إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٠

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

١
٢

مستدرك

الآية الأولى ـ قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : ٣٣)

تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ١ وج ١٤ ص ٤٠ وج ١٨ ص ٣٥٩ وج ٢٢ ص ٦ وج ٢٤ ص ٢٦ ومواضع أخرى من هذه الموسوعة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣٤٣ ط دار الفكر) قال :

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : حين نزلت (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) كان يجيء نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى باب علي صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة ، رحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

قال أبو الحمراء : صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسعة أشهر ، فكان إذا أصبح أتى باب علي وفاطمة وهو يقول : يرحمكم الله ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

٣

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٢ ص ٩٨ ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :

ووضع نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ ..) ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٦٦ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة ١٤٠٦) قال :

عن واثلة قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلس فجاء رسول الله صلى الله ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما [آخذ] بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال : كساءه ، ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ..) ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق. فقلت : يا رسول الله وأنا من أهلك؟ فقال : وأنت من أهلي. قال واثلة : إنها لمن أرجى ما أرجو (ش ، كر).

وقال أيضا في ص ٧٢ :

إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (ش) (١).

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في «أبناء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في

٤

ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري

__________________

كربلاء» ص ٢٣ ط ٥ دار ثابت ـ القاهرة ، قال :

ولقد جاءته الخلافة فيما بعد ، فما ذا كانت له .. وما ذا كان لها ..؟ أما هي فكانت له عبئا فادحا ورزءا رهيبا ..

وأما هو فكان لها المؤمن الذي لا يصرفه عن مسئوليات إيمانه شيء ، والفدائي الذي لا تصرفه عن حب التضحية رغبة ولا تجفله رهبة.

لقد كان قادرا ـ لو أراد ـ أن يطوي بيمينه مائة حاكم من أمثال معاوية .. وأن يطوي بيمينه مائة شام ، لا شاما واحدة.

أجل. بقليل من الدهاء وبقليل من المسايرة كان قادرا على دحض التمرد كله ، لكنّ صرامته في احترام مبادئه وتطبيقها جعلته يؤثر المركب الصعب دوما.

كان مؤمنا بأن الحق يجب أن يمضى في طريقه دون مراوغة أو مسايرة أو دهاء.

وحين أشاروا عليه أن يستبقي معاوية بعض الوقت واليا على الشام ريثما تقر الأمور وتهدأ الفتنة صاح في مثيريه قائلا : أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور؟ لا والله ، لن يراني الله متخذ المضلين عضدا.

هذا هو الرجل الذي ربّى الحسن والحسين اللذين خاضا معه وخاضا من بعده معارك الحق في سبيل أن يبقى الدين دينا.

هذا هو الأب الذي أنجب أبطال كربلاء الذين سنرى الآن من بطولتهم عجبا.

وهذا هو بيت آل النبي بين القرابين والشهداء.

لقد نزل الوحي يوما بهذه الآية الكريمة : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ومن فوره دعا الرسول إليه عليا وفاطمة والحسن والحسين حيث دثرهم بردائه وضمّهم بحنانه وراح يقول في حبور عظيم : هؤلاء أهل بيتي.

أفكانت الدنيا بكل إغرائها وبذخها وغرورها هي الرجس الذي أذهبه الله عن آل هذا البيت الكريم ، فحال بينهم وبينها ببحار من دمائهم الزكية ، وجبال من تضحياتهم الشاهقة الفتيّة؟!

٥

الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ٩ ص ٦٨ ط دار الفكر في بيروت) قال :

وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة ، أما حديث أبي الحمراء فأخرجه ابن جرير وابن مردويه ، وفيه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي‌الله‌عنهما فقال : الصلاة الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) ـ الآية.

ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ٤٩ مكتبة غريب الفجالة) قال :

وعند ما نزلت الآية الكريمة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين وغطاهم بكساء : اللهم هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وقد نزلت الآية والرسول عند زوجه أم المؤمنين أم سلمة رضي‌الله‌عنها.

ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية المتوفى سنة ٧٢٨ في «علم الحديث» (ص ٢٦٧ ط بيروت) قال :

وأدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.

ولما أراد أن يباهل أهل نجران أخذ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وخرج ليباهل بهم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول

٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٥٦ ط القاهرة) قال :

وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ الأحزاب ٣٣].

وقال أيضا في ص ٧٧ :

عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء. فقال ابن عباس : بل أقوم معكم. قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال : فابتدءوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ـ إلى أن قال :

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ الأحزاب ٣].

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١٠ ص ٢٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :

نزلت هذه الآية في خمس : فيّ وفي علي.

مجمع ٩ / ١٦٧ ـ منثور ٥ / ١٩٨.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن جرير الطبري في «ذيل المذيل» (ص ط دار المعارف ، القاهرة) قال :

حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، وسفيان بن وكيع قالا : حدثنا أبو نعيم الفضل بن

٧

دكين ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، قال : أخبرني أبو داود ، عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة عليهما‌السلام فقال : الصلاة الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الجويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي ، وهشام بن عمار الدمشقي قالا : حدثنا حاتم ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قالا : أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منها أحبّ إلىّ من حمر النعم :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله أتخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فتطاولنا إليها. فقال : ادعوا إلىّ عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه.

ولما نزلت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

٨

مستدرك

الآية الثانية ـ قوله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ

سِرًّا وَعَلانِيَةً ..) الآية (البقرة : ٢٧٤)

تقدم نقل نزولها في شأن سيدنا علي عليه‌السلام عن العامة في ج ٣ ص ٢٤٦ وج ١٤ ص ٢٤٩ وج ٢٠ ص ٤٤ وج ٢٢ ص ٧٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم : الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١١ ص ٩٧ ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :

حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي ، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ، ثنا عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قول الله عزوجل (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب كانت عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السرّ واحدا وفي العلانية واحدا.

٩

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ١٨ ص ٩ ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عباس في قوله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال ـ فذكر مثل ما تقدم عن «المعجم الكبير».

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣٠ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

عن ابن عباس في قوله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) قال : نزلت في علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه كانت معه أربعة دراهم فأنفق في الليل درهما وفي النهار درهما وفي السرّ درهما وفي العلانية درهما ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حملك على هذا؟ فقال : أن أستوجب على الله ما وعدني. قال : إن ذلك لك. فنزلت الآية. وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل.

ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٦٢ ط ١ دار الحكمة اليمانية) قال :

قوله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ..) الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا ودرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ،

وقيل : لأنه عليه‌السلام بعث إلى أهل الصفة بسويق تمر ليلا.

ومنهم العلامة المقري عمر بن قاسم بن محمد الأنصاري في «الوجوه النيرة في

١٠

قراءة العشرة» (ص ٢٧٣ مصورة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

قوله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ..) الآية ـ فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المعجم الكبير.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا سنة ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٣ ص ٢٠٢ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

ونقل الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : كان مع علي رضي‌الله‌عنه أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية. فأنزل الله تعالى قوله (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة.

١١

مستدرك

الآية الثالثة ـ قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ

ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (البقرة : ٢٠٧)

تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه‌السلام في ج ٣ ص ٢٣ وج ٦ ص ٤٧٩ وج ٨ ص ٣٣٥ وج ١٤ ص ١١٦ وج ٢٠ ص ١٠٩ وج ٢٢ ص ٣٠ وص ٥٥٨ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٤١٤ ط دار طلاس دمشق) قال:

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي ، قال : نا علي بن الحسن بن فضال ، قال : نا الحسن بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثني أبي قال : نا عبد الله بن جبير ، عن قيس بن ربيع ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين.

في قول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب حين خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر إلى الغار ، وكان

١٢

علي بن أبي طالب على فراشه.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٣٠ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وذكر الإمام أبو حامد الغزالي رحمه‌الله في كتاب إحياء علوم الدين في باب فضيلة الإيثار قال : ولمّا بات علي رضي‌الله‌عنه على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة فأحبّاها. قال : فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فكان جبرئيل عليه‌السلام عند رجليه وميكائيل عند رأسه وجبرئيل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، وأنزل الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ..) الآية.

ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٤٥ ط دار الحكمة اليمانية) قال في تفسير الكريمة :

وقيل : نزلت في علي عليه‌السلام بات على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة خرج إلى الغار. عن ابن عباس.

وروي أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادي : من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٣١٩ ط دار الفكر) قال :

١٣

وعن عبد الله بن عباس قال : أنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا على فراشه ليلة انطلق إلى الغار ، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره علي أنه قد انطلق فأتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليا وجعلوا يرمونه ، فلما أصبحوا إذا هم بعلي فقالوا : أين محمد؟ قال : لا علم لي به. فقالوا : قد أنكرنا تضوّرك ، كنا نرمي محمدا فلا يتضوّر ، وأنت تضوّر ، وفيه نزلت الآية (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ).

وعن أبي رافع : إنّ عليا كان يجهز النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين كان بالغار ويأتيه بالطعام ، واستأجر له ثلاث رواحل : للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولأبي بكر ودليلهم ابن أريقط ، وخلّفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج إليه أهله ، فخرج وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه ، وما كان يؤتمن عليه من مال ، فأدّى علي أمانته كلها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال : إن قريشا لن يفقدوني ما رأوك ، فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيرون عليه رجلا يظنونه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا : لو خرج محمد خرج بعلي معه ، فحبسهم الله عزوجل بذلك عن طلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين رأوا عليا ولم يفقدوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة ، فخرج علي في طلبه ، بعد ما أخرج إليه أهله ، يمشي الليل ويكمن النهار حتى قدم المدينة ، فلما بلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدومه قال : ادعوا لي عليا ، قيل : يا رسول الله لا يقدر أن يمشي. فأتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم ، وكانتا تقطران دما فتفل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في يديه ، ثم مسح بهما رجليه ، ودعا له بالعافية ، فلم يشتكهما علي حتى استشهد.

١٤

وعن علي قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس ، وإنما كان يسمى الأمين ، فأقمت ثلاثا وكنت أظهر ، ما تغيبت يوما ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مقيم ، فنزلت على كلثوم بن الهرم ، وهنالك منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في «المنهاج السوي ـ شرح منظومة الهدى النبوي» للحسن بن إسحاق (ص ٢٦٩ ط دار الحكمة اليمانية ـ صنعاء) قال : وكان علي عليه‌السلام أول من شرى نفسه من الله وفدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي ذلك يقول:

وقيت بنفسي خير من وطء الثرا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به

فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وذكر الغزالي في إحياء علوم الدين أن ليلة بات علي عليه‌السلام على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوحى الله إلى جبريل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة واختلفا. فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد ، فبات على فراشه ويفديه بنفسه فيؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فكان جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل عليه‌السلام ينادي : بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ..) [البقرة ٢ / ٢٠٧] الآية.

ومنهم العلامة أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي

١٥

المتوفى سنة ٥٠٥ في «ذم البخل وفضل السخاء» (ص ١٥٥ ط دار الاعتصام) قال :

وبات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما‌السلام : إني آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة وأحبّاها. فأوحى الله عزوجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فكان جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل عليه‌السلام يقول : بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) [البقرة : ٢٠٧].

١٦

مستدرك

الآية الرابعة ـ قوله تعالى (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ

وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (آل عمران : ٦١)

قد تقدم ما يدل على نزولها في علي وأهل البيت عليهم‌السلام عن العامة في ج ٣ ص ٤٦ و ٧٥ وج ٩ ص ٧٠ وج ١٤ ص ١٣١ وج ١٨ ص ٣٨٩ وج ٢٠ ص ٨٤ وج ٢٤ ص ٢ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٢٧) قال :

ولما نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن مسلم الكاتب الدينوري في «الإختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط بيروت) قال :

قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) الآية ، فدعا حسنا وحسينا.

١٧

(وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليها‌السلام. (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا علياعليه‌السلام.

ومنهم العلامة صاحب «القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم» (ص ٢١ ط بيروت) قال :

وقد ثبت في الصحاح حديث وفد نجران ، ففي البخاري ومسلم عن حذيفة ، وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

وقال أيضا في ص ٥١ :

ولما أنزل الله آية المباهلة (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ..) الآية ، دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة رضي‌الله‌عنها وحسنا وحسينا رضي‌الله‌عنهما وخرج للمباهلة.

ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ٨ ص ٣٤٩ ط دار الفكر في بيروت) قال :

قوله (قال : لما نزلت هذه الآية) أي المسماة بآية المباهلة (ندع أبناءنا وأبناءكم ..إلخ) الآية بتمامها مع تفسيرها هكذا : فمن حاجك فيه ، أي فمن جادلك في عيسى وقيل : في الحق (من بعد ما جاءك من العلم) ، يعني بأن عيسى عبد الله ورسوله ، فقل : تعالوا أي هلموا ندع أبناءنا وأبناءكم أي يدع كل منا ومنكم أبناءه ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أي نتضرع في الدعاء فنجعل لعنة الله

١٨

على الكاذبين بأن نقول : اللهم العن الكاذب في شأن عيسى ، (دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا) فنزله منزلة نفسه لما بينهما من القرابة والأخوة ، (وفاطمة) أي لأنها أخص النساء من أقاربه (وحسنا وحسينا) فنزلهما بمنزلة ابنيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم(فقال : اللهم هؤلاء أهلي).

وقال أيضا في ص ٣٥٠ :

قال المفسرون : لما أورد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الدلائل على نصارى نجران ثم أنهم أصروا على جهلهم قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم. فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك ، فلما رجعوا قالوا للعاقب ـ وكان ذا رأيهم ـ : يا عبد المسيح ما ترى؟ قال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالكلام الفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لكان الاستئصال ، فإن أبيتم إلا الإصرار على دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد خرج وعليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرط من شعر أسود ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي رضي‌الله‌عنه خلفها وهو يقول : إذا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو دعت الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا تبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.

ثم قالوا : يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك ، وأن نقرك على دينك. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين. فأبوا. فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فإني أناجزكم ، أي أحاربكم. فقالوا : ما لنا بحرب العرب المسلمين طاقة ، ولكن نصالحك أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا

١٩

على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة ، ألفا في صفر وألفا في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد ، فصالحهم على ذلك.

قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ولو لا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رءوس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.

قوله (هذا حديث حسن غريب صحيح) وأخرجه مسلم مطولا ، وكذا أخرجه الترمذي مطولا في مناقب علي.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٧١ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

ولما نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) [٣ ـ آل عمران] دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

وقال أيضا في ص ٧٥ :

ولمّا نزلت هذه الآية (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) [٣ ـ آل عمران : ٦١] دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي.

ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ٢ ص ٣٠٩ ط دار الحكمة ـ دمشق وبيروت سنة ١٤٠٢) قال :

روي أنهم لما دعوا إلى المباهلة قالوا : حتى ننظر في أمرنا ، فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم : ما ذا ترى؟ فقال : والله لقد عرفتم نبوته ، ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحبكم ، والله ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم ،

٢٠