إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٢٠

السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مستدرك

الآيات النازلة في شأن سيدنا أمير المؤمنين ، امام المتقين ، قائد الغر المحجلين ، سيد الأولين والآخرين بعد سيد النبيين ، ابى الحجج الطاهرين مولانا وامامنا على بن ابى طالب صلوات الله وسلامه عليه.

قد تقدم ذكر الآيات النازلة في شأنه عليه‌السلام في المجلدات السالفة ـ المجلد الثاني والمجلد الثالث والمجلد الرابع عشر ـ من كتابنا هذا ، وذكرنا هناك الأحاديث الواردة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في تفسير هذه الآيات مع ذكر المصادر من كتب العامة وضبط الصفحات وتعيين محل الطبع.

واستدركنا في هذا المجلد ـ وهو المجلد العشرون ـ من المآخذ التي لم نذكرها قبل من كتب القوم ، وأشرنا أيضا الى صفحات المجلدات السابقة ليكون كالفهرس ومستدرك عليها.

ونحمد الله تعالى شأنه على ما هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.

١

الآية الاولى

قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) سورة المائدة : ٥٥.

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن ابى طالب صلوات الله عليه في ج ٢ ص ٣٩٩ وج ٣ ص ٥٠٢ وج ١٤ ص ٢ عن أعلام العامة في كتبهم ، ونستدرك النقل هاهنا عن كتبهم التي لم ننقل عنها في ما مضى :

وفيه أحاديث :

الاول

حديث ابى ذر الغفاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

منهم العلامة السيد شهاب الدين احمد بن جلال الدين احمد الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ١٥٧) قال :

روى الزرندي عن الأعمش عن عبادة بن الربعي ، قال : بينا ابن عباس

٢

رضي الله تعالى عنه جالس على شفير زمزم يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، فجعل لا يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم إلا قال رجل متلثم قريب منه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم. فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة من وجهه وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بهاتين والا فصمتا ورأيت بهاتين والا فعميتا يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، أما اني صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده الى السماء وقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله «ص» فلم يعطني أحد شيئا وعلي كان راكعا ، فأومى بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي «ص» ، فرفع النبي رأسه عند ذلك الى السماء وقال : اللهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) الآية ، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري.

قال أبو ذر : فو الله ما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله فقال : يا محمد اقرأ. قال : وما أقرأ؟ قال : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

٣

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود البازلى في «غاية المرام» (ص ٧٥ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :

وروى الثعلبي قال : بينا عبد الله بن عباس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاء رجال متعمم بعمامة ، فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الا قال الرجل كذلك. قال ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ قال : فكشف العمامة عن وجهه وقال : أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهاتين والا فصمتا ورأيت بهاتين والا فعميتا يقول :علي قائد البررة قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، أما اني صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الظهر فسائل سأل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده الى السماء فقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل وأخذ الخاتم من يده وذلك بمرأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فلما فرغ من الصلاة رفع رأسه الى السماء قال : انهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) الآية ، فأنزلت قرآنا ناطقا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري.

قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل وقال : يا محمد اقرأ. قال : وما اقرأ؟ قال : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

٤

ومنهم العلامة حسام الدين المردي الحنفي في «آل محمد صلى الله عليه وعليهم» (ص ٥٦. والنسخة مصورة من مكتبة السيد الاشكورى) قال :

روى الثعلبي في تفسيره بسنده عن أبى ذر الغفاري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) فأنزلت عليه قرآنا : («سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما) ، اللهم واني محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري.

ثم قال أيضا :

اخرج أبو اسحق الثعلبي في تفسيره بسنده عن أبي ذر الغفاري قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما من الأيام الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا ، فرفع السائل يديه الى السماء وقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد نبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي في الصلاة راكعا ، فأومى اليه بخنصره اليمنى وفيها خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في المسجد ، فرفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفه الى السماء وقال : اللهم ان أخي موسى ـ الى آخره.

قال أبو ذر رضي‌الله‌عنه : فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل عليه‌السلام من عند الله عزوجل وقال : يا محمد اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). نقله ابو اسحق في تفسيره.

٥

ومنهم العلامة الشيخ أبو الجود البرونى الحنفي في «الكوكب المضيء» (ص ٤٨ والنسخة مصورة من مكتبة طوب قبو في تركيا) قال :

ورد عن أبى ذر رضي‌الله‌عنه قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الظهر فسأل سائل في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يعطه احد شيئا ، وكان علي رضي‌الله‌عنه راكعا فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من يده وذلك بعين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) الى قوله (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) ، اللهم وانا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ازري.

قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزل جبرئيل يقول له : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

ومنهم العلامة [صاحب] كتاب «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٨ نسخة مكتبة جستربيتى) قال :

وقال أبو ذر : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الظهر ، فسأل سائل في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده الى السماء وقال : اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل

٦

فأخذ الخاتم من يده وذلك بعين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم ان أخي موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) ، فأنزلت : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا). اللهم وانا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ازري. قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزل جبريل يقول له : اقرأ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية.

الثاني

حديث ابن عباس

رواه جماعة من اعلام العامة :

منهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري المتوفي سنة ٤٩٩ في «الامالي» (ج ١ ص ١٣٧ ط القاهرة) قال :

(وبإسناده) قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) نزلت في على بن أبي طالب عليه‌السلام.

(وبإسناده) قال حدثنا حصين ، عن عبد الوهاب عن مجاهد ، عن أبيه عن ابن عباس مثله.

(وبه) قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه بأصفهان ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ،

٧

قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ، قال حدثنا أحمد بن زهير التستري وعبد الرحمن بن أحمد الزهري ، قالا حدثنا أحمد بن منصور ، قال حدثنا عبد الرزاق عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ») قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(وبه) قال أخبر محمد بن علي المكفوف بقراءتي عليه ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة ، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال حدثنا محمد بن الأسود ، عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وان قومنا لما رأونا آمنا الله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، ثم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج الى المسجد والناس بين قائم وراكع ، وبصر بسائل ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال : نعم ، خاتما من ذهب ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطاكه؟ قال : ذاك القائم ـ وأومأ بيده الى علي عليه‌السلام ـ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : على أي حال أعطاك؟ فقال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قرأ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك :

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكل بطيء في الهوى ومسارع

٨

أيذهب مدحي والمحبر ضائعا

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا

زكاة فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية

يبينها في محكمات الشرائع

وقيل في ذلك :

أو في الزكاة مع الصلاة مقامها

والله يرحم عبده الصبارا

من ذا الذي بخاتمه تصدق راكعا

وأسره في نفسه اسرارا

من كان بات على فراش محمد

ومحمد أسرى يؤم الغارا

من كان جبريل يقوم يمينه

فيها وميكال يقوم يسارا

من كان في القرآن سمي مؤمن

في تسع آيات جعلن كبارا

ومنهم الحافظ أبو نعيم احمد بن عبد الله الاصفهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي (ص ٦٤ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

حدثنا ابراهيم بن أحمد المقرئ ، قال حدثنا أحمد بن نوح ، قال حدثنا أبو عمر الدوري ، قال حدثنا محمد بن سروان [عن] الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه في قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

قال [ابن عباس] : ان رهطا من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة لما أمرهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] أن يقطعوا مودة اليهود والنصارى فعلوا [ذلك] ، فقال بنو قريضة والنضير : فما لنا نواد أهل دين

٩

محمد وقد تبرءوا من ديننا ومودتنا فو الذي يحلف به لا يكلم رجل منا رجلا دخل في دين محمد ولا نناكحهم ولا نبايعهم ولا نجالسهم ولا ندخل عليهم ولا نأذن لهم في بيوتنا ، ففعلوا.

فبلغ ذلك عبد الله بن سلام وأصحابه فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] عند الظهر فدخلوا عليه فقالوا : يا رسول الله ان بيوتنا قاصية من المسجد فلا نجد متحدثا دون هذا المسجد ، وان قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركناهم ودينهم أظهروا لنا العداوة فأقسموا أن لا يناكحونا [ظ] ولا يواكلونا ولا يشاربونا ولا يجالسونا ولا يدخلوا علينا ولا ندخل عليهم ولا يخالطونا بشيء ولا يكلونا فشق ذلك علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل.

فبينما هم يشكون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] أمرهم إذ نزلت [هذه الآية] (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فقرأها عليهم [رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم] فقالوا : قد رضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين وليا.

وأذن بلال فخرج رسول الله صلى الله وآله [وسلم] والناس في المسجد يصلون من بين قائم في الصلاة وراكع وساجد ، فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل الناس فدعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] فقال : هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم. قال : ما ذا أعطاك؟ قال : خاتم فضة. قال : من أعطاكه؟ قال : ذاك الرجل القائم. فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإذا هو علي بن أبي طالب فقال : على أي حال أعطاكه؟ قال : أعطانيه وهو راكع. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا [الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ] وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) الى آخر الآية.

حدثنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا بكر بن سهل ، قال : حدثنا عبد العزيز بن

١٠

سعيد ، قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، وعن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قول الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) [قال :] يريد [الله تعالى من قوله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا] الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) علي بن أبي طالب. قال عبد الله بن سلام : يا رسول الله انا رأيت علي بن أبي طالب قد تصدق بخاتمه ـ وهو راكع ـ على محتاج فنحن نتولاه.

وروى أيضا في ص ٧٩ قال :

حدثنا محمد بن المظفر ، قال حدثنا علي بن أحمد بن سليمان ، قال حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ، قال حدثنا الخطيب بن ناصح ، قال حدثنا عكرمة ابن ابراهيم ، عن الكلبي ، عن أبى صالح :

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوضأ للصلاة فنزلت عليه : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية ، فتوجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى المسجد فاستقبل سائلا فقال له : من تركت في المسجد؟ قال : رجلا تصدق علي بخاتمه وهو راكع ، فدخل النبي صلي الله عليه وآله المسجد فإذا هو علي عليه‌السلام.

وروى أيضا في ص ٨٠ قال :

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير ، وعبد الرحمن بن أحمد الزهري ، قالا حدثنا أحمد بن منصور ، قال حدثنا عبد الرزاق ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه.

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه [في قوله تعالى] : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

١١

ومنهم العلامة الحسين بن الحكم الحبري في «ما نزل من القرآن في اهل البيت» (ص ٩ ونسخة مصورة من إحدى مكتبات روسيا في طاشكند) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال حدثني الحبري ، قال حدثنا حسن بن حسين ، قال حدثنا حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) نزلت في علي عليه‌السلام خاصة.

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن السيد جلال الدين الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ١٥٨ والنسخة في مكتبة الملي بفارس) قال :

وروى الزرندي أيضا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : اقبل عبد الله ابن سلام ومعه نفر من قومه ممن آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المسجد ، وان قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا. فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، ثم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم خرج الى المسجد والناس من بين قائم وراكع وجالس ، فبصر بسائل فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم : هل أعطاك احد شيئا؟ قال : نعم خاتم من ذهب. فقال : من أعطاكه؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده الى علي عليه‌السلام ، فقال النبي صلى

١٢

الله عليه وآله وبارك وسلم : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ثم قرأ (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) ، فأنشأ حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه (شعر):

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

فكل بطيء في الهوى ومسارع

أيذهب مدحي والمحبر ضائعا

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا

فدتك نفوس القوم يا خير راكع

وأنزل فيك الله خير ولاية

وبينها في محكمات الشرائع

الثالث

حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

روى عنه جماعة من أعلام القوم :

منهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري المتوفي سنة ٤٩٩ في «الامالي» (ص ١٣٧ ط القاهرة).

روى بسنده : عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصبهان ، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، قال حدثنا محمد بن عثمان أبي شيبة ، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز ، قال حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، قال حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم وهو نائم ـ أو يوحى اليه ـ وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحية فان كان شيء كان بي دونه ، فاستيقظ

١٣

وهو يتلو هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية ، قال : الحمد لله ، فرآني الى جانبه ، فقال : ما أضجعك هاهنا؟ فقلت : لمكان هذه الحية ، قال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها ، فأخذ بيدي فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا ، حق على الله جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء.

وفي ص ١٣٨ :

وبإسناده قال : حدثنا حصين عن هارون بن سعيد عن محمد بن عبيد الله الرافعي عن أبيه عن جده عن أبي رافع انها نزلت في علي عليه‌السلام.

ومنهم الحافظ ابو نعيم احمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي سماه «النور المشتعل» (ص ٦١ ط وزارة الإرشاد بطهران) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد [الطبراني] قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة [حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات ، حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع] قال : حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده [أبي رافع] قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] وهو نائم ـ أو يوحى اليه ـ وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية ، وقلت : ان كان منها شيء يكون بي لا برسول الله ، فاستيقظ [رسول الله] وهو يتلو هذه الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الآية.

١٤

[ثم] قال : الحمد لله. [قال] فرآني الى جانبه فقال : ما أضجعك هاهنا؟ قلت : لمكان هذه الحية. قال : قم إليها فاقتلها. فقتلتها [فحمد الله] ثم أخذ بيدي وقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك [شيء].

[قال أبو نعيم : و] رواه مخول عن عبد الرحمن [بن] الأسود عن محمد بن عبيد الله وقال : الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه.

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين احمد بن السيد جلال الدين عبد الله الحسيني الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ١٥٧ والنسخة مصورة من المكتبة الملي بفارس) قال :

وبالاسناد المذكور عن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم وهو نائم وحية في جانب البيت ، فكرهت ان أثب عليها فأوقظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم ، وخفت أن يكون موحى اليه ، فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم لئن كان منها سوء كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلم دونه ساعة واستيقظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك سلم وهو يقول : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ). الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي فضل الله إياه.

الرابع

حديث جابر بن عبد الله الانصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

١٥

منهم العلامة أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» خرجه العلامة المعاصر الشيخ محمد باقر المحمودي وسماه «النور المشتعل» (ص ٧٩ ط وزارة الإرشاد الإسلامي في طهران) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال حدثنا ابراهيم بن عيسى التنوخي ، قال حدثنا يحيى بن يعلى ، عن عبيد الله بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال :

جاء عبد الله بن سلام وأناس معه فشكوا مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ابغوني سائلا ، فدخلنا المسجد فدنا سائل اليه فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه. قال : فاذهب معي فأره هو لي ، فذهبنا وإذا علي قائم يصلي ، فقال السائل : هذا القائم أعطاني خاتمه وهو راكع ، فنزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

الخامس

حديث الامام علي بن ابى طالب

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

١٦

فمنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهانى الشافعي المتوفى سنة ٤٣٠ في «ما نزل من القرآن في علي عليه‌السلام» تخريج العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي سماه «النور المشتعل» (ص ٧١ ط وزارة الإرشاد الإسلامي بطهران) قال :

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال حدثنا عبد الرحمن بن سالم ، قال حدثنا محمد ابن يحيى بن الضريس الفيدي.

وحدثنا أبو محمد بن حيان ، قال حدثني سعيد بن سلمة النوري ، قال حدثنا محمد بن يحيى الفيدي ، قال حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية.

[قال :] فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله [وسلم] فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد ، فقام يصلي فإذا سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : لا الا ذلك الراكع ـ [مشيرا] لعلي ـ أعطاني خاتمه.

السادس

ما ذكره القوم في كتبهم :

وذكر جماعة من اعلام القوم في كتبهم وتفاسيرهم أن الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام :

١٧

منهم العلامة الشيخ ابو العباس احمد بن عمار المهدوى التميمي القيرواني المتوفى سنة ٤٤٠ في «التحصيل لفوائد كتاب التفصيل» (ص ١٧٢ ، والنسخة مصورة من مكتبة جامع سليمان باشا في اسلامبول) قال :

عن مجاهد والسدي نزلت في علي رضي‌الله‌عنه ، انه أعطى مسكينا خاتما من فضة وعلي رضي‌الله‌عنه راكع.

ومنهم العلامة الثعلبي في تفسير «الكشف والبيان» (ص ١٦٧ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتى بايرلند) قال :

وقال السدي وعتبة بن حكيم وغالب بن عبد الله : انما نزل (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) الآية في علي بن ابى طالب رضي‌الله‌عنه ، مر به سائل وهو راكع في المسجد وأعطاه خاتم.

ومنهم العلامة القاضي الشيخ محمود بن سليمان الكفوى المتوفى سنة ٩٩٠ في «اعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار» (ص ١٢٤ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتى في ايرلند) قال :

لا بأس بالسؤال والإعطاء ، لان السؤال كانوا يسألون على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد ، حتى أن عليا عليه‌السلام تصدق بخاتمه في الركوع فمدحه الله تعالى بقوله (يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

١٨

ومنهم العلامة الشيخ محمود ابو رقيعة الحنفي في «تعليقاته على الاختيار لابن مودود» (ج ٤ ص ١٧٦ ط مصطفى الحلبي بمصر).

ذكر مثل ما قاله الكفوى السابق.

ومنهم العلامة الاسكافي في «المعيار والموازنة» (ص ٢٢٨ ط بيروت) قال :

وفيه [علي عليه‌السلام] نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية : تصديقا لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «من كنت مولاه فعلي مولاه» إذا قرن الله ولايته بولاية رسوله.

ومنهم العلامة الشريف المرتضى لدين الله محمد بن يحيى بن الحسين ابن القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابى طالب في «مسائل عبد الله بن الحسن» (مصورة من مخطوطة مكتبة صنعاء في اليمن ج ٥ ص ١٦) قال :

ان هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فيقال : انها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وهو في منزله ، قال : لقد نزلت علي آية عجبت أمرها فانظروا من ذا الذي أدى الزكاة وهو راكع ، فإذا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قد جاءته مسكينة وهو راكع فسألته المنفعة فمد يده إليها فأخذت خاتمه من يده فوجده معها فقلبه في يدها ، فكان صلوات الله عليه المتزكى في صلاته فتصدق في ركوعه دون جميع أهل دهره.

١٩

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين احمد بن جلال الدين الحسيني الشافعي الشيرازي في «توضيح الدلائل» (ص ١٥٦ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

قال الامام الصالحاني رحمة الله تعالى عليه : سبب نزوله [أي الآية الكريمة ـ (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) ـ إلخ] ان المرتضى عليه‌السلام كان يصلي وسائل يسأل الناس فلم يعطه أحد شيئا ، فلما تجرع كأس اليأس وهم السائل مع فرط سورة الجوع خائبا على الرجوع أعطاه علي خاتمه وهو راكع ، فنزلت هذه الآية في شأنه ورجح بها على الاقران رجحان ميزانه وزاد بهذا الإحسان أبهة برهانه ومدح حسان هذا الإحسان في شعره :

أو في الصلاة مع الزكاة فقامها

والله يرحم عبده الصبارا

من ذا بخاتمه تصدق راكعا

وأسره في نفسه اسرارا

من كان بات على فرش محمد

ومحمد أسرى يؤم الغارا

من كان في القرآن سمي مؤمنا

في تسع آيات جعلن كبارا

وروى الامام الواحدي : لما دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبارك المسجد والناس بين نائم وراكع وساجد وأبصر سائلا فسأله : هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم خاتم من ذهب. قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : على أي حالة أعطاكه هو؟ قال :أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبارك وسلّم وقرأ الآية.

وقال أيضا في ص ١٥٧ :

٢٠