موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ١

طوني مفرّج

دخلها الملك الظاهر بعد أربعين يوما من الحصار ، فدكّ القلعة والحصن على رأس الجبل ، ما اضطرّ الإهدنيّين إلى الهرب". وبعد أن عادوا إلى بلدتهم شيّدوا كنيسة مار جرجس القديمة على أطلال القلعة التي ذكرنا ، كما بنوا كنيسة سيّدة الحصن على آثار الحصن الذي كان قائما فوق الجبل المجاور لإهدن.

لم يذكر المؤرّخون تاريخ عودة السكّان إلى إهدن بعد تلك الموقعة ، إلّا أنّ هذه العودة كانت من دون شكّ قبيل الفتح العثماني ١٥١٦ ، إذ إنّ العثمانيّين قد منحوا أهالي إهدن أرض زغرتا في العام ١٥١٧ ، أي بعد الفتح العثماني بسنة واحدة يوم كان الشيخ إسكندر الإهدني على إقطاعتها. (راجع زغرتا) كما تذكر المدوّنات أنّه في سنة ١٥٨٦ أحرقت إهدن ، ولم يعرف كيف كان ذلك ولأيّة أسباب ، أمّا ذكر هذا الحريق فقد ورد في مخطوط سريانيّ محفوظ في المكتبة العموميّة بباريس تحت رقم ٢٧٠ ، وقد ورد في إحدى صفحاتها : " وصار حريق إهدن سنة ١٨٩٧ يونانيّة أي في سنة ١٥٨٦ م". ويبدو أنّ تلك كانت آخر النكبات التي حلّت بإهدن ، وبدأت منذ ذلك الحين تنمو وتزدهر من دون انقطاع.

عائلاتها

موارنة : أبش ـ أبشي ـ قبشي. أبو أنطون ـ بو أنطون. أبو توما. أبو الحسن. أبو خطّار. أبو درع. أبو ديب ـ بو ديب ـ ديب. أبو رضا ـ بو رضا. أبو ريحان. أبو زيد. أبو ستّوت ـ بو ستّوت. أبو شبل. أبو شكّور. أبو صالح. أبو ضاهر. أبو عرب. أبو فقوم ـ بو فقوم. أبو قسوم. أبو محرز. أبو مفلح. أبو نعمة. أبو هارون. أنطون. الأهل. إبراهيم الخوري. إجبع. إسبر.

١٤١

إسحق ـ إسحاق. اسكندر. اسميعين. إندراوس. أنطون. البابا. باتور. باخوس.

البادري. البارودي. باسيم. الباشا (الخوري تادي). الباشا. بدور. بركات.

بشارة. بشير. بصبص. بلعيس. بولس. ترازيا. التنوري. التولاني. جبران.

جربوع. جريج. الجعيتاني. الجليلاتي. جيرين. الحاج. الحايك. الحراق.

حربيّة. الحزوري. حصري. الحصري. الحلبي. حلّيس. حنّا. حنّا ديب.

الخازن. خازن. خالد. خليل. الخواجا ـ الخواجة. الخوّام. خوري. الخولي.

الخويري. الداية. الدحداح. دحدح. دحدوح. الدويهي. راجي صليبا. الراهب.

رجّي. الرعيدي. رفّول. الرهبان. روميّة. الريّس. زادة. زخيا. زعتر.

زعيتيني. زكّا. زيادة. سابا. ساروفيم ـ صاروفيم. الست. السخن. سعادة.

السقال. السكاف. سيدة. الشالوحي. شاهين. شحادة. الشدراوي. الشدياق.

شلهوب. شمعون. الشيخ وفا. الشيخة ـ الشيخا. الصائغ ـ الصايغ. صادق.

صاصيّة. صهيون. صهيوني. الصوص. صوطو. صوما. الصيصا.

الضعيف. الضنّاوي. الطبر. الطبيش. الطحش. طربيه. طيّون. عاقلة.

العاقوري. عبد الله. عبّود. عبيد. العرباوي. العريجي. عزيزي. العشّي.

العشيشاتي. العفشي. العكّاري. العلم. العم. عميرة. عنتر. العويجي. عيروت.

عيسى. غاطه ـ غاتا. غالب. غزال ـ غزالي. غسطين. فرشخ. فرنجيّة.

فرنسيس. فضّول. فنيانوس. فيّاض. قبلان. قرطباني. قرياقوس. القزّي. القس حنّا. القسيسي. قمر. القندلفت. قنيعر. القوّال. القيّم. كرم. كعدو. كعدي.

الكوسا. لاشين. لبيان. لحّود. لطفي. ليشاع ـ ليشع. ماما. متّى. مخلوف.

مرعب. مرعبي. مرقص. المصري. المعرّاوي. معربس. معوّض.

المقسيسي. مكاري. منّاع. مورا. موسى. موسى تادروس. مونرشا. نادر.

ناصيف. نجم. نجمة. نخلة. نصر. نصّور. نظيرة. نعمة. نعّوم. نمنوم.

الهاني. وهبي ـ وهبة. يزبك. يميّن. يواكيم.

١٤٢

روم أرثذوكس : إبراهيم. الحدّاد. مقشّر. نقولا.

أرمن كاثوليك : أرسلانيان. أغوبيان. باهادوريان. طوباليان.

أرمن أرثذوكس : دنكيكيان. مانسيان. مانويان. هريشيان.

روم كاثوليك : حبيب. الهاشم.

سنّة : أفيوني. الحلّاني. شمّا.

شيعة : حسّون.

علويّون : ونّوش.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة كنيسة مار ماما : هي أوّل كنيسة شادها جدود المجتمع الحالي لإهدن على أنقاض هيكل سلوقيّ يقع في ناحية الشرق من البلدة. وهي على اسم القدّيس ماما الذي استشهد ٢٧٤ ، ويعود تاريخ بنائها إلى أواسط القرن الثامن ، ويحدّد باحثون هذا التاريخ بالعام ٧٤٩. وقد استعملت في بنائها حجارة هياكل وثنيّة قديمة ، ومعظم هذه الحجارة يحمل نقوشا ورموزا متعدّدة. وكان في ساحة الكنيسة حجر كبير نقشت عليه عبارات لم تحلّ رموزها ، وقد نقل هذا الحجر في أواخر القرن التاسع عشر من إهدن إلى متحف باريس ووضع بين مجموعة الآثار تحت رقم ٤٥٢٤ ويحمل هذا الحجر تاريخ سنة ٢٧٢ م. ، وفي سنة ١٩١٠ وهب وكلاء الوقف بالاتفاق مع البطريرك الماروني دير مار ماما ودير مار إسطفان والبستان الذي بينهما إلى راهبات المحّبة الفرنسيّات اللعازريّات ليبنين مدرسة لفتيّات إهدن فوق البناء القديم ويجعلن دير مار ماما كنيسة للمدرسة ، وفي سنة ١٩٧٠ تمّ الاتّفاق على عودة مار ماما إلى وقف

١٤٣

إهدن ، وقد خضع بناء الدير والكنيسة مؤخّرا لأعمال ترميم أعادت إليه هندسته الأصليّة القديمة ، وأصبح مركزا أثريّا.

دير وكنيسة مار جرجس المارونيّان الأثريّان : يقول مؤرّخو السريان إنّهما من أقدم الأديار والكنائس السريانيّة في لبنان ومن أشهرها وأفخمها ، وإنّ هذه البيعة قد بنيت ببقايا هياكل إهدن الوثنيّة. ويقول الأب لامنس إنّه ليس بمستبعد أن تكون الكنيسة من أقدم كنائس لبنان وقد شيّدت في عهد يوستينيان في القرن السادس أو على أيدي المهندسين الذين جروا على طريقة بنائه. ويحتمل بعض الباحثين أن تكون شيّدت بعد يوستينيان ولكن على طراز الكنائس المنسوبة إلى هذا الملك. ومن الثابت أنّ هذه الكنيسة قد رمّمت وأعيد بناؤها مرارا ، أمّا الكنيسة الحاليّة القديمة فقد أنشئت سنة ١٤٧٠. وبني بقربها كاتدرائيّة حديثة مؤخّرا على اسم مار جرجس أيضا.

دير وكنيسة مار سركيس وباخوس المارونيّان الأثريّان : دير أثري ماروني للرهبان الأنطونيّين يقول مؤرّخو السريان إنّه كان لطائفتهم قبل دخول المارونيّة إلى إهدن ، وقد سمّاه الأقدمون" دير مار سركيس راس النهر" لأنّه قريب من نبع مار سركيس المنسوب إليه ، وتمييزا له عن سائر الأديار المؤسّسة على اسمه. شيّد بعد دير مار ماما ومار جرجس. أمّا هيكل الكنيسة الحاليّة فبني على مرحلتين : الأولى سنة ١٨٧٦ على عهد الأب أنطونيوس رفّول إجبع الأنطوني ، والثانية سنة ١٨٧٩ على عهد الأب إسكندر كرم. ومؤخّرا تمّ تأهيل الكنيسة فقشطت حجارة جدرانها بفضل أموال رصدها الأب شربل أبي خليل رئيس الدير الأنطوني ، ورصفت أرضها ببلاط يتوافق مع الحجارة ، سدّد ثمنها إيفاء لنذر مهاجر زغرتاوي إلى أوستراليا من آل الدويهي. وأكثر ما يلفت اليوم في الكنيسة قناطرها التي تتوّج المذبح ، وتتوسّطها لوحة مرسومة بريشة الأب بسلوقيتي الأنطوني سنة ١٩٧٨ ،

١٤٤

ويحاذيها إلى اليسار حجر كان معصرة زيت وثبّت بيتا للقربان. وإلى اليمين بيت الزيت المقدّس والذخائر. وينتصب قبالتها جرن فينيقي عثر عليه أثناء حراثة أرض الرهبان في علما. وقربه جرن كبّة عليه شمعدنان. ويكتسب ترميم هذا المعبد أهميّة خاصّة ، لأنّه يشكّل كلّ ما تبقّى من الدير القديم بعد ورشة التحديث التي طاولته بين ١٩٨٤ و ١٩٨٧.

دير وكنيسة مار يعقوب المارونيّان الأثريّان : يقع هذا الدير في ناحية إهدن الشرقيّة ، وكنيسته ذات هندسة شرقيّة طولها زهاء أربعة عشر ذراعا في عرض سبعة اذرع ، وارتفاع تسعة. وثخانة جدرانها تناهز الذراعين. وفي شرقيّ الكنيسة ثلاثة مذابح وبالقرب منها جرن للمعموديّة. وهو مبنيّ فوق صخر عملاق. وبحسب مؤرّخي السريان أنّهم بنوه على اسم مار يعقوب المقطّع أحد شهدائهم سنة ٤٢١ على يد بهرام ملك الفرس ، وبقي هذا الدير بحوزتهم حتّى سنة ١٤٨٨ حيث انتقل رهبانه إلى ديرهم مار قرياقوس في حدشيت ؛ إلّا أنّ مؤرّخي الموارنة يقولون بأنّ بعض الأحباش القائلين بالطبيعة الواحدة قد توصّلوا في أواسط القرن الخامس عشر إلى الإقامة في دير ماريعقوب الذي كان قائما في إهدن بعد دخولهم إلى بشرّي حيث اتّبع مذهبهم مقدّمها عبد المنعم ، ما أدّى إلى دخولهم بقوفا المجاورة لإهدن ثم إلى إهدن حيث سكنوا هذا الدير ، فدعي منذ ذلك الحين دير مار يعقوب الأحباش ، إلّا أنّ الإهدنيّين ما لبثوا أن طردوا هؤلاء من الدير ، فتسلّمه الموارنة برئاسة الخوري يعقوب الدويهي ، وسكنه بعد ذلك المطران جرجس عميرة (بطريرك ١٦٣٣ ـ ١٦٤٤) كما سكنه الخوري إسطفان الدويهي قبل ارتقائه إلى الأسقفيّة فالسدّة البطريركيّة.

كنيسة مار بطرس المارونيّة الرعائيّة : كنيسة أثريّة تعود إلى الأجيال المارونيّة الأولى ، موقعها في الحارة الشرقيّة العليا ، بنيت على أنقاض مذبح

١٤٥

وثني كان بناه جيش الإسكندر سلوقس الذي دخل إهدن سنة ٣٠٠ ق. م. ، وقد ضربت وجدّد بناؤها مرّات عدّة. حصل ذلك لأوّل مرّة عند هجوم المماليك على إهدن ١٢٨٢ ، وأعاد الأهالي بناءها بعد ثلاث سنوات ، ثمّ انهارت وبقيت خرابا طوال القرن السادس عشر إلى أن أعيد بناؤها في أواخر القرن السابع عشر ، وفيها سام البطريرك الدويهي كهنة كثرا ، في مقدّمهم الخوري مخايل الدويهي ١٦٧٩ ، والخوري حنّا الدويهي ١٦٨٠ ، والخوري جرجس الدويهي. ثمّ أعيد بناؤها في القرن الثامن عشر على يد الشيخ جرجس بولس الدويهي حاكم إهدن بين ١٧٥٧ و ١٧٧٩ ، وسنة ١٩٠٠ شهدت ورشة ترميم على نفقة حوّاء كرم شقيقة يوسف بك كرم ووالدة أمين بك طربيه ، وكانت تضمّ بلاطتين رخاميّتين تؤرّخان ترميمين إضافيّين لها في سنتي ١٩١٥ و ١٩٤٥. ومؤخّرا تمّ ترميمها بتمويل من السيّد جورج الدويهي ، فأزيل التلبيس عن حجرها وتمّ تكحيلها من الداخل والخارج وتزويدها بمذابح ثلاثة تلائم الطابع التراثي. ودشنت وكرّست في قدّاس احتفالي في ٢٧ حزيران ١٩٩٨.

كنيسة سيدة الحصن المارونيّة الرعائيّة : تعتبر سيّدة الحصن شفيعة إهدن ، تقوم لها كنيسة على قمّة جبل تسمّى" قمّة السيّدة" ، مردّ تسميتها ب" سيدة الحصن" يعود إلى أنّه في نهاية عهد الصليبيّين ، عندما كانت جحافل المماليك تعيث فسادا في جبال لبنان العالية ، تصدى لها الإهدنيّون ، وكان خطّ دفاعهم الأوّل في الجبل الذي تقوم عليه كنيسة السيّدة التي تحصّن فيها المدافعون ، والخط الثاني التلّة المشيّدة فوقها كنيسة مار جرجس في وسط البلدة ، وبعد أن قفل المماليك عائدين إلى طرابلس ، عاد الإهدنيّون ورمّموا بناء كنيسة السيّدة الذي تضرّر بسبب هجمات المماليك ، وأطلقوا على الكنيسة اسم" سيّدة الحصن". وفي أواخر القرن الخامس عشر ، امتدّت بدعة الطبيعة الواحدة إلى جبّة بشرّي في الجبل ، فمال إلى هذه البدعة مقدّم بشرّي عبد المنعم أيّوب

١٤٦

الثاني ، ما سبّب انقساما خطيرا بين السكّان بعد أن تفشّت البدعة في المنطقة وأقامت لها أسقفا على قرية بقوفا على أبواب إهدن ، وتوصّل بعض الأحباش من القائلين بالطبيعة الواحدة إلى الإقامة في دير مار يعقوب في إهدن نفسها ، فدعي منذ ذلك الحين دير مار يعقوب الأحباش ، إلّا أنّ الإهدنيّين ما لبثوا أن طردوا هؤلاء من الدير ، فقام المقدّم عبد المنعم بالتعاون مع شيوخ" الضنيّة" بمهاجمة إهدن ، فهبّ المطرانان يعقوب وابراهيم أمام الإهدنيّين للدفاع عن البلدة ، وخرج البطريرك بطرس بن حسّان من مغارة قنّوبين واجتمع بالثائرين الموارنة في جبل" سيّدة الحصن". فكمن الإهدنيّون للمقدّم عبد المنعم الذي سار إليهم من جهة تولا ، في كنف" سيّدة الحصن" في سهلة" حمينا" ، ودارت معركة عنيفة قتل فيها من قتل من جيش المقدّم ، وفرّ من نجا باتّجاه الساحل. ويعتبر التقليد أنّ انتصار الإهدنيّين في هذه الموقعة التي حصلت سنة ١٤٨٨ إنّما كان بشفاعة سيّدة الحصن. وفي هذا الشأن كتب البطريرك الدويهي : " ولقد تمّ هذا الإنتصار الكبير بشفاعة العذراء مريم سيّدة الحصن التي أقامها الإهدنيّون شفيعة تاريخيّة لهم ، وهكذا نجا لبنان من البدعة اليعقوبيّة إلى الأبد بشفاعة مريم ...". وفي سنة ١٩٨٤ بوشر العمل ببناء كنيسة جديدة على اسم سيّدة الحصن إلى جانب الكنيسة القديمة ، تبرّع بنفقاتها الشيخ فايز معوّض ، وقد تمّ إنجاز البناء سنة ١٩٨٩ ، ودشّنت الكنيسة في عيد انتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب من تلك السنة. وفي ٧ أيلول ١٩٩٧ أزيح الستار عن تمثال لسيّدة الحصن رفع فوق الكنيسة الجديدة ، تبرّعت بتكاليفه مؤسّسة المرحوم فايز معوّض الإجتماعيّة الخيريّة ، ويمثّل التمثال السيّدة العذراء فاتحة ذراعيها ووجهها صوب الساحل ، وهو أعلى تمثال للعذراء في لبنان ، على اعتبار أنّ الجبل يعلو ١٥٩٧ مترا عن سطح البحر ، فإذا أضيف إليه ارتفاع الكنيسة ، يصبح التمثال على ارتفاع يزيد عن ١٦٠٠ متر. وقد صنع

١٤٧

في إيطاليا على يد الفنّان الإيطاليّ كوالكيري الذي ساهم في عمليّات ترميم أهرامات مصر ، نحته من رخام كارارا الأبيض بعلوّ ٦٠ ، ١٠ م. وقطر قاعدته ٤ أمتار ، ووزنه نحو ٩٥ طنّا. وكانت سبقت إنجازه في إيطاليا دراسات تتعلّق بمقاومته الزلازل وسرعة الرياح التي تبلغ في الشتاء أحيانا ال ١٢٠ كلم في الساعة. وحملت قطع التمثال الأربع من مطار بيروت إلى موقعه شاحنتان ، وجهّز بعد التركيب بجهاز مانع لالتقاط الصواعق.

كنيسة سيدة الحارة الأثريّة الرعائيّة المارونيّة : كنيسة صغيرة معقودة ، موقعها في حي إهدن السفلي للجهة الجنوبيّة من البلدة ، وهي ذات باب واحد لجهة الغرب ونافذة صغيرة لجهة الجنوب ، مذبحها قديم يقوم تحت قنطرة معقودة ، وقد اشتهرت هذه الكنيسة بمكرمات عديدة ، إليها يلجأ الأهالي عند الملمّات طالبين شفاعة سيّدتها ، وحولها تقع مدافن إهدن القديمة. وحول تاريخها يقول البطريرك الدويهي أنّه في العام ١٥١٢ اجتمع أهل إهدن ووضعوا أساس كنيسة السيدة التي في الحارة السفليّة ، وكانت الكلفة أكثرها على بيت معوّض وزوجة المقدّم الياس عسّاف من بيت البها بنت قاضي طرابلس. ويقول مؤرّخون محدثون إنّه بعد الإنتصار على القائلين بالطبيعة الواحدة ، بنى الإهدنيّون كنيسة في وسط البلدة على اسم العذراء دعوها" سيّدة الحارة" ، وكانت بمثابة فرع تابع لسيّدة الحصن. وسنة ١٩٨٣ تمّ ترميم الكنيسة أثريّا. كنيسة السيدة ومار ابحاي : كنيسة رعائيّة مارونيّة يقول مؤرّخو السريان أنّ السريان القائلين بالطبيعة الواحدة قد بنوها قبل دخول المارونيّة إلى البلدة ، ومار ابحاي ولد في ماردين وعاش في عهد ثيودوسيوس الكبير (٣٧٩ ـ ٣٩٥) وابتنى رهبانه ديرا بجوار سويرك اشتهر باسمه وعرف أيضا ب" دير السلالم" ، ولا ذكر لمار ابحاي إلّا في كلندار السريان دون سائر الكلندارات شرقا وغربا".

١٤٨

كنيسة مار يوحنّا مقطوع الرأس الأثريّة : رعائيّة مارونيّة قديمة العهد ، تقع بين دير مار ماما وكنيسة مار بطرس ، مبنيّة على أنقاض معبد وثنيّ. ويروى أنّه بينما كان الأقدمون يضعون أساس هذه الكنيسة ، وجدوا تحت الأنقاض صنما جبّارا لم يتمكّنوا من تحريكه ، فجعلوا البناء فوقه ، إلّا أنّ تلك الكنيسة سرعان ما تزعزعت وانهارت ، ولم يبق منها سوى مزار صغير بداخله صورة القدّيس الشهيد.

كنيسة ودير مارت مورا الأثريّان للطائفة المارونيّة : من أشهر أديار الموارنة في لبنان في تاريخهم الديني ، يرد ذكرهما منذ القرن السادس عشر. هذا الدير التاريخيّ يقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من إهدن ، في مكان يشرف على وادي قزحيّا وعلى البحر ، وتشرف عليه جبال الجبّة والكورة والبترون. ويستفاد من حاشية عثر عليها البطريرك الدويهي على كتاب إنجيل كان محفوظا في كنيسة بجّة جبيل أنّ الفراغ من بناء هذا الدير كان سنة ١٣٣٩ ، وقد عمل فيه الخراب مرارا. سكن الدير أحبار وعلماء ونسّاك ورهبان اشتهرت أسماؤهم ، وكان هذا الدير أوّلا محبسة للنسّاك المنفردين ، ثمّ حوّل إلى دير له رئيس ويعيش الرهبان فيه حياة مشتركة ، ثمّ أصبح أوّل مقرّ لكرسي مطرانيّة إهدن قبل أن يتحوّل مهدا للرهبانيّة المارونيّة التي نشأت فيه سنة ١٦٩٥ بإذن من البطريرك الدويهي. أمّا اليوم فيتألّف الدير من كنيسة وغرفة كبيرة ملاصقة معقودتا السقف ، ولا يزال المذبح قائما على حالته القديمة. وقد تمّ الانتهاء من ترميم الدير ترميما فنيّا الغاية منه إبراز طرازه الأثريّ على حقيقته سنة ١٩٨٣.

كنيسة مار إسطفان الأثريّة : رعائيّة مارونيّة قديمة العهد على إسم أوّل الشهداء ، تقع على مسافة مئة متر من مار ماما إلى الجنوب الغربي ، مبنيّة على أنقاض معبد وثنيّ. اندثرت ولم يبق من أثرها سوى مزار صغير بداخله

١٤٩

صورة القدّيس الشهيد الأوّل في المدرسة التابعة لراهبات المحبّة قرب ميدان إهدن. وفي العام ١٩٠٢ بإذن من البطريرك الحويّك إلى وكلاء الوقف تمّ تسليم بستان تابع لوقفيّة مار إسطفان لاستعماله مدرسة صيفيّة لأبناء الرعيّة. كنيسة سيّدة جوعيت : رعائيّة مارونيّة أثريّة.

كنيسة سيّدة المعونات : وجدنا ذكرا لها في بعض المراجع على أنّها رعائيّة مارونيّة ، بينما لم تذكر في مراجع أخرى.

كنيسة مار أنطونيوس : رعائيّة مارونيّة ، بنيت حديثا تخليدا لذكرى شهداء ١٣ حزيران ١٩٧٨ في طليعتهم طوني بك سليمان فرنجيّة وزوجته وابنته ورفاقه.

كنيسة مار عبدا : رعائيّة مارونيّة تقع فوق نبع مار سركيس إلى الجهة الشماليّة على علوّ مائة متر من النبع ، وفي داخلها مذبح صغير إلى الشرق تعلوه صورة مار عبدا ، يدلّ على قدمها أنّ البطريرك الدويهي سام سنة ١٦٨٠ إبن أخيه الخوري يوسف الدويهي كاهنا على مذبحها. وفي أسفل الكنيسة على مسافة أربعين مترا نبع ماء يعرف بنبع مار عبدا.

كنيسة مار غالب : رعائيّة مارونيّة قديمة العهد ، مبنيّة على أنقاض معبد وثنيّ ، تقع بجوار كنيسة مار ماما ، كانت مؤلّفة من معبد صغير ذات مذبح واحد قائم في الجدار الغربي ، وقد استعملت الرعيّة هذه الكنيسة مدرسة لأبنائها قديما ، إلى أن تقوّضت جدرانها واندثرت تماما سنة ١٧٩٩.

كنيسة مار سمعان الرعائيّة المارونيّة : موقعها في وسط إهدن ، بنيت ١٨٠٣ كما يظهر في كتابة تأريخيّة على صورة مار سمعان العمودي المحفوظة في السكرستيّة ، وهي الصورة الأصليّة الأولى التي وضعت في الكنيسة.

دير وكنيسة مار بولس المارونيّان : هذا الدير الذي فيه كنيسة صغيرة على اسم مار بولس ، كان قديما كرسيّا لمطرانيّة إهدن ، تسلّمه لا حقا الآباء

١٥٠

اليسوعيّون الذين حلّت جمعيّتهم سنة ١٧٨٢ فتسلّم الدير حينذاك الآباء اللعازريّون ، وعاد مؤخّرا لرعيّة إهدن ـ زغرتا باستلام كهنة الرعيّة منذ سنة ١٩٧٥ ، وقد تمّ ترميم الدير سنة ١٩٨٣ بشكل أبرز قدمه ، وهو يعتبر من الأديار الأثريّة في إهدن.

كنيسة مار ميخائيل : رعائيّة مارونيّة قديمة تقع على كتف الوادي المطلّ لجهة بلدة كفرصغاب ، سام البطريرك الدويهي كهنة على مذبحها. من آثارها الباقية فسحة معقودة.

كنيسة مار يوسف : رعائيّة مارونيّة في حي المعاصر.

دير الصليب : دير أثريّ يعود إلى بداية اعتناق المسيحيّة في إهدن. يقع شرق البلدة على صخرة كبيرة ، وهو من الآثار المارونيّة القديمة. ويذكر مؤرّخو إهدن أنّه منذ القديم كان أبناء إهدن والقرى المجاورة يقصدون دير الصليب في بقوفا تبرّكا ، إلّا أنّهم استبدلوا هذه العادة بزيارة هذا الدير القائم على قمّة جبل الحصن منذ سنة ١٩٣٥.

دير مار قبريانوس : دير قديم يقع في الجهة السفليّة الجنوبيّة من إهدن بين دير مرت مورا ودير مار يعقوب ، بني في كنف صخر كبير يحجبه عن النظر من ناحية الشمال ، وهو يشرف على بلدة كفرصغاب. لا تزال آثار الكنيسة والغرف باقية مع زاوية أحد الجدران. وقد جاء في تاريخ الأزمنة للبطريرك الدويهي أنّ البطريرك مخلوف قد أنعم على الرهبان الكبّوشيّين سنة ١٦٣٢ بهذا الدير الذي استقرّوا فيه مدّة.

كاتدرائيّة مار جرجس : رعائيّة مارونيّة تقع في وسط إهدن ، بوشر ببنائها في صيف ١٨٥٩ على أيدي الأهالي بشكل عونة تراثيّة ، وقد اصطفّ الأهالي من ساحة الكنيسة إلى قالع ضهور عينطورين وأخذوا يناولون بعضهم بعضا الحجارة اللازمة لبناء الكاتدرائيّة التي تتألّف من ١٨" مصالب" معقود بالحجر

١٥١

وقائم على عشرة ركائز ضخمة ، وفي الكاتدرائيّة سبعة مذابح كبيرة يتوسّطها مذبح مار جرجس. وتعتبر كاتدرائيّة مار جرجس إهدن من روائع الفنّ المعماري اللبناني في القرن التاسع عشر.

دير لراهبات المحبة اللعازريات.

دير للراهبات الأنطونيات.

نصب الصلبيب : أقيم على أنقاض برج القلعة التاريخيّة على قمّة جبل إهدن ، تبرّع بإنشائه الأب يوسف علوان ، رئيس الرسالة اللعازاريّة في الشمال ، وأقيم حفل إزاحة الستار عن التمثال وتعبيد طريق إلى سيّدة الحصن في ١٥ أيلول ١٩٣٥.

المؤسّسات التربويّة

ثانويّة رسميّة مختلطة.

تكميليّة" طوني فرنجيّة" ويطلق عليها اسم" تكميليّة طوني بك" في حي المعاصر.

تكميليّة رسميّة للإناث.

نموذجيّة مختلطة.

مهنيّة.

تكميليّة للراهبات الأنطونيّات.

تكميليّة لراهبات المحبّة.

روضة أطفال.

المؤسّسات الإداريّة

المركز الصيفي لقضاء زغرتا : ثكنة جيش. محكمة. فصيلة درك. مخفر درك. دائرة نفوس. مكتب للتنظيم المدني. دائرة عقاريّة. وغيرها من الدوائر الرسميّة للقضاء. مركز هذه الدوائر في زغرتا شتاء وفي إهدن صيفا.

١٥٢

خمسة مجالس إختياريّة موزّعة بنسب العائلات ، ولكل من الأحياء ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاءت المجالس الإختياريّة التّالية :

ثلاثة مخاتير عن حي المعاصر هم : سليمان سايد فرنجيّة ، حميد طنّوس إسكندر ، جبّور قبشي.

مختاران عن حي الصليب الشمالي هما : ميلاد دحدح ، خليل معوّض.

ثلاثة مخاتير عن حي الصليب الجنوبي هم : سعيد يوسف المكاري ، حميد العويجي.

مختاران عن حي السيّدة الغربي هما : أسعد ضوميط الرعيدي ، سلمان يوسف الدويهي.

مختاران عن حي السيّدة الشرقي هما : سايد جرجس المكاري ، شارل يمين.

المجلس البلدي : أوّل بلديّة أنشئت في منطقة زغرتا ـ الزاوية كانت قوميسيون زغرتا ـ إهدن برئاسة مدير الناحية ، فإن المؤرّخ نسيم نوفل الذي زار إهدن صيف ١٨٩٥ من أجل كتابة تاريخ بطل لبنان يوسف بك كرم ، قال في كتابه المطبوع في الإسكندريّة سنة ١٨٩٦" إنّ لإهدن مجلس بلدي دخله السنوي ٢٠٠ ليرة عثمانيّة ما خلا إيراد الحرش ونبع مار سركيس ، وإنّ لهذا المجلس بوليس خصوصي من أهم أعماله الملاحظة على نظافة البلدة وتغريم باعة البقول واللحوم والألبان وجميع أصناف المأكولات إن باعوا شيئا يزيد عن الفئة المقرّرة منه. وإنّ له أيضا طبيب البلديّة براتب سنوي قدره ألفا فرنك". تجدّد هذا القوميسيون عام ١٩٠١ حيث تألّف من اثني عشر عضوا برئاسة مدير الناحية. ثمّ جدّد في عهد الانتداب ، وتوالى انتخاب المجالس البلديّة منذ ذلك التاريخ ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : المهندس جورج واكيم يميّن رئيسا ، مارون زخيا الدويهي نائبا للرئيس ، والأعضاء : بطرس سايد فرنجيّة ، غسّان بربر طيّون ، طوني محسن عزيزي ،

١٥٣

إدمون دحدح ، سعيد رياقوس البيان ، بطرس دحدح ، فنيانوس حنّا فنيانوس ، خليل سلمان معوّض ، سيمون يوسف المكاري ، مرسال بشير معوّض ، شيبان المكاري ، مارون بربر الحلبي ، رينيه جورج بولس المكاري ، المحامي حنّا محسن الدويهي ، إسكندر يوسف معوّض ، ماري سعادة معوّض ، مارون سعادة معوّض ، ريما يوسف زيدان ، بول مرقص الدويهي ، أنطوان محسن مرعب.

ومؤخّرا ، نفذّت بلديّة إهدن زغرتا عددا من الورش الإنمائيّة توزّعت بين الميدان ونبع مار سركيس وسيّدة الحصن وشارع المغتربين. كما رمّمت القصر البلدي وأصبح جاهزا لاستقبال وعرض الأعمال الفنيّة من لوحات ومنحوتات وفوتوغرافيات لفنّانين لبنانيّين. وتعمل البلديّة على إنارة درج نبع مار سركيس المحدث ليحتضن أعمال الفنّانين الإهدنيّين. يندرج هذا الدرج ضمن سلسلة الأدراج القديمة والحديثة. بعضها استحدث للحاجة ، والقسم الأكبر أعيد تأهيله مثل أدراج الميدان ، ومار سمعان ، والكبرى الأثريّ ، وسيّدة الحارة وحارة بيت دحدح والبادريّة ... ومن أعمال البلديّة أيضا فرش ميدان البلدة وأوتوسترادها والبويضة وسيّدة الحصن وشارع المغتربين بالإسفلت ، والعمل جار على إنارتها ب ٥٥٠" لمبة" جديدة أضيفت إلى العدد الموجود سابقا ، فضلا عن تعبيد مساحة أكثر من ٣٠ ألف م ٢؟؟؟ وتدعيم الجدران. أمّا في شأن توسيع الطرقات فأشار رئيس البلديّة إلى أنّ طريق العقيبة ـ إهدن المؤدية إلى كنيسة سيّدة الحارّة الأثريّة ، سيتمّ توسيعه مع استكمال مشروع فتح طريق البويضة ـ إهدن بالقرب من مبنى البلديّة ، مع المحافظة على الأرزة الكبيرة التي تتوسّط الطريق إذ أصبحت أشبه بجزيرة تفصل حركة الذهاب عن الإياب. وورشة توسيع الطرق ستشمل أيضا مستديرة قصر الرئيس سليمان فرنجيّة حتّى منطقة" البعول" التي تؤدّي إلى نبع جوعيت ،

١٥٤

سيّدة الحصن ، أو نبع جوعيت ثمّ المحميّة. أمّا أوتوستراد الرئيس سليمان فرنجيّه الممتد من المستديرة حتّى أوّل الميدان وفيه السراي وحديقة الأطفال والمسرح والسنترال فيخضع اليوم لورشة إحياء الأرصفة على جوانبه.

وفي ما يتعلّق بالميدان فقد حذفت البلديّة البرك الثانويّة من الساحة وأبقت على الكبيرة السماقيّة الحمراء على أن تضعها البلديّة في أماكن أخرى. أمّا طواحين إهدن فقد كانت مهجورة أو تحوّلت إلى غرف للسكن والنوم. فاستعادتها البلديّة وأعادت تأهيلها وسيصار إلى فتحها قريبا لتعود إليها رائحة الطحين والعجين والخبز وتصبح لوحة مسرحيّة حيّة ومشهديّة طوال فصل الصيف.

معالمها الآثريّة

إضافة إلى كنائس إهدن وأديارها ومزاراتها الأثريّة ، فيها من الآثار أيضا :

قلعة إهدن : وهي حصن بناه الصليبيّون لتأمين المرور والمراقبة وأعمال الحماية في رأس الجبل وهدمه المماليك.

" الكبرى" في إهدن : عمارة لبنانيّة عتيقة ، تعتبر من أهمّ المعالم الأثريّة في البلدة ، وتعرف بهذا الإسم بسبب إنشاء فندق فيها خلال عشرينات القرن العشرين أطلق عليه سعد الخوري وشركاه إسم" لوكندة إهدن الكبرى" فسرى عليها إسم" الكبرى" منذ ذلك الحين ، ولو بعد مئة عام من تشييدها. وتتالّف" الكبرى" من أقبية معقودة ، وقناطر ملوّحة ، وأعمدة مزخرفة ، وكلّ أبّهة الهندسة القديمة. ملكيّة أرض" الكبرى" انتقلت إلى الشيخ بطرس كرم (١٧٧٥ ـ ١٨٤٦) والد يوسف بك كرم من حميه الشيخ يوسف بولس الدويهي (١٧٥٣ ـ ١٧٨٨) حاكم إقطاعيّة إهدن ، إذ كان زواج كرم الأوّل من ابنة الدويهي عدبا التي ماتت لدى وضعها ولدها الأوّل ، فتزوّج ثانية من مريم إبنة

١٥٥

الشيخ أنطونيوس أبي خطّار من قرية عينطورين في جوار إهدن. والشيخ يوسف بولس الدويهي كان ورثها بدوره عن أبيه الشيخ بولس الدويهي (١٩٥٧ ـ ١٧٧٩) الذي سبقه في إقطاعيّة إهدن. والشيخ يوسف لم يرزق ذكورا ، فترك إبنتين تزوّجت الأولى من الشيخ بطرس كرم ، والثانية وتدعى كتّور ، تزوّجت من الشيخ لطّوف العشّي. لذلك قسّمت ثروته مناصفة بين صهريه ، وكانت الأملاك التي بين" طاحون الشيخ" وكنيسة مار بطرس وبولس من نصيب الشيخ بطرس كرم ، فشرع ببناء داره عليها ١٨٢٧. فالكونت جيرامب ، من نبلاء الإفرنج وكتّابهم المعروفين ، الذي حلّ ضيفا على الشيخ بطرس كرم ١٨٣٢ ، كتب يقول : " كان منزل الشيخ عبارة عن بناية حديثة لم يكن قد أنجز العمل في داخلها ، وعيّن لنزولي قاعة الديوان". والمستشرق المونسينيور ميسلان كتب بعد زيارته إهدن ١٨٤٨ : " إنّ القصر الذي بوشر تشييده من زمن بعيد لم يكن قد انتهى بعد". هذه" الكبرى" أحرقها داود باشا مرّتين سنة ١٨٦٦ على أثر قيام يوسف بك كرم بانتقاضته المعروفة عليه ، وكانت لا تزال تقتصر على الطبقة الأرضيّة. ثمّ عرفت" الكبرى" توسّعا في البناء مع أسعد بك كرم الذي انتقلت ملكيّتها إليه من والده مخايل عن عمّه يوسف ، فزيدت عليها أقبية فسيحة في الأسفل ، وطبقة علويّة زُيّنت بالرخام ، والحجر السمّاقيّ ، حتّى أصبحت من أجمل قصور لبنان. وقد فقدت الطبقة العلويّة قرميدها منذ أعوام. وهي لا تمتدّ فوق الطبقة الأرضيّة إلّا بنسبة الثلث تقريبا تاركة المجال ل" سطيحة" كات مسرحا لحفلات راقصة منذ عشرينات القرن العشرين ، وملتقى للشعراء والأدباء. وقد وقف أسعد كرم" الكبرى" بعد وفاته سنة ١٩٠٣ إلى وقف إهدن. ومن الضيوف الذين نزلوا مكرّمين على آل كرم في الكبرى ، إضافة إلى الذين ذكروا أعلاه : لامارتين ١٨٣٣ ، البرنس دو جوانفيل نجل لويس فيليب ملك فرنسا ١٨٣٦ ، الخديوي

١٥٦

إبراهيم باشا ١٨٣٩ ، فؤاد باشا ١٨٦١ ، أمير ويلز نجل الملكة فيكتوريا ١٨٦٢ ، رستم باشا ١٨٧٧ وغيرهم الكثير. وفي القرن العشرين تعدّدت استعمالات" الكبرى" : من لوكندة ١٩٢٥ ، إلى دار للأيتام ، إلى سرايا للدرك ، إلى مدرسة صيفيّة ، إلى مقهى ومطعم ، إلى مبنى هادئ لا حركة فيه. ومؤخّرا تمّ إخلاء السكّان الذين احتلّوا مبنى" الكبرى" إبّان الحرب ، وعملت رعيّة إهدن ـ زغرتا على استعادته ، وتبرّع الوزير سليمان فرنجيّة بإعادة صبّ سطحه العلويّ ، وتعمل الرعيّة اليوم على إقامة متحف لحفظ التراث في" الكبرى" ، ولتخصيص أجنحة للعلّامة البطريرك اسطفان الدويهي مع بدء العدّ العكسيّ لإعلان طوباويّته.

المنتزهات والمؤسّسات الساحيّة

منتزه سيدة الحصن المطلّ من كلّ جهاته على المدن الساحليّة والبحر حتّى جزيرة رواد وجبال قبرص ؛ منتزه نبع مار سركيس الشهير ؛ منتزه نبع الدواليب والأرزة ؛ منتزه كنيسة مار جرجس ؛ منتزه نبع جوعيت.

وفيها عشرات المطاعم والمقاهي والملاهي.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة معمّمة عبر شبكة عامّة تتغذّى من ينابيع محليّة أهمّها نبع مارسركيس.

الكهرباء من معمل قاديشا بواسطة محطّة تحويل قائمة فيها ؛ هاتف إلكتروني ؛ مكتب بريد.

الجمعيّات الأهليّة

نادي الأمل الرياضي الثقافي ؛ نادي التمثال الرياضي ؛ نادي الطلّاب الثقافي ؛ النادي الإجتماعي الرياضي الثقافي ؛ الفرقة الفولكلوريّة الفنيّة ؛ الحركة

١٥٧

الإجتماعيّة الثقافيّة ؛ رابطة البطريرك الدويهي ؛ جمعيّة أصدقاء حرج إهدن ؛ لجنة الأمهات ؛ نادي الروتاري ؛ نادي ليونز ؛ نادي روتراكت ؛ مركز الخدمات الإنمائيّة.

مؤسّسة فايز معوّض الخيريّة : أسّستها عائلة الشيخ فائز معوّض ١٩٩٣ ، ومقرّها المنزل الذي قضى فيه أيّامه الأخيرة في النقّاش.

أخوية الحبل بلا دنس : أسست سنة ١٨٥٤.

أخوية قلب يسوع الأقدس.

وفي إهدن جمعيات خيريّة واجتماعيّة عديدة.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف حكوميّ ريفيّ مركزه السرايا ؛ المركز الصحّي الإجتماعيّ ومركزه بيت الكهنة ؛ المركز الصحّي ـ الاستشفائيّ : إستأجرت وزارة الصحّة دير راهبات المحبّة المركزيّ في إهدن ورمّمه مجلس الإنماء والإعمار لتحويله إلى مركز صحيّ حكوميّ قدّمت معدّاته الدولة الإيطاليّة ، وأصبح المركز جاهزا وسيفتتحه الوزير فرنجيّة قريبا ، وهو الذي سعى إلى تنفيذه عندما تولّى حقيبة الصحّة للمرة الأولى ؛ عدّة صيدليّات.

مناسباتها الخاصّة

تقام في شهر أيلول أعياد سياحيّة يتخلّلها مهرجان فولكلوريّ برعاية وزارة السياحة يستمرّ لأكثر من أسبوع تجري في خلاله سهرات غنائيّة وانتخاب ملكات جمال الصغيرات ، ومعرض زراعيّ وفّنيّ في دار البلديّة ، ومعرض أدبيّ في كنيسة مارماما ، ومحاضرات ومباريات في دق الكبّة ولعبة النرد ، وصناعة القصب والسلال.

١٥٨

من إهدن

تبعا للنظام الألفبائي بحسب اسم العائلة : الشيخ يوسف وأخوه الشيخ حنّا أبو جبرايل : حكما الجبّة ١٦٣٥ ـ ١٦٤٨ ؛ بدوي أبو ديب : محام وأديب ، أمين عام الجامعة الثقافيّة في العالم ١٩٧٠ ـ ١٩٧٦ ؛ الشيخ أبو كرم (١٦٢٤٠ ـ ١٦٣٥) : حاكم الجبّة ؛ المطران يعقوب إسكندر : أسقف ١٤٧٣ ـ ١٥١٣ ؛ الأباتي مخايل اسكندر (ت ١٧٤٢) : رئيس عام الرهبانيّة المارونيّة ١٧٢٣ ـ ١٧٣٥ و ١٧٤١ ـ ١٧٤٢ ، برئاسته ثبّت الكرسي الرسولي قانون الرهبانيّة ؛ فريد أنطون (١٨٩٦ ـ ١٩٥٧) : محام وفقيه وصحافي ، أنشأ الجمعيّة الخيريّة الإهدنيّة ١٩١٩ ، عضو المجلس البلدي ١٩١٩ ، درس الفقه والقانون على العلامة الشيخ أمين عز الدين ، أجيز في الحقوق ١٩٢٠ ، أسّس" صدى الشمال" ١٩٢٥ ، انتخب مرارا في مجلس نقابة محامي طرابلس والشمال ، أسّس مع زملاء نقابة للصحافيّين في الشمال وانتخب نقيبا لها ، عضو مجلس نقابة الصحافة اللبنانيّة ؛ المطران بطرس الإهدني (١٣١٦ ـ ١٣٦٠) ؛ المطران بطرس أميه الإهدني (١٦٨٠ ـ ١٧٣٨) ؛ فريد أنطون (١٨٩٦ ـ ١٩٥٧) : فقيه وقاضي شرع وصحافي ، أنشأ" الجمعيّة الخيريّة الإهدنيّة" ١٩١٩ ، شارك في تأسيس نقابة صحافيّي الشمال ؛ البطريرك غريغوريوس الإهدني (ت ١١٤١) : بطريرك الموارنة ١١٣٠ ـ ١١٤١ ؛ البطريرك داود الإهدني : البطريرك العشرون للموارنة ، خلف البطريرك الشهيد جبرائيل الحجولاوي ١٣٦٧ ؛ المطران يعقوب الإهدني (١٣٦٠ ـ ١٤٠٠) ؛ المطران بطرس بن القس سمعان الإهدني : أسقف ١٤٠٠ ـ ١٤٠٩ ؛ المطران جرجس الإهدني : أسقف ١٥٢٩ ـ ١٥٦٢ ؛ الشيخ أبو جبرائيل يوسف بن الشمّاس جرجس الإهدني (ت ١٦٤١) : قضى عشر سنين في مشيخة جبّة بشري ؛ الشدياق أبو ذيب حنّا بن الشمّاس جرجس الإهدني :

١٥٩

شيخ بشرّي بعد أخيه أبي جبرايل ؛ المطران جرجس بن مارون الإهدني (ت ١٦٣٤) : رقّاه إلى الدرجة الأسقفيّة البطرك يوحنّا مخلوف ١٦١٤ وجعله مطرانا على قبرص ، خلفه المطران إسطفان الدويهي الذي أصبح بطريركا ؛ المطران بولس باسيم : مطران طائفة اللاتين في لبنان ؛ سلمون باسيم : محافظ إقليم فارغاس الفنزويلّي بالوكالة ثمّ نائب في البرلمان الفنزويلّي ١٩٩٨ ؛ سركيس باسيم (١٩٠٠ ـ ١٩٧١) : أمير الناي اللبناني ، جاب البلاد العربيّة والأميركيّة عازفا الألحان اللبنانيّة ، رأس فرقة الموسيقى الخيريّة (النوبة) والفرقة الفولكلوريّة للرقص الشعبي التي أقامت مهرجانات إهدن السياحيّة ، الشيخ أبو كرم بن بشارة : حكم الجبّة ١٦٧٤ ـ ١٦٧٧ ؛ جواد بولس (١٩٠٠ ـ ١٩٨٢) : محام وسياسي ومؤرّخ ، نقيب لمحامي الشمال ، نائب ، وزير ، له مؤلّفات تاريخيّة هامّة بالفرنسيّة والعربيّة ، عضو في الأكاديميّة الفنزويليّة للتاريخ ، رئيس الأكاديميّة اللبنانيّة ، عضو" الجبهة اللبنانيّة" ، أنشئت مؤسّسة ثقافيّة باسمه بعد وفاته ؛ بولس البيان (ت ١٩٦٢) : هاجر إلى المكسيك فحقّق نجاحات مكّنته من الإغداق على مسقط رأسه قأنشأ دار البلديّة والمستوصفات في إهدن وزغرتا ، وله يد بيضاء في أعمال خيريّة ومشاريع عامّة أخرى ؛ المطران سركيس الجمري الهدناني (ت ١٦٦٨) : عمل في ترجمانيّة الللغات الشرقيّة لدى ملك فرنسا ، رفع إلى رئاسة الكهنوت على الشام على يد الشيخ أبو نوفل الخازن في السنة نفسها ، توفّي في مرسيليا وهو في طريق العودة من فرنسا حيث كان يعمل من أجل تقرير قنصليّة الشيخ أبو نوفل الخازن على مدينة بيروت ؛ الأم دومينيك الحلبي : رئيسة عامة للراهبات الأنطونيّات المارونيّات ؛ الشيخ فندي الخازن (ت ١٨٦٨) : جدّ الأسرة في إهدن ومدير الناحية ؛ الشيخ بربر فندي الخازن (م) : مير لاي عسكر لبنان ؛ سمعان خازن (١٨٩٨ ـ ١٩٧٣) : أديب ومؤرّخ وقاض ، رئيس

١٦٠