تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سلم (١) بن قتيبة ، عن يونس ـ يعني ـ ابن أبي إسحاق عن الشعبي (٢) ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الرجل يشرف على أهل الجنّة كأنه كوكب دريّ ، وإنّ أبا بكر وعمر لمنهم» [١١٦٦٠].

[حدثناه (٣) عاليا عبد الخالق بن زاهر بن طاهر لفظا ، وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الموسياباذى ـ بهمذان ـ قالا : أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حارث فرجاني ، أنا القاضي أبو بكر الحيري ، أنا أبو علي المعقلي ، نا محمد بن يحيى ، نا أبو قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إن الرجل يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما» [١١٦٦١].

٦٩٤٨ ـ محمّد بن محمّد بن عبد الله أبو العبّاس الهرويّ

رحّال ، سمع بدمشق : محمّد بن الفيض الغسّاني ، وبالرّقّة : الحسين بن عبد الله بن يزيد القطّان.

روى عنه : أبو منصور حمزة بن علي بن منصور الهرويّ (٤).

٦٩٤٩ ـ محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن خالد بن إسحاق بن إبراهيم

ابن خالد بن يزيد بن عبد الله بن آدم بن همام (٥)

أبو علي الفزاري المعروف بابن آدم القاضي المعدّل (٦)

مولى يزيد بن عمر بن هبيرة.

حدّث عن أحمد بن أنس بن مالك ، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، وأبي (٧) سعيد

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : «سالم» ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٠٨.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الشعيبي.

(٣) الحديث التالي سقط من الأصل واستدرك عن «ز».

(٤) كتب بعدها في «ز» :

آخر الجزء الخامس والثلاثين بعد الأربعمائة.

(٥) كذا بالأصل و «ز» : «همام» وفي المختصر : «هشام».

(٦) ترجمته في العبر ٢ / ٣١٦ وشذرات الذهب ٣ / ٢٦.

(٧) بالأصل : وأبا.

١٨١

عمرو بن أبي زرعة ، وأبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي ، وأبي (١) سعيد (٢) محمّد بن يحيى حامل كفنه ، وأبي الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي ، وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي ، ومحمّد بن يزيد بن عبد الصّمد ، وأبي حفص عمر بن الحسن الحلبي ، وإسماعيل بن محمّد بن قيراط ، وأبي يحيى الجنيد بن خلف بن حاجب ، وإبراهيم ابن دحيم ، وأبي موسى عيسى بن إدريس البغدادي ، وعبيد الله بن أحمد بن (٣) الصنام ، وعبد الرّحمن بن إسحاق بن الصامدي الثقفي.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وعبد الوهّاب الميداني ، وهو نسبه (٤) ، وأبو محمّد عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سيما المؤدّب ، وأبو الحسن بن السّمسار ، وأبو بكر محمّد بن رزق الله المنيني ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني ، وعلي بن بشري بن عبيد الله العطّار ، وأبو نصر حديد بن جعفر بن محمّد الزمّاني ، والقاضي أبو القاسم حوي بن علي بن صدقة بن حوي السّكسكي ، وعبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن رزق الله بن عبد الله المعروف بابن أبي عمرو الأسود المقرئ في ذي الحجّة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري ـ بدمشق ـ ثنا أبو الحسن محمّد بن حامد ـ أملاه علينا ـ ثنا أبو حفص عمرو (٥) بن علي ، ثنا يحيى بن سعيد ، حدّثنا هشام ـ يعني ـ ابن عروة ، حدّثني أبي : أن أبا مراوح الغفاري أخبره : أنّ أبا ذرّ أخبره أنه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ العمل أفضل؟ قال : «إيمان بالله ، وجهاد في سبيله» ، قال : فأيّ الرقاب أفضل؟ قال : «أغلاهما ثمنا ، وأنفسها عند أهلها» ، قال : أرأيت إن لم أفعل؟ قال : «تعين صانعا ، أو تصنع لأخرق» ، قال : أرأيت إن ضعفت ، قال : «تدع الناس من الشرّ ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك» [١١٦٦٢].

[قال ابن عساكر :](٦) كذا قال ، والصواب : أبو الحسين ، وقد ذكرناه في ترجمته على الصواب.

قرأنا على جدّي أبي المفضل يحيى بن علي القاضي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد

__________________

(١) بالأصل : وأبا.

(٢) في «ز» : سعد.

(٣) في «ز» : أبو الصمام.

(٤) في «ز» : وهو أخوه.

(٥) في «ز» : عمر.

(٦) زيادة منا للإيضاح.

١٨٢

الوهّاب الميداني ، ثنا أبو علي بن آدم الفزاري العدل ـ قراءة عليه في مسجده في القصابين (١) ، وأنا أسمع في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وفيها مات رحمه‌الله ، بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قال : توفي القاضي أبو علي محمّد بن محمّد بن آدم الفزاري بدمشق يوم الاثنين لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

قال عبد العزيز : حدّث عن أحمد بن علي القاضي وغيره ، وكان ثقة مأمونا ، حدّثنا عنه عبد الوهّاب بن جعفر الميداني وغيره.

٦٩٥٠ ـ محمّد بن محمّد بن عبد الرّحيم بن محمّد بن أبي ربيعة

أبو أحمد القيسرانيّ (٢)

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس ، وأبا علي عبد الواحد بن أحمد بن أبي الخصيب بتنيس ، وأبا بكر الخرائطي ، وطلحة بن عبيد الله العمري ، وأبا الحسن أحمد بن صدقة بالرملة ، وأبا القاسم عمر بن عبد الرحيم بن الواثق ، وأبا أحمد عمرو بن عثمان بن جعفر السبيعي ، وأبا الحسن علي بن العبّاس بن عبد الله بن الأشعث ، وأبا بكر عيسى بن موسى بن عمران ، وأبا الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة (٣) بالمصّيصة ، وأبا القاسم جعفر ابن محمّد بن كامل البغدادي بقيساريّة ، وجماعة سواهم.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي ، وأبو الحسن جميل بن محمّد بن جميل الأرسوفي (٤) ، وسمع منه سنة ثمانين وثلاثمائة ، وأبو الفرج عبيد الله بن محمّد بن يوسف النحوي المراغي.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد ، ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنبأنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النّصيبي ، قرأت عليه رحمه‌الله.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي ، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن عبد

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «اللكافين» والمثبت عن «ز».

(٢) ترجمته في معجم البلدان (قيسارية). والقيسراني نسبة إلى قيسارية على غير قياس ، وقيساريّة بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين ، بينها وبين طبرية ثلاثة أيام.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي معجم البلدان : صفور.

(٤) هذه النسبة إلى أرسوف بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة : مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا.

١٨٣

الرّحيم القيسرانيّ ، حدّثنا عمر بن الفتح بن عبد الله البزاز (١) الفقيه ، حدّثنا جعفر بن محمّد القلانسي ، ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني ، ثنا حمّاد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن معاذ ابن رفاعة بن رافع بن خديج أن جبريل سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كيف أهل بدر عندكم؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هم (٢) خيارنا» ، فقال جبريل : كذلك من شهد بدر من الملائكة ، هم خيار الملائكة [١١٦٦٣].

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، حدّثنا نصر بن إبراهيم الفقيه (٣) ، أنبأنا أبو الفرج عبيد الله بن محمّد النحوي ، ثنا أبو أحمد محمّد (٤) بن محمّد بن عبد الرحيم القيسراني سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ثنا محمّد بن جعفر بن محمّد الخرائطي ، ثنا نصر بن داود بن طوق ، ثنا عبد الله بن عبد الوهّاب الحجي ، ثنا الحارث بن غسّان المزني ، ثنا أبو عمران (٥) الجوني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يجاء يوم القيامة بصحف مختمة ، فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول للملائكة : اقبلوا هذا ، وألقوا هذا ، فتقول الملائكة : وعزّتك ، ما رأينا إلّا خيرا ، فيقول ـ وهو أعلم ـ : إنّ هذا كان لغير وجهي ، ولا أقبل اليوم من العمل إلّا ما أبتغي وجهي» [١١٦٦٤].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن العبّاس القايني ـ بصور ـ أنبأنا أبو محمّد عبد الملك بن عبد الملك اليماني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ ، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن محمّد القيسرانيّ ، ثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة ـ بأطرابلس ـ بحديث ذكره.

[أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمد ، نا أبو علي الأهوازي](٦) أخبرنا أبو القاسم الحسين بن ذكر العكاوي قال : جاءنا (٧) أبو أحمد القيسرانيّ ثم إنه رحل عنا فكتب إلينا بهذه الأبيات من قوله :

__________________

(١) في «ز» : البزار.

(٢) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٣) قوله : حدثنا نصر بن إبراهيم الفقيه ... سقط من «ز».

(٤) في «ز» : «نا أحمد بن محمد بن محمد ...».

(٥) في الأصل : «عثمان» تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٧) عن «ز» ، وبالأصل : «جاء».

١٨٤

الحمد لله على ما قضى

من فرقة (١) الجمع ومن جمعه

ما أحسن الأيام كانت لنا

في كثرة الذكر (٢) وفي سمعه

سبحان ربي (٣) أمره نافذ

لا يقدر المرء على دفعه

ما كان عيشي بينكم سادتي

إلّا كضوء البرق في لمعه

كذاك ما كان له مدّة

إذا انقضت أسرع في وضعه

لو كان دمعي مسعدا حرّقني

لكنت كالسابح (٤) في دمعه

وجدا على ما فاتني منكم

سبحان ذي القدرة في قطعه

لأن حالي دون أحوالكم

وحالكم يزداد في رفعه

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس ، وحدّثنا أبو القاسم بن أبي محمّد السلمي عنه ، أنبأنا سهل (٥) بن بشر ، قال : أملى علي الشيخ أبو المعالي مشرف بن المرجّى المقدسي ، ثنا محمّد ابن الحسن أبو بكر الشيرازي قال : سمعت أبا أحمد محمّد بن محمّد بن عبد الرّحيم القيسرانيّ يقول : لقيت عبد العزيز بن قنبرة بباب الرحمة فقال لي : أنت اليوم في دعوتي ، ففرحت بذلك ، فدار في المسجد فلقط (٦) بقلا يعرفه (٧) وجاءني إلى البيت فقال لي : نقّ البقل ، وأخذ قدرا مكسورة وتركها على النار ، وصب الماء والبقل ، فلمّا نضج قال : كل فإنّي صائم ، وقال لي : هذا بقل المسجد وملح من المعدن جئت به مباح وقدر مكسورة وجدتها على المزبلة قد رماها أصحابها ، وهذا حلال ما فيه خلط ، وهذا الزيت في الكوز من السوق ما أدري كيف هو ، فإن شئت كل بزيت وإن شئت فلا ، قلت : ما آكله إلّا وحده.

٦٩٥١ ـ محمّد بن محمّد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي

أبو حامد بن أبي الفضل بن أبي محمّد بن الشهرزوري الموصلي (٨)

تفقة (٩) ، ببغداد ، وسمع بها الحديث ، وتولّى القضاء بدمشق نيابة عن أبيه ، ثم ولي

__________________

(١) في «ز» : فوقه.

(٢) في «ز» : الفكر.

(٣) في «ز» : رب.

(٤) الأصل : «كالسايح» والمثبت عن «ز».

(٥) في «ز» : أنا أبو سهل.

(٦) في «ز» : يلتقط.

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : بعرقه.

(٨) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢١ / ٦٠ ووفيات الأعيان ٤ / ٢٤٦ والوافي بالوفيات ١ / ٢١٠ والعبر ٤ / ٢٥٩ وشذرات الذهب ٤ / ٢٨٧ والكامل لابن الأثير (الفهارس).

(٩) تقرأ بالأصل و «ز» : «ثقة» والمثبت عن المختصر.

١٨٥

قضاء حلب وأعمالها مدة ، ثم تولّى القضاء بالموصل وأعمالها.

أنشدنا لنفسه ونقلته من خطه في مدح دمشق وأهلها :

سقى ربعك العارض المغدق

وصوب الحياء أيّها الجوسق (١)

ولا زال فيك عليل النسيم

بعرف خزامى الحمى تعبق

ولا برحتك شموس الجنوب

من كلّ زاوية تشرق

سكناك حيّنا وغضّ الشباب

بماء الصّبا نضر مورق

وظلّك فزنا به والهجير

يكاد لو أنه تحرّق

ونحن جميعا لدى بركة

يروق لنا ماؤها الرقرق (٢)

مكان أنابيبها باللّجين

من كل ناحية تدفق

وفوّارة نارها في السماء

فهي على مثله تغلق (٣)

تردّ على السّحب ما كان جاد

على الأرض صيّبها المغدق

مدحتك لا أنّني أستطيع

بشكرك بين الورى أنطق

وها أنا معترف بالقصور

مع أنني شاعر مفلق

فيا أهل جلّق حيّاكم

وجادكم العارض المبرق

فلو لا لطافتكم لم تكن

تطيب وتعذب لي جلّق

إذا ما الغريب ثوى (٤) بينكم

فكلّ له راحم مشفق

وإن قال أعداؤكم عيبكم

ملال الصّديق فما صدّقوا

يرى أيّ وقت دعيتم إلى

لقاء العدوّ فلم تعنقوا؟ (٥)

كأنكم لسوى المكرمات

والضّرب بالسّيف لم تخلقوا

إذا كنت عاشقكم لا ألام

فيكم فمثلكم يعشق

نعمت بقربكم برهة

وجفن النّوى راقد مطبق

__________________

(١) الجوسق : القصر.

(٢) بالأصل : «الريق» وفي المختصر : «البريق» والمثبت عن «ز».

(٣) بالأصل : «نيله تعلق» وفي المختصر : «نيله تقلق» والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل : «ترى» وفي «ز» : «ثرى» والمثبت عن المختصر.

(٥) بعده في «ز» :

وأي مكان حللتم به

فلم يمسي من نشركم يعبق.

١٨٦

وظلت فلا غرضي فيكم

يخيب (١) ولا أملي يخفق (٢)

كسوتك دمعي طليق القياد

وقلبي بينكم موثق

فلا تحسبوا أنّ طول البعاد

من رقّ وجدي بكم يعتق

فإنّي عن عهدكم لا أحول

وخير المدام الذي يعتق

إذا خفق البرق من نحوكم

يبيت فؤادي له يخفق

٦٩٥٢ ـ محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش أبو أحمد البغدادي (٣)

سمع بدمشق : محمّد بن بكّار السّكسكي البتلهي ، وخيثمة بن سليمان ، وبغيرها : أبا علي محمّد بن سعيد الحافظ الحرّاني ، وأبوي (٤) عبد الله : الحسين بن إسماعيل المحاملي ، والحسين بن محمّد بن سعيد المطبقي ، ويزداد بن عبد الرّحمن الكاتب.

روى عنه : أبو القاسم اللّالكائي الحافظ ، وأبو الحسن العتيقي.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : أنبأنا ـ وأبو منصور بن زريق قال : أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أنبأنا محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش البغدادي ـ قدم علينا الرّيّ ـ ثنا يزداد (٦) بن عبد الرّحمن الكاتب ، ثنا محمّد بن المثنى بن خالد بن الحارث ، ثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

ذكر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اتّخذ خاتما من ذهب فجعل ـ يعني : فصه ـ مما يلي كفه ، فاتخذ الناس خواتيم ، فطرحه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «لا ألبسه» [١١٦٦٥].

قال : وحدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي ، عن أبي أحمد بن خشيش هذا عن الحسين (٧) بن

__________________

(١) في المختصر :

وظلت فلا عضني فيكم نحبب

(٢) بعده في «ز» :

إلى أن قضى بالفراق الزمان

وقد كنت من جوره أفرق.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٢٢٨.

(٤) بالأصل : «وأبو» والمثبت عن «ز».

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٣ / ٢٢٨.

(٦) بالأصل : «داود» تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٧) تحرفت بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

١٨٧

محمّد بن سعيد المطبقي ، والقاضي وأبي (١) عبد الله المحاملي ، وأبي علي محمّد بن سعيد الحراني ، ومحمّد بن بكّار السّكسكي ، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي وقال لي العتيقي : هذا كان شيخا مجهزا كثير الأسفار ، فسألته عن حاله؟ فقال : ثقة ثقة.

قالوا : وقال لنا الخطيب : محمّد بن محمّد بن عمر بن أحمد بن خشيش أبو أحمد.

٦٩٥٣ ـ محمّد بن محمّد بن عمرو أبو نصر النيسابوريّ القاضي ، ويعرف بالبنص (٢)

ونزل بحلب (٣) ، حدّث بأطرابلس من ساحل دمشق عن محمّد بن أيوب الأصبهاني نزيل طرسوس ، وأبي بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، ومحمّد بن موسى السجستاني نزيل أذنة ، ومحمّد بن أحمد بن أبي مهزول المصّيصي ، وأحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، ومحمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني ، ويحيى بن علي بن هاشم الحلبي ، وموسى بن القاسم ، وأبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم.

روى عنه : أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الشام ، وأبو النمر (٤) أحمد بن عبد الرّحمن ابن قابوس (٥) الأطرابلسيان ، ولاحق بن الحسين المقدسي ، وأبو الخير أحمد بن علي الحمصي ، وأبو الحسن المهذب بن علي المهذب المعري.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأنا جدي أبو محمّد ، حدّثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم ، ثنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأديب بأطرابلس ، حدّثنا القاضي أبو نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النيسابوريّ ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي (٦) ، حدّثنا جعفر بن محمّد الخراساني ، ثنا الفضل بن موسى ، عن عيسى بن عبيد ، عن غيلان بن عبد الله العامري ، عن أبي زرعة عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إنّ الله أوحى إليّ : أي هؤلاء نزلت فهي دار هجرتك : المدينة ، أو البحرين ، أو قنّسرين» [١١٦٦٦].

حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه ، أنبأنا أبو عبد الله التركي القاضي ، أنبأنا

__________________

(١) بالأصل : «وأبا» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : «البيض» وإعجامها ناقص في «ز» ، والمثبت عن المختصر.

(٣) بعدها بياض بالأصل مقدار كلمة ، والكلام متصل في «ز».

(٤) في «ز» : أبو اليمن.

(٥) في «ز» : فانوس.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٨.

١٨٨

القاضي أبو عبد الله محمّد بن علي الدامغاني ، أنشدنا أبو عبد الله الصوري الحافظ ، أنشدني أبو النمر أحمد بن عبد الرّحمن بن قابوس (١) بن محمّد بن خلف بن قابوس (٢) اللغوي بطرابلس ، أنشدنا أبو نصر محمّد بن محمّد بن عمرو النيسابوريّ المعروف بالبنص لنفسه :

سقطت نفوس بني الكرام فأصبحوا

يتطلبون (٣) مكاسب الأنذال

ولقلّ (٤) ما طلب الزمان مساءتي

إلّا صبرت وإن أضرّ بحالي

نفسي تراودني وتأبى همتي

أن أستفيد غنى بذلّ سؤال

قرأت بخط عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، حدّثني أبو القاسم عثمان بن محمّد العراقي قاضي عين زربة (٥) ، وقد ولي حمص ، قال (٦) :

حضرت مجلس الأمير سيف الدولة بحلب وقد وافاه القاضي أبو نصر محمّد بن محمّد القيسرانيّ الملقب بالبنص (٧) ، فطرح من كمّه كيسا ، فارغا ودرجا فيه شعر ، واستأذن الأمير في قراءته ، فأذن له ، فلما فرغ من إنشاده ضحك الأمير ضحكا شديدا وأمر له بألف درهم صحاح ، فجعلت في الكيس الذي جاء معه وكانت الأبيات :

حباؤك معتاد وأمرك نافذ

وعبدك محتاج إلى ألف درهم

ولم أحظ من إنشاد شعري بطائل

ولم أعط رزقا منذ شهر المحرّم

أروح وأغدو بين عسر وعلّة

ودين وإفلاس وقلب مقسّم

تباعد منّي ما توهّمت قربه

فلم يبق مني الهمّ إلّا توهمي (٨)

أسائل عن أمري فأبقى لحيرتي

وطول اكتئابي باهتا مطبقا فمي (٩)

لئن قلت : أنشدت الأمير قصيدة

كوشي رياض جادها صوب مرزم

فأطلق أرزاقي وأسنى عطيتي

وجاد بأفضال عليّ وأنعم

كذبت وإن أصدق تكذب مقالتي

جميع البرايا من فصيح وأعجم

__________________

(١) في «ز» : في الموضعين ، نيروز.

(٢) في «ز» : في الموضعين ، نيروز.

(٣) بالأصل : «يتطلبون في مكاسب» والمثبت عن «ز».

(٤) في المختصر : وأقل.

(٥) في معجم البلدان : عين زربى.

(٦) الخبر بدون الشعر ـ باستثناء البيت الأول ـ في وفيات الأعيان ٣ / ٤٠٤ في ترجمة سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان.

(٧) تحرفت في «ز» إلى : البنصر.

(٨) عن «ز» ، وبالأصل : توهم.

(٩) عن «ز» ، وبالأصل : فم.

١٨٩

ومن يلتمس يوما بفضل خصامه

مغالبة الإجماع يغلب ويخصم

لئن لم تجد لي عاجلا غير آجل

بألف صحاح لم تشب بمثلّم

رجعت إلى بيتي وصفرت لحيتي

وسمّيت نفسي لو ردكن ابن رستم

وجئت بسكين وخرج وخنجر

وترس وزوبين وقوس وأسهم

وأعصب رأسي بعد ذاك بخرقة

وأحضر يوم العرض في زيّ ديلم

فتفرض لي في كل شهرين بدرة

لشدة بأسي في الوغى وتقدمي

فآخذها حتى إذا ما بعثت بي

مقدمة في ما قط يوم صيلمي (١)

هربت على وجهي فرار من العدى

ولم آمن الجهال غبّ تعجّمي

ولم يرني الله الجليل محله

أساعد إنسانا على قتل مسلم

ومن شاهد الأبطال في حومة الوغى

وكان ضعيف القلب لم يتقدم

ومن يلتمس روح (٢) الحياة وطيبها

وأحضر للهيجاء لم يتهجم

ولم يك موسى سيئ الرأي ساقطا

وقد فرّ خوفا من توعّد مجرم

ورامت يهود قتل عيسى ابن مريم

ففرّ حذار القتل عيسى ابن مريم

وخاف رسول الله يوما بمكة

فسافر يبغي مغنما تبع مغنم

فمن أنا حتى لا أفرّ وإنما

أفرّ كما فروا حذارا على دلي

تغلغل في الأكراد للحين يحكم

فما أخطأت أرماحهم بطن يحكم

ألام على أني فررت ولا أرى

قتيلا وإن لم أخل من مترحم

وللحرب أقوام يلذونها كما

يلذ بحسن الوعد قلب المتيّم

فدعهم لضرب الهام بالسيف ينعموا

ودعني لنشر العلم في الناس أنعم

وما كان ذا ملك يقاتل وحده

فما لك للأعداء وحدك فاعلم

خصصت بأقدام وبأس وسطوة

يبين بها للناظر المتوسم

وفتيان (٣) صدق لا يبالون من لقوا

فقاتل بهم من شئت تغلب وتسلم

وما لي منكم غير أني أودكم

وأدنو إليكم بالدعاء وأنتمي

وأشكو من الأيام صولة حادث

لجوج ملحّ دائم اللّزّ مبرم

__________________

(١) الصيلم : الأمر الشديد ، والداهية (القاموس).

(٢) في «ز» : طول الحياة.

(٣) في «ز» : وفتية.

١٩٠

وأغلظ في الشكوى لكيما ترق لي

وأحلف إن كذبتني في تظلمي

وحق رسول الله والعترة التي

تحب فتنجي من عذاب جهنم

لقد صمت أياما وما صمت طائعا

ولكنني صومت تصويم معدم

ولم يجر لي بالصوم في الدهر عادة

سوى ذاك الشهر الشريف المعظّم

فصلني بألف رابح غير واثب

أصلك بشكر واضح غير مبهم

وها ذاك كيسي فارغا قد حملته

لتملأه فاملأه يا خير منعم

٦٩٥٤ ـ محمّد بن محمّد بن عمير بن أحمد بن سعيد بن عمير بن محمّد

ابن مسلم بن عبد الله أبو بكر الجهني مولاهم

ولاؤهم لبني طلحة ، وبنو طلحة من ولد عمرو بن مرة الجهني الصحابي.

روى عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن سيد حمدوية الزاهد ، وأبي بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس ، وأبي قصيّ العذري ، وأبي الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع.

روى عنه : تمام بن محمّد ، وأبو الحسين الرازي ، وابن ابنه أبو القاسم عمير (١) بن محمّد بن محمّد بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن عمير الجهني ، ثنا محمّد بن أحمد بن سيّد حمدوية (٢) ، ثنا قاسم بن عثمان الجوعي ، ثنا جعفر بن عون ، عن مسلم الملائي ، عن أنس ابن مالك قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [يوم خيبر (٣) والنضير على حمار بإكاف مخطوم بحبل ليف ؛ قال أنس سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٤) يقول : «يا أيّها الناس دعوا الدنيا ـ ثلاث مرات ـ من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه فإنّما يأخذ حتفه وهو لا يشعر» [١١٦٦٧].

ذكره أبو الحسين الرازي في جملة شيوخه الذين سمع منهم بدمشق ، فيما قرأته بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خطّه.

__________________

(١) في «ز» : عمر.

(٢) تحرفت في المختصر إلى : «حمدونة» ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١١١.

(٣) تقرأ في «ز» : «حنين» والمثبت عن المختصر.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، والمختصر.

١٩١

٦٩٥٥ ـ محمّد بن محمّد بن عيسى بن محمّد أبو الفضل الإسفرايني

قدم دمشق ، وحدّث بها عن أبي الفوارس أحمد بن محمّد بن الحسين الشيرازي.

روى عنه : علي بن الخضر السّلمي.

قرأت بخط علي بن الخضر السّلمي ، وأنبأنيه أبو الوحش سبيع بن المسلم المقرئ ، ثنا علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السّلمي ـ لفظا ـ سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة في الجامع بدمشق ، ثنا الشيخ أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عيسى بن محمّد الإسفرايني ، قدم علينا دمشق ـ رحمه‌الله ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين الشيرازي قال : سمعت الحسين بن جعفر بن محمّد الجرجاني الحافظ بالريّ يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل بن هزّان الطبراني بمكة قال : سمعت معمر بن الخطّاب بن عبد الله البلوي بمكة قال :

سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «كلمة الحكمة ضالّة المؤمن حيث وجدها فهو أحقّ بها» [١١٦٦٨].

[قال ابن عساكر :](١) كذا سمّى الأشجّ أبا الدنيا (٢) ، والمحفوظ أنّ اسمه عثمان بن الخطّاب ، وقد وقع لي هذا الحديث بعلو.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، ابنا (٣) أبي علي ، قالا : أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ ، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد بجرجرايا ـ إملاء ـ حدّثنا أبو عمرو عثمان بن الخطّاب ، يعرف بأبي الدنيا الأشج المعمّر ، قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الحكمة ضالة المؤمن [حيث](٤) وجدها فهو أحق بها» [١١٦٦٩].

٦٩٥٦ ـ محمّد بن محمّد بن قادم أبو الحسن

حكى عن أبيه ، وعمّه يحيى بن قادم.

حكى عنه أبو بكر أحمد بن المعلى الأسدي في أخبار أبي العميطر التي جمعها.

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : «الأشج ابن أبي الدنيا» والمثبت عن «ز».

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «أنبأنا» والمثبت عن «ز».

(٤) زيادة لازمة للإيضاح عن «ز».

١٩٢

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان ، ثنا أحمد بن المعلّى ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن قادم قال : سمعت عمي يحيى بن قادم يقول :

كان أصحاب أبي العميطر يدورون على الناس ويقولون لهم : قوموا بايعوا الرضا من آل محمّد ، يريدون أبا العميطر ، فمروا بمحمّد بن الوليد العنسي الخفّاف فقالوا له : قم ، فبايع الرضا من آل محمّد ، فقال لهم : الرضا من آل محمّد من بني العباس ليس من بني حرب (١) فضربوه ، وأفلت من أيديهم ، فلم يزل مختفيا حتى دخل ابن بيهس دمشق.

٦٩٥٧ ـ محمّد بن محمّد بن القاسم أبي حذيفة بن عبد الغني أبو علي (٢)

حدّث عن أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر ، ومحمّد بن هشام بن ملّاس ، وأبي أميّة الطرسوسي ، وإسماعيل بن حمدوية البيكندي ، وعبد الله بن الحسين بن جابر المصّيصي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وربيعة بن الحارث [الحمصي](٣) ، وأبي أسامة عبد الله بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي ، وبكّار بن قتيبة ، وأبي العبّاس الوليد بن مروان الأزدي ، ومحمّد ابن سليمان بن داود المنقري البصري ، ويحيى بن أيوب بن أبي عقال الكلبي ، ويزيد بن الغمر بن يزيد السّلمي وغيرهم.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الحديد ، وأبو الحسين بن سمعون الواعظ ، وأبو حفص بن شاهين.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنبأنا أبو طالب (٤) محمّد بن علي العشاري ، أنبأنا أبو الحسين بن سمعون ، ثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة الدمشقي ، حدّثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر ، حدّثنا خالد بن عمرو القرشي ، ثنا مسعر ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى فزاد أو نقص ، فقيل له : أحدث في الصّلاة شيء؟ قال : «لو حدث لأنبأتكم ، هل أنا إلّا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فأيكم زاد في صلاته أو نقص فليتحرّ الصواب ، وليتمّ وليسجد سجدتي السّهو» [١١٦٧٠].

__________________

(١) بالأصل : «بني الحرب» والمثبت عن «ز».

(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٣١ والعبر ٢ / ٢٣١ وشذرات الذهب ٢ / ٣٣٢.

(٣) زيادة عن «ز» ، وسير الأعلام.

(٤) في «ز» : «أبو طاهر بن محمد بن علي ...».

١٩٣

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو (١) محمّد الجوهري ، ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد ، وأبو منصور أحمد ابنا (٢) محمّد بن أحمد السلال ، قالا : أنبأنا محمّد بن وشاح.

قالا : أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة الدّمشقي ـ زاد الجوهري : بدمشق ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر ، ثنا موسى بن داود ، ثنا حمّاد ابن سلمة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طلب العلم فريضة على كل مسلم» [١١٦٧١].

قرأت بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين الرّازي في تسمية من سمع منه بدمشق من شيوخها.

أبو علي محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة ، القاسم ، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين [وثلاثمائة](٣).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، أبو علي محمّد بن أبي حذيفة ـ يعني ـ مات.

٦٩٥٨ ـ محمّد بن محمّد بن الكوثر أبو الأزهر المحاربي

حدّث عن أبي بكر محمّد بن [عبد] الأعلى (٤) بن مسهر.

أنبأنا عنه : أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحيم بن الوليد الكلابي ، ويعرف بأبي الزلازل.

٦٩٥٩ ـ محمّد بن محمّد بن لبيد (٥) أبو الحسن الخشاب

حدّث عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي ، وأبي عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «ابن» والمثبت عن «ز».

(٢) بالأصل : «أنبأنا».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) بالأصل : «ابن الأعلى» وفيه : «الأ» كتبت فوق الكلام بين السطرين والمثبت والزيادة عن «ز».

(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي المختصر : أسد.

١٩٤

روى عنه : تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ ونقلته من خطه ـ ثنا (١) عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد الرازي ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن لبيد الخشّاب من حفظه ، ثنا عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث ، عن درّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصل كلّ داء البرد» [١١٦٧٢].

[قال ابن عساكر (٢) :] [كذا](٣) قال : والصواب : البردة (٤) ـ يعني ـ التخمة ، بزيادة هاء.

٦٩٦٠ ـ محمّد بن محمّد بن لهيعة السكسكي

حكى حكاية في بناء جامع دمشق.

حكى عنه ابنه الأصبغ بن محمّد ، تقدمت حكايته في ترجمة الأصبغ.

٦٩٦١ ـ محمّد بن محمّد بن محمد بن الحسين بن علي (٥)

أبو الموفق النيسابوريّ (٦)

قدم دمشق ، وسمع بها أبا الحسين جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهّاب ، وعبد الوهّاب ابن الحسن الكلابي ، وحدث بها عن أبي الحسن بن الجندي البغدادي ، وإبراهيم بن محمّد ابن يوسف ، وأحمد بن محمّد بن العطاف الإسكندراني.

روى عنه : عبد العزيز الكتاني ، وعلي بن الخضر ، وأبو طاهر أحمد بن عاصم الموصلي ، وأبو القاسم بن الفرات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو محمّد الكتاني ، ثنا أبو الموفق محمّد بن محمّد ا [بن محمّد](٧) بن الحسين بن علي النيسابوريّ ـ قراءة علينا من كتابه في مسجد النيرب ـ ثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران ـ ببغداد ـ ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ومحمّد ابن الحسن بن طازاد ، قالا : ثنا علي بن حرب ، حدّثنا محمّد بن .... (٨) الأعزّ ، ثنا أبو معاوية ، عن عمرو بن عبد الجبّار ، حدّثنا عبد الله بن يزيد الأودي ، قال : سمعت أنس بن

__________________

(١) من هنا .. إلى «من حفظه» مكرر بالأصل.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) زيادة لازمة عن «ز».

(٤) البردة بالفتح ، ويحرك (كما في القاموس).

(٥) في «ز» : «ابن علي بن الحسين» تصحيف.

(٦) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٢٣٣.

(٧) الزيادة عن «ز».

(٨) بياض بالأصل بمقدار كلمة ، والكلام متصل بدون فراغ في «ز».

١٩٥

مالك يقول : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من الراسخون في العلم؟ قال : «من صدق حديثه ، وبرّ في يمينه ، وعفّ بطنه وظهره ، فذلك الراسخون في العلم» [١١٦٧٣].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور بن زريق ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : محمّد بن محمّد بن محمّد (٢) أبو الموفق النيسابوريّ ، قدم بغداد [بعد](٣) ، سنة تسعين وثلاثمائة ، وكتب عن (٤) جماعة من شيوخها ، ثم خرج إلى الشام ، فسمع بدمشق من أخي تبوك ، وكتب بصيدا عن أبي الحسين بن جميع ، وبمصر : عن عبد الغني بن سعيد ، وأبي محمّد بن النحاس وغيرهما ، ورجع إلى بغداد ، فأقام بها مدة ، وحدّث ، وعلقت عنه شيئا يسيرا (٥) ، وخرج من بغداد إلى نيسابور في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، وحدّثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادّعى أنه هاشمي النسب ، فطلبه النقيب فهرب خوفا منه ، ولم يعد إلى البلد إلّا بعد سنين كثيرة.

قال الخطيب : بلغنا خبر وفاة أبي الموفق في سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

٦٩٦٢ ـ محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن منصور

أبو الغنائم البصري المقرئ ، المعروف بابن الغرّاء (٦)(٧)

سمع بدمشق : محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد الله القطان ، وأبا محمّد بن أبي نصر ، وزيد بن عبد الله البلوطي (٨) ، وسكن بيت المقدس ، وحدّث بها بصحيح مسلم عن أبي العباس أحمد بن الحسن الدارمي ، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، وعبد الرّحمن ابن عمر بن النحّاس ، وأبي أحمد سهل بن أحمد بن محمّد الصفّار المروزي ، وجعفر بن محمّد (٩) بن أبي الذكر أبي الفضل السّلمي المصري.

روى عنه : الخطيب أبو بكر الحافظ ، وأبو الفتح نصر بن إبراهيم ، ومحمّد بن عبد الله

__________________

(١) تاريخ بغداد ٣ / ٢٣٣.

(٢) في تاريخ بغداد : محمد بن محمد بن أبي الموفق النيسابوري.

(٣) زيادة عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : عنه.

(٥) بالأصل : «يسير» ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٦) تقرأ بالأصل : الفراء ، بالفاء ، والمثبت عن «ز».

(٧) ترجمته في الأنساب (الغراء) ، والاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٤ في باب (الغراء). والغراء نسبة إلى الغراء وعمله.

(٨) بالأصل : البلوط ، والمثبت عن «ز».

(٩) في «ز» : أحمد.

١٩٦

القروي ، وأبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين بن الرّميلي (١) ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الغنائم بن الغرّاء ، أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد الله الكلبي الزاهد بدمشق ، حدّثنا خيثمة بن سليمان القرشي ، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ، ثنا بقية بن الوليد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن جابر ، عن ابن حلبس قال : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قد فرغ الله إلى كلّ عبد من خمس : من أثره ، وعمله ، ورزقه ، وأجله ، ومضجعه» [١١٦٧٤].

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، حدّثنا خيثمة بن سليمان ، حدّثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، ثنا بقية ، ثنا الوليد بن مسلم ، فذكره.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سعد ، وأبو بكر [محمد](٢) بن أحمد بن الجنيد الميهنيان ـ بها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي ، أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الغرّاء المقرئ البصري بالمسجد الأقصى ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، أنشدنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير ، أنشدنا ابن مسرور :

وكلّ خليل ليس في الله وده

فأنّى به في ودّه غير واثق

لعمرك ما شيء من العيش كله

أقر لعيني من خليل موافق

ألا إنّما الخلّان عند الحقائق

ولا خير في ود الخئون الممازق

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال : محمّد بن محمّد بن محمّد ابن أحمد بن منصور ، أبو الغنائم المقرئ المصري ، يعرف بابن الغرّاء ، حدّث عن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ، وأبي محمّد بن النحاس المصري ، ونحوهما ، كتبت عنه ببيت المقدس.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٣) : أما الغرّاء بالراء ،

__________________

(١) عن «ز» ، وبالأصل : «الرملي» ترجمته في سير أعلام النبلاء.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٤.

١٩٧

فهو أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن منصور المقرئ البصري المعروف بابن الغرّاء قال : إنه سمع بهجة (١) الأسرار من علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ، وضاع كتابه ، وبقيت عنده الزيادات وهي خمسة أجزاء سمعتها منه بالقدس ، وحدّث عن أبي محمّد ابن النحاس المصري ، وابن أبي نصر الدمشقي وغيرهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو محمّد الكتّاني ، حدّثني أبو الحسن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي قال :

ورد الخبر بوفاة أبي الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الغرّاء البصري المقرئ في هذه السنة ـ يعني ـ سنة اثنتين وستين وأربعمائة ، حدّث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم وغيره.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ، كتب إليّ مكي بن عبد السّلام المقدسي بخطه يذكر أنه قرأ على حجر بن منصور على أبي الغنائم بن الغرّاء أنه توفي في النصف من شعبان سنة اثنتين وستين وأربعمائة بالمقدس ، وتوفي وقد بلغ الثمانين سنة أو جاوزها.

٦٩٦٣ ـ محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن

أبو عبد الله بن أبي نصر الطالقاني الصوفي (٢)

سمع بدمشق : أبا محمّد بن أبي نصر ، وأبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلامة (٣) الستيتي ، وحدّث عنهما ، وعن أبي عبد الرّحمن السّلمي الصوفي ، وأبي (٤) محمّد بن جميع.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وسمع منه بدمشق ، وسمع منه أبو عبد الله الحميدي بدمشق أيضا ، وشيخنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وعمر بن أبي الحسن الدهستاني وسمع منه بصور ، وسكن صور إلى أن مات بها ، وذكر لي أبو طاهر إبراهيم بن شيبان الدمشقي المرتب ببغداد ، وكان ابن ابنته ، أنه سمع منه كتاب طبقات الصوفية ، ولم أسمعه منه على عمد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو عبد الله بدمشق سنة تسع وخمسين ، أنبأنا أبو

__________________

(١) تحرفت في «ز» إلى : لازمة الأسرار.

(٢) ترجمته في معجم البلدان (طالقان) ، ولسان الميزان ٥ / ٣٧٢ وميزان الاعتدال ٤ / ٥٥. قال ياقوت نقلا عن غيث بن علي أنه من طالقان مرو الروذ.

(٣) تحرفت في «ز» ، إلى : علامة.

(٤) بالأصل : «وأبا».

١٩٨

عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرازي يقول : سمعت القناد يقول : سمعت أبا الحسين (١) النوري يقول : رأيت غلاما جميلا ببغداد فنظرت إليه ثم أردت أن أردّد النظر ، فقلت له : تلبسون النعال الصّرّارة ، وتمشون في الطرقات؟ قال : أحسنت ، أتجمّش بالعلم (٢) ، ثم أنشأ يقول :

تأمل بعين الحق إن كنت ناظرا

إلى صفة فيها بدائع فاطر

ولا تعط حظ النفس منها لما بها

وكن ناظرا بالحقّ قدرة قادر

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصوري محمّد بن أبي نصر محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن أبو عبد الله الصوفي الطالقاني ـ طالقان مرو الروذ (٣) ـ سافر قطعة كبيرة من البلاد ، وتردّد إلى صور ، ثم استوطنها إلى أن مات فيها ، وحدّث بها عن أبي عبد الرّحمن السلمي (٤) بكتاب طبقات الصوفية تأليفه ، وعن أبي محمّد بن أبي نصر (٥) ، وأبي الحسين أحمد بن محمّد الستيتي ، وأبي محمّد بن جميع ، وغيرهم ، كتبنا عنه ، وكان سماعه صحيحا في الأصول الشاميّة ، فأمّا كتاب الطبقات فإنّي سمعت غير واحد يتكلم فيه بسببه وينكر سماعه من أبي عبد الرّحمن ، فالله أعلم ، وحدّثني أن أول دخوله الشام في سنة خمس عشرة ، وفيها سمع من الستيتي (٦) ، وابن أبي نصر ، ورأيت أنا بدمشق وبصور على أصولهما سماعه بعد موته وقبله ، وكان خيّرا ، كثير الدرس للقرآن ، توفي في يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة [ست](٧) وستين وأربعمائة ، ودفن بالغد في الخربة ، رحمه‌الله ، وكنت سألت عن مولده قبل وفاته فذكر أنه في عشر الثمانين.

وذكر أبو الفرج في موضع آخر : أنه كان قد نيّف على الثمانين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ قال : حدّثني أبو الفرج غيث بن علي قال : توفي أبو عبد الله محمّد بن أبي نصر الطالقاني يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : يقول.

(٢) التجميش : المغازلة.

(٣) بالأصل و «ز» : «مروذ» والمثبت عن معجم البلدان.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : السابي ، والمثبت عن «ز».

(٥) زيد بعدها في «ز» : وأبي الحسين بن أبي نصر.

(٦) في معجم البلدان : «من أبي نصر الستيني» (كذا فيه).

(٧) زيادة عن «ز».

١٩٩

من سنة ثلاث وستين وأربعمائة بصور ، وكان قد أقام (١) بدمشق (٢) ، وحدّث بها عن أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر ، وأبي عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي النيسابوري ، ولم يكن له بما رواه عن أبي عبد الرّحمن كتاب صحيح (٣) ، أنكر ذلك الإمام أبو بكر الخطيب ، رحمه‌الله.

٦٩٦٤ ـ محمّد بن محمّد أبو حامد الطوسيّ ، المعروف بالغزالي الفقيه الشافعي (٤)

كان إماما في علم الفقه مذهبا وخلافا ، وفي أصول الدّيانات والفقه.

وسمع صحيح البخاري من أبي سهل محمّد بن عبيد الله الحفصي ، وولي التدريس بالمدرسة النّظّامية (٥) ببغداد ، ثم خرج إلى الشام زائرا لبيت المقدس ، فقدم دمشق سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، وأقام بها مدة ، وبلغني أنه صنّف بها بعض مصنفاته ثم رجع إلى بغداد ومضى إلى خراسان ودرس مدة بطوس ، ثم ترك التدريس والمناظرة واشتغل بالعبادة.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور ، قال (٦) :

محمّد بن محمّد بن محمّد أبو (٧) حامد الغزالي الطوسي ، حجّة الإسلام والمسلمين ، إمام أئمة الدّين ، من لم تر العيون مثله لسانا وبيانا ، ونطقا ، وخاطرا ، وذكاء (٨) ، وطبعا شدا طرفا في صباه بطوس من الفقه على الإمام الراذكاني ، ثم قدم نيسابور مختلفا إلى درس إمام الحرمين ، وجد واجتهد ، تخرج في مدة قريبة ، وبذّ الأقران ، وحمل القرآن ، وصار أنظر أهل زمانه ، وواحد أقرانه في أيام إمام الحرمين ، وكان الطلبة يستفيدون منه ، ويدرّس لهم ويرشدهم ، ويجتهد في نفسه ، وبلغ الأمر به إلى أن أخذ في التصنيف ؛ وكان الإمام مع علو

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : قدم.

(٢) من هنا ... إلى قوله : بن عثمان ، مكرر بالأصل.

(٣) وضعت فوقها إشارة تشير إلى الهامش في «ز» ، وكتب على هامشها : «البخاري» وكتب بعدها صح.

(٤) ترجمته في وفيات الأعيان ٤ / ٢١٦ وتبيين كذب المفتري ص ٢٩١ والكامل لابن الأثير (الفهارس). البداية والنهاية (الفهارس) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٢٢ والوافي بالوفيات ١ / ٢٧٤ الطبقات الكبرى للسبكي ٦ / ١٩١ العبر ٤ / ١٠ شذرات الذهب ٤ / ١٠ والمنتظم ٩ / ١٦٨.

(٥) تحرفت في الأصل إلى : الناظمية.

(٦) راجع المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص ٧٣ ـ ٧٤ رقم ١٦١.

(٧) بالأصل : «ابن» وفي «ز» : «محمد بن محمد أبو حامد» والتصويب عن المنتخب من السياق.

(٨) في المنتخب من السياق : وذكرا.

٢٠٠