تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٣٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فلاقوا طعانا وضربا به (١)

تولوا خزايا إلى خازيه

برزت لهم معلما في يدي

حسام ، بشفرته القاضيه

إلى جانب الباب ذاك الذي

يسمى وينسب بالجابية

ففرّ ابن عصمة من خيفتي

وويل له إن أتى ثانية

ولو أدركته خيول لنا

لزلّت به أمّه الهاويه

فأمّا ابن بحد لهم عاصما

فطار سريعا إلى البادية

تركنا ديارهم بلقعا

تبكّي سراتهم الناعيه

إذا ما لقيت يمانية

بدانية الأرض أو قاصيه

فسرّك أنّ يهربوا خيفة

فقل ذا الخزيميّ في الرابيه

فإن لم يطيروا إلى شجرهم

فأم ذويد إذا زانيه

٣٤٩٢ ـ عبد الله بن محمّد بن أبي الرماح

أبو محمّد إمام الصخرة

سمع بدمشق أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (٢) الكندي ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت.

روى عنه : كهمس بن الحسن المصري.

٣٤٩٣ ـ عبد الله بن محمّد بن روزبه الكسروي

أظنه زارنا (٣).

سمع بدمشق أبا الحسين الرازي.

وروى عنه : الخليل بن عبد الله القزويني.

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الرّحمن الحصيري الرازي الفقيه بالري ، أنا أبو زيد الواقد بن (٤) الخليل بن عبد الله الخليلي القزويني بالري ، أنا أبي أبو يعلى ،

__________________

(١) الأصل : «ضرباته قولوا» والمثبت عن المطبوعة.

(٢) الأصل : ريان ، خطأ ، والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

(٣) كذا بالأصل ، صوبت في المطبوعة : «أظنه رازيا».

(٤) بالأصل : «الواقدي الخليل» خطأ ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة الخليل بن عبد الله في سير الأعلام ١٧ / ٦٦٦ وفيها روى عنه : ابنه أبو زيد واقد بن الخليل.

١٨١

نا عبد الله بن محمّد بن روزبه الكسروي ، نا محمّد بن عبد الله بن الجنيد الرازي بن الرستاقي بدمشق ، نا أبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم بن وارة ، نا إسحاق بن الحجّاج الطاحوني ، نبأ عبد الرّحمن بن عبد الله بن سعد الدّشتكي ، وهارون بن المغيرة ، نا عمرو بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد البجلي ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن وقّاص ، وعبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة : حين قال لها أهل الإفك ما قالوا. الحديث.

أخبرناه أعلى من هذا وأتمّ أبو الحسن (١) علي بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، وعقيل بن عبيد الله ، قالا : أنا أبو الحسين الرازي ، نبأ أبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم أخو محمّد بن مسلم بن وارة الرازي ، أنا إسحاق بن الحجّاج الطاحوني ، نا عبد الرّحمن بن عبد الله بن سعد الدّشتكي ، وهارون بن المغيرة ، قالا : نا عمرو بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد البلخي (٢) ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيّب ، وعلقمة بن وقّاص ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ، فبرّأها الله مما قالوا.

قال الزهري : وكلهم حدّثني طائفة من حديثها ، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأشده اقتصاصا ، وقد وعيت عن كلّ رجل منهم الحديث الذي حدّثني عن عائشة ، وبعض حديثهم يصدق بعضا ، قالوا : قالت عائشة :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه.

وذكر حديث الإفك بطوله ، لم يزد على هذا.

٣٤٩٤ ـ عبد الله بن محمّد بن زكريا

أبو القاسم الأزدي المعلّم المعروف بابن أبي النمر

حدّث عن من لم يسم لنا.

__________________

(١) الأصل : «الحسين» والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٢) كذا بالأصل هنا ، وتقدمت في الرواية السابقة : البجلي ، وهو الصواب ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٣٧٠.

١٨٢

كتب عنه أبو الحسين الرازي :

(١) في تسمية من كتب عنه بدمشق : أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن زكريا الأزدي وكان معلّما بدمشق على باب الفراديس ، فكان يعرف بأبي القاسم بن أبي النمر ، مات سنة تسع (٢) وعشرين وثلاثمائة.

٣٤٩٥ ـ عبد الله بن محمّد بن زيد

حدّث عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد.

روى عنه : علي بن جعفر بن محمّد الرازي.

قرأت على أبي المكارم بن أبي طاهر الأزدي ، عن نصر بن إبراهيم ، أنا عبيد الله بن محمّد بن يوسف النحوي ، أنا عيسى بن عبيد الله الموصلي ، أخبرني أبو الحسن علي بن جعفر بن محمّد الرازي ، نا عبد الله بن محمّد بن زيد ـ بدمشق ـ نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد ، حدّثني أبي ، نا جعفر بن سليمان فذكر حديثا.

كذا في الأصل ، وأظنه عبد الله بن أحمد بن زبر القاضي (٣) ، فإنه يروي عن أبي سعيد الحارثي (٤) والله أعلم.

٣٤٩٦ ـ عبد الله بن محمّد بن زياد بن واصل بن ميمون

أبو بكر النيسابوري الفقيه الحافظ الشافعي (٥)

مولى [آل](٦) عثمان بن عفّان.

سمع العباس بن الوليد (٧) بن مزيد ، وأحمد بن محمّد بن أبي الخناجر بأطرابلس ، وأبا

__________________

(١) قبلها في المطبوعة : قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي.

(٢) في المطبوعة : سبع.

(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا «تاريخ دمشق» راجع من اسمه أحمد في أسماء آباء العبادلة.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ١٣٨.

(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ١٢٠ وصفة الصفوة ٤ / ٩٩ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٨١٩ والعبر للذهبي ٢ / ٢٠١ طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣١٠ البداية والنهاية (بتحقيقنا ـ ١١ / ٢١١) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٢١ ـ ٣٤٠ ص ١٥١) سير الأعلام ١٥ / ٦٥ الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٨٠ شذرات الذهب ٢ / ٣٠٢.

(٦) سقطت من الأصل وزيادتها لازمة عن تاريخ الإسلام ، وفي البداية والنهاية (بتحقيقنا ١١ / ٢١١ : مولى أبان بن عثمان).

(٧) الأصل : «الخليد» والصواب عن سير الأعلام وتاريخ الإسلام.

١٨٣

بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث الدمشقي ، وأبا حميد عبد الله بن محمّد بن تميم ، وحاجب بن سليمان البلخي ، وإسماعيل بن حصن الجبيلي (١) ، وأحمد بن الفضل سالم ، ويوسف بن سعيد بن مسلم ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن وهب ، والربيع بن سليمان ، ووفاء بن سهل ، وبحر بن نصر ، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود ، ومحمّد بن عزيز ، ويزيد بن سنان ، وإسحاق بن الحسين (٢) الطحاوي ، ونصّار بن حرب ، وأبا الأزهر ، ومحمّد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأحمد بن منصور ، زاج ، وفضل بن إبراهيم ، وعبد الرّحمن بن بشر بن الحكم ، وأحمد بن حفص بن عبد الله ، وأبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن الحسن (٣) بن أبي عيسى ، وأحمد بن يوسف السلمي ، والحسن (٤) بن محمّد بن الصباح.

كتب عنه موسى بن هارون الحمّال ، وهو أكبر منه.

روى عنه : أبو العباس بن سعيد ، وحمزة بن محمّد الكناني ، وأبو علي الحسين بن علي الشافعي ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي ، وإبراهيم بن محمّد بن حمزة الأصبهاني ، وأبو طاهر المخلّص ، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عزّ الدين خرّشيد قوله ، ودعلج بن أحمد ، وأبو عمر بن حيّوية ، ومحمّد بن المظفّر ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو حفص بن شاهين ، وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتّاني ، ويوسف بن مسرور القوّاس.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو المظفر الكوسج ، وأبو منصور بن شكرويه ، وإبراهيم بن محمّد الطيّان ، وأبو بكر محمّد ، وأبو القاسم علي ابنا أحمد بن محمّد السمسار حضورا ، قالوا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرّشيد قولة ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النيسابوري ، أخبرني العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، نا الأوزاعي قال : سمعت أبا كثير يقول : سمعت أبا هريرة يقول :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يستام الرجل على سوم أخيه حتى يشتري ، أو يترك ، ولا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يردّ ، ولا تسأل المرأة طلاق أخيها لتستفرغ صحبتها (٥) ، فإنّ

__________________

(١) في المطبوعة : الحنبلي.

(٢) المطبوعة : الحسن.

(٣) عن المطبوعة وبالأصل : الحسين.

(٤) عن المطبوعة وبالأصل : الحسين.

(٥) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور ١٣ / ٢٧٣ والمطبوعة : صحفتها.

١٨٤

المسلمة أخت المسلمة» [٦٦٥٠].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا عبد الرّحمن بن بشر ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن ابن (١) عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفّين ، وليقطعهما أسفل من الكعبين» [٦٦٥١].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، أنا أبو بكر النيسابوري عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا الحجّاج بن سليمان الرعيني قال : قلت لابن لهيعة : أسمع بعض عجائزنا تقول : الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة ، فقال : حدّثني محمّد بن المنكدر ، عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة» [٦٦٥٢].

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ، لم يروه عنه غير ابن لهيعة ، تفرّد به حجّاج عنه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : (٢) عبد الله بن محمّد بن زياد بن واصل الفقيه النيسابوري أبو بكر الشافعي ، سكن بغداد ، وكان إمام الشافعيين في عصره بالعراق ، من أحفظ الناس للفقهاء (٣) واختلاف الصحابة ، سمع بنيسابور ، وسمع بالعراق ، وسمع بمصر ، وبالجزيرة ، وبالشام ، وبالحجاز ، وذكر بعض شيوخه ثم قال : روى عنه أبو العبّاس بن عقدة ، وأبو علي النيسابوري ، وإبراهيم بن حمزة الأصبهاني ، وحمزة الكناني ، وهم حفّاظ الأرض في وقتهم.

أخبرنا أبو الحسن (٤) علي بن أحمد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا : قال (٥) : أنا أبو بكر الخطيب (٦) : عبد الله بن محمّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر الفقيه ، مولى أبان بن عثمان بن عفّان ، من أهل نيسابور ، رحل في العلم إلى العراق ، والشام ، ومصر ،

__________________

(١) بالأصل : أبي ، والمثبت عن المختصر.

(٢) بالأصل : «أبو عبد الله» حذفنا «أبو» مقحمة.

(٣) في المختصر ١٣ / ٢٧٣ للفقه.

(٤) الأصل : أبو الحسين ، خطأ ، والصواب «الحسن» والسند معروف.

(٥) كذا.

(٦) تاريخ بغداد ١٠ / ١٢٠.

١٨٥

وسكن [بعد ذلك](١) بغداد ، وحدّث بها عن محمّد بن يحيى الذهلي ، وأحمد بن يوسف السلمي ، وأحمد بن الأزهر ، وأحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري (٢) ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ، ومحمّد بن الحسين بن إشكاب ، والحسن بن محمّد الزعفراني ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبّاس بن محمّد الدوري ، ومحمّد بن إسحاق الصّغاني ، ويونس بن عبد الأعلى ، وأبي عبيد الله أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب ، وأبي ثور عمرو بن سعد ، وأبي إبراهيم المزني ، وبحر بن نصر المصريين ، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي ، والعباس بن الوليد البيروتي (٣) ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأبي أميّة الطرسوسي ، وأمثال هؤلاء ممن يطول ذكره ، روى عنه دعلج بن أحمد ، وأبو عمر بن حيّوية ، ومحمّد بن المظفّر ، والدارقطني ، وابن شاهين ، وعمر بن إبراهيم الكتاني (٤) ، ويوسف القوّاس ، وأبو طاهر المخلّص ، وغيرهم ، وكان حافظا متقنا ، عالما بالفقه والحديث ، موثقا في روايته.

قالا : وقال أبو بكر بن الخطيب : قال أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه : قال الدار قطني : قال أبو بكر : كتب عني موسى بن هارون منذ أربعين سنة.

قال الخطيب : وأنبأ البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول : ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري.

أنبأنا مساواة أبو المظفّر (٥) بن القشيري وغيره ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : وسألته يعني الدار قطني عن أبي بكر النيسابوري فقال : لم ير (٦) مثله في مشايخنا لم ير (٧) أحفظ منه للأسانيد والفنون ، وكان أفقه المشايخ ، جالس المزني ، والربيع ، وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون ، ولما قعد للحديث قالوا : حدّث ، قال : بل سلوا ، فسئل عن أحاديث ، فأجاب فيها وأملاها ثم بعد ذلك ابتدأ فحدّث.

أخبرنا أبو النجم بدر (٨) بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٩) ، قال : ذكر أبو

__________________

(١) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٢) تاريخ بغداد : النيسابوريين.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وقد مرّ أول الترجمة.

(٥) بالأصل : «أبو بكر المظفر» خطأ ، حذفنا «بكر» واسمه عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن ، والسند معروف.

(٦) كذا بالأصل في الموضعين ، وفي المختصر والمطبوعة : لم نر.

(٧) كذا بالأصل في الموضعين ، وفي المختصر والمطبوعة : لم نر.

(٨) بالأصل : أبو النجم ، نازين بن عبد الله ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٩) تاريخ بغداد ١٠ / ١٢١ وفيه : لم نر.

١٨٦

عبد الرّحمن السلمي أنه سأل الدار قطني فذكر نحوه إلا أنه قال : يحدّث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال : نبأ وأبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (١) ، حدّثني محمّد بن علي الصّوري مذاكرة ، قال : قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ : سمعت الدار قطني يقول : كنا ببغداد يوما جلوسا في مجلس اجتمع فيه جماعة من الحفّاظ يتذاكرون ، وذكر الدارقطني أبا طالب الحافظ ، وأبا بكر الجعابي وغيرهما ، فجاء رجل من الفقهاء فسأل الجماعة من روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «جعلت لي الأرض مسجدا ، أو جعلت تربتها لنا طهورا» [٦٦٥٣] فقالت الجماعة : روى هذا الحديث فلان وفلان ، وسمّوهم ، فقال السائل : أريد هذه اللفظة : «وجعلت تربتها لنا طهورا» ، فلم يكن عند واحد منهم جواب ، ثم قالوا : ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري ، فقاموا بأجمعهم إلى أبي بكر ، فسألوه عن هذه اللفظة فقال : نعم ، حدّثنا فلان عن فلان ، وساق في الوقت من حفظه الحديث ، واللفظة فيه.

قال الخطيب : وهذا الحديث على هذا اللفظ يرويه أبو عوانة ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش (٢) ، عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تفرّد به أبو عوانة.

وأخرجه مسلم بن الحجّاج في صحيحه (٣).

قال : وأنبأنا أبو سعد الماليني ، نا يوسف بن عمر بن مسرور ، قال : سمعت أبا بكر النيسابوري يقول : تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ، ويتقوّت كلّ يوم بخمس حبّات ، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الأخيرة؟ ثم قال : أنا هو ، وهذا كله قبل أن أعرف (٤) أم عبد الرّحمن أيش (٥) لمن زوّجني ، ثم قال في أثر هذا : ما أراد إلّا خيرا (٦).

أخبرنا أبو الحسن (٧) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما ، أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن الخلّال ، قال : سمعت الشيخ أبا القاسم الصيدلاني يقول : توفي أبو بكر النيسابوري في أول سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ١٢١ ـ ١٢٢.

(٢) بالأصل : «حراس».

(٣) صحيح مسلم (٥) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، رقم ٥٢٢.

(٤) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل : يعرف.

(٥) مكانها بالأصل : «أنس أبو محمد البغدادي الفقيه النخعي الواعظ سمع الحديث ببغداد» صوبنا العبارة ، حذفنا وزدنا عن تاريخ بغداد.

(٦) تاريخ بغداد : ما أريد إلّا الخير.

(٧) الأصل : أبو الحسين ، والمثبت يوافق مشيخة ابن عساكر ص ١٦٨ / ب.

١٨٧

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار ، نا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي.

ح ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل الكوفي ، قال : قال أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، مات أبو بكر النيسابوري سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، قال : نا ـ وأبو النجم السّيحي ، قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.

ح (٢) قال : ونا عبيد الله بن عمر الواعظ ، عن أبيه.

ح (٣) قال : وأنا السمسار ، أنا الصفّار ، نا ابن قانع قالوا جميعا : إنّ أبا بكر النيسابوري مات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

قال عمر : ودفن في باب الكوفة.

٣٤٩٧ ـ عبد الله بن محمّد بن سعد الله

أبو محمّد البغدادي الفقيه الحنفي الواعظ

سمع الحديث ببغداد (٤).

وسمع من عمي وأكثر ملازمة والدي ، وسمع منه الكثير.

وقال لنا (٥) والدي رحمه‌الله : ما رأيت من الحنفية من يطلب الحديث إلّا ثلاثة (٦) : شيخنا أبا عبد الله البلخي ، ورفيقنا أبا علي بن العزيز (٧) الدمشقي ، وصاحبنا الفقيه أبا محمّد البغدادي.

وتفقه ببلده ، ودرس بمسجد أسد الدين الذي قبلة الميدان ، وله أثر صالح في التحريض على قصد البلاد المصرية ، واستنقاذها ممن كانت في يده ، وهو شديد التعصب (٨) ،

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ١٢٢.

(٢) «ح» ليس في تاريخ بغداد.

(٣) «ح» ليس في تاريخ بغداد.

(٤) زيد في المطبوعة : من جماعة.

(٥) بالأصل : «أنا» والمثبت عن المطبوعة.

(٦) الأصل : «يكن» ولا معنى لها هنا ، والمثبت عن المطبوعة.

(٧) في المطبوعة : «الوزير» وهو أظهر ، انظر ترجمته «حسن بن مسعود أبو علي بن الوزير» في سير الأعلام ٢٠ / ١٧٧.

(٨) المطبوعة : التعصب للسنة.

١٨٨

فقيه (١) ، مبالغ عداوة الرافضية (٢) ، حسن الأخلاق ، وتولى التدريس بالقاهرة في مدرسة الحنفية مدة إلى أن مات بمصر في أربع مائة (٣).

٣٤٩٨ ـ عبد الله بن محمّد بن سعيد بن سنان

أبو محمّد الحلبي الشاعر المعروف بالخفاجي (٤)

سمع بدمشق : أبا بكر الخطيب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وإسماعيل بن علي (٥) بن زربي ، وبالمعرّة : أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان ، وبميافارقين : أبا الحسين بن المطيب (٦) ، وأبا المكارم الأبهري ، وبحلب : أبا نصر المنادي (٧) سنة سبع وثلاثين وأربع مائة ، وأبو الحسين (٨) علي بن محمّد الميمدي الكاتب ، وأبا العلاء صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب الحلبي ، وأبا القاسم سلمة بن علي بن سلمة ، وأبا الفتح أحمد بن علي المدائني.

كتب [إليّ] أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الأسدي الحلبي الخطيب ، أنشدني والدي أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن هاشم ، وقرأت عليه قال : أنشدنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سعيد بن سنان الحلبي المعروف بالخفاجي لنفسه :

خليلي بثّا ما أملّت عليكما

دموعي فإني ما أريد الهوى سرّا

أصابكما برح الغرام لعلّه

يمهّد لي ما بين قلبيكما عذرا

سقى الله أياما من الدهر لم تشب

بهم كأنّا ما عرفنا بها الدهرا

ومائلة الأعطاف من نشوة الصبا

سقتني الهوى صرفا وريحها سكرا

رمت عينها عينها عيني وراحت سليمة

فمن حاكم بين الكحيلة والعبرى

فيا طرف قد حذرتك (٩) النظرة التي

خلست فما راقبت نهيا ولا زجرا

ويا قلب قد أرداك من قبل مرة

فويحك لم طاوعته مرّة أخرى

__________________

(١) ليست في المطبوعة.

(٢) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : مبالغ في عداوة الرافضة.

(٣) «في أربع مائة» ليست في المطبوعة.

(٤) ترجمته وأخباره في الوافي بالوفيات ١٧ / ٥٠٣ وفوات الوفيات ٢ / ٢٢٠ والنجوم الزاهرة ٥ / ٩٦.

(٥) مكانها بياض في المطبوعة.

(٦) المطبوعة : أبا الحسن بن الطيب.

(٧) المطبوعة : «المنازي» وفي الوافي : «المنازي».

(٨) المطبوعة : أبو الحسن.

(٩) عن المختصر ١٣ / ٢٧٤ وبالأصل : حدثتك.

١٨٩

قرأت بخط أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن سنان ، كتبت إلى الأمير الأجل شرف أمراء العرب أبي سلامة محمود بن نصر بن صالح على طريق الهزل والدعابة مما لم أثبته فيما دوّنته (١) من الشعر وكان سافر إلى الشام وتخلفت عنه :

قد قنعنا من وصلكم بالخيال

ورضينا من وعدكم بالمطال

وصبرنا على ملالكم الزا

ئد عن كلّ مذهب في الملال

ورأينا دياركم فلقينا

كلّ رسم بال بجسم بال

دارسات وناحلين فما يفرق

بين العشّاق والأطلال

أيّها العاذلون لوموا فما أغ

فل من نام عن طوال الليالي

خبرونا عن الكرى واسمعوا منا

حديث الغرام والبلبال

ما لأيامنا تمرّ ثقالا

بليال سود الدّياجي طوال

ولحكم الصّبى يجور على كلّ

نحيف يطبعه كالخلال

أكذا تفعل الصّبابة أم

عاد علينا الصيام في شوّال

أم رمانا ببعده ناصر المل

ك ببيض الظّبا وسمر العوالي

ففراق الكرام يصنع في

الأجسام ما يصنعون (٢) في الأموال

حفظ الله معشرا ضيعوا العه

د وحالوا في سائر الأحوال

قيل لي : لم قعدت عنهم وهل يح

سن أن يترك العبيد الموالي

قلت : لا تعجلوا عليّ فلو سر

ت لكانت نهاية الاختلال

أيّ شيء إليّ من أمرهم

حتى يكون ارتحالهم بارتحالي

أتريدون أن يقول لي البتي

ما قاله لنجم المعالي

حاشى (٣) لله ليس فسد له (٤) الأتباع

من صنعتي ولا أعمالي

رأس مالك (٥) ترك الفضول وما

أخسر من أجل حبّهم رأس مالي

ومن السّخف والرّقاعة تطفي

لي بنفسي عليهم في القتال

ومسيري أدبّ في ظهر عجفا

ء تبارى أعضاؤها في الهزال

__________________

(١) الأصل : مما لم أنتبه فيما رويته.

(٢) الأصل : «يضبع ... يضيعون» والمثبت عن المختصر.

(٣) الأصل : حاش الله.

(٤) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : فشكتة. (٥) المطبوعة : رأس مالي.

١٩٠

عاطلا من جميع ما يصحب النا

س ويا ربّ ، عاطلا وهو حالي

ليس غير المقام أستر بالجد

ران ما تعلمون من إقلالي

وأرجّي عيشي بكاذب آمالي

فيهم ؛ أفّيه من آمالي

ولعمري لو أنصفوني لما قصرت

عن نفعهم على كلّ حال

قد رأوا يمن طائري حين

أقبلت عليهم بالبصر والإقبال

كان جدّي مثل اسم (١) جدي فهلا

تركوني برسم زجر الفال

أحمد الله ليس ذنبي سوى الرخ

ص فإنّ النّفاق في كل غال

يا خليليّ ذكروني (٢) فما أحب

أنيّ خطرت منهم ببال

وأنشدا دارس العهود كما ينشد

رسم من الرسوم الخوالي

ثم قولا عني لمولاي إن صا

دفتما منه سامعا للمقال

يا أجلّ الملوك عمّا وخالا

عند ذكر الأعمام والأخوال

ومثير الحرب العوان من المهدي (٣)

إلى يوم وقعة الدّجّال

والذي لم يزل لجود يديه

مزنة تستهل قبل السؤالي

ليت شعري بأي فنّ أدار

يك فقد قلّ في رضاك احتيالي

ليس يجدي جدي ولا ينفع الهز

ل سوى أن أعدّ في الجهّال

ثقل الناس في الطلاب وخفف

ت بجهدي عليك من أثقالي

وأراني في كلّ يوم إلى خل

ف كأني خرجت في الحبّال

ما لمخلاتي (٤) الصغيرة لا تد

خل معكم في جملة الأعدال؟

أتراني أرضى بهذا وفي الدنيا

ظهور العلا وأيدي الجمال

لا ونعماك ما مقامي على

التقصير إلّا من الحديث المحال

فافتحموا دوني الطريق وردوا

لي إلى عسقلان بدر الجمالي

ودعوني أصيح عند ابن حمدان

صياحا بشقّ حلق السلالي

إنّ مثلي فيكم لكبير (٥) وما أنفق

إلّا مع قلة الأمثال

__________________

(١) كتبت اللفظة بين السطرين بالأصل. (٢) في المطبوعة : ذاكرني.

(٣) بالأصل : المهد ، والمثبت عن المختصر ١٣ / ٢٧٥.

(٤) الأصل : «ما لمحلابي الصغيرة لا يدخل» صوبنا الصدر عن المطبوعة.

(٥) كذا ، وفي المطبوعة : كثير.

١٩١

ما اتّفقنا إلّا على صحبة الدهر

ولكن بدا لكم وبدا لي

وقرأت بخطه أيضا :

كتبت إلى الأمير الأجلّ أبي سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس عند انصراف ملك الروم عن عزاز (١) في صفر سنة إحدى وستين وأربع مائة :

إذا عزّت صفاتك أن تراما

قضينا في الحديث بها ذماما

وما قصرت يد دون الثّريا

فخافت عند عارفها ملاما

لك النّسب (٢) الذي من سار فيه

فما يخشى الطلال (٣) ولا الظلاما

إذا طلعت بدور بني حميد

فحقّ الكواكب أن يضاما

أما وقبورهم فلقد أجنت

عظاما في ضرائحها عظاما

لقد أبقيت مجدهم وماتوا

فكانوا لا حياة ولا حماما

وربّ منازع لك في المعالي

سهرت على الطلاب لها وناما

يحدّث عن لقائك بالأماني

فقال العارفون به سلاما

ويجتاز بأرضك حذّرته

سيوفك أن يريد بها مقاما

أذل يجمعه وكفاك جدّ

تفلّ سعوده الجيش اللهاما

ضربناه بذكرك وهو لفظ

فكان القلب واليد والحساما

عجبت لقصده المولى بعزم

يقصر أن ينال به الغلاما

حلفت بها خماصا كالحنايا

وإن كانت لسرعتها سهاما

تخبّ بمحرمين تسنّموها

وأمّوا فوقها البلد الحراما

ليوم فيه دولتك اطمأنّت

قواعدها حقيق أن يصاما

أبيت اللعن (٤) إن كثرت شجوني

فإني قد وجدت لها مساما

وإن بلغت إليك بي الليالي

فقد زجّيتها عاما فعاما

شكرت جميل ذكرك وهو عندي

تمام الجود إنّ له تماما

وأغناني عطاؤك عن أناس

حسبتهم ـ ولا بلغوا ـ كراما

__________________

(١) عزاز بفتح أوله وتكرير الزاي ، بليدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب بينهما يوم. (معجم البلدان).

(٢) عن المطبوعة ، وبالأصل : السبت.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : الضلال.

(٤) بالأصل : اللعين.

١٩٢

بقيت (١) إلى نوالهم رجاء

يعلم كيف تنتجع الجهاما (٢)

فإن أكدى لئيم الظن فيهم

فإنّي قد عرفت به اللماما (٣)

وما لي والبخيل وقد كفتني

مواهبك التي كفت الأناما

إذا ضنّ السراب على نداه

فقد نالت يد الصادي الغماما

وكيف يضيع جودك في كريم

أعدّ لشكره (٤) هذا الكلاما

قصائد إن ترنّح سامعوها

فإنّي قد أبحت بها المداما

تزور صبابة وأحنّ شوقا

كلانا يدّعي فيك الغراما

إذا زفّت إليك علمت أنيّ

ملكت لكلّ جامحة زماما

ولو لا أنها وجدتك (٥) كفوا

لكانت في الصدور من الأياما

ولو أمّت سواك لفتّ فيها

أراد الله تقبل (٦) في السّلاما

بلغني أن أبا محمّد الشاعر توفي في سنة ست وستين وأربع مائة في قلعة عزاز ، وحمل لى حلب وصلى عليه الأمير محمود بن صالح.

٣٤٩٩ ـ عبد الله بن محمّد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث

أبو محمّد المقدسي الفريابي (٧)

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، وعبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان ، وعباس بن لوليد الخلّال ، وأبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد الله الدمشقي ، ومحمّد بن الوزير السّلمي ، ودحيما.

وسمع منه بيت المقدس وبغيرها : المسيّب بن واضح ، ومحمّد بن مصفّى (٨) ، ومحمّد بن ميمون الخياط ، والحسين بن الحسن المروزي ، وبكر بن عبد الوهّاب ، وعلي بن شبيب ، وحرملة بن يحيى [وكثير](٩) بن عبيد ، وعمرو بن عثمان ، ومحمّد بن رمح ،

__________________

(١) كذا ، وفي المطبوعة : بعثت.

(٢) الجهام : بفتح الجيم ، السحاب الذي لا ماء فيه.

(٣) المطبوعة : اللئاما.

(٤) الأصل : لشكر ، والمثبت عن المطبوعة.

(٥) عن المطبوعة ، وبالأصل : وجدك.

(٦) عن المطبوعة وبالأصل : تقيل ، والسلامي : ريح الجنوب.

(٧) ترجمته وأخباره في الأنساب (الفريابي) وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٣٠٦.

(٨) المطبوعة : مصطفى ، خطأ.

(٩) سقطت من الأصل ، انظر سير الأعلام والمطبوعة.

١٩٣

وعبد الجبّار بن العلاء ، وأحمد بن محمّد بن عمر بن يونس ، وعبد الواحد بن يحيى بن خالد الهاشمي بمصر ، وأحمد بن عبد الرّحمن (١).

روى عنه : أبو بكر وأبو زرعة ابنا أبي دجانة ، وأبو بكر بن المقرئ ـ وأثنى (٢) عليه ـ والحسن (٣) بن منير ـ وهو نسبه ـ وأبو إسحاق بن سنان ، وأبو يعلى عبد الله بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة ، والحسن (٤) بن رشيق ، وأبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى (٥) ، وأبو حاتم محمّد بن حبّان البستي ، وأبو عمر بن فضالة ، وأبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح (٦) النسوي الحافظ ، وأبو عمرو محمّد بن أحمد بن إسحاق الصغير النيسابوري ، وعلي بن أحمد الصوري ، ويوسف بن القاسم الميانجي ، وأبو بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري ، وأبو سليمان محمّد بن الحسين (٧) بن علي بن إبراهيم الحرّاني ، وأبو أحمد بن عدي ، وعبد الله بن إبراهيم الآبندوني.

وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر المقرئ ، نا ابن سلم ، نا هشام بن عمّار ، نا مالك عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفرد الحج [٦٦٥٤].

قال : وأنا ابن (٨) المقرئ ، نا الفريابي عبد الله بن محمّد بن سلم ببيت المقدس ، الشيخ الصالح ، وأبو عروبة الحرّاني قالا : نا المسيّب بن واضح ، نا عبد الله بن نافع عن ابن جريح عن نافع عن ابن عمر ، قال :

عمم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرّحمن بن عوف بعمامة سوداء كرابيس (٩) ، وأرخاها من خلفه قدر أربع أصابع ، وقال : «هكذا فاعتم فإنه أعرف له وأجمل» [٦٦٥٥] ، وقال : «اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تمثّلوا ، ولا تغدروا هذا عهد الله وسنة نبيّكم فيكم» [٦٦٥٦].

هذا لفظ ابن سلّم.

__________________

(١) زيد في المطبوعة : ابن وهب.

(٢) بالأصل : وأنبا.

(٣) بالأصل : «والحسين» والمثبت يوافق المطبوعة. وانظر سير الأعلام ١٤ / ٣٠٦.

(٤) بالأصل : «والحسين» والمثبت يوافق المطبوعة. وانظر سير الأعلام ١٤ / ٣٠٦.

(٥) في المطبوعة : بن يونس.

(٦) بالأصل : رمح ، خطأ (ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ١٦٩).

(٧) المطبوعة : الحسن؟.

(٨) بالأصل : أبو.

(٩) كرابيس : جمع كرباس ، بالكسر ، ثوب من القطن الأبيض ، معرب ، فارسيته بالفتح (القاموس المحيط).

١٩٤

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) قال : سمعت عبد الله بن محمّد بن سلم المقدسي يقول :

قدمت مصر فبدأت بحرملة فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث ، ويونس بن يزيد والفوائد ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح ، فلم يحدّثني ، فحملت كتاب يونس بن يزيد الذي كتبته عن حرملة فحرّقته (٢) بين يديه لأرضيه ، وليتني لم أحرق (٣) فلم يرد (٤) ولم يحدّثني (٥).

٣٥٠٠ ـ عبد الله بن محمّد بن سليمان

حكى عن أحمد بن أبي الحواري ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، ومحمّد بن قطن ، والقاسم بن عثمان الجوعي.

حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه الأصبهاني.

[أنبأنا أبو العسّاف محمد بن الحسن بن محمد العلوي الأصبهاني](٦) أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار ، نا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم ، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن (٧) بن نصر بن عثمان ، نا عبد الله بن محمّد بن سليمان الدمشقي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت عبد العزيز بن عمير يقول بين يدي أبي سليمان فغشي عليه : بأبي الذين أطاعوك ، وأرضوك ، ويرضوك ، وكانوا لك خدما أيام الدنيا.

٣٥٠١ ـ عبد الله بن محمّد بن سيّار

أبو محمّد الفرهياني ـ ويقال : الفرهاذاني (٨)

سمع بدمشق هشام بن عمّار ، وأبا عثمان القاسم بن عبد الملك ، ودحيما ، وبمصر :

__________________

(١) الخبر في الكامل لابن عدي ١ / ١٨٣ ضمن أخبار أحمد بن صالح المصري ، وباختلاف في ترجمة حرملة بن يحيى ٢ / ٤٥٨.

(٢) كذا بالأصل وابن عدي (ترجمة حرملة) ، وفي ابن عدي (ترجمة أحمد بن صالح) : فخرقته.

(٣) ابن عدي ـ الموضع الأول : لم أحرقه ، وفي الموضع الثاني : أخرقه.

(٤) ابن عدي : «لم يرض» وسقطت منه في الموضع الأول.

(٥) مات سنة نيف عشرة وثلاثمائة (سير الأعلام ١٤ / ٣٠٦).

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة. وهو يوافق مشيخة ابن عساكر ص ١٨٢ / ب.

(٧) الأصل : «الحسين» والمثبت عن المشيخة ١٨٣ / أ.

(٨) الأصل : الفرهاداني ، والمثبت عن اللباب وهذه النسبة إلى فرهاذان ، بالذال المعجمة ، وفي معجم البلدان قال ياقوت : أظنها من قرى نسا بخراسان. ذكره ياقوت وترجم له ، واللباب ٢ / ٤٢٧.

١٩٥

عبد الملك بن شعيب بن الليث ، وجعفر بن مسافر التّنّيسي ، وعبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، وحرملة بن يحيى ، وبخراسان : أبا رجاء قتيبة بن سعيد ، ومحمّد بن الوزير الواسطي ، وسويد بن نصر المروزي.

روى عنه : أبو عمرو بن حمدان ، وبشر بن أحمد الإسفرايني ، وأبو بكر الإسماعيلي ، ومحمّد بن الحسن (١) النقاش.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا عبد الله بن محمّد بن سيّار (٢) الفرهاذاني ـ زاد أبو محمّد : الشيخ الصالح ـ نا عبّاس بن عبد العظيم ، نبأ الأحوص بن جوّاب ، نا عمّار بن زريق ، عن ابن أبي ليلى ، عن إسماعيل بن أميّة ، عن محمّد بن مسلم ، عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لبّيك بعمرة وحجّة معا» [٦٦٥٧].

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي ، أنا أبو عثمان ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا عبد الله بن محمّد بن سيّار الفرهاذاني (٣) ، نا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، أنا عبد الله بن وهب ، حدّثني الليث بن سعد ، عن عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر ، عن ابن شهاب ، عن فضالة بن محمّد الأنصاري أنه أخبره من لا يتهمه من قومه : أن كعب بن عجرة الأنصاري أصابه أذى في رأسه ، فحلق قبل أن يبلغ الهدي محلّه ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصيام ثلاثة أيام.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (٤) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السّرّاج ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن سيّار الفرهاذاني ـ زاد الشّحّامي : النسوي ، وقالا : بنسا ـ قالا : نا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف أبو رجاء البغلاني (٥) ، نا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان لا يدّخر شيئا لغد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد

__________________

(١) عن معجم البلدان ، وبالأصل : الحسين.

(٢) بالأصل هنا : يسار.

(٣) الأصل : «الفرهاداني» والصواب ما أثبت وقد تقدم.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، والصواب ما أثبت ، مرّ التعريف به.

(٥) بفتح الباء وسكون الغين المعجمة ، نسبة إلى بغلان وهي بلدة بنواحي بلخ (الأنساب).

١٩٦

المقرئ ، أنا الحسن (١) بن محمّد بن إسحاق ، نا الفرهاذاني (٢) عبد الله بن محمّد ، نا هشام بن عمّار ، نا الوليد بن مسلم ، نا ابن عجلان ، نا سعيد المقبري (٣) ، عن أبي هريرة قال : [استطال](٤) الشيطان رحل على أبي بكر ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس وأبو بكر ساكت، الحديث.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو القاسم ، [أنا أبو القاسم](٥) أنا أحمد بن عدي (٦) قال : عبد الله بن محمّد بن سيّار (٧) الفرهاذاني رفيق أبي عبد الرّحمن كان من الأقيال (٨) وكان له بصر بالرجال ، سألته أن يملي عليّ عن حرملة بن يحيى شيئا فقال لي : يا بني ، وما تصنع بحرملة؟ إنّ حرملة ضعيف ، ثم أملى علي عن حرملة ثلاثة (٩) أحاديث ولم يزدني عليه.

٣٥٠٢ ـ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عاصم بن سليمان

ابن ثابت بن أبي الأقلح ، واسم أبي الأقلح : قيس بن عصمة (١٠) بن النعمان

ـ ويقال : مالك ـ بن أمة (١١) بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف

[ابن عمرو بن عوف](١٢) بن مالك بن الأوس

أبو محمّد ـ ويقال : أبو عاصم ، ويقال : أبو عثمان ـ الأنصاري

الشاعر المعروف بالأحوص (١٣)

وأمه أسلة بنت عمر بن محسي (١٤).

وكان أصفر (١٥) أحوص العينين.

__________________

(١) الأصل : الحسين ، خطأ والصواب ما أثبت (ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٣٥).

(٢) الأصل : «الفرهاداني» والصواب ما أثبت وقد تقدم.

(٣) الأصل : «المقرئ» والصواب ما أثبت ، وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري ، أبو سعد المدني ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٢١٠.

(٤) زيادة عن المطبوعة.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وإضافته لازمة قياسا إلى سند مماثل.

(٦) الخبر فى الكامل لابن عدي ٢ / ٤٥٨ ضمن أخبار حرملة بن يحيى ، باختلاف.

(٧) ابن عدي : إبراهيم.(٨) المطبوعة : الأثبات.

(٩) عن ابن عدي وبالأصل : بكتبه.

(١٠) الأغاني : عصيمة.(١١) الأغاني : أمية.(١٢) الزيادة عن الأغاني.

(١٣) أخباره في الأغاني ٤ / ٢٤٤ الشعر والشعراء ص ٣٢٩ جمهرة ابن حزم ص ٣٣٣ سير الأعلام ٤ / ٥٩٣ الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٣٦ فوات الوفيات ٢ / ٢١٧ خزانة الأدب ٢ / ١٦.

لقب بالأحوص لحوص كان في عينيه.

(١٤) في الأغاني ٤ / ٢٣٢ : أثيلة بنت عمير بن مخشي.

(١٥) الأغاني : أحمر.

١٩٧

ذكر جميع ذلك الزبير بن بكار ، والحوص أن يكون في مؤخر العين ضيق.

وهو من أهل المدينة.

قدم على الوليد ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنبأ علي بن عبد العزيز الطاهري ، قال : قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، نا محمّد بن سلام الجمحي (١) قال : الطبقة السادسة من الإسلاميين حجازية ، وهم أربعة رهط ، منهم الأحوص بن عبد الله بن محمّد بن عاصم بن قيس ، وهو أبو الأقلح (٢) ، شهد عاصم بدرا ، وقتل يوم الرجيع ، وحمته الدبر ، وهو من بني الخزرج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) قال : في تسمية أهل بدر من الأنصار ، ثم من بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف : عاصم بن ثابت بن قيس ، وقيس هو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة ، وكان لعاصم من الولد : محمّد ، وأمه هند بنت مالك بن عامر بن حذيفة بن بني جحجبا بن كلفة ، من ولده الأحوص الشاعر ، بن عبد الله بن محمّد بن عاصم ، ويكنى عاصم أبا سليمان ، وشهد عاصم بدرا وأحدا ، وكان قتله يوم الرّجيع في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة (٤).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٥) : وأبو الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان من بني ضبيعة من الأوس ، ومن ولده (٦) عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، هو الذي حمته الدّبر ، ومن أولاد عاصم : الأحوص بن محمّد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الشاعر (٧) ، واسم الأحوص : عبد الله.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أبا محمّد بن الحسين ، نا

__________________

(١) انظر طبقات الشعراء للجمحي ط بيروت ص ١٨٦.

(٢) بالأصل والجمحي : «أبو الأفلح» ، وسقطت «أبو» من المطبوعة.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٦٢.

(٤) زيد في المطبوعة : كذا قالا. والمحفوظ أن الأحوص اسمه : عبد الله بن محمّد.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ١ / ١٠٤.

(٦) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الاكمال.

(٧) زيد في الاكمال والمطبوعة : المشهور.

١٩٨

المعافى بن زكريّا (١) ، نبأ محمّد بن القاسم الأنباري ، أنا أبو علي العنزي ، نا محمّد بن عبد الرّحمن الذارع ، حدّثني الوليد بن هشام القحذمي ، قال :

وقد وفد من أهل المدينة إلى الوليد بن عبد الملك بالشام ، فبينما هو جالس والناس عنده إذ دخل عليه عبد الأحوص بن محمّد الأنصاري ، فقال : أعوذ بالله وبك يا أمير المؤمنين مما يكلفني الأحوص ، قال : وما يكلفك؟ فأخبره أنه يريده على أمر مذموم ، فقال له الوليد : كذبت أي عدو الله على مولاك ، اخرج ، قال : فخرج ، فلما شاع الخبر اندسّ الأحوص إلى غلام رجل من آل أبي لهب فقال له : إن دخلت على أمير المؤمنين فشكوت من مولاك ما شكا عبدي مني أعطيتك مائتي دينار ، فدخل العبد على الوليد فشكا من مولاه ما شكا عبد الأحوص منه ومولاه جالس عند الوليد في السماطين ، فنظر إليه الوليد فقال : ما هذا يا فلان ، قال : مظلوم يا أمير المؤمنين ، والله ما كان هذا ، وهذا وفد أهل المدينة فسلهم عنّي ، فسألهم فقالوا : ما أبعده (٢) مما رماه به غلامه ، فقال : خذوه ، فأخذ الغلام فضرب بين يدي الوليد فقال : يا أمير المؤمنين لا تجعل عليّ حتى أخبرك بالأمر ، أتاني الأحوص فجعل لي مائتي دينار على أن أدخل عليك وأشكو من مولاي ما شكا عبده منه ، فأرسل إلى الأحوص ، فأتي به ، فأمر به الوليد فجرّد وضرب بين يديه ضربا مبرحا ، وقال : أي عدو الله ، سترت عليك ما شكا عبدك فعمدت إلى رجل من قريش تريد أن تفضحه؟ فسيّر إلى دهلك (٣) جزيرة في البحر ، فلم يزل مستترا (٤) أيام الوليد وسليمان ، فلما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز رجع الأحوص إلى المدينة وقال : هذا رجل أنا خاله ـ يعني عمر ـ فلم يصنع.

كانت أم عمر بن عبد العزيز أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب ، وأم (٥) أمّ عاصم أنصارية بنت عاصم بن أبي الأقلح الأنصاري.

قال المعافي : هو عاصم بن ثابت بن قيس ـ وهو أبو الأقلح ـ فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز ، فأمر به فردّ إلى دهلك.

فلما قام يزيد بن عبد الملك رجع الأحوص إلى المدينة ، ثم إنّه خرج وافدا إلى يزيد بن

__________________

(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا ٤ / ٦٣ وما بعدها وقارن بالأغاني ٤ / ٢٣٨ و ٢٤٩ ـ ٢٥١.

(٢) عن الجليس الصالح ، وبالأصل : بعده.

(٣) دهلك : جزيرة في بحر اليمن ، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة (معجم البلدان).

(٤) كذا بالأصل ، وفي الجليس الصالح : مسيّرا.

(٥) «وأم» ليست في الجليس الصالح.

١٩٩

عبد الملك فمرّ بمعبد (١) المغنّي فقال له : معبد : الصحبة يا أبا عثمان ، قال : ما أحب أن تنصحني (٢) ، تقول وفود العرب هذا ابن الذي حمت لحمه الدبر والغسيل معبد معه مغنّ ، قال : لا بدّ والله من الصحبة ، فلما أبى إلّا أن يصحبه ذهب ، فلما نزل البلقاء ، وهي من الشام ، أصابهم مطر من الليل ، فأصبحت الغدر مملوءة ، فقال الأحوص : لو أقمنا اليوم هاهنا ، فتغدّينا على هذا الغدير ، ففعلا ، ورفع لهما قصر لم يريا بناء غيره ، فلما أصبحوا خرجت جارية معها جرّة إلى غدير من تلك الغدر ، فملأت جرّتها ، فلما رفعتها وحضرت (٣) بها رمت بالجرّة فكسرتها ، فقال معبد للأحوص : أرأيت ما رأيت وما صنعت هذه؟ قال : نعم ، فأرسل إليها الأحوص بعض غلمانه فقال : ما حملك على ما صنعت ، فقد رأينا الذي صنعت؟ قالت : إنّي طربت ، قال : وما أطربك؟ قالت : ذكرت صوتا كنا نغني به أنا وصواحب لي بالمدينة فأطربتني (٤) فكسرت الجرة ، قال : وما الصوت قالت :

يا بيت عاتكة التي أتعزّل

حذر العدى وبه الفؤاد موكّل

قال : ولمن هذا الشعر؟ قالت : للأحوص الأنصاري ، قال : والغناء؟ قالت : لمعبد ، فقالا لها : أفتعرفينا؟ قالت : لا ، قال : فأنا الأحوص وهذا معبد ، لمن كنت بالمدينة؟ قالت : لآل فلان ، اشترتني (٥) أهل هذا القصر فصرت هاهنا ما أرى أحدا غيرهم ، وقالت : فإنّ لي حاجة قالا : ما حاجتك؟ قالت لمعبد : تغنّيني قال الأحوص لمعبد : غنّها ، قال فجعلت تقترح ويغنّيها حتى قضت حاجتها ثم قالا لها : أتحبّين أن نعمل لك في الخروج من هاهنا؟ قالت : نعم ، قالا : (٦) : فإن نحن فعلنا أتشكريننا؟ قالت : نعم (٧) ، فلما قدما على يزيد بن عبد الملك ودخلا عليه قال الأحوص : يا أمير المؤمنين إني رأيت في مسيرنا عجبا ، نزلنا إلى البلقاء فرأينا جارية ، وقصّ عليه قصّتها ، قال : أفتعرفها؟ قال : نعم ، فسمّاها وأهلها وموضعها ، وقال : يا أمير المؤمنين أنا الذي أقول فيها :

إنّ زين الغدير من كسير (٨) الجرّ

وغنى غنّاء فحل مجيد

قلت : من أنت يا ظعين؟ فقالت :

كنت فيما مضى لآل الوليد

__________________

(١) عن الجليس الصالح وبالأصل : بعبد.

(٢) كذا ، وفي الجليس الصالح : تصحبني.

(٣) كذا بالأصل ، وفي الجليس الصالح : ومضت بها.

(٤) الجليس الصالح : فأطربني.

(٥) الجليس الصالح : اشتراني.

(٦) ما بين الرقمين ليس في الجليس الصالح.

(٧) ما بين الرقمين ليس في الجليس الصالح.

(٨) الجليس الصالح : كسر.

٢٠٠