نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير

نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

المؤلف:

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير


المحقق: الشيخ باسم محمّد الأسدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-205-4
الصفحات: ٤٦٤

السابعة فلقيني (١) جبرئيل في محفل من الملائكة ، فقال لي :

يا محمّد ، لو اجتمعت أمّتك على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزوجل النار (٢).

[خبر الدرنوك والجارية الحوراء]

[٤٠ / ٤٠] ـ ومنها : قال أبو الحسين محمّد بن هارون ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد ابن عليّ بن مهدي ، قال : حدّثني أبي ، عن عليّ بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) لمّا أسري بي إلى السماء ، أخذ جبرئيل عليه‌السلام بيدي ، فأقعدني على درنوك (٤) من درانيك الجنّة ، ثمّ ناولني سفرجلة ، فبينا أنا أقلّبها (٥) ، فانفلقت فخرجت منها جارية حوراء ، لم ير أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يا محمّد.

قلت : وعليك السلام ، من أنت؟

قالت : أنا الراضية المرضيّة ، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف : أسفلي من مسك ، ووسطي من كافور ، وأعلاي من عنبر.

__________________

(١) في «س» «و» «ه» : (الرابعة لقيني).

(٢) أورده الشيخ الطوسي في أماليه : ٦٤١ / ٢١ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٨٨ / ٩٧ وج ٤٠ : ٣٥ / ٧٠ ومدينة المعاجز ١ : ٨٦ / ٤٤.

(٣) قوله : (قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله) لم يرد في «أ» «و».

(٤) الدرنوك والدرنيك : ضرب من الثياب أو البسط ، له خمل قصير كخمل المناديل (انظر لسان العرب ١٠ : ٤٢٣).

(٥) في «أ» : (فبينا أن اقبلّها) وفي «و» : (فانا اقبلّها) ، وفي «س» : (فانا اقلّبها).

١٨١

عجنني الجبّار (١) بماء الحيوان. ثمّ قال لي (٢) الجبّار : كوني ، فكنت ، خلقني لأخيك وابن عمّك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

[خبر قصور شيعة أهل البيت عليهم‌السلام في الجنّة]

[٤١ / ٤١] ـ ومنها : حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله (٤) بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ بسرّمن رأى

__________________

(١) ليست في «أ» «و».

(٢) ليست في «س» «ه».

(٣) رواه الشيخ الصدوق في أماليه : ٢٤٩ / ١٢ ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٩ / ٧ وعنه في بحار الأنوار ٨ : ١٨٩ / ٦٢ وج ٣٩ : ٢٢٩ / ٤ و٦٦ : ١٧٨ / ٤١.

وهو أيضا في صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٩٦ / ٣٠ وعنه في بحار الأنوار ٦٦ : ١٧٨ / ٤١.

وأورده القاضي المغربي في شرح الأخبار ٢ : ٤٧١ / ٨٢٨ ، والكوفي في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ١ : ٢٣٢ / ٤٥ بسنديهما عن أبي سعيد الخدري.

ورواه ابن المغازلي في مناقبه : ٤٠١ / ٤٥٦ ، والطبري في الرياض النضرة ١ : ٢٧٩ ، والجويني في فرائد السمطين ١ : ٨٨.

وأخرجه الخوارزمي في مناقبه : ٢٩٥ / ٢٨٨ ، وعنه في مدينة المعاجز ١ : ٣٧٧ / ٢٤٤ ، وينابيع المودة لذوي القربى ١ : ٤٠٩ / ٢.

وأورده ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ : ٢٨٠ ، والإربلي في كشف الغمّة ١ : ١٣٦ عن الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار ١ : ٢٨٦.

ونقله أحمد بن عبد الله الطبري في ذخائر العقبى : ٩٠ ، وابن الدمشقي في جواهر المطالب في مناقب الإمام علي عليه‌السلام ١ : ٢٣١ ، والعاصمي في سمط النجوم العوالي ٣ : ٥٢.

(٤) في «أ» «و» : (أبي الحسين محمّد بن عبيد الله) وفي «س» «ه» : (أبي الحسن محمّد بن عبيد الله). والمثبت هو الصواب (راجع تنقيح المقال ٣ : ٧٢).

١٨٢

[ما] (١) لفظه ، قال : حدّثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشميّ ، قال : حدّثنا عليّ بن (٢) محمّد بن عليّ ، عن أبيه محمّد بن عليّ بن موسى ، عن عليّ بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا (٣) من ياقوت أحمر وزبرجد أخضر ودرّ و (٤) مرجان ، [وعقيان] (٥) ، ملاطها (٦) المسك الأذفر ، وترابها الزعفران ، وفيها فاكهة ونخل ورمّان وحور خيرات حسان ، وأنهار لبن ، وأنهار عسل (٧) تجري على الدرّ والجوهر ، وقباب على حافّتي تلك الأنهار ، وغرف وخيام وخدم وولدان ، فرشها الإستبرق والسندس والحرير ، وفيها أطيار.

فقلت : يا حبيبي جبرئيل ، لمن هذه القصور وما شأنها؟

قال لي جبرئيل : هذه القصور وما فيها ، خلقها (٨) الله عزوجل كذا ، وأعدّ فيها ما ترى ومثلها أضعافا مضاعفة لشيعة أخيك عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وخليفتك من بعدك على أمّتك.

__________________

(١) من عندنا.

(٢) قوله : (عليّ بن) ليس في «س» «ه».

(٣) في «أ» «و» : (قصرا).

(٤) الواو ليست في «س» «و» «ه».

(٥) عقيان : ذهب متكاثف في مناجمه ، خالص ممّا يختلط به الرمال والحجارة (المعجم الوسيط ٢ : ٦١٨ ـ مادة : عقي).

(٦) الملاط : الطين الذي يجعل بين ساقي البناء يملط به الحائط ، أي يخلط (انظر مجمع البحرين ٤ : ٢٢٦).

(٧) في «أ» «و» : (ولبن وانهار) بدل من : (وأنهار لبن ، وأنهار عسل).

(٨) في «س» «ه» : (خلق).

١٨٣

و [هم] يدعون في آخر الزمان باسم يراد به غيرهم ، الرافضة ، وإنّما هو زين لهم ، لأنّهم رفضوا الباطل وتمسّكوا بالحقّ ، وهو السواد الأعظم.

ولشيعة ابنه الحسن من بعده ، ولشيعة أخيه الحسين من بعده ، ولشيعة عليّ ابن الحسين من بعده ، ولشيعة محمّد بن علي من بعده ، ولشيعة جعفر بن محمّد من بعده ، ولشيعة موسى بن جعفر من بعده ، ولشيعة ابنه عليّ بن موسى من بعده ، ولشيعة ابنه محمّد بن عليّ من بعده ، ولشيعة عليّ بن محمّد من بعده ، ولشيعة ابنه الحسن من بعده ولشيعة محمّد المهدي من بعده (١).

يا محمّد ، فهؤلاء الأئمّة من بعدك ، أعلام الهدى ، ومصابيح الدجى ، وشيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبّيهم شيعة الحقّ ، ومواليّ الله ومواليّ رسوله الذين رفضوا الباطل واجتنبوه ، وقصدوا الحقّ واتّبعوه يتولونهم في حياتهم ويزورونهم (٢) من بعد وفاتهم ، متناصرين (٣) على محبّتهم.

رحمة الله عليهم إنّه غفور رحيم (٤).

__________________

(١) قوله : (من بعده) ساقط من «أ» «و».

(٢) في «أ» : (فيولونهم في حيرتهم ورويهم) ، كذا وفي «و» : (فيولونهم في حيرتهم وروديهم) كذا وفي «س» «ه» : (فيقولونهم في خيرتهم ورووهم) كذا ، وما اثبتناه عن دلائل الإمامة.

(٣) في «أ» «و» : (مناصرين).

(٤) رواه في دلائل الامامة : ٤٧٥ / ٧٠ ، والعلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٦٨ : ٧٦ / ١٣٦ عن كتاب المسلسلات.

وأخرجه البياضي في الصراط المستقيم ٢ : ١٥٠ ـ ١٥١ عن الحاجب يرفعه برجاله إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام.

١٨٤

خبر الرطب

[٤٢ / ٤٢] ـ ومنها : روي عن الصحابة الصادقين ، أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله دخل على فاطمة عليها‌السلام.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوك اليوم ضيفك.

فقالت فاطمة عليها‌السلام : الحسن والحسين عليهما‌السلام يطالبان (١) بشيء من الزاد ، ولم يكن في منزلي شيء (٢) من القوت ، فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم‌السلام وجلسوا عندها (٣).

فنظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء ساعة ، وإذا بجبرئيل عليه‌السلام قد نزل من السماء فقال : يا رسول الله ، العليّ الأعلى يقرئك السلام ويخصّك بالتحيّة والإكرام (٤) ، ويقول لك :

«قل لعليّ بن أبي طالب ولفاطمة والحسن والحسين : أيّ شيء تطلبون من فواكه (٥) الجنّة تحضر بين أيديكم؟».

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ ، يا فاطمة ، ويا حسن ويا حسين ، أيّ شيء تشتهون من فواكه الجنّة تحضر بين أيديكم؟ فأمسكوا.

فقال الحسين عليه‌السلام : عن إذنك يا رسول الله ، وعن إذنك يا أمير المؤمنين ، وعن

__________________

(١) في النسخ : (يطالبون) والمثبت عن البحار.

(٢) في «س» «ه» : (شيء في المنزل).

(٣) في «س» «ه» : (وجلسوا عنده).

(٤) ليست في «س» «ه».

(٥) في «أ» «و» : (فاكهة).

١٨٥

إذنك يا سيّدة نساء العالمين (١) ، وعن إذنك يا حسن.

فقالوا جميعا : نعم ، قل يا حسين ممّا شئت.

فقال : أريد رطبا ، فوافقوا على ذلك.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : قومي يا فاطمة اعبري المخدع فاحضري ما فيه ، فإذا فيه مائدة من موائد الجنّة ، وعليه سندسة خضراء ، وفيه رطب جنيّ في غير أوان الرطب.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة وهي حاملة المائدة : من أين لك هذا؟

قالت : هو من عند الله ، وأخذه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقدّمه بين يديه وسمّى.

وأخذ رطبة واحدة [فوضعها] في فيّ الحسين عليه‌السلام وقال : هنيئا يا حسين.

ثمّ أخذ رطبة ثانية ، فوضعها في فيّ الحسن عليه‌السلام ، وقال : هنيئا يا حسن.

ثمّ أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فيّ فاطمة عليها‌السلام ، وقال : هنيئا يا فاطمة.

ثمّ أخذ الرطبة (٢) الرابعة فتركها في فيّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ثمّ قال : هنيئا (٣) يا أمير المؤمنين (٤).

ثمّ وثب قائما ثم جلس ، وأخذ رطبة ثانية ، فوضعها (٥) في فيّ أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : هنيئا لأمير المؤمنين (٦).

__________________

(١) في «س» «و» «ه» : (ربّ العالمين).

(٢) ليست في «س» «ه».

(٣) ليست في «س» «ه».

(٤) قوله : (ثمّ قال : هنيئا يا أمير المؤمنين) ساقط من «أ».

(٥) في «س» «ه» : (ثمّ وضعها).

(٦) قوله : (وقال : هنيئا لأمير المؤمنين) ساقط من «أ».

١٨٦

ثمّ وثب قائما ثم جلس ، وأخذ رطبة ثالثة ، فوضعها في فيّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ثمّ قال هنيئا لأمير المؤمنين.

ثمّ قام وقعد ، ثمّ أكلا جميعا ، وارتفعت المائدة إلى السماء.

فقالت فاطمة عليها‌السلام : لقد رأيت يا (١) رسول الله منك اليوم (٢) عجبا!

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا فاطمة الرطبة (٣) الأولى التي وضعتها في فيّ الحسين (٤) فسمعت (٥) ميكائيل وإسرافيل ، يقولان : هنيئا يا حسين ، فقلت موافقا لهما : هنيئا يا حسين.

ثمّ أخذت الرطبة الثانية ، فوضعتها في فيّ الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا يا حسن ، فقلت موافقا لهما : هنيئا يا حسن.

فأخذت الرطبة الثالثة ، فوضعتها في فيك ، فسمعت الحور العين مشرفين من الجنان ، وهنّ يقلن : هنيئا يا فاطمة ، فقلت موافقا لهنّ : هنيئا يا فاطمة (٦).

ثمّ أخذت الرابعة ، فوضعتها في فيّ أمير المؤمنين ، فسمعت صوت النداء من الحقّ ، يقول : هنيئا يا عليّ ، ثمّ قمت قائما إجلالا لله تعالى ، ثمّ ثانية ، ثمّ ثالثة ، وأسمع صوت الحقّ يقول (٧) : هنيئا يا عليّ.

__________________

(١) ياء النداء ليست في «س» «ه».

(٢) ليست في «أ» «و».

(٣) ليست في «س» «ه».

(٤) في النسخ زيادة بعد (الحسين) وهي : (وقلت هنيئا يا حسين).

(٥) في «أ» : (سمعت).

(٦) في «س» «ه» : (هنيئا لك يا فاطمة).

(٧) ليست في «س» «ه».

١٨٧

فقمت (١) إجلالا لله تعالى ـ ثلاث مرّات ـ فسمعت الحقّ يقول : وعزّتي وجلالي ، لو ناولت عليّا من الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت : هنيئا هنيئا (٢).

__________________

(١) ليست في «س» «ه».

(٢) أخرجه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٤٣ : ٣١٠ / ٧٣ ، عن بعض مؤلّفات أصحابنا ، وكذا في مدينة المعاجز ٣ : ٣٠٤ / ٦٣ ، والعوالم ١٦ : ٦٤ / ٣.

وأورده الشيخ فخر الدين الطريحي في منتخبه : ٢٠ ـ ٢٢ ، وقال في آخره : وقد نظم بعضهم بهذا المعنى شعرا :

الله شرف أحمد ووصيّه

والطيّبين سلالة الأطهار

جاء النبيّ لفاطمة ضيفا لها

والبيت خال من عطا الزوّار

والطهر والحسنان كانوا حضرا

وإذا بجبرئيل من الجبّار

ما يشتهون أتاهم من ربّهم

رطب جني ما يرى بديار

وعنه في مدينة المعاجز ١ : ٣٤٤ / ٢٢٣.

١٨٨

الباب الثاني

في فضائل سيّدة النساء فاطمة الزهراء

ومعجزاتها ومعجزات أولادها المعصومين عليهم‌السلام

استعنت بالله وتوكّلت على الله

١٨٩
١٩٠

[خبر أنّها عليهم‌السلام من عمود نور أودع في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله]

[٤٣ / ١] ـ حدّثنا القاضي أبو الفرج ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثنا عيسى بن مهران ، قال : حدّثنا منذر السرّاج ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّة (١) ، قال : حدّثنا أسلم بن ميسرة العجلانيّ ، عن سعيد ، عن أنس ابن مالك ، عن معاذ بن جبل ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

إنّ الله عزوجل خلقني وعليّا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام.

قلت : وأين كنتم يا رسول الله؟

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قدّام العرش ، نسبّح الله عزوجل ونقدّسه ونمجّده.

قال : قلت : على أيّ مثال؟

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أشباح نور حتّى [إذا] أراد الله تعالى أن يخلق صورنا ، صيّرنا عمود نور.

ثمّ قذفنا في صلب آدم ، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمّهات ، لا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون.

فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطّلب ، أخرج ذلك النور فشقّه نصفين ، فجعل نصفه في صلب (٢) عبد الله ونصفه في صلب أبي طالب.

__________________

(١) من قوله : (قال حدثنا عيسى بن مهران) إلى هنا ساقط من «أ» «و».

(٢) ليست في «أ» «و» وكذا المورد الذي بعده.

١٩١

ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة ، والنصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة ، وأخرجت فاطمة عليّا.

ثمّ أعاد الله عزوجل العمود إليّ فخرجت منّي (١) فاطمة.

ثمّ أعاد عزوجل العمود إليه (٢) فخرج الحسن والحسين ، فما كان من نور عليّ صار في الحسن ، وما كان من نوري صار في ولدي الحسين ، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة (٣).

[خبر علّة تسميتها عليها‌السلام فاطمة]

[٤٤ / ٢] ـ ومنها : روى منصور بن صدقة ، عن سعيد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ابنتي فاطمة حوراء آدميّة ، لم تطمث ولم تحض ، وإنّما سمّاها فاطمة لأنّ الله عزوجل فطمها [و] محبّيها من النار (٤).

__________________

(١) ليست في «أ».

(٢) أي إلى علي عليه‌السلام ، وفي علل الشرائع : (إلى علي عليه‌السلام).

(٣) أورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٠٨ / ١١ بسنده عن أسلم بن ميسرة العجلي ، عن أنس بن مالك .. وعنه في بحار الأنوار ١٥ : ٧ / ٧ ، وج ٣٥ : ٣٤ / ٣٢ ، ومدينة المعاجز ٣ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ وص ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، وحلية الأبرار ٣ : ٩ / ٣ وص ١٠ / ٤.

ورواه المصنّف في دلائل الإمامة : ١٥٨ ، وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٢٩ / ٩ ، وص ٤٤٦ / ١٨.

(٤) أورده علي بن يوسف الحلي في العدد القوية : ٢٢٧ / ٢٢.

ورواه أحمد بن عبد الله الطبري في ذخائر العقبى : ٢٦ ، وقد أفرد له بابا سمّاه (باب ذكر تسميتها فاطمة عليها‌السلام).

وأخرجه المتّقي الهندي في كنز العمال ١٢ : ١٠٩ / ٣٤٢٢٦ و٣٤٢٢٧ ، عن ابن عبّاس .. وعن أبي هريرة.

١٩٢

وفي رواية (١) : فطم من أحبّها من النار (٢).

وفي رواية اخرى : إنّما سمّاها فاطمة لأنّها فطمت من الشرك ولو لا أنّ أمير المؤمنين كفؤا لها لما كان لها كفؤا إلى يوم القيامة (٣) (٤).

[٤٥ / ٣] ـ ومنها : روى جابر بن عبد الله ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال (٥) :

إنّما سمّاها فاطمة الزهراء ، لأنّ (٦) الله عزوجل خلقها من نور عظمته فلمّا أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها (٧) ، وغشت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة [لله] ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيّدنا ، ما هذا النور؟

__________________

ونقله القندوزي في ينابيع المودة ٢ : ١٣١ / ٣٥٢ ـ ٣٥٤ عن علي عليه‌السلام والرضا عليه‌السلام ، وجابر. وفي ص ٤٥٠ / ٢٤٢ و٢٤٣ من نفس الجزء ، قال القندوزي : أخرج الحديث الحافظ أبو نعيم وأبو القاسم الدمشقي والغساني وذكر .. (مثله).

(١) في «س» «ه» : (رواية اخرى).

(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٧٨ / ١ ، ومعاني الأخبار : ٦٤ بسنده عن أبي هريرة وعنهما في بحار الأنوار ٤٣ : ١٣ / ٨.

وأورده ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ١١٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ١٥ / ١٤.

وأخرجه محمّد بن علي الطبري في بشارة المصطفى : ١٩٨ / ١٨ بسنده عن أبي هريرة .. (مثله) ، وكذا ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٩١.

(٣) من قوله : (وفي رواية أخرى) إلى هنا ليس في «س» «ه». وفي «أ» «و» جاء قبل الحديث ٢ وهو سهو من النساخ وما رتبناه هو الصواب.

(٤) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٧٨ / ٣ بسنده من أبي عبد الله عليه‌السلام ، وأخرج نحوه ابن شهرآشوب في مناقبه ٢ : ٢٩ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : .. (مثله) وراجع في ذلك كله البحار ٤٣ : ١٠ / الباب ٢.

(٥) ليست في «أ» «و».

(٦) في «س» «ه» : (أنّ).

(٧) في «س» «و» «ه» : (بضوء نورها).

١٩٣

فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي ، وخلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبيّ من أنبيائي أفضّله على جميع الأنبياء ، وأخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري ، ويهدون إليّ خلقي وأجعلهم خلفائي (١) في أرضي [بعد انقضاء وحيي] (٢).

[خبر تسميتها عليها‌السلام الزهراء]

[٤٦ / ٤] ـ ومنها : روى أبو عبد الله أحمد بن (٣) أبي البردي العامل ، رفعه إلى ابن عبّاس ، قال : جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له (٤) : يا رسول الله ، بأيّ شيء فضّلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد.

__________________

(١) في «أ» «و» : (وجعلتهم خلفائي) وفي «س» «ه» : (واجعلهم خلفا) ، والمثيت عن المصادر.

(٢) رواه ابن بابويه القمي في الإمامة والتبصرة : ١٣٣ / ١٤٤ والسند فيه : محمّد بن معقل القرميسيني ، عن محمّد بن زيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : .. وهو أيضا في علل الشرائع ١ : ١٧٩ / ١ وعنه في الجواهر السنية : ٢٣٩ ـ ٢٤٠ وبحار الأنوار ٤٣ : ١٢ / ٥ ، وعوالم فاطمة الزهراء عليها‌السلام ١١ : ٣١ / ٢ ونقله العلّامة المجلسي في نفس الجزء والصفحة عن مصباح الأنوار (مخطوط) بسنده عن أبي جعفر عليه‌السلام.

ورواه علي بن يوسف الحلي في العدد القوية : ٢٢٦ ـ ٢٢٧ / آخر الحديث ٢١ عن كتاب الدر وكتاب مواليد الأئمّة عليهم‌السلام.

ونقله الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٩٢ عن أبي جعفر عليه‌السلام.

وأخرجه الحسن بن سليمان الحلي في المحتضر : ١٣٢ ـ ١٣٣ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) في «أ» «و» : (بن بليل).

(٤) ليست في «أ».

١٩٤

فقال : يا أخا العرب ، إنّا (١) لمّا أحبّ الله جلّ ذكره خلقنا (٢) ، تكلّم بكلمة صارت (٣) نورا ، وتكلّم بأخرى صارت روحا ، فخلقني وخلق عليّا وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين.

فخلق من نوري العرش ، وأنا أجلّ من العرش.

وخلق من نور عليّ السماوات فعلي أجلّ من السماوات.

وخلق من نور الحسن القمر فالحسن أجلّ من القمر.

وخلق من نور الحسين الشمس فالحسين خير من الشمس.

ثمّ إنّ الله تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل ، فقال عزّ وعلا لجبرئيل عليه‌السلام :

خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلّقه في قرط العرش. ففعل جبرئيل عليه‌السلام ذلك ، فأزهرت السماوات السبع والأرضين السبع فسبّحت الملائكة وقدّست.

فقال الله : وعزّتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني ، لأجعلنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبّيها إلى يوم القيامة.

فمن أجل ذلك سميّت «الزهراء» عليها‌السلام (٤).

__________________

(١) في «س» «و» «ه» : (أنّ الماء).

(٢) في «س» «ه» : (عند خلقنا).

(٣) في «س» «ه» : (صار).

(٤) رواه ابن شاذان في الفضائل : ١٢٨ ـ ١٢٩ مرفوعا عن أبي مسعود .. (مثله باختلاف يسير وزيادة). وكذا في الروضة في المعجزات والفضائل : ١٣٥ وعنهما في بحار الأنوار ٤٠ : ٤٣ / ٨١. وأخرجه السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ٣ : ٢١٩ / ١ وص ٤١٧ / ١ ، نقلا عن السيّد الأجل الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة بسنده إلى عبد الله بن مسعود .. مثله باختلاف يسير وزيادة.

١٩٥

كيف حملت بها خديجة عليها‌السلام

[٤٧ / ٥] ـ روى عبد العزيز الدراورديّ (١) الخطّاب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا مات ولدي من خديجة ، أوحى الله تعالى إليّ أن لا تقربها ، وكنت ولها عاشقا ، ولمّا كان شهر رمضان ليلة أربع وعشرين ، ليلة الجمعة أتاني جبرئيل ومعه طبق من رطب الجنّة ، فقال لي :

يا محمّد ، كل هذا وواقع خديجة الليلة.

ففعلت ، فحملت بفاطمة ، فما لثمت (٢) فاطمة إلّا وجدت ريح ذلك الرطب منها (٣).

وخبر ولادتها ذكرناه في أعلام فاطمة عليها‌السلام (٤).

__________________

وأورده الديلمي في إرشاد القلوب : ٤٠٣ مرفوعا إلى سلمان الفارسي رحمه‌الله مثله باختلاف يسير وزيادة وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ١٧ / ١٦ وعوالم فاطمة الزهراء عليها‌السلام ١١ : ٢ / ١ وعوالم الإمام الحسن عليه‌السلام ١٦ : ١٠ / ١ ، وورد أيضا في تأويل الآيات ٢ : ٦١٠ بحذف الأسانيد عن عبد الله بن مسعود مثله ، وعنه في بحار الأنوار ٣٦ : ٧٣ / ٢٤ .. وغيرها من المصادر.

(١) في «س» «ه» : (الوراقدي).

(٢) اللثم : القبلة. وقد لثمت فاها : إذا قبلتها. (الصحاح ٥ : ٢٠٢٧).

(٣) انظر بحار الأنوار ٤٣ : ٢ / الباب الأوّل في ولادتها عليها‌السلام.

حيث نقل العلّامة المجلسي رحمه‌الله فيه روايات عديدة مسندة عن الصدوق في معظم كتبه وعن مصباح الأنوار وعن الاحتجاج وعن تفسير العياشي والقمي.

وانظر نحوه في روضة الواعظين : ١٤٩ ، ودلائل الإمامة : ١٤٦ / ٥٤ ، وعيون المعجزات : ٥٠ ، ومناقب ابن شهرآشوب ٣ : ١١٤ ، والطرائف : ١١١ / ١٦٣ ، وذخائر العقبى : ٣٦ و٤٤ ، والمحتضر : ١٣٥ ، ومجمع الزوائد ٩ : ٢٠٢ ، والمعجم الكبير ٢٢ : ٤٠١.

(٤) خبر الولادة ذكره المصنّف في كتابه دلائل الإمامة : ٧٦ / ١٧ ، فقال :

١٩٦

__________________

حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال : حدّثني أبو القاسم موسى بن محمّد بن موسى الأشعري القمّي ، ابن أخت سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني الحسن بن محمد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشورى ، قال : حدّثني عبيد الله بن علي بن أشيم ، قال : حدّثني يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن حمّاد بن عيسى ، عن زرعة بن محمّد ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام : كيف كانت ولادة فاطمة عليها‌السلام؟

قال عليه‌السلام : نعم ، إنّ خديجة (رضوان الله عليها) لما تزوّج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هجرتها نسوة مكّة ، فكن لا يدخلنّ عليها ، ولا يسلمنّ عليها ، ولا يتركنّ امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة من ذلك.

فلمّا حملت بفاطمة عليها‌السلام ، وكانت خديجة تغتمّ وتحزن إذا خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكانت فاطمة تحدّثها من بطنها ، وتصبّرها ، وكان حزن خديجة وحذرها على رسول الله.

وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخل يوما ، فسمع خديجة تحدّث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة ، من يحدّثك؟!

قالت : الجنين الذي في بطني يحدّثني ويؤنسني.

فقال لها : يا خديجة ، هذا جبرئيل يبشّرني بأنّها انثى ، وأنّها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأنّ الله تعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمّة في الأمّة ، ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم ليلين منها ما تلي النساء من النساء ، فأرسلن إليها بأنّك عصيتنا ، ولم تقبلي قولنا ، وتزوّجت محمّدا ، يتيم أبي طالب ، فقيرا لا مال له ، فلسنا نجيئك ، ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمّت خديجة لذلك. فبينا هي في ذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنّهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهنّ ، فقالت لها إحداهنّ : لا تحزني ـ يا خديجة ـ فإنّا رسل ربّك إليك ، ونحن أخواتك ، أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه صفوراء بنت شعيب ، بعثنا الله إليك لنلي من أمرك ما تلي النساء من النساء.

فجلست واحدة عن يمينها ، والأخرى عن يسارها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت خديجة فاطمة عليها‌السلام طاهرة مطهّرة ، فلمّا سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتّى دخل

١٩٧

ذكر أسمائها عليها‌السلام

[٤٨ / ٦] ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام : لفاطمة عليها‌السلام تسعة أسماء : فاطمة ، والمدوّنة والمباركة ، والطاهرة ، والزكيّة ، والمرضيّة (١) ، والمحدّثة ، والزهراء (٢) ، والبتول (٣).

__________________

بيوتات مكّة ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلّا أشرق فيه ذلك النور.

فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها ، ودخلت عشر من الحور العين ، كلّ واحدة منهن معها طست من الجنّة وإبريق ، وفي الإبريق ماء من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسّلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوتين ، أشدّ بياضا من اللبن وأطيب رائحة من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة ، وقنعتها بأخرى.

ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها‌السلام بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ أبي رسول الله سيّد الأنبياء ، وأنّ بعليّ سيّد الأوصياء ، وأنّ ولدي سيّد الأسباط. ثم سلّمت عليهنّ ، وسمت كلّ واحدة منهنّ باسمها ، وضحكن إليها.

وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها‌السلام ، وحدث في السماء نور زاهر ، لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ، فلذلك سمّيت الزهراء صلوات الله عليها.

وقالت : خذيها ، يا خديجة ، طاهرة مطهّرة ، زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها. فتناولتها خديجة فرحة مستبشرة ، فألقمتها ثديها ، فشربت فدر عليها.

وكانت عليها‌السلام تنمو في كلّ يوم كما ينمو الصبي في شهر ، وفي شهر كما ينمو الصبي في السنة ، صلوات الله عليها.

(١) في «أ» «و» : (الرضية).

(٢) جاء في حاشية نسخة «أ» : «الزهراء لانها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها الى السموات».

(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٧٨ / ٣ ، والخصال : ٤١٤ / ٣ ، والأمالي : ٦٨٨ / ١٨ بسنده إلى يونس بن ظبيان ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لفاطمة عليها‌السلام ..

وأورده المصنف في دلائل الإمامة : ٧٩ / ١٩ والسند فيه : عن الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد العلوي المحمّدي النّقيب ، عن أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى القمّي رضي الله عنه ، عن

١٩٨

تزويجها عليها‌السلام بأمير المؤمنين عليه‌السلام

[٤٩ / ٧] ـ روى الشافعيّ محمّد بن إدريس ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : ورد عبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن عفّان إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له عبد الرحمن بن عوف :

[يا رسول الله] : تزوّجني فاطمة ابنتك ، وأبذل (١) لها من الصداق مائة ناقة سوداء ، زرق الأعين ، محمّلة كلّها قباطيّ مصر ، وعشرة آلاف دينار ـ [ولم يكن مع رسول الله أيسر من عبد الرحمن وعثمان] ـ.

فقال عثمان : بذلت لها ذلك وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاما.

فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من مقالتهما ، ثمّ تناول كفّا من الحصى فحصب به عبد الرحمن وقال له : إنّك تهول عليّ بمالك؟!

قال (٢) : فتحوّل الحصى درّا ، فقوّمت درّة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكلّ ما يملكه عبد الرحمن. وهبط الأمين (٣) جبرئيل في تلك الساعة فقال :

يا أحمد ، إنّ الله تعالى يقرئك السلام ،

: قم إلى عليّ بن أبي طالب فإنّما

مثله مثل الكعبة يحجّ إليها ، ولا تحجّ إلى أحد.

__________________

محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن الحسن بن عبد الله ، عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ..

وهو أيضا في تاج المواليد للشيخ الطبرسي : ٢٠ ، والعدد القوية : ٢٢٦ / ٢٢ وغيرها من المصادر الكثيرة. وفيها جميعا : (الصدّيقة) بدل (المدوّنة). (والراضية) بدل (البتول).

(١) في «س» «ه» : (وتبذل أنت لها).

(٢) ليست في «أ» «و».

(٣) ليست في «س» «و» «ه».

١٩٩

إنّ الله أمرني أن آمر رضوان خازن الجنان (١) أن يزيّن الأربع جنان ، وآمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى [أن تحملا الحليّ والحلل ، وآمر الحور العين أن يتزيّنّ وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى] وآمر ملكا من الملائكة يقال له : «راحيل» وليس في الملائكة أفصح منه لسانا ، ولا أعذب منطقا ، ولا أحسن وجها ، أن يحضر إلى ساق العرش.

فلمّا حضرت الملائكة والملك أجمعون ، أمرني أن أنصب منبرا من نور ، وأمر راحيل ـ ذلك الملك ـ أن يرقى ، فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح ، وزوّج عليّا من فاطمة عليها‌السلام بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة ، وكنت أنا وميكائيل شاهدين ، وكان وليّها الله تعالى ذكره.

وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى أن ينثرنّ ما فيهنّ من الحليّ والحلل والطيب (٢) وأمر الحور أن يلقطنّ ذلك ، وأن يفتخرنّ به إلى يوم القيامة.

وقد أمرك الله تعالى أن تزوّجه بفاطمة عليها‌السلام في الأرض ، وأن تقول لعثمان : أما سمعت قولي في القرآن : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (٣)؟!

وأ ما سمعت في كتابي : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (٤)؟!

فلمّا سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كلام جبرئيل عليه‌السلام وجّه خلف عمّار بن ياسر وسلمان

__________________

(١) في «س» «ه» : (الجنّة).

(٢) ليست في «أ».

(٣) الرحمن : ١٩ ـ ٢٠.

(٤) الفرقان : ٥٤.

٢٠٠