موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ١

طوني مفرّج

عربيّ حديث. أمّا إسم كفر حتّي : فساميّ قديم من مقطعين : الأوّل" كفر" ويفيد أصلا عن التغطية والإخفاء واستطرادا الضيعة والدسكرة ، أمّا المقطع الثاني : " حتّي" ، فحمّل عدّة تفسيرات منها : ETTE الحنطة والقمح ، وATTE الجدد الحديثون ، إضافة إلى" حثّي" المقصود بها الشعب الحثّي. ومن مجمل هذه الإجتهادات نقترح أن يكون المعنى الأساسي الأصيل لمزرعة كفرحتي : KFAR ETTE أي : مكان الحنطة. وهذا ما كان ينطبق على واقعها قديما وحتّى زمن قريب.

تحتوي بلدة إدّه ، الواقعة على كتف مدينة جبيل الغارقة في قدم التاريخ ، آثارا قيّمة منها كنيسة مار جرجس التي اعتبرها الأب لامنس من أهمّ الكنائس الأثريّة في لبنان. وفي جوار إدّه أيضا كنائس قامت على أنقاض هياكل قديمة (راجع بحديدات). هذه الاكتشافات الأثريّة تفيد عن أنّ إدّه كانت مركز عبادة تابع لمدينة جبيل ، بحيث أنّ المناطق التي تقع خلف المدن الفينيقيّة المسوّرة كانت تابعة لتلك المدن ، وكانت فيها مراكز عبادة وزراعة وتحطيب وتعدين أحيانا. ومن المعلوم أنّ عبادة جبيل الأبرز كانت لأدونيس وعشتروت. وأنّ أبناء المدينة ظلّوا متمسّكين بعبادتهم تلك بعد أن سبقهم إلى اعتناق المسيحيّة سكّان المدن الواقعة جنوب جبيل ، غير أنّهم في النهاية قد تخلّوا عن تلك العبادة وتحوّلوا إلى المسيحيّة. (راجع جبيل). أمّا زمن تحويل هذه المعابد الأثريّة في إدّه إلى كنائس فقد يعود إلى ما قبل نشوء مجتمعها الحاليّ الذي قام جدوده بتجديد تلك الكنائس عند انتقالهم إلى المنطقة من يانوح.

ويرتبط تاريخ بلدة إدّه جبيل الحديث ارتباطا مباشرا بتاريخ آل إدّه. وقد تناقل الباحثون أنّ نسب آل إدّه ينتهي إلى الشيخ يونان اليانوحي المتّصل نسبا ببني كعب وبني هوزان ، والذي له صلة قربى بمالك بن أبي الغيث مقدّم

٤١

العاقورة (راجع العاقورة) وأنّ الشيخ يونان قد جاء من اليمن وتوطّن مدينة إذرع في حوران ، ثمّ انتقل إلى تدمر في بادية الشام ، ومنها نزح إلى يانوح قبل أن ينتقل إلى إدّه ، وأنّ الشيخ يونان المذكور ، كان شقيقا للشيخ حبيش ، جدّ آل حبيش ، وشقيق الحاج خليل بن أيّوب البشرّاني جدّ آل الأسمر وفروعهم.

لا ريب عندنا في أوجه القرابة بين إدّه وحبيش وأسمر ، غير أن أبحاثنا قد دلّت على أنّ نسبة هؤلاء إلى هوزان خاطئة ، إنّما هذه الأسر هاشميّة. والجدّ الأعلى للأسرة إسمه إدّي ، وبين يدينا نسبه الكامل وصولا إلى هاشم الأوّل. واسم إدّي عربيّ يعني ودّي ، ولا حقا حرّفت كتابة الإسم من إدّي إلى إدّه. أمّا الحاج يونان بن عبد الله إدّي ، فقد نزل بعياله من يانوح إلى مزرعة كفرسالي الواقعة شمالي جبيل ، وتملّك لاحقا أرضا خصبة غنيّة بالمياه تقع فوق كفرسالي فيها كنيسة أثريّة قديمة قامت عائلته بترميمها وباستصلاح الأرض وبالسكن في بيوت شيّدها أبناء الأسرة عليها ، فنسبت القرية الجديدة إلى العائلة وعرفت بمزرعة إدّه ، وليس العكس ، وإن كان في بلدة البترون قرية وسطيّة تحمل اسمّ إدّه ، فليس ذلك إلّا من قبيل المصادفة.

وفي إدّه نمت أسرة إدّه وحقّقت مكانة في عهد الإمارتين المعنيّة والشهابيّة ، ومن إدّه تفرّعت أسرة إدّه إلى بيروت ، وبيت مري ، وساحل علما حيث لم يبق منها أحد اليوم. وهاجر العديد من آل إدّه إلى بلدان المهاجر ، خاصّة إلى البرازيل في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ، واشتهر منهم أينما حلّوا أعلام في السياسة والإدارة والعلوم والأدب والفنون.

ومن آل إدّه تفرّعت في إدّه عائلات : الخوري ، وكريّم ، ونعمة ، ونوهرا. وانضمّت إليها عائلات مرعي وضوميط وعبد الله وفيّاض. ومن آل إدّه

٤٢

تفرّعت إلى بعبدا أسرة ملّاط. وتفرّعت أسرة باحوط إلى دير القمر. وأسرة يونان إلى كفر عبيدا البترون فراسكيفا زغرتا.

كما قصدت إده في ما بعد عائلات من مناطق مختلفة ، فأصبح مجتمعها يتألّف من الأسر الإدّويّة وسواها من الأسر المارونيّة (باستثناء أسرة سماحة الملكيّة الكاثوليكيّة) التي تحمل كنوات مختلفة.

عائلاتها

موارنة : إدّه. ضوّ. ضوميط. عبد الله. فيّاض. مرعي. مرهج. معوّض.

نعمة. نوهرا.

روم كاثوليك : سماحة.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار جرجس الأثريّة المارونيّة : حجارتها من بقايا أبنية قديمة ، وقد أخذ إرنست رنان عتبة الكنيسة وأرسلها إلى متحف اللوفر في فرنسا ، وهي منقوش عليها كرة تلتفّ حولها أفاع تجتمع أذنابها من فوق ، وهذه الكرة محفورة بين جناحين منتشرين على جانبيها وهي فينيقيّة قديمة ، كذلك انتزع رنان حجرا من بيت العماد عليه نقوش تشابه نقوش العتبة على أنّه يعود إلى تاريخ أحدث عهدا.

كنيسة مار يوحنّا المعمدان الأثريّة المارونيّة : ذكرها الأب لامنس ودوّن بأنّ فيها دهليز ورواق مقبّب الشكل يرجع إلى العصور المسيحيّة الأولى وبجوارها كنيسة مار آما التي لها مذبح نقل من هيكل قديم.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

٤٣

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري ومختار : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء بطرس مخايل إدّة مختارا.

مجلس بلدي أسّس سنة ١٩٦٣. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : بول إدّه رئيسا لثلاث سنوات ، جورج إدّة رئيسا للسنوات الثلاث اللاحقة ، والأعضاء : جورج مرعي ، كلود ضوميط ، يافث إدّه ، ألفريد إدّه ، جوزيف إدّه ، جان بيار إدّه ، أنطوان إدّه.

محكمة ومخفر وبريد جبيل.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

شبكة مصلحة مياه جبيل مغذّاة من نبع الغار.

هاتف إلكتروني.

بريد جبيل.

الجمعيّات الأهليّة

مركز إدّه الثقافي أسّس عام ١٩٦٨.

نادي إدّه الثقافي الرياضي.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة والزراعيّة

خيم بلاستيكيّة زراعيّة تغطّي مساحات شاسعة من أراضيها.

بضعة محال تجاريّة تؤمّن الحاجات الأساسيّة.

من إدّه جبيل

الحاج يونان إده : جد الأسرة ، من أهل القرن السادس عشر ؛ الشيخ يوسف إدّه (ت ١٧٦٦) : كان في حاشية الأمراء المعنيّين في أواخر عهد حكمهم ، انضمّ إلى ديوان الأمراء الشهابيين الذين منحوه لقب شيخ ؛ الشيخ

٤٤

منصور الخوري تادروس إدّه (ت ١٧٦٩) : مدبّر أملاك لأمير منصور الشهابي في بيروت ، قام مع بعض أنسبائه بتشييد كنيسة مار جرجس المارونيّة القديمة في بيروت ، قدّم لمطرانيّة بيروت أراضي مدافن راس النبع ؛ الشدياق بطرس الخوري تادروس إدّه (ت ١٧٧٦) : عرف أيضا ببطرس آغا ، ساهم مع أخيه الشيخ منصور في إنشاء كنيسة مار جرجس ببيروت ، رئيس الشرط لدى الأمير منصور الشهابي ، محسن كبير ؛ الخوري جرجس بن الخوري يوسف إدّه (ت ١٧٨٣) : من تلامذة مدرسة روما المارونيّة وعضو مجمع وطى الجوز ١٧٦٨ ومندوب البطريرك يوسف اسطفان إلى الفاتيكان ؛ المعلّم الياس يوسف إدّه (١٧٤١ ـ ١٨٢٧) : شاعر وإداري ، كاخية الأمير يوسف الشهابي لمّا صارت إليه ولاية بيروت والجبل ١٧٧٠ ، معاون للجزّار في عكّا ، اتّصل بخدمة الإمير بشير الشهابي الكبير ، دخل في خدمة الملّا اسماعيل الكردي صاحب حمص وحماة ، شيّد في حماة كنيسة ، توسّط في حلّ نزاع خطير بين الأمير بشير ووالي دمشق يوسف باشا كنج ١٨١٠ عاد بعدها إلى خدمة الأمير بشير ؛ أنطون ملحم نعمة إدّه (١٨٩٥ ـ ١٩٧٦) : حقوقي وإداري ورجل أعمال ، مستشار لرئيس وزراء سوريا في عهد الانتداب ، رئيس لليانصيب الوطني في بيروت ، رئيس للتموين والإعاشة ، رئيس لبلديّة طرابلس ، رئيس لبلديّة بيروت ، رئيس لمكتب الفاكهة ، مستشار للرئيس إميل إدّه ، من أوائل المهتّمين بشؤون البيئة في لبنان وسوريا ، سعى لتحقيق مشروع إيكوشار ، رئيس للشركة العقاريّة اللبنانيّة حتى وفاته ؛ الياس نعمة إدّه (١٨٣٩ ـ ١٨٩٨) : حقوقي وشاعر وأديب ضرير ؛ الأخ الياس نوهرا إدّه (١٩٠٧ ـ ١٩٩٢) : فنّان كنسي وإداري ، ظهرت صورة القدّيس شربل في عدسته في تصويره بعض الأخوة أمام محبسة عنّايا ؛ الأب جورج الياس الخوري إدّه (١٩٢٤ ـ ١٩٩٧) : بادري لعازري ومربّ عيّن وكيلا

٤٥

عامّا للجمعيّة في لبنان ؛ روجيه جان إدّه : محام دولي وسياسي ناشط وصاحب مشاريع إنمائيّة هامّة ، أمين عام مساعد سابق لحزب الكتلة الوطنيّة ، أقام منذ ١٩٨٠ مركزا للوبي اللبناني في واشنطن من أجل سلام لبنان وحريّته ، أنشأ" حركة لبنان المحايد" ، صاحب جريدة" لسان الحال" منذ ١٩٧٧ ، ترشّح لرئاسة الجمهوريّة ١٩٨٨ لكنّه انسحب من المعركة بعد اتفاق الطائف ؛ د. جوزيف جان إده : مفكّر وفيلسوف وعالم اجتماع وكاتب ؛ وأكثر أبناء آل إدّه من أصحاب المهن الحرّة والاختصاصات العالية وأصحاب المشاريع ورجال الأعمال ورجال الدين.

أراضي السّود

أنظر : منجز والقصير

٤٦

أدونيس

حميرة. سنّور

ADONIS

MAIRA. SINNAWR

الموقع والخصائص

أدونيس قضاء جبيل تشكّل مع قرية سنّور وحدة عقاريّة موقعها في وادي نهر أدونيس الذي يعروف اليوم بنهر ابراهيم ، على ارتفاع يتراوح بين ٦٥٠ و ٧٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٤٤ كلم عن بيروت عبر طريق نهر ابراهيم ـ بير الهيث ـ ومنها نحو الوادي. مساحة أراضيها ٢٠٠ هكتار. تتناثر بيوتها على مدرّجات الوادي الشديد الإنحدار المنتهي عند مجرى النهر حيث يقوم بعض المنتزهات ، وتحيط بها أشجار حرجيّة ، وتزدهر بمحيط منازلها جنينات الأشجار المثمرة والخضار. عدد سكّانها المسجّلين ١٥١٤ نسمة ، من أصلهم ٣٨١ ناخبا.

الإسم والآثار

كان إسمها الحميري ، وقبل ذلك الحميدي نسبة إلى بني حمادة الذين كانوا يملكونها. وربّما كان الإسم أساسا" حمادة" ثمّ حرّف إلى حميدة. بدّل اسمها بموجب مرسوم صدر بسعي من الأهالي فأصبح أدونيس ، وهو اسم الإله الفينيقي أدون ، الذي تقول الأسطورة أنّ خنزيرا بريّا صرعه وهو يصطاد فأعادته عشتار إلى الحياة. أما إسم أدون فمعناه : السيّد والمولى ، وقد أضاف الإغريق السين إلى الإسم فأصبح أدونيس ، أي سيّدي ومولاي. وهو

٤٧

الإله نفسه الذي سمّاه سكّان بلاد ما بين النهرين تمّوز ، وهو لفظ سومريّ معناه : الإبن الأمين. وقد سمّي الشهر الرابع في السنة الساميّة القديمة بإسم هذا الإله ، وهو الشهر السابع في السنة الغربيّة الحديثة ، وقد كان هذا الشهر يكرّس لعبادته.

أما سنّور فمعناها في السريانيّة كما في العربيّة : الهرّ البرّي SANNUORA ولكنّ الكلمة تعني أيضا : القبع والخوذة ، ومجازا ، الرأس والقمّة ، والأرجح أن هذا الوصف الأخير هو ما قصد بالإسم.

تضمّ أراضي أدونيس آثارا مختلفة ، منها نواويس حجريّة ، وكتابات تشبه الهير وغليفيّة في محلّة وطى مسرّة ، ونواويس حجريّة وبقايا هيكل فينيفي وفسيفساء في محلّة قرنة الشومايا. وكانت أرضها إحدى المحطّات الفينيقيّة لقوافل النائحات الصاعدات من جبيل إلى أفقا في زمن عبادة أدونيس ، ومن بقايا تلك الحقبة آثار طرقات مرصوفة بالحجارة كانت تسلكها مواكب العابدين. وفي العهد الروماني أصبحت أرض المحلّة معبرا للطريق الرومانيّة من الساحل إلى بعلبك ، ومن آثار تلك الحقبة بقايا طرقات مرصوفة في مجمل المنطقة الممتدّة على ضفاف النهر.

عائلاتها

موارنة : ترك. سعيد. صفير. ضو. عسّاف. عطالله. عون. غانم. كامل.

شيعة : الحاج. شمص.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة كنيسة القديس يوسف للموارنة.

٤٨

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة ؛ مدرسة سيّدة لبنان للراهبات الفرنسيسكان ؛ مدرسة خاصة ابتدائية.

المؤسّسات الإداريّة مجلس اختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء أديب بطرس عطالله مختارا بالتزكية.

محكمة جبيل. مخفر طورزيّا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من أفقا عبر شبكة مياه جبيل ؛ الكهرباء تابعة لمكتب قرطبا ؛ بريد جبيل.

المؤسّسات الإستشفائيّة

قدّم جوزيف عطالله لمنظّمة فرسان مالطة أرضا لبناء مستشفى في أدونيس ؛ صيدلية.

من أدونيس

الخوري شكر الله عطالله : مدير سابق للبرامج في معاهد الفرير ، له مؤلّفات في اللغة ؛ الأباتي د. سمعان طانيوس عطالله : دكتوراه في الحق الكنسي ، رئيس للمعهد الأنطوني في روما ، رئيس عام للرهبانية الأنطونيّة ١٩٩١ ؛ د. توفيق عطالله : رئيس مستشفيات نيو جيرسي ، قنصل لبنان الفخري فيها ؛ الخوري يوسف عطالله : عضو المحكمة الروحيّة المارونيّة ، أديب له عدّة مؤلّفات ؛ جوزيف رزق الله عطالله : رجل أعمال وناشط إجتماعي وباحث ، مؤسس ورئيس لجامعة آل عطالله ، له مقالات وأبحاث تاريخيّة واجتماعيّة ودينيّة.

٤٩

أرامي

أنظر : دير الأحمر

أردة

بيت عبيد. الرميلة

ARDI

AR ـ RMAILI. BAIT BAID

الموقع والخصائص

أردة ، ومعها مزرعتا بيت عبيد والرميلة من قضاء زغرتا ، تقع على إدنى ارتفاع ١٤٠ مترا عن سطح البحر يصل إلى ٣٥٠ مترا في منطقة بيت عبيد. وهي على مسافة ٨٤ كلم عن بيروت عبر شكّا ـ أميون ـ عابا ـ زغرتا ـ رشعين ؛ أو عبر طرابلس ـ علما. تحيط بها أشجار بريّة متعدّدة الأنواع والأشكال ، وتتنوّع زراعاتها بين الحمضيّات والخضار الموسميّة والتبغ ، وتكثر فيها كروم العنب وبساتين الزيتون.

مساحة أراضيها ٦٠٤ هكتارات ، تروي الزراعيّة منها مياه عين أردة وعيون عشاش ضمن أقنية.

عدد أهالي أردة والرميلة المسجّلين يبلغ نحو ٧٠٠ ، ٢ نسمة ، وعدد أهالي بيت عبيد ١٦٨ نسمة ، من أصلهم جميعا حوالى ٣٠٠ ، ١ ناخب. وقد تحوّل الأهالي مؤخّرا إلى تحصيل العلوم والعمل في حقل التجارة ، وأصبح

٥٠

أكثر أبنائها من حملة الشهادات العالية وأصحاب المهن الحرّة ومن التجّار ، كما أنّها شهدت مؤخّرا هجرة إلى الولايات المتحدة وأستراليا والدول العربيّة.

الإسم والآثار

جاء عند فريحة وبعض الباحثين أنّ أصل الإسم إمّا تحريف RIDYA السريانية التي تعني : المجرى والمسيل. أو أنّ الهمزة في أوّل الإسم تليين للقاف وأصلهاQERDE أي شجر الخروع. غير أننا وجدنا ذكرا لها في رسائل" رب عدي" ملك جبيل إلى الفرعون أخناتون في القرن الرابع عشر ق. م. وجدت بين رسائل تلّ العمارنة ، وقد ورد إسمها : AR ـ DA ـ TA وهذا الإسم فينيقي دون شك ، ومعناه" الأحواض".

تنبئ رسائل تلّ العمارنة أنّ أرداتا ، وهي أردة الحاليّة ، كانت كنعانيّة ـ فينيقيّة ، وقعت في أيدي الغزاة العموريّين حوالى سنة ١٣٧٧ ق. م. ، غير أنّ المدوّنات التي بين يدينا لا تفيد عن أيّ ما من شأنه الكشف عن ماضي هذه البلدة العريقة ، وقد تنير الدراسات على ذلك الماضي بعد الكشف عن آثارها الهامّة التي لا يزال معظمها مدفونا تحت الأرض ، علما بأنّ المديريّة العامّة للآثار قد وضعتها تحت الدرس واستملكت بعض عقاراتها للتنقيب عن آثارها.

عائلاتها

إبراهيم. أبو ديب ـ ديب. أبي طنوس. إسبر. أمين. أيّوب. برق. بشارة. بولس. جبّور. الحاج. الحاقلاني. حربيّة. خوري. الرزّي. رفّول. رودة. سابا. سعد. شاهين. شباط. شديد. شمّو. صعب. صليبا. طراد. عازار. عبيد.

٥١

عرب. عوكر. غالب. فرح. فضل الله. كامل. كنعان. مارديني. لطّوف.

محفوظ ـ محفوض. المختفي. مروّن. المزرعاني. معتوق. موسى. نصّور.

نعّوم. وهبة. هيكل.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار سركيس وباخوس ؛ كنيسة مار سمعان ؛ كنيسة مار جرجس ؛ نيسة سيّدة أردة ؛ دير مار إدنه. وجميع هذه الكنائس والأديار تابعة للطائفة المارونيّة.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة تكميليّة مختلطة.

مدرسة خاصّة ابتدائيّة مختلطة تابعة لأسقفيّة طرابلس المارونيّة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري ومختاران لأردة ومختار ثان لبيت عبيد. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء كلّ من جوزيف أبو ديب وميلاد كليم شاهين مختارا لبلدة أردة ، ونظير جواد عبيد مختارا لمزرعة بيت عبيد.

بلديّة أردة تضمّ بلدات : حرف أردة ، الرميلة ، بيت عوكر ، بيت عبيد.

يتألّف مجلس بلديّتها من ١٥ عضوا يتوزّعون على ٩ أعضاء من أردة ، و ٤ من حرف أردة ، وعضو واحد في كلّ من بيت عوكر وبيت عبيد. وتشير لوائح الشطب إلى وجود ما يناهز ٥٠٠ ، ٣ ناخب فيها جميعا. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس بلدي قوامه : المهندس فيكتور لطّوف رئيسا ، سليم سركيس فضل الله نائبا للرئيس ، والأعضاء الذين يمثّلون أرده بالإضافة إلى الرئيس هم : ماري بطرس الحاج ، سمعان جرجس سعد الحديدي ،

٥٢

رومانوس سمعان المختفي ، مخايل يوسف نعّوم ، مطانيوس يوسف عبيد ، فيّاض كرم هيكل ، الياس نسيم محفوض ، المهندس جرجس حنّا أمين. ويمثّل بيت عبيد طوني سجيع عوكر.

محكمة زغرتا ؛ مخفر درك في الرميلة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع القاضي عبر شبكة عامّة توزّعها على العقارات المبنيّة.

الكهرباء من معمل قاديشا بواسطة محطة تحويل دير نبوح.

هاتف آلي من سنترال زغرتا.

مكتب بريد علما.

الجمعيّات الأهليّة

نادي السلام الثقافي الاجتماعي الرياضي.

حركة التوعية الاجتماعيّة.

جمعيّة جيش مريم.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف حكومي.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مكبس زيتون ؛ معمل نجارة ؛ مصنع أحذية ؛ معمل حجارة إسمنت.

وفيها محالّ عديدة تؤّمن المواد الغذائيّة والحاجات الأساسيّة.

من أردة

الخوري بطرس جبّور : نائب أسقفي وأستاذ للغة السريانيّة وأديب ؛ د. جان ماجد جبّور : مدير كليّة العلوم والأداب في الجامعة اللبنانيّة ـ فرع الشمال ؛ سيلفي فضل الله : رئيسة للبعثة اللبنانيّة الدائمة إلى الأونيسكو.

٥٣

الأرز

أنظر : بشرّي

أرزون

ARZUON

الموقع والخصائص

تقع أرزون في قضاء صور على متوسط ارتفاع ٣٥٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٩١ كلم. عن بيروت عبر صيدا ـ العبّاسيّة ـ دير قانون النهر. مساحة أراضيها ١٠٤ هكتارات ، زراعاتها تبغ وحنطة. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٤٠٠ نسمة من أصلهم حوالي ٥٠ ناخبا.

برز في السنوات الأخيرة اتّجاه لدى أبنائها لتحصيال العلوم العالية ما استوجب انتقال العديد من شبّانها إلى المدن ، وما جعل زراعتها تتراجع نسبيّا ، غير أنّ الهجرة الموقّتة لبعض شبّانها إلى المغتربات قد أثمرت أموالا ساهمت في تجديد منازلها وتحسين عمرانها عموما.

الإسم

خلص الباحثون إلى اعتبار اسم أرزون من جذرARZAH الآرامي الذي يفيد عن الصلابة والجفاف ، أمّا ال" ون" فللتصغير ، فيكون معنى الإسم : الأرض الصغيرة الصلبة أو الجافة. وهناك احتمال في أن يكون المعنى : الأرز الصغير. علما بأنّ شجر الأرز ، كما يقول فريحة ، قد اتّخذ إسمه من

٥٤

الجذر نفسه لصلابة خشبه وأرضه. ولم نبلّغ عن وجود آثار في القرية من شأنها أن تفيد عن ماضيها القديم.

عائلاتها

شيعة : ترمس. حانويه. الحسيني. رزق. رضا. الشامي. طالب. عواضه.

العشّي. قندولي. كريك. كمال الدين. مغنيّة. الموسوي.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

حسينيّة.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري. المختار الحالي المنتخب ١٩٩٨ السيّد عبد اللطيف السيد الحسيني.

محكمة ودرك جويّا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

بريد جويّا.

مياه الشفة فيها من نبع محليّ.

٥٥

إرزيه

بستان عسيران

الجزيرة. مطريّة الشّومر

IRZAI

BUOST N SSAIR N AL

ـ JAZIRI. M ARIYIT ASHSHUOMAR

الموقع والخصائص

إرزيه وتوابعها ، تقع في قضاء الزهراني على متوسط ارتفاع ٢٥٠ م.

عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٧٥ كلم عن بيروت عبر صيدا ـ الزراريّة ـ الخرايب ، وهي قرى زراعيّة يعتمد أهاليها زراعة التبغ والحبوب. تبلغ مساحة أراضي إرزيه وبستان عسيران والجزيرة ٥٢١ هكتارا ، تضاف إليها مساحة مطريّة الشومر البالغة ٢٦١ هكتارا ، عدد أهاليها مجتمعة نحو ٢٥٠ ، ١ نسمة من أصلهم حوالى ٥٠٠ ناخب.

الأسماء

إرزيه IRZA ويلفظ محلّيّاRZA ، ذكر فريحة أنّه من جذرRAZI ومعناها الضعيفة ، أو أن يكون تحريفا لREZE أي الطلاسم ، بسبب احتمال وجود معبد قديم فيها للعبادة الوثنية. وحول اسم مطريّة الشومر ذكر الباحث نفسه أنّه من مقطعين ، الأوّل أصله N ARTA : آرامي ومعناه محرس وحمى من جذرNAR الذي في اللغة المحكيّة" نطر" و" الناطور". أمّا الثاني : الشومر ، وقد حمله إقليم بكامله في الماضي ، فأقرب الاجتهادات إلى الواقع هو القائب

٥٦

بأنّه فينيقيّ SHOMAR ويعني الناطور. وبذلك يكون معنى الإسم" منطرة الناطور". وكانت هذه البقعة في الأزمنة الفينيقيّة ، تابعة لمدينة صيدا ، ولا يستبعد أن تكون قد شهدت برجا للمراقبة من آثاره اسم مطريّة الشومر.

بستان عسيران التابع للمطريّة منسوب إلى جد آل عسيران ، الذي كان قد اشتراه عند انتقاله من بعلبك إلى صيدا ، ثمّ باعه آل عسيران من آل فارس ؛ أمّا الجزيرة فاسم عربيّ يطلق عادة على كلّ أرض محاطة بالماء أو الوديان أو الصخور ، أو منعزلة عمّا يحيط بها.

عائلاتها

شيعة : الأمين. جزّيني. حمادة. حمّود. خشمان. الخليل. درويش. دياب ـ ذياب. زرقط. شرارة. شرقاوي. شنبورة. الصغير. طاسو. عكّوش. الفارس.

قانصوه. متيرك. مروة. نصّار.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

حسينيّة.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء علي عبدو دياب مختارا ؛ مجلس بلدي : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس بلدي قوامه : عبّاس علي جزّيني رئيسا ، محمّد خشمان نائبا للرئيس ، والأعضاء : علي ديب عكّوش ،

٥٧

رفيق شنبورة ، عدنان شرقاوي ، عبّاس قانصوه ، حسن محمّد الفارس ، محمّد حسن قانصوه ، نصّار الأمين ، علي أحمد حمّود ، بسّام مروّه ، راشد متيرك. محكمة صيدا. درك الزراريّة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياهها من مشروع نبع الطاسة. بريد أنصار.

أرصون

عين حمادة

ARSUON

AIN M DI

الموقع والخصائص

بلدة في قضاء بعبدا تتّصل بالعاصمة بيروت عن طريقين : بيروت ـ بعبدات ـ الدليبة ـ العربانيّة وطولها حوالي ٣٨ كلم ، وبيروت ـ المنصوريّة ـ زندوقة ـ القصيبة ـ الكنيسة وهذه تمتدّ حوالي ٢٦ كلم. وتحتلّ عقاراتها البالغة مساحتها ٣٧٧ هكتارا مدرّجا تبدأ تخومه بارتفاع حوالي ٧٨٠ م. عن سطح البحر ، وتنتهي على ارتفاع ٨٦٠ م. ، وتحتلّ المساكن منتصف المدرّج العلوي. تحيط بها الأشجار المتنوّعة ومنها الصنوبر المثمر بشكل خاص ، وفيها أشجار بريّة وزيتون وجنائن تفّاح يتخللها دراقن وإجّاص وخوخ وكرز وكروم تين وعنب. وتكسو جهات منها خضار متنوعة.

٥٨

أهم ينابيعها : نبع الفوار ، ونبع الحرف المعدنّي المياه ، وفي أسفل القرية يتفجر نبع غزير في واد يعرف بوادي العذر ، تملّكته الدولة أواسط القرن العشرين وجرّت مياهه إلى بعض القرى. أما ينابيعها الثانوية ، فهي عيون : المدورة ، حاكورة قيس ، حقل الدلبة. وهناك نبع غزير خاص بآل شقير ، قوّته حوالي ١٥٠ مترا.

عدد سكّان أرصون نحو ٨٠٠ ، ١ ، يتوزعون بالتساوي بين موحّدين دروز ، وموارنة ، وأرثذوكس. من أصلهم نحو ٦٠٠ ناخب. وقد تسبّبت الحرب الأهليّة الأخيرة بتهجير أهالي أرصون المسيحيّين من بلدتهم إلى غير عودة قبل نهاية صيف ١٩٩٩ حين كانت المصالحة وبدأت العودة ، وبدأت المحاولات الحثيثة لإزالة آثار ما دمّرته أخطاء اعترف الجميع بارتكابها. ويسعى أبناء أرصون اليوم لإعادة العمران إلى بلدتهم علّها تستعيد موقعها المميّز.

الإسم والآثار

تضاربت آراء الباحثين حول إسم أرصون. أمّا فريحة فحاول ردّه الى" قرصون"QUARSUNA : أي البرد. غير أنّه استدرك بالقول أنّ بلدة أرصون ليست من الأماكن الباردة ، وعليه فقد يكون الإسم IRSUNA ، أي السوسن ، عائدا بذلك إلى تثبيت رأي الباحثين السابقين. ويعود فريحة فيورد : " إمكانية ردّ الإسم إلى الفينيقية ، ARSUON ، أي الأرض الصغيرة. وبرأينا أنّ هذا التفسير هو الأصحّ لأنّ الإسم الفينيقيّ مطابق للفظ الإسم كما هو معروف حاليّا. ويؤيّد هذا الرأي وجود آثار حضارات قديمة وجدت في بقعة من القرية تعرف بالبستان ، ينطبق عليها إسم الأرض الصغيرة ، ذلك لشكل تلك البقعة الجغرافي ، الذي هو أشبه بأرض ممهّدة صغيرة ، محاطة بالوديان والجبال.

٥٩

وتشير آثار أرصون إلى أنّها قد عرفت نشاطا سكنيّا في العصور الرومانية ، فقد عثر بعضهم على قطع نقديّة رومانيّة في منطقة البستان ، عليها رأس الأغلبوس ، وعلى الوجه الآخر تمثال عشتروت في هيكل ، وهذه النقود رومانيّة بيروتيّة (٢١٨ ـ ٢٢٢ ب. م.) وقد وجد الفلاحون في المكان نفسه غرفا تحت التراب ، أرضها مرصوفة بالفسيفساء ، غير أن هذه الآثار القيّمة قد أتلف بعضها ، وبعضها طمر.

ومن آثار أرصون الباقية ، كهف فيه بضعة نواويس حجريّة ، هي اليوم مهملة ومطمورة بالتراب ، وهذه يمكن ردّها الى العهود الفينيقيّة ، وهي على مقربة من كنيسة القرية المارونيّة. وفي أرصون مغارة غير مكتشفة تعرف ب" عوينة الحمام" ، يقول التقليد بأنّها تمتدّ آلاف الأمتار في جوف الجبل. وبقرب المغارة الواقعة في منطقة يدعو واقعها للبحث والتنقيب ، عين ماء ، وبئر محفورة في الصخر.

ومن آثارها بقايا معاصر الزيتون ، وآرومات أشجار عتيقة ، تدلّ على أنّ أرض أرصون كانت غنيّة بالشجر الضخم. ويردّد التقليد أن الأمير بشيرا قد استورد من أرصون أخشابا واستعملها في بناء قصر بيت الدين سنة ١٨٠٦.

عائلاتها

موحّدون دروز : حريز. ديراني. شقير. شمس الدين.

موارنة وأرثذوكس : أبي هيلا. الخوري. صافي. صبرا. عبد العزيز (ومنها عيد ومنصور). عبد الله. عبد النّور. عبده. عطالله. عقل. عون. فريحة.

القرطباوي. القعود. كنعان. لبّس. مجاعص. مسعود. معوّض. سعد. نادر. هيكل. يونس.

٦٠