فالتّام : هو ما يميز المطلوب عن غيره تمييزا ذاتيا ، مع دلالته على كمال الماهية المشتركة من غير خروج عن دلالة المطابقة والتضمن ، كقولنا فى حد الإنسان مثلا (١) : إنه حيوان ناطق ؛ فإنه مشتمل على جميع الذاتيات العامة والخاصة.
والنّاقص : هو ما يميز المطلوب عن غيره تمييزا ذاتيا ، من غير دلالة على كمال ما له من الذاتيات العامة : كقولنا فى حد الإنسان : إنه جوهر ناطق ، أو (٢) أن يقتصر (٢) على قولنا : ناطق (٣) ؛ فإن الناطق ، لا دلالة له على الذاتيات العامة (٤) بغير الالتزام ؛ إذ (٥) الناطق : شيء ذو نطق ، اتفق أن كان حيوانا ؛ ولا اعتبار بهذه الدلالة فى الحدود الحقيقية ، والجوهر لا يطابق ما بقى تحته من الذاتيات العامة : كالجسم والحيوان ، ولا يتضمنها ؛ إذ ليست جزء معناه. ولا يلتزمها ؛ إذ الأعم لا يلزم منه الأخص.
وأما الرّسمى : فهو ما يميز المطلوب عن غيره ، تمييزا عرضيا.
وهو أيضا : إما تام ، أو ناقص.
فإن كان تاما : فهو ما يميز المطلوب عن غيره تمييزا عرضيا ، وله دلالة على كمال الماهية المشتركة. دلالة لا تخرج عن المطابقة والتضمن ، كقولنا فى رسم الإنسان : إنه حيوان ضاحك.
والنّاقص : ما يميز المطلوب عن غيره تمييزا عرضيا ، من غير دلالة على كمال الماهية المشتركة بإحدى الدلالتين ، وهى المطابقة والتضمن ، كقولنا فى رسم الإنسان : إنه ضاحك ، أو جوهر ضاحك ؛ فإنّ الضّاحك شيء ذو ضحك ، اتفق أن كان حيوانا ؛ فلا يطابق الذاتى المشترك ، ولا يتضمّنه.
والجوهر أيضا : لا دلالة له على ما تحته من الذّاتيات بإحدى الطرق ، كما سبق.
وأما الحدّ اللّفظى : فهو ما يطلب به شرح دلالة الاسم على مسماه لغة.
__________________
(١) ساقط من (ب).
(٢) ب (ويقتصر).
(٣) ساقط من (ب).
(٤) فى ب (العامة أيضا).
(٥) فى ب (وإنما).