نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير

نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السلام

المؤلف:

أبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي الصغير


المحقق: الشيخ باسم محمّد الأسدي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-205-4
الصفحات: ٤٦٤

تحفة (١) من رياحين الجنّة ، فنظرت إلى الجواري وإلى حسنهنّ.

فقلت : لمن أنتنّ؟ فقلن : نحن لك ولأهل بيتك ولشيعتك من المؤمنين.

فقلت : أفيكنّ من أزواج ابن عمّي أحد؟

فقلن (٢) : أنت زوجته في الدنيا والآخرة ، ونحن خدمك وخدم ذرّيّتك.

وحملت بالحسن ، فلمّا رزقته (٣) بعد أربعين يوما حملت بالحسين ، ورزقته (٤) و (٥) زينب وأمّ كلثوم ، وحملت بمحسن.

فلمّا قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجرى ما جرى يوم دخول القوم عليها [دارها] وإخراج ابن عمّها أمير المؤمنين عليه‌السلام وضربوا (٦) الباب على بطنها حتّى أسقطت به ولدا تماما ، وكان أصل مرضها ذلك ووفاتها عليها‌السلام (٧).

__________________

(١) التحفة : بالتحريك كرطبة : طرفة الفاكهة ، والجمع تحف كرطب.

واستعملت في غير الفاكهة ، من الالفاظ والبر ، يقال : أتحفه بشيء من التحفة. (انظر مجمع البحرين ١ : ٢٨٣).

(٢) في «س» «ه» : (قلن).

(٣) في «أ» «و» : (ورزقته).

(٤) في «س» «ه» : (ورزقت).

(٥) الواو ليست في «س» «و» «ه».

(٦) في «أ» «و» : (وسدوا).

(٧) رواه في دلائل الإمامة : ١٠٣ / ٣٣ ، والسند فيه : حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري القاضي ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين عليّ بن عمر بن الحسن بن علي بن مالك السّيّاري ، قال : أخبرنا محمّد بن زكريّا الغلابي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمّارة الكندي ، قال : حدّثني أبي ، عن جابر الجعفي .. (مثله) ، وعنه في مدينة المعاجز ١ : ٣٦٧ / ٢٣٥.

٢٢١

منزل فاطمة عليها‌السلام في الجنّة

[٥٧ / ١٦] ـ روى عبد الله بن مسعود ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : كنّا في غزاة تبوك ونحن نسير معه ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا ابن مسعود ، إنّ الله عزوجل أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ. ففعلت.

وقال لي جبرئيل : إنّ الله عزوجل قد بنى جنّة من قصب اللؤلؤ ، بين كلّ قصبة إلى قصبة (١) لؤلؤة من ياقوتة مسدّدة (٢) بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجدا أخضرا ؛ فيها طاقات من لؤلؤة مكلّلة بالياقوت ، وجعل عليها غرفا ، لبنة من ذهب ، ولبنة من فضّة ولبنة من درّ ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، وقبابا من درّ قد شعّبت بسلاسل الذهب ، وحفّت بأنواع الشجر ، وبنى في كلّ قصر قبّة ، وجعل في كلّ قبّة أريكة من درّة بيضاء ، فرشها السندس والإستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر ، وجعل في كلّ قبّة مائة باب ، وفي كلّ باب جاريتان وشجرتان ، وفي كلّ قبّة فرش (٣) وكتاب مكتوب حول القبّة آية الكرسيّ.

فقلت : يا جبرئيل لمن بنى الله عزوجل هذه الجنّة؟ (٤)

فقال : هذه جنّة بناها الله تعالى لعليّ بن أبي طالب وفاطمة ابنتك عليها‌السلام تحفة أتحفها الله بها وأقرّ بها عينيك يا محمّد (٥).

__________________

(١) قوله : (إلى قصبة) لم يرد في «أ» «و».

(٢) في «أ» : (مسدودة) ، وفي دلائل الإمامة : (مشدودة) وفي المصادر : (مشذّرة) وهو الأنسب.

(٣) في النسخ : (فرس) والمثبت عن المصادر.

(٤) من قوله : (آية الكرسي) إلى هنا ساقط من «أ».

(٥) رواه في دلائل الإمامة : ١٤٢ / ٥٠ والسند فيه : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد

٢٢٢

[خبر علّة تقبيل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة عليها‌السلام]

[٥٨ / ١٧] ـ ومنها : روى جابر الجعفيّ ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قيل :

يا رسول الله ، إنّك تقبّل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك ، وتفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك؟

فقال : إنّ جبرئيل أتاني (١) بتفّاحة من تفّاح الجنّة ، فأكلتها فتحوّلت في صلبي ثمّ واقعت خديجة ، فحملت بفاطمة ، فأنا أشمّ منها رائحة الجنّة ، فإذا اشتقت إلى الجنّة شمعت رائحتها (٢).

__________________

الطبريّ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن فضالة ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال : حدّثنا عبد النور المسمعي ، قال : حدّثنا شعبة بن الحجّاج ، عن عمرو بن مرّة ، عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود.

وأورده ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ١١٣ وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ٤١ ، عن أبي صالح المؤذّن في الأربعين.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٧ ـ ٤٠٨ بسنده عن عبد الله بن مسعود .. (مثله).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ١٢٩ بسنده عن عبد الله بن مسعود .. (مثله).

وهو أيضا في فضائل الخمسة عن الصحاح الستّة : ٢ : ١٣١ وج ٣ : ١١٥.

ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٤.

وأخرجه السيّد المرعشي في ملحقات إحقاق الحقّ ١٧ : ٣٣٥ عن المحاسن المجتمعة للعلامة الصفودي : ١٩٢ (مخطوط) عن أبي مسعود .. (مثله).

وانظر تخريجات الحديث في ملحقات إحقاق الحقّ ٤ : ٤٧٢ ، وج ٦ : ٦٠٦.

(١) في «س» «ه» : (أتاني جبرئيل).

(٢) رواه المصنّف في دلائل الإمامة : ١٤٦ / ٥٤ ، والسند فيه : أخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن

٢٢٣

__________________

مخلد بن جعفر الباقرحي ، قال : حدّثتني خديجة أمّ الفضل ابنة محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قالت : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد الصفواني ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن عيسى الجلودي ، قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي ، قال : حدّثني أبي ، عن جابر الجعفي ..

ورواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٨٣ / ١ وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ٥ / ٤ وعوالم فاطمة الزهراء عليها‌السلام ١١ : ٨ / ٢ بسنده عن جابر بن عبد الله ..

وأورده الحسين بن عبد الوهاب في عيون المعجزات : ٤٩ بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري.

ورواه الحسن بن سليمان في المحتضر : ١٣٥ ، عن كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ولم أجده في العيون.

وفي جميع المصادر أسقطت العبارة : (فإذا اشتقت إلى الجنّة شممت رائحتها).

٢٢٤

الباب الثالث

في معجزات الإمام الحسن بن عليّ عليهما‌السلام

٢٢٥
٢٢٦

[خبر تلبية النخلة له عليه‌السلام]

[٥٩ / ١] ـ منها : قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ : قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد البلوي (١) ثمّ الأنصاريّ ، قال : قال عمارة بن زيد : سمعت إبراهيم بن سعد ، يقول : سمعت محمّد بن إسحاق يقول :

[كان] الحسن والحسين عليهما‌السلام يلعبان ، فرأيت الحسن وقد صاح بنخلة ، فأجابته بالتلبية ، وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده (٢) (٣).

__________________

(١) أبو محمّد عبد الله بن محمّد البلوي ، من بلى قبيلة من أهل مصر وكان واعظا فقيها ، له كتب منها كتاب الأبواب ، وكتاب المعرفة ، وكتاب الدين وفرائضه ، ذكره ابن النديم (انظر الفهرست للشيخ الطوسي : ١٦٩ / ١٢.

أما عمارة بن زيد فقال النجاشي في ترجمة : عمارة بن زيد أبو زيد الخيواني الهمداني لا يعرف من أمره غير هذا :

ذكر الحسين بن عبيد الله ، أنّه سمع بعض أصحابنا يقول : سئل عبد الله بن محمّد البلوي : من عمارة بن زيد هذا الذي حدّثك؟ قال : رجل نزل من السماء حدّثني ثم عرج (رجال النجاشي : ٣٠٣ / ٨٢٧).

وأمّا إبراهيم بن سعد فهو : إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، فقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام (رجال الطوسي : ١٥٦ / ٢٨ ، نقد الرجال ١ : ٦٢ / ٤٤).

وهو من محدّثي وفقهاء الإماميّة الممدوحين ، وكان متكلّما حافظا قاضيا ويعدّ العامّة من ثقاتهم.

(انظر أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام للشبستري ١ : ٤١ / ٤١ وفيه ترجمة مفصّلة مع ذكر المصادر).

(٢) في النسخ : (الوالد إلى ولده) والمثبت عن المصادر.

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٤ / ٤ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣١ / ١٠.

٢٢٧

[خبر الطير تظلّ الإمام الحسن عليه‌السلام وتجيبه]

[٦٠ / ٢] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد ، قال : حدّثنا سلمة بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الجاشيّ ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبي عروبة ، عن سعد بن أبي سعيد ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال :

رأيت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وهو طفل والطير تظلّه ، ورأيته يدعو الطير فتجيبه (١).

[خبر علوّه عليه‌السلام في الهواء وغيبوبته في السماء]

[٦١ / ٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر ، عن أبي محمّد ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن مسروق (٢) عن جابر ، قال :

رأيت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام وقد علا في الهواء وغاب في السماء ، فأقام بها ثلاثا ثمّ نزل بعد ثلاث وعليه السكينة والوقار (٣).

[خبر أنّه عليه‌السلام أرى أصحابه ، معاوية وعمرو بن العاص وأصحابه

بظهر الكوفة وهمها بمصر ودمشق]

[٦٢ / ٤] ـ ومنها : قال محمّد بن جرير : أخبرنا ثقيف البكّاء ، قال :

__________________

(١) أورده في دلائل الإمامة : ١٦٦ / ٦ ، وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٢ / ١٢.

(٢) في دلائل الإمامة : (مروان).

(٣) أورده في دلائل الإمامة : ١٦٦ / ٧ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٢ / ١٣ ، وزاد في آخره : (فقال : بروح آبائي نلت ما نلت).

٢٢٨

رأيت الحسن عليه‌السلام عند منصرفه من معاوية ، وقد دخل عليه حجر بن عدي ، فقال : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين (١).

فقال عليه‌السلام : مه ، ما كنت مذلّهم بل أنا معزّ المؤمنين ، وإنّما أردت الإبقاء عليهم.

ثمّ ضرب برجله في فسطاطه ، فكنّا في ظهر الكوفة وقد خرق إلى دمشق ومضى حتّى رأينا عمرو بن العاص بمصر ومعاوية بدمشق.

فقال عليه‌السلام : لو شئت لنزعتهما ، ولكن هاه هاه ، مضى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله على منهاج ، وعليّ عليه‌السلام على منهاج ، وأنا أخالفهما؟! لا يكون ذلك منّي (٢).

[خبر إتيانه عليه‌السلام بالمطر والبرد واللؤلؤ ، وأخذه الكواكب من السماء]

[٦٣ / ٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : [حدّثنا] محمّد بن سفيان (٣) عن أبيه ، عن الأعمش عن إبراهيم ، عن منصور قال :

__________________

(١) إنّ القائل : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين : هو سفيان بن أبي ليلى وليس حجر بن عدي الذي هو من أعلام الشيعة وعظمائها (انظر كتب الرجال في ترجمة سفيان).

(٢) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٦ / ٨ والسند فيه : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد ، قال : أخبرنا عمارة بن زيد ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سعد ، قال حدّثنا محمّد بن جرير .. (مثله).

وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٣ / ١٤.

(٣) في «أ» «و» : «سعيد». وفي دلائل الإمامة : أبو محمّد سفيان وهو الصواب لما سيأتي في الحديث التالي.

وهو أبو محمّد سفيان بن وكيع بن الجراح الرؤاسي الكوفي ، المتوفي ٢٤٧ ه‍ ، روى عن أبيه وروى عنه الطبري المؤرّخ المفسّر ، وروى أبو وكيع عن سليمان بن مهران الأعمش. وقال عنه ابن حبان : كان سفيان بن وكيع شيخا فاضلا صدوقا (انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١١ : ٢٠٠ / ٢٤١٨ ، ميزان الاعتدال ٢ : ١٧٣ / ٣٣٣٤).

٢٢٩

رأيت الحسن عليه‌السلام وقد خرج مع قوم يستسقون ، فقال للناس : أيّما أحبّ إليكم المطر (١) أم البرد أم اللؤلؤ؟ فقالوا : يا ابن رسول الله ما أحببت.

فقال عليه‌السلام : على أن لا يأخذ أحد (٢) منكم لدنياه شيئا ، فأتاهم بالثلاث ، ورأيناه يأخذ الكواكب من (٣) السماء ، ثمّ يشتّها (٤) فتطير كالعصافير إلى مواضعها (٥).

[خبر نزول الملائكة من السماء على الحسن عليه‌السلام ومعها الموائد والفاكهة]

[٦٤ / ٦] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد سفيان ، قال : حدّثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن ابن موسى ، عن قبيصة بن إياس ، قال :

كنت مع الحسن عليه‌السلام وهو صائم ، ونحن نسير معه إلى الشام ، وليس معه زاد ولا ماء ولا شيء ، إلّا ما هو عليه راكبا.

فلمّا أن غلب الشفق وصلّى العشاء فتحت أبواب (٦) السماء ، وعلّق فيها القناديل ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه ، وطشت وأباريق ، وموائد تنصب ، ونحن سبعون رجلا نأكل (٧) من كلّ حارّ وبارد حتّى امتلأنا وامتلأ ، ثمّ رفعت على هيئتها لم تنقص (٨).

__________________

(١) في «أ» : زيادة : (النظر إلى المطر).

(٢) ليست في «أ».

(٣) في «س» «ه» : (في).

(٤) في بعض المصادر : يرسلها ، يسيبها ، ويشتّها : أي يفرقها على أجزاء شتّى.

(٥) رواه المصنّف في دلائل الإمامة : ١٦٧ / ٩ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٤ / ١٥ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦١ / ٢٠٤.

(٦) ليست في «أ».

(٧) في «س» «ه» : (فينقل) كذا.

(٨) أورده في دلائل الإمامة : ١٦٧ / ١٠ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٥ / ١٦ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦١ / ٢٥.

٢٣٠

[خبر تسميته عليه‌السلام بالكاهن]

[٦٥ / ٧] ـ ومنها : قال أبو جعفر ، عن أبي محمّد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش قال : قال محمّد بن صالح : رأيت الحسن عليه‌السلام يوم الدار ، وهو يقول :

أنا أعلم من يقتل عثمان.

فسمّاه قبل (١) أن يقتله (٢) بأربعة أيّام ، فكان أهل الدار يسمّونه الكاهن (٣).

[خبر الظباء ونزول النور من السماء]

[٦٦ / ٨] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد سفيان ، [عن أبيه] ، عن الأعمش عن أبي بريدة ، عن محمّد بن حجارة ، قال :

رأيت الحسن عليه‌السلام وقد مرّت به صريمة (٤) من الظباء فصاح بهنّ فأجابته كلّها بالتلبية حتّى ذهبت بين يديه (٥) فقلنا : يا ابن رسول الله هذا وحش فأرنا آية من أمر السماء.

فأومأ نحو السماء ففتحت الأبواب ونزل نور حتّى أحاط بدور المدينة فزلزلت الدور حتّى كادت أن تخرب ، فقلنا : يا ابن رسول الله ، ردّها.

__________________

(١) ليست في «س» «ه».

(٢) في «أ» «و» : (يقتل).

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٨ / ١٢ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٦ / ١٨ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٢ / ٢٦.

(٤) صريمة : من غضى وسلم أي جماعة منه (انظر لسان العرب ١٢ : ٣٣٦).

(٥) من قوله : (فصاح بهنّ) إلى هنا ساقط من «أ».

٢٣١

فقال عليه‌السلام لي : [نحن الأوّلون و] نحن الآخرون ، و (١) نحن الآمرون ، ونحن النور بنور الروحانيّين ، ننوّر بنور الله ونروح بروحه ، فينا مسكنه وإلينا معدنه ، الآخر منّا كالأوّل والأوّل منّا كالآخر (٢).

[خبر إخراجه عليه‌السلام البحور والسفن والسمك منها]

[٦٧ / ٩] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن مورق ، عن جابر ، قال : قلت للحسن عليه‌السلام : أحبّ أن أرى معجزة فنحدّث عنك ونحن في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فضرب برجله الأرض حتّى أراني البحور وما يجري [فيها] من السفن.

ثمّ أخرج من سمكها (٣) فأعطانيه (٤).

فقلت (٥) لا بني محمّد : احمل إلى المنزل ، فحمل فأكلنا منه ثلاثا (٦).

[خبر رفعه عليه‌السلام البيت إلى الهواء]

[٦٨ / ١٠] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن

__________________

(١) قوله : (نحن الآخرون و) ليس في «أ» «و».

(٢) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٨ / ١٣ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٧ / ١٩ ونقل الحر العاملي في إثبات الهداة ٢ : ٥٦٢ / ٢٨ (قطعة منه).

(٣) في النسخ : (منه سمكة) والمثبت عن دلائل الإمامة.

(٤) في «أ» : (فأعطانيها).

(٥) في «س» «ه» : (فقال).

(٦) أورده في دلائل الإمامة : ١٦٩ / ١٤ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٧ / ٢٠ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٢ / ٢٩.

٢٣٢

القاسم بن (١) إبراهيم الكلابيّ ، عن زيد بن أرقم ، قال :

كنت بمكّة والحسن بن عليّ عليهما‌السلام بها ، فسألناه أن يرينا معجزة لنتحدّث بها (٢) عندنا بالكوفة (٣) ، فرأيته وقد تكلّم ورفع البيت حتّى علا به في الهواء ، وأهل مكّة يومئذ غافلون منكرون فمن قائل يقول : ساحر ، ومن قائل يقول : أعجوبة ، فحار خلق كثير تحت البيت ، والبيت في الهواء ، ثمّ ردّه (٤).

[٦٩ / ١١] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن سويد الأزرق ، عن سعد بن منقذ ، قال :

رأيت الحسن عليه‌السلام بمكّة وهو يتكلّم بكلام وقد رفع البيت ـ أو قال : حوّله ـ فتعجّبنا منه ، فكنّا نحدّث (٥) ولا نصدّق حتّى رأيناه في المسجد الأعظم بالكوفة فحدّثناه : يا ابن رسول الله ، ألست فعلت (٦) كذا وكذا؟!

فقال عليه‌السلام : لو شئت لحوّلت مسجد كم [هذا] إلى فم بقة (٧) وهو ملتقى النهرين ، الفرات والنهر الأعلى.

__________________

(١) في «أ» «و» : (أبي).

(٢) في «أ» : (بها عنه).

(٣) في «أ» «و» : (في الكوفة).

(٤) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٩ / ١٥ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٨ / ٢٢ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٢ / ٣٠.

(٥) في «أ» : (نتحدث).

(٦) في «أ» «و» : (البيت فعلت به) بدل من : (ألست فعلت).

(٧) في «أ» «و» رسمت هكذا : (قم حج معه) ، وفي «س» «ه» : (قم نفسه) ، وفي مدينة المعاجز : (قم بقمة) ، وفي إثبات الهداة : (خم بغة) ، بدل من : (فم بقة) والمثبت عن الدلائل.

وبقة : مدينة على شاطئ الفرات ، هي حدّ العراق. وقال المفجع : بقة : قرية بين الأنبار وهيت (انظر معجم ما استعجم ١ : ٢٦٤ ـ ٢٦٥).

٢٣٣

فقلنا : افعل. ففعل ذلك ، ثمّ ردّه ، فكنّا نصدّق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته (١).

[خبر إخراجه عليه‌السلام الماء واللبن والعسل من سارية المسجد]

[٧٠ / ١٢] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله (٢) بن محمّد ، والليث ابن محمّد بن موسى الشيبانيّ قالا : أخبرنا إبراهيم بن كثير ، عن محمّد بن جبرئيل ، قال :

رأيت الحسن عليه‌السلام وقد استسقى ماء ، فأبطأ عليه المولى ، فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب ، وسقى (٣) أصحابه.

ثمّ قال : لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا ، فقلنا : فاسقنا.

فسقانا لبنا وعسلا من سارية [المسجد] مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة عليهما‌السلام (٤).

[خبر إجابة الحيّات له عليه‌السلام ولفّها على يده وعنقه]

[٧١ / ١٣] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ، [عن محمّد بن محرز بن يعلى] ، عن أبي أيّوب الواقديّ ، عن محمّد بن هامان ، قال :

رأيت الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ينادي الحيّات فتجيبه ، ويلفّها على يده وعنقه [ويرسلها ، قال] : فقال رجل من ولد عمر :

__________________

(١) رواه في دلائل الإمامة : ١٦٩ / ١٦ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٣٨ / ٢٢ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٢ / ٣١.

(٢) ليست في «س» «ه».

(٣) في «أ» : (واسقى).

(٤) أورده في دلائل الإمامة : ١٧٠ / ١٧ وعنه في إثبات الهداة ٢ : ٥٦٣ / ٣٢ ومدينة المعاجز ٣ : ٢٣٩ / ٢٣.

٢٣٤

أنا أفعل ذلك فأخذ حيّة فلفّها على يده فلسعته حتّى مات (١).

[خبر إخباره ووصفه عليه‌السلام بما في البقرة الحبلى]

[٧٢ / ١٤] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد البلوي ، عن عمارة بن زيد المدنيّ ، [عن إبراهيم بن سعد ومحمّد بن مسعر كلاهما] عن محمّد بن إسحاق صاحب المغازي ، عن عطاء (٢) بن يسار ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : مرّت بالحسن عليه‌السلام بقرة ، فقال :

هذه حبلى بعجلة أنثى ، لها غرّة في جبهتها ورأس ذنبها أبيض (٣) ، فانطلقنا مع القصّاب حتّى ذبحها (٤) فوجدنا العجلة كما وصف (٥) على صورتها.

فقلنا له : أو ليس الله عزوجل يقول : (وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) (٦) فكيف علمت؟

فقال عليه‌السلام : بالعلم المكنون المخزون المكتوم ، الذي لم يطّلع عليه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل غير (٧) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وذرّيته عليهم‌السلام (٨).

__________________

(١) رواه في دلائل الإمامة : ١٧٠ / ١٨ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٤٠ / ٢٤ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٣ / ٣٣.

(٢) في «أ» «و» (قال عنه عطاء) ، وفي «س» «ه» : (قال عنه عطاس) بدل من : (عن عطاء) ، والمثبت عن الدلائل.

(٣) قوله : (ورأس ذنبها أبيض) ليس في «أ».

(٤) في النسخ : (ذبح) والمثبت عن دلائل الإمامة.

(٥) في «أ» : (وصفت).

(٦) لقمان : ٣٤.

(٧) في «س» «ه» : (إلّا).

(٨) رواه في دلائل الإمامة : ١٧١ / ٢٠ ، وأورده السيّد ابن طاوس في فرج المهموم : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ عن

٢٣٥

[٧٣ / ١٥] ـ ومنها : قال أبو جعفر : حدّثنا سليمان بن إبراهيم البصليّ (١).

قال حدّثني زرّ (٢) بن كامل ، عن أبي نوفل محمّد بن نوفل العبديّ ، قال : شهدت الحسن عليه‌السلام وقد أوتي بظبية ، فقال :

هي حبلى بخشفين [إناث] أحدهما في عينها عيب (٣).

فذبحها فوجدنا كما قال عليه‌السلام (٤).

[خبر إحيائه عليه‌السلام ميتا]

[٧٤ / ١٦] ـ ومنها : روى عليّ بن أبي حمزة ، عن عليّ بن معمّر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : جاء الناس إلى الحسن عليه‌السلام ، فقالوا له : أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها.

__________________

دلائل الإمامة ، وعنهما في بحار الأنوار ٥٨ : ٢٧٣ / ٦١.

وأخرجه العلّامة المجلسي في بحار الأنوار ٤٣ : ٣٢٨ ، والشيخ البحراني في العوالم ١٦ : ٨٨ / ١ ، عن فرج المهموم ٤٣ : ٣٢٨.

ونقله السيّد هاشم البحراني في مدينة المعاجز ٣ : ٢٤١ / ٢٦ عن دلائل الإمامة.

وصدر الحديث في إثبات الهداة ٢ : ٥٦٣ / ٣٥ عن دلائل الإمامة.

(١) في دلائل الإمامة : (النصيبيني) وفي مدينة المعاجز : (الضبي) وكلاهما كتب الرجال خالية منهما.

(٢) كذا في النسخ ودلائل الإمامة ، وفي مدينة المعاجز : (زيد) وكلاهما كتب الرجال خالية منهما.

(٣) في النسخ : (غيد) والمثبت عن مصادر التخريج.

(٤) أورده خرجه في دلائل الإمامة : ١٧١ / ٢١ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٤٢ / ٢٧ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٣ / ٣٦.

٢٣٦

فقال عليه‌السلام : أتؤمنون بذلك؟ قالوا (١) كلّهم : نعم ، نؤمن به والله (٢).

قال : فأحيا لهم ميّتا بإذن الله.

فقالوا بأجمعهم : نشهد أنّك ابن أمير المؤمنين عليه‌السلام حقّا ، وأنّه كان يرينا مثل هذا كثيرا (٣).

__________________

(١) في «س» «ه» : (قال).

(٢) في «أ» «و» : (وبالله).

(٣) رواه في دلائل الإمامة : ١٧٤ / ٢٥ وعنه في مدينة المعاجز ٣ : ٢٤٤ / ٣٠ وإثبات الهداة ٢ : ٥٦٣ / ٣٩. وأورده ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب : ٣٠٥ / ٢.

وانظر الحديث في كل من : الهداية الكبرى : ١٩٥ ، والخرائج والجرائح ٢ : ٨١٠ / ١٨ وص ٨١١ / ٢٠ ، وفرج المهموم : ٢٢٤ ، وفيها : فقال : أتعرفون أبي ، قالوا : بلى كلّنا نعرفه ، فرفع لهم جانب ستر فإذا بأمير المؤمنين عليه‌السلام جالس ، ...

٢٣٧

[خبر ناقة ثمود]

[١ / ١] ـ حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه (١) ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن [الوليد] (٢) ، عن (٣) محمّد بن الحسن الصفّار (٤) ، عن محمّد بن زكريا (٥) ، عن أبي المعافا ، عن وكيع ، عن زاذان (٦) ، عن سلمان قال :

__________________

(١) هو : محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ ، أبو جعفر ، الشيخ الصدوق ، نزيل الريّ ، شيخنا وفقيهنا ، ووجه الطائفة بخراسان و.. ، له كتب كثيرة منها : من لا يحضره الفقيه ، التوحيد ، علل الشرائع ، معاني الأخبار ، كمال الدين وتمام النعمة ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، و.. (رجال النجاشيّ : ٣٨٩ / ١٠٤٩ ، معجم رجال الحديث ١٧ : ٣٤٠ / ١١٣١٩).

(٢) من عندنا لإيضاح السند. وهو : محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، أبو جعفر ، شيخ القمّيين وفقيههم ، ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قم ، وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ، له كتب منها : كتاب تفسير القرآن ، وكتاب الجامع (رجال النجاشي : ٣٨٣ / ١٠٤٢ ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٢١٩ / ١٠٤٩٠).

(٣) قوله : (محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن) ساقط من «س» «و» «ه».

(٤) هو : محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري ، أبو جعفر ، الاعراج ، كان وجها في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب منها : كتاب بصائر الدرجات و.. ، توفّي سنة ٢٩٠ ه‍ (رجال النجاشي : ٣٥٤ / ٩٤٨).

(٥) هو : محمّد بن زكريّا بن دينار ، مولى بني غلاب أبو عبد الله ، وبنو غلاب قبيلة بالبصرة من بني نصر بن معاوية ، وقيل : إنّه ليس له بغير البصرة منهم أحد ، وكان هذا الرجل من وجوه أصحابنا بالبصرة ، وكان أخباريّا واسع العلم ، وصنّف كتبا كثيرة .. ، وذكره ابن حبّان في كتابه الثقات ، توفّي سنة ٢٩٨ ه‍ (انظر رجال النجاشي : ٣٤٦ / ٩٣٦ ، الثقات ٩ : ١٥٤).

(٦) هو : أبو عبد الله ، ويقال : أبو عمرو الكندي ، مولاهم الكوفي الضرير البزّاز ، روى عن عدّة منهم سلمان الفارسي رحمه‌الله ، توفّي سنة ٨٢ ه‍ ، ووثّقه ابن حبّان والخطيب وغيرهما (انظر تهذيب التهذيب ٣ : ٢٦١ / ٥٦٥).

٢٣٨

الباب الرابع

في معجزات وأعلام الحسين بن علي عليهما‌السلام

٢٣٩
٢٤٠