نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير

نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

المؤلف:

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير


المحقق: الشيخ باسم محمّد الأسدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-205-4
الصفحات: ٤٦٤

هدأة (١) من اللّيل ، وقد زهرت النجوم وهو إلى جانب بيت قبّة الشراب (٢) راكعا ساجدا لا يريد مع الله سواه ، فجعلت أرعاه وأنظر إليه وهو يصلّي بخشوع وأنين وبكاء ، ويرتّل القرآن ترتيلا ، وكلّما مرّت آية فيها وعد ووعيد ردّدها على نفسها ودموعه تجري على خديه ، حتّى إذا دنا الفجر جلس في مصلّاه يسبّح ربّه ويقدّسه ثمّ قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت أسبوعا (٣) وصلّى في المقام ركعتين.

ثمّ قام وخرج من باب المسجد ، فخرجت فرأيت له حاشية وموال ، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت ، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ويسلّمون عليه.

فقلت لبعض الناس ، أحسبه من مواليه : من هذا الفتى؟

فقال : هذا أبو إبراهيم ـ عالم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ قلت : من أبو إبراهيم؟

قال : موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام.

فقلت : فو الله ما توجد هذه الشواهد إلّا في هذه الذريّة (٤).

__________________

(١) في النسخ : (هند من) والمثبت عن دلائل الإمامة وبعض المصادر ، وفي البعض الآخر من المصادر : (نصف الليل).

(٢) في «أ» «و» : (بيته فيه التراب) بدل من : (بيت قبّة الشراب) ، وفي بعض المصادر : (بيت قبّة السراب).

(٣) أسبوعا : أي سبع مرات ، وفي بعض المصادر : (سبعا).

(٤) رواه المصنّف في دلائل الإمامة : ٣١٧ / ٦ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ١٩٤ / ٧.

وأخرجه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٣٤٨ ـ ٣٤٩ وعنه في ينابيع المودّة لذوي القربى ٣ : ١١٨ ـ ١١٩ وكتاب الأربعين للشيرازي : ٣٨٢ ـ ٣٨٣.

وأورده ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٢٠٣ وعنه في مناقب أهل البيت للشيرواني : ٢٧٥ ـ ٢٧٦.

٣٢١

[خبر سيره عليه‌السلام في الأرض وصلاته في قبور أجداده عليهم‌السلام]

[١٢٤ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرميّ (١) ، قال : حدّثني أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ ، عن أبي عليّ

__________________

ونقله جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي في صفّة الصفوة ٢ : ١٨٥.

وأخرجه النصيبي الشافعي في مطالب السئول في مناقب آل الرسول : ٢٩٠ ـ ٢٩٢ وعنه في كشف الغمّة ٣ : ٣ ـ ٥ وعن كشف الغمة في بحار الأنوار ٤٨ : ٨٠ / ١٠٢ وإثبات الهداة ٣ : ٢٠١ / ٩٥ ، وأضافه في آخره ما لفظه : ولقد نظم بعض المتقدّمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال :

سل شقيق البلخي عنه وما عا

ين منه وما الذي كان أبصر

قال لما حججت عاينت شخصا

شاحب اللون ناحل الجسم أسمر

سائرا وحده وليس له زاد

فما زلت دائما أتفكر

وتوهّمت أنه يسأل الناس

ولم أدر أنّه الحجّ الأكبر

ثمّ عاينته ونحن نزول

دون قيد على الكثيب الأحمر

يضع الرمل في الإناء ويشربه

فناديته وعقلي محيّر

فسألت الحجيج من يك هذا

قيل : هذا الإمام موسى بن جعفر

وانظر الحديث في الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة عليهم‌السلام : ٢٣٣ ، إسعاف الراغبين : ٢٤٧ ، روض الرياحين : ٥٨ ، المختار في مناقب الأخيار : ٣٤ ، الحدائق الورديّة : ٤٠ ، وسيلة النجاة :

٣٦٧ ، مفتاح النجا : ١٨٢ (مخطوط).

وإشارة إلى الرواية ونقل بعضا منها مع الشعر ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤١٩ ـ ٤٢٠ ، عن كتاب أمثال الصالحين ، وعن المناقب في بحار الأنوار ٤٨ : ٧٨ ومدينة المعاجز ٦ : ٤٣٠ / ١٥١.

(١) في «أ» : (الحرثي) ، وفي «س» : (الحرفي) ، وفي «و» : (الحرقي) وفي «ه» : (الحراقي) والمثبت عن المصادر.

وقد ترجم له الآغا بزرك في طبقات أعلام الشيعة ١ : ١١٣ ، وقال عنه : هو الحسين بن عبد الله ، أبو عبد الله الحرمي ، روى عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري المتوفّي ٣٨٥ ه‍ ، وروى عنه أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي في كتاب الإمامة.

٣٢٢

محمّد بن همّام ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ ، عن أبي عقيلة ، عن أحمد التبّان قال :

كنت نائما على فراشي ، فما حسست إلّا ورجل قد رفسني برجله ، فقال لي : ليس هذا منام شيعة آل محمّد!

فقمت فزعا ، فلمّا رآني فزعا ضمّني إلى صدره ، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فقال : يا أحمد ، توضّأ للصلاة ، فتوضّأت ، وأخذ (١) بيدي وأخرجني من باب داري ، وكان (٢) باب الدار مغلقا ، ما أدري من أين أخرجني ، فإذا أنا بناقة معقلة له ، فحلّ عقالها ، وأردفني خلفه ، وسار بي غير بعيد ، فأنزلني ونزل موضعا ، فصلّى [بي] أربعا وعشرين ركعة ، ثمّ قال عليه‌السلام : يا أحمد ، أتدري في أيّ موضع أنت؟

قلت : الله ورسوله وابن رسوله (٣) أعلم.

فقال عليه‌السلام : هذا قبر جدّي الحسين بن عليّ عليهما‌السلام.

ثمّ ركب وأردفني خلفه وسار غير بعيد ، حتّى أتى الكوفة [وإنّ الكلاب والحرس لقيام ، ما من كلب ولا حارس يبصر شيئا] فأدخلني المسجد وإنّي لا أعرفه (٤) وأنكره ، فصلّى بي سبع عشرة (٥) ركعة ، ثمّ قال عليه‌السلام : يا أحمد ، أتدري أين أنت؟

__________________

(١) في «س» «و» «ه» : (وأخذني).

(٢) في النسخ : (فإن) والمثبت عن المصادر.

(٣) قوله : (وابن رسوله) ليس في «أ».

(٤) في دلائل الإمامة : (لأعرفه) ، وفي مدينة المعاجز كالمثبت.

(٥) في «أ» : (أربعة عشر).

٣٢٣

قلت : لا.

قال عليه‌السلام : هذا مسجد الكوفة وهذه الطشت (١).

ثمّ ركب وأردفني وسار غير بعيد ، وأنزلني فصلّى بي أربعا وعشرين ركعة.

ثمّ قال عليه‌السلام : يا أحمد ، أتدري أين أنت؟ قلت : لا.

قال عليه‌السلام : هذا قبر جدّي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثمّ ركب وأردفني وسار غير بعيد ، فأنزلني فقال لي : يا أحمد ، [أتدري] أين أنت؟ قلت : الله ورسوله وابن رسوله (٢) أعلم.

قال عليه‌السلام : هذا قبر الخليل إبراهيم عليه‌السلام.

ثمّ ركب وأردفني وسار غير بعيد ، فأنزلني وأدخلني مكّة وأنّي لا أعرف البيت ومكّة وبئر زمزم وبيت الشراب. (قال لي : يا أحمد أتدري أين أنت؟ قلت : لا يا سيّدي.

قال عليه‌السلام : هذه مكّة ، وهذا البيت وهذه زمزم ، وهذا بيت الشراب) (٣).

ثمّ أركبني وسار غير بعيد ، فأدخلني مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقبره ، وصلّى بي أربعا وعشرين ركعة ، فقال لي : يا أحمد ، أتدري أين أنت؟

قلت : لا ، يا سيّدي.

قال عليه‌السلام : هذا مسجد جدّي وقبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثمّ سار بي غير بعيد ، فأتى بي الشعب [شعب أبي جبير] ، فقال : يا أحمد ،

__________________

(١) بيت الطشت : يستحب أن يصلّى فيه ركعتين وهو متّصل بدكّة القضاء (انظر بحار الأنوار ٩٧ : ٤١٢).

(٢) قوله : (وابن رسوله) ليس في «أ».

(٣) ما بين القوسين ساقط من «أ» «و».

٣٢٤

أتريد (١) [أن] أريك [من] دلالات الإمام؟ قلت : نعم.

قال عليه‌السلام : يا ليل أدبر ، فأدبر الليل عنّا ، ثمّ قال عليه‌السلام : يا نهار أقبل ، فأقبل إلينا النهار بالنور العظيم [وبالشمس حتّى رجعت] هي بيضاء نقيّة ، فصلّينا الزوال.

ثمّ قال عليه‌السلام : يا نهار أدبر ، يا ليل (٢) أقبل ، فأقبل علينا الليل حتّى صلّينا المغرب [قال : يا أحمد ، أرأيت؟] قلت : حسبي هذا يا ابن رسول الله!

فركب وأردفني ، فسار غير بعيد ، حتّى أتى بي جبلا محيطا بالدنيا ، ما الدنيا عنده (٣) إلّا مثل سكرجة (٤).

فقال عليه‌السلام : يا أحمد ، أتدري أين أنت؟ قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم.

قال عليه‌السلام : هذا جبل محيط بالدنيا ، وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض ، فقال : يا أحمد ، هؤلاء قوم موسى عليه‌السلام ، فسلّم عليهم ، فسلّمت عليهم ، فردّوا علينا السلام ، قلت : يا ابن رسول الله نعست.

قال عليه‌السلام : تريد أن تنام على فراشك؟ قلت : نعم.

فركض برجله ركضة ، ثمّ قال لي : قم (٥).

فإذا (٦) أنا في منزلي نائم ، وتوضّأت وصلّيت الغداة في منزلي (٧).

__________________

(١) في «س» «و» «ه» : (تريد).

(٢) في «س» «ه» : (بالليل).

(٣) في «أ» : (هذه).

(٤) سكرجة : هي بضمّ السين والكاف والراء والتشديد : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم ، وهي كلمة فارسيّة (انظر لسان العرب ٢ : ٢٩٩).

(٥) كذا في النسخ ، وفي دلائل الإمامة : (نم) وفي بعض نسخه كالمثبت.

(٦) في «س» «ه» : (و) بدل من : (فإذا).

(٧) رواه في دلائل الإمامة : ٣٤٣ / ٤٥ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ٢٧٦ / ٧٤ وأخرجه عنه الحرّ العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٢١١ / ١٣٢ (مختصرا).

٣٢٥

[خبر صعوده عليه‌السلام إلى السماء ، ونزوله بحربة من نور]

[١٢٥ / ٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثني سفيان (١) ، عن وكيع ، عن إبراهيم بن الأسود ، قال : رأيت موسى بن جعفر عليهما‌السلام قد صعد [إلى] السماء ونزل ومعه حربة من نور ، فقال عليه‌السلام : أتخوّفوني بهذا ـ يعني الرشيد ـ لو شئت لطعنته بهذه الحربة.

فأبلغ ذلك الرشيد [فأغمي عليه ثلاثا] فأطلقه (٢).

[خبر الأفعى التي خرجت للرشيد حين أراد بالإمام عليه‌السلام سوء]

[١٢٦ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : روى سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، قال : رأيت الكاظم عليه‌السلام عند الرشيد وقد خضع له ، فقال له عيسى بن أبان : يا أمير المؤمنين ، لم تخضع له؟

قال : رأيت من ورائه (٣) أفعى تضرب بنابها (٤) ، وتقول : أجبه بالطاعة وإلّا بلعتك (٥) ، ففزعت منها ، فأجبته (٦).

__________________

(١) في النسخ : (أبو سفيان). ولعلّ كلمة (محمّد) سقطت سهوا من النسّاخ فهو : أبو محمّد سفيان ، وقد ترجّمنا له في الحديث (٥) من الباب الثالث ، فراجع هناك.

(٢) أورده في دلائل الإمامة : ٣٢٢ / ١٥ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ٢٠١ / ١٥ وإثبات الهداة ٣ : ٢١٠ / ١٢٤.

(٣) في «س» «ه» : (وراء) ، وفي دلائل الإمامة والمدينة : (ورائي) وفي إثبات الهداة كالمثبت.

(٤) في مدينة المعاجز : (بانيابها).

(٥) في «أ» : (ابتلعتك).

(٦) دلائل الإمامة : ٣٢٠ / ٩ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ١٩٨ / ٨ وإثبات الهداة ٣ : ٢٠٩ / ١١٨.

٣٢٦

[خبر العين التي نبعت والشجرة التي نبتت]

[١٢٧ / ٦] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي ، عن غالب بن مرة ومحمّد بن غالب قالا :

كنّا في حبس الرشيد ، فأدخل موسى بن جعفر عليهما‌السلام فأنبع الله [له] عينا وأنبت له شجرة ، فكان يأكل ويشرب (١) ونهنّيه ، وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتّى لا ترى (٢).

[خبر تورّق الشجرة المقطوعة]

[١٢٨ / ٧] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان ، عن وكيع ، قال : قال الأعمش :

رأيت موسى عليه‌السلام وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة ، فمسّها بيده فأورقت ، ثمّ اجتنى منها ثمرا وأطعمني (٣).

[خبر العصا التي صارت أفعى]

[١٢٩ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا هشام بن منصور ، عن رشيق مولى الرشيد ، قال : وجّه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر عليهما‌السلام فأتيته لأقتله ، فهزّ عصا كانت بيده فإذا هي أفعى.

__________________

(١) في «أ» «و» : (فكنا نأكل ونشرب) ، وفي «س» «ه» : (فكنا يأكل ويشرب) والمثبت عن المصادر.

(٢) أورده في دلائل الإمامة : ٣٢١ / ١٠ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ١٩٩ / ١١ وإثبات الهداة ٣ : ٢٠٩ / ١١٩.

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ٣٢١ / ١١ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ١٩٩ / ١٠ وإثبات الهداة ٣ : ٢٠٩ / ١٢٠.

٣٢٧

وأخذ هارون الحمّى ووقعت الأفعى في عنقه ، حتّى وجّه إليّ باطلاقه فأطلقت عنه (١) (٢).

[خبر المائدة التي نزلت عليه عليه‌السلام من السماء]

[١٣٠ / ٩] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا علقمة بن شريك بن أسلم ، عن موسى ابن هامان (٣) قال : رأيت موسى بن جعفر عليهما‌السلام في حبس الرشيد ، وتنزل عليه مائدة من السماء ، ويطعم أهل السجن كلّهم ، ثمّ يصعد بها من غير أن ينقص منها شيء (٤).

[خبر نطق السباع له عليه‌السلام بالإمامة]

[١٣١ / ١٠] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا [أبو] محمّد عبد الله بن محمّد البلوي قال : حدّثنا عمارة بن زيد ، قال : قال إبراهيم بن سعد : أدخل إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام بسباع لتأكله ، فجعلت تلوذ به وتبصبص له وتدعوا له بالإمامة ، وتعوذ به من شرّ الرشيد.

فأبلغ (٥) ذلك الرشيد ، فأطلق عنه ، وقال : أخاف أن تقع الفتن (٦) (٧).

__________________

(١) من قوله : (حتّى وجّه) إلى هنا ساقط من «أ».

(٢) أورده في دلائل الإمامة : ٣٢١ / ١٢ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ٢٠٠ / ١٣ وإثبات الهداة ٣ : ٢٠٩ / ١٢١.

(٣) في «أ» «و» : (أبان).

(٤) رواه في دلائل الإمامة : ٣٢١ / ١٣ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ٢٠٠ / ١٢ وإثبات الهداة ٣ : ٢١٠ / ١٢٢.

(٥) في «أ» : (فبلغ) وفي المصادر : (فلمّا بلغ).

(٦) في المصادر : (أخاف أن يفتنني ويفتن الناس ومن معي).

(٧) أورده في دلائل الإمامة : ٣٢١ / ١٤ وعنه في مدينة المعاجز ٦ : ٢٠٠ / ١٤ وإثبات الهداة ٣ : ٢١٠ / ١٢٣.

٣٢٨

[خبر الزرع الذي أكله الجراد]

[١٣٢ / ١١] ـ ومنها : حدّث عليّ بن محمّد القرطيّ (١) ، قال : زرعت بطّيخا وقثّاء ، فلمّا استوى رعاه الجراد.

فبينا أنا جالس طلع الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فسلّم ، وقال : أيش حالك؟ فقلت : أصبحت كالصريم (٢).

ثمّ قال عليه‌السلام : كم غرمت فيه؟ قلت : مائة وعشرون دينارا.

فقال عليه‌السلام : يا عرفة ، زن مائة وخمسين دينارا ، ثلاثون دينارا ربحه ، فقال :

يا ابن رسول الله ما كنت (٣) أطلب ربحه زيادة [عن] ثلاثين دينار [لا] غيره (٤).

__________________

(١) في «س» «ه» : (القرطبي).

(٢) مأخوذ من قوله تعالى في الآية «٢٠» من سورة القلم : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) أي سواد محترقة كالليل ، والصريم : الليل المظلم ، ويقال قد أصبحت وذهب ما فيها من الثمر فكأنّه قد صرم وجذ (مجمع البحرين ٢ : ٦٠٦).

(٣) في النسخ : (كان) والمثبت عن المصادر.

(٤) نقل الرواية مفصّلة الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠ ـ ٣١ وهي :

أخبرنا سلامة بن الحسن المقرئ وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب ، قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد الكناني الليثي ، قال : قال : حدّثني عيسى بن محمّد بن مغيث القرطي وبلغ تسعين سنة ، قال : زرعت بطّيخا وقثّاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها : أمّ العظام ، فلمّا قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد ، فأتى على الزرع كلّه ، وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين ، مائة وعشرين دينارا ، فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر بن محمّد عليهم‌السلام ، فسلّم ثمّ قال : أيش حالك؟

فقلت : أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي.

٣٢٩

__________________

قال عليه‌السلام : وكم غرمت فيه.

قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين.

فقال عليه‌السلام : يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا ، فربحك ثلاثين دينارا والجملين.

فقلت : يا مبارك أدخل وادع لي فيها ، فدخل ودعا وحدّثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : تمسّكوا ببقايا المصائب ، ثم علقت عليه الجملين وسقيته ، فجعل الله فيها البركة زكت فبعت منها بعشرة آلاف.

وأوردها بنفس السند والمتن المزي في تهذيب الكمال ٢٩ : ٤٦ ـ ٤٧ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٢.

وأخرجها الإربلي في كشف الغمّة ٣ : ٨ ، عن عيسى بن محمّد بن المغيث القرطي.

٣٣٠

الباب التاسع

في معجزات وأعلام عليّ بن موسى عليهما‌السلام

٣٣١
٣٣٢

[خبر الأسد الذي على كتفه عليه‌السلام الأيمن والأفعى على الأيسر]

[١٣٣ / ١] ـ ومنها : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ : حدّثنا عبد الله بن محمّد عن عمارة بن زيد ، قال : رأيت عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام وقد اجتمع إليه وإلى المأمون ولد العبّاس ليزيلوه (١) عن ولاية العهد ، ورأيته يكلّم المأمون ، ويقول :

[يا أخي] ما لي إلى هذا من حاجة ، ولست متّخذ الظالمين (٢) عضدا.

وإذا على كتفه الأيمن أسد ، وعلى يساره أفعى ويحملان على من حوله.

فقال المأمون : أتلوموني (٣) على محبّة هذا.

ثمّ [رأيته وقد] أخرج من حائط رطبا فأطعمهم (٤).

[خبر إخراجه عليه‌السلام الماء من الصخرة]

١٣٤ / ٢ ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان ، عن وكيع ، قال : رأيت عليّ بن

__________________

(١) في «س» «ه» : (ليرواه) كذا.

(٢) في «أ» «و» ومدينة المعاجز : (المضلين).

(٣) في النسخ : (أتلومني) والمثبت عن المصادر.

(٤) أورده في دلائل الإمامة : ٣٦٢ / ٦ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢١ / ١٥.

وأخرجه الحرّ العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣٠٩ / ١٧٤ عن الدلائل ، مختصرا.

٣٣٣

موسى عليهما‌السلام في آخر أيّامه ، فقلت : يا ابن رسول الله ، أريد [أن] أحدّث عنك معجزة فأرنيها (١).

فرأيته أخرج لنا ماء من صخرة وسقانا وشرب (٢) (٣).

[خبر التبن الذي صار دنانير]

[١٣٥ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي ، قال : قال : عمارة بن زيد : رأيت عليّ بن موسى عليهما‌السلام فكلّمته في رجل أن يصله بشيء ، فأعطاني مخلاة تبن ، فاستحييت أن أراجعه.

فلمّا وصلت باب الرجل ، فتحتها (٤) فإذا كلّها دنانير ، فاستغنى الرجل وعقبه ، فلمّا كان من غد أتيته ، فقلت : يا ابن رسول الله ، إنّ هذا التبن تحوّل (٥) ذهبا!

فقال عليه‌السلام : لهذا دفعناه إليه (٦) (٧).

[خبر نطق الجمادات بإمامته عليه‌السلام وتسليمها عليه]

[١٣٦ / ٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا علي بن قنطر الموصليّ ، عن سعد بن

__________________

(١) في النسخ : (فأرنيه) والمثبت عن المصادر.

(٢) في دلائل الامامة : (فسقانا وشربت) ، وفي إثبات الهداة ومدينة المعاجز : (فسقانا وشربنا).

(٣) أورده في دلائل الامامة : ٣٦٢ / ٧ ، وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣٠٩ / ١٧٦ ، ومدينة المعاجز ٧ : ٢٢ / ١٦.

(٤) في «و» : (ففتحتها).

(٥) في النسخ كلمة غير مفهومة ، وما أثبتناه عن المصادر.

(٦) في المصادر : (إليك).

(٧) رواه في دلائل الامامة : ٣٦٢ / ٨ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٣ / ١٧ ، وأورده الحرّ العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣٠٩ / ١٧٥ عن الدلائل مختصرا.

٣٣٤

سلام ، قال : أتيت عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام وقد حاس (١) الناس فيه ، وقالوا : لا يصلح للإمامة ، فإنّ أباه لم يوص إليه ، فقعد منّا عشرة رجال فكلّموه ، فسمعت الجدار الذي كنّا فيه يقول : هو إمام كلّ شيء (٢).

وأنّه دخل (٣) المسجد الذي في المدينة ـ يعني مدينة أبي جعفر [المنصور] ـ فرأيت الحيطان والخشب تكلّمه وتسلّم عليه (٤).

[خبر كلام المنبر معه عليه‌السلام]

[١٣٧ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا عبد الله بن محمّد ، عن عمارة بن زيد ، قال : رأيت الرضا عليه‌السلام على منبر العراق في مدينة المنصور والمنبر يكلّمه.

فقلت له : وهل كان أحد معك يسمع؟

فقال عمارة : وساكن السماوات ، لقد كان معي من دونه (٥) من حشمه يسمعون ذلك! (٦)

[خبر إحياءه عليه‌السلام الأموات]

[١٣٨ / ٦] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا معلّى بن الفرج ، عن معبد بن الجنيد

__________________

(١) حاس الناس فيه : أيّ بالغوا بالنكاية فيه (انظر لسان العرب ٦ : ٥٩).

(٢) في المصادر : (فسمعت الجماد الذي من تحته ، يقول : هو إمامي وإمام كلّ شيء).

(٣) في «أ» : (وأدخل) بدل من : (وانه دخل).

(٤) أخرجه في دلائل الإمامة : ٣٦٣ / ٩ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٣ / ١٨ ، ونقله الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣٠٩ / ١٧٧ عن الدلائل ، مختصرا.

(٥) في «س» «ه» : (دوني).

(٦) رواه في دلائل الإمامة : ٣٦٣ / ١٠ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٤ / ١٩ ، ونقله الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣٠٩ / ١٧٨ عن الدلائل مختصرا.

٣٣٥

الشاميّ (١) قال : دخلت على عليّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام فقلت له :

قد كثر الخوض فيك و (٢) في عجائبك فلو شئت لتأتيني بشيء أحدّثه عنك.

فقال عليه‌السلام : وما تشاء؟ فقلت : تحيي لي أبي وأمّي.

فقال عليه‌السلام لي : انصرف إلى منزلك فقد أحييتهما.

فانصرفت وهما والله في البيت أحياء ، فأقاما عندي عشرة أيّام ، ثمّ قبضهما الله تبارك وتعالى (٣).

[خبر إخباره عليه‌السلام بما ادّخر وإحياء الأموات]

[١٣٩ / ٧] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سهل ، قال : لقيت عليّ بن موسى عليهما‌السلام وهو على حماره ، فقلت له : من أركبك هذا ، وتزعم أكثر شيعتك أنّ أباك لم يوصك ولم يقعدك هذا (٤) المقعد وادّعيت لنفسك ما لم يكن لك فيه شيء؟!

فقال عليه‌السلام لي : وما دلالة الإمام عندك؟

__________________

(١) في فرج المهموم : (معبد بن عبد الله الشامي) وفي بحار الأنوار : (مفيد بن جنيد الشامي) ، وفي مدينة المعاجز : (معبد بن حنبل الشامي).

ولم نعثر على ترجمة لهما في كتب الرجال.

(٢) قوله : (فيك و) ليس في «أ» «و».

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ٣٦٣ / ١١ وعنه في إثبات الهداة ٣ : ٣١٠ / ١٧٩ ومدينة المعاجز ٧ : ٢٤ / ٢٠. وأورده ابن طاوس في فرج المهموم : ٢٣١ ـ ٢٣٢ باسناده إلى أبي جعفر الطبري وعنه في بحار الأنوار ٤٩ : ٦٠ / ٧٨.

(٤) في «و» : (بهذا).

٣٣٦

قلت : إن يكلّم بما وراء البيت (١) وأن يحيي ويميت.

فقال عليه‌السلام : أنا أفعل ، أمّا الذي معك فخمسة دنانير ، وأمّا أهلك فإنّها ماتت منذ سنة ، وقد أحييتها (٢) الساعة ، وأتركها (٣) معك سنة أخرى ، ثمّ أقبضها إليّ لتعلم (٤) أنّي إمام بلا خلاف (٥) ، فوقع عليّ الرعدة ، فقال عليه‌السلام : أخرج روعك فإنّك آمن.

ثمّ انطلقت إلى منزلي ، فإذا بأهلي جالسة ، فقلت لها : ما الذي جاء بك؟

فقالت : كنت نائمة إذ أتاني آت ضخم شديد السمرة فوصفت لي صفة الرضا عليه‌السلام.

فقال عليه‌السلام لي : يا هذه ، قومي وارجعي إلى زوجك ، فإنّك ترزقين بعد الموت ولدا ، فرزقت والله ولدا (٦) (٧).

[خبر إخراجه عليه‌السلام العنب والرمان]

[١٤٠ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد ، عن عمارة بن زيد ، قال :

صحبت عليّ بن موسى عليهما‌السلام إلى مكّة ومعي غلام لي ، فاعتلّ في الطريق فاشتهى العنب ، ونحن في مفازة (٨).

__________________

(١) في «س» «ه» : (البينه) تصحيف.

(٢) في «س» «ه» : (أحيها).

(٣) في «أ» «س» «ه» : (ولتركتها).

(٤) في «س» «ه» : (ليعلم).

(٥) في «و» : (بلا اختلاف).

(٦) (ولدا) ليست في «س» «ه».

(٧) رواه في دلائل الإمامة : ٣٦٤ / ١٢ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٥ / ٢١ وينابيع المعاجز : ١٧٢ ، وأخرجه الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣١٠ / ١٨٠ عن الدلائل ، مختصرا.

(٨) المفازة : البرية القفر التي لا ماء فيها وتجمع مفاوز.

٣٣٧

فوجّه إليّ الرضا عليه‌السلام فقال : إنّ غلامك يشتهي العنب [فانظر أمامك] (١).

فنظرت وإذا أنا بكرم (٢) لم أر أحسن منه ، وأشجار رمّان ، فقطعت عنبا ورمّانا وأتيت به الغلام ، فتزوّدنا [منه] إلى مكّة ورجعنا (٣) منه إلى بغداد (٤) (٥).

[خبر إخباره عليه‌السلام بوفاة عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ ،

وما جرى عليه في القبر]

[١٤١ / ٩] ـ ومنها : قال أبو جعفر : أخبرني أبو الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عليّ محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا محمّد بن محمّد بن مسعود الربعيّ السمرقنديّ ، عن عبيد الله بن الحسن ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء (٦) ، قال :

__________________

والمفازة أيضا : المهلكة من فوز ، أي هلك.

وقال ابن الأعرابي : سمّيت الصحراء مفازة لأنّ من خرج منها وقطعها فاز.

وقال ابن شميل : المفازة التي لا ماء فيها ، وإذا كانت ليلتين لا ماء فيها فهي مفازة ، وما زاد على ذلك كذلك (انظر لسان العرب ٥ : ٣٩٣ ، مجمع البحرين ٣ : ٥٣٤).

(١) أضفناها عن مدينة المعاجز.

(٢) في النسخ : (فانظروا وإذا أتاه كرم) وما أثبتناه عن المصادر.

(٣) في المصادر : (ورجعت).

(٤) في المصادر بعد كلمة (بغداد) زيادة وهي : (فحدّثت الليث بن سعد وإبراهيم بن سعد الجوهري ، فأتيا الرضا عليه‌السلام فأخبراه ، فقال لهما الرضا عليه‌السلام : وما هي ببعيد منكما ، ها هو ذا ، فإذا هم ببستان فيه من كلّ نوع فأكلنا وادّخرنا).

(٥) أورده في دلائل الامامة : ٣٦٤ / ١٣ ، وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٢٦ / ٢٢.

وأخرجه الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣١٠ / ١٨١ عن الدلائل ، مختصرا.

(٦) هو الحسن بن علي بن زياد الوشّاء ، بجلي كوفي ، قال أبو عمرو : ويكنّى بأبي محمّد الوشّاء ، وهو ابن بنت الياس الصيرفي ، خزّاز من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وكان من وجوه هذه الطائفة ، روى عن جده الياس (رجال النجاشي : ٣٩ / ٨٠).

٣٣٨

وجّه إليّ أبو الحسن عليّ بن موسى عليهما‌السلام ـ ونحن بخراسان ـ ذات يوم بعد صلاة العصر ، فلمّا دخلت عليه قال عليه‌السلام لي :

يا حسن ، توفّي عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ في هذا اليوم وأدخل قبره في هذه الساعة ، فأتياه ملكا القبر ، فقالا له : من ربّك؟ فقال : الله ربّي.

قالا : فمن نبيّك؟ قال : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قالا : فما دينك؟ قال : الإسلام.

قالا : فما كتابك؟ قال : القرآن كتابي.

قالا : فمن وليّك؟ قال : عليّ.

قالا : ثمّ من؟ قال : الحسن.

قالا : ثمّ من؟ قال : الحسين.

قالا : ثمّ من؟ قال : عليّ بن الحسين.

قالا : ثمّ من؟ قال : محمّد بن عليّ.

قالا : ثمّ من؟ قال : جعفر بن محمّد.

قالا : ثمّ من؟ قال : موسى بن جعفر.

قالا : ثمّ من؟ فتلجلج (١) ، فأعادا عليه فسكت ، قالا له : [أ] فموسى بن جعفر أمرك بهذا؟

ثمّ ضرباه بأرزبّة (٢) وألقيا (٣) على قبره نارا فهو يلتهب (٤) إلى يوم القيامة.

__________________

(١) التلجلج : التردد في الكلام (انظر الصحاح ١ : ٣٣٧).

(٢) المرزبّة والأرزبّة : عصية من حديد (انظر لسان العرب ١ : ٤١٦ مادة : رزب).

(٣) في النسخ : (فالقياه) وما اثبتناه هو الأنسب.

وفي المصادر : (فالقياه على قبره فهو يلتهب إلى يوم القيامة).

(٤) في «أ» : (يلتهب نار).

٣٣٩

قال الحسن : فلمّا خرجت كتبت اليوم [ومنزلته في الشهر] فما مضت الأيّام حتّى ورد [ت] علينا كتب الكوفيّين بأنّ عليّ بن أبي حمزة قد توفّي في ذلك اليوم ، وأدخل قبره الساعة التي قال أبو الحسن عليه‌السلام (١).

[خبر رؤيته عليه‌السلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآبائه عليهم‌السلام]

[١٤٢ / ١٠] ـ ومنها : قال أبو جعفر : وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى ، [عن أبيه] ، عن أبي عليّ محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا أحمد ، عن أبيه ، عن الحسن بن عليّ ، عن محمّد بن صدقة ، قال :

دخلت على الرضا عليه‌السلام ، فقال : لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّا وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وأبي ـ صلّى الله عليهم أجمعين ـ في ليلتي هذه وهم يحدّثون الله عزوجل ، فقلت : الله!

قال : فأدناني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقعدني بين أمير المؤمنين وبينه ، فقال لي :

«كأنّي (٢) بالذريّة من أوّل (٣) قد أصاب لأهل السماء ولأهل الأرض ، بخ بخ لمن عرفوه حقّ معرفته! والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، العارف به خير من كلّ ملك

__________________

(١) رواه في دلائل الامامة : ٣٦٥ / ١٦ وعنه في مدينة المعاجز ٧ : ٤٠ / ٣٧.

وأورده ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤٤٩ ـ ٤٥٠ مرسلا ، وعنه في بحار الأنوار ٤٩ : ٥٧ ـ ٥٨ / ضمن الحديث ٧٤ والعوالم ٢٢ : ١١١ / ٨٠.

وأخرجه الحر العاملي في إثبات الهداة ٣ : ٣١٠ / ١٨٢ عن الدلائل ، مختصرا.

(٢) في «س» «ه» : (كأن).

(٣) في المصادر : (أزل).

٣٤٠