إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ١٨

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

كان يخرج الى الصلاة وفي يده درته فيوقظ الناس فضربه ابن ملجم فقال علي : أطعموه واسقوه وأحسنوا اساره فان عشت فأنا ولي دمي أعفو ان شئت وان شئت استقدت.

وفي ج ٣ ص ٣٠٠ وأخذ عبد الرحمن بن ملجم فأدخل على علي فقال : أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فان أعش فأنا ولي دمي عفو أو قصاص وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.

ومنهم العلامة القاضي الشيخ حسين بن محمد بن حسن المالكي الديار بكرى في «تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس» (ج ٢ ، ص ٢١٢ ط الوهبية بمصر)

روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة العسقلاني في «تلخيص التحبير» (ج ٤ ص ٤٧ ط القاهرة سنة ١٣٨٤ ه‍) قال :

وروى البيهقي من حديث الشعبي : ان ابن ملجم لما ضرب عليا تلك الضربة أوصى فقال : قد ضربني فأحسنوا اليه وألينوا فراشه فان أعش فعفو أو قصاص وان أمت فعاجلوه ، فاني مخاصمه عند ربي عزوجل.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٥٦ مخطوط) قال :

ثم نظر الى ولده محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك قال : نعم. قال : فاني أوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك ولا توثق

٤١

أمرا دونهما. ثم قال : أوصيكما به فانه أخو كما وابن أبيكما وقد كان أبو كما يحبه ، ثم قال للحسن : أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي فان عشت فأنا أولى بحقي وان مت فاضربوه ضربة ولا تمثلوا به فاني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور.

ومنهم الحافظ محمد بن حيان بن أحمد أبى حاتم التميمي البستي في «الثقات» (ج ٢ ص ٣٠٢ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «تاريخ الخميس».

ومنهم العلامة البلاذري في «انساب الاشراف» (ج ٢ ص ٥٠١) قال : فقال علي : انه أسير فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه ، فان بقيت قتلت أو عفوت ، وان مت فاقتلوه قتلتي ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.

٤٢

الباب الثامن

في إنفاقه عليه‌السلام في سبيل الله تعالى

ونذكر جملة مما ورد فيه :

فمنها

ما تقدم النقل عن بعضهم في (ج ٨ ص ٥٧٦) وننقل هاهنا عن غيرهم :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على «ع» من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٢٤٥ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو حامد بندار بن محمد بن أحمد الأسترآبادي بها ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمران الخفاقي ، أنبأنا علي بن محمد بن حاتم القوسي ، أنبأنا أبو زكريا الرملي ، أنبأنا يزيد بن هارون ، عن نوح بن قيس ، عن سلامة الكندي :

٤٣

عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب ، قال : جاء رجل فقال : يا أمير المؤمنين ان لي إليك حاجة فرفعتها الى الله قبل أن أرفعها إليك ، فان أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وان أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك. فقال [له] علي : أكتب على الأرض فاني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك. فكتب : اني محتاج. فقال علي : علي بحلة. فأتى بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول :

كسوتني حلة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

ان نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

ولست تبغي بما قد قلته بدلا

ان الثناء ليحيى ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في زهو تواقعه

فكل عبد سيجزى بالذي عملا

فقال علي : علي بالدنانير. فأتي بمائة دينار فدفعها اليه ، فقال الأصبغ : فقلت : يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار. قال : نعم سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : انزلوا الناس منازلهم ، وهذه منزلة هذا الرجل عندي (١).

__________________

(١) وقال في «ج ٣ ص ٥٨» : أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو ابن مندة ، أنبأنا الحسن بن احمد ، أنبأنا أبو الحسن الشيباني ، أنبأنا أبو بكر بن أبى الدنيا ، أنبأنا ابراهيم بن سعيد الجوهري ، أنبأنا عبيد بن حماد ، أنبأنا عطاء بن مسلم ، عن رجل ، عن أبي إسحاق ، قال : جاء ابن أجور التميمي الى معاوية فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من عند الام الناس وأبخل الناس وأعيا الناس وأجبن الناس. فقال له معاوية : ويلك وأنى أتاه اللؤم ، ولكنا نتحدث أن لو كان لعلى بيت من تبن وآخر من تبر لا بعد [كذا] التبر قبل التبن ، وأنى أتاه العي وان كنا لنتحدث أنه ما جرت المواسى على رأس رجل من قريش أفصح من على ، ويلك وأنى أتاه الجبن وما برز له رجل قط الا صرعه ، والله يا ابن أحور لو لا أن الحرب خدعة لضرب عنقك [كذا] أخرج فلا تقيمن في بلدي. قال عطا : وان كان [معاوية] يقاتله فانه كان يعرف فضله.

٤٤

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (من مخطوطة مكتبة الملي بفارس)

روى الحديث بمثل ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف بن الياس في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٤٠١ ط دار القلم بدمشق) قال :

روى الحديث من طريق ابن عساكر وأبي موسى المديني في كتاب «استدعاء اللباس» بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم الشيخ صدر الدين بن ابى الفرج بن الحسين البصري المتوفى سنة ٦٥٩ في «الحماسة البصرية» (ج ١ ص ١٦٦ ط حيدرآباد الدكن) قال :

ومن طريف ذلك أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال لعلي رضي‌الله‌عنه لما قال العباس بن مرداس السلمي :

أتجعل نهبي ونهب العبيد

بين عيينة والأقرع

وما كان حسن ولا حابس

يفوقان مرداس في مجمع

وما أنا دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

اقطع لسانه عني فأعطاه مائة ناقة وقال : أمضيت ما أمرت.

٤٥

ومنهم قاضى القضاة العلامة أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي الحنفي المتوفى سنة ٦٦٥ في «جامع مسانيد أبى حنيفة» (ج ٢ ص ٣ ط حيدرآباد الدكن) قال:

روى أبو حنيفة عن أبي صخرة جامع بن شداد المحاربي قال : وافينا المدينة بتجارة فابتاع منها رجل لا نعرفه فتذاكرنا ذلك فيما بيننا فقالت عجوز لنا : أربعوا فلقد بايعتم رجلا لم يكن ليقف على رجل ان يلبسه سنان الغدر ، فأرسل إلينا فأتيناه فنشر التمر على انطاع ثم قال : كلوا ، فأصدرنا منه شبعا ثم سقانا لبنا حتى روانا عنه ريا ثم أوفانا فأفضل ، فلم نر بعده مثله في الوفاء فسألنا عنه فقيل : علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ علاء الدين افندى الحنفي المتوفى حدود سنة ١٣٠٠ في «مجموعة التفسير» (ص ١٩١ ط الآستانة) قال :

عن كعب «رض» أنه قال : مرضت فاطمة رضي‌الله‌عنها فجاء علي كرم الله وجهه الى منزله وقال : يا فاطمة ما يريد قلبك من حلوات الدنيا؟ فقالت : يا علي اشتهي رمانة فشغل ساعة لأنه ما كان معه درهم ثم قام وذهب الى سوق واستقرض درهما واشترى لها رمانا ، فلما رجع إليها ورأى شخصا مريضا مطروحا على قارعة الطريق ، فوقف علي على رأسه ساعة فقال الشيخ : يا علي أنا هاهنا مطروح ومر الناس علي ولم يلتفت الي أحد. فقال علي «ع» : ما يريد قلبك

٤٦

فقال : الرمان. فتفكر علي «ع» في نفسه وقال لنفسه : اشتريت رمانة واحدة لأجل فاطمة «ع» وان أعطيتها لهذا الشيخ تبقى فاطمة محرومة فان لم أعطه فقد خالفت قول الله (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) وقول النبي «ص» : لا ترد السائل ولو كان على فرس ، وقوله : من أنهر سائلا مسلما جائعا في بابه عذبه الله تعالى ألف سنة في نار جهنم ، فكسر الرمانة وأطعمه.

فلما أكل الشيخ في هذه الساعة فعوفيت فاطمة في بيتها وهو مغموم القلب ، فلما أتى فاطمة وان عليا مستحي فقامت اليه وضمته الى صدرها فقالت : مالك أنت مغموم فبعزة الله تعالى ، فلما أطعمت الرمان لذلك الشيخ زالت عني اشتهاء الرمان ، ففرح علي بكلامها فإذا أتى رجل قرح الباب فقال علي : من أنت على الباب. فقال : افتح فرأى سلمان الفارسي وبيده طبق مغطى بمنديل فوضعه بين يديه ، فقال علي : ممن هذا يا سلمان؟ فقال : من الله الى رسوله ومن رسوله إليك ، فلما كشف الغشاء فإذا فيه تسعة رمانة ، فقال : يا سلمان لو كان هذا من الله لكان عشرة كما قال (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها). فضحك سلمان فأخرج رمانا من كمه فقال : يا علي والله لكانت عشرة ولكن أردت بذلك أن أختبرك.

ومنها

ما تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٥٨٦ و ٥٨٧ و ٥٨٨) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة النقشبندى في «مناقب العشرة» (ص ٣٧ مخطوط) قال :

وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر رضي‌الله‌عنه أقطع عليا ينبع ثم

٤٧

اشترى علي رضي‌الله‌عنه أرضا الى جنب أرضه فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء ، فأتي علي رضي‌الله‌عنه فبشر بذلك فقال : بشروا الوارث ، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله.

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٣٩ مخطوط)

روى الحديث من طريق ابن السمان في الموافقة بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشيرازي الشافعي ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (من مخطوطة مكتبة الملي بفارس).

روى الحديث بعين ما تقدم عن «مناقب العشرة».

ومنها

ما رواه القوم :

فمنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن على بن أحمد بن حديده الأنصاري في «المصباح المضيء في كتاب النبي» (ج ٢ ص ٣٢ ط حيدرآباد) قال :

قال السهيلي : ومن رواية يونس عن ابن إسحاق أن أبا نيزر مولى علي ابن أبي طالب «عليه‌السلام» كان ابنا للنجاشي نفسه ، وأن عليا وجده عند تاجر بمكة ، فاشتراه منه وأعتقه مكافأة لما صنع أبوه من المسلمين.

٤٨

وذكر أن الحبشة مرج عليها أمرها بعد موت النجاشي رحمه‌الله وأنهم أرسلوا وفدا منهم الى [أبي] نيزر وهو مع علي «عليه‌السلام» ليملكوه ويتوجوه ولم يختلفوا عليه ، فأبى وقال : ما كنت لأطلب الملك بعد أن من الله علي بالإسلام.

ومنها

ما تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٥٨٠) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلى القرشي الهاشمي الحنفي الهندي في «تفريح الأحباب في مناقب الال والاصحاب» (ص ٣٣٦ ط دهلي) قال :

عن أبي أراكة قال : جاء سائل الى علي فقال لبعض ولده : اذهب الى أمك وقل لها هات ذاك الدرهم الذي عندك ، فمضى ثم عاد وقال : قد خبأناه للدقيق. فقال : اذهب وأتني به ، فذهب وعاد وهو معه ، فأخذه ودفعه الى السائل وقال : لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق بما في يديه. فبينا هو يتحدث إذ مر به رجل يبيع جملا فاشتراه منه بمائة درهم ثم باعه بمائتين فدفع المائة الى ولده وقال : اذهب الى أمك وقل لها هذا ما وعدنا على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم اخبارا عن ربه سبحانه وتعالى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).

قال أبو أراكة : وكان علي يمشي يوم العيد الى مصلى ولا يركب.

ومنهم العلامة الشيخ يوسف بن الياس في «حياة الصحابة» (ج ٢ ص ٣١٦ ط دار القلم بدمشق)

روى الحديث من طريق العسكري عن عبد الله بن محمد بن عائشة بمعنى

٤٩

ما تقدم عن «مناقب الال والاصحاب».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة محمد بن عبد الله الإسكافي في «المعيار والموازنة» (ص ٢٣٦) قال :

ومما يحقق ذلك ما يؤثر عنه من حديث المقداد : ذكروا أن عليا قال يوما لفاطمة : هل عندك شيء تطعميني؟ قالت : لا والله يا أبا الحسن ما عندنا منذ ثلاث شيء الا شيء أؤثرك به على نفسي وعلى ابني! قال لها : فهلا أعلمتيني؟ قالت : اني لاستحيي من ربي أن أكلفك ما لا تقدر عليه!!

فخرج [علي] من عندها فتحمل دينارا أخذه قرضا فتلقاه المقداد نصف النهار ، وقد وضع المقداد كمه على رأسه من شدة الحر ، فقال له علي : ما أخرجك في هذه الحال وأراك كالحيران؟ قال : خلني ولا تسألني. قال : لتخبرني. قال : خلني يا أبا الحسن ولا تكشفني. قال : يا أخي انه لا يسعني أن أخليك ، ولا يسعك أن تكتمني. قال : خرجت من منزلي هاربا على وجهي وذلك لاني رأيت صبياني يتضاغون جوعا فلم يقو على ذلك صبري.

فأخرج علي الدينار فدفعه اليه ، ثم قال : ما أخرجني الا ما أخرجك. ثم مضى علي الى المسجد.

فلما فرغ رسول الله عليه‌السلام من صلاة المغرب خرج من المسجد ، وركض عليا برجله وأتبعه علي فوقف على باب المسجد ، فلما لحقه قال له النبي عليه‌السلام : هل عندك عشاء؟ قال علي : فكرهت أن أقول نعم ، وقد

٥٠

علمت أني لم أخلف في منزلي شيئا ، واستحييت أن أقول : لا. فقال لي : اما [أن] تقول : نعم ، فنمضي معك ، واما أن تقول : لا فندعك. قال : فقلت : نمضي يا رسول الله. فمضى هو وعلي الى منزل فاطمة ، فلما دخل قال النبي عليه‌السلام : هاتي ما عندك يا فاطمة. قال : فأخرجت اليه مائدة عليها طعام طيب لم أر أحسن منه لونا ، ولا أطيب ريحا. فنظر إليها علي نظرا وأحد النظر ، فقالت : ما أشد نظرك يا أبا الحسن. قال : وكيف لا يكون كذلك وقد زعمت أنه لا شيء عندك. فقالت : والله ما كذبتك. فقال له النبي عليه‌السلام : هذا رزق من الله بدل دينارك ، الحمد لله الذي جعلك مثلا لزكريا عليه‌السلام ، وجعلها مثلا لمريم : (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ : يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا؟ قالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [٣٧ آل عمران].

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني في «توضيح الدلائل» (نسخة مكتبة الملي بفارس)

روى الحديث بمثل ما تقدم عن «المعيار والموازنة».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الراغب الاصبهانى المتوفى سنة ٥٦٥ في «محاضرات الأدباء» (ج ٣ ص ٢٢٨ ط دار الحياة بيروت) قال :

كان لأمير المؤمنين عليه‌السلام جارية وعلى بابها مؤذن إذ اجتازت به يقول

٥١

dلها : أنا أحبك ، فحكت الجارية لأمير المؤمنين فقال لها : قولي له وأنا أحبك فما ذا ، فقالت له ، فقال : نصبر الى يوم (يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ). فأخبرت امير المؤمنين بذلك ، فدعاه وقال : خذ هذه الجارية فهي لك.

ومنها

ما تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٥٧٨)وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «شرح الرسالة القشيرية» (المطبوع بهامش نتائج الأفكار القدسية ج ٣ ص ٢٠١ ط عبد الوكيل بدمشق) قال :

وقيل بكى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه يوما ، فقيل له : ما يبكيك. فقال : مع كمال وهذه الدنيا وإنفاقه جميع ما في بيت المال ولم يأتني ضيف منذ سبعة أيام وأنا أخاف أن يكون الله تعالى قد أهانني ونقص درجتي.

ومنهم العلامة الشيخ ابو سعيد الخادمى الحنفي في «البريقة المحمدية في شرح الطريقة الاحمدية» (ج ٣ ص ٧ ط مصطفى الحلبي وأولاده بالقاهرة) روى الحديث بعين ما تقدم عن «الرسالة القشيرية».

ومنها

ما رواه القوم :

٥٢

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الامام على من تاريخ دمشق» (ج ٢ ص ٤٥٠ ط بيروت) قال :

روى بثلاثة أسانيد عن محمد بن كعب القرظي ، قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : لقد رأيتني واني لا ربط الحجر على بطني من الجوع وان صدقتي اليوم لتبلغ أربعة آلاف من الدينار.

ومنهم العلامة شهاب الدين احمد الشيرازي الحسيني ابن السيد جلال الدين عبد الله في «توضيح الدلائل» (من مخطوطة المكتبة الملي بفارس)

روى الحديث من طريق الصالحاني عن محمد بن كعب بعين ما تقدم عن «تاريخ دمشق».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الزمخشرىّ في «ربيع الأبرار» (ص ٦٧٩ مخطوط) قال : قال أبو نيزر(وهو من أبناء ملوك العجم رغب في الإسلام وهو صغير ، فأتى رسول الله «ص» فأسلم وكان معه فلما توفى رسول الله «ص» صار مع فاطمة وولدها) جاءني علي وأنا أقوم بالضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال لي : هل عندك طعام؟ فقلت : طعام لا أرضاه لك قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة. فقال : علي به ، فقام الى الربيع فغسل يده ثم أصاب منه شيئا ثم رجع الى الربيع فغسل يده بالرمل ثم ضم يديه فشرب بهما حسى من الماء

٥٣

وقال : يا أبا نيزر ان الأكف أنظف الانية ثم مسح ندى الماء على بطنه ثم قال : من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم أخذ المعول وأخذ يضرب في العين فأبطأ عليه الماء وخرج وجبينه ينضح عرقا وهو ينشفه بيده ، ثم عاد وأقبل يضرب فيها وهو يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور ، فخرج مسرعا قال : أشهد الله انها صدقة علي.

ثم قال : ايتني بدواة وصحيفة ، فكتب «هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين يعني أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليتقى الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة ، لا تباعان ولا توهبان حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين الا أن يحتاج الحسن والحسين فهما طلق لهما ليس لاحد غيرهما».

فركب الحسن دين فحمل اليه معاوية لعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فقال : انما تصدق بها أبي ليتقى الله وجهه حر النار ولست بائعها بشيء.

ومنهم العلامة محمد بن أبى بكر الأنصاري في «الجوهرة» (ص ٩١ ط دمشق) قال :

روى الحديث عن أبي نيزر بعين ما تقدم عن «ربيع الأبرار».

ومنها

ما رواه القوم :

منهم العلامة الشيخ احمد بن عبد الحميد العباسي في «عمدة الاخبار» (ص ٣٤٩ ط مطبعة المدني بالقاهرة) قال :

سويقة تصغير سوق ، موضع قرب المدينة يسكنه آل علي بن أبي طالب

٥٤

رضي‌الله‌عنه ، وكان محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب خرج على المتوكل ، فأنفذ اليه أبا التياح في جيش ضخم ، فظفر به وبجماعة من أهله ، فأخذهم وقيدهم وقتل بعضهم وأخرب سويقة وعقر بها نخلا كثيرا وعقر منازلهم وحمل محمد بن صالح الى سامراء وما أفلحت سويقة بعد ذلك وكانت من جملة صدقات علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

٥٥

الباب التاسع

في تصلبه في دين الله تعالى

ونذكر أنموذجا من شواهده :

منها

ما تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٦٣٩ الى ٦٤٠) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب النويرى في «نهاية الارب» (ج ١٧ ص ٢٩٣ ط بالقاهرة) قال :

فقال علي رضي‌الله‌عنه : والله ما كذبنا ولا كذبنا ، وسل سيفه ، وقال لها : أخرجي الكتاب والا والله لأجردنك ، ولا ضربن عنقك ، فلما رأت الجد أخرجته من ذوائبها قد خبأته في شعرها ، فخلوا سبيلها ، ولم يتعرضوا لما معها ، ورجعوا بالكتاب الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٦

فأرسل الى حاطب فأتاه ، فقال له : «هل تعرف الكتاب»؟ قال : نعم. قال : «ما حملك على ما صنعت»؟ فقال : يا رسول الله ، ما كفرت منذ أسلمت ، ولا غششتك منذ نصحتك ، ولا أحببتهم منذ فارقتهم ، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين الا وله بمكة من يمنع عشيرته ، وكنت غريبا فيهم ، وكان أهلي بين ظهرانيهم ، فخشيت على أهلي ، فأردت أن أتخذ عندهم يدا ، وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه ، وأن كتابي لا يغني عنهم شيئا ، فصدقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعذره ، فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وما يدريك يا عمر ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر يوم بدر فقال لهم : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم يوم بدر».

ومنهم العلامة المولى صفى الدين يوسف بن عبد الله اللؤلؤي الاندخودى في «ينابيع العلوم» (ص ١٤٠ مخطوط)

روى الحديث بعين ما تقدم عن «نهاية الارب».

ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله الحنبلي في «مختصر سيرة الرسول» (ص ٣٣٥ ط المطبعة السلفية في القاهرة)

روى الحديث بمعنى ما تقدم عن «نهاية الارب» لكنه أسقط قوله ولأضربن عنقك.

ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في «منال الطالب» (ص ١٤٧ مخطوط)

روى الحديث بمعنى ما تقدم عن «نهاية الارب».

٥٧

ومنها

اباؤه عن إبقاء الظلمة على ولاية النواحي

قد تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٦٢٩) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم الفاضلان المعاصران الشيخ محمد ابو الفضل ابراهيم والشيخ على محمد البجاوى المصريان المالكيان في كتابهما «ايام العرب في الإسلام (ص ٣٣١ ط دار احياء الكتب العربية لعيسى الحلبي وشركائه) قال :

ثم رأى علي أن يكون أول أعماله عزل جميع ولاة عثمان قبل أن تصل اليه بيعة أهل الأمصار وقد حذره عاقبة ذلك المغيرة بن شعبة أولا وابن عباس ثانيا فأبى ذلك إباء تاما قال ابن عباس : دعاني عثمان فاستعملني على الحج فخرجت الى مكة فأقمت للناس الحج وقرأت عليهم كتاب عثمان إليهم ثم قدمت المدينة وقد بويع لعلي فأتيته في داره فوجدت المغيرة بن شعبة مستخليا به فحبسني حتى خرج من عنده فقلت : ما ذا قال لك هذا. فقال قال لي قبل مرته هذه : أرسل الى عبد الله بن عامر والى معاوية والى عمال عثمان بعهودهم وأقرهم على أعمالهم ليبايعوا لك الناس فإنهم يهدئون البلاد ويسكنون الناس ، فأبيت ذلك عليه يومئذ وقلت : لا وليت هؤلاء ولا مثلهم يولى ، فانصرف من عندي وأنا أعرف فيه يرى أني مخطئ ، ثم عاد الي الآن فقال : اني أشرت عليك أول مرة بالذي أشرت عليك وخالفتني فيه ثم رأيت بعد ذلك رأيا وأنا أرى أن تصنع الذي رأيت فتنزعهم وتستعين بمن تثق به فهم أهون شوكة مما كان.

٥٨

قال ابن عباس فقلت لعلي : أما المرة الاولى فقد نصحك وأما المرة الاخيرة فقد غشك. فقال علي : ولم نصحني؟ قلت : لأنك تعلم أن معاوية وأصحابه أهل دنيا فمتى تثبتهم لا يبالوا بمن ولي هذا الأمر ومتى تعزلهم يقولوا : أخذ الأمر بغير شورى ويؤلبون عليك فينقض عليك أهل الشام وأهل العراق مع اني لا آمن طلحة والزبير أن يكرا عليك. فقال علي : اما ما ذكرت من إقرارهم فو الله ما أشك ان ذلك خير في عاجل الدنيا لاصلاحها ، واما الذي يلزمني من الحق والمعرفة بعمال عثمان فوالله لا أولي أحدا منهم أبدا فان اقبلوا فذلك خير لهم وان أدبروا بذلت لهم السيف.

ومنهم العلامة ابو عبد الله محمد بن على بن احمد بن حديدة الأنصاري المقدسي الحنبلي في «المصباح المضي في كتاب النبي» (ج ١ ص ٢٣٧ ط دائرة المعارف العثمانية في حيدرآباد الدكن) قال :

ولما قتل عثمان وبايع الناس عليا رضي‌الله‌عنهما دخل عليه المغيرة فقال له : يا أمير المؤمنين ان لك عندي نصيحة. قال : وما هي؟ قال : ان أردت أن يستقيم لك الأمر ، فاستعمل طلحة بن عبيد الله على الكوفة ، والزبير بن العوام على البصرة ، وابعث الى معاوية بعهده الى الشام حتى تلزمه طاعتك ، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. فقال علي رضي‌الله‌عنه : أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما ، وأما معاوية فلا والله لا أراني الله مستعملا ولا مستعينا به ما دام على حاله ولكني أدعوه الى الدخول فيما دخل فيه المسلمون فان أبى حاكمته الى الله تعالى.

٥٩

ومنها

إحراقه عليه‌السلام لمن يدعى ربوبيته

قد تقدم النقل عنهم في (ج ٨ ص ٦٤٢ الى ص ٦٤٦) وننقل هاهنا عمن لم نرو عنهم هناك :

منهم الحافظ ابن عساكر في «ترجمة الأيام على «ع» من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ١٧٩ ط دار التعارف بيروت) قال :

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن ، أنبأنا علي بن الحسن الخلعي ، أنبانا أبو محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد ابن الاعرابي ، أنبأنا أبو يحيى محمد بن سعيد ، أنبأنا شابة بن سوار ، أنبأنا خارجة بن مصعب ، عن سلام بن أبي القاسم ، عن عثمان بن أبي عثمان قال : جاء أناس الى علي بن أبي طالب من الشيعة فقالوا : يا أمير المؤمنين أنت هو. قال : من أنا. قالوا : أنت هو. قال : ويلكم من أنا؟ قالوا : أنت ربنا أنت ربنا. قال : ارجعوا. فأبوا فضرب أعناقهم ثم خد لهم في الأرض ثم قال : يا قنبر ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار ثم قال :

لما رأيت الأمر أمرا منكرا

أوقدت ناري ودعوت قنبرا

ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في «وسيلة المآل» (ص ١٣٣ مخطوط) روى من طريق المخلص الذهبي عن عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال أتي علي كرم الله وجهه فقيل له : ان هاهنا قوما على باب المسجد يزعمون أنك ربهم

٦٠