تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٥

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قزعة قال شيعت ابن عمر فقال : تعال (١) أودّعك كما ودّعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أستودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم عملك» [١١٦٨٣].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن صالح ، ومحمّد بن المبارك الصوريّ قال : وحدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قالا : ثنا [يحيى](٢) بن بشر الحريري (٣) ، قالوا : حدّثنا معاوية بن سلام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني (٤) أن [أباه](٥) أخبره أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لهم يوما : «هذا يوم عاشوراء فصوموه» ، فقام رجل من بني عمرو بن عوف فقال : يا نبي الله ، إنّي تركت قومي منهم صائم ، ومنهم مفطر ، فقال : «اذهب إليهم ، فمن كان مفطرا فليتم صومه» [١١٦٨٤].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي ، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي ، ثني محمّد بن المبارك الدّمشقي ، ثنا يحيى بن حمزة بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ابن خيرون ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن الأصبهاني قالا : ـ أنبأنا أبو بكر بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، ثنا البخاري (٦) قال : محمّد بن المبارك الصوريّ الشامي ، سمع صدقة بن خالد ، والهيثم بن حميد ، والوليد ، كنيته أبو عبد الله ، كنّاه إسحاق.

أنبأنا أبو الحسين (٧) القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٨) : محمّد بن

__________________

(١) بالأصل : تعالى ، والمثبت عن «ز».

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) في «ز» : الجريري ، تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ١٢٤.

(٥) زيادة لازمة عن «ز».

(٦) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٢٤٠.

(٧) تحرفت بالأصل و «ز» ، إلى : الحسن ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٠٤.

٢٢١

المبارك الصوريّ [أبو عبد الله ، روى عنه صدقة بن خالد ، ويحيى بن حمزة ، والهيثم بن حميد ، والمغيرة بن عبد الرحمن. روى عنه : أبو النضر](١) الفراديسي ، وشعيب بن شعيب ، وأبو زرعة الدّمشقي ، ومحمّد بن عوف ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو محمّد : وهو ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو محمّد الكتّاني ، ثنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، ثنا أبو زرعة قال في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد (٢) : محمّد بن المبارك القرشي ، وذكر غيره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس الشّقّاني ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله محمّد بن المبارك الدمشقي ، سمع الوليد بن مسلم ، وصدقة بن خالد ، والهيثم بن حميد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن المبارك الصوريّ ، قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الأنباري ، أنبأنا أبو القاسم بن الصّوّاف ، ثنا أبو بكر المهندس ، ثنا أبو بشر الدولابي ، قال أبو عبد الله محمّد بن المبارك الصوريّ.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن المبارك الشامي الصوريّ القلانسي ، سمع الهيثم بن حميد الغسّاني ، ويحيى بن حمزة ، روى عنه الذهلي ، والهيثم بن مروان.

كتب إليّ أبو زكريا بن مندة وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمّي أبو القاسم عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : محمّد بن المبارك الزاهد الصوريّ قدم مصر ، وحدّث بها ، ما رأيت أحدا يحدّث عنه غير العبّاس (٣) بن محمّد بن العبّاس البصري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدمي ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري قال : محمّد بن المبارك أبو عبد الله الصوريّ

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لإيضاح المعنى عن «ز» ، والجرح والتعديل.

(٢) يعني سعيد بن عبد العزيز فقيه أهل الشام ومفتي دمشق ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٢٥٤.

(٣) في «ز» : العباس البصري.

٢٢٢

الشامي (١) ، سمع يحيى بن حمزة ، روى البخاري عن إسحاق غير منسوب ، هو ابن منصور عنه في الجهاد ، قال البخاري : مات بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن هبة الله ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٢) قال : قال عبد الرّحمن ـ يعني : ابن عمرو ـ ولد ـ يعني ـ محمّد بن المبارك سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد الشاهد ، أنبأنا أبو الميمون البجلي ، ثنا أبو زرعة (٣) ، حدّثني محمود بن خالد قال : قال يحيى بن معين : محمّد بن مبارك شيخ الشام بعد أبي مسهر.

قال : وحدّثنا أبو زرعة (٤) : ثني الوليد بن عتبة قال : سمعت مروان بن محمّد يقول : ليس فينا مثله ـ يعني ـ محمّد بن مبارك.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار (٥) بن محمّد ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي عنه ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا محمّد بن عبد الله ، حدّثني محمّد بن يعقوب ، أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن مبارك رجل أهل الشام بعد أبي مسهر ، لقد حفظ الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (٦) قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن ذكوان قال : قال يحيى بن معين : ابن المبارك شيخ البلد بعد أبي مسهر.

قال : وحدّثنا يعقوب (٧) ، حدّثني الوليد بن عتبة عن مروان ـ يعني ـ ابن محمّد قال : ليس فينا مثله ـ يعني ـ مثل محمّد بن المبارك.

أنبأنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، وحدّثنا أبو الحسن المرادي عنه ، أنبأنا أبو بكر

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : السامي.

(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي ١ / ٢٠٠.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٨٢.

(٤) المصدر السابق.

(٥) بالأصل : أبو محمّد بن عبد الجبار ، والمثبت عن «ز».

(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ٢٠٠.

(٧) المصدر السابق.

٢٢٣

البيهقي ، أنبأنا محمّد بن عبد الله ، حدّثني محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أبو الجهم ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت مروان بن محمّد يقول : ما بقي أحد ممّن كان يطلب الحديث معي إلّا محمّد بن المبارك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله ، وأبو نصرة ، قالا : ثنا الوليد ، أنبأنا علي ابن أحمد [أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (١) : محمد بن المبارك الصوري ثقة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد](٢) بن مقاتل ، أنبأنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود ، قال : سمعت أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ يقول : سمعت مكي بن محمّد المؤدّب يقول : سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الوهّاب اللهبي يقول : سمعت محمّد بن العبّاس بن الدّرفس يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن المبارك الصوريّ يقول : اعمل لله ، فإنه أنفع لك من العمل لنفسك (٣) ، فإذا عملت لله فاعمل للدار التي تحتاج إلى نزولها غدا عند الله عزوجل.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن بن جهضم قال : سمعت أبا محمّد (٤) جعفر بن أحمد بن أحمد الجصاص يقول : سمعت محمّد بن يعقوب الفرجي (٥) يقول : سئل محمّد بن المبارك : ما علامة المحبة لله؟ فقال : المراقبة للمحبوب ، والتحرّي لمرضاته (٦).

ثم قال : من أعطي من المحبة شيئا فلم يعط من الخشية مثله فهو مخدوع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي ، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله الحيري ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي ، أبو الفرج عبد الواحد بن

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤١٢ رقم ١٤٩٨.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٩١.

(٤) في «ز» : محمد بن جعفر بن أحمد الجصاص.

(٥) ضبطت عن الأنساب بفتح الفاء والراء ، نسبة إلى الفرج وهو اسم رجل.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٩١.

٢٢٤

بكر بن محمّد الورثاني ، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، ثنا أبو عبد الرّحمن بن الدرفس ، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت محمّد بن المبارك يقول : لكلّ شيء ثمرة ، وثمرة المعرفة الإقبال على الله عزوجل.

قال : وأنبأنا أبو باكوية ، ثنا عبد الله بن سعيد الموصلي ، حدّثني محمّد بن هارون بن شعيب ، حدّثني الخطّاب بن سعد الخير ، ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قال : قال محمّد بن المبارك الصوريّ : بينا أنا أجول في جبال بيت المقدس إذا أنا بشخص منحدر من جبل ، فتأملت الشخص فإذا هي امرأة ، وعليها مدرعة من صوف وخمار من صوف ، فلمّا دنت مني سلّمت عليّ ورددت عليها‌السلام ، فقالت : يا هذا ، من أين أقبلت؟ قلت لها : غريب ، قالت : يا سبحان الله ، وتجد مع سيّدك وحشة الغربة ، وهو مؤنس الغرباء ، ومحدّث الفقراء؟ قال : فبكيت ، فقالت : يا هذا ، ممّ بكاؤك؟ ما أسرع ما وجدت طعم الدواء؟ قلت : أولا يبكي العليل إذا وجد طعم العافية؟ قالت : لا ، قلت : ولم ذاك؟ قالت : إنه ما وجد القلب خادما هو أحبّ إليه من البكاء ، ولا وجد البكاء خادما هو أحب إليه من الشهيق والزفير في البكاء ، فقلت لها : عظيني ، فأنشأت تقول :

دنياك غرّارة فذرها

فإنها مركب جموح

دون بلوغ الجهول منها

منيّته نفسه تطوح

لا ترد الشّرّ واجتنبه

فإنه فاحش قبيح

والخير خير فدم عليه

فإنه واسع فسيح

فقلت لها : زيدي في الموعظة ، فقالت : سبحان الله ، ما كان في موعظتنا من الفائدة ما يغنيك؟ قال : فقلت لها : لا غناء عن طلب الزوائد ، فقالت : يجب أن تحب ربك شوقا إلى لقائه ، فإنّ له يوما يتجلّى فيه لأوليائه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (١) قال : وفيها ـ يعني ـ سنة خمس عشرة ومائتين ، مات محمّد بن المبارك الصوريّ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي طاهر ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي

__________________

(١) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ١٩٩.

٢٢٥

نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، ثنا أبو زرعة (١) قال : وشهدت جنازة محمّد بن المبارك الصوريّ في شوال سنة خمس عشرة ومائتين ، فصلّى عليه أبو مسهر بباب الجابية ، فلما فرغ أثنى عليه وقال : يرحمه‌الله ، فإنه لم يزل ، فذكر جميلا.

٦٩٨٢ ـ محمّد بن المبارك أبو عبد الله الصوريّ البصري

حدّث بدمشق عن الفضل بن سعيد الأزرق ، وعلي بن محمّد البصري ، وإسماعيل بن زياد.

روى عنه : محمّد بن الفيض الغسّاني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا [عبد العزيز](٢) بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، ثنا محمّد بن سليمان بن يوسف بن سليمان ، ثنا محمّد بن الفيض الغسّاني ، ثنا (٣) أبو عبد الله محمّد بن المبارك الصوريّ البصري ـ بدمشق ـ ثنا الفضل بن سعيد الأزرق ، قال : أتيت راهبا في جبل الأسود فناديته ، فأشرف عليّ ، فقلت له : يا راهب ، بأيّ شيء يستخرج الأحزان؟ قال : بطول الانفراد ، وتذكّر الذنوب ، وأخبرك أنّي ما رأيت شيئا أجلب لدواعي الحزن من أوكارها من الوحدة ، قال : فقلت له : وما ترى في المكتسب؟ قال : ذاك زاد المتقين ، قال : قلت : إنّما أعني الطلب ، قال : وأنا أيضا أعني الطلب ، قال : قلت : الرجل يلزم سوقا (٤) من الأسواق ويكتسب الشيء يعود به على نفسه ، قال : من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة؟ قال : قلت : من أمر الدنيا ، قال : ذاك شيء قد كفيه الصّدّيقون ، وهل ينبغي للمتّقي أن يتشاغل عن الله عزوجل بشيء؟

قال لنا محمّد بن المبارك : قال لي الفضل بن سعيد فلقيت رشدين بن سعد فحدثته حديث الراهب ، فقال : صدق ، قرأت في كتاب الحكمة : لا ينبغي للصّدّيق أن يكون صاحب حانوت.

قال : وحدّثنا محمّد بن المبارك ، حدّثني علي بن محمّد البصري (٥) ، قال : انتهيت إلى راهب في صومعته ، فناديته : يا راهب ، متى ترحل الدنيا من القلب؟ فصاح صيحة خرّ مغشيا

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٨٢ وعن أبي زرعة في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٣٩١ وتهذيب الكمال ١٧ / ١٨٧.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) من أول الخبر .. إلى هنا سقط من «ز».

(٤) بالأصل : سوق.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : النصري.

٢٢٦

عليه ، فارتقبته حتى أحسست إفاقته ، فقلت : يا راهب أجبني ، قال : أو سألتني عن شيء؟ قلت نعم ، قال : وما هو؟ قال : قلت لك : متى ترحل الدنيا عن القلب؟ فصاح صيحة أكبر من ذلك ، وغشي عليه أكثر من تلك ، فلمّا أن أفاق قلت له : يا راهب ، أنا منذ اليوم منتظرك ، قال : يا هذا [أوسألتني عن شيء؟ قال قلت : نعم ، قال : وما هو؟ قال : قلت : متى ترحل الدناي من القلب؟ قال : يا هذا](١) ، والله لا ترحل الدنيا أبدا من القلب ، والعين تنظر إلى أهلها ، والأذن تسمع كلامهم ، هو والله ما أقول لك ، حتى تأوي مريد الله إلى أكناف الجبال ، وبطون الغيران مع الوحش ، يرد مواردها ويرعى مراعيها ، لا يرى أن النعمة على أحد أسبغ منها عليه ، وكيف وأنّى له بالنجاة والتخلص وقد بقيت بين يديه عقبة صعود كئود؟ قال : قلت : قال إبليس متصديا على باب الله يريد أن يقطع ظهره بالغلبة حتى يقف من الله مواقف العابدين.

قال : وحدّثني محمّد بن المبارك ، حدّثني إسماعيل بن زياد قال : قدم علينا راهب ونحن بعبّادان (٢) وكان من الشام ، فنزل دير أبي كبشة (٣) ، فذكر لي من حسن كلامه ما شوّقني إلى لقائه ، فأتيته وهو داخل الدير وحوله أناس وهو يقول : إنّ لله عبادا سمت بهم هممهم نحو عظيم الذخائر ، فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطار ، والتمسوا من فضل سيّدهم توفيقا يبلّغهم ، فإن استطعتم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض هبتهم (٤) فإنهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم ، فلم تجد الدنيا فيها ملتذّا (٥) ، فالحزن بثهم ، والدموع راحتهم ، والإشفاق سبيلهم ، وحسن الظن بالله قربانهم ، يحزنون لطول المكث في الدنيا ، إذا فرح أهلها فهم مسجونون ، وإلى الآخرة متطلعون ، قال : فما سمعت موعظة كانت أحبّ (٦) لقلبي منها.

قال : وحدّثني محمّد بن المبارك ، حدّثني علي بن محمّد البصري ، قال : قال عبد الواحد بن زيد :

نزلنا على راهب بعبّادان فقرانا ، فأحسن قرانا ، فلمّا أن كان الليل وهدأت العيون وثب

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز» ، والمختصر.

(٢) عبادان : بلدة تحت البصرة قرب البحر (راجع معجم البلدان).

(٣) لم أقف عليه.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : هيئتهم.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : مكيدا.

(٦) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، والمختصر : أخف.

٢٢٧

فأخرج مصباحا له فعلقه تجاه القبلة ، ثم قام تجاهه يبكي وينادي : سيّدي لك ترهّب المترهبون ، وإليك أخلص المبتهلون ، رهبة منك ، ورجاء لعفوك فيا إله الحق ارحم دعاء المستصرخين ، واعف عن جرائم الغافلين ، وزد في إحسان المنيبين يوم الوفود عليك ، برحمتك يا كريم ، فلم يزل كذلك حتى أصبح.

قال : وحدّثنا ابن المبارك ، حدّثني علي بن محمّد ، عن يزيد الحميري قال : ما لقيني حسان الراهب قطّ إلّا قال لي : يا زيد ، احذر لا تطفئ المصباح من بيتك فيدخل عليك اللصوص ، فيحاربوك (١) ، قلت ليزيد : ما أراد بذلك حسان؟ قال : أراد [أن](٢) لا تخلى قلبك من ذكر الله ، فيدخل عليك الشيطان فيفسد عليك أمر دينك.

٦٩٨٣ ـ محمّد بن المتوكّل أبي السّري بن عبد الرّحمن بن حسّان

أبو عبد الله العسقلانيّ (٣)

مولى بني هاشم.

سمع بدمشق : عمر بن عبد الواحد ، والوليد بن مسلم.

وروى عن : معتمر بن سليمان ، ومروان بن معاوية ، وإسماعيل بن عبد الكريم ، ومخلد بن حسين ، ومحمّد بن حرب ، وبقية ، وعبدة بن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وروّاد ابن الجرّاح ، وأيوب بن سويد ، ورشدين (٤) بن سعد ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وملازم بن عمرو اليمامي ، والفضيل بن عياض ، وعمرو بن أبي سلمة ، وسويد بن عبد العزيز ، وعبد الله ابن وهب ، والخليل بن موسى البصري ـ نزيل دمشق ـ ورديح بن عطية ، وعبد الوهّاب ، وعبد الرزّاق ابني همّام ، ويحيى بن سعيد الحمصي العطار.

روى عنه : محمّد بن عوف ، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي ، وأبو عبد الرّحمن خالد بن روح الثقفي (٥) ، وأبو داود في سننه ، وأبو

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، والمختصر : فيحزنوك.

(٢) استدركت عن «ز».

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٧١ وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦١ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٧٣ والعبر ١ / ٤٢٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٢٣ والجرح والتعديل ٤ / ١ / ١٠٥ والوافي بالوفيات ٣ / ٨٦ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٣٩.

(٤) بالأصل : «رشد» والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال وسير الأعلام.

(٥) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي تهذيب الكمال : الحنفي.

٢٢٨

العباس بن قتيبة ، وأبو الحسن محمّد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن بشر بن حبيب الصوري ، وأبو عبيد محمّد بن حسان البسري الزاهد ، وعبد الله بن وهيب الغزي (١) ، وأحمد بن الغمر بن يحيى (٢) بن حمّاد ، ومحمود بن عبد البرّ ، وأبو العبّاس محمّد بن عبد الله بن إبراهيم اليافوني ، وأبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم [البسري ، وجعفر بن محمد القلانسي ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وإبراهيم](٣) بن أبي داود البرلّسي (٤) ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن سعيد بن النوى (٥) الغزي ، ومحمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري ، وأبو عبد الله محمّد بن يحيى الذهلي ، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختّلي.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، ثنا محمّد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا محمّد بن أبي السّري ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن منصور بن صفية ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يضع رأسه في حجر إحدانا وهي حائض ثم يقرأ القرآن [١١٦٨٥].

[قال ابن عساكر :](٦) كذا في الأصل ، والصواب : عن أمّه ، وهي صفيّة بنت شيبة بن عثمان الحجبية ، مكية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، ثنا أبو العبّاس أحمد بن زنجويه بن موسى القطّان ، ثنا محمّد بن أبي السّري العسقلاني ، ثنا أبو العبّاس الوليد بن مسلم القرشي في مسجد دمشق ـ إملاء ـ ثنا محمّد بن حمزة بن يوسف ابن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن سلّام ، فذكر إسلام زيد بن سعنة (٧) بطوله.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «الغزني» والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.

(٢) في تهذيب الكمال : أحمد بن الغمر بن أبي حماد.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وراجع تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٨ أسماء من روى عنه.

(٤) بالأصل : البراسي ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٥) كذا رسمها بالأصل و «ز».

(٦) زيادة منا للإيضاح.

(٧) تقرأ بالأصل و «ز» : شعبة ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١٣٦ وقال أبو عمر : سعنة بالنون ، ويقال : بالياء. والنون أكثر.

٢٢٩

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري قال (١) : محمّد بن المتوكّل هو محمّد بن أبي السري ، أبو عبد الله العسقلانيّ ، سمع الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الحسين (٢) الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلال ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) : محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ المعروف بابن أبي السّري ، روى عن معتمر بن سليمان ، ورديح بن عطية ، والوليد بن مسلم ، وبقية [بن الوليد] ، سمعت أبي يقل ذلك ، قال أبو محمّد : روى عنه محمّد بن عوف الحمصي ، وأبي ، وأبو (٤) زرعة ، سئل أبي عنه فقال : ليّن الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله محمّد بن المتوكّل أبي (٥) السّري العسقلانيّ سمع الوليد بن مسلم ، وسعيد بن بشير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي](٦) علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن المتوكّل هو ابن أبي السّري العسقلانيّ ، سمع الوليد بن مسلم ، والمعتمر بن سليمان ، روى عنه الذهلي ، وأبو زرعة ، كنّاه لنا محمّد ، ثنا محمّد (٧) كتب إليّ أبو زكريا بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمّي أبو القاسم ، عن أبيه قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : محمّد بن المتوكّل أبي (٨) السّري ، يكنى أبا عبد الله ، من أهل عسقلان ، قدم مصر سنة سبع وثلاثين ، أو سنة ست وثلاثين ومائتين ، وكتب عنه ، وتوفي بعسقلان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٣٩.

(٢) تحرفت في «ز» إلى : الحسن.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ١٠٥.

(٤) في «ز» : «أبو» بدون الواو.

(٥) بالأصل و «ز» : بن أبي السري.

(٦) زيادة لازمة عن «ز».

(٧) زيد بعدها في «ز» : آخر الجزء السادس والخمسون بعد الستمائة من الفرع.

(٨) بالأصل و «ز» : ابن أبي السري.

٢٣٠

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ـ قراءة ـ أنبأنا محمّد بن القاسم ، ثنا إبراهيم بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين ، عن ابن أبي السّري العسقلانيّ فقال : ثقة (١).

ذكر أبو الفضل المقدسي أن أبا حاتم بن حبّان أورده في الثقات ، وقال : كان من الحفّاظ (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ قراءة ـ أنبأنا أبو نصر بن طلّاب ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن زبر ، ثنا محمّد بن مسلمة بن الرّيّان الرملي ، ثنا محمّد بن أبي السّري قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله استغفر لي ، فقلت : يا رسول الله إنّ ابن عيينة حدّثنا عن الزبير عن جابر : أنك ما سئلت شيئا قط فقلت لا؟ فتبسّم صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستغفر لي.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان البحيري ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن عقيل ، أنبأنا أبو الفضل العبّاس بن حيوية المستملي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبيدة ، ثنا محمّد بن عوف الحمصي قال : سمعت محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فقلت له : يا رسول الله إنّ سفيان بن عيينة حدّثني عن الزهري عن سالم عن أبيه : أنك كنت ترفع يديك إذا افتتحت الصلاة وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صدق سفيان ، صدق الزهري ، صدق سالم ، صدق ابن عمر ، هكذا كنت أصلي.

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، أنبأنا القاضي أبو القاسم علي بن القاسم بن محمّد بن عبيد الله بن علي بن الميمون التّنّيسي ـ بها ـ أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي قال : سمعت عمر بن أحمد بن شاهين يقول : سمعت أحمد بن نصر بن طالب الحافظ يقول : سمعت عبد الله بن وهيب الغزي (٣) يقول : سمعت محمّد بن أبي السّري يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم (٤) ، فدنوت منه فقلت : يا نبي الله ، كيف تقرأ هذا الحرف

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٨ وسير أعلام النبلاء ١١ / ١٦١.

(٢) تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٩ وسير الأعلام ١١ / ١٦١.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الغزني ، والمثبت عن «ز».

(٤) في المختصر : المنام.

٢٣١

(والعنهم لعنا كثيرا) (١) فسكت عني ، فقلت : يا رسول الله حدّثنا ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر أنك ما سئلت شيئا قط فقلت لا ، فقال : (وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) كبيرا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر قال : قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله بن زكريا الشيباني يقول : سمعت محمّد بن إبراهيم بن عبد الله المكي يقول : سمعت محمّد بن الحسن بن قتيبة قال : سمعت محمّد بن أبي السّري العسقلانيّ قال : كنت أنا ورجل من أهل عسقلان نطلب المشايخ نقرأ عليهم القرآن ، فرأيت فيما يرى النائم كأني وصاحبي اختلفنا في آية (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً) كثيرا فقلت أنا : كثيرا ، وقال صاحبي : (كَبِيراً) فلقينا آدم بن أبي إياس فقال : تسألوني وهذا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد ، قال : فتقدمت إلى مجلس فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، فقلت : يا رسول الله ، ادع الله لي ، فسكت ، ثم قلت : يا رسول الله ادع الله لي ، فسكت ، ثم قلت : يا رسول الله ما لك لا تدعو لي ، فو الله لقد حدّثني سفيان بن عيينة عن محمّد بن المنكدر عن جابر أنّك ما سئلت عن شيء قط فقلت : لا ، قال : فتبسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودعا لي ، فقلت : يا رسول الله ، (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً) قال : كثيرا كثيرا كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٢) قال : ابن أبي السّري العسقلانيّ كثير الغلط.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله (٣) بن عمر ، أنبأنا أبو الفضل الكوفي ، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل الكوفي (٤) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أنبأنا عبد الله بن أبي داود قال : سمعت ابن مصفّى قال : توفي محمّد بن المتوكّل العسقلانيّ في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا أبو القاسم السهمي ، أنبأنا ابن عدي (٥) قال : سمعت محمود بن عبد البرّ يقول : حدّثنا ابن أبي السّري

__________________

(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٦٨ وفي التنزيل العزيز : كبيرا.

(٢) قوله : «ابن عدي» مكرر بالأصل.

(٣) في «ز» : عبد الله.

(٤) من قوله : ثم قرأت ... إلى هنا مكرر بالأصل.

(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٧ / ١٨٩ نقلا عن ابن عدي.

٢٣٢

ومات يوم الخميس لخمس ليال خلون من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال :

وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة ثمان وثلاثين ومائتين مات الربيع بن ثعلب (١) ، ومحمّد بن المتوكّل بن أبي السّري ، وكذلك قال ابن حبّان : في وفاة ابن أبي السّري.

٦٩٨٤ ـ محمّد بن المحسن بن أحمد أبو عبد الله السّلمي ، المعروف : بابن الملحى

شيخ من أهل الأدب ، له نظم ونثر ، وكان أبوه قد غلب على حلب ، ووليها مدة ، وكان معه بها ثم عاد إلى دمشق فسكنها إلى أن مات.

وحكى لي أخوه أحمد أن أصلهم من ملح قرية بحوران ، فكانوا يعرفون ببني الملحي ، ثم قيل : الملحي استخفافا.

ولقي أبو عبد الله جماعة من أهل الأدب ، وسمع عدة من الدواوين ، وكانت عنده كتب أدبية كثيرة.

كتب لي بخطه جزءين سمّى فيهما جماعة ممّن لقيه بدمشق ، وأنشدني لهم أشعارا وكان مدمنا لشرب الخمر ، وله فيها أشعار.

[فمما](٢) أنشدني لنفسه في أبي طاهر جعفر بن دواس :

لقد فخرت جلّق بالأمير

أبي طاهر المطلوب المعرب

[تراه المجالس زينا لها

كذلك تلقاه في الموكب](٣)

فأقسم بالمصطفى أنه

هو العذر للزمن المذنب

فتى صاغه الله من طيب

فكم في تغنّيه من طيب

وتغنى عن الزمر أوتاره

غناء الأناب عن المخلب

وأنشدني أبو عبد الله قال : ومما أنشدني وكتب لي بخط يده ـ يعني ـ أبا محمّد جعفر ابن أحمد بن الحسين السراج قوله في القاضي ابن أبي عقيل :

__________________

(١) راجع سير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٣ فقد ذكر العديد من الذين ماتوا في هذه السنة ومنهم : الربيع بن ثعلب ومحمد ابن أبي السري.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) استدرك البيت من «ز».

٢٣٣

يا هند هل وصل فيرتقب

إن كان يحفظ في الهوى سبب

أم هل لهجرك والقلى أمد

إنى وحبل رضاك منقضب

أنسيت موقفنا بذي سلم

أيام أثواب الصبا قشب

وحديثنا والدهر غافله

عنا الحوادث منه والنوب

نمسي ونصبح في يلهنيه

من عيشنا ووشاتنا غيّب

لما هجرت بعثت طيف كرى

ما في زيارته لنا أرب

طيف ألمّ بنا فزودنا

زور الزيارة وهو محتجب

واصلتنا والدار نازحة

وهجرتنا وديارنا صقب

ومطلتنا ظلما ديون هوى

حلت فأمرك كله عجب

دع عنك هند فقد أغار على

فوديك عسكر شبيك اللجب

فاقصد بمدحك ماجدا يده

تغني إذا ما ضنت السحب

ملكا يقبل عند رؤيته

في دسته عوض اليد العتب

عتبوه في أسفاره (١) عتبا

ولو أنهم عقلوا لما عتبوا

من معشر بجميل فعلهم

تتجمل الأشعار والخطب

قد زرت بغداد أو حال بها

عهدي وحرك نحوها (٢) سبب

وهي التي أغنتك (٣) شهرتها

عن أن تجددها لك الكتب

دار الملوك وكل من ضربت

فوق السماك لمجده الطنب

وطلبت مثلك (٤) يا نفس بها

رجلا فأعيا عبدك الطلب

فرجعت أدراجي إلى ملك

أمواله في الجود تنتهب

في المكرمات بعض قصته

أبدا وفيها يذهب الذهب

هيهات تسمع في النداء عذلا

لو أن عاذله عليه أب

توفي أبو عبد الله يوم الأحد بين الظهر والعصر الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، ودفن في مقبرة الكهف.

__________________

(١) في «ز» : إسرافه.

(٢) في «ز» : بعدها.

(٣) في «ز» : وهي الذي أغناك شهرتها.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل وجاءت اللفظة في «ز» ، بعد قوله : «رجلا» وقد كتبت أيضا فوق الكلام فيها.

٢٣٤

٦٩٨٥ ـ محمّد بن المحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الرّحمن بن مروان

أبو عبد الله الأزدي الأذني (١)

نزيل مصر.

سمع بدمشق : أبا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة ، وأبا عبد الله بن مروان ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن أبي ثابت ، وأبا عمر محمّد بن موسى بن فضالة.

روى عنه : يوسف بن رباح البصري ، وأبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر المقرئ الطرسوسي ، وأبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا يوسف بن رباح البصري ، ثنا أبو عبد الله محمّد بن المحسن (٢) بن الحسين الأزدي ـ بمصر ـ ثنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أحمد بن أبي الخطّاب ـ بدمشق ـ ثنا أبو عبد الملك محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير الصوري الثعلبي ، ثنا عمر بن الوليد الصوري الفارسي ، ثنا علي بن ربيعة البيروتي ، أخبرني الأوزاعي ، قال : وأخبرني يحيى بن أبي كثير ، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، حدّثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل»؟ قلت : بلى (٣) يا رسول الله ، قال : «فلا تفعل ، نم وقم ، وصم وأفطر ، فإنّ لجسدك عليك حقا ، وإنّ لعينيك عليك حقا ، وإن لزورك عليك حقا ، وبحسبك أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام ، فإنّ بكل حسنة عشر أمثالها ، فإذا ذاك صيام الدّهر كله» فشددت فشدّد عليّ ، فقلت : يا رسول الله إنّي أجد قوة ، قال : «فصم صيام نبي الله داود لا تزد عليه» فقلت : وما كان صيام نبي الله داود؟ قال : «نصف الدهر» [١١٦٨٦].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو الفضل بن ناصر ، قالا : أجاز لنا أبو إسحاق الحبّال قال :

أبو عبد الله محمّد بن المحسن بن الحسين الأذني يوم الخميس لليلتين خلتا من شعبان ـ يعني ـ مات ، كتب الكثير.

__________________

(١) «الأذني» ليست في «ز».

(٢) تحرفت في «ز» ، إلى : الحسن.

(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

٢٣٥

٦٩٨٦ ـ محمّد بن محفوظ بن عبد الله

حكى عن يونس بن عبد الأعلى ، ومحمود بن خالد.

روى عنه : أبو دفافة أسلم بن محمّد بن سلامة الكتاني ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمّد (١) بن صالح بن سنان.

٦٩٨٧ ـ محمّد بن مرزوق القرشي البعلبكي

حكى عن الربيع بن يونس حاجب المنصور.

حكى عنه ابنه الأصبغ بن محمّد والد عبد الملك بن الأصبغ.

٦٩٨٨ ـ محمّد بن مرزوق (٢) بن عبد الرزّاق بن محمّد بن عثمان بن أحمد

أبو الحسن بن الزعفراني الجلّاب الفقيه الشافعيّ (٣)

درس الفقه على أبي إسحاق الفيروزآباذي ، وسمع الحديث ببغداد من أبي بكر الخطيب ، وأبي الحسين بن النقور ، وبالبصرة : من أبي الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي ، وأبي طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي ، وأبي محمّد نعمة بن الحسين بن بقية بن علّان المازني المقرئ.

وسمع بصور : من الخطيب أبي بكر الحافظ.

وسمع بدمشق : من أبي نصر بن طلّاب ، وكان قدمها في تجارة ، وكتب كثيرا ، وكان حسن الخط جيّد الضبط ، ثقة ، متديّنا ، يصلي في مسجد درب السّلسلة.

سمع منه أخي أبو الحسين ، وأبو طاهر بن الحصني الحموي ، وأبو الحجّاج يوسف بن مكي ، وأجاز لي جميع حديثه.

أخبرنا أبو الحسن بن مرزوق في كتابه ، وأبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ـ بقراءتي عليه ـ قالا : أنبأنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل القرشي العبّاداني بجامع البصرة ، ثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، ثنا أبو الحسن علي

__________________

(١) قوله : «بن محمد» ليس في «ز» ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٤.

(٢) تحرفت في «ز» إلى : مروان.

(٣) ترجمته في المنتظم ٩ / ٢٤٩ والوافي بالوفيات ٥ / ١٥ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٦٥ وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٧١ والعبر ٤ / ٤١ وشذرات الذهب ٤ / ٥٧.

٢٣٦

ابن إسحاق بن محمّد بن البحتري المادرائي ، حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، ثنا ابن فضيل ، عن الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله عزوجل يفتح أبواب السماء الدنيا ثم يبسط يده ، ألا عبد يسألني فأعطيه ، فلا يزال كذلك حتى يسطع الفجر» [١١٦٨٧].

قال لي أبو الفضل محمّد بن محمّد بن محمّد بن عطاف الموصلي : سألت أبا الحسن ابن مرزوق الزعفراني عن مولده فقال : سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ـ زاد غير ابن العطاف عنه : في شهر رمضان ـ قال ابن عطاف : وتوفي الشيخ أبو الحسن (١) بن الزعفراني (٢) المحدّث رحمه‌الله بباب الأزج ليلة الخميس العشرين من صفر سنة سبع عشرة وخمسمائة (٣).

٦٩٨٩ ـ محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة

ابن عبد شمس بن عبد مناف الأموي (٤)

أخو عبد الملك.

سمع أباه مروان.

روى عنه : الزهري ، وولّاه أخوه على الغزاة ، وولاه الجزيرة.

أنبأنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن أحمد الطوسي ، وأبو الحسن علي (٥) بن عبيد الله الزاغوني (٦) ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا الحسن بن علي بن محمّد بن موسى

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «الحسين» والمثبت عن «ز».

(٢) تحرفت في «ز» ، إلى : النصراني.

(٣) كتب بعدها في «ز» :

آخر الجزء ...

بلغت سماعا بقراءتي وعرضا بالأصل على سيدنا العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بإجازته من عمّه المؤلف وابنه أبو سعد عبد الله وكتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي يوم الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله وسمعه من ترجمة محمد ابن المبارك بن يعلى الصوري إلى آخره أبو القاسم عبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي.

(٤) ترجمته في تاريخ خليفة (الفهارس) ، الكامل لابن الأثير (الفهارس) العبر ١ / ١٢١ سير أعلام النبلاء ٥ / ١٤٨ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٣ ولسان الميزان ٥ / ٣٧٥ وشذرات الذهب ١ / ١٢١ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٢٣١ والجرح والتعديل ٨ / ٨٥.

(٥) ليست في «ز».

(٦) في «ز» : الزعفراني ، تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٤٤ / أ.

٢٣٧

الشاموخي ، أنبأنا عمر بن محمّد بن سيف ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، ثنا محمّد بن مسلم بن وارة ، حدّثني يزيد بن عبد الله ، ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، حدّثني أبي عن سورة الحج ، أسجدتان فيها أو واحدة؟ قال الزهري : لم يكن يسجد فيها إلّا السّجدة الأولى.

وأخبرني محمّد بن مروان أنه رأى مروان (١) سجد فيها سجدتين. قال يزيد يعني الزهري يقول : أخبرني محمد بن مروان بن الحكم قال أبو بكر : هذا حديث غريب ، كتبته عن محمّد بن يحيى النيسابوري ، عن ابن وارة ، ثم لقيت ابن وارة فكتبته عنه ، وهذا يزيد بن عبد الله الجرجسي ، حمصي ، ثقة ، وليس يعرف للزهري عن محمّد بن مروان حديث غير هذا ، وهو غريب.

قال أبو بكر الجرجسي [أوثق من روى عن بقية ، قال وهو يزيد بن عبد ربه](٢).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، ثنا أبو بشر الدولابي ، ثنا معاوية بن صالح ، قال : سألت أبا مسهر عن ولد مروان فقال : محمّد بن مروان من أمّ ولد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزبير بن بكّار ، قال :

فولد مروان بن الحكم : محمّد بن مروان ، وأمّه أم ولد (٣) ، قال الشاعر لعبد الملك بن مروان ـ يعرض ببشر بن مروان ويمدح محمّد بن مروان :

 لا تجعلن مقدّما ذا سرّة

ضخما سرادقه وطي المراكب

كآخر يتّخذ الرّماح سرادقا

يمشي برايته كمشي الأنكب (٤)

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ،

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : هارون ، والمثبت عن «ز».

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن «ز» للإيضاح ، وقد جاء مكانه بالأصل : حمصي ثقة ، وليس يعرف للزهري عن محمد بن مروان حديث غيره.

(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٦١.

(٤) بالأصل : الأيكب ، والمثبت عن «ز» ، الأنكب من الإبل ، كأنما يمشي في شق. والأنكب : من لا قوس معه.

(راجع تاج العروس بتحقيقنا : نكب).

٢٣٨

أنبأنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم الفقيه ، ثنا محمّد بن سعد قال (١) : فولد مروان : محمّد بن مروان ، وأمّه زينب أم ولد.

قال : وأنبأنا أبو عمر ـ إجازة ـ أنبأنا سليمان بن إسحاق الجلّاب ، ثنا حارث بن أبي أسامة ، ثنا محمّد بن سعد قال (٢) في الطبقة الثانية من أهل المدينة : محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس ، وقد روى الزهري عن محمّد بن مروان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأنا الفضل وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا موسى بن سهل ، أنبأنا البخاري قال (٣) : محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي أخو عبد الملك ، وعبد العزيز ابني مروان ، روى عنه الزهري.

حدّثنا عبدان ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا معمر ، عن زيد بن رفيع ، عن ميمون بن مهران قال : كنت مع محمّد بن مروان وكان على الجزيرة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قال : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٤) : محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي رأى أباه ، روى عنه الزهري ، سمعت أبي يقول ذلك ، ويقول : هو مجهول.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنبأنا أحمد بن محمود ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبأنا محمّد بن جعفر المنبجي (٥) ، ثنا عبد الله بن سعد الزهري قال : قال : وغزا محمّد بن مروان بلدا من أرض الروم ـ يعني ـ سنة ست وسبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد [بن](٦) الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد ابن إسحاق ، ثنا أحمد بن عمران ، ثنا موسى ، ثنا خليفة قال : وفيها ـ يعني ـ ثلاث وسبعين ،

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٦.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٧.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٢٣١.

(٤) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٨٥.

(٥) في «ز» : المليحي.

(٦) زيادة عن «ز».

٢٣٩

غزا محمّد بن مروان الصائفة (١).

قال خليفة (٢) : قال ابن الكلبي : وفيها ـ يعني ـ سنة خمس وسبعين غزا محمّد بن مروان الصائفة (٣) عند خروج الروم إلى الفنين (٤) ، من ناحية مرعش.

قال خليفة (٥) : وفيها ـ يعني ـ سنة ست وسبعين غزا محمّد بن مروان أرض الرّوم من ناحية ملطية ، وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين وثمانين (٦) بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّد إلى أرمينية ، فلقيهم فهزمهم ، ثم سألوه الصّلح فصالحهم ، وولّى عليهم أبا شيخ (٧) بن عبد الله [العتري](٨) فغدروا به فقتلوه. وفي (٩) سنة ثلاث وثمانين بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمّدا (١٠) إلى أرمينية ، فصالحوه ، واستعمل عليهم أبا شيخ بن عبد الله العبدي (١١) ، وعمرو (١٢) بن الصدي الغنوي ، فغدروا بهما فقتلوهما ، وفيها (١٣) ـ يعني ـ سنة أربع وثمانين غزا محمّد بن مروان بن الحكم أرمينية ، وفيها (١٤) ـ يعني ـ سنة خمس وثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية فصاف بها وشتى. [وفيها](١٥) ـ يعني ـ سنة ثمان وثمانين غزا محمّد بن مروان أرمينية فصاف به وشتى ، وفيها (١٦) يعني سنة إحدى وتسعين عزل (١٧) الوليد محمّد بن مروان عن الجزيرة ، وأرمينية ، وأذربيجان ، وولّاها مسلمة بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ ثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ٢ ص ٢٧٠ وذكر أنه غزا سبيسطة فواقع الروم فهزمهم.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٧١.

(٣) من قوله : الصائفة ... إلى هنا سقط من «ز» ، فاختل المعنى واضطرب.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «الفنيق» والذي في تاريخ خليفة : خرجت فيها الروم إلى الأعماق.

(٥) تاريخ خليفة ص ٢٧٥.

(٦) تاريخ خليفة ص ٢٨٨.

(٧) كذا بالأصل و «ز» : «أبا شيخ» وفي تاريخ خليفة : نبيح.

(٨) عن تاريخ خليفة : العنزي.

(٩) تاريخ خليفة ص ٢٨٩.

(١٠) بالأصل : محمد ، والمثبت عن «ز».

(١١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تاريخ خليفة : الغنوي.

(١٢) في «ز» : عمر.

(١٣) تاريخ خليفة ص ٢٩٠.

(١٤) تاريخ خليفة ص ٢٩١.

(١٥) زيادة منا للإيضاح ، راجع تاريخ خليفة ص ٣٠٢.

(١٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٠٣.

(١٧) بالأصل : «غزا» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ خليفة.

٢٤٠