تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

بالخلافة ، وأورثك ميراث النبوة ما قلت شعرا من أكثر من عشرين إلّا في زهد أو عتاب صديق ، فقال له : اجلس ، فجلس ، فناوله قدح نبيذ كان في يده وقال له : اشرب ، فأرعد ، وبكى ، وأخذ القدح من يده وقال : والله يا أمير المؤمنين ما غيّرت الماء بشيء قط مما يختلف في تحليله فقال : لعلك تريد نبيذ التمر والزبيب (١) ، فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ما أعرف شيئا منهما ، فأخذ القدح من يده وقال : أم والله لو شربت شيئا من هذا لضربت عنقك ، ولقد ظننت أنّك صادق في قولك كله ، ولكن لا يتولى القضاء أبدا رجل بدأ في قوله بالبراءة من الإسلام انصرف إلى منزلك.

وأمر علّويه فغير هذه الكلمة ، وجعل مكانها : حرمت مناي منك.

ورويت هذه القصة لغير الخلنجي ، وذكر أن علّوية غنى بالأبيات المأمون بدمشق ، وذكر أنها لعمر بن أبي بكر الموصلي ، وستأتي في ترجمة عمر إن شاء الله تعالى.

أخبرنا أبوا (٢) الحسن ، قالا : وأنا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني الأزهري ، أخبرني أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، حدّثني علي بن محمّد بن الفرات قال :

لما تولى الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر ، فدعا بالأمناء فقال لهم : من كان في يده منكم مال ليتيم ، فليشتر له منه مرّا وزبيلا (٤) يكون قبله ، وليدفع إليه ماله ؛ فإن أتلفه عمل بالمرّ والزبيل. وقال ابن عرفة : حدّثني داود بن علي قال : سمعت بعض شهود الخلنجي يقول : ما علمت أن القرآن مخلوق إلى اليوم فقلت : وكيف علمت أجاءك وحي؟ قال : سمعت القاضي يقول.

وذكر أحمد بن كامل القاضي قال : سنة ثلاث وخمسين ومائتين مات فيها الخلنجي القاضي.

٣٥٤٤ ـ عبد الله بن محمّد

ـ والصواب : عبد الملك بن محمّد ـ الصّنعاني

من صنعاء دمشق.

__________________

(١) الأغاني : التمر أو الزبيب.

(٢) الأصل : «أبو» خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٧٤.

(٤) المرّ : الحبل والمسحاة ، والزبيل كأمير القفة (القاموس المحيط).

٣٨١

روى عن : سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه : سليمان بن عبد الرّحمن.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، نا محمّد بن سليمان بن فارس ، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك السّلمي ، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقي ، نا عبد الله بن محمّد الصّنعاني ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استحيوا ؛ فإنّ الله لا يستحي من الحقّ ، لا تأتوا النساء في أدبارهنّ» [٦٦٩٦].

كذا وقع في هذه الرواية ، وإنما هو عبد الملك بن محمّد.

٣٥٤٥ ـ عبد الله بن محمّد

حكى عن محمّد بن المبارك الصوري.

روى عنه : أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن (١) بن متّويه ـ إمام جامع أصبهان ـ.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبي ، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، نا عبد الله بن محمّد الدّمشقي قال : سمعت محمّد بن المبارك الصّوري يقول :أعمال الصّادقين لله بالقلوب ، وأعمال المرائين بالجوارح للناس ، فمن صدق فليقف موقف العمل لله لعلم الله به ، لا لعلم الناس بمكان عمله.

٣٥٤٦ ـ عبد الله بن محمّد المعروف بابن الوسخ

حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن.

روى عنه : أبو عمر بن فضالة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن بن السمسار ، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة ، نا عبد الله بن محمّد البزّاز ـ ويعرف بابن

__________________

(١) بالأصل هنا : الحسين ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، وسترد صوابا في الخبر التالي ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ١٤٢.

٣٨٢

الوسخ ـ الشيخ الصالح ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا عيسى بن يونس ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن الزبير أعلم (١) يوم بدر بعمامة صفراء (٢).

٣٥٤٧ ـ عبد الله بن محمّد النشّار (٣)

أبو أحمد

روى عن هشام بن عمّار.

روى عنه : محمّد بن عيسى الرازي ، ومحمّد بن علي بن الحسن العطوفي (٤).

أخبرنا أبو الفتح نصر الله (٥) بن محمّد الشافعي ، نا نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمّد العمري ـ قراءة عليه ـ نا أبو الحسن (٦) علي بن أحمد بن غسّان ، نا (٧) أبو بكر أحمد بن الفضل بن (٨) جعفر الرامهرمزي (٩) ، نا أبو بكر الجيان (١٠) ، نا محمّد بن عيسى بن (١١) عيسى الرازي ـ بالعقيق ـ حدّثني أبو أحمد عبد الله بن محمّد ، حدّثني هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل قال :

كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منزل أيوب الأنصاري قال : فتلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الآية (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً)(١٢) فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد تغرغرت ـ يعني : عينيه ـ فقلت : يا رسول الله ، ما تفسير هذه الآية (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً)؟ فبكى حتى غشي عليه ، ثم أفاق فإذا هو ينتفض ويفيض عرقا ، ثم قلت : يا رسول الله ما قوله : (فَتَأْتُونَ

__________________

(١) يقال : أعلم الفارس إذا جعل لنفسه علامة.

(٢) تقدم الخبر في ترجمة الزبير بن العوام ، (راجع كتابنا هذا : تاريخ مدينة دمشق : حرف الزاي).

(٣) كذا رسمها بالأصل ، وفي المختصر ١٤ / ٨ «النّسائي» وفي المطبوعة : النّشائي.

(٤) ذكر وترجم له السمعاني في الأنساب (العطوفي).

(٥) الأصل : «نصر» والمثبت عن المشيخة ٢٣٦ / أ.

(٦) الأصل : الحسين ، خطأ ، والمثبت يوافق ما ورد في المطبوعة.

(٧) أضيفت عن المطبوعة ، سقطت من الأصل.

(٨) الأصل : أبو.

(٩) هذه النسبة إلى رامهرمز إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان (الأنساب).

(١٠) كذا رسمها بالأصل وفي المطبوعة : الحداد.

(١١) «بن عيسى» ليست مكررة في المطبوعة ، وقد مرّ أول الترجمة بدون تكرارها.

(١٢) سورة النبأ ، الآية : ١٨.

٣٨٣

أَفْواجاً)؟ قال : «يا معاذ ، لقد سألتني عن أمر عظيم» وبكى حتى ظننت أنّي قد أسأت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم أقبل عليّ فقال : «يا معاذ ، هل تدري عمّا سألت؟» قلت : أخبرني يا رسول الله عن قوله : (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) قال : «إنّك أوّل من سألني عنها ، إذا كان يوم القيامة تجزأ أمّتي عشرة أجزاء ، يحشرون على عشرة أفواج ، صنف على صورة القردة ، وصنف على صورة الخنازير ، وصنف على صورة الكلاب ، وصنف على صورة الحمير (١) ، وصنف على صورة الذّر ، وصنف على صورة البهائم ، وصنف على صورة السّباع ، وصنف يحشرون على وجوههم ، وصنف ركبان ، وصنف مشاة.

فأمّا الذين يحشرون على صورة القردة فهم قوم من هذه الأمة يسمون القدرية (٢)» قلت : يا رسول الله وما علاماتهم وقولهم؟ قال : «يا معاذ ، إنهم مشركو أمتي ، يزعمون أنّ الله تعالى قدّر بعض الأشياء ، ولم يقدّر بعضها ، وإنّ المعاصي ليست بمخلوقة ، أولئك مشركو هذه الأمة ، يعذّبهم الله تعالى في النار على صورة القردة» قال : قلت : يا رسول الله ، فمن هؤلاء الذين يحشرون على صورة الخنازير؟ قال : «يا معاذ أولئك آفة أهل الإسلام وهلّاك الدين المكذبين بما جئت به» قلت : من هم؟ قال : «يسمون بالمرجئة» قلت : يا رسول الله وما علاماتهم وقولهم؟ قال : «يا معاذ ، يزعمون أن الإيمان قول ، لا يضرّهم مع القول كثرة المعاصي ، كما لا ينفع أهل الشّرك كثرة من صالح الأعمال ، أولئك يعذبهم الله ـ عزوجل ـ في النار مع هامان في صورة الخنازير» ، قلت : يا رسول الله ، فما الصّنف الذي يحشرون على صورة الكلاب؟ قال : «يا معاذ ، أولئك قوم من أهل الدعوة مرقوا من الدين ، واستحلّوا دماء أمتي ، واستباحوا حريمهم ، وتبرءوا من أصحابي ، يسمون بالحرورية ، أولئك كلاب النار ـ ثلاثا ـ لو قسم عذابهم على الثقلين لأوسعهم ، لهم في الدنيا نباح كنباح الكلاب» قلت : يا رسول الله فما الصّنف الذين يحشرون على صورة الحمير (٣)؟ قال : «صنف من هذه الأمة يسمون الرافضة» قلت : يا رسول الله ، فما علامتهم؟ قال : «إنهم مشركون ينتحلون حبّنا ويتبرءون من أبي بكر وعمر ويشتمونهما ، لهم نبز (٤) لا يرون جمعة ولا جماعة أولئك في النار شرّ مكانا» قلنا : يا رسول الله ، أليس هذه (٥) الأصناف مؤمنون قال : «يا معاذ ما نفعهم إيمانهم شيئا إذا تركوا الإيمان وخالفوا ما جئت به ، أولئك لا تنالهم شفاعتي» قلت : يا رسول الله ، فما الصنف الذين

__________________

(١) المختصر ١٤ / ٩ الحمر.

(٢) الأصل : «القادرية» والمثبت عن المختصر.

(٣) المختصر ١٤ / ٩ الحمر.

(٤) النبز محركة ، اللقب (اللسان).

(٥) المختصر : هؤلاء.

٣٨٤

يحشرون على صورة السباع؟ قال : «يا معاذ زنادقة الأمة» قلت : يا رسول الله صفهم وما قولهم؟ قال : «ينكرون حوضي وشفاعتي ويكفرون بفضائلي ألا إن الله عزوجل ـ يعني ـ جعل منهم قوما يحشرون عطاشا إلى النار على صورة السباع» قلت : يا رسول الله أتنفعهم شفاعتك؟ قال : «يا معاذ كيف تنفعهم شفاعتي ولم يقرّوا بشفاعتي» قلت : يا رسول الله ، فما الصنف الذين يحشرون على صورة الذرّ؟ قال : «يا معاذ المنكرون المتعظمون من أمّتي ، وأصحاب البغي على أمّتي ، وأصحاب التطاول ، يحشرون على صورة الذرّ إلى النار» قلت : يا رسول الله ، فما الصنف الذين يحشرون على صورة البهائم» قال : «أولئك أكلة الربا الذين لا يقومون إلّا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس» قلت : يا رسول الله ، فما الصنف الذين يحشرون على وجوههم؟ قال : «أولئك المصورون ، والهمّازون ، واللّمّازون ، والسعاة من هذه الأمة» قلت : يا رسول الله فما الصّنف الذين يحشرون مشاة؟ قال : «أولئك أهل اليمين» قلت : فما الصنف الذين يحشرون ركوبا؟ قال : «أولئك المقربون الذين يحشرون إلى جنّات عدن» (١) [٦٦٩٧].

٣٥٤٨ ـ عبد الله بن محمّد

أبو العبّاس الأنباري المعروف بابن شرشير

الأنباري الناشي الشاعر المتكلم (٢)

قدم دمشق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، [نا ـ](٣) وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصّيمري ، نا محمّد بن عمران المرزباني قال : قال محمّد بن داود الجرّاح :

__________________

(١) زيد في المختصر ١٤ / ١٠ والمطبوعة : هذا حديث منكر ، وفي إسناده غير واحد من المجهولين.

(٢) ترجمته وأخباره في وفيات الأعيان ٣ / ٩١ والكامل لابن الأثير : بتحقيقنا (الفهارس) والنجوم الزاهرة ٣ / ١٥٨ وتاريخ بغداد ١٠ / ٩٢ شذرات الذهب ٢ / ٢١٤ الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٢٢ وسير الأعلام ١٤ / ٤٠ وإنباه الرواة ٢ / ١٢٨ والبداية والنهاية : بتحقيقنا (الجزء الحادي عشر : الفهارس).

والناشئ : لقب غلب عليه (انظر الوافي ١٧ / ٥٢٣ في ذكر سبب تلقيبه به) وشر شير بكسر الشين الأولى والثانية وسكون الراء ، وهو اسم طائر يصل إلى ديار مصر في البحر زمن الشتاء ، وهو أكبر من الحمام قليلا ، كثير الوجود في دمياط ، وبه سمي الشاعر الناشي وانظر وفيات الأعيان ٣ / ٩٠.

(٣) زيادة لازمة للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٩٢.

٣٨٥

عبد الله بن محمّد الناشئ من أهل الأنبار ، نزل بغداد ، وله كتب ينقض فيها كتاب المنطق ، وأشعار في ذلك ، وكان شاعرا ، وله قصيدة على روي واحد ، وقافية واحدة تكون أربعة آلاف بيت ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها ، وكان ينزل في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.

قال المرزباني : وكان أبو العبّاس الناشئ متهوسا ، شديد الهوس ، وشعره كثير ، وهو مع كثرته قليل الفائدة ، وقد قرأت بعض كتبه فدلّتني على هوسه واختلاطه ؛ لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق ، والشعراء ، والعروضيين وغيرهم ، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه ، فسقط ببغداد ، فلجأ إلى مصر ، فشخص إليها ، وأقام بها بقية عمره.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد ، عن محمّد بن أحمد (١) بن عمر ، عن أبي عبيد الله المرزباني قال :

عبد الله بن محمّد الناشئ المعروف بشرشير ويكنى أبا العبّاس ، من أهل الأنبار ، نزل بغداد ، وهو مهووس ، يتعاطى الخلاف على العلماء في المنطق والعروض ، وعلى الشعراء في المعاني التي قالوا فيها. وصار إلى مصر فأقام بها مدة. وله إلى أبي أحمد يحيى بن علي المنجم مكاتبات بالأشعار ، وجوابات ، وهو القائل :

لعمري لقد صادت فؤادي غريرة

هي الشمس ، بل أضواء من الشمس والبدر

فدى لك نفسي لو مننت بزورة

تقرّ لها عيني وأشفي لها صدري

سلي الليل عني كم أراعي نجومه

فإنّ الليالي يطّلعن على سرّي

أبيت أراعي النجم فيك كأنّما

أقلّب جنبي في الفراش على جمر

ومن شؤم جدّي أن داري قريبة

وما لي سوى الإعراض والنظر الشزر

وله في داود بن علي الأصبهاني (٢) الفقيه (٣) :

أقول كما قال الخليل بن أحمد

وإن شئت ما بين النظامين في الشّعر (٤)

__________________

(١) المطبوعة : محمد بن أحمد بن محمد بن عمر.

(٢) الوافي بالوفيات : الظاهري.

(٣) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٢٣ وتاريخ بغداد ٨ / ٣٧٥ ضمن أخبار داود بن علي بن خلف الظاهري الأصبهاني.

(٤) عجزه في الوافي : وإن قست بين اللفظ واللفظ في الشعر.

٣٨٦

عذلت على ما لو علمت بقدره

بسطت (١) مكان العذل (٢) واللوم من عذري

جهلت ولم تعلم (٣) بأنك جاهل

فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري؟

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو النجم الشّيحي (٤) ، قالا : قال : أنا أبو بكر الخطيب (٥) عبد الله بن محمّد أبو العبّاس المعروف بابن شرشير (٦) الناشئ الشاعر المتكلم من أهل الأنبار ، أقام ببغداد مدة طويلة ثم خرج إلى مصر ، فنزلها.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (٧) : أمّا الناشئ ـ أوله نون وبعد الألف شين ـ فهو أبو العبّاس الناشئ المعتزلي ، كان متكلما وله تصانيف ، ذكره ابن طرخان.

قال لي أبو القاسم بن السّمرقندي رئي الناشئ في مسجد دمشق وقد خلع سراويله ليبيعه فقيل : لو تعرضت لهؤلاء الملوك فأنشأ يقول :

وإنّي لأرضى باليسير تعففا

ولي همّة تسطو على نوب الدّهر

أفكر في بيعي قبائي بهمّتي

فارتاح من ذلّ السؤال إلى الفقر

مخافة أن ألقى بخيلا مصرّدا

يثمّن لي نزر العطية بالشكر

أنشدني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم البستي ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي الفقيه ، أنشدنا عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسين بن موسى السّلمي ، أنشدنا منصور بن عبد الله ، أنشدنا الناشئ :

طلبت يوما مثلا سائرا

فكنت في الشعر له ناظما

لا خير في المرء إذا لم يكن

لا طالبا علما ولا عالما

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه ، أنشدنا أبو بكر بن المرزبان ، أنشدنا أبو العبّاس المتكلم :

__________________

(١) تاريخ بغداد : فسحت.

(٢) تاريخ بغداد والوافي : مكان اللوم والعذل من عذري.

(٣) الوافي : ولم تدري.

(٤) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت والسند معروف.

(٥) تاريخ بغداد ١٠ / ٩٢.

(٦) الأصل : شرشر ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٨٤.

٣٨٧

وكان لنا أصدقاء حماة

وأعداء سوء فما خلّدوا

تساقوا جميعا كئوس الحمام

فمات الصّديق ومات العدو

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، نا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك ـ بمكة ـ أنا الحسن (١) بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن الحسين ، أنشدنا جعفر بن محمّد الخواص ، أنشدني ابن مسروق ، أنشدني الناشئ أبو العبّاس : شعر :

إنّي ليهجرني الصديق تجنيا

فأريه أنّ لهجره أسبابا (٢)

أوليته مني السكوت وربما

كان السكوت عن الجواب جوابا

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، قال : نا ـ وأبو النجم الشّيحي ، قالا (٣) : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الصيمري ، أخبرني المرزباني ، أخبرني الصولي.

قال : وأنا علي بن أبي علي ـ لفظا ـ أنا محمّد بن العبّاس الخزّاز (٥) ، نا الصولي.

حدّثني محمّد بن خلف بن المرزبان ، قال : اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر والناشئ ومحمّد بن عروس ، فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها ، فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة فكتب فيها (٦) :

فديتك لو أنهم أنصفوك

لودّوا النواظر عن ناظريك

تردين أعيننا عن سواك

وهل تنظر العين إلّا إليك

وهم جعلوك رقيبا علينا

فمن ذا يكون رقيبا عليك

ألم يقرءوا ـ ويحهم ـ ما يرون

من وحي حسنك في وجنتيك

قال : فشغفنا بالأبيات ، فقال ابن أبي طاهر : أحسنت والله وأجملت ، قد والله حسدتك على هذه الأبيات ، والله لا جلست ، وقام وخرج.

__________________

(١) كذا ، وفي المطبوعة : الحسن.

(٢) بعد في المختصر ١٤ / ١١ والمطبوعة ذكر بيتان وروايتهما :

وأراه إن عاتبته أغريته

فيكون تركي للعتاب عتابا

وإذا بليت بجاهل متحلم

يجد المحال من الأمور صوابا

(٣) كذا ، وفي المطبوعة : قال.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٩٣.

(٥) الأصل : الخراز ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) الأبيات في تاريخ بغداد ١٠ / ٩٣ والوافي بالوفيات ١٧ / ٥٢٤ ووفيات الأعيان ٣ / ٩٢.

٣٨٨

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد الله بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، قال : وقف أبو العيناء عليّ وجاءني ابن أبي طاهر والعروس والناشئ فقلت : الخليفة لا يقدر على جمع مثلكم وقد شوي لي سمك ، ففعلوا ، فأكلنا ، وأحضرتهم نبيذا ، فطلب الناشئ كراعة يقال لها زهراء ، فجاءت ومعها رقيبة ما رأينا قط أحسن وجها منها ، فعبث الجميع بها ، ومازحوها فجذب الناشئ الدواة وعمل شعرا من وقته :

فديتك لو أنهم أنصفوك

لردّوا النواظر عن ناظريك

تردّين أعيننا عن سواك

وهل تنظر العين إلّا إليك

وقد جعلوك رقيبا علينا

فمن ذا يكون رقيبا عليك؟

ألم يقرءوا ويحهم ، ما يرون

من وحي قلبك من مقلتيك

فلما قرءوا الرقعة وثب ابن أبي طاهر وقال : من أين لك ويحك هذا؟ والله لا جلست حسدا لك.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلّاف.

ح وأخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر (١) ، أنشدني أبو محمّد بن الأكفاني ، أنشدني أبو العبّاس الناشئ لنفسه.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو بكر بن أبي الحديد ، أنا جدي [أبو بكر ، أنا](٢) أبو بكر الخرائطي ، أنشدني أبو العبّاس الناشئ ـ ولم يذكر ابن أبي الحديد : الأكفاني ، وهو الصواب : ـ

إذا المرء أحمى نفسه حلّ شهوة

لصحّة أيام تبيد وتنفد

فما باله لا يحتمي من حرامها

لصحة ما يبقى له ويخلّد

__________________

(١) بعدها في المطبوعة :

وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا عبد الملك بن محمد بن بشران ، أنبأ أحمد بن إبراهيم ، أنا محمد بن جعفر.

(٢) ما بين معكوفتين أضيف للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.

٣٨٩

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، [نا ـ](١) وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، أنشدنا الناشئ لنفسه بمصر سنة ثمانين :

ليس شيء أحرّ في مهجة العاشق

من هذه العيون المراض

والخدود المضرّجات اللواتي

شيب جريالها (٣) بحسن البياض

ورنوّ الجفون والغمز بالحاجب

عند الصدود والإعراض

وطروق الحبيب والليل داج

حين همّ السّمّار بالإغماض

أنبأنا [أبو](٤) الحسن بن العلّاف.

وأخبرني (٥) أبو (٦) المعمر عنه.

ح وأخبرني أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، أنشدني أبو العبّاس الناشئ لنفسه :

ولما رأين البين قد جدّ جدّه

وأيقنّ منّا بانقطاع المطالب

طلبن على الركب المحثّين علّة

فعجن علينا من صدور الركائب

فلمّا تواقفنا كتبن بأعين

لنا كتبا أعجمنها بالحواجب

فلما قرأناهنّ سرّا طوينها

حذار الأعادي بازورار المناكب

قال : وأنا محمّد بن جعفر ، أنشدني أبو محمّد الأكفاني للناشئ (٧) شعر :

كلّ النّفوس لها في قتلها قود

إلّا نفوس أبادتها الدّمى القتل

وكلّ جرح له شيء يلاثمه

إلّا جروحا جنتها الأعين النجل

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٨) ، قال : بلغني أن أبا العبّاس الناشئ مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين (٩).

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح ، والسند معروف.

(٢) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١٠ / ٩٣.

(٣) الجربال : اللون الأحمر.

(٤) زيادة لازمة للإيضاح.

(٥) في المطبوعة : ح وأخبرني.

(٦) بالأصل : أبي.

(٧) الأصل : الناشئ.

(٨) تاريخ بغداد ١٠ / ٩٣.

(٩) زيد في الوافي بالوفيات أنه مات بمصر.

٣٩٠

٣٥٤٩ ـ عبد الله بن محمّد الرّعيني

روى عن محمّد بن الوزير بن الحاكم.

روى عنه : أبو بكر بن أبي دجانة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، نا عبد الله بن محمّد الرّعيني ، نا محمّد بن الوزير ، نا (١) مروان ـ وهو ابن محمّد ـ نا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثني سليمان بن (٢) موسى :

أن أبا سيّارة المتعي (٣) أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إنّ لي نخلا قال : «أدّ العشر» قال : يا نبي الله أحم جبلها ، قال : فحمى له جبلها [٦٦٩٨].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني ، وذكر أنه وجده بخط بعض أهل العلم في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة : عبد الله بن محمّد الرّعيني.

٣٥٥٠ ـ عبد الله بن محمّد

أبو القاسم الدّمشقي السماحي (٤) الصوفي

صنّف كتاب مقالات الصّوفية.

وحكى عن أبي بكر الشّبلي ، وإبراهيم بن المولّد ، وأبي عبد الله الحسين بن خالويه النحوي.

حكى عنه أبو عبد الرّحمن السّلمي ، وعبد الملك بن محمّد القشيري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : سمعت عبد الله بن محمّد الدّمشقي يقول : سمعت إبراهيم بن المولّد يقول :

__________________

(١) بالأصل : نا ومروان.

(٢) بالأصل : «بن أبي موسى» ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ١١٥ (وانظر ترجمة أبي سيارة في تهذيب الكمال ٢١ / ٢٨٨).

(٣) المتعي بضم الميم وفتح المثناة بعدها مهملة (تقريب التهذيب) اختلفوا في اسمه فقيل : عميرة بن الأعلم وقيل : عمير.

(٤) كذا بالأصل وفي المختصر ١٤ / ١٢ والمطبوعة : الساجي.

٣٩١

قال أبو سعيد الخرّاز (١) علامة العبودية ثلاث : الوفاء لله على الحقيقة ، والمتابعة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الشريعة ، والنصيحة لجميع هذه الأمة.

قال : وأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمّد الدّمشقي يقول : سمعت الشّبلي يقول : الورع أن يتورع عن كل ما سوى الله.

سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول : سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت عبد الله بن محمّد الدّمشقي يقول : سمعت إبراهيم بن المولّد يقول (٢) :

سألت ابن (٣) الجلّا : متى يستحق الفقير اسم الفقر (٤)؟ فقال : إذا لم يبق عليه بقية منه ، فقلت : كيف ذاك؟ فقال : إذا كان [له](٥) فليس له وإذا لم يكن له فهو له.

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان النسوي ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : سمعت عبد الله بن محمّد الدّمشقي يقول : سمعت الشّبلي في يوم عيد وقال له رجل : يا أبا بكر ، اليوم يوم العيد ، فأنشأ يقول :

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال : سمعت أبا بكر محمّد بن الحسن الخبّازي (٦) قال : سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي يقول : أنشدني عبد الله بن محمّد الدّمشقي قال : سمعت الشّبلي ينشد أيام العيد في مجلسه :

الناس بالعيد قد سرّوا وقد فرحوا

وما سررت به والواحد الصّمد

لمّا تيقّنت أنّي لا أعاينكم

غمّضت عيني فلم أنظر إلى أحد

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم القرّي (٧) ، أنا أبو بكر محمّد بن

__________________

(١) مضطربة بالأصل والمثبت عن الرسالة القشيري والمطبوعة : «الخراز» وفي المختصر ١٤ / ١٢ «الخزاز» وهو أحمد بن عيسى الخراز توفي سنة ٢٧٧.

(٢) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٢٧٥.

(٣) الرسالة القشيرية : أحمد بن الجلاء.

(٤) كذا بالأصل والرسالة القشيرية ، وفي المختصر ١٤ / ١٢ والمطبوعة : الفقير.

(٥) الزيادة عن الرسالة القشيرية.

(٦) مهملة بدون إعجام بالأصل ، والمثبت والضبط عن اللباب (استدركت النسبة على السمعاني) وهذه النسبة إلى الخبز عمله أو بيعه عرف بها جماعة منهم : أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي المقرئ النيسابوري ... روى عنه زاهر الشحامي وغيره.

(٧) ضبطت عن مشيخة ابن عساكر ١٧٦ / أ، وفيها أن هذه النسبة إلى قرّ : محلة بنيسابور.

وليست في معجم البلدان ، وهذه النسبة موجودة في الأنساب للسمعاني ، إلى قرة حي من عبد القيس.

٣٩٢

إسماعيل بن السّري بن بنّون التفليسي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أخبرني عبد الله الدّمشقي قال : أنشدني ابن (١) خالويه لبعضهم :

هجرتك لا قلى منّي ولكن

رأيت بقاء ودّك في الصّدود

كهجر الحائمات الورد لمّا

رأت أنّ المنية في الورود

تفيض نفوسها ظمأ وتخشى

حذارا وهي تنظر من بعيد

تصدّ بوجه ذي البغضاء عنه

وترمقه بألحاظ الورود

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت عبد الله بن محمّد الدّمشقي قال : كنت واقفا على حلقة الشبلي فجعل يبكي ولا يتكلم فقال له رجل : ما هذا البكاء؟ فأنشأ يقول :

إذا عاتبته أو عاتبوه

شكا فعلي وعدد سيّئاتي

فيا من دهره غضب وسخط

أما أحسنت يوما في حياتي؟

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنشدنا عبد الله بن محمّد الدّمشقي لبعضهم :

ربّ دان بقلبه وهو نائي (٢)

ومقيم وقلبه في انصراف

لم يضرنا غبّ التلاقي لأنا

قد طبعنا على الوفاء والتصافي

٣٥٥١ ـ عبد الله بن محمّد

أبو محمّد الخطّابي (٣) النحوي الشاعر (٤)

الغالب على شعره السخف والألفاظ الغريبة فيه.

حكى عن الرقيشي الأنطاكي اللغوي.

حكى عنه أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمّد العجلي.

قرأت في كتاب بعض الدمشقيين أنشدني الوأواء في الخطّابي :

__________________

(١) الأصل : أبو.

(٢) كذا ، بإثبات الياء.

(٣) الأصل : الحطابي ، بالحاء المهملة. والصواب بالخاء المعجمة عن مصادر ترجمته.

(٤) ترجمته وأخباره في بغية الوعاة ٢ / ٥٢ والوافي بالوفيات ١٧ / ٥٢٨ وفيه : عبد الله بن محمد بن حرب بن خطاب الخطابي ، أبو محمد.

٣٩٣

من عذيري من ريب دهر عجاب

لزني أن أخاطب الخطّاب

قد بلاني بكلّ خطب ولكن

مثل ذا الخطب لم يكن في حسابي

عاذلي عاذري إذ لم أخنه

عن خطاب إلّا بترك الخطاب

وهو عين الصواب فليفخر

العاذل أنّي أصبت عين الصواب

فالقوافي أما فكري (١) إذا ما

جلبت في غرائب الأغراب

ومعاني شعري إذا ما رواها

عوّذوها بها من الإعجاب

كتبتها الأسماع مذ سمعتها

في طروس الأفهام والألباب

وعفت أعين الحوادث عنها

مذ علتها تمائم الآداب

٣٥٥٢ ـ عبد الله بن محمّد

أبو القاسم المقدسي الإمام

حدّث بدمشق عن أبي حفص عمر بن يوسف بن سليمان البغدادي المذكر.

روى عنه : أبو أحمد عبد الله بن بكر (٢) بن محمّد بن الحسين الطبراني.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، نا نصر بن إبراهيم ، أخبرني أبو الفرج عبيد الله (٣) بن محمّد بن يوسف النحوي ـ فيما أذن لي في روايته ـ أن أبا أحمد عبد الله بن بكر بن محمّد بن الحسين الطبراني أخبره في إجازته قال : أخبرني أبو القاسم عبد الله بن محمّد المقدسي الإمام بدمشق أنا أبو جعفر عمر بن يوسف بن سليمان البغدادي المذكر المعروف بالباقلاني ، أخبرني أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثني بشر بن آدم قال : سمعت سعيد بن مهدي يقول : سمعت ميمون بن سياه (٤) يقول : سمعت حوشبا (٥) يقول : قال الله عزوجل :

وعزتي وجلالي ، وجودي ومجدي ، ما من عين بكت من مخافتي ، إلّا بدّلتها ضحكا في نور قدسي في جواري حيث يسمع كلامي.

__________________

(١) المطبوعة : بلوى.

(٢) بالأصل : «بكير» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٠٦.

(٣) بالأصل : «عبد الله» خطأ ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في بغية الوعاة ٢ / ١٢٩.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٥٤١.

(٥) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي المختصر ١٤ / ١٣ «حرسيا».

٣٩٤

كذا وجدته بخط الفقيه نصر رحمه‌الله ، وأظنه :

أبا القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله القرشي الإمام بجامع دمشق الذي تقدم ، وتصحف القرشي بالمقدسي ، والله أعلم.

٣٥٥٣ ـ عبد الله بن محمّد

أبو أحمد

حدّث عن أبي الميمون البجلي.

روى عنه : أبو الحسين (١) بن جميع.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا عبد الله بن محمّد أبو أحمد ، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله ، نا أحمد بن محمود الهروي عن شيخ له ـ أظنه : أحمد بن عبد الله النجار ـ عن عبد الرزّاق وعبد الوهّاب ابني همام ، عن عبيد الله (٢) بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قابض على شيئين.

فذكر مثل حديث القدّاح (٣) ، لم يزد على هذا (٤).

٣٥٥٤ ـ عبد الله بن محمّد

أبو محمّد بن الزجّاج الوشاء

حدّث عن أبي بكر الخرائطي.

__________________

(١) بالأصل هنا : أبو الحسن ، خطأ ، وسترد صوابا في الخبر التالي.

(٢) عن المطبوعة وبالأصل : عبد الله.

(٣) هو عبد الله بن ميمون بن داود القداح ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٥٧٥.

(٤) ورد في الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٤ ترجمة عبد الوهاب بن همام الصنعاني أخو عبد الرزّاق :

حدثنا محمد بن حمدون بن خالد ، ثنا محمد بن علي بن سفيان النجار ، ثنا عبد الوهّاب بن همام أخو عبد الرزاق ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم وفي يده كتابان فيه (كذا) تسمية أهل الجنّة وتسمية أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وأسماء قبائلهم.

قال الشيخ : وهذا لا أعلم رواه عن عبيد الله غير عبد الوهّاب بن همام وعبد الله بن ميمون القداح.

٣٩٥

روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان (١).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي ، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد الغسّاني ، نا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الوشّاء ـ يعرف بابن الزجّاج بدمشق ـ إملاء من حفظه ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل الخرائطي ، نا علي بن حرب ، نا دلهم بن يزيد ، نا العوّام بن حوشب ، حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي ، حدّثنا عبد الله بن عمر (٢) ، عن أسيد بن صفوان (٣) ـ وكانت له صحبة برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

لما كان اليوم الذي قبض فيه أبو بكر الصّدّيق ارتجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجاء علي باكيا مسرعا وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة ، حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجا فقال : رحمك الله أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا ، فذكره بطوله.

٣٥٥٥ ـ عبد الله بن المبارك بن واضح

أبو عبد الرّحمن الحنظلي مولاهم المروزي (٤)

من [أئمة](٥) المسلمين.

قدم دمشق ، وسمع من الأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وأبي عبد ربّ (٦) الزاهد ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، وهشام بن الغاز ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وأبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي ، وصفوان بن عمرو ، وعمر بن

__________________

(١) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن المطبوعة.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «عبد الله بن عمير» وكتب محققه بالحاشية أن الصواب هو : عبد الملك بن عمير. وانظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٧٢.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٢٥٦.

(٤) ترجمته وأخباره في : تهذيب الكمال ١٠ / ٤٦٦ وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٤٧ وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٥٣ وحلية الأولياء ٨ / ١٦٢ وطبقات القراء ١ / ٤٤٦ وشذرات الذهب ١ / ٢٩٥ والعبر للذهبي ١ / ٢٨٠ والبداية والنهاية بتحقيقنا (١٠ / ١٩١) الوافي بالوفيات ١٧ / ٤١٩ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣٧٨ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٨١ ـ ٢٠٠ ص ٢٢٠) وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) زيادة عن المختصر والمطبوعة.

(٦) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن تهذيب الكمال ١٠ / ٤٦٩ والمطبوعة.

٣٩٦

محمّد بن زيد العسقلاني ، والحكم (١) بن عبد الله الأيلي ، ويحيى بن أيوب ، وابن (٢) لهيعة ، والليث بن سعد ، وسعيد بن أبي أيوب ، وحرملة بن عمران ، وأبي شجاع سعيد بن يزيد ، والأعمش ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ويونس بن أبي إسحاق ، ومجالد بن سعيد ، وهشام بن عروة ، وزائدة بن قدامة ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن عبيد الله بن موهب ، وأسامة بن زيد الليثي ، وابن (٣) عجلان ، وابن جريح ، ومعمر ، ويونس بن يزيد ، وموسى بن عقبة ، وهشام بن سعد ، ومحمّد بن إسحاق ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ومالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وحمّاد بن زيد ، والمبارك بن فضالة ، وسليمان التيمي ، وحميد الطويل ، وعوف الأعرابي ، وشعبة ، وهشام بن حسّان ، وعاصم بن سليمان الأحول ، وعبد الله بن عون ، وخالد الحذّاء ، وغيرهم.

روى عنه : معمر بن راشد ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وأبو إسحاق الفزاري ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ومحمّد بن شعيب بن شابور (٤) ، والوليد بن مسلم ، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة ، وبقية بن الوليد ، وأبو الأحوص سلّام بن سليم ، وداود بن عبد الرّحمن العطار ، وأبو أحمد محمّد بن عبد الله الزبيري ، ونعيم بن حمّاد ، ومسلم بن إبراهيم الأزدي ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن آدم ، وسعيد بن سليمان سعدويه ، ويعمر (٥) بن بشر ، وأبو الوزير محمّد بن أعين ، وعتّاب بن زياد ، وأحمد بن الحجّاج ، وحبّان (٦) بن موسى ، وسهل بن عثمان العسكري ، وأحمد بن جميل المروزي ، وسويد بن نصر الطوساني ، ومحمّد بن مقاتل المروزي ، ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني (٧) ، وعروة بن مروان الرقّي ، وأحمد بن منيع البغوي ، وعبّاس بن الوليد النرسي ، وعيسى بن سالم الشاشي ، وعفان بن مسلم ، ومحمّد بن سعيد بن الأصبهاني ، ويحيى بن معين ، وعبد الرزّاق بن همّام ،

__________________

(١) بالأصل : الحاكم ، والمثبت عن تهذيب الكمال ، وفيه : الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي.

(٢) الأصل : وأبي ، خطأ ، والصواب عن تهذيب الكمال وسير الأعلام.

(٣) بالأصل وأبي خطأ ، والصواب عن تهذيب الكمال وفيه : ومحمد بن عجلان.

(٤) الأصل : سابور ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

(٥) عن تهذيب الكمال : «ويعمر بن بشر» وبالأصل : نعيم.

(٦) الأصل : «حيان» والمثبت عن سير أعلام النبلاء وتهذيب الكمال.

(٧) الأصل : «الحمامي» تحريف والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٤٦ وسير الأعلام ١٠ / ٥٢٦.

٣٩٧

ويحيى بن سعيد القطّان ، وأبو بكر بن عياش ، ورباح (١) بن زيد ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس ، والحسين بن الحسن المروزي ، وسلمة بن سليمان المروزي ، وعبدة بن سليمان ، ولوين (٢) ، ومحمّد بن آدم المصّيصي ، وأبو صالح محبوب بن موسى الفراء ، والمسيّب بن واضح ، وسعيد بن رحمة (٣) المصّيصي ، والخضر بن شجاع ، وعلي بن حجر ، وفضيل بن عياض ، ومحمّد بن الحسن الفقيه وغيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال :

كان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتى أعرابي فسأله فقال : يا رسول الله متى قيام السّاعة؟ وأقيمت الصّلاة ، فنهض فصلّى ، فلما فرغ من صلاته قال : «أين السّائل» قال : أنا يا رسول الله ، قال : «وما أعددت لها»؟ قال : ما أعددت من كثير صلاة ولا صيام. إلّا أني أحبّ الله ورسوله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المرء مع من أحبّ» قال : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم به [٦٦٩٩].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح ، نا محمّد بن سفيان ، نا سعيد بن رحمة قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من نفس تموت لها عند الله خير ، يسرّها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها ، إلّا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة ، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى» [٦٧٠٠].

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ، نا أبو محمّد (٤) يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنا

__________________

(١) بالأصل : «رياح بن يزيد» والمثبت عن المطبوعة ، وقد ذكره المزي في تهذيب الكمال في أسماء من روى عنه عبد الله.

(٢) بالأصل : «وسفيان» والمثبت يوافق ما جاء في المطبوعة.

(٣) بالأصل : «وسعيد بن أحمد المصيصي» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٤) بالأصل : أبو محمد بن يحيى.

٣٩٨

الحسين بن الحسن المروزي ، أنا ابن المبارك ، نا سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك ـ شك في رفعه ـ قال : «لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام ـ أو قال : ثلاث ليال ـ».

ورفعه صحيح ، وممن رفعه عن سليمان بن طرخان (١) : محمّد بن عبد الله الأنصاري ، ووقع لي عاليا من حديثه.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال : قرئ على أبي إسحاق البرمكي (٢) ، أنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسيّ (٣) البزّاز (٤) ، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجّي البصري ، نا محمّد بن عبد الله الأنصاري ، نا سليمان التيمي ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام ، أو قال : ثلاث ليال» [٦٧٠١].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال : أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، قال : نا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني أبو بشر الوكيل ، وأبو الفتح الضّبّي ، قالا : أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا أحمد بن محمّد بن عصمة الخراساني ، نا أحمد بن بسطام ، نا الفضل بن عبد الجبّار قال : سمعت أبا عثمان حمدون بن أبي الطوسي يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته بيروت ، فقال لي : يا خراساني من هذا (٦) الذي خرج بالكوفة ـ يعني ـ أبا حنيفة ، فرجعت إلى بيتي فأقبلت على كتب أبي حنيفة ، فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل ، وبقيت في ذلك ثلاثة أيام ، فجئته يوم الثالث ، وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم ، والكتاب في يدي ، فقال : أي شيء (٧) هذا الكتاب ، فناولته ، فنظر في مسألة منها وقعت عليها قال النعمان بن ثابت. فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب ، ثم وضع الكتاب في كمّه ، ثم أقام وصلّى ، ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها ، فقال لي : يا خراساني من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت : شيخ لقيته بالعراق ، فقال : هذا نبيل من المشايخ ، اذهب

__________________

(١) بالأصل : «طرخان بن» و «بن» مقحمة حذفناها ، انظر ترجمة سليمان بن طرخان التيمي في تهذيب الكمال ٨ / ٦٨.

(٢) تقرأ بالأصل : الرملي ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) الأصل : «ماشي».

(٤) بالأصل بدون إعجام ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٥٢.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٣ / ٣٣٨ ضمن أخبار النعمان بن ثابت ، أبو حنيفة التيمي.

(٦) تاريخ بغداد : من هذا المبتدع.

(٧) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٣٩٩

فاستكثر منه ، قلت : هذا أبو حنيفة الذي نهيتني (١) عنه.

أخبرنا أبوا (٢) الحسن : بن قبيس ، وابن (٣) سعيد ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا علي بن أحمد الرزاز ، نا أبو علي بن الصّوّاف ، نا بشر بن موسى.

ح فأخبرناه عاليا أنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، قالا : نا أبو حفص الفلّاس عمرو بن علي ، قال : ولد عبد الله بن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أبوا (٥) الحسن ، قالا : نا ـ وأبو النجم ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ، أنا أبو الحسين بن بشران.

قالا : نا عثمان بن أحمد الدقّاق ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله قال : ابن المبارك سنة ثمان عشرة ـ يعني ـ ولد سنة ثمان عشرة.

قرأت (٧) على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٨) : وفيها ـ يعني ـ سنة ثمان عشرة ومائة ولد عبد الله بن المبارك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي (٩) ، عن أبي محمّد التميمي ، نا مكي بن محمّد بن الغمر ،

__________________

(١) تاريخ بغداد : نهيت.

(٢) الأصل : «أبو» خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٣) الأصل : «وأبي» خطأ.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٤.

(٥) الأصل : «أبو» خطأ ، مرّ قريبا.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥٣.

(٧) المطبوعة : قرأنا.

(٨) لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة المطبوع الذي بين يدي (ت. العمري).

(٩) الاسم مكرر بالأصل.

٤٠٠