌ خلُوجٌ ـ مجتَذَبة من مُعْظَم السَّحاب وقد تقدّم فى باب فَعُول بمعنى فاعِلٍ أنها الغَزِيرة من السَّحاب والابِلِ وناقةٌ زَعُوم وضَغُوثُ ولَمُوس وشَكُوك وعَرُوك وضَبُوث وغَبُوط ـ وهى التى يُشَكُّ فى سَنَامِها لا يُدْرَى أبه

١٤٩

شَحْم أم لا وقد ضَغَثْتها أضْغَثُها ولمَسْتها ألِمْسُها وعَركَتْها أعْركُها وضبَثتها أضْبِثُها وغَبَطتها أغْبِطُها وكذلك غَمُوز وقد غَمَزْتها أغْمِزُها وكَشُوذُ ـ مَحْلُوبة بثلاثِ أصابعَ ورَحُول ـ تصْلُحُ أن تُرْحَل وشاةٌ شَفُوع ـ يَشْفَعها ولَدُها ورَغُوث ـ يَرغَثها ولَدُها وبئر غَرُوف ـ اذا كانت تُغْتَرف باليد وكذلك قَدُوح وقد قَدَحْتها أقْدَحُها قَدْحا ومَتُوح ـ يُمَدُّ منها باليدَيْنِ على البَكْرة ونَزُوع ـ يُنْزَع منها باليَدِ ونَشُوط ـ لا تُخْرَج منها الدلْوُ حتى تُنْشَط كثيرا ـ أى تُجْذَبَ ونَزُوف ـ قليلَةُ الماءِ مَنْزوفةٌ وقد يجوزُ أن تكونَ هذه فاعِلَة يُقال نَزَفت البِئرُ ونَزفْتها ونَزُوح كنَزُوف وتَكُون أيضا فاعِلَةً نَزَحتْ ونَزَحْتها ونَثُول ـ اذا دُفِنَت ثم أُخْرِج تُرابُها وليست بجَدِيد والجمع نُثُل وقد نَثَلْتها أنْثِلُها نَثْلا واسمُ التَّراب النَّثِيل وتَوْبة نَصُوحٌ ـ منصُوحٌ لله فيها وقيل هو أن لَا يرجعَ العبدُ إلى ما تابَ عنه

ومما جاء من الاسماء المؤنَّثة على مِثال فَعُول

قولهم الهَدُود ـ للسَّهلةِ من الرَّمْل والصّعُود .... (١) كله الارضُ الغَلِيظة والفَتُوح بمنزِلة الحَرُور من سَفْح الجبل والكَثُود أصلُه الوَصْف وغَلَب غَلَبةَ الأسماءِ والذّنُوب ـ الدَّلْو والعَرُوض ـ من الشِّعر والعَلُوق ـ المَنِيَّة وأنشد ابن السكيت

وسائِلةٍ بثَعْلَبَةَ بنِ قِيْسٍ

وقد عَلِقتْ بثَعلَبةَ العَلُوق

والسَّمُوم والحَرُور ـ من الرياح يكونان بالليل والنَّهار وقال العجاج

* ونَسَجَتْ لواقِحُ الحَرُورِ*

ما جاء على فَعُول مما هو صِفَة في أكثَر

الكلامِ واسمٌ فى أقَلِّه

وذلك جَنُوب وحَرُور وسَمُوم وقَبُول ودَبُور* قال سيبويه* لو سَمَّيْت بشئٍ منها رجلا صَرَفْتَه لأنها صِفَات فى أكثَر كلامِ العرَب سمعناهم يَقُولون هذه رِيحٌ حَرُور ورِيحٌ سَمُوم وريحٌ جَنُوب سمعنا ذلك من فُصَحاء العرب لا يَعْرِفُون غيْرَه قال الأعشى

__________________

(١) بياض بالأصل

١٥٠

لها زَجَلٌ كحَفِيف الحَصَا

دِ صادَفَ بالَّليْلِ رِيحًا دَبُورا

وتُجْعَل اسما وذلك قليل قال الشاعر وهو رجل من باهلَةَ

حالَتْ وحالَ بِها وغَيَّر آيَهَا

صَرْفُ البِلَى تَجْرِى به الرِّيحَانِ

رِيحُ الجَنُوب مع الشَّمالِ وتارَةً

رِهَمُ الربِيعِ وصائِبُ التَّهْتانِ

ومَن جعلها اسمًا لم يَصْرِف شيئا منها اسمَ رجُل وصارت بمنزلة الصَّعُود والهَبُوط والحَدُور والعَرُوض

(فُعُول) هى قليلةٌ فى غير المَصادر وفى المذَكَّر والمؤنَّث لم يَحْكِ سيبويه منها إلا سُدُوسا وهو ضَرْب من الأكْسِية وأُتِيًّا ـ وهو مَسِيل الماءِ وروايةُ غيره فيهما بالفتح وأمَّا ما جاء منه للمؤنَّث فقولهم أرضٌ مُحُول ويجوز أن يكون هذا على ارادة الأجزاء منها كبُرْمةٍ أعْشَار ونحوه

(فَعَال) امرأةٌ عَضَاد ـ قصيرةٌ قال

ثَنَتْ عُنُقالم تَثْنِها جَيْدرِيَّةٌ

عَضَادٌ ولا مَكْنوزةُ اللحمِ ضَمْزَرُ

الضَّمْزَر ـ الغليظَةُ اللَّئيمةُ وامرأةٌ بَضَاض ـ كثيرةُ اللحمِ تارَّةٌ فى نَصَاعة وقيل ـ رَقِيقة الجِلْد ناعمةٌ بَيْضاءَ كانتْ أو أدْماءَ وامرأةٌ رَدَاحٌ ـ عظيمةُ العَجِيزة وكَتِيبة رَدَاح ـ مُلَمْلَمة كثِيرةُ الفُرْسان ودَوْحةٌ رَدَاح ـ عظيمةُ العَجُز ـ أى الأهل وجَفْنة رَدَاح ـ عظيمةٌ وامرأة رَدَاح ـ ثقيلةُ العَجِيزة وكذلك ثَقَال والثِّقال أيضا ـ اللازمةُ لمجْلِسها المتَرزِّنة فيه وكذلك رَزَانٌ وامرأة حَصَانٌ ـ عَفِيفةٌ ونَوَارٌ ـ نَفُور من الرِّيبة وعَوَانٌ ـ قد كان لها زَوْج ومنه حَرْبٌ عَوَانٌ ـ أى قد قُوتِل فيها مرَّة وذَرَاع ـ خفيفةُ اليديْنِ بالغَزْل وصَنَاعٌ ـ صانِعةٌ وجَوَاد ـ مِعْطاء وجَمَادٌ ـ مُمْسِكة وكَهَامٌ ـ كَلِيلةٌ وجَبَانٌ بمنْزِلة الجَبان من الرِّجال وقد قيل جَبَانة ورَوَاد ـ طَوَّافةٌ فى بُيُوت جاراتِها ووَقَاح ـ صُلْبةُ الوجْه ولَكاعٌ ـ حمقاءُ وفَرَس وَسَاع ـ واسعةُ الخَطْو وناقةٌ بَهَاء ـ تستَأْنِس إلى الحالِب ونَخْلة عَوَانٌ ـ طويلةٌ أزْديَّة وفَرَسٌ لَبَاثٌ ـ بطِيئةٌ وأرضٌ جَهَاد ـ غليظةٌ وجَمَاد ـ لم تُمْطَر وسنَةٌ جَمَاد ـ لا تُمْطِر وأرضٌ حَشَاد ـ تَسِيل من أدْنَى مَطَرٍ وزَهَاد ـ يُرْوِيها القليلُ من المَطَرِ وتَمْرَعُ عليه وعَزَاز ورَغَابٌ

١٥١

وشَحَاح ـ لا تَسِيل إلا من مَطَرٍ كثير وبَسَاط ـ مستَوِيَة وبَرَاحٌ ـ ليِّنة واسِعةٌ ووَخَام ـ لا يَنْجَع كلَأُها ومَوَات ـ لم تُعْتَمر وليلةٌ عَمَاس ـ شديدةُ الظُّلْمة وحَرْب عَقَامٌ ـ شديدةٌ وعَقَبة جَوَاد ـ سريعة وكلُّ هذا تحقيرُه بغير هاء وأما تكسيره فان سيبويه قال وأمّا فَعَال فبمنزلة فَعُول وذلك قولك صَنَاعْ وصُنُع وجَمَاد وجُمُد كما قالوا صَبُور وصُبُر* قال* ومثلُه من بَناتِ الياء والواو نَوَار ونُوْر ولم يأتِ لبنَات الياءِ بمثالٍ لأن إحْداهما تُغْنِى عن الأُخْرَى وهما كالحيِّز الواحد* قال* وتقول رجل جَبَان وقوم جُبَنَاءُ شبهَّوه بفَعيل لأنه مثله فى الصِّفة والزِّنة والزِّيادَة يريد أن جَبانا صفةٌ كما أن ظَريفا صفةٌ وحرْف اللين ساكِنٌ فيهما وهو الالف فى جَبَانٍ والياء فى ظَرِيف وهما زائدتان فيهما فجعل جُبناءَ مثل ظُرَفاء* وقال غيره* يقال امرأة جَبَان وجَبَانة والجمع جُبَناءُ وقد جاء فى شعر هُذَيل أجْبانٌ وللنحويِّين من غير القُدَماء باب فيما شذَّ من الجمع فى الشعر قد عمله أبو على الفارسى وأبو سَعيد السيرافى وليس من غرض هذا الكتاب

(فِعَال) امرأة شِنَاط ـ مكتنَزِة اللحمِ وضِنَاكٌ ـ مثله وقد يكون فى الابِل والشَّجَر والنَّخْل ولِكَاك ـ كذلك وقد تكون فى الابِل والرِّجال وخِجامٌ ـ واسعةُ الهَنِ ومِشَانٌ ـ سليطة مُشاتِمةٌ وإزاءُ مالٍ ـ تُحْسِن رِعْيته وناقةٌ كِنَاز ـ عظيمة مكتَنِزةُ اللحمِ وكذلك البعيرُ وناقةٌ سِنَاد ـ شديدةٌ ضامِرَة وقيل ـ هى الطويلةُ السَّنام وقيل ـ هى القلِيلةُ لَحْم الظَّهْر وناقةٌ نِيَاف ـ طويلةُ السَّنَام وحِضَار ـ بيضاءُ وخِيَار وهِجَان ـ كريمةٌ وقِذَاف ومِزَاق وشِمَال ودلاثٌ ـ كلُّه سرِيعةٌ ماضِيَةٌ وقد يقال جمَل دِلَاث وناقة جِرَاض ـ لطيفةٌ بولدها وفِرَاغ ـ واسعةُ جِرابِ الضَّرْع صَفِىٌّ وقيل ـ هى التى بغير سِمَةٍ وقَوْس فِرَاغ ـ بغير وَتَر وقيل ـ بغير سَهْم وبَقرة لِهَاق ـ بَيْضاءُ شديدةُ البَيَاض ودابَّة جِماع ـ تصْلُح للسَّرْج والاكَاف وقِدْر جِمَاع ـ عظيمةٌ تجمَع الجَزُور ودِرْعٌ دِخَاس ـ مُتقاربة الحَلَق ودِلَاص ـ لَيِّنة واسعةٌ وتصغيرُ هذا كلِّه بغير هاء للِمُجاوَزة وأمّا تَكْسيرُه فانّ سيبويه قال وأما فِعَال فبمنْزلة فُعَال ألا تَرى أنك تقول ناقة كِنَاز وجَمَل كِنَاز ويقولون كُنُز يعنى للجميع وقالوا رجُل لِكَاك وامرأةٌ لِكَاك وجمعه لُكُك وجمل دِلَاث والجمع دُلُث

١٥٢

* قال* وزعم الخليلُ أن قولهم هِجَان للجماعة بمنزلة ظِرَاف وكسَّروا عليه فِعَالا فوافَق فَعِيلا ههُنا كما وافقه فى الأسماءِ وأنا أُحَبِّر هذا الفصلَ وأكْشِفُ عن سِرِّه بما يحضُرنى من شرح الشيخينِ الفارسىِّ والسيرافىِّ قالا اعلم أن هِجَانا يُستَعْمل للجمْع والواحِد وفيه مَذْهبان ذكر سيبويه أحدَهما دونَ الآخَر فأما الأوّلُ منهما فهو الذى ذكره سيبويه أنه يقال هذا هِجَانٌ وهذانِ هِجانَانِ وهؤُلاء هِجَانٌ وذلك أنَّ هِجاناً الواحدَ هو فِعَال وفِعَال يَجْرِى مَجرى فعِيل فمن حيثُ جاز أن يُجمَعَ فَعِيل على فِعَال جاز أن يُجْمَع فِعَال على فِعَال لاستِواء فَعِيل وفِعَال وأمَّا المذهب الآخَرُ فيقال هذا هِجَانٌ وهذانِ هِجانٌ وهؤُلاءِ هِجَانٌ فيستوى الواحدُ والتثنيةُ والجمعُ فيَجْرِى مَجْزَى المصدَر ولم يذكره سيبويه وقد ذكره الجَرْمِىُّ* قال* وزعم أبو الخَطَّاب أنهم يجعَلُون الشِّمال جَمْعا وقالوا شَمائِلُ كما قالوا هَجائِنُ والشِّمَال ـ الخُلُق وقد قالوا فى قول الأَسْوَد بنِ عبد يَغُوثَ (١)

ألم تَعْلَما أنَّ المَلامةَ نَفْعُها

قلِيلٌ وما لَوْمِى أخِى من شِمَالِيَا

قالوا شِمَال ههُنا جمْع وهو بمنزلة هِجَانٍ جَمْعا وقالوا دِرْعٌ دِلَاصٌ وأدْرُع دِلَاصٌ وفيها ما فى هِجَانٍ من المذهَبيْنِ وقالوا جَوَاد وجِيَاد للجمع لأن جَوَادا مشَبَّه بفعِيل فصار بمنزلة قولك طَوِيل وطِوَال واستعملُوه بالياءِ دُونَ الواوِ كما قال بعضهم طِيَال فى طِوَال ويدُلُّك على أن دِلَاصا وهِجَانا جمعٌ لدِلَاص وهِجَان وأنه كَجَوادٍ وجِيَاد وليس كجُنُب قولُهم هِجَانانِ ودِلَاصانِ والتثنِيَةُ فى هذا النحوِ دليلٌ* قال أبو سعيد* قد ظهر من مذهب سيبويه أن دِلَاصا وهِجَانا اذا كان للجمع فهو جمْعٌ مكَسَّر لدِلَاص وهِجَان اذا كان للواحد وأنه ليس فيه مَذْهَب غيرُ ذلك وشَبَّهه بجَوَاد وجِيَاد ليَكْشِفَ الواحدَ لان جَوَاد الذى هو الواحِدُ لفظُه خِلافُ لفظِ جِيَاد الذى هو جمعٌ فقال هِجَانٌ الذى هو جمْع بمنْزِله جِيَاد وهِجانٌ الذى هو واحدٌ بمنزلة جَوَاد وان اتفق لفظُهما واستدل على صِحَّة قولِه بالتثنِيَة حين قالوا دِلَاصانِ وهِجانانِ ولو كان على مذْهَب المصدَر الذى تَستَوِى فيه التثنيةُ والجمع لكان لا يُثَنَّى وجُنُب على مذْهَبه لا يثَنَّى لأنه عِنْده مصدَرٌ ففُصِل بينهما وقد تقدَّم القولُ فى جُنُب وما ذكرتُ فيه من التثنيَة والجمعِ وقالوا كأسٌ دِهَاق وأكْؤُس دِهَاق وُصِفَ بالمصدَر الموضُوعِ مَوْضعَ إدْهاق وقد كان يجوز

__________________

(١) قلت لقد أفرط على بن سيده فى الخطا إفراطا تجاوز فيه الحدّ على عادته فى نسبته الأبيات إلى غير قائليها وذلك قوله وقد قالوا فى قول الأسود بن عبد يغوث ألم تعلما أن الملامة بنفعها * الخ والصواب وهو الحق المجمع عليه أن الأسود بن عبد يغوث قرشى زهرى ابن خال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحد كبار المستهزئين لم يعدّ من شعراء قريش ولم يقل هذا البيت قولا واحدا بالاجماع وانما قائله هو عبد يغوث بن وقاص اليمنى الحارثى قاله بعدما أسرته تيم الرباب يوم الكُلاب كُلاب تميمٍ واليمن من جملة قصيدة مشهورة مفضلية يعير قومه بها ويرثى نفسه مطلعها قوله ـ ـ

١٥٣

أن يكُونَ من باب هِجَانٍ ودِلَاص إلا أنا لم نسْمَع كأسانِ دِهَاقان وإنما حَمل سيبويه أن يجعَل دِلَاصا وهِجَانا فى حَدِّ الجمْع تكسيرًا لهِجَانٍ ودِلَاص فى حَدِّ الافْراد قولُهم هِجَانانِ ودِلَاصانِ ولو لا ذلك لحمله على بابِ رِضًى لأنه أكثر فافهمه

(فُعَال) ناقةٌ كُبَاس ـ عظيمةُ الرأس ورُوَاع ـ حديدةُ الفُؤَاد وقوْسٌ حُدَالٌ ـ اذا حُدِرت إحْدَى سِيَتَيْها ورُفِعَت الأُخْرَى وخمرٌ سُخَام وسُخَامِيَّة ـ لَيِّنة سَلِسةٌ* قال الأصمعى* لا أدرى إلى أىِّ شئٍ نُسِبتْ* وقال أحمدُ بنُ يحَيى* هو من المنسوب الى نَفْسه ومُدْية حُدَاد وحُسَام وهُذَاذ وجُرَاز وهُذَام ـ قاطعةٌ وقد يُقَال هُذَامة قال الشاعر

وَيْلٌ لأَذْوادِ بَنِى نَعامه

مِنْك ومن مُدَّيتِكَ الهُذَامه

وحَرْب غُقَام ـ شديدةٌ

(فَعِيل) اعلم أن فَعِيلا اذا كان للفاعِل دخَلتِ الهاءُ فى مؤَنَّثه واذا كان للفاعل فهو مبنى على الماضى والمستقبَل تقول من ذلك رجلٌ كريمٌ وامرأة كريمةٌ وظَرِيف وظَرِيفةٌ وتدخُل الهاءُ فى كريمةٍ وظَرِيفةٍ لأنهما مبنيَّان على كَرُمت فهى كَرِيمة وظَرُفتْ فهى ظَرِيفة فتدخُل الهاء فيه اذا كان مبنيًّا على الماضى والآتِى كما تدخُل فى قولك امرأةٌ قائمةٌ وجالِسَةٌ اذا كانا مبنيَّيْنِ على قولك قامتْ تقوم فهى قائمةٌ وجَلَست تجْلِس فهى جالسة واذا كان فَعِيل بمعنى مَفْعول لم تدخُل الهاءُ فى مؤنَّثه كقولنا عَيْن كَحِيل وكَفٌّ خَضِيب ولِحْيَةٌ دَهِين قُصِرتْ من مَفْعول الى فَعيل فأُلْزم التذكيرَ فَرْقا بين ماله الفِعْل وبيْنَ ما الفِعْل واقعٌ عليه وكان الذى هو فاعلٌ أوْلَى بثبُوت الهاءِ فيه لأنه مبنِىٌّ على الفِعْل والذى هو مفْعولٌ أوْلَى بالتذكيرِ لأنه مَعْدُول عن بِناء الفِعْل فان وجدت نَعْتا من باب فَعِيل ظاهِرا قد دخلْته الهاءُ فهو من اخراج بيانِ التأنيثِ والاستِيثاقِ منه كما قالوا فَرَسة وعَجُوزة فاذا ألقَيْت الاسمَ المؤنَّث أدخلتَ الهاءَ فى النَّعْت فقلتَ مرَرْت بقَتِيلة وكذلك اذا أضَفْتها قلت قَتِيلةُ بَنِى فُلانٍ فَيُدْخِلُون الهاء ليُعْلِمُوا أنه نعتُ مؤنَّثٍ اذا لم يكن قبلَه ما يَدُلُّ على أنه مؤَنَّث وان أضفْتَه الى الجنْس فبمنزلته مع الموصُوف لانك قد بَيَّنْت التأنيث كقولك رأيت كَسِيرا من النِّساء وقَتِيلا منهن فهذا فَصْل قَصدتُ فيه الايجازَ والاختِصارَ والتقريبَ

__________________

ألا لاتلوماني كفي اللوم مابيا

فما لكما في اللوم خير ولاليا

ألم تعلما ان الملامة نفعا

قليل ومالومى أخي من شماليا

فيارا كبا إما عرضت فبلغن

نداماي من نجران أن لا تلاقيا

أبا كرب والأيهمين كليهما

وقيسا بأعلى حضر موت اليمانيا جزى الله قومى بالكلاب ملامة صريحهم والآخرين المواليا الى أن قال يخاطب تيما أقول وقد شدوا لساني بنسعة أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا أمعشر تيم قد ملكتم فأسجحوا فان اخاكم لم يكن من بوائيا وتضحك منى شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسرا يمانيا

١٥٤

على المتعَلِّم ليُعْنَى بها ويَرْتاضَ وأنا أُمِلُّ فى ذلك من كلامهم أعنى سيبويه وأبَا على الفارسى وأبَا سعيد السيرافى ما يوضِّحهُ لك أشدّ الايضاحِ ويَقِفُك منه على الجَلِيَّة ان شاء الله تعالى فانه من أغمض فُصُول هذا الكتاب وأحْوجِها الى انْعام النظَر واجَادة التصَفُّح اذ هو أصل عظيمُ الغَناء فى التذكير والتأنيث* قال سيبويه* وأما فَعِيل اذا كان فى معنى مفعول فهو فى المذَكَّر والمؤنَّث سواءٌ وهو بمنْزلة فَعُول ولا تجمَعُه بالواو والنُّون كما لا تجمَع فَعُولا لأن قِصَّته كقِصَّته واذا كسَّرته كَسَّرته على فَعْلَى وذلك قولك قَتِيل وقَتْلى وجَرِيح وجَرْحَى .... (١) أو غيره اعلم أن فَعِيلا اذا كان فى مَعْنَى مفعُول لم تدخُلْه الهاءُ فى المؤنث كما لا تَدْخُلُ فى فَعُولٍ ولا يُجْمَعُ بالواو والنونِ لأنهم لو جَمُعوه بالواو والنونِ لوجبَ أن يُجمعَ المؤنثُ بالألف والتاءِ فَيقالُ قَتِيلونَ وقَتِيلاتٌ فينفَصِلُ الجمعُ المذكُر من المؤنثِ فكرهُوا فَصْلَ ما بينهما فى الجمع وقد اتفقَا فى الواحدِ وهذه العِلَّةُ تَجرى فى كُلِّ ما كانَ البابُ فيه أَنْ يتَّفِقَ لَفظُ المؤنث والمذكَّر واسْتِواءُ لفظِ فَعِيلٍ وفَعُولٍ الذى ذَكرهُ سيبويه انما هو فى حذفِ الهاءِ واستواءِ لفظِ المذكرِ والمؤنثِ فأما جَمعهُ على فَعْلَى فليس يُجمَعُ من ذلك على فَعْلَى الا ما كان من الآفَاتِ والمَكَارهِ التى يُصَابُ بها الحىُّ وهو غَيرُ مُرِيدٍ حتى صار هذَا الجمعُ بغيرِ الذى فى معنَى مفْعولٍ اذا شاركُه فى معنى المكروهِ كَهْلكَى وزَمْنَى وهَرْمَى* قال سيبويه* وسَمِعْنَا من العربِ مَنْ يقُولُ قُتَلَاءُ يُشَبههُ بظَريفٍ وظُرَفاء وذكَر سيبويه فى غير هذَا الموضع قال أسِيرٌ وأُسَراءُ وهو بمعنى مأسُورٍ وتقول شاةٌ ذَبِيحٌ كما تقول ناقةٌ كَسِيرٌ وتقوُل هذه ذبيحةُ فُلانٍ وذَبِيحتُك وذلك أنك لم تُردْ أن تخْبِرَ أنها قد رُمِيَتْ وقالوا بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأرنبُ انما تُرِيد بِئس الشئُ مما يُرمَى فهذه بمنزلة الذَّبيحة* قال* والمفَسّرُ أبو على أو غَيرُه اعلم أنهم يُدْخِلون فى فَعِيلٍ الذى بمعنى مَفْعولٍ الهَاءَ على غير القَصْدِ الى وقُوع الفِعلِ به وَوُقُوعِه فيه ومَذهبُهم فى ذلكَ الاخبارُ عن الشَّئِ المتَّخَذِ لذلك الفِعلِ والذى يَصْلُحُ له كقولهم ضَحِيَّة للذكر والأنثى ويجوزُ أن يُقَال ذلك من قِبَل أن يُضَحّى به وذَبيحةُ فُلان لما قد اتَّخذه للذَّبح وقولهم بِئسَ الرَّمِيَّةُ الأرنبُ ـ أى الشَّئ الذى يُرمَى سَواءٌ رُمى أو لم يُرْمَ* قال أبو سعيد السيرافى* فى كتاب الشرح لم أر أحدًا علَّله فى كتاب* قال*

__________________

(١) بياض بالأصل

١٥٥

والعِلَّةُ فيه عِنْدى أن ما قدْ حَصلَ فيه الفِعلُ يُذْهَبُ به مَذهَبَ الأسماء وما لم يَحصُلْ فيه ذُهِب به مَذهبَ الفِعلِ لانه كالفِعل المستَقبَلِ ألَا تَرَى أنك تَقولُ امرأةٌ حائضٌ فاذا قلتَ حائضةٌ غَدًا لم يَصلُحْ فيه غَيرُ الهاء وتَقُولُ زيدٌ مَيّتٌ ـ اذا حَصَل فيه الموتُ ولا تَقُلْ مائِتٌ فاذا أردتَ المسْتقبلَ قُلتَ زيدٌ مائتٌ غدًا فتَجعَلُ فاعِلاً جاريا على فعله وذكر غَيرُ سيبويه شاةٌ ذَبِيحٌ وغَنَمٌ ذَبْحَى فيما قد ذُبِحَ وفى ضَحِيَّةٍ أربعُ لُغَاتٍ يقال أُضْحِيَةٌ وإضْحِيَة والجمع أضَاحِىُّ وان شئت خَفَّفتَ فقلتَ أضَاحٍ وضَحِيَّةٌ وضَحَايَا كما تقولُ مَطِيَّةٌ ومَطايَا وأضَحاةٌ وأضْحًى من باب الجمع الذى بينه وبين واحِدهِ الهاءُ وبذلك سمى يومُ الأضْحَى ـ أى يومُ هذه الذَّبائحِ* قال سيبويه* وقالوا نَعجةٌ نَطِيحٌ ويقال نَطِيحةٌ شَبَّهوهَا بسَمينٍ وسَمينةٍ يعنى شَبَّهوا نَطِيحةً وهى فى معنى مفعولٍ بسَمِينةٍ وهى فى معنى فاعلٍ والبابُ فى المفعُولِ أنْ لا تَلْحقَهُ الهاءُ* قال* وأما الذَّبيحة فبمنزلة القَتُوبة والحَلُوبة وانما تُريد هذه مما يُقْتِبون ويَحلُبُون فيجوز أن تقولَ قَتَوبةٌ ولم تُقتَبْ وحَلُوبَةٌ ولم تُحلَبْ ورَكُوبَةٌ ولم تُرْكَبْ وكذلك فَريسةُ الأسد بمنزلة الذَّبِيحة وكذلك أكيلةُ السَّبُع ـ يعنى أن هذه أشياءُ دخَلْتها الهاءُ لأنها مُتَّخَذةٌ لهذهِ المعانى وان لم يَقَعْ بها الفِعْلُ وكذلك أكيلةُ السَّبُع كأنَّها متَّخَذَةٌ للأكل وقالوا رجلٌ حَميدٌ وامرأةٌ حَميدٌ شُبِّه بسَعِيدٍ وسَعِيدَةٍ ورشيدٍ ورَشيدةٍ حيث كانا نحوَهما فى المعنى واتَّفقَا فى البناء كما قالوا قُتَلاءُ وأُسَرَاءُ شَبَّهوهما بظُرَفاءَ يعنى أدخَلُوا الهاءَ فى حَمِيدةٍ وهى فى معنى مَحمودَةٍ لأن الحمدَ يَشتَهيهِ المحمُودُ ويَجتَلِبُه فصارَ بمنزلة ما هو فِعْلُهُ وشُبِّه بسَعيدةٍ ورَشيدةٍ لأنه يقال سَعِدَتْ ورَشِدَتْ وأما من يقولُ سُعِدَتْ فهى سَعيدةٌ فهو بمنزلة حَميدةٍ وقالوا عَقيمٌ وعُقُمٌ شبَّهوهُما بِجَدِيدٍ وجُدُدٍ وعَقِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى مفعولةٍ لانه .... (١) وعَقِيمةٌ وعَقِيمٌ ولكن شَبَّهوه بجديد وجُدُد وهو فى معنى فَاعلٍ على ما دلَّ عليه كلام سيبويه فى هذا الموضِع وفيما قبله ومثله نَذِيرٌ ونُذُرٌ وبعضُ الناس يَجعلُ جَدِيدًا فى معنَى مفعولٍ ويتأوّل فيه أن معناه قَريبُ عَهدٍ بالفراغ وقَطْعِه يُقال جُدَّ الشَّئُ ـ اذا قُطِعَ وجَدَّ الحائكُ الثَّوبَ ـ اذا قَطَعَهُ واستَدلَّ أيضا على ذلك بأنه يقال مِلْحفةٌ جَديدٌ كما يُقالُ امرأةٌ قَتِيلٌ وقال المحتَجّ عن سيبويه قد يَتَّفِقُ لَفظُ المذَكر والمؤَنثِ فى الشَّئ الذى يكونُ البابُ

__________________

(١) بياض بالأصل

١٥٦

فيه ادْخالَ الهاءِ على المؤنثِ كقولهم للرجُلِ صَدِيقٌ وللمرأة صَديقٌ وقولهم مَيْت للرجُلِ والمرأةِ وان كانَ البابُ فيه مَيِّتَةَ وقالوا حَزِينٌ أرَادُوا به المكانَ أو أرَادُوا به البُقْعةَ* قال* ولو قيل انها لم تَجئْ على فُعِلَ كما أنّ حَزِينٌ لم تَجِئْ على حُزِنَ لكان مذهبًا يعنى أن قائلاً لو قال لم يَجئْ عَقيمٌ على عُقِم كما أن حَزينًا لم يَجئْ على حُزِنَ اذا كانوا يقولونَ رجُلٌ حزينٌ وامرأةٌ حزينةٌ وقد حكى غيرُهُ عَقِمتْ وريح عقِيمٌ ـ لا تُلْقِح محمولةٌ على الوجهين جميعًا وكذلك الحرْبُ وقالوا الدُّنيا عَقِيْم ـ لا تَرُدّ على صاحبها خيرًا* قال* ومثلُه فى أنه جاءَ على فِعْل لم يُستَعْمل مَرِىٌّ ومَرِيَّةٌ والفعلُ منه مَرَتْ تَمْرِى وكان حَقُّها مَرِيًّا مثل قتيل ولكنها جاءت كأنّ الفعلَ لها والمرىُّ ـ الناقة التى تُمسَحُ لتَدِرَّ وأما أبو عبيد فَجعلَها بمعنَى فاعلٍ وجاء بِفِعْلِه على غير بنائه فقال وقد أمْرَتْ فهذا فَصْلٌ من التذكير والتأنيث جسيمُ الغَنَاءِ وقد وقَفْتَ منه على يَقين وثَلَجٍ فاذا صَغَّرتَ فَعِيلاً والموصوفُ ظاهرٌ حَذَفتَ الهاءَ فى تصغيرها كما حذفتها فى التكبير فَقُلتَ خُضَيِّبٌ وكُحَيِّلٌ* قال الفارسى* والعِلَّةُ التى من أجْلها حَذَفْتَها فى التَّحقير هى العلَّةُ التى من أجْلها حَذَفْتها فى التكبير فاذا أفرَدْتَ المؤنث أو أضَفْتَه غير موصُوفٍ أثبتَّ الهاءَ فَقُلْت مررْتُ بِقُتَيِّلَةٍ وقُتيِّلَةِ بنى فلانٍ والعِلَّةُ التى من أجْلِها أثْبتَّ الهَاءَ فى التَّحقيرِ هى العلَّةُ التى من أجلها أثْبتَّها فى التكبير* واذا كان فعيلٌ بمعنى فَاعلٍ كان بمنزلة طَالِقٍ وحَائِضٍ فَمِن ذلك قَولُهم امرأةٌ خَرِيعٌ ـ ناعِمةٌ وقَطِيعٌ ـ تَنْقَطِعُ من البُهْرِ وخَلِيقٌ ـ حَسَنةُ الخُلُقِ وقد خَلُقت ورَخِيمٌ ـ سَهْلَةٌ المَنْطِقِ وقد رَخُمتْ وخَريدٌ ـ حَيِيَّة وقد قيل بالهاءِ والتخَرُّدُ ـ الحَياء وعَطِيفٌ ـ ذَلُولٌ مِطْوَاعٌ وزَهِيدٌ وقَتِينٌ ـ قَلِيلةُ الطَّعْم وقد قَتُنَتْ قَتَانَةٌ وقَتَنا وذكرها ابن الانبارى فى فَعِيلٍ بمعنى مفعولٍ والصَحيحُ ما تقدّمَ بدليل قَتُنَتْ وامرأةٌ عَفِيرٌ ـ لا تُهْدى لأحدٍ شيئاً وأمَةٌ عَتِيقٌ ـ عَتَقَتْ من الرِّق وقد تكون بمعنى مفعولة لأنها أُعتِقَتْ وانما قلنا انها بمعنى فَاعلةٍ لأن ما لَم يَجئْ على الفعلِ مما صِيغَ للفاعلِ من هذا الضَّرِبِ أكثرُ مما صِيغَ للمفعولِ وامرَأةٌ بَغِىٌّ ـ فاجرةٌ وقد بَغَتْ تَبغِى ولِحية خَلِيسٌ ـ إذا اختلَط لَونُ شَعَرِها ببياضٍ وسَوادٍ ونَاقَةٌ سَدِيسٌ ـ اذا ألقَتْ ثَنِيَّتَها فى السَّادِس وكذلك الشَّاةُ والبَقرةُ والجمع سُدُسُ ونَاقَةٌ عَسِير ـ لم

١٥٧

تَحمِلْ سَنَتَها وقد أعْسَرَتْ وهى أيضًا ـ التى ترفع ذَنَبها اذا عَدَتْ ونَاقَةٌ فَتِيقٌ ـ تَفْتَقُ فى الخِصْب ـ أى تَسْمَنُ وقد فَتِقَتْ فَتَقًا ونَجِيبٌ ـ كريمةٌ وصَفِىٌّ ـ غَزيرَةٌ وقد صَفُوَتْ وهى من النَّخلِ المُوقِرُ وناقَةٌ بَكِىء ـ قَليلةُ اللبن وكذلك الشاةُ والجمع بِكَاءٌ وقد بَكُؤَتْ وقد قالوا شَاة بِكَيئَةٌ ونَاقَةٌ دَهِين ـ كبكىء والجمع دُهُنٌ وقد دَهَنَتْ* وحكى الفارسى* شَاةٌ ضَرِيعٌ ـ عَظِيمَةُ الضَّرع ولا أدرى أين ذكرها فَأما أبو عبيد فقال شاةٌ ضَرِيعة ـ عظيمَةُ الضَّرع بالهاءِ وأتَانٌ وَدِيقٌ ـ مُرِيدَةٌ للفحل وكذلك كُلُّ ذات حافِرٍ ودَجَاجَةٌ وَدِيكٌ ـ ذَاتُ وَدَكٍ وقَوْسٌ رَهِيشٌ ـ يُصيبُ وَتُرها طَائفَها وقد ارتَهَشَتْ وفَرِيجٌ ـ منفَرِجَة عن الوتَر ودَلْو سَجيلٌ ـ ضَخْمة كَسجيلةٍ وغَرِيفٌ ـ كثيرة الغَرْفِ من الماءِ وريح خَرِيق ـ شديدة وقيل ـ هى النَّكْبَاءُ تَختَرِق ما مرّت به .... (١) وَصَبَّ عليه الله حُمَّى رَمِيْضاً ـ أى نافضًا ومما جاء فيه فَعِيلٌ بمعنى مفعولٍ قَولهم طِفلةٌ فَطِيمٌ ـ مفطومةٌ وامرأة هَرِيتٌ وشَرِيمٌ وشَرِيقٌ ـ مُفْضاء وأنكر بُنْدَارٌ الشَّريقَ وهو صحيح من الشَّرْق ـ وهو الشَّقُّ وخَتِين ـ مَخْتونةٌ والأعْرَف فى النساء الخَفْضُ ونَحِيضٌ ـ قَليلةُ اللَّحم وقد نُحِضَت وبَهِيرٌ ـ تنقطعُ من البُهرِ وقد بُهِرَتْ وسَتِيرٌ ـ حيِيَّةٌ وقد قيلَ بالهاء وهَدِىُّ ـ مَهدِيَّةٌ إلى بَعْلها وقد قيل بالهاء وذَمِيمٌ ـ مذمومةٌ ولَعِينٌ ـ شَتِيمٌ وأمةٌ رَقِيقٌ ـ مملوكةٌ* قال الفارسى* أمةُ رقيقٌ وعبدٌ رقيقٌ ومرقوقٌ ولا فعل له وأمةٌ عَنِيقٌ ـ مُعْتَقَةٌ وقد قيل بالهاءِ وامرأةٌ جَلِيبٌ ـ مجلوبةٌ وأمةٌ سَبِىٌّ ـ مسبيَّةٌ وامرأةٌ نَزيفٌ ـ سَكْرَى وأنشد الفارسى

نَزِيفٌ اذا قامَتْ لوجهٍ تمايَلتْ

تُراشِى الفُؤادَ الرَّخْصَ إلا تَختَرا

وامرأةٌ جَليدٌ ـ مجلودةٌ والجمع جَلْدَى وجَلَائدُ وقد قيل بالهاء وسَجِينٌ ـ مسجونةٌ ووقيطٌ ـ مَصْرُوعةٌ ووئيدٌ ـ مَوْءُودةٌ وكَتيبةٌ خَصيفٌ ـ سَوْدَاءُ وفَرسٌ لَطيمٌ ـ بيضاءُ موضع الَّلطْمة من الخدِّ ولا فِعْلَ لَه وصَنِيعٌ ـ مصنُوعةٌ ودابَّةٌ ربيط ـ مربُوطةٌ وناقةٌ أريس أرسَتْ باللحم ـ أى رُميتْ به سِمَنًا وأريسٌ كأريس (٢) وطَعِيمٌ ـ فيها بعضُ الشَّحم يُقدَرُ على أكله وكذلك الشَّاة وناقةٌ لَحِيبٌ ـ إذا ذَهَب لحمُ ظَهْرها من غَزَارتها وكُلُّ غَزيرةٍ لا يَبْقى على ظَهرها لحمٌ ورَهِيش ـ قليلَةُ

__________________

(١) بياض بالأصل مقدار أسطر

(٢) قوله وناقة أريس الى قوله كأريس كذا فى أصله ولا يخفى ما فيه ولم نقف عليه بعد البحث والتصحيف فانظره كتبه مصححه

١٥٨

لَحمِ الظَّهر أُرَاهُ من قولهم سَهمٌ رهيشٌ ـ أى حديدٌ وناقةٌ هَبيطٌ ـ ضامر* قال* هَبِيطٌ مُفردٌ وطَليحٌ وحَسِيرٌ ـ مُعْيِيَةٌ وَلَهِيدٌ ـ لَهَدها الحِمْلُ ـ أى أثقَلَها فَوثَأ لحمَها وكَسِيرٌ ـ مكسُورةٌ وعَقِيرٌ ـ معقُورةٌ وبَقِيرٌ ـ مبقُورَةُ البَطنِ وبَعِيجٌ ـ كبَقِيرٍ ونَحِيزٌ ـ منْحُوزةٌ وقد قيل بالهاءِ وعَبيطٌ ـ منحُورةٌ من غير علَّةٍ وكذلك الشَّاةُ والبقرة ونَهِيشٌ ونَهِيسٌ ولَسِعٌ ـ اذا لَسَعَتْها الحيَّةُ وعَسِيرٌ ـ اذا اغْتُصِبتْ فرُكِبَتْ ولم تُرَضْ قبل ذلك* قال الفارسىُّ* اعتَسرْتُ الناقةَ وعَبَّر عنها بذلك وقد عبر أبو عبيد عن العَسِير بلَفظِهِ فقال والعَسِيرُ ـ التى اعْتُسِرَتْ من الابل فَرُكِبتْ ولم تُلَيَّنْ قبل ذلك وقد تقدّم أنها التى لم تَحمِلْ عَامَهَا ونَاقةٌ قَضِيبٌ ـ مُقْتضَبَةٌ من الابل والاقتِضَابُ كالاعتسَارِ وَشرِيمٌ ـ قُطِع من أعلَى حَيائها شَئٌ وقد شَرَمْتُها ونَعْجةٌ بَهِيمٌ ـ سَوداءُ لا بَياضَ فيها وكُلّ لونٍ لا يخالِطُهُ غيره بَهِيمٌ وذَبيحٌ ـ مَذبوحةٌ ونَطيحٌ ـ منطوحةٌ ووَقِيذٌ ـ مقتولةٌ بالخَشَبِ وسَلِيخٌ ـ مسلوخَةٌ ورَئيسٌ ـ مصابةُ الرأس وعنز رَمِىٌّ ـ مَرْميَّةٌ وظبيةٌ هَمِيجٌ ـ لها جُدَّتانِ على ظَهْرِها سِوَى لَونِها ولا يكونُ ذلك إلا فى الأدْم وقيل ـ هى التى هَزَلها الرَّضاعُ وقيل ـ هى الفَتِيَّةُ الحسَنَة الجِسمِ وهَمِيرٌ ـ حَسَنةُ الجسْم بَسْطَتُه وشَجرةٌ سَلِيبٌ ـ مسلُوبةُ الورقِ والأغصانِ وقَطِيلٌ ـ مقطوعةٌ وشَجرٌ قَطلٌ قال أبو ذؤيب يصف قبرا

* عَليهِ الصَّخْر والخَشَبُ القَطِيلُ*

وتَمْرةٌ حَمِيتٌ ـ حُلوةٌ وقد قيلَ بالهاءِ ودِرعٌ دَرِيسٌ ـ خَلَقٌ وشَفْرةٌ حَديدٌ ورَمِيضٌ ووَقيعٌ ـ بمعنًى وأرض مَطِيرٌ ـ ممطورةٌ ورَكِىٌّ بَدِىٌّ وبديعٌ ـ حديثةُ الحفْر وضَرِيسٌ ـ مَطْويَّة بالحجارَةِ وقيل ـ هو أن يُسَدَّ ما بين خَصَاص طَيِّها بِحَجَر وبِئر خَسِيفٌ ـ غزيرة وهى التى تُحفَرُ فى حجارة فلا ينقطعُ ماؤُها كَثرةً وقد خَسَفْتُها ومنه ناقةٌ خَسِيفٌ ـ أى غَزيرةٌ وبئر نَزيعٌ ـ اذا نُزِعَتْ دِلاؤُها بالأيدى لقُربها والجمع نُزُعٌ وبئر ذَمِيمٌ ـ قليلة الماءِ لأنها تُذَمُّ وقيل ـ هى الغزيرةُ فهى من الأضداد ونَزِيفٌ ـ قليلَةُ الماء وبئر ضَغِيطٌ ـ إلى جَنبها بئرٌ حَمِئَةٌ فيَجرِى من الحَمِئَةِ فيها فَتحَمأ ويَنْتُنُ ماؤُها فلا يشربُه أحدٌ وقِدْر دَمِيمٌ

١٥٩

ـ مَطْليةٌ بالطِّحالِ ونارٌ سَعيرٌ ـ مُوقَدَةٌ وقد سَعَرتُها ومِلْحفةٌ جدِيدٌ وقيل جَديدةٌ وقد قدّمتُها وأبنت أنها فعيلٌ فى معنى فاعلٍ من كلام سيبويه فى الفصل الذى ذكر فيه فعيلاً من باب تكسير الصفة للجمع فأما فى باب ما النافية فلفظُه دالٌّ على أن جديدًا فعيلٌ بمعنى مفعولٍ أو لا تراهُ لما ذكر أنه اذا تقدّم خبرُ مَا على اسمها لم يكنْ إلا الرَّفعُ ثم أنشدَ بيتَ الفرزدق

فأصبحُوا قدْ أعادَ اللهُ نِعمتَهم

إذ هُمْ قُريشٌ وإذ ما مِثلُهُمْ بَشَرُ

استقلَّهُ وقال هو كقول بَعضِهم مِلْحفَة جديدة فى القِلَّةِ فلو كانتْ جَديدٌ فى معنَى فاعل لم تُجعَلْ جَديدةٌ بازاء واذ ما مِثلُهُم بَشَر لأن البابَ فى فعيل المؤنَّثِ اذا كان فى معنَى فاعلٍ دُخُول الهاءِ كما قدمتُ لكَ فى أوّلِ هذا البابِ* قال أبو حاتم* وأنكر الأصمعى جديدةً فانْشد قولَ مُزاحم العُقَيلى

تَراهَا على طُول القَواء جَدِيدةً

وعَهدُ المَغَانِى بالحُلولِ قَدِيمُ

فقال انما قال جَديدا وهو بيتٌ مزاحَفٌ ووجهُ زحافه أن يكونَ عَروضه فَعُولُن وهو شاذ انما يكون فى الضرب وأنشدَ الخليلُ فى نظيره

ألم تَرَ كَمْ بالجزْع من مَلِكَاتٍ

وكم بالصعيدِ من هِجَانٍ مُؤَبَّلَهْ (١)

ومُلَاءةٌ قَشِيب ـ جَدِيد وخَلَقٌ ولا أعْرِف الخَلَق والأوّلُ عن ابن الاعرابى ومِلْحَفَة لَبِيس ـ مَلْبُوسة ونَعْل سَمِيط ـ غيْرُ مَخْصوفةٍ ـ وقيل التى لا رُقْعةً فيها ويُقال هِنْدٌ قَرِيبٌ منِّى وكذلك الاثْنانِ والجميعُ فيُوَحَّد ويذكَّر لان قولك هى قَرِيب منِّى مكانُها قَرِيب منِّى وبَعِيد كقَرِيب فى الافرادِ والتذْكيرِ وقد يجوزُ قَرِيبة وبَعِيدة اذا بنيتَهما على الفِعْل واذا أردت قَرابَة النَّسَب ولم تُرِد قُرْب المَكانِ ذَكَّرت مع المذكر وأنَّثْت مع المؤنث لا غيْرُ فأما قوله تعالى (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فقيل ذُكِّر على معنَى الرُّحْم وقيل على معنَى الفَضْل* وقال الأخفش* هو محمُول على معنى المَطَر فأمّا قولُنا قَرِيبةُ العَهْدِ بك وبَعِيدةُ العَهْد فبالهاء

(ومما لَزِمتْه الهاءُ من الاسماء الصَّرِيحةِ أو الصِّفات الغالبةِ غَلَبةَ الأسماءِ)

يقال هو رهِينةٌ فى أيْدِيهم وبَعَثْنا رَبِيئَةً لنا وطَلِيعةً ولِى هذا الشئُ عِنْده ودِيعةً والمَطِيَّة ـ ما رِكَبْت أو حَمْلت عليه فامْتَطَيْت لَجَهازك من جَمَل أو ناقةٍ وفى تسمِيَتهم

__________________

(١) قلت لقد حرف على بن سيده تحريفا فاحشا مقلدا الخليل ان صح نقله عنه فى قوله وأنشد الخليل فى نظيره

ألم تركم بالجزع من ملكات

وكم بالصعيد من هجان مؤبلة

فهذا الانشاد اشتمل منشده على ثلاث تحريفات أولاها كم الأولى وثانيتها ملكات وثالثتها كم الآخرة صواب انشاد البيت

ألم ترما بالجزع من ملكاننا

وما بالصعيد من هجان مؤبلة

ومَلِكان كقطران وزنا جبل ببلاد طيئ كانت الروم تسكنه فى الجاهلية وقد أضافه بعض الشعراء الى الروم فقال

أبي ملكان الروم أن يشكروالنا

ويوم بنعف القفر لم يتصرم

١٦٠