أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير
المحقق: الشيخ باسم محمّد الأسدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-205-4
الصفحات: ٤٦٤
[خبر نزول الملائكة إليه عليهالسلام وعلمه بمصرعه ومصارع أصحابه
ولا ينجو منهم أحد إلّا ولده عليّ عليهالسلام]
[٧٥ / ١] ـ قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش قال : قال لي أبو محمّد الواقديّ وزرارة بن خلج (١) :
لقينا الحسين بن عليّ عليهماالسلام قبل أن يخرج إلى العراق بثلاث [ليال] ، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة وأنّ قلوبهم معه وسيوفهم عليه ، فأومئ بيده نحو السماء ، ففتحت أبواب السماء ونزل (٢) [من] الملائكة عدد لا يحصيهم إلّا الله تعالى ، وقال :
لو لا تقارب الأشياء وهبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء ، ولكن أعلم علما أنّ من هناك مصرعي (٣) وهناك مصارع أصحابي لا ينجو منهم إلّا ولدي عليّ عليهالسلام (٤).
[خبر كلامه عليهالسلام مع السبع العقور]
[٧٦ / ٢] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا محمّد بن جنيد ، عن أبيه جنيد بن أسلم
__________________
(١) في «س» «ه» : (حلح) وكتب الرجال خالية منه ، وما أثبتناه موافق لما في اللهوف في قتلى الطفوف ومدينة المعاجز.
(٢) في «س» «ه» : (ونزلت).
(٣) في «س» «ه» : (مصعدي).
(٤) أورده في دلائل الإمامة : ١٨٢ / ٣ وعنه في اللهوف في قتلى الطفوف : ٣٨ ـ ٣٩ ومدينة المعاجز ٣ : ٤٤٩ / ٢١ وفي إثبات الهداة ٢ : ٥٨٨ / ٦٨ نقل ذيل الحديث.
ابن جنيد ، عن راشد بن مزيد ، قال :
شهدت الحسين بن عليّ عليهماالسلام وصحبته من مكّة حتّى أتينا القطقطانة (١) ثمّ استأذنته في الرجوع فأذن لي (٢). فرأيته وقد استقبله سبع عقور فكلّمه ، فوقف له.
فقال عليهالسلام له : ما حال الناس بالكوفة؟ قال : قلوبهم معك وسيوفهم عليك.
قال عليهالسلام : ومن خلّفت بها؟ قال : ابن زياد ، و [قد] قتل ابن عقيل.
[قال عليهالسلام : وأين تريد؟ قال : عدن.
قال عليهالسلام له : أيّها السبع ، هل عرفت ماء الكوفة؟ قال : ما علمنا من علمك إلّا ما زوّدتنا].
ثمّ انصرف ، وهو يقول : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (٣) أشهد أنّك وليّ الله وابن وليّ الله (٤) (٥).
[خبر إخراجه عليهالسلام عنبا وموزا من سارية المسجد]
[٧٧ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ، عن سعيد
__________________
(١) القطقطانة : موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف ، به كان سجن النعمان بن المنذر (انظر معجم البلدان ٤ : ٣٧٤).
(٢) في «س» «ه» : (له).
(٣) فصلت : ٤٦.
(٤) في «س» «و» «ه» : (أشهد الله أنّك وليّ وابن وليّ) ، وفي دلائل الإمامة : (كرامة من وليّ وابن وليّ).
(٥) رواه في دلائل الإمامة : ١٨٢ / ٤ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٥١ / ٢٣ وإثبات الهداة ٢ : ٥٨٨ / ٦٩ (قطعة من الحديث).
من شرفي بن القطاميّ (١) عن زفر بن يحيى ، عن كثير بن شاذان ، قال :
شهدت الحسين عليهالسلام وقد اشتهى عليه ابنه عليّ الأكبر عنبا في غير أوانه ، فضرب يده إلى سارية المسجد فأخرج له عنبا وموزا ، فأطعمه ، فقال عليهالسلام :
ما عند الله لأوليائه أكثر (٢) (٣).
[خبر مبعثه عليهالسلام في يوم الاثنين]
[٧٨ / ٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا يزيد بن مسروق ، عن عبد الله بن مكحول عن الأوزاعيّ قال : بلغني خروج الحسين عليهالسلام إلى العراق ، فقصدت مكّة فصادفته بها ، فلمّا رآني رحب بي [وقال] :
مرحبا بك يا أوزاعيّ ، جئت حتّى تنهاني عن المسير ، وأبى الله عزوجل إلّا ذلك ، إنّ من هاهنا [إلى] يوم الاثنين مبعثي.
فشهدت في عدد الأيّام فكان كما قال (٤).
[خبر علمه عليهالسلام باجتماع طغاة بني أميّة على قتله ويقدمهم
عمر بن سعد لعنه الله]
[٧٩ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن الأعمش
__________________
(١) كذا في دلائل الإمامة ومدينة المعاجز ، وفي نستختين من الدلائل : (القطان).
وفي «أ» «س» «و» : (سعد بن سوفي القطا) وفي «ه» : (سعد بن سوفي القطان).
(٢) في النسخ : (يا عبد الله لأوليائه أكبر) كذا.
(٣) أورده في دلائل الإمامة : ١٨٣ / ٥ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٥٢ / ٢٤ وإثبات الهداة ٢ : ٥٨٨ / ٧٠.
(٤) أورده في دلائل الإمامة : ١٨٤ / ٧ ، وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٥٣ / ٢٦ ، وإثبات الهداة ٢ : ٥٨٩ / ٧٢.
قال : سمعت أبا صالح السمّان (١) عن حذيفة ، يقول :
سمعت الحسين بن عليّ عليهماالسلام يقول : والله ليجتمعنّ على قتلي طغاة بني أميّة ويقدمهم عمر بن سعد ، وذلك في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
فقلت له (٢) : أنبأك بهذا (٣) رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
فقال عليهالسلام : لا ، فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوآله فأخبرته.
فقال صلىاللهعليهوآله : علمي علمه ، وعلمه علمي [إنّه] لأعلم بالكائن قبل كينونته (٤).
[خبر إخباره عليهالسلام بأنّ من لحق به استشهد]
[٨٠ / ٦] ـ ومنها : روى أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى (٥) ، عن أبي
__________________
(١) في النسخ : «السمّار» ، وكذا في نسخة من دلائل الإمامة ، وفي نسخ اخرى منه ومدينة المعاجز :
(التمار) ، وما أثبتناه هو الصواب.
واسمه : ذكوان أبو صالح السمّان الزيات التيمي ، كان يجلب السمن والزيت إلى الكوفة ، روى عن جماعة من الصحابة ، وروى عنه سليمان الأعمش. وقد وثّقه أصحاب التراجم ، وقال عنه عبد الله ابن أحمد بن حنبل : ثقة ثقة من أجلّ الناس وأوثقهم ، وقد شهد الدار زمن عثمان ، توفّي سنة ١٠١ ه ، (انظر تهذيب الكمال ٨ : ٥١٣ / ١٨١٤).
(٢) ليست في «أ».
(٣) في «أ» : (بذلك).
(٤) رواه في دلائل الإمامة : ١٨٣ / ٦ وعنه في فرج المهموم : ٢٢٧ ومدينة المعاجز ٣ : ٤٥٣ / ٢٥ وإثبات الهداة ٢ : ٥٨٩ / ٧١ إلى قوله : (وعلمه علمي). وأورده مرسلا ابن نما الحلّي في ذوب النضار : ١٢٨ / ٣ عن دلائل الإمامة (قطعة من الحديث).
وأخرجه العلّامة المجلسي رحمهالله في بحار الأنوار ٤٤ : ١٨٦ / ١٤ عن فرج المهموم (النجم الثاقب).
(٥) قوله : (عن صفوان بن يحيى) ساقط من «أ».
إسماعيل (١) ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال :
ذكرنا خروج الحسين عليهالسلام وتخلّف ابن الحنفيّة عنه ، فقال : يا حمزة (٢) إنّي (٣) سأحدّثك من هذا الحديث بما لا تشكّ فيه [بعد مجلسنا هذا] فقال (٣) : إنّ الحسين عليهالسلام لمّا فصل متوجّها إلى العراق دعا بقرطاس وكتب :
«بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن عليّ إلى بني هاشم (٥) : أمّا بعد : فانّه من لحق بي استشهد ومن تخلّف عنّي لم يبلغ الفتح والسلام» (٦).
[خبر كلام رأسه الشريف عليهالسلام وقراءته سورة الكهف]
[٨١ / ٧] ـ ومنها : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون ، عن أبيه ، عن أبي عليّ
__________________
(١) في «أ» «و» : (أبي أسعد).
(٢) في النسخ : (يا أبا حمزة) وكذا في مناقب آل أبي طالب ومثير الأحزان ، والمثبت عن باقي المصادر.
(٣) ليست في «أ».
(٥) في «س» «ه» : (أبي هاشم).
(٦) رواه الصفار في بصائر الدرجات : ٥٠١ / ٥ ، بنفس السند ، وعنه في بحار الأنوار ٤٢ : ٨١ / ١٢ و٤٥ : ٨٤ / ١٣ ، وإثبات الهداة ٢ : ٥٧٧ / ١٨ ، ومدينة المعاجز ٣ : ٤٦١ ، والعوالم ، الإمام الحسين عليهالسلام : ٣١٨ / ١٣.
وأورده في دلائل الإمامة : ١٨٧ / ١٢ ، وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٦٠ / ٣١.
وأورده كل من : السيد ابن طاوس في اللهوف في قتلى الطفوف : ٤٠ ، والعلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٤٤ : ٣٣٠ ، والبحراني في العوالم ، الإمام الحسين عليهالسلام : ١٧٩ ، عن كتاب الرسائل للكليني.
ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ١٥٧ / ٢٠ بإسناده عن زرارة ، وعنه في بحار الأنوار ٤٥ : ١٨٧ / ٢٣ ، والعوالم ، الإمام الحسين عليهالسلام : ١٥٥ / ٣ وص ٣١٧ / ٨.
وأورده ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٢٣٠ ، وابن نما الحلي في مثير الأحزان : ٢٧ (مرسلا).
وأخرجه الحسن بن سليمان في مختصر بصائر الدرجات : ٦ بنفس السند والمتن.
محمّد بن همام ، قال : أخبرنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين الهاشميّ (١) ـ قدم علينا من مصر ـ قال : حدّثنا القاسم بن منصور الهمدانيّ بدمشق ، عن عبد الله بن محمّد التميميّ ، عن سعد بن أبي طيران ، عن الحارث بن وكيدة ، قال :
كنت فيمن حمل رأس الحسين عليهالسلام ، فسمعته يقرأ سورة الكهف ، فجعلت أشكّ (٢) في نفسي وأنا (٣) أسمع نغمة الحسين عليهالسلام.
فقال لي : يا ابن وكيدة أما (٤) علمت إنّا معشر الأئمّة أحياء عند ربّنا نرزق؟!
قال : فقلت (٥) في نفسي : أسترق (٦) رأسه فنادى :
يا ابن وكيدة ، ليس لك إلى ذلك سبيل ، سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييرهم (٧) إياي فذرهم (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ* إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) (٨) (٩).
__________________
(١) في «أ» «و» : (بن هاشم) وفي «س» «ه» : (بن الهاشم) ، والمثبت عن دلائل الإمامة.
(٢) في «س» «ه» : (أشتكي).
(٣) قوله : (أنا) ليس في «أ» «و».
(٤) في «س» «ه» : (أنّي).
(٥) في «أ» «و» : (فقطعت).
(٦) في «س» «ه» : (أسوق) ويمكن قراءتها : (أسرق).
(٧) في «س» «ه» : (سيرهم).
(٨) غافر : ٧٠ ـ ٧١.
(٩) أورده في دلائل الإمامة : ١٨٨ / ١٣ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٦٢ / ٣٢.
[خبر إسقائه عليهالسلام أصحابه من إبهامه وإطعامهم من طعام الجنّة
وسقيهم من شرابها]
[٨٢ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر (١) : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون ، عن أبيه عن أبي عليّ محمّد بن همام ، عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه ، [عن الحسن بن عليّ ، عن محمّد بن سنان] ، عن المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : لمّا منع الحسين عليهالسلام وأصحابه الماء (٢) ، نادى فيهم :
من كان ظمآنا فليجئ.
فأتاه رجل رجل [فجعل] إبهامه في راحة واحدهم ، فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل حتّى (٣) ارتووا.
فقال بعضهم لبعض : والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا.
فلمّا قاتلوا الحسين عليهالسلام ـ وكان في اليوم الثالث عند المغرب ـ أقعد الحسين عليهالسلام رجلا رجلا منهم فسمّاهم بأسماء آبائهم ، فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعدون حوله.
ثمّ يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنّة ويسقيهم من شرابها (٤).
__________________
(١) قوله : (أبو جعفر) ليس في «أ».
(٢) في «أ» : (من الماء الفرات) ، وفي «س» «ه» : (ماء الفرات).
(٣) ليست في «س» «ه».
(٤) رواه في دلائل الإمامة : ١٨٨ / ١٤ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٤٦٣ / ٣٣ ، وأخرجه الحر العاملي في إثبات الهداة ٢ : ٥٨٩ / ٧٦ مختصرا عن كتاب مناقب فاطمة وولدها عليهمالسلام ، بإسناده عن المفضّل ابن عمر.
الباب الخامس
في معجزات وأعلام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام
[خبر الشهاب الذي نزل على إبليس]
[٨٣ / ١] ـ منها : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ :
قال : [و] قال إبليس ـ لعنه الله ـ : يا ربّ إنّي قد رأيت العابدين لك من عبادك من أوّل الدهور إلى آخر عهد عليّ بن الحسين عليهماالسلام [ف] لم أر فيهم أعبد لك ولا أخشع منه فائذن لي [يا] إلهي (١) أن أكيده لأعلم صبره ، فنهاه الله عزوجل عن ذلك فلم ينته.
فتصوّر لعليّ بن الحسين عليهماالسلام وهو قائم في صلاته في صورة (٢) أفعى له عشرة أرؤس محدّدة الأنياب ، منقلبة الأعين بالحمرة (٣) ، وطلع عليه من جوف الأرض من مكان سجوده.
ثمّ تطوّل (٤) فلم يرعد لذلك ولا نظر بطرفه إليه ، فانخفض إلى الأرض في صورة الأفعى ، وقبض على عشرة أصابع عليّ بن الحسين عليهماالسلام وأقبل يكدمها (٥) بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه (٦) وهو لا ينكسر طرفه إليه ولا يحرّك قدميه عن مكانها
__________________
(١) ليست في «أ».
(٢) قوله : (وهو قائم في صلاته في صورة) ساقط من «أ».
(٣) في «س» «ه» : (الحمرة).
(٤) في «أ» «و» : (تطوّق).
(٥) يكدمها : أي يعضّها (انظر لسان العرب ١٢ : ٥٠٩ ، مادة : كدم).
(٦) في «س» «ه» : (جوفها) وهي ليست في «أ» «و» ، وما أثبتناه عن دلائل الإمامة.
ولا يختلجه [شكّ] ولا وهم في صلاته.
فلم يلبث إبليس حتّى انقضّ (١) عليه شهاب محرق (٢) من السماء ، فلمّا أحسّ به (٣) إبليس ، صرخ وقام إلى جانب عليّ بن الحسين عليهماالسلام في صورته الأولى ، ثمّ قال : يا عليّ ، أنت زين العابدين كما سمّيت ، وأنا إبليس ، والله لقد رأيت (٤) عبادة (٥) النبيّين والمرسلين من لدن آدم أبيك وإليك ، فما رأيت مثل عبادتك ولوددت أنّك تستغفر (٦) لي ، فإنّ الله كان يغفر لي.
ثمّ تركه وولىّ وهو في صلاته لا يشغله شاغل (٧) حتّى قضى صلاته على تمامها (٨).
[خبر ركوبه عليهالسلام السحاب]
[٨٤ / ٢] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا (٩) عبد الله بن محمّد البلوي ، قال : سمعت
__________________
(١) في «س» «ه» : (انتقض).
(٢) في «أ» : (فأحرقه).
(٣) ليست في «س» «ه».
(٤) ليست في «س» «ه».
(٥) في «س» «ه» : (من عبادة).
(٦) في «س» «ه» (استغفر).
(٧) في «س» «ه» : (شيئا على) كذا.
(٨) رواه في دلائل الإمامة : ١٩٦ ـ ١٩٧ ، والخصيبي في الهداية الكبرى : ٢١٤ بسنده عن الصادق عليهالسلام وعنهما وعن كتاب الأنوار في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٢ / ٣٢ ، وفي إثبات الهداة ٣ : ٢٥ / ٥٣ عن الهداية الكبرى.
وأورده ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٢٧٧ ، عن كتاب الأنوار وعنه في بحار الأنوار ٤٦ : ٥٨ / ١١.
وورد الحديث في الروضة المعجزات والفضائل : ١٦٠ ، بقوله : وبالإسناد أنّ ابليس ...
(٩) في «س» «ه» : قال حدّثنا.
عمارة بن زيد قال : حدّثني إبراهيم بن سعد ، قال :
لمّا كانت وقعة الحسين (١) عبر (٢) على المدينة صاحب يزيد بن معاوية ـ لعنه الله ـ في طلب عليّ بن الحسين عليهماالسلام ليقتله أو يسمّه (٣) ، فوجدوه في منزله ، فلمّا دخلوا عليه ركب السحاب وجاء حتّى وقف فوق رأسه (٤) ، فقال له :
أيّما أحبّ إليك ، تكفّ أو آمر الأرض أن تبلعك (٥)؟
فقال : ما أردت إلّا إكرامك والإحسان إليك.
ثمّ نزل عن السحاب ، وجلس بين يديه ، فقرّب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل ، فاختار عليّ بن الحسين عليهماالسلام لبنا وعسلا ، ثمّ غاب من بين يديه حيث لا يعلم (٦).
__________________
(١) إي بعد وقعة الطف حدثت أمور منها : وقعة الحرّة ـ كما في المصادر ـ ، التي حدثت في أيّام يزيد بن معاوية ـ لعنهما الله ـ في سنة ٦٣ ه ، وكان أمير الجيش فيها مسلم بن عقبة ، وسمّوه لقبيح صنيعه مسرفا ، حيث قدم المدينة ونزل «حرّة واقم» ـ شرق المدينة ـ فخرج أهل المدينة لمحاربته فكسرهم ، وقتل من الموالي ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل ، ومن الأنصار ألفا وأربعمائة ، وقيل ألفا وسبعمائة ، ومن قريش ألفا وثلاثمائة ، ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبوا الذرّية واستباحوا الفروج ، وأحضروا أعيان المدينة لمبايعة يزيد بن معاوية ـ لعنهما الله ـ (للمزيد انظر مروج الذهب ٣ : ٦٩ ، والكامل في التاريخ ٣ : ٦٣ ، وغيرها من كتب التاريخ).
(٢) في «س» «ه» : (غير) وفي المصادر : (أغار).
(٣) قوله : (ليقتله أو يسمّه) في «أ».
(٤) في «أ» : (حتى جاء ووقف على رأسه) بدل من : (وجاء حتى وقف فوق رأسه).
(٥) في «أ» «و» : (تبتلعك).
(٦) أورده في دلائل الإمامة : ١٩٨ / ٢ ، وفيه : كما كانت واقعة الحرّة وأغار الجيش على المدينة وأباحها ثلاثا ، وجّه بردعة الحمار صاحب يزيد .. وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٦ / ٣٥ ، وإثبات الهداة ٣ : ٢٥ / ٥٥.
[خبر شهادة الصخرة بالوصاية والإمامة له عليهالسلام]
[٨٥ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عمارة (١) ، عن إسحاق بن إبراهيم بن غندر (٢) قال : جاء مال من خراسان إلى مكّة ، فقال محمّد ابن الحنفيّة : هذا المال لي وأنا أحقّ به.
فقال له (٣) عليّ بن الحسين عليهماالسلام : بيني وبينك الصخرة ، [فأتيا الصخرة] فكلّم (٤) محمّد بن الحنفيّة الصخرة فلم تنطق ، وكلّمها عليّ بن الحسين عليهماالسلام فنطقت : وقالت :
المال لك ، المال لك ، وأنت الوصيّ ابن الوصيّ (٥) ، والإمام ابن (٦) الإمام.
فبكى محمّد ، وقال : يا بن أخي لقد (٧) ظلمتك وغصبت حقّك (٨).
[خبر ردّه عليهالسلام الشمس من المغرب إلى المشرق]
[٨٦ / ٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله ، عن محمّد بن سعيد ، عن سالم (٩) [بن] قبيصة ، قال : شهدت عليّ بن الحسين عليهماالسلام وهو يقول :
__________________
(١) في «س» «ه» : (عبد الله بن عمّار) وفي دلائل الإمامة : (عبد الله بن محمّد عن عمارة بن زيد).
(٢) في «أ» : (منذر) وفي «س» «ه» : (عندر) ، وفي الدلائل كالمثبت.
(٣) ليست في «أ» «و».
(٤) في «س» «ه» : (فحكّم).
(٥) قوله : (ابن الوصيّ) ليس في «أ» «و».
(٦) في «س» «ه» : (وابن).
(٧) قوله : (عن سالم) ليس في «أ».
(٨) رواه في دلائل الإمامة : ١٩٩ / ٤ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٧ / ٣٧ وإثبات الهداة ٣ : ٢٥ / ٥٧.
(٩) ليست في «أ» «و».
أنا [من] أوّل من خلق الأرض ، وآخر من يملكها (١).
فقلت له : يا بن رسول الله وما آية ذلك؟
قال : آية ذلك (٢) أن أردّ الشمس من مغربها إلى مشرقها ، و (٣) من مشرقها إلى مغربها.
فقيل له : أفعل ذلك. ففعل (٤).
[خبر إبرائه عليهالسلام مكفوفا وأبكما وزمنا]
[٨٧ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان بن وكيع ، [عن أبيه وكيع] الأعمش ، قال : [قال :] إبراهيم بن الأسود التميميّ ، قال :
رأيت عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقد أوتي بطفل مكفوف ، فمسح عينيه ، فاستوى بصره ، وجاءوا إليه بأبكم فكلّمه فأجابه ، وجاءوا إليه بالزمن (٥) فمسحه فقام وسعى ومشى (٦).
[خبر إعطائه عليهالسلام الدرهم والرغيف لرجل فعاش بهما وعياله
أربعين سنة]
[٨٨ / ٦] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أحمد بن سليمان بن أيّوب الهاشميّ ، قال :
__________________
(١) في دلائل الإمامة : (يهلكها) ، وفي مدينة المعاجز كالمثبت.
(٢) قوله : (آية ذلك) ليس في «أ» «و».
(٣) قوله : (من مغربها إلى مشرقها ، و) ساقط من : «أ».
(٤) رواه في دلائل الإمامة : ١٩٩ / ٥ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٨ ح ٣٨.
(٥) في «أ» «و» : (بأزمن). وفي المصادر : (بمقعد).
والزمن : المقعد الذي لا يستطيع الحركة للمشي (انظر مجمع البحرين ٣ : ٥٣١).
(٦) أورده في دلائل الإمامة : ٢٠٠ / ٦ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٨ / ٣٩ وإثبات الهداة ٣ : ٢٦ / ٥٨.
حدّثنا محمّد بن كثير ، قال : أخبرنا سليمان بن كمش (١) ، قال : لقيت عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقلت : يا بن رسول الله ، إنّي معدم.
فأعطاني درهما ورغيفا ، فأكلت أنا وعيالي من الدرهم والرغيف أربعين سنة (٢).
[خبر طبعه عليهالسلام بخاتمة على الحجر]
[٨٩ / ٧] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثني خليفة بن هلال ، عن أبي نمير عليّ بن يزيد ، قال : كنت مع عليّ بن الحسين عليهماالسلام عند ما انصرف من الشام إلى المدينة فكنت أحسن إلى نسائه وأقضي (٣) حوائجه ، فلمّا نزلوا المدينة بعثوا إليّ بشيء من حليّهنّ ، فقلت : فعلت هذا الله تعالى.
فأخذ عليّ بن الحسين عليهماالسلام حجرا أسود صمّا فطبعه بخاتمه ، ثمّ قال لي (٤) : خذه وسل كلّ حاجة لك منه ، فو الّذي بعث محمّدا بالحقّ لقد كنت أسأله الضوء في البيت فينسرج في الظلماء (٥) ، وأضعه على الأقفال فتفتح ، وآخذه (٦) بيدي وأقف بين يدي السلاطين فلا أرى [سوءا] (٧) (٨).
__________________
(١) في «أ» «و» غير مقروءة ورسمت : (عليقعى) كذا وكتب الناسخ فوقها «» ، وفي المصادر :
(عيسى).
(٢) رواه في دلائل الإمامة : ٢٠٠ / ٧ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٩ / ٤٠ ، وإثبات الهداة ٣ : ٢٦ / ٥٩.
(٣) في «و» ونسخة بدل من «أ» : (وأصغي).
(٤) ليست في «س» «ه».
(٥) في «س» «ه» : (الظلمات).
(٦) ليست في «أ».
(٧) أضفناها عن مدينة المعاجز وإثبات الهداة وفي دلائل الإمامة : (إلّا ما أحبّ).
(٨) رواه في دلائل الإمامة : ٢٠١ / ٩ ، وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٥٩ / ٤١ ، وإثبات الهداة ٣ : ٢٦ / ٦١.
[خبر ارتفاعه عليهالسلام إلى علّيّين]
[٩٠ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن منير (١) ، عن محمّد بن إسحاق الصاعديّ ، عن (٢) أبي محمّد ثابت بن ثابت ، قال (٣) : حدّثنا جمهور بن حكيم ، قال :
رأيت عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقد نبت (٤) له أجنحة وريش ، فطار ، ثمّ نزل ، فقال عليهالسلام :
لقيت الساعة جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام في أعلى علّيّين.
فقلت : وهل تستطيع أن تصعد؟
فقال عليهالسلام : نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه (٥)؟! نحن حملة العرش ، ونحن على العرش ، والعرش (٦) والكرسي لنا.
ثمّ أعطاني طلعا في غير أوانه (٧).
__________________
(١) في «أ» : (ميسر).
(٢) في دلائل الإمامة : «و».
(٣) في «س» «ه» : (قالا).
(٤) في «س» «ه» : (ثبت).
(٥) في النسخ : (نصعد ولكن ما صنعت له) كذا بدل من : (أن نصعد إلى ما صنعناه) المثبتة عن المصدر.
(٦) في «أ» : (والعرش على الكرسي) ، بدل من : (ونحن على العرش ، والعرش).
(٧) أورده في دلائل الإمامة : ٢٠١ / ١٠ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٦٠ / ٤٢.
وأخرج الحرّ العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٢٦ / ٦٢ (قطعة منه).
[خبر أنّه عليهالسلام حملته الريح وحفّت به الطير]
[٩١ / ٩] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن عمارة بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : لقيت عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وهو خارج إلى ينبع (١) [ماشيا] فقلت : يا بن رسول الله لو ركبت لكان أيسر.
فقال عليهالسلام : هاهنا ما هو أيسر ، فانظر ، فحملته الريح وحفّت به الطير من كلّ جانب فما رأيت مرفوعا أحسن منه ، يدنو (٢) إلى الطير لتناجيه والريح تكلّمه (٣).
[خبر إقرار حوت يونس عليهالسلام له عليهالسلام]
[٩٢ / ١٠] ـ ومنها : قال أبو جعفر : أخبرني [أخي] رضي الله عنه ، عن أبي الحسن أحمد ابن عليّ المعروف ب «ابن البغدادي» ـ مولده ب «سورا» (٤) في يوم الجمعة [لخمس بقين من] جمادي الأولى سنة ٣٩٥ ه ـ ، قال :
__________________
(١) في «أ» «و» : (البقيع).
وينبع : قرية غناء على يمين رضوى لمن كان منحدرا من أهل المدينة إلى البحر (انظر مراصد الاطّلاع ٣ : ١٤٨٥).
(٢) في «س» «ه» : (يرفد).
(٣) رواه في دلائل الإمامة : ٢٠١ / ١١ وعنه في مدينة المعاجز ٤ : ٢٦٠ / ٤٣ وإثبات الهداة ٣ : ٢٦ / ٦٣ (قطعة منه).
(٤) سورا : هي موضع بالعراق من أرض بابل ، وهي مدينة السريانيّين.
وسوراء : بالمدّ : موضع ، يقال : هو إلى جنب بغداد ، وقيل : هو بغداد نفسها (انظر معجم البلدان ٣ : ٢٧٨).
وجدت في الكتاب الملقّب بكتاب «المعضلات» (١) رواية أبي طالب محمّد بن الحسين بن زيد قال : حدّثه أبوه ، عن ابن رياح (٢) يرفعه ، عن رجاله ، عن محمّد ابن ثابت قال :
كنت جالسا في مجلس سيّدنا أبي الحسن عليّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام إذ وقف به عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، فقال :
يا عليّ بن الحسين ، بلغني أنّك تدّعي أنّ يونس بن متّى عرض عليه ولاية أبيك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فلم يقبلها (٣) ، فحبس في بطن الحوت.
فقال له عليّ بن الحسين عليهماالسلام : يا عبد الله ، وما أنكرت من (٤) ذلك؟ فقال : إنّي لا أقبله.
فقال عليهالسلام : أتريد أن يصحّ لك ذلك؟ قال له : نعم.
ثمّ قال له : اجلس ، ثمّ دعا غلامه ، فقال له (٥) : جئنا بعصابتين.
وقال لي : يا محمّد بن ثابت ، شدّ عين عبد الله بإحدى العصابتين (٦) ، واشدد عينيك بالأخرى ، فشددنا أعيننا فتكلّم بكلام ، ثمّ قال عليهالسلام :
__________________
(١) كتاب المعضلات : لأبي طالب محمّد بن زيد ، حدّث عنه أبو الحسن أحمد بن عليّ المعروف بابن البغدادي ومولده بسورا ، الأخي أبي جعفر محمّد الطبري في ٣٩٥ ه ، حكاية عبد الله بن عمر مع السجّاد عليهالسلام في قصة الحوت الذي حبس يونس عليهالسلام في بطنه حكاه في «مدينة المعاجز» عن كتاب ابن جرير (الذريعة ٢١ : ٢٦٥ / ٤٩٦٩).
(٢) غير منقطة في «س» ، وفي مدينة المعاجز : (أبي رياح) وفي بحار الأنوار : (ابن رباح).
(٣) في النسخ : (يقبله) ، وفي مدينة المعاجز ونسخة من الدلائل : (يقبل) والمثبت عن دلائل الإمامة.
(٤) ليس في «س» «ه».
(٥) ليست في «س» «و» «ه».
(٦) من قوله : (وقال لي : يا محمد) إلى هنا ساقط من «أ» «و».
حلّوا أعينكم ، فحللناها ، فوجدنا أنفسنا على بساط ونحن على ساحل البحر.
فتكلّم بكلام فاستجاب له حيتان البحر إذ ظهرت بينهنّ حوتة عظيمة ، فقال عليهالسلام لها : ما اسمك؟ فقالت : اسمي نون.
فقال عليهالسلام لها : لم حبس يونس في بطنك؟
فقالت له : عرض عليه ولاية أبيك عليّ بن أبي طالب فأنكرها ، فحبس في بطني فلمّا أقرّ بها وأذعن امرت فقذفته ، وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلّد (١) في نار الجحيم.
فقال عليهالسلام له : يا عبد الله ، أسمعت وشهدت؟ فقال : نعم.
فقال عليهالسلام : شدّوا أعينكم ، فشددناها فتكلّم بكلام ، ثمّ قال : حلّوها ، فحللناها ، فإذا نحن على البساط في مجلسه.
فودّعه عبد الله وانصرف ، فقلت له : يا سيّدي لقد رأيت في يومي هذا (٢) عجبا وآمنت به ، فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به؟
فقال عليهالسلام لي : أتحبّ أن تعرف ذلك؟ فقلت : نعم.
فقال عليهالسلام : قم ، فاتّبعه وماشه ، واسمع ما يقول لك.
قال : فتبعته في الطريق ومشيت معه ، فقال لي : إنّك لو عرفت سحر آل (٣) عبد المطّلب لما كان هذا (٤) في نفسك ، هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر (٥).
__________________
(١) في «أ» «و» : (مخلّد).
(٢) ليست في «س» «و» «ه».
(٣) ليست في «س» «ه».
(٤) ليست في «أ».
(٥) في النسخ : (كائن عن كائن) والمثبت عن المصادر.