وستون ألفا ، والمسلمون منهم مليونان وخمسمائة ألف والنصارى مائتا ألف ونيف واليهود نحو الثلاثين ألفا ، وقاعدة الجميع هي الجزائر عدد سكانها نحو خمسة وسبعين ألفا منهم ثمانية عشر ألفا مسلمون وتسعة آلاف يهود وثمانية وأربعون [ألفا] من النصارى من أجناس مختلفة ، وأكثرهم الإسبنيول ، والسكان المسلمون أصلهم من البربر وهم أكثر سكان الجهات الجنوبية والجبال ، وباقي الجهات سكانها من نسل العرب والمختلط منهم ومن البربر وبعض من نسل الترك الذين استوطنوا هناك وكذلك الأندلسيون الذين هاجروا بعد استيلاء الإسبنيول على بلادهم.
وأما النصارى على العموم فأكثرهم فرنساويون انتقلوا إلى هناك بعد استيلاء الفرنسيس سيما بعد حرب ألمانيا معهم سنة ١٢٨٧ ه ١٨٧٠ م وأخذها لإقليمي الإلجاس واللورين فارتحل من أهالي ذينك الإقليمين نحو المائة والسبعين ألفا سكنوا الجزائر وأعانتهم دولتهم بإعطائها لهم الأراضي الخصبة التي أخذتها من الأهالي الأصليين عقابا لهم على الثورات وغيرها وأغلب هؤلاء الفرنسيس سكنوا جهات الشطوط وأنشأوا فيها قرى.
وأما المسلمون : فأغلبهم على مذهب أهل السنة في العقيدة وعلى مذهب الإمام مالك في الفروع ونسل الترك على مذهب الإمام أبي حنيفة وبعض السكان على مذهب الإعتزال كبني مزاب ، ثم أن أهل السنة في المدن والقرى يكثر فيهم معرفة أحوال الديانة وإن حصل الآن من كثير منهم تهاون كثير بالشعائر.
وأما البوادي فيغلب عليهم الجهل بالأحكام لكنهم لا زالوا متصلبين في العقيدة الإسلامية سيما أهالي الجهات الجنوبية والوسطى.
الفصل الثالث : في إجمال تاريخ الجزائر
مطلب في التاريخ القديم
اعلم أن أحوال هذا القطر التاريخية في القديم كانت في الأغلب متحدة مع تونس وطرابلس والمغرب فما بيناه في أحوال تونس كان شاملا لهذا القطر حتى في زمن الفتح ، واستقرار الحكومات الإسلامية لأنه في أغلب الاعصار تابع لتونس لما كانت هي مقر الحاكم العام الإسلامي لأفريقية ثم لما انفرد المغرب عن تونس كانت الجهة الغربية من الجزائر تابعة له ثم اتحد الجميع تحت دولة بني حفص وعن تقهقرها وانفراد المغرب انتشأت بعض حكومات منفردة في الجزائر كمملكة بني زيان من زناته التي مقرها في تلمسان ، ثم لما أشرفت الدولة الحفصية على الإضمحلال واستولى ، الاسبنيول على عدة جهات من شطوط أفريقية وكانت الفرق المنقسمة إليها الجزائر غير قادرة على مدافعة دولة كبيرة مثل الإسبنيول إذ ذاك ، وكانت الدولة العثمانية رافعة علم الحماية لأهل الإسلام وأسطولها يجوب البحار تحت عدة أمراء ، وأرست فرقة من هذا الاسطول تحت أمرة خير