موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ١

طوني مفرّج

يكون إسم المصيف قد أطلق على هذا المرتفع القريب من الشاطئ نسبيّا ، والذي تدلّ آثاره على أنّه قد عرف نشاطا حضاريّا للشعوب الساميّة القديمة.

تضمّ أراضي أيطو بعض الآثار القديمة ومنها بقايا برج قديم وناووس حجري اعتبره باحثون أنّه بالغ الأهميّة ، وقد بقي مغمورا كليّا ولا يزال. وهو كناية عن صخر صلد كبير حفر فيه قبر ، وهو ما يعرف بالنّاووس. موقع هذا الأثر في لحف قرن أيطو لجهة الشمال. ويؤكّد باحثون ، ومنهم الأب يوسف يمّين ، على أنّ هذا القبر هو لكنعان بن حام بن نوح ، وهو نفسه" فينيق" جدّ الفينيقيّين. وقد دعم هذا الرأي مؤرّخون ورحّالة أجانب كتبوا بلغاتهم ولم تترجم كتاباتهم إلى اليوم ؛ ومن آثار أيطو المعبد الذي يقوم عليه دير مار سمعان العمودي ، ما يدلّ على أنّ أرضها كانت مركز عبادة فينيقيّ.

أمّا المجتمع الذي سكن أيطو قبل مجتمعها المارونيّ الحاليّ مباشرة ، فالمقول إنّه كان شيعيّا ، إلّا أنّ ذلك المجتمع قد هجر أيطو قديما بسبب اجتياح المماليك للمنطقة بين نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر. وليس من المستبعد أن يكون الموارنة والشيعة قد تجاوروا في أيطو زمنا بعد الفتح العثمانيّ ، وخاصّة في خلال حكم الحماديّين للمنطقة.

عائلاتها

بشارة. بولس. جبرين. جرمانوس. الحتّي. الخوري. دويهي. سليمان. شاهين.

الشدياق. صقر. صليبا. الصوص. طراد. طربيه. علوان. قمند. كرباج.

لحود. مارون. مجلّي. هلهول. وطفا. يونس.

١٨١

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار سركيس وباخوس : أنشئت سنة ١٤٧٠ ؛ كنيسة السيدة ؛ معبد مار شلّيطا ؛ مزار مار ضوميط ؛ كنيسة مار سمعان الشيخ : جميعها رعائيّة مارونيّة.

دير مار سمعان العمودي : معروف تاريخيّا بدير مار سمعان ومار شلّيطا ، أو مار سمعان ـ القرن. وهو من الأديار المارونيّة العريقة ، يقال إنّه شيّد على أنقاض معبد كنعانيّ ، وإنّه في الحقبة السابقة لتاريخ الدير المدوّن ، كان في المكان كنيستان صغيرتان متقاربتان ، هما كنيستا مار شلّيطا ومار سمعان العمودي ، وليس من ذكر واضح حول تاريخ بناء هاتين الكنيستين. فإنّ المستندات التّاريخيّة عن هذا الدير قليلة جدّا ، والمعروف منها يعود إلى ما بعد العام ١٨٤٦ ، تاريخ قرار المطران بولس موسى تجديد الحياة الرهبانيّة في الدير المهجور منذ مدّة وجعله ديرا مستقلّا ذا حقّ أسقفيّ ، مخصّصا لسكنى الراهبات. جاء هذا القرار تلبية لحاجة الكنيسة في أبرشيّة طرابلس المارونيّة ، وبناء على طلب أهالي جبّة بشرّي التي كانت تتبع لها أيطو قديما. وأوّل من تسلّم الدير الخربة من المطران موسى كان الخوري يوسف الرزّي وابن خاله الخوري يوسف معوّض. وقامت الرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة بشراء الدير سنة ١٨٦٣ ، وفي سنة ١٨٦٨ تمّ بناء جناح جديد لسكن الراهبات اللواتي كانت بينهنّ الطوباويّة رفقا التي عاشت فيه ٢٦ سنة متوالية. وفي ١٩٠٣ وقعت هزّة أرضيّة عنيفة زعزعت البنيان ، فتمّ إنشاء البناء الحالي المؤلّف من كابيلّا صغيرة وسبع غرف وقبو ، كلّها مبنيّ بالحجر ومسقوف بالجذوع والأخشاب ، إضافة إلى مقام الكنيسة القديمة ومقام مار شلّيطا. وقد ساهمت أرزاق الدير بين ١٧٤٦ و ١٨٦٣ في نموّه الإقتصادي وخدمة الفقراء

١٨٢

والمعوزين. وتوالى على رئاسة الدير كلّ من : الخوري يوسف الرزّي من كفرياشيت ١٧٤٦ ـ ١٨٤٩ ؛ الخوري يوسف معوّض من بسلوقيت ١٨٤٩ ـ ١٨٦٣ ؛ الأخت آغاتا خضير ١٨٤٨ ـ ١٨٥١ وكانت رئيسة المبتدئات ؛ الأخت وردة من أيطو ١٨٥١ ـ ١٨٦٥ ؛ الأخت مرتا الحزينة من مزيارة التي تنسّكت في الدير طوال ٥٦ سنة ؛ الأخت غاريتا من أيطو التي تنسّكت ٤٥ سنة ؛ الأخت دارينا من أيطو ؛ الأخت مريم من غوسطا ١٨٦٥ ـ ١٨٩٥ ؛ الأخت فيلومينا من المقراقة ـ عكّار التي مكثت في الدير ٥٢ سنة. وتذكر المدوّنات أنّه في خلال الحرب العالميّة الأولى قد لجأ إلى هذا الدير معوزون لقوا فيه ما أعانهم على البقاء أحياء. ولطالما كان دير مار سمعان أيطو مقصدا للمرهقين ولطالبي السلام.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة" الريف" : خاصّة ابتدائيّة تكميليّة ثانويّة مختلطة. مدرسة خاصّة تابعة للأسقفيّة المارونيّة في طرابلس.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء ريمون أنطونيوس علوان مختارا.

مجلس بلديّ أسّس عام ١٩٦٣ ، تمكّن من إنشاء خزّان كبير لمياه الشفة يستوعب ٠٠٠ ، ٦ متر مكعّب ، توزّع منه المياه إلى البلدة وفق نظام يسمح بإيصالها إلى كلّ البيوت ، وتابع شقّ الطرق الفرعيّة والزراعيّة بالتعاون مع المشروع الأخضر ، وتنظيف الأقنية العامّة ورفع النفايات ، كما سعى إلى تأهيل شبكة الكهرباء التي تمّ تمديدها سنة ١٩٤٧ على نفقة الأهالي ، وعندما جاء موعد الانتخابات في العام ١٩٩٨ كان المجلس في صدد إعداد دراسة لإنشاء دار للبلديّة ، لأنّ مقرّها كان مستأجرا. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء

١٨٣

مجلس بلدي قوامه : المحامي يوسف جميل صليبا رئيسا ، يوسف سعيد شاهين نائبا للرئيس ، والأعضاء : أنطوان رومانوس طراد ، ناصيف ميخائيل علوان ، ريشار يوسف طراد ، سعيد بولس يونس ، هلهول رميا هلهول ، حنّا نبيه سليمان ، والمهندس الزراعي يوسف محسن علوان. هذا المجلس يسعى لإكمال مشاريع سابقه وتحقيق مشاريع جديدة.

محكمة ودرك زغرتا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع جيرونا ، لها خزّان أنشأته البلديّة ، وتوزّع المياه إلى العقارات المبنيّة عبر شبكة عامّة ؛ الكهرباء من قاديشا عبر محطّة مزرعة النهر ؛ هاتف إلكتروني ؛ مكتب بريد ؛ أيطو وجارتها سبعل ، أولى البلدات التي عرفت الإنارة العامّة في منطقتي الزاوية ـ عكّار.

الجمعيّات الأهليّة

نادي شبيبة أيطو الرياضي الثقافي الإجتماعي.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف أيطو الصحّي الإجتماعي : تابع لمصلحة الإنعاش الاجتماعي.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة

معمل أفران ؛ معمل ألمينيوم ؛ معمل نجارة ؛ بضعة مشاغل للحداة العربيّة والإفرنجيّة ؛ محال تؤمّن المواد الغذائيّة والكثير من السلع الاستهلاكيّة ؛ عدّة مطاعم ومنتزهات ومقاه يقصدها المصطافون والزوّار صيفا.

مناسباتها الخاصّة

تحتفل بشكل مميّز بعيد مار سركيس وباخوس ٧ ت ١ ؛ وبأعياد : مار سمعان ٣ شباط ، إنتقال السيدة ١٥ آب ، مار سمعان العمودي أوّل أيلول ، مار ضوميط ٧ آب ، ومار شلّيطا ٢٠ ت ١.

١٨٤

من أيطو

توفيق حتّي (١٨٩٥ ـ ١٩٦٤) : محام ، مفوّض في الشرطة وكاتب وصحافي ، أنشأ جريدة" قرن أيطو" في طرابلس ١٩١٨ ؛ المطران د. يوسف الحتي : قاض كنسي ، أستاذ في المعهد البابوي الشرقي وأستاذ الشرع الإسلامي في اللاتران ، محام في المحكة الرومانيّة ، مطران الموارنة في أبرشيّة سيدني ١٩٩٠ ؛ الأب د. خليل علوان : مرسل لبناني ، علّامة تخرّج من معاهد روما ، رئيس عامّ جمعيّة المرسلين اللبنانيّن ٢٠٠١ ؛ راي لحود : حفيد المهاجر الأوّل من أيطو طنّوس لحّود ، نائب في مجلس الشيوخ الأميركيّ.

إيعات

T

الموقع والخصائص

تقع إيعات في قضاء بعلبك على متوسط ارتفاع ٠٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٩٠ كلم عن بيروت عبر زحلة ـ بعلبك. مساحة أراضيها ٨٤٧ ، ٢ هكتارا ، زراعاتها : حنطة على أنواعها وبعض الزراعات المحليّة التي ترتوي من ينابيعها المحليّة ووهي عين عدّوس وعين الوسطى وعين عميرة.

عدد السكّان المسجّلين حوالي ٠٠٠ ، ١٣ نسمة من أصلهم أكثر من ٠٦٠ ، ٩ ناخبا.

١٨٥

الإسم والآثار

إعتبر فريحة أنّ الإسم سريانيّ الأصل وهو تحريف إمّا لY Y TA ومعناها النبت والخصب والحشائش ، أو لY ITA أي الشرفة والبرج إلى جانب قصر أو قلعة للمراقبة. وفي الحالتين يكون الإسم ساميّا قديما ما من شأنه أن يدلّ على قدم القرية.

في خلال العام ٢٠٠٠ تمّ اكتشاف مغارة أثريّة في إيعات تضمّ مدفنّا بيزنطيّا بعمق أربعة أمتار ، تحتوي على نواويس محفورة على جوانب الجدران ، ومجموعة من الأساور البرونزيّة والحلى والفخّاريّات والزجاجيّات المحطّمة.

قبل ذلك التاريخ كان قد وجد في إيعات عمود كلسيّ مهشّم الرأس ، إرتفاعه ٤٨ سنتم ومحيطه ٢٦ ، حفرت عليه كتابات غليظة رومانيّة ترجمتها : " باب قديم يفتح في هذا الحائط". وقد قدّر باحثون ، قبل اكتشاف المغارة ، أنّه ربّما كان هذا العمود في جدار مبنى قديم وأعيد استعماله ، أو كان نصبا إشارة إلى مفترق طرق من شمال سوريا إلى القدس. إلّا أنّ العبارة المدوّنة تختلف عن تلك التي وجدت على نصب الإشارات الرومانيّة ، ما يجعلنا نستبعد هذا التعليل ، لنرجّح التعليل الأوّل.

لم تجر أيّة تنقيبات في أرض البلدة من شأنها أن تلقي الأضواء على خفايا تارخها القديم. على أنّ المنطقة التي تقع فيها إيعات كانت في العهد الكنعاني محطّ نشاط للرعاة والسكّان ، وتحوّلت في العهد الروماني إلى مراكز لأنشطة العبادة إضافة إلى الأعمال الزراعيّة. وبعد الفتح العربيّ عادت لتستقبل الرعاة والزرّاع.

١٨٦

عائلاتها

شيعة : الأحمر. (ومنها الحسيني). حسن. زعيتر. الزين. الساحلي. الطفيلي.

عبد الساتر. عجمي. علاء الدين. كركبا. نجم الدين. هاشم.

موارنة : الحاج موسى. عازار. نجيم.

روم كاثوليك : المعلوف.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

حسينيّة ؛ كنيسة مار جرجس.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري ومختاران : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء كلّ من حسين علي عبد الساتر ، ويوسف أسعد الحاج موسى مختارا.

مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٣ من عشرة أعضاء ، أصبح يضمّ ١٥ عضوا سنة ١٩٩٨. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس بلدي قوامه : تامر حسن عبد الساتر رئيسا ، علي مجيد زعيتر نائبا للرئيس ، والأعضاء : إسماعيل إبراهيم عبد الساتر ، نوّاف حسين زعيتر ، سعيد علي الأحمر ، علي أحمد الطفيلي ، علي شحادة هاشم ، علي حسن الزين ، علي أحمد عبد الساتر ، محمّد سعدون الزين ، زكي حسن الساحلي ، علي إبراهيم الزين ، عاطف محمّد عبد الساتر ، توفيق هولو الساحلي ، جان فوزي الحاج موسى. وقد قام المجلس الجديد بغرس ٦٠٠ نصبة زيتون وكينا وسرو وصنوبر في مساحة ٣٠ دونما تحضيرا لإنشاء محميّة حرجيّة في البلدة.

١٨٧

محكمة ودرك بعلبك.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من رأس العين في بعلبك ومن ينابيعها المحلّيّة معمّمة على العقارات المبنيّة عبر شبكة عامّة ، وفي ١٩٩٨ وبتمويل من السفارة البريطانيّة في بيروت وبرنامج الأمم المتّحدة للتنمية الريفيّة المتكاملة ، تمّ تدشين مشروع الريّ والشفة في البلدة الذي يقوم على حفر وتجهيز بئرين مع بناء خزّان وإقامة شبكة توزيع المياه.

الكهرباء معمّمة على المنازل.

هاتف وبريد بعلبك.

نظّمت اللجنة الوطنيّة للأونيسكو مع الأهالي وجمعيّة السلام فيها ، مشروع فرز النفايات العضويّة ، وتمّ توزيع ٢٠٠ ، ١ حاوية على الأهالي ، وخصّصت سيّارة لجمع النفايات.

من إيعات

جورج زكي الحاج : شاعر وباحث وناقد ورسّام وأستاذ جامعي ، دكتوراه في الأدب العربي الحديث ، عضو" اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين" و" هيئة الحوار الثقافي" و" مجمع الحكمة العلمي" ، له العديد من المؤلّفات ؛ يوسف بن الحاج متّى المعلوف (م) : شاعر وموسيقي ، ولد في إيعات ١٩١٦ ، أتقن الموسيقى الكنسيّة والعتابا وفنّ الزجل.

١٨٨

إيعال

L

الموقع والخصائص

تقع إيعال في قضاء زغرتا على متوسط ارتفاع ٢٠٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٩٠ كلم. عن بيروت عبر طرابلس (٧ كلم.) ـ زغرتا ـ كفرحاتا ـ أليسار. مساحة أراضيها ٣٤٠ هكتارا. زراعاتها زيتون وحمضيّات ورمّان وخضار موسميّة ، ترويها ينابيع النعناع والزيرة والدلبة التي تنحدر مياهها من أعالي جبل مزيارة وتلتقي لتشكل دوّار مياه يغذّي القرية بمياه الشفة ويروي أراضيها الزراعية.

عدد أهاليها المسجّلين نحو ٧٠٠ ، ١ نسمة من أصلهم حوالى ٦٣٠ ناخبا. والملاحظ أنّ عددا لا بأس به من أبنائها قد اتّجه إلى العلوم التقنيّة ، وأنّ عددا آخر يتعاطى الأعمال الحرفيّة ، وقد أصبح الدخل الزراعيّ ثانويّا بعد تلك المجالات. ومن أبنائها مجنّدون عديدون في الجيش وقوى الأمن.

بيد أنّ إيعال تشكو اليوم من وجود ثلاث كسّارات حصى في نطاق أراضيها منذ سنوات عدة ، وهي تلوّث مياه البلدة وهواءها وتصدّع منازلها والقلعة الأثرية بسبب التفجيرات الصخرية.

الإسم والآثار

ذكر فريحة أنّ إيعال في السريانيةIEL تعني الوعل والتيس البرّي ، والإسم ترخيم Y LA أي الوعل. ووضع إمكانيّة أخرى وهي أن يكون

١٨٩

الإسم من جذر" يعل" الذي يفيد الكسب والربح. وذكر أنّه ورد في التوراة (أخبار الأوّل ١٧ : ٧) إسم علم" يوعيلة" وكذلك اسم امرأة" يعلى" أي الرابحة والكاسبة. وأورد آخرون أنّه ورد في الأساطير الكنعانيّة إسم" قعال" الذي يعني الكرمة أو زهرتها ، وأنّه قد يكون الإسم بهذا المعنى بعد تحويره بإبدال القاف بهمزة. أمّا التقليد في القرية فيقول بأنّ إيعال كانت تسمّى في الماضي" عال الضنيّة" ، وفي العهد العثماني كانوا يسمّونهاA L ولفظةA التركيّة تعني" أيضا" ، فأضحت البلدة تحمل الإسم المركّب من A التركيّة وعال العربيّة التي تعني المرتفع.

لم نجد في المدوّنات أيّ ذكر لآثار قديمة وجدت في أرض إيعال ، غير أنّ موقعها يفترض أن تكون قد شهدت نشاطا للشعوب القديمة سواء الفينيقيّة التي سكنت طرابلس ، أم الشعوب التي تلتها ، وقد تكون قلعة إيعال مبنيّة على أنقاض أبنية لها علاقة بتلك الشعوب. وأقدم ذكر لإيعال يعود في مدوّنات البطريرك الدويهي إلى سنة ١٦٣٤.

بقيت إيعال قرية عاديّة في إقليم الزاوية إلى أن تملّك مصطفى آغا بربر عام ١٨١٢ معظم أراضيها وبنى في ناحيتها الجنوبيّة ، على أنقاض مبنى كان أنشأه الشيخ ابراهيم رعد ، قصره الكبير الذي عرف بقلعة بربر آغا ، والتي لا تزال قائمة ، وتبلغ مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع ، مطلّة من جهاتها الأربع على الخالديّة وكفرزينا من منطقة الزاوية.

أنشأ بربر آغا هذه القلعة" لغاية حربية على منهاج فنيّ وتنظيم داخلي متقن". وجعل منها حصنا حصينا ، وأحاطها بأربعة أسوار عالية من الحجر الصلد المحكم البناء. وتتخلّل هذه الأسوار وجدران القلعة الخارجية المرامي للحصار والدفاع ، إلى سوى ذلك من تحصينات متينة. وفي داخل القلعة

١٩٠

مستودعات للأسلحة والذخائر والمؤن ومراقد للجنود واسطبلات للخيول ومجالس للحكم وردهات للإستقبال ، وهناك جناح خاص لسكن بربر وحريمه وما إلى ذلك من مستلزمات ، وفيها آبار مياه حفرت قبل أن يجرّ سيّد القلعة إليها الماء عام ١٨١٤ بأقتنية من الحجر والكلس من ينبوع في سفح مزيارة شرقي القلعة ، وأقام خزّانا لم يزل متينا يتوزّع منه الماء على مساكن القلعة.

لقد دبّ الخراب في أجزاء كثيرة من هذه القلعة الكبيرة ولم يبق منها صالح إلا القسم الذي يسكنه آل بربر ورثة مصطفى آغا الذي جعل من أملاكه وقفا ذرّيا على سلالته وبعض أصدقائه وأنصاره لأنّه لم يرزق أبناء رغم زواجه من ثلاث نساء. وبات جزء من القلعة اليوم تابعا للأوقاف الإسلاميّة. وقد قامت مديريّة الآثار مؤخّرا بترميم البناء التاريخي.

أمّا مجتمع إيعال فكان يسكنها قبل تاريخ بناء القلعة ، ويتّضح من متابعة تاريخ البلدة أن مصطفى بربر نفسه كان من أبناء إيعال.

عائلاتها

سنّة : آغا. إسبر. بربر. الحاج. حديد. حسين. حمّود. دياب. ديب. سكري.

شحادة. شقيري. صيّاح. ضنّاوي. طالب. عبد الغني. عفوف. علي. عيسى.

مرعي. المقدّم. المير. ناصر. نصح. النمير.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

جامع بربر آغا الأثري. جامع زهير عيسى.

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

١٩١

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء حسن أحمد دياب مختارا.

مجلس بلدي أسّس عام ١٩٦٣ ويتألّف من ثمانية أعضاء. وفي إنتخابات ١٩٩٨ كان قد زيد إلى تسعة ، وبموجب تلك الانتخابات جاء حسين حسن دياب رئيسا ، وحسين عبد الغني عبد الغني نائبا للرئيس ، والأعضاء : غادة عارف المير ، سعيد توفيق المير ، أحمد حسن الضنّاوي ، مرعي حسن مرعي ، أحمد حسن دياب ، علي شحادة ناصر ، نصر الدين ديب.

محكمة ودرك زغرتا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبعي القاضي والزيرة عبر شبكة عامّة ؛ الكهرباء من قاديشا عبر محطّة دير نبوح ؛ شبكة مجاري للصرف الصحّي غير مكتملة ؛ بريد زغرتا.

الجمعيّات الأهليّة

جمعيّة خيريّة.

المؤسّسات الصناعيّة

٣ مكابس زيتون ؛ ٣ مشاغل حدادة ؛ مزرعتا دواجن ؛ كسّارتا حصى ؛ عدد من المحال يؤمّن المواد الغذائيّة والسلع الأساسيّة.

من إيعال

مصطفى آغا بربر (١٧٦٥ ـ ١٨٣٤) : إسمه الأصلي مصطفى يوسف القرق ، حكم طرابلس وما يليها ، كان صديقا لبشير الثاني ، بنى قلعة إيعال وجعلها مركزا لحكمه ، اشتهر باستبداده العادل ، تزوج ثلاث نساء ولم يرزق بنين.

١٩٢

إيعيت

T

الموقع والخصائص

قرية صغيرة في قضاء عكّار ، ورد ذكرها في بعض المراجع ولم يحدّد موقعها في أيّ منها.

لم يأت على ذكرها إحصاء ١٩٣٢ ، كما لم نجد لها ذكرا في المسوحات العقاريّة. ولا ندري إذا كان المقصود منها عيّات.

الإسم

ذكرها فريحة ورجّح أن يكون اسمها آراميّا محرّفا عن Y ITA : العشب والنبت الخصب. وقال أنّ للفظ معنى آخر وهو الشرفة وبرج القصر ومكان المراقبة من جذرIA ويفيد الخروج والنبت والإفراخ.

عائلاتها

ورد في سجلات النفوس قيد في سجلّ إيعات لعائلات : أحمد. عثمان.

العلي. عمر.

١٩٣

إيلات

L T

الموقع والخصائص

تقع إيلات في قضاء عكّار على متوسط ارتفاع ٣٥٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ١١٨ كلم عن بيروت عبر طرابلس ـ العبدة ـ عرقا ـ حلبا ـ طريق الجومة عدبل. مساحة أراضيها ٣٥٠ هكتارا. زراعاتها حبوب وبعض الزراعات الموسميّة. عدد أهاليها المسجّلين يناهز ال ٦٠٠ ، ١ نسمة من أصلهم ٦٧٢ ناخبا. لا تزال الزراعة تشكّل مورد العيش الرئيسيّ لأبناء إيلات الذين يمتهن بعضهم حرفا فيها أو في المدينة ، وقد بات فيها عدد قليل من المحالّ التي تؤمّن الموادّ الغذائيّة والسلع الأساسيّة.

الإسم والآثار

إعتبر حبيقة وأرملة أنّ أصل الإسم سريانيّ : إيلاتا ، أي الشجر والدوح. وتوسّع فريحة فذكر أنّ في العبريةELLATH تعني السنديان والملول ، وEYLO TH تعني الغابة والأجمة. ووضع إمكانات أخرى كأن يكون الإسم جمع" آلهة" ، أو أن يكون معدولا عن جملةELY ATHA الآرامية التي تعني : إلهي أتى وحضر. وذكر أنّ اسم إيلات قد ورد في التوراة وهي مدينة قديمة على رأس خليج العقبة أعاد الإسرائيليون إسمها القديم عند اغتصابهم لها.

كانت إيلات تقوم سابقا على مرتفع يجاورها. ولا يعرف سكّانها الحاليّون تاريخ الحقبة التي تمّ فيها الإنتقال إلى الموقع الحالي ؛ وأصبحت

١٩٤

القرية القديمة تسمّى الخربة حيث توجد بعض الآثار من أضرحة ونواويس محفورة في الصخر وقطع فخّاريّة قديمة ؛ كما يوجد في خراج القرية مكان يسمّى القلّاية وهو مركز لرئيس دين كبير قد يكون أسقفا. وقد وجدت في هذا المكان قطع فخّاريّة قديمة. والرّاجح برأينا أنّ سريانا مونوفيزيّين كانوا يسكنون إيلات وكان لهم وقف فيها قبل اجتياح عكّار من قبل المماليك.

عائلاتها

سنّة : أبو خضر. حسن ـ الحسن. الحسين. خضير. عبد الله. عبده. علي.

عمر. محمّد. محمود. الهبّول.

موارنة : حنّا. جريج. سعادة. عبد الله. عسّاف. فيّاض. ملحم. معيط ـ معيطة.

نخلة.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة السيدة : رعائيّة مارونيّة ؛ مزار مار سمعان.

جامع إيلات : للطائفة السنيّة ؛ مزار الشيخ اسماعيل.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة تكميليّة مختلطة.

مدرسة خاصّة تابعة لأسقفيّة طرابلس المارونيّة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء يوسف سعادة مختارا ؛ محكمة ودرك حلبا.

١٩٥

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة معمّمة على عقاراتها المبنيّة من بئر العيون وينابيع محلّيّة عبر شبكة مياه عكّار ؛ الكهرباء من قاديشا عبر محطّة تحويل العيون ؛ بريد حلبا.

مناسباتها الخاصّة

عيد انتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب.

من إيلات

سلمون سعادة : هاجر والده سليم إلى كولومبيا ١٨٩٣ ، نائب مقاطعة أطلانتيكو ، ثمّ نائبا عن كولومبيا ١٩٩٨ ، زار إيلات ١٩٩٨.

إيليج

أنظر : ميفوق

بَابَا

أنظر : عازور

باب التنيّة

أنظر : الخيام

١٩٦

باب مارع

B B M RE

الموقع والخصائص

باب مارع معروفة أيضا بالمزرعة ، في قضاء البقاع الغربيّ على متوسط ارتفاع ٠٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٧٢ كلم عن بيروت عبر شتورة ـ قبّ الياس ـ صغبين ـ دير عين الجوزة. مساحة أراضيها ٦٤٣ هكتارا. زراعاتها تفّاح وكرمة وبصل. عدد سكّانها المسجّلين قرابة ١٠٠ ، ١ نسمة من أصلهم ٤٧٠ ناخبا.

تأثّرت باب مارع سلبا في الربع الأخير من القرن العشرين بنتيجة التعدّيات الاسرائيليّة والحرب الأهليّة. وقد شهدت نزوحا لأهاليها باتّجاه المناطق الأكثر أمنا ، إلّا أنّ ذلك النزوح لم يكن كاملا ، وعاد الأهالي ليهتمّوا بإعادة الحياة إلى بلدتهم منذ ١٩٩٧ وقام مجلس الجنوب بإنجاز شبكة كهرباء وجزء من شبكة المياه.

الإسم والآثار

ذكر فريحة أنّ الجزء الثاني من الإسم آراميّ سريانيّ : M R أي المريض ، علما بأنّ العين في الآراميّة يقابلها الضاد في العربيّة ، فيكون معنى الإسم في هذه الحالة : باب المريض ، كذا قال أيضا إسحق وأرملة. إلّا أنّ فريحة وضع احتمال أن يكون الإسم فينيقيّا ، وذكر أنّ في العبريّةMARE معناها الصديق. نحن نعتقد أنّ اسم القرية كان في الماضي مارع ، ونردّ جذر

١٩٧

هذا الإسم إلى جذر مرع MAR السامي المشترك الذي يعني الخصب ، ومنه في العربيّة فعل مرع الذي يعني خصب. أمّا الجزء الأوّل : باب ، فقد أدخل إليها لاحقا لأنّها كانت تشكّل الحدّ الفاصل بين منطقتي وادي التيم وزحلة. وكانت تذكر في المدوّنات : مزرعة باب مارع.

وجدت في نواحي القرية عاديّات فخّاريّة ومعدنيّة وأحجار مشغولة تدلّ على أنّها قد شهدت نشاطا إنسانيّا سابقا لمجتمعها الحاليّ ، ولا بدّ من أن تكون هذه المنطقة قد استقبلت الرعاة الآراميّين والكنعانيّين والأموريّين في الأزمنة الغابرة ، غير أنّ حضارات تلك الحقب قد انقرضت مع الفتح العربيّ لبعلبك والبقاع في النصف الأوّل من القرن السابع.

عائلاتها

الحاج. رزق. روكس. الساحلاني. طنّوس. عون. غنطوس. فرحات.

المبيّض. متري. متّى. منصور. يعقوب. يونس.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء ديب أمين يونس مختارا.

مجلس بلدي أنشئ عام ١٩٦٤. بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : حبيب خليل الساحلاني رئيسا (توفي نهاية السنة نفسها) ، سيمون نصر فرحات نائبا للرئيس ، والأعضاء : شربل نسيب متري ، فندي مخايل غنطوس ، ميشال

١٩٨

شفيق الساحلاني ، ألبير حليم رزق ، أنطوان فيليب المبيّض ، فايز مرشد يونس ، جان سلوان الساحلاني.

محكمة صغبين ـ جب جنّين ؛ درك مشغرة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من عين الحجر ، رأس النبع ، موزّعة على المنازل عبر شبكة عامّة ؛ شبكة كهرباء مرمّمة حديثا ؛ مكتب بريد.

بابليّة

خربة الدوير

B LIYI

IRBIT ADDWAIR

الموقع والخصائص

البابلية (٢٨٥ ، ١ هكتارا) ومعها خربة الدوير (١٩٩ هكتارا) ، في قضاء الزهراني على ارتفاع ٢٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٦٥ كلم عن بيروت عبر صيدا ـ جسر الزهراني ـ العقبة. زراعاتها حنطة وخضار وحمضيّات تروى من آبار أرتوازيّة. عدد سكّانها المسجّلين حوالي ٥٠٠ ، ٤ نسمة من أصلهم نيّف وألف ناخب. في الحقبة المعاصرة شهدت بابليّة انتقالا ملحوظا لشبّانها الذين قصدوا بيروت والضواحي من أجل العمل ، وهاجر بعض أبنائها إلى البلدان الإفريقيّة. بيد أنّ هذا النزوح والهجرة قد أثمرا على البلدة نموّا ملحوظا. إلّا أنّه كان للربع الأخير من القرن العشرين وما شهدته

١٩٩

منطقة شرقي صيدا من أحداث تأثير سلبيّ على مسار نموّ البلدة ، لكنّها سرعان ما استعادت مسارها.

شهدت سنة ١٩٩٨ ولادة مشروع إعماري استثماري على أرضها هو" مدينة الجنوب الصناعيّة" التّي أسّستها" شركة إنماء الجنوب" على مساحة ٧٠٠ دونم ، وهي منطقة صناعيّة مفرزة ستباع إلى الذين يودّون بناء منشآت صناعيّة. تقع هذه المنطقة جنوبي البابليّة على مسافة ٤ كلم عن أوتوستراد صيدا ـ صور ، وتتوسّط ثلاث مدن هي النّبطيّة وصيدا وصور ما يؤمّن تشغيلا لليد العاملة وحدّا من النزوح إلى المدن.

الإسم والآثار

لم يستبعد باحثون ، ومنهم فريحة ، أن يكون الإسم من بقايا البابليّين ، وأن يكون محرّفا عن باب إيلاB B ILA أي بوّابة الله ، وليس كما هي مفسّرة في التوراة" بلبلة الألسن". ولكن اسم بابليّة ، بحسب فريحة ، يحتمل إمكانات أخرى ، منها أن يكون تحريف BUOBL TA أي الجاموس البرّي ، أو تحريف B B ABLITA أي مكان البكاء ، أو مكان خلوة النسك ، ونحن مع هذا التفسير الأخير من منطلق اعتبارنا أنّه كان في أرض القرية معبد قديم كانت له علاقة بعبادة أدونيس وما كان يرافقها من بكاء ونواح.

لا نستبعد أيضا أن يكون لاسم خربة الدوير التابعة للبابليّة علاقة بهذا المعبد المفترض ، وأن يكون قد أطلق عليه اسم خربة الدوير بالعربيّة.

وجدت في بعض مناطق من الدوير آثار تؤكّد على قدم البلدة ، منها مغاور في منطقة" حديق" ومحلّة" عين الصايغ ـ جريدا" ، كان فيها أوان وقناديل فخّاريّة. وتردّ هذه العاديّة إلى لوازم العبادة الفينيقيّة.

٢٠٠