تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ابن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب (١) ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، ثنا ابن عائذ قال :

وفي سنة ثلاث وسبعين كانت غزوة محمّد بن مروان سبسطة (٢) ، فواقع الروم فهزمهم ، وفي سنة أربع وسبعين غزا محمّد بن مروان اندرلية (٣) وفي سنة خمس وسبعين غزا محمّد بن مروان الصائفة ، وفي سنة ثلاث وأربع وثمانين غزا عبد الله بن عبد الملك الصائفة ، وغزا محمّد بن مروان فواقع الروم وأهل أرمينية ، فهزمهم الله ، وفي سنة خمس وثمانين غزا محمّد ابن مروان أرمينية ، فسار فيها وتطرف ، وفي سنة ست وثمانين غزا محمّد بن مروان الشاتية ، فأصيب الناس بالمصيصة ، وفي سنة سبع وثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان قال : وفي سنة تسعين فتح على محمّد ابن مروان الباب وحصونه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى ، ثنا خليفة قال (٤) : الجزيرة ولّاها عبد الملك بن مروان أخاه محمّد بن مروان فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك والوليد. أرمينية وأذربيجان ضمّهما إلى محمّد بن مروان سنة ثلاث وثمانين حتى مات عبد الملك.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب (٥) ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا ابن عائذ ، أنبأنا الوليد.

قال : وأنبأنا غير واحد من مشيختنا أن محمّد بن مروان لم يزل واليا لعبد الملك على الجزيرة وأرمينية يقاتل خوارج الجزيرة ، وأهل جبال أرمينية ، وخزر ، ومن يليهم من تلك الأمم حتى توفي عبد الملك ، وولي ابنه الوليد بن عبد الملك الخلافة ، فدعا إلى عزل محمّد ابن مروان والولاية إلى عمله من الجزيرة وأرمينية ، فلم يقدم عليه أحد منهم ، فأجابه إلى ذلك

__________________

(١) بالأصل : العقاب ، والمثبت عن «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : بسطة ، وفي معجم البلدان : سبسطية.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي معجم البلدان : اندرين ، وهي قرية من قرى الجزيرة.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٨ (ت. العمري).

(٥) بالأصل : العقاب ، والمثبت عن «ز».

٢٤١

مسلمة بن عبد الملك ، فسار إليها ، وغزا كلّ من كان بالباب من الأتراك فحاصرهم ورماهم بالمنجنيق حتى فتحها الله ، فأخرج أهلها ، وثلم حائطها.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر (١) ، ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، ثنا أحمد بن معاوية ، ثنا الأصمعي ، عن ابن عمر قال : كان محمّد بن مروان قويا في بدنه ، شديد البأس ، فكان عبد الملك يحسده على ذلك ، وعلى أشياء كان لا يزال يراها منه ، وكان يدابره ويساتره حتى قتل (٢) مصعب بن الزبير ، وانتظمت له الأمور ، فجعل يبدي له الشيء ممّا في نفسه ، ويقابله بما يكره من القول ، ويبلغه عنه أكثر من ذلك ، فلما رأى محمّد ما أظهر له عبد الملك تهيّأ للرحيل إلى أرمينية ، وأصلح شأنه وجهازه ، ورحلت إبله حتى إذا استقلّت للمسير دخل على عبد الملك مودّعا ، فلما خاطبه قال عبد الملك : وما السبب في ذلك؟ وما الذي بعثك عليه؟ فأنشأ يقول :

وإنّك لا ترى طردا لحرّ

كإلصاق به بعض الهوان

فلو كنا بمنزلة جميعا

جريت (٣) وأنت مضطرب العنان

فقال له عبد الملك : أقسمت عليك إلّا ما أقمت ، فو الله لا رأيت مكروها بعدها ، فأقام.

أخبرنا أبو غالب البصري ، أنبأنا محمّد بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي ، أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني ، أنبأنا موسى التستري ، أنبأنا خليفة العصفري قال (٤) : وفيها ـ يعني ـ سنة إحدى ومائة مات ذكوان أبو صالح ومحمّد بن مروان بن الحكم.

وكذا ذكره الواقدي في وفاته.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها يعني سنة إحدى ومائة مات محمّد بن مروان بن الحكم.

وذكر سعيد بن كثير بن عفير : أن وفاته كانت في رجب من هذه السنة.

__________________

(١) في «ز» : بن زريق.

(٢) سقطت من «ز» ، وكتب على هامشها : توفي ، وبعدها : صح.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : حرنت.

(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٢٥ (ت. العمري).

٢٤٢

٦٩٩٠ ـ محمّد بن مروان بن عثمان أبو عبد الله القرشي البيروتي

حدّث عن أبي مسهر.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد ، وخيثمة بن سليمان ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي (١).

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد بن أبي الحوافر ، أنبأنا أبي أبو الفضل.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد عبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة النجار ، قالا : أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، ثنا أبو عبد الله محمّد بن مروان بن عثمان البيروتي ، ثنا أبو مسهر ، ثنا صدقة بن خالد ، ثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن زيد بن أرطأة ، عن جبير بن نفير ، عن أبي الدّرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابغوا لي الضعفاء ، فإنما ترزقون وتنصرون (٢) بضعفائكم» [١١٦٨٨].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو الحسن عبد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ابن أحمد بن جعفر البحيري ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبدوس الحيري ، أنبأنا أبو بكر بن حمدون ، ثنا أبو عبد الله (٣) محمّد بن مروان بن عثمان البيروتي ، ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن عبد الله بن حوالة الأزدي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ستجنّدون أجنادا ، فجند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق» ، فقال : خر لي يا رسول الله ، قال : «عليكم بالشام ، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق (٤) من غدره (٥) ، فإنّ الله قد تكفّل لي بالشام وأهله» [١١٦٨٩].

قال : وأنبأنا أبو بكر بن حمدون ، ثنا أبو عبد الله [محمد بن مروان بن عثمان البيروتي ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله](٦) ، عن عبد الرّحمن بن غنم قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : ويل ديّان من في الأرض من ديّان من في السّماء ،

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : الهاروني.

(٢) في «ز» : وتنتصرون.

(٣) تحرفت بالأصل هنا إلى : «عبيد الله» والتصويب عن «ز».

(٤) بالأصل و «ز» : وليس ، والمثبت عن المختصر.

(٥) في «ز» : «من عنده».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، فاختل السند ، واستدرك عن «ز».

٢٤٣

يوم يلقونهم إلّا من أمّ [العدل](١) ، وقضى (٢) بالحق ، ولم يقض على الهوى ، ولا على قرابة ، ولا على رغب ، ولا على رهب ، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه.

قال عمرو بن دحيم : توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين لثلاث (٣) عشرة ليلة خلت من المحرّم. ذكر ذلك ابن مندة ، والله أعلم.

٦٩٩١ ـ محمّد بن مروان بن محمّد بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة

ابن عبد شمس الأموي

من رجالات بني أمية.

غزا مع أبيه مروان بلاد الترك والخزر في خلافة هشام ، فلما قفل أبوه من غزوه وجهه وافدا (٤) إلى هشام (٥) بالفتح ، ذكر ذلك الواقدي.

٦٩٩٢ ـ محمّد بن مروان الدّمشقي

حدّث عن أبي صالح ، مجهول رواه زافر بن الصلت عن عبد العزيز [بن](٦) الجعدا أنّ محمّد الشامي عن محمّد بن مروان الدّمشقي بهذا ، قاله ابن مندة.

٦٩٩٣ ـ محمّد بن مروان الدّمشقي

حكى عنه الحسن بن أبي طالب المصّيصي.

أخبرنا أبو علي الحسن بن الفضل الأدمي الأصبهاني ـ إجازة ـ وقد رأيته بأصبهان غير مرة ، ولم يقض لي السماع منه. أنبأنا عمر بن أحمد السّمسار ، أنبأنا أبو سعيد النقّاش ، أنبأنا أبو القاسم زيد بن عبد الله بن عبد الكبير البصري برامهرمز ، ثنا الحسن بن أبي طالب المصّيصي قال : سمعت محمّد بن مروان الدّمشقي ينشد :

لمحبرة تجالسني نهاري

أحبّ إليّ من أنس الصّديق

ورزمة كاغد في البيت عندي

أحبّ إليّ من عدل (٧) الدقيق

__________________

(١) بياض بالأصل و «ز» ، والزيادة عن المختصر ، واللفظة فيه مستدركة أيضا بين معكوفتين.

(٢) بالأصل : «ونصر» والمثبت عن «ز».

(٣) بالأصل : «الثالث» والمثبت عن «ز».

(٤) تحرفت بالأصل إلى : «واقرا» والمثبت عن «ز».

(٥) في «ز» : الشام.

(٦) زيادة عن «ز».

(٧) العدل : الكيل ، ونصف الحمل (القاموس).

٢٤٤

ولطمة عالم في الخدّ مني

ألذّ إليّ من شرب الرّحيق

٦٩٩٤ ـ محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان بن النّعمان بن زيد بن شرحبيل

ابن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية

ابن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة

أبو عبد الرّحمن الكنديّ الكوفي (١) قاضي مصر

كان على مذهب أبي حنيفة.

روى عن : عبيد الله بن الوليد الوصافي (٢) ، وإسحاق بن الفرات الكنديّ ، والوليد بن جميع ، وسفيان الثوري ، وأبي جناب الكلبي ، ومسعر ، ومحمّد بن عمرو بن علقمة ، وأبي معشر نجيح المدني ، وشيبان بن عبد الرّحمن ، ومهدي بن مروان.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن الخليل بن حمّاد البلاطي (٣) ، وهشام ابن عمّار ، وموسى بن عبد الرّحمن المسروقي ، وعبد الله بن وهب ، وإسحاق بن الفرات (٤) ، وسعيد بن أبي مريم ، وسعيد بن عفير ، واجتاز بدمشق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، ثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه ، ثنا أبي (٥) ، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، ثنا محمّد بن مسروق ، ثنا إسحاق بن الفرات الكنديّ عن الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يرد اليمين على طالب الحق.

قال : وأنبأنا تمام ، أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان ، وأبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، قالا : ثنا سليمان بن أيوب بن حذلم ، فذكر مثله.

أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، وأبو محمّد بن طاوس ، وأبو القاسم بن عبدان ، قالوا : أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو علي محمّد بن

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ٥ / ٢١ ولسان الميزان ٥ / ٣٧٩ والجرح والتعديل ٨ / ١٠٤.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٢٧٧.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٢٥٥.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، ولعله شيخه إسحاق بن الفرات التجيبي الكندي وقد ولي قضاء مصر خليفة لمحمد بن مسروق. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ٦٩.

(٥) بعدها في «ز» : نا سليمان بن أيوب بن حذلم.

٢٤٥

هارون بن شعيب ، ثنا أبو أيوب (١) بن حذلم الأسدي ، ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، ثنا محمّد بن مسروق ، عن إسحاق بن الفرات ، عن الليث بن سعد ، عن نافع (٢) ، عن ابن عمر قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ردّ اليمين على طالب الحق [١١٦٩٠].

أنبأنا الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) : محمّد بن مسروق الكنديّ ، روى عن مسعر ، وعبيد الله الوصافي (٤) ، ومحمّد بن عمرو بن علقمة ، وأبي معشر المديني (٥) نجيح ، ومهدي بن مروان (٦) ، وشيبان بن عبد الرّحمن النحوي ، روى عنه أبي وأبو زرعة (٧) ، وهشام بن عمّار ، وموسى بن عبد الرّحمن المسروقي ، وقال : حدّثني جدي محمّد بن مسروق الكنديّ.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمّي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله قال اللفتواني : وأنبأنا أبو عمرو عن أبيه أبي عبد الله ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس قال محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكنديّ ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، قاضي مصر ، كوفي ، قدم مصر على القضاء بعد المفضّل بن فضالة (٨) في صفر سنة سبع وسبعين ومائة.

قال أبو سعيد : أخبرنا علي بن الحسن بن قديد ، حدّثني عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، عن أبيه قال : قدم علينا محمّد بن مسروق الكنديّ واليا على القضاء ، وكان متحيرا (٩) وأعدى على العمال ، وأنصف منهم ، وأرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيّب يأمره بحضور مجلسه ، فقال لرسوله : لو كنت تقدّمت إليه في هذا لفعلت به ، وفعلت كذا وكذا ، فانقطع ذلك عن القضاة بعده ، ولحق جماعة البلد منه استخفاف.

__________________

(١) في «ز» : أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي.

(٢) قوله : «عن نافع» مكرر بالأصل.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٠٤.

(٤) بالأصل : و «ز» : «عبيد الله ابن العباس» والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٥) كذا ، وفي «ز» : المدني ، وليست في الجرح والتعديل.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : ميمون.

(٧) قوله : «أبي وأبو زرعة» ليس في الجرح والتعديل.

(٨) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٣٠.

(٩) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «متحيزا» وهو أشبه.

٢٤٦

روى عنه من أهل مصر : عبد الله بن وهب ، وإسحاق بن الفرات ، وسعيد بن أبي مريم ، وسعيد بن عفير ، وعزل عن القضاء في صفر سنة خمس وثمانين ومائة.

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي عبد الله الصوري ، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس قال : قال لنا أبو عمر محمّد بن يوسف الكنديّ : ثم ولي القضاء بها محمّد بن مسروق الكنديّ ـ ونسبه أبو عمر ، فقال : أبو عبد الرّحمن محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان بن النّعمان بن زيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة ، من أهل الكوفة ـ من قبل أمير المؤمنين هارون الرشيد ، قدمها يوم السّبت لخمس خلون من صفر سنة سبع وسبعين ومائة ، أخبرني بذلك ابن واقد (١) عن أبيه عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال سعيد : فلمّا قدم شدّد في الحكم ، وأعدى على العمّال ، وأنصف منهم.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني ابن قديد ، عن عبيد الله ، عن أبيه أن محمّد بن مسروق لمّا قدم إلى مصر اتخذ قوما من أهلها للشهادة ، وسمهم بها ، وأوقف سائر الناس ، فوثبوا به ، ووثب بهم ، وشتموه وشتمهم ، وكانت منه هنات إلى أشرافهم إلى هاشم بن خديج ، وحويّ ابن حويّ ، وغيرهما.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني ابن قديد ، وأبو سلمة ، عن يحيى بن عثمان قال : سألت يحيى بن عبد الله بن بكير : هل كان خير (٢) بن نعيم [يقضى](٣) بين النصارى على باب المسجد؟ فقال يحيى : قد أدركت القضاة يجعلون لهم يوما في منازلهم ، وأوّل من أدخلهم المسجد محمّد بن مسروق ، قال يحيى : وما كان بأحكامه بأس ، ما كان يتعلق عليه فيها بشيء ، ولكنه كان من أعظم الناس تكبرا.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، أخبرني ابن قديد عن يحيى بن عثمان ، وأبي الزقزاق أن هاشم بن خديج خوصم إلى محمّد بن مسروق. فقال له ابن مسروق : إنّما أنت من السكون (٤) ، ولست من الملوك ، فقال هاشم : ليس لهذا حضرنا ، والله لا حضرت لك مجلسا أبدا ، ومن تظلم إليك مني فأعده عليّ واقض له في مالي بما يدّعيه.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : ابن قديد.

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : عمر بن نعيم.

(٣) زيادة عن «ز» للإيضاح.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : السكوت ، والمثبت عن «ز» ، والسكون بطن من كندة.

٢٤٧

قال : وأنبأنا أبو عمر ، ثنا ابن (١) قديد ، أخبرني أبو سلمة ـ يعني ـ أسامة بن أبي السمح (٢) ، عن يحيى بن عثمان ، حدّثني موسى بن أبي (٣) أيوب أخو إبراهيم قال : كانت أموال اليتامى والأوقاف ..... (٤) ترد إلى بيت المال منذ زمن المنصور إلى أيام الرشيد ، فلما ولي محمّد بن مسروق وتحامل على أهل مصر ، فأساءوا عليه الثناء والذكر ، وأشاعوا عنه أنه عزم على حمل ما في بيت المال من هذه الأموال إلى هارون ، فقام أبو إسحاق الحوفي (٥) وكان متعريا (٦) ، فنادى في المسجد الجامع ، ودعا على محمّد بن مسروق فأحضره ابن مسروق وناله بمكروه ، فزاد مقت أهل مصر لابن مسروق.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني يحيى بن محمّد بن عمروس قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : لما أكثر أهل المسجد في ذمّ محمّد بن مسروق وقف على باب المقصورة ونادى بأعلى صوته : أين أصحاب الأكسية العسلية؟ أين بنو البغايا؟ لم لا يتكلم متكلمهم بما شاء حتى نرى ونسمع ، فما تكلم أحد بكلمة.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، قال : وأخبرني ابن (٧) قديد عن أبي الزقزاق (٨) عن الحارث بن مسكين قال :

قد كان هاهنا قاض يذل الجبارين ، فما فضحه (٩) إلّا ابنه ـ يعني ـ محمّد بن مسروق ، وذلك أن محمّدا كان لا يتعلق عليه شيء حتى قدم ابنه ، فكان يأتي إلى من عنده مال من الودائع فيقول : أعطنيه حتى أتجر فيه ، وآخذ الفضل ، قال : فتلف على يديه شيء كثير.

قال : أنبأنا أبو عمر ، أخبرني عمي عن أسد بن سعيد بن عفير ، عن أبيه قال : كان محمّد ابن مسروق يروح إلى الجمعة من دار أبي عون بالموقف ماشيا إلى المسجد.

قال : وأنبأنا أبو عمر ، أخبرني قيس بن أبي حملة ، عن أبي قرة (١٠) قال : خوصم وكيل السيدة إلى محمّد بن مسروق فأمر بإحضاره ، فجلس مع خصمه متربعا ، فأمر به محمّد بن مسروق ، فبطح وضرب عشرا.

__________________

(١) بالأصل : «أبو» والمثبت عن «ز».

(٢) في «ز» : ابن أبي الشيخ.

(٣) كذا ، وفي «ز» : موسى بن أيوب.

(٤) بياض بالأصل ، وفي «ز» : «والغنائم» وكتب على هامشها : كذا بالأصل.

(٥) في «ز» : الحرقي.

(٦) في «ز» : متقربا.

(٧) بالأصل : «أبو» والمثبت عن «ز».

(٨) في «ز» : أبو الرقراق.

(٩) في «ز» : قضى.

(١٠) زيد في «ز» : عن أبيه.

٢٤٨

قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني ابن أبي فديك عن عبيد الله ، عن أبيه أن محمّد بن مسروق أقدم على عبد الرّحمن مولى زبيدة ووكيلها على البحيرة ، فأنصف منه ، فنفاه إلى زبيدة ، وكان ابن مسروق قد تشدد على عبد الوهّاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف فخافه ، فشخص (١) إلى الرقّة ، فنفاه ورفده القرشيون هناك ، وكلم فيه أبا (٢) البختري حتى عزله ، فبلغ ابن مسروق ذلك ، فخرج قبل أن يقدم إليه الذي استقضاه أبو البختري ، واستخلف على أهل مصر إسحاق بن الفرات غضبا عليهم ، فكان خروجه في سنة أربع وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا عبد العزيز ، أنبأنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ ثنا أحمد بن القاسم الميانجي ، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم (٣) ، ثني سعيد بن عمرو البردعي ، قال :

قلت ـ يعني ـ لأبي زرعة الرّازي : محمّد بن مسروق القاضي؟ قال : شيخ ، حدّث عن الوليد بن جميع ، عن أبي الطفيل ، عن سعيد بن زيد [بحديث أوهم فيه قلت ما صحيحه نا أبو نعيم نا الوليد بن جميع ، حدثني من سمع سعيد بن زيد](٤) يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد.

٦٩٩٥ ـ محمّد بن مسعدة البزّاز

ذكر أبو عبد الله بن مندة أنه دمشقي.

حدّث عن محمّد بن شعيب بن شابور.

روى عنه : أحمد بن أبي رجاء الدمشقي ، وقاسم بن زكريا المطرّز ، ويحيى بن صاعد ، وأبو العبّاس السرّاج.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو حفص عمر ابن محمّد بن علي الزيّات ، ثنا قاسم بن زكريا بن يحيى أبو بكر المطرز ، حدّثني محمّد بن مسعدة البزّاز ، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور. أخبرني الأوزاعي عن أيوب بن موسى أنّه

__________________

(١) في «ز» : الشخص.

(٢) بالأصل : «أبو» والمثبت عن «ز».

(٣) تحرفت بالأصل إلى : المنجم ، والمثبت عن «ز».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» للإيضاح.

٢٤٩

حدّثه : حدّثني نافع مولى ابن عمر ، حدّثني عبد الله بن عمر قال : صلينا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلاة الخوف طائفة منا خلفه ، وطائفة مواجهة العدو (١) ، فصلّى بإحدى الطائفتين ركعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو الغنائم (٢) بن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة قال : قرأ علي بن صاعد ، ثنا محمّد بن مسعدة صاحب الشّطوي ، ثنا محمّد بن شعيب ابن شابور ، عن الأوزاعي ، عن الزهري أنه حدّثه عن عروة عن عائشة أنها حدّثته قالت : أهللت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعمرة في حجّة الوداع.

٦٩٩٦ ـ محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن

مالك بن الأوس ، ويقال : ابن مسلمة بن سلمة بن خالد أبو عبد الرّحمن ،

ويقال : أبو سعيد ، ويقال : أبو عبد الله الأنصاريّ (٣)

صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث ، وشهد بدرا ، وأحدا وغيرهما.

روى عنه : جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، والمغيرة بن شعبة ، وسهل بن أبي حثمة (٤) ، والمسور بن مخرمة ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وضبيعة بن حصين ، وأبو الأشعث الصّنعاني ، والحسن البصري ، وابنه محمود بن محمّد بن مسلمة ، والأعرج.

واستخلفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المدينة حين خرج إلى بعض غزواته (٥).

وشهد الجابية مع عمر بن الخطّاب ، وكان على مقدمته يومئذ ، وكان مقامه بالمدينة ، فاعتزل الفتنة ، فلم يدخل فيها.

وقدم دمشق ، وشهد وفاة أبي الدّرداء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، ثنا

__________________

(١) في «ز» : مواجهة للعدو.

(٢) في «ز» : القاسم.

(٣) ترجمته في الإصابة ٣ / ٣٨٣ وأسد الغابة ٤ / ٣٦٦ وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٣ وتهذيب الكمال ١٧ / ٢٣٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٩٠ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦٩ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ١١ والجرح والتعديل ٨ / ٧١ والعبر ١ / ٥٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ١١٢ وانظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمته.

(٤) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «خيثمة» والتصويب عن تاريخ الإسلام وتهذيب الكمال.

(٥) عام تبوك ، كما يفهم من عبارة ابن سعد وتهذيب الكمال وتاريخ الإسلام.

٢٥٠

عبد الله بن أحمد (١) ، ثنا أبي ، ثنا وكيع ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المسور بن مخرمة قال :

استشار عمر بن الخطّاب الناس في ملاص (٢) المرأة قال : فقال المغيرة بن شعبة : شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى فيها بغرّة عبد أو أمة ، قال : فقال عمر : ائتني بمن يشهد معك ، قال : فشهد له محمّد بن مسلمة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن ، وأبو عمرو عبد الوهّاب ابنا (٣) محمّد بن إسحاق بن مندة ، وأبو منصور بن شكرويه ، قالوا : أنبأنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله ، أنبأنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا الزعفراني ، ثنا وكيع بن الجرّاح ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه عن المسور بن مخرمة قال : استشار عمر بن الخطّاب في إملاص (٤) المرأة ـ يعني : الحامل ـ تضرب بطنها فتسقط ، فقام المغيرة بن شعبة فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى فيه بغرّة عبد أو أمة ، فقال عمر : ائتني بمن يشهد معك ، قال عبد الرّحمن : فشهد معه محمّد بن مسلمة [١١٦٩١].

وكذا رواه يزيد بن سنان الرهاوي ، وقيس بن الرّبيع الأسدي عن هشام.

أخبرنا بحديثهما أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله المضري ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أبي (٥) مسعود الفارسي ، وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف.

وأخبرنا أبو الفضل محمّد ، وأبو عاصم الفضيل ابنا إسماعيل بن محمّد ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد ، وأبا عبد الله محمّد بن إسماعيل بن أبي أحمد المؤذّن ، ومحمّد بن علي بن محمّد بن إسماعيل الصندوقي ، وعبد الرّحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي (٦) ، وأبو الفضل الضحاك بن أبي سعد بن أبي أحمد الخبّاز ، وأبو محمّد عبد الجليل ابن منصور بن إسماعيل ، وأبو منصور محمّد بن إسماعيل بن سعيد ، وأبو الوقت عبد الأوّل ابن عيى السجزي ، وأبو الحسن محمّد بن عبد الله بن علي البوسنجي ، وأبو سعيد أحمد بن

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٣٤٣ رقم ١٨٢٣٩.

(٢) ملاص المرأة هي أن تزبق الجنين قبل الولادة ، وكل ما زلق من اليد فقد ملص (النهاية).

(٣) بالأصل : أنبأنا ، تحريف ، والتصويب عن «ز».

(٤) وأملصت المرأة ألقت ولدها ميتا (القاموس) ، وانظر النهاية لابن الأثير.

(٥) ليست في «ز».

(٦) في «ز» : الأرامي.

٢٥١

إسماعيل الحنفي ، وأبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري ، وأبو سعد منصور بن علي بن عبد الرّحمن ، وأبو نصر زهير بن علي بن زهير ، وأبو علي الحسن بن محمّد بن أحمد الطوسي ، قالوا : أنبأنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عفيف ، قالا : أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا أبو فروة يزيد ابن محمّد بن يزيد بن سنان ـ بالرها ـ حدّثني أبي محمّد بن يزيد ، حدّثني أبي يزيد بن سنان ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المسور بن مخرمة قال : استفتى عمر بن الخطّاب أناسا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في امرأة ضربت فألقت جنينها ، فقال المغيرة بن شعبة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرّة عبد أو أمة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى بذلك [١١٦٩٢].

قال : وحدّثنا ابن صاعد ، ثنا خلف بن محمّد أبو الحسين ـ بواسط سنة ثلاث وستين ومائتين ـ ثنا عاصم بن علي ، ثنا قيس بن الرّبيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن مسور بن مخرمة.

أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة ، فقال المغيرة بن شعبة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرّة عبد أو أمة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فهات من يعلمه ، فشهد له محمّد ابن مسلمة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

تابعهم يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ومحمّد بن سليمان ، عن هشام ، وخالفهم الليث ابن سعد ، ومفضّل بن فضالة المصريّان ، ووهيب بن خالد ، وزائدة بن قدامة ، وأبو معاوية الضرير ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي (١) ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المغيرة من غير ذكر المسور.

وكذلك رواه أبو الزناد عن عروة.

فأمّا حديث الليث :

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الصريفيني.

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : «المستملي» ترجمته في سير أعلام النبلاء ٨ / ١٩٢.

٢٥٢

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو نصر الزينبي ، [قالا](١) أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود.

ح وأخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد ، أنبأنا عبد الرزّاق بن عمر ، أنبأنا أبو بكر (٢) بن المقرئ ، ثنا أحمد بن عبد الوارث المصري ، قالا : ثنا عيسى بن حمّاد ، أنبأنا الليث ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنه حدّث عن المغيرة بن شعبة بحديث (٣) عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة ، فقال المغيرة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرة عبد أو وليدة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فائتني بأحد يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

وأمّا حديث مفضل :

فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو الطيّب عبد الرزّاق بن عمر بن موسى ، ثنا [محمد](٤) بن إبراهيم بن المقرئ ، ثنا محمّد بن زبّان (٥) بن حبيب ، وإسماعيل بن داود بن وردان ، قالا : ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري ، قال ابن زبّان (٦) : حدّثني ـ وقال ابن داود : ثنا ـ مفضّل عن هشام ، عن أبيه أنه حدّث عن المغيرة حديثا حدّث به عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغرّة عبدا (٧) أو وليدة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

وأمّا حديث وهيب :

فأخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي ، وأبو سهل محمّد بن أحمد الحفصي (٨) [قالا : أنا أبو الهيثم محمد بن المكي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن](٩) محمّد بن العيار ،

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح عن «ز».

(٢) تحرفت في «ز» إلى : مكي.

(٣) بالأصل : «يحدث» والمثبت عن «ز».

(٤) زيادة عن «ز».

(٥) بالأصل : «ربان» وفي «ز» : «ريان» وهو تصحيف ، والصواب ما أثبت.

(٦) غير واضحة بالأصل ، وفي «ز» : زيان.

(٧) بالأصل : عبد ، والمثبت عن «ز».

(٨) في «ز» : الحمصي.

(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لإصلاح السند عن «ز».

٢٥٣

أنبأنا محمّد بن عمر بن محمّد ، قالا : أنبأنا محمّد بن يوسف بن مطر ، ثنا أبو عبد الله البخاري ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا وهيب ، ثنا هشام ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة ، عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة بن شعبة : قضى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرة عبد أو أمة ، فشهد محمّد بن مسلمة أنه شهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

وأمّا حديث زائدة :

فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو القاسم ، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ، ثنا (١) أبو أميّة ، ثنا محمّد بن سابق ، ثنا زائدة ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدّث (٢) عن عمر استشارهم [في إملاص المرأة](٣) فقال له المغيرة : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرة عبد أو أمة فقال له عمر : لئن كنت صادقا فائت بآخر يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى بذلك.

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر المغربي ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي ، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي ، ثنا محمّد بن يحيى ، ثنا محمّد بن سابق ، وعبد الله بن رجاء ، قالا : حدّثنا زائدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة يحدّث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فذكر نحوه.

وأمّا حديث [أبي](٤) معاوية :

فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا عبد الرّحمن ، وعبد الوهّاب ابنا محمّد بن إسحاق ، وأبو منصور بن شكرويه ، قالوا : أنبأنا إبراهيم بن خرشيد قوله ، أنبأنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا الحسن بن محمّد الزعفراني ، ثنا أبو معاوية ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة (٥) قال : سألني عمر بن إملاص المرأة : أسمعتم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يعني ـ فيه شيئا؟ قال المغيرة بن شعبة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : فيه غرة عبد أو أمة ، قال : لا تبرح حتى تجيء بالمخرج ممّا قلت ، قال : فخرجت [فجئت](٦) بمحمّد بن مسلمة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول فيه غرة عبد أو أمة.

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) في «ز» : فحدث.

(٣) الزيادة لإيضاح المعنى عن «ز».

(٤) زيادة لازمة منا للإيضاح.

(٥) من هنا ... إلى قوله : سمعت (رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم).

(٦) زيادة للإيضاح عن «ز».

٢٥٤

وأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أحمد بن علي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي مسلم الفرضي ، ثنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله الأنماطي المعروف بابن قماش ، ثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح الزعفراني ، ثنا أبو معاوية الضرير ، ثنا هشام بن عروة ، عن عروة ، عن المغيرة بن شعبة قال : سئل (١) عمر بن الخطّاب ، فذكر نحوه.

وأخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر ، قالا : أنبأنا عبد الدائم ابن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا أبو العبّاس عبد الله بن عتّاب ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا أبو معاوية ، عن هشام ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة قال :

سأل عمر عن إملاص المرأة ـ وهي التي تضرب بطنها فتلقي جنينا ـ قال : أيّكم سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول فيه [شيئا؟ فقلت : أنا ، فقال : ما هو؟ فقلت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول](٢) غرة عبد أو أمة قال : لا تبرح حتى تجيء بالمخرج مما قلت ، فخرجت فجئته بمحمّد بن مسلمة ، فشهد معي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول فيه غرة عبد أو أمة.

وأمّا حديث ابن أبي حازم :

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا محمّد بن زنبور المكي ، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن هشام ، عن أبيه ، عن المغيرة أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة ، فقال المغيرة بن شعبة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغرة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فائت بآخر علم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

وأمّا حديث عبد العزيز بن مسلم :

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، وأبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن مظفر ، ثنا أبو بكر محمّد بن محمّد الباغندي ، ثنا شيبان ، ثنا عبد العزيز بن مسلم ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطّاب استفتاهم في إملاص المرأة ـ يعني السقط ـ فقال

__________________

(١) في «ز» : سأل.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، للإيضاح.

٢٥٥

المغيرة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غرة (١) ، فقال : إن كنت صادقا فائتني ببيّنة ، قال : فأتى ببيّنة محمّد بن مسلمة ، فشهد له.

وأمّا حديث أبي (٢) الزناد :

فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن علي ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، ثنا أبو عبد الله المحاملي ، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري ، حدّثني عبد العزيز بن عبد الله ، حدّثني ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عروة بن الزبير ، عن المغيرة بن شعبة أن عمر بن الخطّاب استشارهم في إملاص المرأة فقال المغيرة : قضى فيه ـ يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بغرة ، فقال له : إن كنت صادقا فائت بإنسان يعلم ، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به ، فأنفذه عمر.

وكذا روي عن ابن جريج عن هشام.

وروي عنه عن عروة عن ابن المغيرة عن أبيه.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو (٣) عبد الله ابن مندة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن العباس بن الأشعث الغزي ـ بها ـ ثنا محمّد بن حمّاد الطهراني ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا ابن جريج ، أخبرني هشام بن عروة [عن عروة](٤) بن الزبير قال : حدّث المغيرة بن شعبة أنه حدّث عن عمر بن الخطاب أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة بن شعبة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فقال له عمر : إن كنت صادقا فائت بآخر يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة الأنصاريّ أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به (٥).

وأخبرناه أبو عبد الله الفراوي (٦) ، أنبأنا أبو بكر المغربي ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، ومكي بن عبدان ، قالا : ثنا عبد الرّحمن بن بشر ، ثنا عبد الرزّاق ، أنبأنا ابن جريج ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه أنّه حدّث عن ابن (٧) المغيرة بن شعبة ، عن أبيه أنه حدّث عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة بن شعبة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغرة ، فقال عمر : إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) في «ز» : ابن الزناد.

(٣) ليست في «ز».

(٤) زيادة لازمة عن «ز» ، للإيضاح.

(٥) تقرأ بالأصل : «فضربه» تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٦) تحرفت في «ز» إلى : الفزاري.

(٧) سقطت من «ز».

٢٥٦

وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الرزّاق ، أنبأنا جريج ، حدّثني هشام ، عن عروة ابن الزبير أنه حدّث عن ابن (٢) المغيرة عن عمر أنه استشارهم في إملاص المرأة فقال له المغيرة : قضى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغرة فقال له عمر : إن كنت صادقا فائت بأحد يعلم ذلك ، فشهد محمّد بن مسلمة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى به.

ورواه سفيان بن عيينة ، وعبيد الله (٣) بن موسى العبسي عن هشام ، عن أبيه أن عمر.

وأمّا حديث ابن عيينة :

فأخبرناه أبو السعود بن المجلي ، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا عبد الجبّار بن العلاء ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : نشد عمر بن الخطّاب الناس فقال : اذكروا الله من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى في إملاص الجنين؟ قال : فقام المغيرة بن شعبة فشهد أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جعل فيه غرة ، قال : من شهد معك؟ قال : محمّد بن مسلمة.

وأمّا حديث عبيد الله :

فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر المغربي ، أنبأنا أبو بكر الجوزقي ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار ، ثنا محمّد بن إسحاق الصغاني ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه (٤) أن عمر سأل الناس : أيّكم سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى في السّقط؟ فقال المغيرة بن شعبة : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى بغرة عبد أو أمة ، قال : ائتني بمن يشهد معك على هذا ، فقال محمّد بن مسلمة : أنا أشهد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمثل هذا.

قال : وأنبأنا الجوزقي قال : سمعت أبا حامد بن الشّرقي يقول : حديث وكيع وهم ، لم يتابعه أحد من أصحاب هشام بن عروة ، عن المسور بن مخرمة ، وأراد عندي حديث سبيعة. وقد اجتمع هؤلاء من أصحاب هشام على خلاف ما قال ابن جريج ووكيع. وحديث ابن جريج أوقع على القلب من حديث وكيع ؛ وابن جريج ، هو الحافظ المتقن ، ومع حفظه

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٣٢٧ رقم ١٨١٥٩.

(٢) قوله : «ابن» سقطت من المسند.

(٣) من هنا إلى قوله : فأخبرناه ... سقط من «ز».

(٤) من هنا .. إلى قوله : عن المسور ... سقط من «ز» ، فاختل السياق.

٢٥٧

صاحب كتاب ؛ يحدّث من الكتاب ، فإن كان حفظ فيه عن ابن (١) المغيرة بن شعبة [عن أبيه ، فقد أسنده وجوده ، وحديث زائدة عن هشام عن أبيه أنه سمع المغيرة بن شعبة](٢) هو عندي وهم غير واقع على القلب ، وقد حكى محمّد بن يحيى عن علي بن عبد الله أنه قال : لا يعلم أحدا أسند هذا الحديث غير وكيع ، ولا أرى وكيعا إلّا واهما في روايته حيث قال عن المسور ابن مخرمة أخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن المؤمّل ، ثنا أبو أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو عروبة الحسين بن [أبي](٣) معشر السّلمي ، ثنا محمّد بن المثنّى ، ثنا عبّاد بن موسى (٤) ، ثنا يونس ، عن الحسن ، عن محمّد بن مسلمة قال : مررت فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصّفا واضعا خدّه على خدّ رجل ، قال : فذهبت ، فلم ألبث أن ناداني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فقمت له ، فقال : «يا محمّد ، ما منعك أن تسلّم؟» قال محمّد بن مسلمة : يا رسول الله ، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد من [الناس](٥) فكرهت أن أقطع عليك حديثك ، من كان يا رسول الله؟ قال : «جبريل» قال : محمّد بن مسلمة لم يسلم أما أنه لو سلّم لرددنا عليه‌السلام» قال : وما قال لك يا رسول الله؟ قال : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى كنت أنتظر متى يأمرني فأورثه» [١١٦٩٣].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي. وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، قالا : أنبأنا أبو الحسين (٦) بن النقور ، ثنا أبو طاهر المخلص ، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، ثنا بندار ، ثنا عباد بن موسى السّعدي ، ثنا يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن محمّد بن مسلمة قال :

مررت فإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واضع يده على يد رجل ، فذهبت إليه ، فقال : «يا محمّد ، ما منعك أن تسلّم» فقلت : يا رسول الله ، رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا لم تفعله مع أحد من الناس ، فكرهت أن أقطع عليك حديثك ، فمن كان يا رسول الله؟ قال : «كان جبريل ، وقد قال لي : هذا محمّد بن مسلمة لم يسلّم ، أما أنه لو سلّم لرددنا عليه‌السلام» قال : فما قال لك يا رسول الله؟ قال : «لم يزل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه» [١١٦٩٤].

__________________

(١) ليست في «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٧٠.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن «ز».

(٦) تحرفت في الأصل إلى : «الحسن» والمثبت عن «ز».

٢٥٨

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثني عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الرّحمن بن الحسين (١) بن الحسن بن علي بن يعقوب ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ، ثني أبو أيوب سليمان بن أيوب بن سليمان بن حذلم الأسدي (٢) ، حدّثني أبي ، ثنا سويد ـ هو ابن عبد العزيز ـ ثنا موسى بن أبي كثير ، عن زيد بن وهب ، عن رجاء بن حيوة ، عن أبي الدّرداء أنه مرض ، فكان يمرّضه محمّد بن مسلمة ، فكثر عوّاد أبي الدّرداء ، فحوّل إلى كنيسة ، فأغمي على أبي الدّرداء (٣) ، فقام الناس عنه ، وقام محمّد بن مسلمة حتى بقي في أهله ، فجعلوا يبكون عليه ، فأفاق أبو الدّرداء ، فقال : لا يكون من أمري شيء إلّا أشهدتموه محمّد بن مسلمة ، ثم بعث إليه ، فأتاه ، فقال : أسندني إلى صدرك ، قال : فأسنده ثم قال : افتحوا الأبواب ، قال : وعليها كثرة من الناس ، فدخلوا على أبي الدّرداء ، قال : فأقبل محمّد بن مسلمة يجلسهم فقال أبو الدّرداء : إنه لم يكن يمنعني أن أحدّثكم إلّا أن تسترسلوا ، إنّي أبشّركم أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي ، أنبأنا أبو حفص ، ثنا خليفة قال (٤) : ومن بني مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس : محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة ، أمّه أمّ سهيم خليدة بنت أبي عبيد ابن وهب بن لوذان بن ساعدة ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، مات سنة ثلاث وأربعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، ثنا إبراهيم بن أبي أميّة قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : محمّد بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أبي علي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنبأنا أبو علي أحمد بن علي ، أنبأنا أحمد بن

__________________

(١) من هنا ... إلى قوله : عبد الملك. مكرر بالأصل.

(٢) بالأصل : «الأسد» والمثبت عن «ز».

(٣) قوله : فحول إلى كنيسة ، فأغمي على أبي الدرداء ، سقط من «ز».

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ١٤٧ رقم ٥٢٠.

٢٥٩

عبد الله بن عبد الرحيم قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار : محمّد بن مسلمة بن خالد ابن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس قاله عروة وابن إسحاق ، وكان حليفا لبني عبد الأشهل فيما قال ابن إسحاق ، وتوفي سنة ثنتين وأربعين بالمدينة ، وقال بعض أهل الحديث [توفي في صفر سنة ثلاث وأربعين ، صلى عليه مروان ، يكنى أبا عبد الرحمن ، ويذكر في بعض الحديث :](١) إنه كان أدم طوالا (٢) معتدلا أصلع ، حفظ عنه ستة أحاديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا [أبو عمرو](٣) ابن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، ثنا محمّد بن سعد قال : في الطبقة الأولى من الأنصار من الأوس ممّن شهد بدرا : محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد من بني حارثة ، حليف لبني عبد الأشهل ، ويكنى أبا عبد الرّحمن (٤).

أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه قال :

مات محمّد بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين ، وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة ، وصلّى عليه مروان بن الحكم ، وكان رجلا طويلا معتدلا أصلع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٥) قال :

في الطبقة الأولى من حلفاء بني بد الأشهل بن جشم : محمّد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ، وهو النبيت بن مالك ابن الأوس ، وأمّه أم سهم (٦) ، واسمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج ، وأسلم محمّد بن مسلمة بالمدينة على يدي مصعب بن عمير ، وذلك قبل إسلام أسيّد بن الحضير ، وسعد بن معاذ ، وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين محمّد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجرّاح ، وشهد محمّد بدرا وأحدا ، وكان

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».

(٢) بالأصل : «طوال» والمثبت عن «ز».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٥) طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤٣.

(٦) كذا عند ابن سعد ، وقد تقدم عن خليفة بن خياط أنها : أم سهيم.

٢٦٠