نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير

نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

المؤلف:

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير


المحقق: الشيخ باسم محمّد الأسدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-205-4
الصفحات: ٤٦٤

مقرّب وكلّ نبيّ مرسل ، وهم والله يشاركون الرسل (١) في درجاتهم».

ثمّ قال عليه‌السلام لي : يا محمّد بن صدقة ، بخ بخ لمن عرف محمّدا وعليّا! والويل (٢) لمن ضلّ عنهم ، (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) (٣) (٤).

[خبر إخباره عليه‌السلام بما يكون]

[١٤٣ / ١١] ـ ومنها : بإسناده عن الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى (٥) ، عن الحسن بن يسار المدائنيّ (٦) قال :

__________________

(١) في «س» «ه» : (الرسول).

(٢) في «أ» : (ويا ويل) ، وهي غير مقروءة في «س» «ه».

(٣) النساء : ٥٥.

(٤) أورده في دلائل الامامة : ٣٧٦ / ٣٧ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ١٢٩ / ١٣٣ ، ونقله الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣١١ / ١٩٠ ، عن الدلائل ، مختصرا.

(٥) في «أ» «و» : (أحمد بن محمّد بن علي).

(٦) في «أ» «و» : (الحسن بن مهيار الواسطي).

وفي المصادر (الحسين بن يسار المدائني). وقد ورد في كتب الرجال والأحاديث بأسماء مختلفه منها :

١ ـ الحسن بن يسار المدائني أو الواسطي.

٢ ـ الحسين بن يسار المدائني أو الواسطي.

٣ ـ الحسن بن بشار المدائني أو الواسطي.

٤ ـ الحسين بن بشار المدائني أو الواسطي ، والكلّ متّحد.

وقد عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام ، إلّا أنّه عنونه في أصحاب الرضا والجواد عليهما‌السلام ب (الحسين بن يسار) ووصفه في أصحاب الرضا عليه‌السلام ب : المدائني ، مولى زياد ، ثقة ، صحيح.

٣٤١

سألني الحسين بن قياما (١) الصيرفيّ أن أستأذن له على الرضا عليه‌السلام ففعلت ، فلمّا صار بين يديه قال له : أنت (٢) إمام؟

قال : نعم.

قال : إنّي أشهد الله أنّك لست بإمام.

قال له : وما علمك؟

قال : إنّي رويت عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : الإمام لا يكون عقيما ، وقد بلغت (٣) هذا السنّ وليس لك ولد.

__________________

وقال أبو عمرو الكشي : إنّه رجع عن القول بالوقف ، وقال بالحقّ لحديث رواه عن أبي سعيد الآدمي عنه.

وذكره ابن داود بعنوان الحسن ، وقال : ثقة ، صحيح ، كان واقفيا ثمّ رجع ، وعدّه البرقي في أصحاب الكاظم بعنوان (الحسين بن يسار) وفي أصحاب الجواد بعنوان : (الحسين بن بشار).

انظر ترجمته كاملة في كلّ من : اختيار معرفة الرجال ٢ : ٧٤٧ / ٨٤٧ ، رجال الطوسي : ٣٥٥ ، رجال البرقي : ٤٩ و٥٦ ، رجال ابن داود : ٧٢ ، جامع الرواة ١ : ٢٣٤ ، تنقيح المقال ١ : ٣٢١ ، معجم رجال الحديث ٥ : ٢٧٨ / ٢٧٤٧ وج ٦ : ١٦٩ / ٣٢٠٧ وص ٢٢٠ / ٣٣٢٨ ، نقد الرجال ٢ : ٨١ ، طرائف المقال ١ : ٢٩٨ / ٢٠٨٣.

(١) في «أ» «و» : (ابن قدامة) ، وفي «س» «ه» : (ابن قيام).

والحسين بن قياما الصرفي ، الواسطي ، أدرك الإمام الكاظم والرضا عليهما‌السلام ، ووقف على الإمام الكاظم عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ في رجال الكاظم عليه‌السلام ، وذكر الكشي فيه : أنّه واقفي عنيد ملعون. وقال ابن داود : إنّه كان يجحد الإمام الرضا عليه‌السلام.

وقال العلامة : إنّه واقفى (انظر رجال الطوسي : ٣٣٦ ، اختيار معرفة الرجال ١ : ٤٠٦ ، خلاصة الاقوال : ٣٣٨ ، رجال ابن داود ١ : ٢٤١ / ١٤٧ ، نقد الرجال ٢ : ١١١ ، جامع الرواة ١ : ٢٥١ ، معجم رجال الحديث ٧ : ٦٩ ـ ٧٠).

(٢) في «أ» «و» : (ابتداء أنا امام).

(٣) في «س» «ه» : (بلغته).

٣٤٢

فرفع الرضا عليه‌السلام رأسه إلى السماء ، ثمّ قال : اللهمّ إنّي أشهدك أنّه لا تمضي الأيّام والليالي حتّى أرزق ولدا يكون لك حجّة على عبادك (١).

فعددنا (٢) الوقت وكان بينه وبين ولادة أبي جعفر عليه‌السلام شهور (٣) (٤).

__________________

(١) في دلائل الامامة وإثبات الوصية ومدينة المعاجز : (يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) ، بدل من : (يكون لك حجّة على عبادك).

(٢) في «أ» : (وقد زال) بدل من : (فعددنا).

(٣) في «أ» «و» : (شهر).

(٤) أورده في دلائل الإمامة : ٣٦٨ / ٢٠ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٣٨ / ٣٥.

ورواه المسعودي في إثبات الوصية : ٢١٧ : عن الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري ، عن الحسن بن بشار الواسطي .. مثله.

والصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢٢٦ / ١١ قال فيه : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام بقم ، قال : أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى ، قالا : حدّثنا الحسين بن قياما ـ وكان من رؤساء الواقفة ـ فسألنا أن نستأذن له .. الحديث وبزيادة ، وعنه في إعلام الورى بأعلام الهدى ٢ : ٥٧ وبحار الأنوار ٤٩ : ٣٤ / ١٣ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٧ / ٣٤ وإثبات الهداة ٣ : ٢٦٦ / ٥١.

وانظر الحديث في الكافي ١ : ٣٢١ / ٧ وص ٣٥٤ / ١١ وعنه في بحار الأنوار ٤٩ : ٦٨ / ٧٩ ، والسند فيه : أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن قياما الواسطي.

وأورد نحوه الكشي في اختيار معرفة الرجال ٢ : ٨٢٨ / ٤٤ وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ٣٤ / ١٩ ونقد الرجال ٢ : ٢٥٨ ، والسند فيه : حمدويه بن نصير ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن الحسين بن بشار ، قال : استأذنت أنا والحسين بن قياما ، على الرضا .. الحديث.

ونقله الإربلي في كشف الغمة ٣ : ١٤٤ ، مرسلا عن ابن قياما.

٣٤٣
٣٤٤

الباب العاشر

في معجزات وأعلام محمّد بن علي التقي عليهما‌السلام

٣٤٥
٣٤٦

[خبر نطقه عليه‌السلام وهو ابن خمس وعشرين شهرا بلسان أهذب

من السيف وانتسابه إلى جدّه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله]

[١٤٤ / ١] ـ [ومنها :] (١) قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ : حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله (٢) ، عن جعفر بن مالك الفزاريّ ، قال : حدّثنا السيّد محمّد بن إسماعيل الحسينيّ (٣) ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما‌السلام قال :

كان أبو جعفر عليه‌السلام شديد الأدمة ، ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون وسنّه خمسة وعشرون شهرا : إنّه ليس هو من ولد (٤) الرضا عليه‌السلام وقالوا ـ لعنهم الله ـ : إنّه من سيف (٥) الأسود مولاه ، وقالوا : من لؤلؤ ، وإنّهم أخذوه والرضا عليهما‌السلام عند المأمون فحملوه إلى القافة (٦) وهو طفل بمكة في مجمع [من] الناس بالمسجد الحرام فعرضوه عليهم.

__________________

(١) من عندنا لوحدة النسق.

(٢) وهو محمّد بن عبد الله أبو المفضّل الشيباني (انظر معجم رجال الحديث ١٧ : ٢٤٥ / ١١٠٩٨ وص ٢٦٠ / ١١١٤٢).

(٣) في «س» «ه» : (الحسني).

(٤) في «أ» «و» : (من) بدل من : (هو من ولد).

(٥) في «س» «ه» : (سعيد) ، وفي دلائل الإمامة ومدينة المعاجز : (شنيف) وفي الهداية الكبرى كالمثبت.

(٦) القافة : جمع قائف ، وهو الذي يعرف الآثار ، ويلحق الولد بالوالد والأخ بأخيه (انظر مجمع البحرين ٣ : ٥٦٠ مادة : قوف).

٣٤٧

فلمّا نظروا إليه وزرقوه (١) بأعينهم خرّوا لوجوههم سجّدا ، ثمّ قاموا فقالوا لهم : ويحكم (٢) إنّ مثل هذا الكوكب الدرّيّ والنور المنير يعرض على أمثالنا؟!

وهذا والله الحسب الزكيّ ، والنسب المهذّب الطاهر ، والله ما تردّد إلّا في أصلاب زاكية وأرحام طاهرة ، والله ما هو إلّا من ذرّيّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فارجعوا واستقيلوا الله واستغفروه ، ولا تشكّوا في مثله.

وكان (٣) في ذلك الوقت سنّه خمسة وعشرين شهرا ، فنطق بلسان أهذب (٤) من السيف ، وأفصح من (٥) الفصاحة ، يقول :

الحمد لله الّذي خلقنا من نوره (٦) بيده ، واصطفانا من بريّته ، وجعلنا أمناء على خلقه ووحيه.

معاشر الناس ، أنا محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر بن محمّد الصادق بن محمّد بن عليّ الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، أنا ابن فاطمة الزهراء بنت محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) في «س» «ه» : (وزرقوا).

وزرقه بعينه وببصره زرقا : أحدّه نحوه ورماه به (انظر لسان العرب ١٠ : ١٣٩ ـ مادّة : زرق).

(٢) في «س» «ه» : (الحكم) وهو تصحيف.

(٣) (كان) ليست في «أ» ، وبدلا عنها في «س» «و» «ه» : (ذلك) والمثبت عن المصادر.

(٤) في «س» «ه» : (أذهب).

(وأهذب) من : هذّب الشيء يهذّبه هذبا وهذّبه : نقّاه وأخلصه ، والمهذّب من الرجال : المخلص النقي من العيوب ، ورجل مهذّب : أي مطهّر الأخلاق. وأهذب الإنسان في مشيه : أي أسرع. وهذب وأهذب كلّ ذلك من الإسراع (انظر لسان العرب ١ : ٧٨٢ مادة ـ هذب).

(٥) ليست في «س» «ه».

(٦) في «س» «ه» : (نور).

٣٤٨

ففيّ تشكّون وترتابون (١)؟! [و] عليّ وعلى أجدادي وأبويّ [يفترى ، و] أعرض على القافة (٢).

وقال عليه‌السلام : إنّي لأعلم بأنسابهم من آبائهم ، إنّي والله لأعلم بواطنهم (٣) وظواهرهم (٤) وإنّي لأعلم بهم أجمعين وما هم إليه صائرون ، أقوله حقّا وأظهره صدقا ، علما ورّثناه الله قبل الخلق أجمعين وبعد بناء السماوات والأرضين.

وأيم الله لو لا (٥) تظاهر الباطل علينا ، وغلبة دولة الكفر ، وتوثّب (٦) أهل الشكّ والنفاق علينا ، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون والآخرون.

ثمّ وضع يده على فيه ، ثمّ قال : يا محمّد ، أصمت كما صمت آباؤك ، (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) (٧) .. الآية.

ثمّ تولّى الرجل إلى جانبه فقبض على يده ومشى يتخطّى رقاب الناس والناس يفرجون له.

قال : فرأيت مشيخة ينظرون إليه ، ويقولون : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) (٨).

__________________

(١) في «س» «ه» : (ففي مثل يشكون ويرتابون).

(٢) في النسخ : (العامة) والمثبت عن المصادر.

(٣) في النسخ : (أبوهم) والمثبت عن المصادر.

(٤) في «س» «ه» : (وطواهرهم).

(٥) في النسخ (قائم أولا) بدل من : (وأيم الله لو لا) المثبت عن المصادر.

(٦) في «أ» «و» «ه» : (بريب) وفي «س» : غير منقوطة ، والمثبت عن المصادر.

(٧) الأحقاف : ٣٥.

(٨) الأنعام : ١٢٤.

٣٤٩

فسألت عن المشيخة ، قيل : هؤلاء قوم من حيّ (١) بني هاشم من أولاد عبد المطّلب.

قال : وبلغ الخبر الرضا عليه‌السلام وما صنع (٢) بابنه محمّد عليه‌السلام فقال : الحمد لله ربّ العالمين ، ثمّ التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته (٣) ، فقال عليه‌السلام : هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطيّة ، وما ادّعي عليها في ولادتها (٤) إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟!

قالوا : لا [يا] سيّدنا أنت أعلم ، فخبّرنا لنعلم.

قال عليه‌السلام : إنّ مارية لمّا أهديت إلى جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهديت مع جوار (٥) قسّمهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على أصحابه ، وظنّ بمارية من دونهم ، وكان معها خادم لها يقال له : جريح ، يودّبها بآداب الملوك ، وأسلمت على يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسلم جريح معها ، وحسن إيمانهما وإسلامهما (٦) ، فملكت مارية قلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فحسدها بعض أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأقبلت (٧) زوجتان من أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبويهما تشكوان (٨) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فعله وميله إلى مارية ، وإيثاره إيّاها عليهما ؛ حتّى سوّلت لهما أنفسهما [أن يقولا] : إنّ (٩) مارية إنّما حملت بإبراهيم من

__________________

(١) في «أ» «و» : (خير حي).

(٢) في «أ» : (يصنع).

(٣) في «أ» : (الشيعة).

(٤) في «س» «ه» : (ولادها) تصحيف.

(٥) في «س» «ه» : (حرائر).

(٦) في «س» «ه» : (إيمانها وإسلامها).

(٧) في النسخ : (فاقبلتا) والمثبت عن المصادر.

(٨) في النسخ : (يشكون). والمثبت عن المصادر.

(٩) في «أ» «و» زيادة : (هو إنّ) وفي «س» «ه» : (إنّ هو).

٣٥٠

جريح ، وكانوا لا يظنّون جريحا خادما زمانا (١) ، فأقبل أبواهما إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو جالس في مسجده فجلسنا بين يديه ، وقالا :

يا رسول الله ، ما يحلّ لنا ولا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما ذا تقولان؟! قالا : يا رسول الله ، إنّ جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى ، وإنّ حملها من جريح وليس هو منك يا رسول الله.

فتغيّر لون وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتلوّن! ثمّ قال : ويحكما ، ما تقولان؟!

فقالا : يا رسول الله ، إنّنا خلّفنا جريحا ومارية في مشربة ، وهو يلاعبها ويروم منها ما يروم الرجال من النساء ، فابعث إلى جريح فإنّك تجده على هذه الحال فانفذ فيه حكمك وحكم الله تعالى.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن يا أخي ، خذ معك سيفك ذا الفقار حتّى تمضي إلى مشربة مارية ، فإن صادفتها وجريحا كما يصفان ، فأخمدهما (٢) ضربا.

فقام أمير المؤمنين عليه‌السلام واتّشح بسيفه (٣) وأخذه تحت ثوبه ، فلمّا ولّى من بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجع إليه ، فقال :

يا رسول الله ، أكون فيما أمرتني كالسكة المحماة في النار؟ أو الشاهد ، يرى ما لا يرى الغائب!

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : فديتك يا عليّ ، بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

__________________

(١) الزمانة : العاهة ، ورجل زمن : أي مبتلى (انظر مجمع البحرين ٢ : ٢٩١ ـ مادة : زمن).

(٢) في النسخ : (فاحدهما) والمثبت عن المصادر.

(٣) في «س» «ه» : (وامسح سيفه).

٣٥١

فأقبل عليّ عليه‌السلام وسيفه في يده حتّى تسوّر من فوق مشربة مارية وهي جالسة وجريح معها يؤدّبها بآداب الملوك ، ويقول لها : أعظمي رسول الله وكنّيه وأكرميه ، ونحوا من هذا الكلام ، حتّى نظر جريح إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده ، ففزع منه جريح وأتى إلى نخلة في دار المشربة فصعد إلى رأسها ونزل (١) أمير المؤمنين إلى المشربة ، وكشفت الريح عن أثواب جريح ، فانكشف ممسوحا (٢) ، فقال : انزل يا جريح.

فقال : يا أمير المؤمنين ، آمن على نفسي؟

قال عليه‌السلام : آمن على نفسك.

قال : فنزل جريح وأخذ بيده أمير المؤمنين عليه‌السلام وجاء به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأوقفه بين يديه ، فقال له : يا رسول الله ، إنّ جريحا خادم ممسوح.

فولّى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وجهه إلى الحائط ، وقال : يا جريح اكشف عن نفسك حتّى يتبيّن كذبهما ، ـ ويحهما ما أجرأهما على الله وعلى رسوله ، لعنهما الله ـ.

فكشف جريح عن أثوابه ، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف.

فسقطا بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالا : يا رسول الله التوبة ، واستغفر لنا فلن نعود.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تاب [الله] عليكما ، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله ورسوله؟!

__________________

(١) في «س» «ه» : (ونزله).

(٢) ممسوحا : أي ليست له مذاكير ، ويقال : رجل ممسوح : إذا سلتت مذاكيره (انظر لسان العرب ٢ : ٥٩٤).

٣٥٢

قالا : يا رسول الله إن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا.

فأنزل الله الآية (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (١).

قال الرضا عليّ بن موسى عليهما‌السلام : الحمد لله الذي جعل فيّ [و] في ابني محمّد أسوة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وابنه إبراهيم عليه‌السلام (٢).

__________________

(١) المنافقون : ٦ وفي دلائل الإمامة ذكرت آية أخرى وهي : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) التوبة : ٨٠.

وفي الهداية الكبرى جاء : فأنزل الله الآية بهما وفي براءة مارية : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) النور : ٢٣ ـ ٢٤.

(٢) رواه في دلائل الإمامة : ٣٨٤ / ٢ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٦٤ / ٤ وحلية الأبرار ٤ : ٥٣٤ / ٢.

وأورده الحضيني في الهداية الكبرى : ٢٩٥ ـ ٢٩٨ ، مرسلا.

وأخرجه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤٩٣ ، ولم يذكر فيه قصة مارية القبطية وجريح الخادم ، وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ٨ / ذيل الحديث ٩.

ونقل البرسي في مشارق أنوار اليقين : ١٠٧ و١٥١ قطعة من الحديث.

أقول : إنّ الذي جرى على الإمام الجواد عليه‌السلام هو امتداد لما جرى على عيسى عليه‌السلام حينما أدرك المنافقون ـ وهم اليهود ورهبانهم ـ آنذاك بأنّ مصالحهم باتت على حافة الانهيار وذلك لقرب ولادة المسيح عليه‌السلام فسعوا جاهدين بكلّ ما يمتلكونه من أساليب شيطانية لحفظ مصالحهم من الضياع ، فأوّل ما فعلوا أجّجوا الناس على مريم العذراء سلام الله عليها من خلال قذفهم إيّاها عليها‌السلام بالتّهم والإهانات وحتّى قالوا عنها ـ والعياذ بالله وحاشاها ـ بأنّها بغية أو زانية كما حكى لنا ذلك التاريخ والقرآن الكريم في الآية : (٢٨) من سورة مريم (يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا).

وعند ما اشتدّت الحملة الأعلانية ضدّ مريم العذراء عليها‌السلام جاء الأمر الإلهي ونطق المسيح عليه‌السلام وهو في المهد ببراءة أمّه عليها‌السلام ، حيث جاء في سورة مريم الآيات (٣٠ ـ ٣٣) (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ

٣٥٣

__________________

الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) ، ومن ثمّ أنزل الله العقاب عليهم.

وبعده عدّة قرون تكرّرت الحادثة من قبل المنافقين وأصحاب العقول المريضة والقلوب الواهية ـ والذين هم تربية اليهود ـ ولكنّ مع من؟ مع إبراهيم عليه‌السلام ابن سيّد المرسلين وخاتم الأنبياء وحبيب الله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث شكّكوا وافتروا ـ لعنهما الله ـ على أمّ إبراهيم ، وقالوا للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله :

بأنّ إبراهيم عليه‌السلام ليس منك ، وإنّما هو من جريح ـ أي ابن جريح ـ ، وذلك لعدّة أمور منها : أن ينتقصوا منه صلى‌الله‌عليه‌وآله أوّلا ، وثانيا من أمّة مارية القبطية و.. ، حتّى جاءت براءتها سلام الله عليها كما بيّنته الرواية لنا ، وكذلك من خلال الآية (١١) من سورة النور (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) حيث جاء في تفسير القمي ٢ : ٩٩ : أنّه قال : الخاصّة رووا أنّها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة والمنافقات ، وكذلك الآية (٢٣ ـ ٢٤) من سورة النور (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) فإنّها جاءت في براءة مارية كما جاء في رواية الهداية الكبرى ، هذا وإنّ الإمام العسكري عليه‌السلام عند ما ذكر قصّة مارية ليس على سبيل الصدفة أو المثال ، وإنّما لأنّ أمّ الجواد عليه‌السلام هي من أهل بيت مارية القبطية.

وليس بالعجيب أنّهم عادوا اليوم ليشكّكوا بالإمام التقيّ والنور الزهيّ وغصن الشجرة النبويّة والدوحة الهاشميّة محمّد بن عليّ الجواد عليهما‌السلام ، لأنّ همهم الوحيد هو الانتقاص من شأن النبوّة والإمامة وإظهارها بأنّها ليست بشأن وأمر إلهيّ حتّى يستطيعوا أن يعتلوا منابر الخلافة والإمامة ويقولوا للناس بأنّها من حقّنا ، مكذّبين مقولة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ الخلفاء الأئمّة من بعدي اثنا عشر وكلّهم من قريش ، أوّلهم عليّ وأخرهم القائم الذي يفتح الله تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها.

ولكنّهم خسئوا كما خسأ الذين من قبلهم (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (التوبة : ٣٢). حيث نطق الجواد عليه‌السلام وهو ابن خمس وعشرين شهرا وبلسان فصيح بليغ ورثه عن جدّه أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : الحمد لله الذي خلقنا من نوره بيده

٣٥٤

[خبر تلوين الشعر وإنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه‌السلام]

[١٤٥ / ٢] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان ، عن عمارة بن زيد ، عن إبراهيم بن سعيد ، قال :

رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام وله شعرة ـ أو قال ـ : وفرة مثل حلك (١) الغراب ، مسح يده عليها فاصفرّت ، ثمّ مسح بظاهر كفّه فاحمرّت ، ثمّ مسح بباطن كفّه عليها فصارت سوداء كما كانت ، فقال لي : يا بن سعيد ، هكذا تكون آيات الإمامة.

فقلت : هكذا رأيت أباك عليه‌السلام [و] ما أشكّ [أنّكم](ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ

__________________

واصطفانا من بريّته ، وجعلنا أمنائه على خلقه ووحيه ، معاشر الناس : أنا محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم .. إلى قوله عليه‌السلام ، ففي مثلي يشكّ وعليّ وعلى أبويّ يفترى ، وأعرض على القافة؟! .. إلى آخر الرواية.

وبعد كلّ هذا فأين هم من افترائهم الفارغ من قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في الإمام الجواد عليه‌السلام وأمّه «فقد جاء في إرشاد المفيد ٢ : ٢٧٥ ـ ٢٧٦ ، ضمن حديث طويل .. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بأبي ابن خيرة الإماء النوبيّة الطيّبة ، يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه ، صاحب الغيبة ..» ومن الأحاديث القدسيّة والنبويّة الشريفة ، وما تواتر عن الأئمة عليهم‌السلام في أنّ الأئمّة عليهم‌السلام اثنا عشر إماما ، والتاسع منهم هو الإمام الجواد عليه‌السلام.

هذا أو لم يحدّثنا التاريخ بأنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قد فدى الحسين عليه‌السلام بابنه إبراهيم عليه‌السلام لعلمه بأنّ الأئمّة الطاهرين المعصومين عليهم‌السلام من ولده وآخرهم خاتم أوصياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحجة عليه‌السلام على الدين كلّه.

حقّا إنّها ذرّيّة بعضها من بعض والله أعلم حيث يجعل رسالته.

(١) في «س» «ه) : (حنك) ، وفي «أ» «و» غير مقروءة. والمثبت عن المصادر.

والحلك : السواد ، يقال : أسود مثل حلك الغراب ، وهو سواده ، فإن قلت : مثل حنك الغراب تريد منقاره.

وأسود حالك وحانك بمعنى (انظر الصحاح ٤ : ١٥٨١ مادة ـ حلك).

٣٥٥

سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١) فضرب بيده إلى التراب فجعله (٢) دنانيرا.

فقال عليه‌السلام : في مصرك يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال (٣) فبلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام (٤).

[خبر علمه عليه‌السلام بما في الأرحام]

[١٤٦ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن عمارة بن زيد ، قال : قال إبراهيم بن سعيد : كنت جالسا عند محمّد بن عليّ عليهما‌السلام إذ مرّ بنا فرس أنثى.

فقال عليه‌السلام : هذه تلد الليلة فلوا (٥) أبيض الناصية ، في وجهة غرّة ، فأذنته ، ثمّ انصرفت إلى صاحبها فلم أزل أحدّثه إلى الليل ، حتّى أتت بفلو كما وصف ، [فعدت إليه] فقال عليه‌السلام : يا بن سعيد ، شككت فيما قلت لك؟ إنّ امرأتك التي في منزلك حبلى تأتي بابن أعور ، فولد لي ـ والله ـ محمّد ، وكان أعورا (٦).

__________________

(١) سورة آل عمران : ٣٤.

(٢) في «س» «ه» : (فيجعله).

(٣) في «س» «ه» : (ماله).

(٤) رواه في دلائل الإمامة : ٣٩٧ / ٦ ، باختلاف يسير وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٣١٧ / ٤٣ وإثبات الهداة : ٣٤٥ / ٥٤.

(٥) الفلو : المهر الصغير. ويقال للأنثى : فلوة.

وأيضا يقال الفلو : للجحش والمهر إذا أفطم (انظر لسان العرب ١٥ : ١٦١ مادة ـ فلا).

(٦) رواه في دلائل الإمامة : ٣٩٨ / ٧ ، وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٣١٨ / ٤٤ ، وإثبات الهداة ٣ : ٣٤٥ / ٥٥ و٦٦.

وأورده ابن طاوس في فرج المهموم : ٢٣٢ باسناده إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري ، وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ٥٨ / ٣٢.

٣٥٦

[خبر تحوّل ورق الزيتون بيده عليه‌السلام إلى دراهم]

[١٤٧ / ٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد سفيان ، عن عمارة بن زيد ، عن إبراهيم بن سعيد ، قال : رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام يضرب (١) بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفّه ورقا (٢) ، فأخذت منه كثيرا ، وأنفقته في الأسواق فلم يتغيّر (٣).

[خبر تسييره عليه‌السلام الرجل إلى بيت المقدس في لحظات]

[١٤٨ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقّيّ ، عن أبي النصر أحمد بن سعيد ، قال (٤) : قال لي منخل (٥) بن عليّ :

لقيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام بسرّمن رأى ، فسألته النفقة إلى بيت المقدس ، فأعطاني مائة دينار ، ثمّ قال لي : غمّض عينك ، فغمّضتها ، ثمّ قال لي : افتح ، فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبّة فتحيّرت في ذلك (٦).

__________________

(١) في النسخ : (فضرب) تصحيف.

(٢) الورق : بفتح الواو وكسر الراء : الفضة.

وأيضا الورق : الدراهم المضروبة (انظر مجمع البحرين ٤ : ٤٩٠).

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ٣٩٨ / ٨ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٤٥ / ٥٧ ومدينة المعاجز ٧ : ٣١٩ / ٤٥.

(٤) ليست في «س» «ه».

(٥) في «أ» «و» : (منحل).

(٦) أورده في دلائل الإمامة : ٣٩٩ / ١١ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٤٥ / ٦٠ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٢٠ / ٤٨.

٣٥٧

[خبر إنباته عليه‌السلام العود اليابس وتكلّمه مع الشاة]

[١٤٩ / ٦] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا موسى بن عمران بن كثير ، عن عبد الرزّاق ، قال : حدّثنا محمّد بن عمر ، قال :

رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام يضع يده على منبر فتورق كلّ شجرة من نوعها وإنّي رأيته [يكلّم] الشاة فتجيبه (١).

[خبر إبانة أصابعه عليه‌السلام في الصخرة ومدّه الحديد]

[١٥٠ / ٧] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا موسى بن عمران ، عن أبي محمّد عبد الله بن محمّد ، عن عمارة بن زيد ، قال : رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام فقلت له : يا بن رسول الله ما علامة الإمام؟

قال عليه‌السلام : إذا فعل هكذا ، فوضع يده على صخرة فبان أصابعه فيها.

ورأيته يمدّ الحديد بغير نار ، ويطبع الحجارة بخاتمه (٢).

__________________

(١) أخرجه في دلائل الإمامة : ٣٩٩ / ١٣ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٤٥ / ٦٢ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٢١ / ٥٠ ، وجاء في هامش المدينة في تعليقه على قوله : (يضع يده على منبر فتورق كلّ شجرة) ما نصّه : أورق الشجر من فروعها : أظهر كلّ شجرة ورقها من أغصانها لا من أصولها ، ولا ريب في أن وضع الإمام يده كان سببا لذلك ، كما أنّه عليه‌السلام في السدرة اليابسة دعا فاورقت وحملت من عامها الأوّل ، ولا مراء في أن قوله : «يورق كلّ شجرة من فروعها» يدلّ على كثرة الشجرة ، فمن المحتمل أن يكون اللفظ هكذا : (يضع يده على المشجر ، منبت الشجر ، أو المشجر : مكان كثير الشجر ، والحاصل أنّه بعد وضع يده عليه‌السلام أورق كل شجرة من فروعها) انتهى.

(٢) رواه في دلائل الإمامة : ٣٩٩ / ١٤ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٤٥ / ٦٣ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٢٢ / ٥١.

٣٥٨

[خبر كلامه عليه‌السلام مع الثور الذي شهد بالوحدانيّة]

[١٥١ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا قطر بن [أبي] قطر ، عن عبد الله بن سعيد ، قال : قال لي محمّد بن عليّ بن عمر التنوخيّ : رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام وهو يكلّم ثورا فحرّك (١) الثور رأسه.

فقلت : لا ، ولكن تأمر (٢) الثور أن يكلّمك.

فقال عليه‌السلام : و (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) (٣) وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ (٤) ، ثمّ قال للثور : قل : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. فقال (٥).

ثم مسح بكفّه على رأسه (٦).

[خبر قصعة الحديد الصينيّ]

[١٥٢ / ٩] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن عمارة بن زيد ، قال :

رأيت محمّد بن عليّ عليهما‌السلام وبين يديه قصعة صيني ، فقال لي : يا عمارة : أترى من هذا عجبا؟ قلت : نعم.

__________________

(١) في النسخ : (فحوّل) والمثبت عن المصادر.

(٢) في «و» «ه» : (فاضرب) كذا وهي غير واضحة في «س».

(٣) في «س» «ه» : (البقر).

(٤) اقتباس من سورة النمل : ١٦.

(٥) (فقال) أي قال الثور : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وهي ليست في «س» «ه».

(٦) أورده في دلائل الإمامة : ٤٠٠ / ١٦ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٤٦ / ٦٥ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٢٣ / ٥٣.

٣٥٩

فوضع يده عليها (١) فذابت حتّى صارت ماء ، ثمّ جمعه فجعله في قدح ، ثمّ ردّها ومسح (٢) يده عليه فصار قصعة كما كانت ، فقال عليه‌السلام : مثل هذا فلتكن القدرة (٣).

[خبر ما تكلّم به عليه‌السلام بأخذه ثأر جدّته الزهراء عليها‌السلام

وسنّه أقلّ من أربع سنين]

[١٥٣ / ١٠] ـ ومنها : قال أبو جعفر : أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى التلعكبريّ ، عن أبيه قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، قال : حدّثني زكريّا بن آدم (٤) ، قال :

إنّي لعند (٥) الرضا عليه‌السلام إذ جيء بأبي جعفر عليه‌السلام وسنّه أقل من أربع سنين فضرب

__________________

(١) في النسخ : (عليه) والمثبت عن المصادر.

(٢) في «س» «ه» : (ومسحها).

(٣) أخرجه في دلائل الإمامة : ٤٠٠ / ١٧ وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ٥٩ / ضمن الحديث ٣٤ وإثبات الهداة ٣ : ٣٤٦ / ٦٦ ومدينة المعاجز ٧ : ٣٢٤ / ٥٤.

(٤) زكريّا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي ، ثقة ، جليل ، عظيم القدر ، وكان له وجه عند الإمام الرضا عليه‌السلام ، وقال عنه الإمام الرضا عليه‌السلام : إنّه المأمون على الدين والدنيا.

هذا وقد وثّقه كل من ترجّم له ، وقد وردت في حقّه أحاديث عديدة عن الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام رواها أصحاب المصنّفات تدلّ على عظم منزلته ، وأدرك أربعة من الأئمة : الصادق والكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام (انظر رجال النجاشي : ١٧٤ / ٤٥٨ ، اختيار معرفة الرجال ٢ : ٨٥٧ ـ ٨٥٩ ، رجال الطوسي : ٢١٠ و٣٥٨ و٣٧٥ ، الفهرست : ١٣٢ / ٣ ، معالم العلماء : ٨٨ ، خلاصة الأقوال : ١٥٠ ، وغيرها من كتب التراجم).

(٥) في مدينة المعاجز : (كنت عند).

٣٦٠