قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير من وحي القرآن [ ج ١٤ ]

87/423
*

تحركه في المفردات الجزئية للحياة. ولذا ، فإن من المفروض دراسة النص القرآني في مدلوله العام ، قبل دراسة السنة في مورده. ونأمل مناقشة هذا المنهج وتفصيله في الدراسات الفقهية الاجتهادية.

* * *

مراقبة الله في النفس والعمل

(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ) فهو الذي يعرف من خفاياها ما لا يعلمه الناس ، أو ما لا تعلمونه أو لا تلتفتون إليه إلا بعد حين ، ولذلك فلا بد لكم من دراسة كل نبضات قلوبكم ، وخلجات مشاعركم ، ولفتات أعينكم ، وخطرات أفكاركم ... قبل أن تتحول إلى حركة فاعلة في الداخل ، أو إلى جزء من الذات ، في ما تمثله من مواقف روحية وفكرية ، لتستريحوا إلى النتائج الإيجابية التي يرضاها الله ويحبّها ، فإن العمل يبدأ من الداخل ويتحرك من مواقع الفكرة والشعور فيه ، مما يفرض على الإنسان أن يحسب حساب الله في حركة الفكرة في أعماق النفس ، قبل أن يحسب حسابه في حركة العمل في الخارج ، ليطمئن للاستقامة على الخط قبل أن يبدأ في العمل ، ليضمن لنفسه رضوان الله في الآخرة الذي يريده الإنسان في خط الطاعة لله.

(إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) وذلك لما يمثله الصلاح من إخلاص لله في الروح والفكر والشعور ، واستجابة له في الحركة والعمل ، لأنه ليس مجرد مظهر يوحي بالخير ، بل هو قاعدة تشمل الفكر والروح والشعور والحياة ، في النيّة والنبضة واللفتة والكلمة والحركة ... (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) وهم الراجعون إلى الله في ما ينوبهم ، أو المطيعون المحسنون ، أو الذين يتوبون من ذنوبهم فيرجعون إليه بعد ابتعادهم عنه بالمعصية. هؤلاء الذين يخلصون له في